مشاهدة النسخة كاملة : هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الصفحات :
1
2
3
4
5
6
[
7]
8
9
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 08:37 PM
هذا كلامه عن المزدكية ،
ويقول : الصوفية ،
والفرقة المسمَّاة المباحية منهم
على دين "مزدك"
الذي هو أصل الشيوعية ،
وأصل نظريَّة "كارل ماركس"
الذي كما ذكر هؤلاء الخرافيون يقولون :
أنتم مشتغلون بالردِّ على المسلمين ،
وتتركون الشيوعيَّة !!.
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 08:41 PM
هذا الرازي ،
وهو إمامٌ مِن أئمَّة الأشاعرة
وكتابه "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" :
مطبوع موجود ،
يقول :
إنَّه تلتقي الصوفية بالمزدكية ،
يعنى : الشيوعية
والصوفيَّة تلتقي عند "مزدك" ،
فهذا هو كلامهم ،
وليس كلامنا نحن .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:13 AM
ومن الرازي - المتوفى سنة 606 هـ –
ننتقل إلى أحد الأئمَّة مِن علماء اليمن ،
يسمَّى "عباس بن منصور السكسكي"
قيل : إنَّه كان حنبليّاً – وهذا غريب في أئمَّة اليمن - ،
وقيل : إنَّه شافعيٌّ ،
وعلى كل حال ،
يمكن مراجع ترجمته في "الأعلام"
(ح3 – ص268 ط –4)
هذا الإمام السكسكي متوفى سنة 683هـ
فهو أيضاً من المتقدمين
كتب كتاباً اسمه :
"البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان" ،
هذا كتابٌ مطبوعٌ ،
وأنا الآن أقرأ ما كتبه عن الصوفيَّة بنصِّه .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:16 AM
يقول في آخر الكتاب - :
قد ذكرتُ هذه الفرقة الهادية ، المهديَّة
– يعني : أهل السنَّة - ،
وأنَّها على طريقةٍ متَّبعةٍ لهذه الشريعة النبويَّة …
إلى أن يقول :
وغير ذلك مما هو داخل تحت الشريعة المطهرة ،
ولم يشذَّ أحدٌ منهم عن ذلك
سوى فرقة واحدةٍ تسمَّت بالصوفيَّة ،
ينتسبون إلى أهل السنَّة،
وليسوا منهم ،
قد خالفوهم في الاعتقاد ، والأفعال ، والأقوال ،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:19 AM
أمَّا الاعتقاد :
فسلكوا مسلكاً للباطنية الذين قالوا :
إن للقرآن ظاهراً ، وباطناً،
فالظاهر : ما عليه حملة الشريعة النبويَّة ،
والباطن : ما يعتقدونه ،
وهو ما قدَّمتُ بعض ذكره ،
فكذلك أيضاً فرقة الصوفيَّة ،
قالت : إنَّ للقرآن والسنَّة حقائق خفيَّة ، باطنة ،
غير ما عليه علماء الشريعة مِن الأحكام الظاهرة ،
التي نقلوها خَلَفاً عن سلف ،
متصلة بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالأسانيد الصحيحة ،
والنقلة الأثبات ،
وتلقته الأمَّة بالقبول ،
وأجمع عليه السواد الأعظم ،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:25 AM
ويعتقدون أنَّ الله عز وجل حالٌّ فيهم !!
ومازج لهم !!
وهو مذهب الحسين بن منصور الحلاَّج
المصلوب في بغداد في أيام المقتدر
- الذي قدمتُ ذكره الروافض في فصل "فرقة الخطابيَّة" -
ولهذا قال : أنا الله
- تعالى الله عن ذلك
علوّاً كبيراً - ،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:28 AM
وأنَّ ما هجس في نفوسهم ،
وتكلموا به في تفسير قرآنٍ ،
أو حديثٍ نبويٍّ ،
أو غير ذلك مما شرعوه لأنفسهم ،
واصطلحوا عليه :
منسوب إلى الله تعالى ، وأنَّه الحق ،
وإِنْ خالف ما عليه جمهور العلماء، وأئمَّة الشريعة ،
وفسَّرتْه علماء أصحابه ، وثقاتهم ،
بناءً على الأصل الذي أصَّلوه
مِن الحلول ، والممازجة ،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:30 AM
ويدَّعون أنَّهم قد ارتفعت درجتُهم
عن التعبدات اللازمة للعامَّة ،
وانكشفت لهم حجب الملكوت ،
واطَّلعوا على أسراره ،
وصارت عبادتهم بالقلب
لا بالجوارح .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:36 AM
- نتابع ،
وما يزال الكلام للسكسكي صفحة (65)
من كتاب "البرهان" يقول : -
وقالوا :
لأنَّ عمل العامة بالجوارح سُلَّمٌ يؤدِّي إلى علم الحقائق ،
إذ هو المقصود على الحقيقة ،
وهي البواطن الخفيَّة عندهم ،
لا عملٌ بالجوارح .
