المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد وفرائد أهل الحديث



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 [20]

حسن المطروشى الاثرى
2023-02-03, 08:45 PM
يقول ابن القيم - رحمه الله -:
*وأيُّ عُضْوٍ كَثُرَتْ رِياضَتُهُ قَوِيَ، وخُصُوصًا عَلى نَوْعِ تِلْكَ الرِّياضَةِ، بَلْ كُلُّ قُوَّةٍ فَهَذا شَأْنُها، فَإنَّ مَنِ اسْتَكْثَرَ مِنَ الحِفْظِ قَوِيَتْ حافِظَتُهُ، ومَنِ اسْتَكْثَرَ مِنَ الفِكْرِ قَوِيَتْ قُوَّتُهُ المُفَكِّرَةُ، ولِكُلِّ عُضْوٍ رِياضَةٌ تَخُصُّهُ*
{زاد المعاد في هدي خير العباد ٤/‏٢٢٦ }

أبو محمد الشركسي
2023-02-06, 08:56 PM
فائدة لطيفة

قال الخطابي في "معالم السنن" (4/300):
وفي قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" دليل على أن الواحد من الخلفاء الراشدين إذا قال قولا، وخالفه فيه غيره من الصحابة كان المصير إلى قول الخليفة أولى".

وقال ابن القيم في "إعلام الموقعين" (4/91) عن أقوال الخلفاء الراشدين:
"والصحيح أن الشق الذي فيه الخلفاء أو بعضهم أرجح، وأولى أن يؤخذ به من الشق الآخر، فإن كان الأربعة في شق فلا شك أنه الصواب، وإن كان أكثرهم في شق فالصواب فيه أغلب، وإن كانوا اثنين واثنين فشق أبي بكر وعمر أقرب إلى الصواب، فإن اختلف أبو بكر وعمر فالصواب مع أبي بكر. وهذه جملة لا يعرف تفصيلها إلا من له خبرة واطلاع على ما اختلف فيه الصحابة وعلى الراجح من أقوالهم".

وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2/776-777):
"ولو قال بعض الخلفاء الأربعة قولا، ولم يخالفه منهم أحدٌ، بل خالفه غيرُه من الصَّحابة، فهل يقدم قولُه على قول غيره؟
فيه قولان أيضا للعلماء، والمنصوص عن أحمد أنه يُقدم قوله على قول غيره من الصَّحابة، وكذا ذكره الخطابي وغيره، وكلام أكثر السَّلف يدل على ذلك، خصوصا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فإنه روي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من وجوه أنه قال: "إنَّ الله جعل الحقَّ على لسان عمرَ وقلبه".
وقال مجاهد: "إذا اختلف الناس في شيء، فانظروا ما صنع عمر، فخذوا به".
وقال أيوب عن الشعبي: "انظروا ما اجتمعت عليه أمَّة محمد، فإن الله لم يكن ليجمعها على ضلالة، فإذا اختلفت، فانظروا ما صنع عمر بن الخطاب، فخذوا به".
وقال وكيع: "إذا اجتمع عمر وعليّ على شيء - فهو الأمر".

أبو محمد الشركسي
2023-02-08, 05:47 AM
عن الحسن قال: "ذكروا عند معاوية - رضي الله عنه - شيئا تكلموا فيه، والأحنف بن قيس ساكت، فقال معاوية: "يا أبا بحر، ما لك لا تتكلم؟" قال: "أخشى الله إن كذبت، وأخشاكم إن صدقت".
أخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (1353)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (62)، وابن وضاح في "البدع" (269)، وحسن إسناده محققه.

حسن المطروشى الاثرى
2023-02-09, 04:39 PM
[أكثر ما نجد الردة فيمن عنده قرآن بلا علم وإيمان]

•-قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:

إن الإنسان قد يؤتـى إيمانا مع نقص علمه، فمثل هذا الإيمان قـد يرفـع من صـدره كإيمـان بني إسرائيل لما رأوا العجل، وأمـا من أوتـي العلم مـع الإيمان فهذا لا يرفـع من صدره، ومثـل هـذا لا يرتد عن الإسـلام قط، بخـلاف مجـرد القرآن أو مجـرد الإيمـان فـإن هـذا قد يرتفـع، فهذا هو الواقـع، لكن أكثـر ما نجد الردة فيمن عنـده قـرآن بلا علـم وإيمـان أو مـن عـنـده إيـمان بـلا علـم وقـرآن، فأمـا مـن أوتي القرآن والإيمـان فحصل فـيه العلم فهذا لا يرفع من صدره، والله تعالى أعلم ..

| مجموع الفتاوى (٣٠٥/١٨).

عبد الرحمن هاشم بيومي
2023-02-10, 04:13 PM
عن الحسن قال: "ذكروا عند معاوية - رضي الله عنه - شيئا تكلموا فيه، والأحنف بن قيس ساكت، فقال معاوية: "يا أبا بحر، ما لك لا تتكلم؟" قال: "أخشى الله إن كذبت، وأخشاكم إن صدقت".
أخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (1353)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (62)، وابن وضاح في "البدع" (269)، وحسن إسناده محققه.
قلتُ: في التحسين نظر تحسين المحقق عمرو بن عبد المنعم جزاه الله خيرا وحفظه.
وقد وقع في المطبوع (269) : نا أسد قال: نا [ضمرة] , عن ابن المبارك , عن ابن عون , عن الحسن قال: فذكره.
وكذلك في المخطوط وقع، وما بيع المعكوفتين عدلها المحقق؛ لتصحفها إلى حمزة.
قلتُ: وقد وقع سقط وتحريفات في الإسناد التالي كما نبه المحقق، وكان ينبغي أن ينبه هنا أيضا أنه وقع سقط.
فضمرة بن ربيعة الفلسطيني لا يروي عن ابن المبارك، فربما كان هنا إسنادان إسناد لضمرة، وإسناد إلى ابن المبارك.
وغالب الواسطة بين ابن وضاح وابن المبارك هو إما محمد بن يحيى الذهلي عن أسد بن موسى عنه.
أو محمد بن سعيد بن أبي مريم عن أسد بن موسى عنه، والله أعلم.
وقد توبع فيما خرجه ابن المبارك في الزهد [1353]، رواية الحسين، فقال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: فذكره.
وتوبع فيما خرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى [7 : 47]، فقَالَ:
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: فذكره.
وتوبع فيما خرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (١٣٠٨)، ومن طريقه أبو موسى في اللطائف (234)، فقال:
حدثني عبيد الله بن عمر، حدثنا سليم بن النضر، حدثنا ابن عون، أنبأني الحسن، قال: فذكره.
وتوبع فيما خرجه ابن قتيبة في عيون الأخبار، فقال: بلغني عن أبي أسامة عن ابن عون عن الحسن قال: فذكره.
وتوبع فيما خرجه التبريزي في النصيحة [94]، من طريق أبي يحيى البزاز، قال: ثنا بندار محمد بن بشار، قال:
ثنا معاذ، قال: ثنا ابن عون، عن الحسن قال: كانوا عند معاوية، وعنده الأحنف بن قيس، قال:
فتكلموا، والأحنف ساكت؛ فقال له معاوية يا أبا مالك ألا تتكلم؟ قال: فذكره.
والحسن البصري رحمه الله لا أعلمه سمع من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ثم هو كثير التدليس والإرسال.
ولعل مستند من حسن أنه وصل فيما خرجه ابن عبد البر في التهميد والاستذكار، فقال:
حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا أحمد بن الفضل، حدثنا محمد بن جرير، حدثنا جعفر بن مكرم،
حدثنا قريش بن أنس، عن ابن عون، عن الحسن عن الأحنف: أنه كان جالسا عند معاوية فقال:
يا أبا بحر ألا تتكلم؟ قال: "إني أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت". اهـ.
قلتُ: هذا منكر، في الإسناد أحمد بن الفضل البهراني الدينوري، قال عنه ابن الفرضي:
"كان يكتب كتابا ضعيفا يخل بالهجاء، .. ولزم محمد بن جرير الطبري وسمع منه مصنفاته فيما زعم ولم يكن ضابطا لما روى". اهـ.
وقال عنه ابن مفرح القرطبي: "لقد كان الدينوري بمصر يلعب به الأحداث ويتغامزون عليه ويسرقون كتبه وما كان ممن يكتب عنه بحال". اهـ.
وفي الإسناد قريش بن أنس اختلط بأخرة.
والشيء الذي تكلموا فيه عند معاوية رضي الله عنه في تولية ابنه يزيد.
ففي ربيع الأبرار للزمخشري (4/342)، قال:
قال رجل لمعاوية حين عقد ليزيد: اعلم أنك لو لم تول أمور المسلمين هذا لأضعتها،
والأحنف جالس، فقال له معاوية: يا أبا بحر، مالك لا تقول؟ فقال: أخاف الله أن كذبت، وأخافكم أن صدقت.
فقال: جزاك الله عن الطاعة خيرا، فما تقول في بيعة يزيد؟ قال:
"أنت أعلم بليله ونهاره، فلا تلقمه الدنيا وأنت منتقل إلى الآخرة". وأمر له بألوف. اهـ.
ذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار.
وفيما خرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق الأصمعي، قال: ثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثني عمرو بن جبلة قال
أرق معاوية بن أبي سفيان ذات ليلة فبعث إلى الأحنف بن قيس، فقال له يا أبا بحر كيف رضاك عن الولد؟
فقال الأحنف: فعلمت أنه قد عتب على يزيد فتكلمت بكلام لو كنت فيه سنة ما زدت. فقلت له:
يا أمير المؤمنين هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم سماء ظليلة وأرض ذليلة بهم نصول على كل حليلة.
فإن غضبوا فارضهم وإن سألوا فاعطهم يمحضوك ودهم ويلطفوك جهدهم، ولا تكن عليهم قفلا:
لا تعطهم نزرا فيملوا حياتك ويكرهوا قربك فقال معاوية: لله درك يا أبا بحر، ثم قال معاوية:
يا غلام أئت يزيد فأقره مني السلام وقل له إن أمير المؤمنين قد أمر لك بمائة ألف درهم ومائة ثوب.
فقال يزيد للرسول: من عند أمير المؤمنين، قال الأحنف: فقال يزيد: لا جرم لأقاسمنه فبعث إلى الأحنف بخمسين ألفا وخمسين ثوبا". اهـ.
توبع فيما خرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال ١٥٢، فقال:
حدثنا الحسين بن الحسن، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثني صاحب لنا يكنى أبا واثلة، به.
ولموقف مشابه فيما خرجه الطبري في تاريخه، فقال: حدثني عمر، قال: حدثني علي، قال:
وفد عبيد الله بن زياد في أهل العراق إلى معاوية فقال له: ائذن لوفدك على منازلهم وشرفهم، فأذن لهم.
ودخل الأحنف في آخرهم، وكان سيئ المنزلة من عبيد الله، فلما نظر إليه معاوية رحب به، وأجلسه معه على سريرة، ثم تكلم القوم فأحسنوا الثناء على عبيد الله، والأحنف ساكت، فقال: ما لك يا أبا بحر لا تتكلم! قال: إن تكلمت خالفت القوم فقال: انهضوا فقد عزلته عنكم، واطلبوا واليا ترضونه، فلم يبق في القوم أحد إلا أتى رجلا من بني أمية أو من أشراف أهل الشام، كلهم يطلب، وقعد الأحنف في منزله، فلم يأت أحدا، فلبثوا أياما، ثم بعث إليهم معاوية فجمعهم، فلما دخلوا عليه قال: من اخترتم؟

فاختلفت كلمتهم، وسمى كل فريق منهم رجلا والأحنف ساكت، فقال له معاوية: ما لك يا أبا بحر لا تتكلم! قال: إن وليت علينا أحدا من أهل بيتك لم نعدل بعبيد الله أحدا، وإن وليت من غيرهم فانظر في ذلك، قال معاوية: فإني قد أعدته عليكم، ثم أوصاه بالأحنف، وقبح رأيه في مباعدته، فلما هاجت الفتنة لم يف لعبيد الله غير الأحنف". اهـ.

والله أعلم.

أبو محمد الشركسي
2023-02-11, 03:40 AM
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
"إن الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة. يؤتى بالرجل يوم القيامة وإن كان قتل في سبيل الله فيقال: "أد أمانتك"، فيقول: "وأنى أؤديها وقد ذهبت الدنيا؟"، فتمثل له الأمانة في قعر جهنم فيهوي إليها فيحملها على عاتقه، قال: "فتنزل على عاتقه فيهوي على أثرها أبد الأبد".
قال زادان: "فأتيت البراء بن عازب - رضي الله عنه -، فحدثته، فقال: "صدق أخي، أما سمعت يقول الله: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها". (النساء: 58).
رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/985)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/323).
وقال عبد الله بن أحمد في "مسائل الإمام أحمد" (ص 254):
"فقال أبي: "هذا الحديث رواه الثوري وأبو سنان الصغير وهو الشيباني، اسناده اسناد جيد".
وقال الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (2/333):
"وإسناده حسن، بخلاف المرفوع، فهو ضعيف، وهو مخرج في "الضعيفة" (4071). ومن تخاليط الثلاثة وجهلهم أنهم لم يقفوا عند ما نقلوه عن الإمام أحمد أنه قال في الموقوف: "إسناده جيد"، بل تعالوا عليه، وقالوا: "ضعيف، رواه البيهقي (5266) وفيه الأعمش وأبو عمر الكندي، كلاهما يرسل"! وهذا منتهى الجهل، فإن مثل هذا الإعلال قد يفيد لو كان الحديث مرسلا، فكيف وهو عن ابن مسعود مسندا، وجوّده أحمد؟! ولكنه التعالم".

ماجد مسفر العتيبي
2023-02-11, 09:27 PM
قال عمّار رضي اللّه عنه‏:‏ ثلاثٌ من جَمعهنّ فقد جمعَ الإِيمانَ؛ الإِنصافُ من نفسك، وبذلُ السَّلام للعالم، والإِنفاقُ من الإِقتار‏.‏ رواه البخاري

قلت‏ -والقائل هو الامام النووي رحمه الله-:‏
قد جمعَ في هذه الكلمات الثلاث خيراتِ الآخرة والدنيا، فإنَّ الإِنصافَ يقتضي أن يؤدّي إلى اللّه تعالى جميع حقوقه وما أمره به، ويجتنب جميع ما نهاه عنه، وأن يؤدّي إلى الناس حقوقهم، ولا يطلب ما ليس له، وأن ينصف أيضاً نفسه فلا يوقعها في قبيح أصلاً‏.‏
وأما بذلُ السلام للعالم فمعناه لجميع الناس، فيتضمن أن لا يتكبر على أحد، وأن لا يكون بينه وبين أحد جفاء يمتنع من السلام عليه بسببه‏.‏
وأما الإِنفاق من الإقتار فيقتضي كمال الوثوق باللّه تعالى والتوكل عليه والشفقة على المسلمين إلى غير ذلك، نسأل اللّه تعالى الكريم التوفيق لجميعه‏.
[الاذكار ص393]

أبو محمد الشركسي
2023-02-11, 11:43 PM
قال الإمام ابن القيم في "مدارج السالكين" (3/93):
"وأما التغافل عن الزلة، فهو أنه إذا رأى من أحد زلة لم يوجب عليه الشرع أخذه بها أظهر أنه لم يرها، لئلا يعرض صاحبها للوحشة، ويريحه من تحمل العذر.
وفتوة التغافل أرفع من فتوة الكتمان مع الرؤية.
قال أبو علي الدقاق - رحمه الله -: "جاءت امرأة فسألت حاتما عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة، فخجلت، فقال حاتم: "ارفعي صوتك"، فأوهمها أنه أصم، فسرت المرأة بذلك وقالت: "إنه لم يسمع الصوت"، فلقب بحاتم الأصم".
وهذا التغافل هو نصف الفتوة".

ماجد مسفر العتيبي
2023-02-17, 10:24 AM
قال الامام النووي رحمه الله في كتاب الاذكار ص447:

"إذا احتاجتْ المرأة إلى كلام غير المحارم في بيع أو شراء أو غير ذلك من المواضع
التي يجوز لها كلامه فيها فينبغي أن تفخِّمَ عبارتَها وتغلظها ولاتليِّنها مخافةً من طمعه فيها‏".‏

حسن المطروشى الاثرى
2023-02-19, 06:03 AM
قال القرطبي في قوله تعالى:

﴿أَنِ ٱعْمَلْ سَٰبِغَٰتٍ وَقَدِّرْ فِى ٱلسَّرْدِ ۖ وَٱعْمَلُوا۟ صَٰلِحًا ۖ إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ سبأ

في هذه الآية دليل على تعلم أهل الفضل الصنائع، وأن التحرف بها لا ينقص من مناصبهم، بل ذلك زيادة في فضلهم وفضائلهم؛ إذ يحصل لهم التواضع في أنفسهم، والاستغناء عن غيرهم، وكسب الحلال الخلي عن الامتنان.

[القرطبي:١٧/٢٦٣]

حسن المطروشى الاثرى
2023-02-19, 06:04 AM
‏قال العلامة ابن القيّم رحمه الله :

ما مضى لا يُدفع بالحزن: بل بالرِّضا والحمد، والصَّبر والإيمان بالقدر، وقول العبد :

*"قدَّر اللَّـه و ما شاء فعل"*


-زاد المعاد(٢/ ٣٢٧)

حسن المطروشى الاثرى
2023-02-19, 06:05 AM
قال القرطبي في قوله تعالى:

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ﴾ فاطر

قال سعيد بن جبير: غرور الحياة الدنيا: أن يشتغل الإنسان بنعيمها ولذاتها عن عمل الآخرة، حتى يقول:﴿يا ليتني قدمت لحياتي﴾ [الفجر: ٢٤].

[القرطبي:١٧/٣٤٦]

حسن المطروشى الاثرى
2023-02-21, 07:24 PM
قال الشافعي: (المراء في العلم يقسي القلوب، ويورث الضغائن).

الآداب الشرعية، لابن مفلح (1/202) .

ماجد مسفر العتيبي
2023-02-24, 09:58 AM
قال بعضُهم‏:‏ ما رأيتُ شيئاً أذهبَ للدين ولا أنقصَ للمروءة ولا أضيعَ للذة ولا أشغلَ للقلب من الخصومة‏.‏
[الاذكار ص 588]

حسن المطروشى الاثرى
2023-02-26, 08:39 PM
قال ابن تيمية في المنهاج (٢/ ٦١٩ - ٦٢٠) : (كما أن أبا حنيفة وإن كان الناس خالفوه في أشياء وأنكروها عليه فلا يستريب أحد في فقهه وفههمه وعلمه وقد نقلوا عنه أشياء يقصدون بها الشناعة عليه وهي كذب عليه قطعا)

حسن المطروشى الاثرى
2023-02-27, 11:36 AM
● *مما يعين بعض الأفهام الضعيفة*●
قال أبو حامد الغزالي -رحمه الله-:
"أحسن علاج الأفهام الضعيفة :
*الاستدراج والاستجرار إلى الحق بعكازة الأمثلة*".

▪︎ حقيقة القولين ص٢٩٨

حسن المطروشى الاثرى
2023-02-27, 11:37 AM
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : " *الحقُّ جلّ جلاله غيورٌ ، لا يرضى ممن عرفه ووجد حلاوة معرفته ، واتصل قلبُهُ بمحبّته والأُنْسِ به ، وتعلّقت روحُهُ بإرادة وجهِهِ الأعلى : أنْ يكون له الْتِفاتٌ إلى غيره البتة* " .

حسن المطروشى الاثرى
2023-02-27, 07:24 PM
قال الشيخ بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية ص: ٣٠٣/ ٢ (السيدة عائشة رضي الله عنها ههنا أمور: السيادة للنساء مثل قول: لسيدة عائشة، السيدة خديجة، السيدة فاطمة، هذا لم يكن معروفا في لسان السلف و الخير في اتباعهم) و عزا موضع ذلك للمجموع الثمين ١/ ١٢

أبو محمد الشركسي
2023-02-28, 11:03 PM
قال الشيخ عماد الدين إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي موصيا تلميذه الحافظ الضياء المقدسي:
"أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه، فإنه يتيسر لك الذى تطلبه على قدر ما تقرأ".
فقال الضياء المقدسي: "فرأيت ذلك وجربته كثيرا، فكنت إذا قرأت كثيرا تيسر لى من سماع الحديث وكتابته الكثير، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لى".
من "ذيل طبقات الحنابلة" (2/98).

أبو محمد الشركسي
2023-03-01, 09:07 PM
قال الإمام الأوزاعي: "أدركت الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم".


رواه حرب الكرماني قي "مسائله" (988).



وقال الإمام ابن أبي داود: "هذه سنة تفرد بها أهل المدينة، وهذا قول أصحاب الحديث: وضع اليدين قبل الركبتين".

نقله الدارقطني في "الأفراد" (2/297).

أبو محمد الشركسي
2023-03-04, 11:12 AM
قال العلامة ابن حزم في "الأخلاق والسير" (ص 23):
"لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون".

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-06, 09:45 PM
قال الماوردي: العاقل يسعَدُ مُواليهِ بعقلِه، ويعتصمُ مُعاديهِ بعدله.
أدب الدنيا والدين، ص٢٧

أبو محمد الشركسي
2023-03-07, 02:09 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (28/237):
"ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى. تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول: "ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير ولا أحب الغيبة ولا الكذب؛ وإنما أخبركم بأحواله". ويقول: "والله إنه مسكين أو رجل جيد؛ ولكن فيه كيت وكيت". وربما يقول: "دعونا منه الله يغفر لنا وله"؛ وإنما قصده استنقاصه وهضم لجانبه. ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا؛ وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه".

وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في "الرد الوافر" (ص 13): "هيهات هيهات إن في مجال الكلام في الرجال عقابات، مرتقيها على خطر ومرتقبها هوى، لا منجى له من الأثم ولا وزر فلو حاسب نفسه الرامي أخاه: ما السبب الذي هاج ذلك؟ لتحقق أنه الهوى الذي صاحبه هالك".

أبو محمد الشركسي
2023-03-07, 05:32 PM
عن الأعمش أنه قال لإبراهيم النخعي: "أسند لي عن عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه -"، فقال إِبراهيم: "إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت، وإذا قلتُ: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله".
أخرجه الترمذي في "العلل الصغير" (ص 754).
وقال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" (1/38): "في هذا الخبر ما يدل على أن مراسيل إبراهيم النخعي أقوى من مسانيده، وهو لعمري كذلك، إلا أن إبراهيم ليس بمعيار على غيره".
وقال الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (1/542): "وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند، لكن عن النخعي خاصة، فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة".

أبو محمد الشركسي
2023-03-07, 07:50 PM
ذكر العلامة ابن حزم في كتيّبه المعنون بـ"الرسالة الباهرة في الرد على الأقوال الفاسدة" (ص 20-21) كلمة منسوبة لابن وهب: "الحديث مضلة إلا للفقهاء، ولولا مالك والليث لضللنا"، فقال:
"وهذا بعيد جداً عن ابن وهب أن يقول مثل هذا الكلام الباطل القبيح الجامع للبلاء الناقض لعرا الإسلام.
وليت شعري إذا كان الحديث الثابت عن رسول الله ﷺ مضلة، فأين المهداة؟! أفي الاستحسان، والرأي يُحرّم بها في دين الله تعالى ويحلل، وتُفرض بها الفرائض، وتسقط بهما الشرائع، وتحدث بها الديانة، ويحكم بها على الله عز وجل؟! إن هذا لهو الضلال المبين.
والله تعالى يقول مخاطبا لنبيه ﷺ: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} (النحل: آية 44)، فلم يجعل الله - عز وجل - التبيين إلا في حديث رسول الله ﷺ لا في شيء سواه .
وليت شعري من هم الفقهاء إلا أصحاب الحديث العالمون بصحيحه، الذين يدينون به ربهم من السقيم الساقط الذي يعول عليه أهل الرأي.
وأما أصحاب الحديث فهم العالمون بناسخه من منسوخه، وكيف يضم إلى القرآن وكيف يستعمل جميعه، ويستثنى بعضه من بعض، العالمون بأخبار الصحابة والتابعين من بعدهم، فما نعلم الفقهاء إلا هؤلاء.
وأما من أخذ برأي إنسان واحد لا يعدوه، فما يعرف ما صح عن النبي ﷺ، ولا ما أجمع عليه العلماء مما اختلفوا فيه، فما عرف قط ما هو الفقه، ولا للفقه إليه طريق، بل هو خابط خبط عشواء في الدين، راكب مضلة لا يدري حقيقة ما يعتقد من باطله.
ومن العجب أيضا أن يقول القائل: "لولا مالك والليث لضللنا".
فليت شعري، كيف كان المسلمون قبل أن يولد مالك والليث؟! أعلى ضلال كانوا حتى ولدا هذان الرجلان؟ حاش لله من ذلك، نَبْرأ إلى الله - عز وجل - من كل هدى أتانا به مالك والليث مما لم يكن معروفا عن رسول الله ﷺ، ومن قبل أن يولدا هما وأبوهما، ومعاذ الله من أن تكون هذه الصفة لأحد من الناس غير رسول الله ﷺ، الذي يقول له ربه تعالى: {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} (سورة إبراهيم: آية 1).
وأيضاً: فإن القائل لهذا القول الساقط مفضّل لمالك والليث على رسول الله ﷺ، ولولا مالك والليث لضل، ولم يستغن بالنبي ﷺ عنهما، وهذا كفر صريح مجرد.
وأيضا: أفي ضلال هو من لقي العلماء غير هذين الرجلين؟ إن هذا لعجب، ومعاذ الله أن يكون هذا الكلام السخيف ثابتا عن ابن وهب، فإنه قد أخذ فأكثر عن سفيان الثوري وابن عيينة وابن جريج وعمرو بن الحارث وابن أبي ذئب، فليت شعري أضلالا أخذ عن هؤلاء أم هدى؟! بل ما نقل العلماء قديما وحديثاً إلا الهدى الذي اهتدى به مالك والليث ومن قبلهما ومن بعدهما من الإنس والجن.
ومن العجب أن الجهّال المعجبين بهذا الكلام الفاسد لا يلتفتون إلى أقوال الليث، فقد تركوا نصف الهدى، فليزمهم على هذا أنهم على نصف الضلالة.
وقد قلنا إن مثل هذا لا يصح عن ابن وهب".

أبو محمد الشركسي
2023-03-08, 06:05 PM
سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
"ماذا تقولون في الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وكان قد توفي قبل فترة".
فأجاب: "مثلي لا يتكلم عنه، لأنه أعلم مني وأنفع مني للأمة، ونشهد الله على حبه، وهو أول من فتح الباب للبحث في علم الحديث، ونفع الله به الأمة".
من "الدر الثمين في ترجمة فقيه الأمة العلامة ابن عثيمين" (ص 240).

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-08, 07:55 PM
ابن تيمية: فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة وإن كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لايقدرون على التزامه، بل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها.

أبو محمد الشركسي
2023-03-08, 11:18 PM
قال الشيخ الألباني - رحمه الله -: "يعتبر (أي: حلق اللحية) شرعا فسقا، وكتب الفقهاء تنص أن شهادة الحليق لا تقبل. ومن عجب فوارق عجيبة جدا كانوا من قبل إذا أرادوا أن يهينوا شخصا إهانة حلقوا له لحيته، الآن المسلم بيهين نفسه بنفسه وهو لا يدري ولا يشعر هذه مصيبة".
من "سلسلة الهدى والنور" (732).

أبو محمد الشركسي
2023-03-09, 06:13 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الرد على السبكي في مسألة تعليق الطلاق" (626/2-628):
"قوله (أي: السبكي): "لا نعدل عن ذلك إلا بنقل صريح عن إمام معتبر".
يقال له: ما تعني بالإمام المعتبر؟ وما تعني بكونه معتبرا؟ ومن هو الذي يعتبره؟ فما من عالم من علماء المسلمين إلا وله طائفة تعتبره وتعظم أقواله، وطائفة تخالف أقواله وتضعفها؛ فإن أردت من يعتبر أقواله جميع المسلمين.
ثم اعتبار أقواله؛ قد يعني به حكايتها والاعتناء بها، وقد يعني به تقليدها واتباعها، وقد يعني به الاعتداد بخلافه؛ وكل هذا مما اختلف فيه الناس: تارة بحسب علمهم وقدرتهم، وتارة بحسب قصدهم وإرادتهم؛ فهذه الطوائف تحكي أقوال قوم لا تحكيها هذه الطائفة، وتتبع أقوال قوم لا تتبعها هذه الطائفة، وتعتد بخلاف قوم لا تعتد بخلافها هذه الطائفة، ومن له خبرة بأقوال العلماء، وقول بعضهم في بعض يعرف هذا، فطائفة لا تعد خلاف الشافعي خلافا؛ كالقاضي إسماعيل بن إسحاق وغيره، وطائفة لا تعد خلاف أبي حنيفة خلافا؛ كأكثر أهل الحديث، وطائفة تقول: كان ينبغي لمالك أن يسكت؛ كما قال محمد بن الحسن وغيره، إلى أمور أخرى يطول وصفها.
وأيضا؛ فيقال: من هؤلاء المعتبرون الذين فرض الله - تعالى - على جميع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - شرقا وغربا ألا يعتبروا إلا أقوالهم دون أقوال من نازعهم؟ ومن أين نعلم ذلك؟ وما الدليل على ذلك؟ وهل يتكلم بهذا من يعرف الأدلة الشرعية وأصول الفقه التي تبنى عليها الأحكام؟
وكذلك قوله: "عن إمام"؛ ماذا تعني بالإمام؟ أتعني بالإمام من ائتم به طائفة من المسلمين؟ فما من عالم من العلماء إلا وله طائفة تأتم به.
أم تعني به من ائتم به جميع المسلمين؟ فليس في العلماء من يتبعه جميع المسلمين، بل ولا أكثرهم في مفرداته.
أم من صنفت الكتب على مذاهبهم؟ فمعلوم أن الصحابة والتابعين لهم بإحسان يعتد بخلافهم بإجماع المسلمين، ولم تصنف على مذاهبهم كتب، ولم تصنف الكتب على مذاهبهم كما صنفت على مذاهب الأئمة الأربعة أو الخمسة أو الستة أو السبعة، بل صنفت الكتب على مذهب أبي حنيفة ومالك والأوزاعي والثوري والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي ثور وداود وابن جرير، وكل من هؤلاء له أتباع ولهم مصنفات على مذهبه. ومعلوم باتفاق المسلمين أن الصحابة الذين هم أجل من هؤلاء يعتد بأقوالهم في الخلاف وإن لم يكونوا كذلك، وكذلك التابعون، وكذلك سائر العلماء مثل: الليث بن سعد وحماد بن سلمة وابن جريج وسفيان بن عيينة وسليمان التيمي وأشعث وغيرهم".

أبو محمد الشركسي
2023-03-11, 04:25 PM
قال الشيخ مشهور حسن - حفظه الله - في شرحه على صحيح مسلم:
"المطابع تكثر وتدور والمخطوطات كثيرة والوسائل سهلة، وكلما سهل العلم ضعفت الهمة.
فالعلة في العلم اليوم في الهمة، ليست في وسائل العلم.
والله يا إخوة أوكلني شيخنا - رحمه الله - أن أراجع أجزاء من "السلسلة الضعيفة" قبل أن تطبع، فناولني المجلد الخامس من "الضعيفة"، فأخذت الكتاب بخطه قبل أن يطبعه.
فلما أخرجته من الكيس ونظرت بكيت، فسألني الشيخ: "ما لَك؟" فما تكلمت، ورأى الدموع في عيني. الشيخ يكتب الضعيفة الخامس على أوراق هدايا، وعلى ظروف السكر والأرز، الظروف الحمراء التي كانت الناس تزن فيها السكر والأرز.
فقال لي الشيخ: "كان عندي خيوط أضعها في الحبر، ثم أجعل الخيوط على ورق، فتصبح الورقة مسطرة.
وقال الشيخ - رحمه الله -: "ما كان عندي مال اشتري ورق أكتب عليه".

وقال محمد بن إبراهيم الشيباني في كتابه "حياة الألباني" (ص 43):
"ومن شدّة العنت والفقر الذي عاشه الشيخ أنه كان لا يملك ورقة يشتريها ليسوِّدها بما مَنَّ الله تعالى عليه من علمٍ فيها، فكان يطوف في الشوارع والأزقة يبحث عن الأوراق الساقطة فيها من هنا وهناك ليكتب على ظهرها، وذلك لأن وجه الورقة يكون عادة مكتوباً فيه إما دعوة لافتتاح معرض أو حفلة زواج أو دعاية لمصنوعة من المصنوعات، وقد أطلعني الشيخ على بعض الكتب المخطوطة التي كُتِبَت بها بهذه الأوراق، وأغلبها قد تقطّعت أطرافها وتساقطت. وقال لي مرّة: "كنتُ أشتري الأوراق (سقط المتاع) بالوزن لرخصه".

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-14, 01:40 PM
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله / وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر. وفجور وطاعه ومعصيه وسنه وبدعه ، استحق من الموالاة والثواب بقدر مافيه من الخير ، واستحق من المعادات والعقاب بحسب ما فيه من الشر ، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانه ، فيجتمع له من هذا وهذا ، كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال مايكفيه لحاجته .
/{مجموع الفتاوى / م 28 ص118

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-16, 10:16 AM
لا أحسب المرأة تدخل في عمل إلا وتلونه بلونها الخاص: رقة في ضعف في تقلب.

[عبدالرزاق السنهوري]

أبو محمد الشركسي
2023-03-16, 03:56 PM
عن مروان أنه قال: "قلت لليث بن سعد ورأيته نام بعد العصر في شهر رمضان: "يا أبا الحارث، مالك تنام بعد العصر؟ وقد حدثنا ابن لهيعة عن عقيل عن مكحول عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه". قال الليث: "لا أدع ما ينفعني بحديث بن لهيعة عن عقيل".
رواه ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (5/239).

وقال الشيخ الألباني - رحمه الله - معلقا في "السلسلة الضعيفة" (1/113):
"ولقد أعجبني جواب الليث هذا، فإنه يدل على فقه وعلم، ولا عجب، فهو من أئمة المسلمين، والفقهاء المعروفين.
وإني لأعلم أن كثيرا من المشايخ اليوم يمتنعون من النوم بعد العصر، ولو كانوا بحاجة إليه، فإذا قيل له: "الحديث فيه ضعيف"، أجابك على الفور: "يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال!"
فتأمل الفرق بين فقه السلف، وعلم الخلف!"

أبو محمد الشركسي
2023-03-17, 04:09 PM
عن أبي رباح، عن سعيد بن المسيب أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع، والسجود فنهاه، فقال: "يا أبا محمد، أيعذبني الله على الصلاة؟" قال: " لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة".

رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (3/333)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/654)، وصحح إسناده الشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (2/236).
وعن عبد الرحمن بن حرملة، أن سعيد بن المسيب نظر إلى رجل صلى بعد النداء من صلاة الصبح، فأكثر الصلاة فحصبه، ثم قال: "إذا لم يكن أحدكم يعلم فليسأل، إنه لا صلاة بعد النداء إلا ركعتين". قال: فانصرف فقال: "يا أبا محمد، أتخشى أن يعذبني الله بكثرة الصلاة؟" قال: "بل، أخشى أن يعذبك الله بترك السنة".
رواه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (1/381)، وحسنه محققه.