قد وصلنا ، واتصلنا ،
واطَّلعنا على علم الحقائق الذي جهلته العامَّة ،
وحملة الشرع
وطعنوا حينئذٍ في الفقهاء ، والأئمَّة ، والعلماء ،
وأبطلوا ما هم عليه ،
وحقَّروهم ، وصغَّروهم عند العوام ، والجهَّال ،
وفي أحكام الشريعة المطهرة ،
وقالوا : نحن العلماء بعلم الحقيقة ،
الخواص الذين على الحق ،
والفقهاء هم العامة ؛
لأنَّهم لم يطلعوا على علم الحقيقة ،
وأعوذ بالله
من معرفة الضلالة ،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:40 AM
فلمَّا أبطلوا علم الشريعة ،
وأنكروا أحكامها :
أباحوا المحظورات ،
وخرجوا عن التزام الواجبات ،
فأباحوا النظر إلى المردان ،
والخلوة بأجانب النسوان ،
والتلذذ بأسماع أصوات النساء ، والصبيان ،
وسماع المزامير ، والدفاف،
والرقص ، والتصفيق في الشوارع والأسواق
بقوة العزيمة ، وترك الحشمة ،
وجعلوا ذلك عبادة يتدينون بها ،
ويجتمعون لها ،
ويؤثرونها على الصلوات ،
ويعتقدونها أفضل العبادات،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:43 AM
ويحضرون لذلك المغاني من النساء ، والصبيان ،
وغيرهم مِن أهل الأصوات الحسنة للغناء بالشبابات ،
والطار ، والنقر ، والأدفاف المجلجلة ،
وسائر الآلات المطربة ،
وأبيات الشعر الغزلية التي توصف فيها محاسن النِّسوان ،
ويذكر فيها ما تقدم من النساء التي كانت الشعراء تهواها ،
وتشبب بها في أشعارها ،
وتصف محاسنها
كليلى ، ولبنى ، وهند ، وسعاد ، وزينب ، وغيرهنَّ ،
ويقولون :
نحن نكنِّي بذلك عن الله عز وجل !!
ونَصرف المعنى إليه .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:48 AM
أقول – أنا سفر - :
إن كتاب "إغاثة اللهفان" للإمام ابن القيم رحمه الله
فصَّل هذه الأمور تفصيلاً مفيداً ،
لكن آثرت أن لا أنقل عنه
حتى لا يقال لا يعرفون إلاَّ ابن تيمية ، أو ابن القيم ،
وهذا قبل ابن القيم ، وابن تيمية ،
وليس ممن له شهرة أنَّه حارب التصوف
باسم أنَّه -كما يقولون - :
سلفي ، أو تيمي ، أو ، وهَّابي ،
بل هو قبل أولئك جميعا ،
ويكتب بموضوعيَّة ،
وينقل مِن مصادر كثيرة ،
أنا أواصل كلامه لتنظروا بعض مصادره :
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:53 AM
يقول :
فقد ذكر الفقيه موسى بن أحمد ذلك
في الرسالة التي ردَّ بها عليهم ،
وبيَّن فيها فساد مذهبهم ،
فقال في بيت شعر أنشده فيهم :
يُكنُّون عن ربِّ السماء بزينب
وليلي ولبنى والخيال الذي يسري
وتختلط الرجال بالنساء ،
والنساء بالرجال ،
ويتنادى الرجال والنساء ،
ويتصافحون ،
وإذا حصل فيهم الطرب وقت السماع
من الأصوات الشجية ، والآلات المطربة :
طربوا ، وصرخوا