وقال الشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (2/236):
"وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب - رحمه الله تعالى -، وهو سلاح قوى على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرا من البدع باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم، ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة! وهم فى الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة فى الذكر والصلاة ونحو ذلك".

ماجد مسفر العتيبي
2023-03-19, 07:25 AM
عن مروان أنه قال: "قلت لليث بن سعد ورأيته نام بعد العصر في شهر رمضان: "يا أبا الحارث، مالك تنام بعد العصر؟ وقد حدثنا ابن لهيعة عن عقيل عن مكحول عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه". قال الليث: "لا أدع ما ينفعني بحديث بن لهيعة عن عقيل".
رواه ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (5/239).

وقال الشيخ الألباني - رحمه الله - معلقا في "السلسلة الضعيفة" (1/113):
"ولقد أعجبني جواب الليث هذا، فإنه يدل على فقه وعلم، ولا عجب، فهو من أئمة المسلمين، والفقهاء المعروفين.
وإني لأعلم أن كثيرا من المشايخ اليوم يمتنعون من النوم بعد العصر، ولو كانوا بحاجة إليه، فإذا قيل له: "الحديث فيه ضعيف"، أجابك على الفور: "يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال!"
فتأمل الفرق بين فقه السلف، وعلم الخلف!"

عن خوَّاتِ بنِ جُبيرٍ رضي الله عنه قال: "نومُ أوَّلِ النَّهارِ خَرقٌ ، وأوسطُهُ خلقٌ ، وآخرُهُ حُمقٌ" رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الالباني

أبو محمد الشركسي
2023-03-19, 08:23 PM
عن خوَّاتِ بنِ جُبيرٍ رضي الله عنه قال: "نومُ أوَّلِ النَّهارِ خَرقٌ ، وأوسطُهُ خلقٌ ، وآخرُهُ حُمقٌ" رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الالباني

بارك الله فيك وزادك الله حرصا أخي العزيز
ولكن ما جاء عن بعض السلف من الآثار التي ظاهرها تنهى عن النوم بعد العصر، فهي محمولة على الكراهة من جهة عادات وطب العرب قديم، لا من جهة الشرع، لأن الأحاديث المرفوعة في النهي عن النوم بعد العصر ليست بصحيحة كما قال غير واحد من المحققين، ولا يقال بأنه غير جائز لأن الأصل إباحة النوم في كل وقت إلا إذا ترتب عليه التفريط في أداء الواجبات.
قال عبد الله بن مانع الروقي في كتابه "فقه عمل اليوم والليلة" (ص 189):
"ولا يصح نهي عن النوم في مثل هذا الوقت، وبكل حال لا لوم في النوم لمن لم يفته شئ من الواجبات الشرعية من حق الخالق وحق المخلوق، ولكن شتان بين نوم الأكياس، ونوم البطالين.
وكان أكثر نوم شيخنا العلامة ابن باز - رحمه الله - في النهار إنما هو بعد العصر؛ لقيامه بأعمال كثيرة، وأعباء ثقال شتى تنوء بها العصبة من الأقوياء".

أبو محمد الشركسي
2023-03-19, 08:26 PM
عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: "حظ من علم أحب إلي من حظ من عبادة، ولأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر، ونظرت في الخير الذي لا شر فيه فلم أر مثل المعافاة والشكر".
رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (10/288)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/82)، بإسناد صحيح كما في تحقيق "الطيوريات" (3/1036).

عن عمر بن السكن قال: "كنت عند سفيان بن عيينة، فقام إليه رجل من أهل بغداد، فقال: "يا أبا محمد، أخبرني عن قول مطرف: "لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر"، أهو أحب إليك أم قول أخيه أبي العلاء: "اللهم رضيت لنفسي ما رضيت لي"؟
قال: "فسكت سكتة، ثم قال: "قول مطرف أحب إلي".
فقال الرجل: "كيف وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له؟"
فقال سفيان: "إني قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان - عليه السلام - مع العافية التي كان فيها {نعم العبد إنه أواب} [ص: 44]، ووجدت صفة أيوب - عليه السلام - مع البلاء الذي كان فيه {نعم العبد إنه أواب} [ص: 44] فاستوت الصفتان، وهذا معافى، وهذا مبتلى، فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر، فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر".
رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (2377)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/283).

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-20, 03:51 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إدخال صناعة المنطق في العلوم الصحيحة يطول العبارة، ويبعد الإشارة، ويجعل القريب من العلم بعيدا، واليسير منه عسيرا، ولهذا تجد من أدخله في الخلاف، والكلام، وأصول الفقه، وغير ذلك؛ لم يفد إلا كثرة الكلام، والتشقيق، مع قلة العلم، والتحقيق".
—————————— —
مجموع الفتاوى/ المنطق

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-20, 03:52 PM
وقال:"وأيضًا فلا تجد أحدًا من أهل الأرض حقّق علمًا من العلوم، وصار إمامًا فيه، مستعين بصناعة علم المنطق، لا من العلوم الدينية، ولا غيرها…وخصوصًا العلوم الموروثة عن الأنبياء صرفًا، فهي أجل وأعظم من أن يكون لأهلها التفات إلى المنطق، كحال الصحابة، والتابعين، وأئمة الهدى".

ابن تيمية

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-21, 06:54 PM
قال ابن تيمية رحمه الله:

" المعاصي في الأيام و الأمكنة المعظمة يغلظ عقابها بقدر فضيلة الزمان و المكان ".

‏الفتاوى الكبرى٤١٢/٣ .

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-22, 10:00 AM
*إتخاذ رموز الهلال فوق المساجد : *

‏قال العلامة الألباني رحمه الله :
‏«من المصائب التي ابتلي بها بعض القائمين على المساجد؛ وضع الهلال فوقها، فهذا العمل بدعة منكرة سبق إليها الفُرس والنصارى، وقلّدهم جهلة المسلمين في مصر وتركيا زمن الفاطميين والمماليك والعثمانيين».

‏[الأجوبة النافعة عن أسئلة مسجد الجامعة]

أبو محمد الشركسي
2023-03-22, 03:55 PM
من هم أهل الحديث؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "جامع المسائل" (٥/٧٥):
"المخالف فَهِمَ من قولنا "أهل الحديث" المحدثين الذين يروون الحديث أو يحفظونه، وهذا لا يدلُّ عليه لفظُنا ولم نَعْنِه، فإنّ أهلَ الحديث هم المنتسبون إليه اعتقادًا وفقهًا وعملاً، كما أن أهل القرآن كذلك، سواء رَوَوا الحديث أو لم يَروُوه، بحيث يدخلُ في مثل هذه العبارة اسم التابعين وتابعيهم، كالفقهاء السبعة: سعيد بن المسيب وذَوِيْه، وعلقمة والأسود وطبقتهما، وعطاء وطاوس ومجاهد والحسن وابن سيرين والنخعي والزهري ومكحول ويحيى بن سعيد وأيوب السختياني وابن عون ويونس بن عبيد ومالك والحمادَيْن والسفيانَين والشافعي وأحمد وإسحاق والفضيل بن عياض وبشر بن الحارث".

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-23, 12:52 PM
«وَمِن *الطَّرِيقِ *أَنْ *يَكُونَ *الْإِنْسَانُ *فِي *يَدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابِهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - كَالْأَعْمَى فِي يَدِ الْقَائِدِ»

ـ المحقق ابن الهمام الحنفي ، فتح القدير (1 \ 99)

أبو محمد الشركسي
2023-03-25, 02:40 AM
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - في "مختصر الصواعق المرسلة" (ص 615):
"فيا لله العجب كيف لا يستحي العاقل من المجاهرة بالكذب على أئمة الإسلام، لكن عذر هذا وأمثاله أنهم يستجيزون نقل المذاهب عن الناس بلازم أقوالهم، ويجعلون لازم المذهب في ظنهم مذهبا، كما نقل بعض هؤلاء المباهتين أن مذهب أحمد بن حنبل وأصحابه أن الله لا يرى يوم القيامة، قال: لأنه يقول أنه لا يرى إلا الأجسام، وقد قام الدليل على أنه سبحانه وتعالى ليس بجسم، فلا يكون مرئيا على قولهم".

أبو محمد الشركسي
2023-03-25, 04:00 AM
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (10/207):
"وقال من قال من السلف: "من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد".

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-30, 07:23 AM
قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله -: إنِّي لَأرى الرَّجُلَ يُحْيِي شَيْئًا مِنَ السُّنَّةِ فَأفْرَحَ بِهِ .
‏ــــــــــــ ــــــــــــ
قال الإمام ابن حزم -رحمه الله -:
ولعل أمرنا بالمعروف وتعليمنا الخير ونهينا عن المنكر، يحط به ربنا تعالى عنه ما نأتي من الذنوب، فقد أخبرنا تعالى أنه لا يضيع عمل عامل منا. {رسائل ابن حزم ٣/‏١٧٩ }
‏ــــــــــــ ــــــــــــ
قالَ بَعْضُ الأُدَباءِ: يُظَنُّ بِالمَرْءِ ما يُظَنُّ بِقَرِينِهِ .
{أدب الدنيا والدين ١/‏١٦٥}

حسن المطروشى الاثرى
2023-03-30, 09:50 AM
‏قال رجل لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه:

«إني أخشى أن أكون منافقا!! فقال له:
تصلي إذا خلوت ؟وتستغفر إذا أذنبت ؟
قال :نعم
قال:إذهب ،فما جعلك الله منافقا»..

[الترغيب والترهيب (167)]

أبو محمد الشركسي
2023-04-01, 06:33 PM
عن عامر بن شراحيل الشعبي - رحمه الله - قال: "ما حدثوك عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فخذه، وما قالوا برأيهم؛ فَبُلْ عليه".
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (256/11)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (776/1).
وإسناده صحيح، كما في "سلسلة الآثار الصحيحة" (322).

وعن صالح بن مسلم، قال: "سألت الشعبي عن مسألة، فقال: "قال فيها عمر بن الخطاب كذا، وقال علي بن أبي طالب فيها كذا".
فقلت للشعبي: "ما ترى؟"
قال: "ما تصنع برأيي بعد قولهما؟! إذا أخبرتك برأيي فَبُلْ عليه".
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (319/4).

حسن المطروشى الاثرى
2023-04-02, 08:00 AM
﴿ كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّروا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلبابِ ﴾

‏قال الوزير بن هُبَيرة - رحمه الله -:

من مكايد الشّيّطان تنفيره عِباد الله من تدبُّر القرآن؛ لعلمه أنّ الهُدى واقع عند التدبُّر.

ذيل طبقات الحنابلة (٢٧٣/١)

حسن المطروشى الاثرى
2023-04-04, 03:40 PM
#التبرك_بالصالحي ن

قال الخلال: وأخبرنا على بن عبد الصمد الطَّيالسى، قال: «مَسحتُ يدى على #أحمد بن حنبل؛ ثم *مسحتُ *يدى *على *بَدنى *وهو *ينظر، فغضب غضبًا شديدًا؛ وجعل يَنفُض يَده، ويقول: عَمَّن أخذتم هذا؟ وأنكره إنكارا شديدًا» مناقب الإمام أحمد (ص368)

أبو محمد الشركسي
2023-04-05, 01:49 AM
قال يحيى بن أبي كثير: "لا يعجبنك حلم امرئ حتى يغضب، ولا أمانته حتى يطمع، فإنك لا تدري على أي شقيه يقع".
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (11/51).

وقال الفضيل بن عياض: "أنا لا أعتقد أخا الرجل في الرضا، ولكن أعتقد أخاه في الغضب".
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/96).

حسن المطروشى الاثرى
2023-04-08, 04:35 AM
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه جزاك الله خيرا ، لأكثر منها بعضكم لبعض.

(مصنف ابن أبي شيبة ١/٤٣٦).

حسن المطروشى الاثرى
2023-04-11, 08:54 AM
قال ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد "عن ليلةالقدر :
"ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﻣﻦ اﻵﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎﺏ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ اﻟﻌﺎﻣﺔ"
(٢٠٢/٢)

حسن المطروشى الاثرى
2023-04-12, 10:40 PM
‏قال الشيخ عبد الحميد بن باديس
رحمه الله:
"العلم لا ينتشر بقوة التأليف
وإنما *ينتشر بقوة التدريس، وكثرة المذاكرة الشفوية*".
▪︎( الآثار ١/ ٤٤)

أبو محمد الشركسي
2023-04-13, 03:24 PM
الإنكار على من عارض السنة بغيرها

عن أبي قتادة، قال: "كنا عند عمران بن حصين - رضي الله عنه - في رهط منا، وفينا بشير بن كعب. فحدثنا عمران يومئذ قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحياء خير كله".
فقال بشير بن كعب: "إنا لنجد في بعض الكتب أن منه سكينة ووقارا لله، ومنه ضعف".
قال فغضب عمران حتى احمرتا عيناه، وقال: "ألا أراني، أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعارض فيه؟"
قال: فأعاد عمران الحديث، قال: فأعاد بشير، فغضب عمران، قال: "فمازلنا نقول فيه (أي: في بشير): "إنه منا يا أبا نجيد، إنه لا بأس به".
رواه مسلم (37).

وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (8/2) معلقا على قوله: "إنه لا بأس به":
"معناه: ليس هو ممن يتهم بنفاق أو زندقة أو بدعة أو غيرها مما يخالف به أهل الاستقامة".

وقال أبو العباس القرطبي في "المفهم" (220/1) معلقا على قول بشير: "منه سكينة ووقارا لله، ومنه ضعف":
"يعني: إن منه ما يحمل صاحبه على أن يوقر الناس ويتوقر هو في نفسه، ومنه: ما يحمله على أن يسكن عن كثير مما يتحرك الناس إليه من الأمور التي لا تليق بذوي المروءات. ولم ينكر عمران على بشير هذا القول من حيث معناه، وإنما أنكره عليه من حيث إنه أتى به في معرض من يعارض كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكلام الحكماء، ويقاومه به؛ ولذلك قال له: "أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحدثني عن صحفك؟!" وقيل: "إنما أنكره عليه لأنه خاف أن يخلط بالسنة ما ليس منها؛ فسد ذريعة ذلك بالإنكار"، والله تعالى أعلم".

أبو محمد الشركسي
2023-04-13, 04:49 PM
عن ابن المسيب، قال: "من صلى المغرب والعشاء في جماعة ليلة القدر، فقد أخذ نصيبه منها".
أخرجه ابن أبي شيبة (2/252)، بإسناد صحيح كما في "فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود" (16/302).

وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" (3/417) معلقا على قول سعيد:
"مثل هذا لا يكون رأيا، ولا يؤخذ إلا توقيفا، ومراسيل سعيد أصح المراسيل".

حسن المطروشى الاثرى
2023-04-14, 12:47 AM
قال الإمام البغوي رحمه الله: "سميت ليلة القدر؛ لأنها ليلةُ تقديرِ الأمور والأحكام، يقدِّر الله فيها أمر السَّنَة في عباده وبلاده إلى السنة المقبلة... وقيل: *لأن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر* عند الله لكونه مقبولًا".

حسن المطروشى الاثرى
2023-04-15, 09:41 AM
قال تعالى:( لَيْسُوا سَوَاء مِن أَهْلِ الكتاب أمَّة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ).


وإنَّما رجّحت صَلاة الليل وقِراءته؛ لكونِها أجمَع للقلبِ وأبعَد عن الشَّاغلات والمُلهيات، والتصرُّف فِي الحاجاتِ، وأصوَن عن الرِّياء وغيرِه مِن المُحبِطات.


(التّبيان فِي آدابِ حمَلة القرآن)

أبو محمد الشركسي
2023-04-18, 04:40 AM
قال أبو بكر الأعمش الحنفي:
"أداء الحنطة أفضل من أداء القيمة؛ لأنه أقرب إلى امتثال الأمر وأبعد عن اختلاف العلماء، فكان الاحتياط فيه".
"المبسوط" (107/3).

حسن المطروشى الاثرى
2023-04-23, 09:13 AM
يقول الشيخ صالح ال الشيخ -حفظه اللّه- :

«وفيما أذكره في هذا المقام وصيّة أوصاني بها أستاذنا الشّيخ محمود محمد شاكر أديب مصر وشيخ العربية ، وقد قرأت عليه بعض الكتب في الأدب ، سألته مرة ، قلت له : أوصني بكتاب أقرؤه في اللّغة .
قال لي : اقرأ لسان العرب .
قلت : لسان العرب عشرون مجلدا ، أريد كتابا اخر .
قال : إذا كان عشرون مجلدا كثيرا عليك ، *فابحث عن شغل اخر غير العلم !* .
وهذه كانت كلمة مؤثرة للغاية ، ثم قال : قرأناه على شيخنا محمد سيد المرصفي مرتين ، وفي الثالثة توفي ، ولم نكمله.

[ لقاءات وجلسات لمعالي الشيخ صالح ال الشيخ (١\٤٧٦)]

أبو محمد الشركسي
2023-04-25, 01:35 AM
قال مجيب بن موسى: "كنت عديل سفيان الثوري إلى مكة، فكان يكثر البكاء، فقلت له: "يا أبا عبد الله، بكاؤك هذا خوفا من الذنوب؟" قال: فأخذ عودا من المحمل فرمى به وقال: "لذنوبي أهون علي من هذا، ولكني أخاف أن أسلب التوحيد".
أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (295/2)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (508/1).

حسن المطروشى الاثرى
2023-04-25, 06:55 AM
قال إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفروي (ت 226) : "سمعت مالك بن أنس يقول :سمعت من ابن شهاب أحاديث لم أحدث بها إلى اليوم .
قلت: لم يا أبا عبد الله ؟
قال : لم يكن العمل عليها فتركتها "
"حلية الأولياء" (6/322)
"ترتيب المدارك" (148/1)

محمد البتانوني
2023-04-25, 05:20 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

« ما بقيت مصر عزيزة إلا وعزَّ الإسلام والمسلمين ،
وما ذلت مصر إلا وذلَّ المسلمون ».

ابن _تيمية مجموع_الفتاوى ٥٣٤/٢٨]
لا وجود لهذا في كلام شيخ الإسلام رحمة الله والمذكور في الموضع المشار اليه قوله (فهذا وغيره مما يبين أن هذه العصابة التي بالشام ومصر في هذا الوقت هم كتيبة الإسلام، وعزهم عز الإسلام، وذلهم ذل الإسلام، فلو استولى عليهم التتار لم يبق للإسلام عز ولا كلمة عالية، ولا طائفة ظاهرة عالية يخافها أهل الأرض تقاتل عنه) ما أبعد الشقة بين كلام شيخ الإسلام وما هو مكتوب

حسن المطروشى الاثرى
2023-04-27, 04:54 PM
أحمد بن حنبل: (عجبت لمن يتثبط عن طلب العلم، ويحتجون بالفضيل، ولعل الفضيل قد اكتفى؛ ليس يتثبط عن طلب العلم إلا جاهل).
الآداب الشرعية لابن مفلح ج٢ص٤٣.

أبو محمد الشركسي
2023-05-03, 01:36 AM
قال الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" (278/21):
"أسأل الله السلامة من شطحات الصوفية، وأعوذ بالله من كفريات صوفية الفلاسفة الذين تستروا في الظاهر بالإسلام، ويعملوا على هدمه في الباطن، وربطوا العوالم بربط ورموز الصوفية وإشاراتهم المتشابهة، وعباراتهم العذبة، وسيرهم الغريب، وأسلوبهم العجيب، وأذواقهم الجلفة التي تجر إلى الانسلاخ والفناء، والمحو والوحدة، وغير ذلك. قال الله تعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه" (6: 153)، يعني: طريق الكتاب السنة المحمدية. ثم قال تعالى: "ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله" (6: 153).

أبو محمد الشركسي
2023-05-10, 09:21 PM
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: "أتي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بشاب قد سرق، فقال: "والله ما سرقت قبلها قط"، فقال عمر: "كذبت والله، ما كان الله ليسلم عبدا عند أول ذنب".
رواه أبو داود في "الزهد" (56)، والبيهقي (8/276).
وصححه ابن حزم في "المحلى" (12/65)، وابن كثير في "مسند الفاروق" (2/370)، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/483).

قال ابن حزم في "المحلى" (12/65) معلقا على هذا الأثر:
"يفعل الله ما يشاء، وكل أحكامه عدل وحق، فقد يستر الله الكثير والقليل، على من يشاء - إما إملاء وإما تفضلا ليتوب، ويأخذ بالذنب الواحد، وبالذنوب عقوبة أو كفارة له، {لا معقب لحكمه} (الرعد: 41) و {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} (الأنبياء: 23)".

أبو محمد الشركسي
2024-05-17, 03:20 PM
عن سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي وعبد الله بن المبارك أنهما قالا:
"ليعجبني من القراء كل سهل طلق مضحاك، فأما من تلقاه بالبشر ويلقاك بالعبوس كأنه يمن عليك بعمله، فلا أكثر الله في القراء مثله".
رواه ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" (67)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/257).

وقال الحافظ أبو شامة في "الباعث" (ص 84) معلقا:
"هذه الطلاقة التي أشار اليها هي التي كانت تعرف من حسن أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي كانت الغالب على أصحابه - رضى الله عنهم - وسادات المتقدمين من الأئمة الجامعين بين العلم والعمل، كسعيد بن المسيب إمام أهل المدينة وسيد التابعين في وقته مع خشونته المعروفة في أمر الله تعالى، وكعامر الشعبي من أئمة الكوفة، وابن سيرين من أئمة البصرة، والأوزاعي من أئمة الشام، والليث بن سعد من أئمة أهل مصر، وغيرهم - رضى الله عنهم -، قد عرف ذلك من وقف على أخبارهم، ثم هي طريقة إمامنا أبي عبد الله الشافعي - رحمه الله تعالى - وطريقة من ارتضيناه من مشايخنا الذين عاصرناهم".

أبو محمد الشركسي
2024-05-17, 06:36 PM
سئل الشيخ الألباني كما في "سلسلة الهدى والنور" (رقم 382):
"في كتاب الإمام الشاطبي "الموافقات" قال هذه العبارة: "إن فتوى العالم بالنسبة للعامي كالدليل بالنسبة للمجتهد"، نريد توضيح لهذه العبارة، هل يأثم العامي إذا خالف فتوى الإمام كما يأثم العالم إذا خالف الدليل؟"
فأجاب الشيخ: "بلا شك، أقول بقولة الإمام الشاطبي، لا شك أن العامي إذا خالف فتوى المفتي له دون عذر شرعي فهو متبع لهواه أولا، ثم هو مخالف لمقتضى قول ربنا تبارك وتعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

وقال الشيخ الألباني كما في "سلسلة الهدى والنور" (رقم 331):
"نحن نقول للمقلدين بعبارة أخرى: نحن لا ننكر مجرد التقليد، وهذه أرجوا أن تكون الفكرة ظاهرة لدينا جميعا، نحن لا ننكر مبدأ التقليد، وإنما ننكر التدين بالتقليد وجعله مذهبا ودينا لا يحاد عنه قيد شعرة، هذا الذي ننكره؛ أما الإتباع لعالم نثق بعلمه سميتموه تقليدا على الرأس والعين هذا واجب".

أبو محمد الشركسي
2024-05-20, 01:24 AM
قال أبو مسهر: "سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول في اللذين يضعون الأحاديث عند غير أهلها:
"وقع العلم عند الحمقى".
رواه أبو زرعة الدمشقي في التاريخ" (ص 360)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (738).

أبو محمد الشركسي
2024-05-31, 08:25 PM
قال الإمام ابن المبارك - رحمه الله -:
"لا يزال المرء عالما ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم؛ فقد جهل".
رواه الدينوري في "المجالسة" (308).

أبو محمد الشركسي
2024-06-21, 01:56 PM
قال زاذان: "كنت غلاما حسن الصوت جيد الضرب بالطنبور، وكنت أنا وصاحب لي في رابعة وعندنا نبيذ لنا وأنا أغنيهم إذ مر عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، فلما سمع الصوت دخل علينا فضرب الباطية برجله فأكفاها وانتزع الطنبور من يدي فضرب به الأرض فكسره، ثم قال: "لو كان ما أسمع من حسن صوتك هذا يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت". قال: ثم مضى، قلت لأصحابي: "من هذا الذي فعل؟" قالوا: "هذا عبد الله بن مسعود". قال: فألقى الله في نفسي التوبة فسعيت وأنا أبكي، فلما بلغ الباب أراد أن يدخل فأخذت بثوبه فالتفت إلي فقال: "من أنت؟" قلت: "أنا صاحب الطنبور"، فأقبل علي فاعتنقني وبكى، ثم قال: "مرحبا بمن يحبه الله، اجلس مكانك"، قال: "ثم دخل فأخرج إلي تمرا فقال: "كل من هذا التمر، ولو كان غيره أخرجته إليك".
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/283).

حسن المطروشى الاثرى
2024-06-22, 01:35 AM
جزاكم الله خيرا

أبو محمد الشركسي
2024-06-28, 08:44 PM
هل ستظل طالب علم بعد انقطاع الكهرباء أم تعد عاميا؟

قال الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله - في "شرح المحرر في الحديث":
"لا تكن طالب علم لا يعمل إلا على الكهرباء، فلا تكاد تأتيك مسألة إلا وأول ما تبحثها على الحاسب".

وقال الشيخ عبد الكريم الخضير أيضا في محاضرته "المنهجية في قراءة الكتب وجرد المطولات".
"في أول الأمر، في بداية الطباعة أفتى بعض شيوخ الأزهر بتحريم طباعة الكتب الشرعية، وأجازوا طباعة كتب التواريخ والأدب واللغة وما أشبهها، ولا شك أن هذه - لا سيما في أول الأمر - نظرة طبيعية؛ لأن هذه الكتب توجد ريبة في قلوب العلماء؛ لأنهم يعرفون من آثارها ما يعرفون، فإذا كان الأمر قبل الكتابة الاعتماد كله على الحفظ، ثم بعد ذلك لما انتشرت الكتابة صار الاعتماد على الكتابة، والكتابة تحتاج إلى معاناة، وبالمعاناة يثبت العلم، ثم بعد الطباعة ما الذي حصل؟
حصل أن طالب العلم يجمع من الكتب أضعاف ما كان عند شيوخه، ومع ذلكم لا يعرف عنها شيئاً. يعني طالب العلم الحريص المجتهد الذي إذا اشترى الكتاب قرأ المقدمة وصار عنده تصور عن الكتاب، أما أن يقرأ الكتاب من أوله إلى آخره، - مع كثرة المطبوعات - لا شك أن دونه خرط القتاد.
ثم استمر الأمر بعد الطباعة إلى أن ظهرت هذه الحواسب، هذه الحواسب التي يسرت كثيرا على المتعلمين، وبضغطة زر في ثواني تحصل على ما تريد، لكن القاعدة أن: ما أخذ بسهولة يفقد بسهولة.
يعني تضغط زر وتستخرج ما تريد من النصوص من الكتاب، من السنة، بالطرق بالأسانيد، تستخرج ما تريد من أقوال أهل العلم بسهولة، لكن ما الذي يثبت من هذا العلم الذي يؤخذ بسهولة؟ إذا فقد الكهرباء عاد طالب العلم عامياً. نعم هذا هو الواقع؛ لأن العلم متين يحتاج إلى معاناة، ويحتاج إلى حفر في القلوب، ما يحتاج أن يمر مرور السراب،
ومثلنا لذلك: بمن يمشي على رجليه بشارع من الشوارع، وهذا الشارع فيه محلات تجارية، وينظر في هذه العناوين الموضوعة على هذه المحلات، إذا انتهى من الشارع يكون قد حفظ شيئاً كثيراً، وعرف ما في هذا الشارع من المحلات، لكن إذا مر بهذا الشارع بسيارة، هل يحفظ منها شيء؟ أو يعرف المحلات؟ ما يعرف شيء. فالذي يمر بسرعة لا شك أنه لا يثبت في القلب منه شيء".

أبو محمد الشركسي
2024-06-30, 04:29 AM
وجزاك أخي العزيز

أبو محمد الشركسي
2024-06-30, 04:30 AM
جزاكم الله خيرا
وجزاك أخي العزيز

أبو محمد الشركسي
2024-06-30, 04:30 AM
عن طارق بن شهاب قال: "كان بين خالد بن الوليد وبين سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما - كلام، فتناول رجل خالدا عند سعد، فقال سعد: "مه! إن ما بيننا لم يبلغ ديننا".
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17/144)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (246) وصححه محققه.

ذكر هذا الأثر أبو نعيم في كتابه "الإمامة والرد على الرافضة" (ص 346)، فقال:
"ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا"، لم يأمرهم بالإمساك عن ذكر محاسنهم وفضائلهم، إنما أمروا بالإمساك عن ذكر أفعالهم، وما يفرط منهم في ثورة الغضب وعارض الموجدة".

أبو محمد الشركسي
2024-07-03, 10:37 PM
مشروعية المساج

عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، قال: "دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا غلام أسود يغمز ظهره، فسألته فقال: "إن الناقة اقتحمت بي"، وفي لفظ آخر: "أتعبتني".
رواه البزار في "البحر الزخار" (282)، والطبراني في "المعجم الصغير" (1/148)، وأبو نعيم في "الطب النبوي" (2/450) تحت باب "غمز الظهر من السقطة والقدمين من الإعياء".
وصححه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/184)، ومحقق كتاب "المقاصد الحسنة" (3/678).
وأورده الحافظ ابن كثير في كتابه "مسند الفاروق" (3/66) فقال: "فيه دلالة على جواز التكبيس إذا دعت إليه حاجة، فإن الغمز ههنا هو التكبيس، وفيه نفع مباح".

أبو محمد الشركسي
2024-07-07, 03:30 PM
فضل الأذان

عن يسير بن عمرو، قال: "ذكر عند عمر - رضي الله عنه - الغيلان، فقال: "إنه لا يتحول شيء عن خلقه الذي خلق له، ولكن فيهم سحرة كسحرتكم، فإذا رأيتم من ذلك شيئا فأذنوا".
رواه عبد الرزاق (9249)، وابن أبي شيبة (31726).
وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/344).

قال الخطابي في "معالم السنن" (4/234):
"ويقال إن الغيلان سحرة الجن تسحر الناس وتفتنهم بالإضلال عن الطريق".

أبو محمد الشركسي
2024-07-11, 08:42 PM
من الكيد القديم لأهل البدع

قال الإمام عثمان الدارمي - رحمه الله - في كتابه "الرد على الجهمية" (2/867):
"بلغنا أن بعض أصحاب المريسي قال له: "كيف تصنع بهذه الأسانيد الجياد التي يحتجون بها علينا في رد مذاهبنا، مما لا يمكن التكذيب بها؟"
فقال المريسي: "لا تردوه فتفتضحوا، ولكن غالطوهم بالتأويل، فتكونوا قد رددتموها بلطف؛ إذ لم يمكنكم ردها بعنف".

وقال الإمام ابن نصر المروزي - رحمه الله - في كتابه "تعظيم قدر الصلاة" (2/641):
"‏وفرقة منهم (أي: من المرجئة) كرهوا أن يُنْسَبوا ‏إلى مخالفة الآثار والتكذيب بها فأقروا بها وحرفوها، فتأولوها على غير تأويلها".

أبو محمد الشركسي
2024-07-11, 11:55 PM
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال:
"سارعوا إلى الجمعة! فإن الله - عز وجل - يبرز أهل الجنة في كل جمعة إلى كثيب من كافور أبيض، فيكونون في القرب منه على قدر تسارعهم إلى الجمعات في الدنيا، فيحدث لهم من الكرامة ما لم يكن قبل ذلك".
وقال أبو عبيدة: "فكان عبد الله لا يسبقه أحد إلى الجمعة، فجاء يوما وقد سبقه رجلان، فقال: "رجلان وأنا الثالث، إن شاء الله يبارك في الثالث".
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (436)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (89)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (476)، وابن خزيمة في "التوحيد" (2/893)، والدارقطني في "رؤية الله" (166).
وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (6/404)، والحافظ الذهبي في "العلو" (95)، والشيخ الألباني في "مختصر العلو" (51).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" (6/405) معلقا:
"وهذا الذي أخبر به ابن مسعود أمر لا يعرفه إلا نبي أو من أخذه عن نبي، فيعلم بذلك أن ابن مسعود أخذه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يجوز أن يكون أخذه عن أهل الكتاب لوجوه:
أحدها: أن الصحابة قد نهوا عن تصديق أهل الكتاب فيما يخبرونهم به، فمن المحال أن يحدث ابن مسعود - رضي الله عنه - بما أخبر به اليهود على سبيل التعليم ويبني عليه حكما.
الثاني: أن ابن مسعود - رضي الله عنه - خصوصا كان من أشد الصحابة - رضي الله عنهم - إنكارا لمن يأخذ من أحاديث أهل الكتاب.
الثالث: أن الجمعة لم تشرع إلا لنا، والتبكير فيها ليس إلا في شريعتنا، فيبعد أخذ مثل هذا عن الأنبياء المتقدمين، ويبعد أن اليهودي يحدث بمثل هذه الفضيلة لهذه الأمة وهم الموصوفون بكتمان العلم والبخل به وحسد هذه الأمة".

أبو محمد الشركسي
2024-07-12, 09:34 PM
قال أبو يزيد المدني: "كان عكرمة إذا رأى السؤال يوم الجمعة سبهم، فقلت له: "ما تريد منهم؟" فقال: "كان ابن عباس - رضي الله عنهما - يسبهم إذا رآهم، فقلت له كما قلت لي، فقال: "إنهم لا يشهدون للمسلمين عيدا ولا جمعة إلا للمسألة والأذى، فإذا كانت رغبة الناس إلى الله كانت رغبتهم إلى الناس".
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/101).

وقال حرب كما في "تحفة الراكع" (ص 377): "قلت لأحمد: "هؤلاء السؤَّال الذين يسألون يوم الجمعة، فكره ذلك كراهية شديدة".

قال الإمام ابن جرير الطبري كما في "السير" (14/270): "أسأل أمير المؤمنين، أن يمنع السؤال يوم الجمعة"، ففعل ذلك".

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "الفتاوى الكبرى" (2/87) عن السؤال في المسجد: "هل هو حلال، أم حرام، أو مكروه، وأن تركه أوجب من فعله؟"
فأجاب: "أصل السؤال محرم في المسجد وخارج المسجد، إلا لضرورة، فإن كان به ضرورة وسأل في المسجد، ولم يؤذ أحدا بتخطيه رقاب الناس، ولا غير تخطيه، ولم يكذب فيما يرويه، ويذكر من حاله، ولم يجهر جهرا يضر الناس، مثل أن يسأل والخطيب يخطب، أو وهم يسمعون علما يشغلهم به، ونحو ذلك جاز، والله أعلم".

أبو محمد الشركسي
2024-07-16, 01:19 AM
قال الشيخ مقبل بن هادي - رحمه الله -:
"وإلى الله المشتكى من كثير من العصريين فإنّهم محتاجون إلى تعليم، كيف ذلك؟
فأبوحاتم وأبوزرعة وغيرهما يذكران الحديث في "العلل"، فيأتي صاحبنا المحقق العصري ويقول: "قلت!"
فمن أنت حتى تقول: قلت؟
"يقولون هذا عندنا غير جائز … فمن أنتم حتى يكون لكم (عند)؟"
وآخر أيضا يقول: "وأنا أخالف الذهبي، وأخالف العراقي، وأخالف السخاوي وابن كثير!" فإذا كنت تخالف هؤلاء الأئمة فمن معك على هذا؟! فهم محتاجون إلى أن يعرفوا ويدرسوا كتب "العلل" وأن يعلموا أنه ما خاض في كتب "العلل" إلا مجموعة يعدون على الأصابع، فما كل أحد يحسنها".
من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص 118).

أبو محمد الشركسي
2024-07-19, 02:59 AM
عن يونس بن جبير وحطان بن عبد الله السدوسي: "قدم علينا جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - البصرة، فلما أراد أن يخرج شيعناه إلى خص المكاتب، فقلنا له: "يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أوصنا".
فقال: "من استطاع منكم ألا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه.
ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم يهريقه كأنما يذبح به دجاجة لا يأتي بابا من أبواب الجنة إلا حال بينه وبينه، فليفعل.
وعليكم بالقرآن؛ فإنه هدى النهار ونور الليل المظلم، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة.
فإن عرض بلاء فقدموا أموالكم دون دمائكم، فإن تجاوزها البلاء فقدموا دماءكم دون دينكم، فإن المحروب من حرب دينه، وإن المسلوب من سلب دينه.
إنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنى بعد النار. إن النار لا يفك أسيرها، ولا يستغني فقيرها.
والسلام عليكم".
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 78)، وأحمد في "الزهد" (1126).
وصححه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/347)، وابن حجر في المطالب العلية" (3134).

أبو محمد الشركسي
2024-07-19, 04:53 AM
روي أن الحسن البصري - رحمه الله - قال:
"قرأتُ في تسعين موضعا من القرآن أنَّ الله قدر الأرزاق وضمنها لخلقه.
وقرأتُ في موضعٍ واحد: ﴿الشيطانُ يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء﴾ (البقرة: 268).
فشككنا في قول الصادق في تسعين موضعا، وصدَّقنا الكاذب في موضعٍ واحد".
ذكره القرطبي في كتابه "قمع الحرص بالزهد والقناعة" (ص 93).

أبو محمد الشركسي
2024-07-20, 10:54 PM
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
"الغناء ينبت النفاق في القلب".
رواه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (680)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5098، 5099).
وصححه الشيخ الألباني في "تحريم آلات الطرب" (ص 145).

وقال الإمام ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (2/704):
"فهذا عبد الله بن مسعود - رحمه الله - يعلمك أن استماع الغناء ينبت النفاق في القلب، فما ظنك بارتكاب الفواحش، والإصرار على الكبائر، والاستهانة بالموبقات التي تسخط الرب تعالى، فكم عسى بقاء الإيمان المنزه معها سوءة لمن زعم أن الإيمان قول لا يضر قائله ترك الفرائض، ولا ينقصه ارتكاب الكبائر".

أبو محمد الشركسي
2024-07-24, 07:15 AM
عن الحسن البصري: "أن ناسا لقوا عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - بمصر، فقالوا: "نرى أشياء من كتاب الله، أمر أن يعمل بها، لا يُعمل بها، فأردنا أن نلقَى أمير المؤمنين في ذلك".
فقدم وقدموا معه، فلقيه عمر - رضي الله عنه - فقال: "متى قدمت؟"
قال: "منذ كذا وكذا".
فقال: "يا أمير المؤمنين، إنّ ناسًا لقوني بمصر فقالوا: "إنا نرى أشياء من كتاب الله تبارك وتعالى، أمر أن يعمل بها ولا يعمل بها"، فأحبُّوا أن يلقوك في ذلك.
فقال: "اجمعهم لي".
قال: "فجمعتهم له، فأخذ أدناهم رجلا فقال: "أنشدكم بالله وبحق الإسلام عليك، أقرأت القرآن كله؟"
قال: "نعم".
قال: "فهل أحصيته في نفسك؟"
قال: "اللهم لا". ولو قال: "نعم" لخصَمَه.
قال: "فهل أحصيته في بصرك؟ هل أحصيته في لفظك؟ هل أحصيته في أثرك؟" قال: "ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم"، فقال: "ثكلتْ عمر أمُّه! أتكلِّفونه أن يقيمَ الناس على كتاب الله؟ قد علم ربنا أن ستكون لنا سيئات". قال: "وتلا: "إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريمًا".
هل علم أهل المدينة بما قَدِمتم؟"
قالوا: "لا!"
قال: "لو علموا، لوعَظْت بكم".
أخرجه الطبري في "تفسيره" (8/254).

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره "جامع البيان" (2/424): "إسناد حسن ومتن حسن، وإن كانت رواية الحسن عن عمر فيها انقطاع، إلا أن مثل هذا اشتهر، فتكفي شهرته".
وحسن إسناده أيضا السيوطي في "الدر المنثور" (2/145).

وقال محمود شاكر في تعليقه على "تفسير الطبري" (8/255):
"وقوله: "لوعظت بكم"، أي: لأنزلت بكم من العقوبة ما يكون عظة لغيركم من الناس. وذلك أنهم جاءوا في شكاة عاملهم على مصر، وتشددوا ولم ييسروا، وأرادوا أن يسير في الناس بما لا يطيقون هم في أنفسهم من الإحاطة بكل أعمال الإسلام، وما أمرهم الله به. وذلك من الفتن الكبيرة. ولم يريدوا ظاهر الإسلام وأحكامه، وإنما أرادوا بعض ما أدب الله به خلقه. وعمر أجل من أن يتهاون في أحكام الإسلام. وإنما قلت هذا وشرحته، مخافة أن يحتج به محتج من ذوي السلطان والجبروت، في إباحة ترك أحكام الله غير معمول بها، كما هو أمر الطغاة والجبابرة من الحاكمين في زماننا هذا".

أبو محمد الشركسي
2024-07-26, 03:40 PM
أقوال العلامة الألباني عن حكم جهاد الكفار مع أحزاب ليست على الكتاب والسنة عقيدة ومنهجا

سئل الشيخ الألباني - رحمه الله -:
"ما حكم الجهاد مع حزب يعني لا يقوم على الكتاب والسنّة عقيدة ومنهجا؟"
فأجاب: "يا اخي، القضية تُحَل بقاعدة فقهية وهو "إذا وقع المسلم بين مصيبتين اختار أيسرهما".
لو كان الجهاد الذي تسأل عنه هو في سبيل نقل الدعوة فلا يُجاهد، لكن هذا الجهاد في سبيل إخراج المستعمر الكافر من بلاد المسلمين فيختلف الأمر، لا بد من التعاون معهم لإخراج الكافر من بلاد الإسلام ثم ينفصل المجاهد في دعوته إلى الكتاب والسنّة عن الجماعة التي لا تؤيّد الدعوة إلى الكتاب والسنّة.
فالجهاد جهادان: فرض عين لطرد العدو من بلاد الإسلام، وفرض كفاية لنقل الدعوة. والأن ليس البحث في نقل الدعوة حتى يُقال: أيُقاتل تحت جهاد فيه ما فيه مما ذكرت أو لا؟ الأن لا بد من الجهاد لأنه فرض عين لإخراج الكافر المستعمر، بعد ذلك يأتي الموضوع الجهاد في سبيل نقل الدعوة إلى بلاد مستعمرة مثلا من روسيا قديما، فهذه خطة ثانية لا بد من تدبير الأمر والاستعداد الكامل لنقل الدعوة الصحيحة إلى تلك البلاد.
ولا يجوز أن يُقال لا يجوز المقاتلة معهم في سبيل إخراج الكافر، هذا فرض عين الأن ولا بد من تحقيقه إن شاء الله".
من "فتاوى جدة" (رقم: 23).

وقال الشيخ الألباني - رحمه الله -:
"على هذه الدول، ولا أقول أفراد لوحدهم، وإنما على الدول بجيوشها النظامية المتمرنة والمتمرسة على القتال في الآلات الحديثة المناسبة لمثل هذا الغزو على هؤلاء الدول أن يبادروا إلى الانضمام إلى العراق لمقاتلة الكفار الذين تبينت نيتهم أنها تحطيم الشعب العراقي والقضاء عليه، هذا الحكم الذي انتهيت إليه الآن يتعلق بتلك المسألة الفقهية التي أشرت إليها في مطلع كلمتي هذه حين قلت: سأتحدث إليكم بحديث ومسألة فقهية، الحديث: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما".
الآن العراق مظلوم، كان من قبل ظالما للكويتيين، أما الآن صار مظلوما من دول الكفر ما أدري عددها عشرون أو أكثر وانضم إليهم بعض الدول الإسلامية، فالعراق اليوم مظلوم، ويجب مناصرته.
وحينما أقول هذا الكلام فلا ينبغي أن يتبادر إلى ذهن أحد السامعين له أننا نعني مناصرة حزب البعث أو مناصرة شخص بعينه، لا، هذا لا يجوز إسلاميا، وإنما يجب أن نناصر الشعب العراقي وأن ندفع عنهم هذه الدول التي استعملت كل وسائل التدمير وصبتها على العراق والجيش العراقي لا يزال في الكويت، لو أنهم كانوا صادقين فيما أشاعوا في أول الأمر ورجع العراق إلى حدوده وعادت الدولة الكويتية إلى أصحابها لانتهت المشكلة، ولكن مع الأسف الشديد لقد استغلت هذه الدعوى الكافرة بأنهم يريدون مناصرة الشعب الكويتي على العراق، تبين أن قصدهم هو تحطيم الشعب العراقي، لذلك يجب مناصرتهم على أعدائهم المهاجمين لهم".
من "جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى" (11/193).

وقال الشيخ الألباني - رحمه الله -:
"فسبحان الله! مات شعور الإخوة التي وصفها الرسول - عليه السلام - بأنها كالجسد الواحد: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
لم يعد المسلمون يحسون بآلام إخوانهم فانقطعت الصلة الإسلامية بينهم".
من "جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى" (8/208).

أبو محمد الشركسي
2024-08-07, 06:55 PM
عن عبد الله بن مسعو - رضي الله عنه - قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن مسعود".
قلت: "لبيك" ثلاثا.
قال: "هل تدرون أي عرى الإيمان أوثق؟"
قلت: "الله ورسوله أعلم".
قال: "الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله".
قال: "يا ابن مسعود".
قلت: "لبيك يا رسول الله".
قال: "أي المؤمنين أفضل؟"
قلت: "الله ورسوله أعلم".
قال: "إذا عرفوا دينهم أحسنهم عملا".
ثم قال: "يا ابن مسعود، هل تدري أي المؤمنين أعلم؟"
قلت: "الله ورسوله أعلم".
قال: "إذا اختلفوا - وشبك بين أصابعه - أبصرهم بالحق، وإن كان في عمله تقصير، وإن كان يزحف زحفا"، وفي رواية: "وإن كان يزحف على استه زحفا".
ثم قال: "يا ابن مسعود، هل علمت أن بني إسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة، لم ينج منها إلا ثلاث فرق؟
فرقة أقامت في الملوك والجبابرة، فدعت إلى دين عيسى، فأخذت فقتلت بالمناشير، وحرقت بالنيران، فصبرت حتى لحقت بالله.
ثم قامت طائفة أخرى لم تكن لهم قوة، ولم تطق القيام بالقسط، فلحقت بالجبال، فتعبدت وترهبت، وهم الذين ذكرهم الله فقال: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله} [الحديد: 27] إلى {وكثير منهم فاسقون} [الحديد: 16].
وفرقة منهم آمنت، فهم الذين آمنوا وصدقوني، وهم الذين رعوها حق رعايتها.
وكثير منهم فاسقون، وهم الذين لم يؤمنوا بي ولم يصدقوني، ولم يرعوها حق رعايتها، وهم الذين فسقهم الله".

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/171)، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة (38)، وغيرهما.

وقال الإمام ابن شاهين: "وهذا حديث حسن الإسناد".
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1728): "فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل".
وقال الشيخ الألباني أيضا في "السلسلة الصحيحة" (2/700): "وهذا إسناد حسن في الشواهد والمتابعات، ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر فيها".
وقواه غير واحد من المحققين. أنظر: "تخريج مختصر التلخيص (2/946)، و"تخريج مجمع الزوائد" (2/58)، و"أنيس الساري تخريج أحاديث فتح الباري" (3/2268).

أبو محمد الشركسي
2024-08-19, 03:51 PM
قال يونس بن عبيد: "قال رجل لأبي تميمة: "كيف أصبحت؟"
قال: "أصبحت بين نعمتين لا أدري أيهما أفضل:
ذنوب سترها الله فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد.
ومودة قذفها الله في قلوب العباد ولم يبلغها عملي".
رواه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (40).

أبو محمد الشركسي
2024-08-27, 10:35 AM
قال الحسن البصري - رحمه الله -:
"ابن آدم، إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك، وأحب العباد إلى الله عز وجل من كان هكذا".
رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الغيبة" (60)، والخطيب في "الزهد والرقائق" (41).

أبو محمد الشركسي
2024-08-30, 09:03 PM
قال الشعبي: "إنما الرأي بمنزلة الميتة، إذا احتجت إليها أكلتها".
من "شرح السنة للبغوي" (1/216).

وقال الشيخ محمد عبد الحي اللكنوي في "ظفر الأماني بشرح مختصر الجرجاني" (ص 121) معلقا على قول الشعبي: "هذا تشبيه حسن، يعني أن الميتة حرام أكلها اختيارا، ورخص الشارع بأكلها اضطرارا لدفع الضرورة. فكذلك الرأي يحرم القول به ما دام يوجد في الكتاب والسنة. فمن اضطر إليها بأن لم يجد حكما في الأدلة التي هي فوقها من الكتاب والسنة والإجماع، فعليه أن يختار الرأي لدفع الضرورة".

أبو محمد الشركسي
2024-09-10, 12:23 AM
قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -:
"إن الله يضحك ممن ذكره في الأسواق".
رواه الدارمي في "الرد على المريسي" (197)، وحسن إسناده محققه.

قال أحمد بن نصر: "سألت سفيان بن عيينة، قلت: "يا أبا محمد، أريد أسألك".
قال: "لا تسأل".
قلت: "إذا لم أسألك فمن أسأل؟"
قال: "سل".
قلت: "ما تقول في هذه الأحاديث التي رويت نحو: "القلوب بين أصبعين"، و"أن الله يضحك أو يعجب ممن يذكره في الأسواق"؟
فقال: "أمروها كما جاءت بلا كيف".
رواه أبو داود في "المراسيل" (1/112).

وقال ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (7/91):
"فكان مما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، رواه أهل العدالة، ومن يلزم المؤمنين قبول روايته وترك مخالفته: أن الله تعالى يضحك، فلا ينكر ذلك،ولا يجحده إلا مبتدع مذموم الحال عند العلماء، داخل في الفرق المذمومة وأهل المذاهب المهجورة".

أبو محمد الشركسي
2024-09-15, 06:52 PM
عن أبي غالب أن رجلا سأل الإمام أحمد عن الإمام الشافعي: "يا أبا عبد الله، فإن يحيى بن معين وأبا عبيد لا يرضيانه"، يعني في نسبتهما إياه إلى التشيع.
فقال أحمد: "ما أدري ما يقولان؟! والله ما رأينا منه إلا خيرا، ولا سمعنا منه إلا خيرا".
ثم قال أحمد لمن حوله: "اعلموا رحمكم الله تعالى، أن الرجل من أهل العلم إذا منحه الله شيئا من العلم وحرمه قرناؤه وأشكاله حسدوه فرموه بما ليس فيه، وبئست الخصلة في أهل العلم".
رواه البيهقي في "مناقب الشافعي" (2/259).

أبو محمد الشركسي
2024-09-21, 10:31 PM
عن أم الدرداء، قالت: "حدثني سيدي أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: "آمين ولك بمثل".
أخرجه مسلم في "صحيحه" (2732).

وقال الحافظ النووي في "شرح صحيح مسلم" (17/50) عن قولها: "حدثني سيدي":
"تعني زوجها أبا الدرداء. ففيه جواز تسمية المرأة زوجها سيدها وتوقيره".

عن قيس بن أبي حازم، قال: "بكى عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -، فبكت امرأته، فقال لها: "ما يبكيك؟" قالت: "رأيتك تبكي، فبكيت"، قال: "إني أعلم أني وارد النار، فلا أدري، أناج منها، أم لا؟"
أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1400)، وحسنه لغيره محققه (6/240).

قال عطاء: "قالت امرأة سعيد بن المسيب:
"ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلموا أمراءكم".
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/198).

لما ماتت عباسة بنت الفضل زوجة الإمام أحمد بن حنبل قال عنها:
"أقامت أم عبد الله معي ثلاثين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة".
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (16/626)، وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (1/429).

أبو محمد الشركسي
2024-09-28, 08:04 PM
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرقه وفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقال لهم: "ألا تصلون؟" قال علي: "يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا"، فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قلت ذلك، ولم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته وهو مدبر، يضرب فخذه، ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}".
أخرجه البخاري (7465).

وقال الشيخ الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (ص 361) معلقا على هذا الحديث:
"ليتأمل المسلم كيف احتج النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية على علي - رضي الله عنه - لاعتذاره عن عدم قيام الليل بالقدر، مع أن هذه الصلاة ناقلة، ومع احتمال أن يكون معذورا في تلك الساعة، فكيف يكون رده - صلى الله عليه وسلم - على هؤلاء الفساق والمصرين على ترك الفرائض، وارتكابهم الموبقات إذا احتجوا بالقدر؟! لا شك أنهم يكونون قد شابهوا الكفار في قولهم المحكي عنهم في القرآن الكريم: {لو شاء الله ما أشركنا ولا ءاباؤنا ولا حرمنا من شيء، كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا باسنا}".

أبو محمد الشركسي
2024-10-03, 12:46 AM
حكم من يظهر صوت الضرطة ليضحك الناس

قال يزيد بن بكر الليثي: "سئل القاسم بن محمد عن قول الله: {وتأتون في ناديكم المنكر} ما ذاك المنكر؟"
قال: "كانوا يتضارطون في المجلس يضرط بعضهم على بعض".
رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (9/3055).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مختصر الفتاوى المصرية" (2/481):
"من قصد خروج الريح منه ليضحك الجماعة؛ فإنه يعزر على ذلك، وترد شهادته، فقد ذكر العلماء أن هذا من عمل قوم لوط، ومن لا يستحي من الناس لا يستحي من الله، وقد قال طائفة في قوله تعالى: {وتأتون في ناديكم المنكر}: أنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم وينصبون مزالق يزلق بها المارة، ونحو ذلك".

وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (12/144):
"من سوء الأدب: أن الإنسان يظهر صوت الضرطة بين الناس".

وقال الإمام أبو بكر الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 163):
"قال بعض الحكماء: "إياك وما يعتذر منه، وما يستحيا من ذكره؛ فإنما يعتذر من الذنب، ويستحيا من القبيح".

أبو محمد الشركسي
2024-10-06, 04:27 PM
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.
ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه.
ومن أفتى فتيا بغير تثبت فإن إثمها على من أفتاه".
أخرجه إسحاق بن راهويه في "المسند" (334)، وأحمد في "المسند" (2/321)، وغيرهما.
وحسنه الحافظ ابن حجر في "تائج الأفكار" (6/111)، والشيخ مقبل بن هادي في "الصحيح المسند" (1336)، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في "تخريج المسند" (8249).

عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال:
"لا تشاور بخيلا في صلة، ولا جبانا في حرب، ولا شابا في جارية".
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (775).
وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في "تائج الأفكار" (6/103).

أبو محمد الشركسي
2024-10-06, 05:25 PM
عن أبي موسى - رضي الله عنه -، قال: "قلت لعمر - رضي الله عنه -: "إن لي كاتبا نصرانيا".
قال: "ما لك؟! قاتلك الله! أما سمعت الله تبارك وتعالى يقول: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض} [المائدة: 51]؟! ألا اتخذت حنيفا؟"
قلت: "يا أمير المؤمنين، لي كتابته وله دينه".
قال: "لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله".
أخرجه الخلال في "أحكام أهل الملل" (328)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/216).
وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في"اقتضاء الصراط المستقيم" (1/184)، والشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (2630).

قال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (2/346):
"ففيه: أنه لا يجوز توليتهم على شيء من أعمال المسلمين".

أبو محمد الشركسي
2024-10-09, 04:43 PM
قال العجلوني في "كشف الخفاء" (2/187):
"ذكر شيخنا المرحوم يونس المصري؛ أنه كان يقرأ على يهودي يوما في المنطق، فقال له وقد انفرد به: "لا تأتني إلا ومعك سكين أو نحوها، لأن اليهود إذا خلا بمسلم ولم يكن معه سلاح لزمه التعرض لقتله".
وقال النجم الغزي: "واشتهر في كلام الناس أنه ما خلا قط رافضي بسني إلا حدثته نفسه بقتله".
وهي من الخصال التي شاركت الرافضة فيها اليهود".

أبو محمد الشركسي
2024-10-10, 02:58 PM
عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: "جاءت امرأة إلى عائشة - رضي الله عنها -، فقالت لها: "من أعظم الناس علي حقا؟"
قالت: "زوجك".
قالت: "فمن أعظم الناس عليه حقا؟" رجاء أن تجعل لها عليه نحو ما جعلت له عليها.
فقالت: "أمه".
رواه هناد بن السري في "الزهد" (1006)، وصححه محققه.

أبو محمد الشركسي
2024-11-02, 08:54 PM
فائدة لغوية

قال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/456):
"عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: "كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم".
قال ابن علية: قال إسحاق بن سويد: "العرب تقول للمريض: كذب عليك العسل، كذب عليك كذا وكذا، أي: عليك به".
وكذلك حكى أبو عبيد عن الأصمعي: أن معناه: "الإغراء".

أبو محمد الشركسي
2024-11-11, 06:19 AM
قال الحافظ العلائي - رحمه الله - في "النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح" (ص 26):
"الأئمة المتقدمون منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه؛ كشعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ونحوهم، ثم أصحابهم؛ مثل أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وطائفة منهم، ثم أصحابهم؛ مثل البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وكذلك إلى زمن الدارقطني والبيهقي؛ لم يجئ بعدهم مساو لهم، بل ولا مقارب - رحمة الله عليهم -؛ فمتى وُجِد في كلام أحد من المتقدمين الحكم على حديث بشيء كان معتمدا؛ لِما أعطاهم الله من الحفظ العظيم والاطلاع الغزير، وإن اختلف النقل عنهم عُدِل إلى الترجيح".

أبو محمد الشركسي
2024-12-05, 04:28 PM
قال سعيد بن المسيب: "انقطع قبال عمر - رضي الله عنه - فقال: "إنا للَّه وإنا إليه راجعون".
فقالوا: "يا أمير المؤمنين؛ أفي قبال نعلك؟"
قال: "نعم، كل شيء أصاب المؤمن يكرهه فهو مصيبه".
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (28353)، وصححه سعد الشثري في "تخريج المصنف" (14/520).

أبو محمد الشركسي
2024-12-05, 04:29 PM
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
"إن مع كل فرحة ترحة، وما ملئ بيت حبرة إلا أوشك أن يملأ عبرة".
رواه أبو داود في "الزهد" (136)، وابن أبي الدنيا في "الاعتبار وأعقاب السرور" (3)، البيهقي في "شعب الإيمان" (10157).
وصححه موقوفا الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (4/335).

أبو محمد الشركسي
2024-12-17, 05:00 PM
قال معاوية بن حيدة - رضي الله عنه -: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له".
أخرجه أحمد (5/3)، وأبو داود (4990)، والترمذي (2315).
وحسنه أبو عيسى الترمذي في سننه (2315)، وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/45)، وابن حجر في "بلوغ المرام" (1530)، والألباني في "صحيح الجامع" (7136).

قال الإمام ابن تيمية كما في "جامع المسائل" (4/204):
"أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر، فإنه عاص لله ورسوله".

وقال ابن الملك الكرماني في "شرح المصابيح" (5/246):
"والويل: الهلاك، وقيل: واد في جهنم. وهذا يدل على أن من يحدِّث فيصدق في المزاح فيضحك منه الحاضرون فلا بأس به".

أبو محمد الشركسي
2025-01-02, 10:31 PM
قال القاضي أبا الطيب الطبري:
"كنا في مجلس النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خراساني، فسأل عن مسألة المصراة فطالب بالدليل، فاحتج المستدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها، فقال - وكان حنفيا -: "أبو هريرة غير مقبول الحديث!"
فما استتم كلامه حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها، وهرب الشاب منها وهي تتبعه.
فقيل له: "تب، تب!"
فقال: "تبت!"
"فغابت الحية، فلم ير لها أثر".
رواه أبو سعد السمعاني في "ذيل تاريخ بغداد"، وابن الجوزي في "المنتظم" (17/106)، وسبط ابن الجوزي في "مرآة الزمان" (20/20)، وغيرهم.

وقال ابن العطار في "العدة" (2/1105): "وهذا إسناد جليل صحيح، رواته كلهم أئمة جلة مبرزون حفاظ علماء متقنون".

المصراة: الناقة أو البقرة أو الشاة يصرى اللبن في ضرعها، أي: يجمع ويحبس، ثم تباع، فيظنها المشتري كثيرة اللبن، فيزيد في ثمنها.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لا تصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بين أن يحتلبها إن شاء أمسك، وإن شاء ردها وصاع تمر".
أخرجه البخاري (2148)، ومسلم (1515).

وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/ 619):
"وأبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول - عليه السلام - وأدائه بحروفه، وقد أدى حديث المصراة بألفاظه، فوجب علينا العمل به، وهو أصل برأسه".

أبو محمد الشركسي
2025-01-02, 11:33 PM
عبرة في عقوبة من استهزأ بالسنة

قال أحمد بن شعيب: "كنا عند بعض المحدثين بالبصرة، فحدثنا بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم"، وفي المجلس معنا رجل من المعتزلة؛ فجعل يستهزئ بالحديث، فقال: "والله! لأقطرن غدا نعلي فأطأ بهما أجنحة الملائكة". قال: "ففعل ومشى في النعلين، فجفت رجلاه جميعا، ووقعت في رجليه جميعا الآكلة".
رواه الدينوري في "المجالسة" (2154).

وقال زكريا بن يحيى الساجي: "كنا نمشي في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين فأسرعنا المشي، وكان معنا رجل ماجن متهم في دينه، فقال: "ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها!" كالمستهزئ، فما زال من موضعه حتى جفت رجلاه وسقط".
رواه الخطيب فب "الرحلة في طلب الحديث" (8).

وقال الإمام أبو عبد الله التيمي: "قرأت في بعض الحكايات: أن بعض المبتدعة حين سمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإِناء حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده". قال ذلك المبتدع على سبيل التهكم: "أنا أدري أين باتت يدي! في الفراش"، فأصبح وقد أدخل يده في دبره إلى ذراعه".
من "بستان العارفين" (ص 50).

أبو محمد الشركسي
2025-01-10, 10:32 PM
قال الإمام إسحاق بن راهويه - رحمه الله -:
"وأما العالم يفتي بالشيء يكون مخالفا لما جاء من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو التابعين بإحسان، لما يكون قد عزب عنه معرفة العلم الذي قد جاء فيه.
فإن على المتعلمين أن يهجروا ذلك القول بعينه من العالم الذي خفي عليه سنته، ولا يدخل على الراد ذلك بعض ما رد على من هو أعلم منه ليتبع ذلك ما أمر، لما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن مما أتخوف على أمتي اتباع زلة العالم"، ثم فسر النجاة من ذلك فقال: "أما العالم إذا زل فلا تتبعوا زلته"، فهذا تصديق ما وصفنا.
ولقد قال ابن المبارك وجرى ذكر من بلي بالرأي في عصر سفيان، قال: "ما رأت عيناي قط أعلم من سفيان"، ثم ذكر لابن المبارك مسائل كثيرة، قالها سفيان مخالفة.
فلم يمنع عبد الله ما قال في سفيان أنه من أعلم أهل الأرض أن يرد عليه خطأه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ويظن به الظن الحسن أنه قد فاته.
وكذلك من اقتدى بابن المبارك يلزمه مثل ما لزمه".
"مسائل الكوسج" (3536).

أبو محمد الشركسي
2025-01-12, 05:58 AM
عن محمد بن حاتم المظفري: "سمعت عمرو بن محمد الناقد يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول:
"جلسنا إلى عبيد الله بن عمر فأحطنا به، فنظر إلينا فقال: "شنتم العلم وذهبتم بنوره، لو أدركني وإياكم عمر - رضي الله عنه - لأوجعنا ضربا".
قال المظفري: "وزادني غير عمرو (عن سفيان بن عيينة): "ما أنا أهل لأن أحدث، ولا أنتم أهل لأن تحدثوا، وما مثلي ومثلكم إلا كما قال الأول: "افتضحوا فاصطلحوا".
رواه الخطابي في "العزلة" (ص 83).

وقال أبو بكر الدشتي الحنبلي في "جامع الورع وقامع البدع" (ص 44):
"ألا فاعتبروا قول عبيد الله بن عمر من العلماء التابعين! وهذا قوله في طلاب العلم والأحاديث في زمانه، فكيف بجهال من أهل زماننا بنزوا؟!"

أبو محمد الشركسي
2025-01-12, 05:10 PM
ما جاء في علماء السوء

عن يزيد بن أبي حبيب، قال:
"إن من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع، فإنه في الاستماع سلامة وزيادة في العلم، والمستمع شريك المتكلم، وفي الكلام إلا ما عصم الله توهق وتزين وزيادة ونقصان.
ومنهم من يرى أن بعض الناس لشرفه ووجهه أحق بكلامه من بعض، ويزدري المساكين، ولا يراهم لذلك موضعا.
ومنهم من يخزن علمه، ويرى أن تعليمه ضيعة، ولا يحب أن يوجد إلا عنده.
ومنهم من يأخذ في علمه بأخذ السلطان حتى يغضب أن يرد عليه شيء من قوله، وأن يغفل عن شيء من حقه.
ومنهم من ينصب نفسه للفتيا، فلعله يؤتى بالأمر لا علم له به فيستحيي أن يقول: "لا علم لي به"، فيرجم، فيكتب من المتكلفين.
ومنهم من يروي كل ما سمع، حتى أن يروي كلام اليهود والنصارى إرادة أن يعزر كلامه".
رواه ابن المبارك في "الزهد" (48)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (612).

وقال سفيان الثوري:
"كان يقال: "تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل، ومن فتنة العالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون".
رواه أحمد في "العلل" (3/11)، والبيهقي في "المدخل" (544).

وقال الإمام ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (1/160):
"وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله: "احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون"، فان الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم، فإذا كان العلماء فجرة، والعباد جهلة؛ عمت المصيبة بهما، وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة".

أبو محمد الشركسي
2025-01-17, 04:21 PM
عن طارق بن عبد الرحمن، قال: "سمعت ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - يسأل عن الرجل يستقرض ويحج، قال: "يسترزق الله ولا يستقرض"، قال: "وكنا نقول: "لا يستقرض إلا أن يكون له وفاء".
رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/544)، وصحح إسناده الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (13/329).

عن على بن زيد أن سعيد بن المسيب قال له: "إني أرى ناسا من قومك يستدينون فيحجون ويعتمرون ثم يموتون ولا يقضى عنهم، ولجمعة أحب إلي من حج أو عمرة تطوعا".
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/128)، وسنده حسن كما في "العتيق" (17/155).

وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي في "الفوائد اللغوية" معلقا:
"لم يرد سعيد - والله أعلم - أن الجمعة أفضل من الحج والعمرة تطوعا مطلقا، بل من الحج والعمرة اللذين يستدان لهما، كما يدل عليه السياق".
من "آثار المعلمي" (24/451).

أبو محمد الشركسي
2025-01-20, 06:40 PM
قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (4/6):
"قال الإمام أبو محمد بن أبي جمرة في "شرح البخاري" له، لما ذكر قوما من العلماء يغلطون في أمور كثيرة، قال:
"ومنهم من يرى بمطالعة "كتاب الزمخشري"، ويؤثره على غيره من السادة، كابن عطية، ويسمي كتابه "الكشاف" تعظيما له.
قال: "والناظر في "الكشاف" إن كان عارفا بدسائسه، فلا يحل له أن ينظر فيه، لأنه لا يأمن الغفلة، فتسبق إليه تلك الدسائس وهو لا يشعر، أو يحمل الجهال بنظره فيه على تعظيمه.
وأيضا فهو يقدم مرجوحا على راجح المقالة أن المألف من أن يصير سواسا للمعتزلي، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا لمنافق: سيد، فإن ذلك يسخط الله".
وإن كان غير عارف بدسائسه فلا يحل له النظر فيه، لأن تلك الدسائس تسبق إليه وهو لا يشعر، فيصير معتزليا، مرجئا".

أبو محمد الشركسي
2025-01-30, 06:09 PM
احذر أيها المسلم هذا النوع من الغدر بأهل العلم

عن عامر الشعبي قال: "أتى قوم زيد بن ثابت - رضي الله عنه - فسألوه عن أشياء، فأخبرهم بها، فكتبوها.
ثم قالوا: "لو أخبرناه".
قال: فأتوه، فأخبروه، فقال: "أغدرا؟! لعل كل شيء حدثتكم به خطأ! إنما أجتهد لكم رأيي".
أخرجه ابن حزم في "الصادع" (317)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2069)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/329).
قال ابن حزم: "هذا سند جيد"، وصححه علامة صالح الفلاني في "إيقاظ همم أولي الأبصار" (ص 138).

وقال الشيخ حسن بن حامد السلفي في مقالته "الغدر" معلقا:
"ومن فوائد هذا الأثر أن من كتب عن شيخ شيئا من رأيه فعليه ان يستأذنه في ذلك قبل كتابته، لأن الرأي قد يخطئ، فلا يجعل خطأ الرأي سنة للامة. وان من كتب دون استئذان ومعرفة الشيخ فقد غدر به وما أقبح الغدر! ومثل ذلك - وقد يكون أسوأ منه - ما يقوم به بعض الناس وقد يكونون منتسبين الي السلفية: من تسجيل كلام بعض العلماء أو طلبة العلم أو غيرهم من غير معرفتهم وبحيل وأساليب ملتوية وتخف، بل قد يكونون باحثين عن عثراتهم، ثم يشيعون وينشرون هذه التسجيلات، ويثيرون بها فتنا، وما أكثر الفتن في أوساط السلفيين. والله المستعان".

أبو محمد الشركسي
2025-02-05, 05:52 AM
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها، و إياك و كل أمر يعتذر منه".
وحسنه ابن حجر في "الغرائب الملتقطة" (1/424) والألباني في "صحيح الجامع" (849).

أبو محمد الشركسي
2025-03-19, 10:50 PM
قال الوليد بن مسلم: "سألت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن قول الله - عز وجل -: {والمستغفرين بالأسحار} (آل عمران: 17).
قال: حدثني سليمان بن موسى قال، حدثنا نافع: "أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يحيي الليل صلاة، ثم يقول: "يا نافع، أسحرنا؟"
فنقول: "لا"، فيعاود الصلاة.
فإذا قلت: "نعم"، قعد يستغفر الله، ويدعوه حتى يصبح".
رواه الطبري في "تفسيره" (6/266)، وابن المنذر في "تفسيره" (297)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3302).
وجود إسناده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/160).

عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-03-20, 01:01 AM
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها، و إياك و كل أمر يعتذر منه".
وحسنه ابن حجر في "الغرائب الملتقطة" (1/424) والألباني في "صحيح الجامع" (849).
قلتُ: تحسين الحافظ رحمه الله لأجل الاختلاف الحاصل عنده في شبيب بن بشر، لكن فاته جرح أحد الجهابذة فيه.
فقد ليَّنَهُ أبو حاتم، وقال: "لين الحديث، حديثُه حديث الشيوخ".
وذكره ابنُ حبان في "الثقات" وقال: "يخطئُ كثيرًا". وضعفه ابنُ الجوزي.
ووثَّقه: ابنُ معين، وذكره ابنُ شاهين وابنُ خلفون في كتابيهما الثقات.
قلتُ: توثيق ابن معين فيه نظر بقوله وقول النسائي: "شبيب لم يرو عنه غير أبي عاصم". اهـ.
ومن تعقبهما بأنه ورى عنه أحمد بن بشير الكوفي، وإسرائيل بن يونس، وسعيد بن سالم القداح، وعبد الله بن حكيم الداهري، وعنبسة بن عبد الرحمن.
قلتُ: فهؤلاء متكلم في حفظهم، ومنهم المتروك والمتهم، غير أن إسرائيل - وإن كان ثقة - لم تثبت روايته عن شبيب بن بشر كما أشار البخاري.
وقال الإمام محمد بن إٍسماعيل البخاري: " وشبيب بن بشر منكر الحديث ". اهـ. ترتيب علل الترمذي الكبير (ص: 392).
فهذا توهين شديد من البخاري لشبيب بن بشر، وأيضا لا يتابع على أحاديثه عن أنس إلا ممن هو دونه.
وضعف الترمذي أحاديث شبيب بن بشر في كتابه الجامع.
فعليه لا يصح حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
والله أعلم.

أبو محمد الشركسي
2025-03-28, 04:53 PM
فعليه لا يصح حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
يعني بعبارة أخرى نقول: حسنه الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني وغيرهما، ولكن ضعفه بيومي؟)
يا أخي، قد أقر السخاوي في "المقاصد الحسنة" (1/138) شيخه أيضا في تحسينه.
وقال نجم الدين الغزي في "إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن" (1/174): "وسنده حسن كما قال ابن حجر".
وقال السيوطي في "الفتح الكبير" (1/153): "وحسنه الحافظ بن حجر، وهو نادر في مفاريد مسند الفردوس، فإن أكثرها ضعاف".
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/408): "هذا الإسناد غير بعيد على التحسين، فإن رجاله ثقات غير شبيب ابن بشر، وهو مختلف فيه، قال ابن معين: ثقة".

أخي العزيز، أنت لا زلت في مذهبك القديم في إختيار أسوأ ما قيل في الراوي )


قلتُ: تحسين الحافظ رحمه الله لأجل الاختلاف الحاصل عنده في شبيب بن بشر، لكن فاته جرح أحد الجهابذة فيه.
لم يفته هذا الجرح، فالحافظ نفسه قال في "التهذيب" (4/306):
"قال الدوري عن ابن معين: ثقة. قال: ولم يرو عنه غير أبي عاصم، وقال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ".


قلتُ: توثيق ابن معين فيه نظر بقوله وقول النسائي: "شبيب لم يرو عنه غير أبي عاصم". اهـ.
الأمر بالعكس أخي، ممن روى عنه أيضا الضحاك بن مخلد، وهو الذي يروى عنه هذا الحديث.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/376): "شبيب بن بشر البجلي. عن أنس، وعكرمة. روى عنه الضحاك بن مخلد".

يا أخي، رجح غير واحد من الحفاظ توثيق الإمام ابن معين لشبيب رغم أن غيره ضعفه.
قال الإمام ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (ص. 166): "شبيب بن بشر ثقة قاله يحيى".
وقال الإمام ابن منده في "التوحيد" (3/77): "يحيى بن معين يقول: شبيب بن بشر ثقة".
وقال الحافظ ابن رجب في "نزهة الأسماع في مسألة السماع" (ص. 12): "وشبيب وثقه ابن معين وغيره".
وقال الحافظ ابن الملقن في "البدر المنير" (8/699): "حديث أنس بن مالك قال: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها، وشاربها، وحاملها والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها والمشتراة له". رواه الترمذي، واللفظ له، وابن ماجه بنحوه، قال الترمذي: "هذا حديث غريب". قال ابن القطان: "وإنما لم يصححه لأن في إسناده شبيب بن بشر ولم تثبت عدالته، وقال فيه أبو حاتم: لين الحديث". قلت: "لكن وثقه ابن معين، فينبغي إذن تصحيحه".
وعن ابن عباس: {وتقلبك في الساجدين} [الشعراء: 219] قال: "من صلب نبي إلى صلب نبي حتى صرت نبيا".
وقال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/86): "رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير شبيب بن بشر وهو ثقة".
وقال الهيثمي أيضا عن شبيب في "مجمع الزوائد" (5/270): "هو ثقة وفيه ضعف".
والحافظ ابن حجر قال في شبيب: "صدوق يخطيء" وحسن كثيرا من أحاديثه في "مختصر زوائد مسند البزار".
وعده غير واحد من الحفاظ من الثقات، وحسن حديثه، منهم: المنذري، والعراقي، والبوصيري، والمناوي، والشوكاني، وغيرهم.
والشيخ الألباني كان يميل أولا إلى تضعيف شبيب، ولكن ثم قال عنه كما في "السلسلة الضعيفة" (14/275):
"وشبيب بن بشر: مختلف فيه، وقد أشار إلى ذلك المنذري (2/172)، والراجح فيه أنه حسن الحديث، إلا أن يخالف".
وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/689): "في شبيب كلام لا يضر".
وقال الألباني أيضا في "النصيحة" (ص. 170) وهو يرد على حسان بن عبد المنان:
"إطلاقه الضعف على (شبيب بن بشر) خطأ محض، بل هو جور واعتداء عليه، فإنه مختلف فيه، وقد وثقه ابن معين وغيره، وقال أبو حاتم: "لين"؛ كما قال الذهبي في "الكاشف"، فهذا يشعر بأن الرجل وسط، أي: حسن الحديث. ونحوه قول الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ". فالإسناد حسن".
وقال الشيخ مقبل بن هادي في "الصحيح المسند" (1/67) وفي "الجامع الصحيح" (4/292) عن حديث شبيب:
"هو حديث حسن، شبيب بن بشر وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لين الحديث، حديثه حديث الشيوخ. فالظاهر أن حديثه لا ينزل عن الحسن، والله أعلم".

الخلاصة: شبيب بن بشر صدوق يخطئ، وحديثه محتمل التحسين إن شاء الله، ما لم يخالف.
والله أعلم

والنصيحة للجميع:
قال الشيخ مقبل بن هادي - رحمه الله -:
"وإلى الله المشتكى من كثير من العصريين فإنّهم محتاجون إلى تعليم، كيف ذلك؟
فأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما يذكران الحديث في "العلل"، فيأتي صاحبنا المحقق العصري ويقول: "قلت!"
فمن أنت حتى تقول: قلت؟
"يقولون هذا عندنا غير جائز … فمن أنتم حتى يكون لكم (عند)؟"
وآخر أيضا يقول: "وأنا أخالف الذهبي، وأخالف العراقي، وأخالف السخاوي وابن كثير!"
فإذا كنت تخالف هؤلاء الأئمة فمن معك على هذا؟!
فهم محتاجون إلى أن يعرفوا ويدرسوا كتب "العلل" وأن يعلموا أنه ما خاض في كتب "العلل" إلا مجموعة يعدون على الأصابع، فما كل أحد يحسنها".
من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص 118).

عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-03-28, 08:36 PM
يعني بعبارة أخرى نقول: حسنه الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني وغيرهما، ولكن ضعفه بيومي؟)

أولا أنا اسمي عبد الرحمن وليس بيومي، فتنبه بارك الله فيك.
ولا داعي أن تضعني بالمقارنة مع هؤلاء رحمهم الله.
فإن حاججتني بهؤلاء فأنا أحاجك بالمتقدمين المجتهدين لا المقلدين وهم: البخاري والترمذي وأبو حاتم وابن حبان.
والبخاري وحده أقوى ممن ذكرت كلهم مجتمعين.


يا أخي، قد أقر السخاوي في "المقاصد الحسنة" (1/138) شيخه أيضا في تحسينه.
وقال نجم الدين الغزي في "إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن" (1/174): "وسنده حسن كما قال ابن حجر".
وقال السيوطي في "الفتح الكبير" (1/153): "وحسنه الحافظ بن حجر، وهو نادر في مفاريد مسند الفردوس، فإن أكثرها ضعاف".
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/408): "هذا الإسناد غير بعيد على التحسين، فإن رجاله ثقات غير شبيب ابن بشر، وهو مختلف فيه، قال ابن معين: ثقة".

كل هؤلاء مقلدون للحافظ رحمه الله، وإلا فقد قرر السيوطي رحمه الله أن ما انفرد به الديلمي فهو ضعيف، وانظر قوله: "وهو نادر".


أخي العزيز، أنت لا زلت في مذهبك القديم في إختيار أسوأ ما قيل في الراوي )

أنا لا أختار بالتشهي، أيها الأستاذ الفاضل.


لم يفته هذا الجرح، فالحافظ نفسه قال في "التهذيب" (4/306):
"قال الدوري عن ابن معين: ثقة. قال: ولم يرو عنه غير أبي عاصم، وقال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ".

قلتُ: فاته قول البخاري، فتنبه! بارك الله فيك.
وأحسب أنه لو اطلع الحافظ رحمه الله على قوله لما اضطر للتحسين.
وكذا الشيخ الألباني رحمه الله.


الأمر بالعكس أخي، ممن روى عنه أيضا الضحاك بن مخلد، وهو الذي يروى عنه هذا الحديث.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/376): "شبيب بن بشر البجلي. عن أنس، وعكرمة. روى عنه الضحاك بن مخلد".

لعلك بارك الله فيك حسبت أن أبا عاصم غير الضحاك بن مخلد.
بل أبو عاصم كنية الضحاك بن مخلد، وهو من تفرد بالرواية عن شبيب كما قال يحيى والنسائي.


يا أخي، رجح غير واحد من الحفاظ توثيق الإمام ابن معين لشبيب رغم أن غيره ضعفه.
قال الإمام ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (ص. 166): "شبيب بن بشر ثقة قاله يحيى".
وقال الإمام ابن منده في "التوحيد" (3/77): "يحيى بن معين يقول: شبيب بن بشر ثقة".
وقال الحافظ ابن رجب في "نزهة الأسماع في مسألة السماع" (ص. 12): "وشبيب وثقه ابن معين وغيره".

يا أخي الفاضل، هؤلاء نقلوا قول يحيى بن معين، فحسب.
ومن الإنصاف إيراد كل الأقوال، رحمك الله، فالمجرحين أكثر عددا، ولم يوثقه معتبر إلا يحيى.
وكل من ذكرت فاتهم تجريح البخاري الشديد فيه، وأحسب لو اطلعوا عليه، ما حسنوا حديثه.
ولذلك الترمذي لم يحسن له حديثا واحدا، بل ضعف أحاديثه، وأنا نظرت أحاديثه، فوجدتها كما قال البخاري رحمه الله.


والنصيحة للجميع:
قال الشيخ مقبل بن هادي - رحمه الله -:
"وإلى الله المشتكى من كثير من العصريين فإنّهم محتاجون إلى تعليم، كيف ذلك؟
فأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما يذكران الحديث في "العلل"، فيأتي صاحبنا المحقق العصري ويقول: "قلت!"
فمن أنت حتى تقول: قلت؟
"يقولون هذا عندنا غير جائز … فمن أنتم حتى يكون لكم (عند)؟"
وآخر أيضا يقول: "وأنا أخالف الذهبي، وأخالف العراقي، وأخالف السخاوي وابن كثير!"
فإذا كنت تخالف هؤلاء الأئمة فمن معك على هذا؟!
فهم محتاجون إلى أن يعرفوا ويدرسوا كتب "العلل" وأن يعلموا أنه ما خاض في كتب "العلل" إلا مجموعة يعدون على الأصابع، فما كل أحد يحسنها".
من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص 118).
شكرا لك على النصيحة.

أبو محمد الشركسي
2025-03-29, 12:40 AM
زادك الله حرصا يا عبد الرحمن)
جزاك الله خيرا على تنبيهاتك وتعليقاتك

والبخاري وحده أقوى ممن ذكرت كلهم مجتمعين.
هذا الكلام عاطفي )
والإمام ابن معين أيضا من أئمة المحدثين، وهو ممن عرض عليهم البخاري صحيحه، كما هو معلوم.

بل أبو عاصم كنية الضحاك بن مخلد، وهو من تفرد بالرواية عن شبيب كما قال يحيى والنسائي.
جزاك الله خيرا

وكل من ذكرت فاتهم تجريح البخاري الشديد فيه، وأحسب لو اطلعوا عليه، ما حسنوا حديثه.
أخي الكريم، ما فائدة التشدد من الناحية الحديثية في الحكم على هذا الحديث بالضعف؟)
شبيب بن بشر قليل الحديث، وجل ما رواه يدور حول باب الرقائق والزهد.
والله أعلم.

أبو محمد الشركسي
2025-03-29, 01:04 AM
قال إبراهيم الحربي - رحمه الله -:
"جنبوا أولادكم قرناء السوء قبل أن تصبغوهم في البلاء كما يصبغ الثوب!
أول فساد الصبيان بعضهم من بعض".
من "ذم الهوى" (ص 116).

أبو محمد الشركسي
2025-03-29, 01:05 AM
للفائدة:
إذا تأخر المأموم عن الدخول مع الإمام من غير عذر له في ذلك حتى يركع فصلاته على خطر! لأنه أخل بركنين من أركان الصلاة من غير عذر، وهما: القيام، وقراءة فاتحة الكتاب.
والمذهب عند الشافعية: "أن ركعته صحيحة، ما دام قد أدرك الركوع مع الإمام".
وذهب بعض فقهائهم إلى أنها لا تصح.
"مغني المحتاج" (1/ 513)، "تحفة المحتاج" (2/363).
وتوقف الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في صحة ركعة من كانت هذه حاله، وقال كما في "مجموع الفتاوى والرسائل" (13/9):
"تأخير الإنسان الدخول مع الإمام حتى يكبر للركوع: فهذا تصرف ليس بسليم، بل إنني أتوقف: هل تصح ركعته هذه أو لا تصح؟ لأنه تعمد التأخير الذي لا يتمكن معه من قراءة الفاتحة، وقراءة الفاتحة ركن، فلا تسقط عن الإمام ولا المأموم ولا المنفرد. فكونه يبقى حتى يركع الإمام، ثم يقوم فيركع معه: هذا خطأ بلا شك، وخطر على صلاته، أو على الأقل على ركعته ألا يكون أدركها".

عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-03-29, 01:36 AM
جزاك الله خيرا
أخي الكريم، ما فائدة التشدد من الناحية الحديثية في الحكم على هذا الحديث بالضعف؟)
شبيب بن بشر قليل الحديث، وجل ما رواه يدور حول باب الرقائق والزهد.
والله أعلم.
وجزاكم آمين، أخي الفاضل.
قلة حديث الراوي مع ضعفه هذا يزيده نكارة، وهذا ما يتميز به أصحاب أنس بن مالك الضعفاء.
فانظر زربي بن عبد الله الأزدي، قال عنه ابن حبان: "منكر الحديث على قلة روايته يروي عن أنس ما لا أصل له فلا يجوز الاحتجاج به". اهـ.
وانظر عمير بن سويد العجلي، قال عنه ابن حبان: "يروي عن أنس بن مالك ما ليس من حديث الثقات عنه، لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلة ما يأتي بها روى عن أنس". اهـ، وكذا قال في عَلَّاق بن أبي مسلم وميمون أبي خلف.
وإن لكلام النبوة عليه نورا لا يكون في أحاديث الضعفاء والمجهولين.
ولا أنكر أن تحدث بهذه الأحاديث في الفضائل لكن مع بيان ضعفها وأنها لا تصح.
وهذا الكلام أشبه من قول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه موقوفا عليه فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [312]، فقال:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ سَعْدًا قَالَ لابْنِهِ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ:
" يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ لَنْ تَلْقَى أَحَدًا هُوَ أَنْصَحُ لَكَ مِنِّي، إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّيَ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، ثُمَّ صَلِّ صَلاةً لا تَرَى أَنَّكَ تُصَلِّي بَعْدَهَا،
وَإِيَّاكَ وَالطَّمَعَ، فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِرٌ، وَعَلَيْكَ بِالْيَأْسِ فَإِنَّهُ الْغِنَى، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ مِنَ الْعَمَلِ وَالْقَوْلِ، وَاعْمَلْ مَا بَدَا لَكَ ". اهـ.
عكرمة بن خالد لم يسمع من سعد رضي الله عنه كما قال أبو حاتم، لكن روى عن بعض أبنائه، والله أعلم.

وفي الصحيحين من حديث أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ ". اهـ.
قال الحافظ: قوله: (وأَنا أُرِيدُ إِطالَتَها) فِيهِ أَنَّ مَن قَصَدَ فِي الصَّلاةِ الإِتيانَ بِشَيءٍ مُستَحَبٍّ لا يَجِبُ عَلَيهِ الوفاء بِهِ. اهـ.
والله أعلم.


هذا الكلام عاطفي )
والإمام ابن معين أيضا من أئمة المحدثين، وهو ممن عرض عليهم البخاري صحيحه، كما هو معلوم.

لا، هذا ليس كلاما عاطفيا أخي الحبيب، الإمام البخاري رحمة الله عليه أمير المؤمنين في الحديث، إمام بحق جهبذ مجتهد لا نظير له في زمانه.
والقصة التي تذكرها تشهد له بالفضل أصالة، فالقصة تقول: لما ألّف البخاريّ كتابه في صحيح الحديث عرضه على عليّ بن المديني ويحيى ابن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه، فكلّهم قال له: كتابك صحيح إلا أربعة أحاديث؛ قال العقيلي: والقول فيها قول البخاريّ وهي صحيحة. اهـ.
ومع ذلك فهذه القصة لا تصح، في سنده من هو مبهم.
نقلها ابن خير الإشبيلي في فهرسته (83) عن مسلمة بن قَاسم أنه قال: سَمِعت من يَقُول عَن أبي جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ: فذكره.
على أن مسلمة ليس بثقة كما قال الذهبي رحمه الله.
والله أعلم.

أبو محمد الشركسي
2025-03-30, 04:10 AM
عن محمد بن عمر المخزومي أن عبد الله بن بسر المازني - رضي الله عنه - كان إذا صلى الجمعة خرج إلى السوق، يتأول هذه الآية: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}.
رواه الخلال في "الحث على التجارة" (107)، وحسن إسناده محققه.

قال أبو بكر المروذي: "قلت لأبي عبد الله (الإمام أحمد): "هؤلاء المتوكلة الذين لا يتجرون ولا يعملون، يحتجون بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - زوج على سورة من القرآن، فهل كان معه شيء من الدنيا؟
قال: "وما علمهم أنه كان لا يعمل؟"
قلت: "يقولون: "نقعد وأرزاقنا على الله - عز وجل -".
قال: "ذا قول رديء خبيث، الله تبارك وتعالى يقول: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} فأيش هذا إلا البيع والشراء".
رواه الخلال في "الحث على التجارة" (106).

أبو محمد الشركسي
2025-04-13, 08:00 PM
قال علي بن الحسن بن شقيق: "سمعت ابن المبارك وسأله رجل: "يا أبا عبد الرحمن، قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وقد عالجت بأنواع العلاج، وسألت الأطباء، فلم أنتفع به".
فقال: "اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس إلى الماء، فاحفر هناك بئرا، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم".
ففعل الرجل فبرأ".
رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3381).

وقال الحافظ البيهقي في "شعب الإيمان" (3/221) معلقا على هذه القصة:
"وفي هذا المعنى حكاية قرحة شيخنا الحاكم أبي عبد الله - رحمه الله -، فإنه قرح وجهه، وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب، وبقي فيه قريبا من سنة، فسأل الأستاذ الإمام أبو عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له، وأكثر الناس التأمين، فلما كان من الجمعة الأخرى ألقت امرأة رقعة في المجلس بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يقول لها: "قولوا لأبي عبد الله: يوسع الماء على المسلمين". فجيئت بالرقعة إلى الحاكم أبي عبد الله، فأمر بسقاية الماء فيها وطرح الجمد في الماء، وأخذ الناس في الماء، فما مرت عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى ما كان، وعاش بعد ذلك سنين".

قال أبو الحسن علي بن أبي بكر: "سمعت أبا بكر الخبازي بنيسابور يقول: "مرضت مرضا خطرا، فرآني جار لي صالح، فقال: "استعمل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "داووا مرضاكم بالصدقة". وكان الوقت صيفا، فاشتريت بطيخا كثيرا، واجتمع جماعة من الفقراء والصبيان، فأكلوا ورفعوا أيديهم إلى الله - عز وجل - ودعوا لي بالشفاء. فوالله ما أصبحت إلا وأنا في كل عافية من الله - تبارك وتعالى -".
رواه أبو طاهر السلفي في "معجم السفر" (827).

وقال ابن الحاج المالكي في "المدخل" (4/141):
"وآكد ما على المريض أو وليه امتثال السنة في الصدقة، لما ورد في الحديث عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: "داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا البلاء بالصدقة، واستعينوا على قضاء حوائجكم بالصدقة"، وذلك راجع إلى حال المرض والمريض؛ فإن كان المرض شديدا فليكثر من الصدقة، وإن كان مليا فكذلك، وإن كان فقيرا فجهد المقل، لحديث عائشة - رضي الله عنها - في التمرة التي تصدقت بها على المرأة ومعها ابنتان، فشقتها نصفين وأعطت كل واحدة منهما نصفا. والمقصود من الصدقة أن المريض يشتري نفسه من ربه - عز وجل - بقدر ما تساوي نفسه عنده، والصدقة لا بد لها من تأثير على القطع؛ لأن المخبر - صلى الله عليه وسلم - صادق، والمخبر عنه كريم منان".

أبو محمد الشركسي
2025-04-19, 10:03 PM
قال الإمام زفر بن الهذيل:
"اني لست اناظر أحدا حتى يقول: لقد أخطأت، ولكن اناظره حتى يجن".
قيل: "فكيف يجن؟"
قال: "يقول بما لم يقله احد".
رواه الصيمري في "أخبار أبي حنيفة وأصحابه" (ص 197).

وقال الإمام أحمد بن حنبل:
"لم تقل شيئا لم يقله أحد من أهل العلم قبلنا".
رواه الخلال في "السنة" (3/566).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "الفتاوى الكبرى" (1/369):
"وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يسبقه إليه أحد منهم فإنه يكون خطأ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: "إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام".

قال الشيخ بكر أبو زيد في "المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد" (1/350):
"قال الميموني: قال لي أَحمد: "يا أَبا الحسن، إياك أَن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إِمام".
أَقول: "أَين هذا الهدي السني المقتصد في السنة من الذين يستظهرون سننا وهديا في عصرنا لم تكن معروفة في عمر التاريخ الإسلامي؟! ثم هم يجالدون عليها، ثم يتدينون ببغض من لم يَتَسَنَّنْ بها، والله يعلم ما في أَنفسكم فاحذروه".

أبو محمد الشركسي
2025-04-28, 03:02 PM
عن عتبة بن عبد - رضي الله عنه -، قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله، لحقره يوم القيامة".
أخرجه أحمد في "مسنده" (4/185) والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/14) والفسوي ف
ي "المعرفة والتاريخ" (1/340).
وجود إسناده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/225)، والمناوي في "التيسير" (2/305)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (446).

وعن محمد بن أبي عميرة - رضي الله عنه -، وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:
"لو أن عبدا خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرما في طاعة الله، لحقره ذلك اليوم، ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب".
رواه ابن المبارك في "الزهد" (34)، وأحمد في "مسنده" (4/185).
وصححه ابن حجر في "الإصابة" (6/25)، والألباني في "صحيح الترغيب" (3597)، وشعيب الأرناؤوط في "تخريج المسند" (17650).

وقال العلامة الصنعاني في "التنوير" (9/132):
"لرآه حقيرا يسيرا يوم القيامة لما يراه من عظمة جزاء الله وسعة جوده وشدة عقابه".

أبو محمد الشركسي
2025-04-29, 01:54 AM
عن عطاء بن أبي رباح، قال: "سمعت عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - يقول:
"يكره أن يقوم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان، ولكن يقوم إليها طلق الوجه، عظيم الرغبة، شديد الفرح؛ فإنه يناجي الله عز وجل، وإن الله عز وجل أمامه يغفر له، ويجيبه إذا دعاه".
ويتلو هذه الآية: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} [النساء: 142].
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1904)، وحسن إسناده محققوه.

أبو محمد الشركسي
2025-05-01, 03:03 PM
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال:
"سارعوا إلى الجمعة! فإن الله – عز وجل - يبرز أهل الجنة في كل جمعة إلى كثيب من كافور أبيض، فيكونون في القرب منه على قدر تسارعهم إلى الجمعات في الدنيا، فيحدث لهم من الكرامة ما لم يكن قبل ذلك".
وقال أبو عبيدة: "فكان عبد الله لا يسبقه أحد إلى الجمعة، فجاء يوما وقد سبقه رجلان، فقال: "رجلان وأنا الثالث، إن شاء الله يبارك في الثالث".
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (436)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (89)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (476)، وابن خزيمة في "التوحيد" (2/893)، والدارقطني في "رؤية الله" (166).
وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (6/404)، والحافظ الذهبي في "العلو" (95)، والشيخ الألباني في "مختصر العلو" (51).

قال نظام الدين النيسابوري في تفسيره "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" (6/301):
"وكانت الطرقات في أيام السلف وقت السحر وبعد الفجر غاصة بالمبكرين إلى الجمعة يمشون بالسرج. وقيل: أول بدعة أحدثت في الإسلام ترك البكور إلى الجمعة".

وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" (8/165) معلقا:
"إذ البكور إليها من شدة العناية بها".

أبو محمد الشركسي
2025-05-09, 03:34 PM
قال أبو هريرة - رضي الله عنه -:
"ما أحب أن لي مائة ناقة كلهن سود الحدق - يعني الإبل- وأني أترك الغسل يوم الجمعة".
رواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/566)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2761).
وحسن إسناده محقق "الشعب" (4/428)، وصاحب "العتيق" (11/180).

أبو محمد الشركسي
2025-05-17, 12:10 AM
قال الإمام ابن القيم في "إعلام الموقعين" (6/120):
"وقد نص الإمام أحمد على أن الرجل إذا شهد الجنازة فرأى فيها منكرا لا يقدر على إزالته أنه لا يرجع، ونص على أنه إذا دعي إلى وليمة عرس فرأى فيها منكرا لا يقدر على إزالته أنه يرجع.
فسألت شيخنا (ابن تيمية) عن الفرق؟ فقال: "لأن الحق في الجنازة للميت، فلا يترك حقه لما فعله الحي من المنكر، والحق في الوليمة لصاحب البيت، فإذا أتي فيها بالمنكر، فقد أسقط حقه من الإجابة".

وروي أن الحسن البصري وابن سيرين كانا في جنازة، وهناك نوح، فانصرف ابن سيرين، فقيل للحسن ذلك، فقال: "إن كنا متى رأينا باطلا تركنا له حقا أسرع ذلك في ديننا".
أورده ابن عبد البر في "الاستذكار" (5/534).

أبو محمد الشركسي
2025-05-23, 06:28 PM
قال عيسى بن حازم: "كنا مع إبراهيم بن أدهم في بيت ومعه أصحاب له، فأتوا ببطيخ فجعلوا يأكلون ويمزحون ويترامون بينهم، فدق رجل الباب فقال لهم إبراهيم: "لا يتحركن أحد".
قالوا: "يا أبا إسحاق، تعلمنا الرياء؟ نفعل في السر شيئا لا نفعله في العلانية؟"
فقال: "اسكتوا! إني أكره أن يعصى الله فِيَّ وفيكم".
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/9).

وقال ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص 174) معلقا:
"وإنما خاف قول الجهلة: "انظروا إلى هؤلاء الزهاد كيف يفعلون!" وذلك أن العوام لا يحتملون مثل هذا للمتعبدين".

أبو محمد الشركسي
2025-05-24, 06:56 PM
يا عبد الله، أتدري أين يقسم ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم؟

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنه مر بسوق المدينة، فوقف عليها، فقال: "يا أهل السوق، ما أعجزكم!"
قالوا: "وما ذاك يا أبا هريرة؟"
قال: "ذاك ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم، وأنتم هاهنا لا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه".
قالوا: "وأين هو؟"
قال: "في المسجد".
فخرجوا سراعا إلى المسجد، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم: "ما لكم؟"
قالوا: "يا أبا هريرة! فقد أتينا المسجد، فدخلنا، فلم نر فيه شيئا يقسم".
فقال لهم أبو هريرة: "أما رأيتم في المسجد أحدا؟"
قالوا: "بلى، رأينا قوما يصلون، وقوما يقرءون القرآن، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام".
فقال لهم أبو هريرة: "ويحكم، فذاك ميراث محمد - صلى الله عليه وسلم -".
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1429).
وحسن إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب" (1/144)، والحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/123)، والشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (83).

أبو محمد الشركسي
2025-05-24, 09:58 PM
فيمن دخل المدينة ثم رجع ولم يصل في المسجد النبوي

قال مسلم بن أسلم بن بجرة - رضي الله عنه -، أخي الحارث بن الخزرج، وكان شيخا كبيرا قد حدث نفسه، قال: "إن كان ليدخل المدينة فيقضي حاجته بالسوق، ثم يرجع إلى أهله، فإذا وضع رداءه ذكر أنه لم يصل في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: "والله ما صليت في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه قد قال لنا: "من هبط منكم إلى هذه القرية، فلا يرجعن إلى أهله حتى يركع ركعتين في هذا المسجد، ثم يرجع إلى أهله".
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (19/435).
وقال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/8): "رجاله ثقات".
وجود إسناده صاحب كتاب "الأحاديث الواردة في فضائل المدينة" (رقم: 218).

أبو محمد الشركسي
2025-06-01, 03:40 AM
قال يونس بن حبيب،: "لاحى رجل من المسلمين مجوسيا مرة، فسفه عليه المسلم، فقال له المجوسي: "إن الحليم ليقصر لسانه عندما يتذكر من اختراق الدود فيه"، فأبكى والله من حضره".
رواه ابن أبي الدنيا في "الحلم" (71)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1189).

"لاحاه: نازعه"، كما في "مختار الصحاح" (6/2481).

أبو محمد الشركسي
2025-06-03, 01:10 AM
عن عبد الله بن الحارث أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يرفع صوته عشية عرفة، يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
اللهم اهدنا بالهدى، وزينا بالتقوى، واغفر لنا في الآخرة والأولى".
ثم يخفض صوته ثم يقول: "اللهم إني أسألك من فضلك وعطائك رزقا طيبا مباركا، اللهم إنك أمرت بالدعاء وقضيت على نفسك بالإجابة، وأنت لا تخلف وعدك ولا تكذب عهدك، اللهم ما أحببت من خير فحببه إلينا ويسره لنا، وما كرهت من شر فكرهه إلينا وجنبناه، ولا تنزع منا الإسلام بعد إذ أعطيته لنا، يا أرحم الراحمين".
رواه الطبراني في "فضل عشر ذي الحجة" (55)، وفي "الدعاء" (878).
وجود إسناده الحافظ ضياء الدين المقدسي في "السنن والأحكام" (4/202)، والإمام ابن تيمية في "شرح العمدة" (5/238)، وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (5/292): "هذا موقوف صحيح الإسناد".

أبو محمد الشركسي
2025-06-03, 06:20 PM
دعاء عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - بعد ركعتي الطواف

عن نافع قال: "كان ابن عمر إذا قدم حاجا أو معتمرا طاف بالبيت وصلى ركعتين، وكان جلوسه فيها أطول من قيامه ثناء على ربه ومسألة، فكان يقول حين يفرغ من ركعتيه وبين الصفا والمروة:
"اللهم اعصمني بدينك وطاعتك وطاعة رسولك - صلى الله عليه وسلم -،
اللهم جنبني حدودك،
اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين،
اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك ورسلك،
اللهم آتني من خير ما تؤتي عبادك الصالحين في الدنيا والآخرة،
اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى،
اللهم أوزعني أن أوفي بعهدك الذي عاهدتني عليه،
اللهم اجعلني من أئمة المتقين، واجعلني من ورثة جنة النعيم، واغفر لي خطيئتي يوم الدين".
أخرجه ابن أبي شيبة (31851) وصححه محققه.

أبو محمد الشركسي
2025-06-04, 01:33 AM
قال علي بن أبي خالد: "قلت لأحمد: "إن هذا الشيخ - لشيخ حضر معنا - هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارث القصير - يعني حارثا المحاسبي -، وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلت لي: "لا تجالسه، ولا تكلمه". فلم أكلمه حتى الساعة، وهذا الشيخ يجالسه، فما تقول فيه؟"
فرأيت أحمد قد احمر لونه، وانتفخت أوداجه وعينيه، وما رأيته هكذا قط، ثم جعل ينتفض ويقول: "ذاك؟ فعل الله به وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خبره وعرفه، أويه، أويه، أويه، ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي، ويعقوب، وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه".
فقال له الشيخ: "يا أبا عبد الله، يروي الحديث، ساكن خاشع"، من قصته.
فغضب أبو عبد الله، وجعل يحكي: "لا يغرك خشوعه ولينه"، ويقول: "لا تغتروا ينكس رأسه؛ فإنه رجل سوء، ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره، لا تكلمه، ولا كرامة له، كل من حدث بأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان مبتدعا تجلس إليه؟! لا، ولا كرامة، ولا نعمة عين". وجعل يقول: "ذاك، ذاك".
رواه ابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (2/149).

أبو محمد الشركسي
2025-06-05, 08:29 PM
قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -:
"كان يقال في أيام العشر: "لكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم، يعني في الفضل".
رواه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (44)، والبيهقي في "فضائل الأوقات" (232)، وغيرهما.
وقال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (2/128): "إسناد البيهقي لا بأس به".
وضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف الترغيب" (736) وقال معلقا: "فيه الحسن عن أنس، والحسن - وهو البصري - مدلس".
ولكن قال غير واحد من المحققين بأن عنعنة الحسن البصري عن أنس ليست بعلة، لأن الحسن سمع من أنس بالاتفاق، وهو من أصحاب أنس وقد عاصره خمسين سنة بالبصرة.
وحسنه محقق "فضائل الأوقات" (2/401)، وقال محقق "معرفة علوم الحديث" (ص 162): "إسناده جيد".
وذكر هذا الأثر كل من الحاكم والعراقي والسيوطي في قسم ما يروى عن الصحابي موقوفا عليه وهو في حكم المرفوع.

أبو محمد الشركسي
2025-06-06, 08:16 AM
قال الإمام الخطابي في "أعلام الحديث" (1/595):
"إظهار السرور في العيد من شعار الدين".

وقال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص 479):
"العيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم، إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته".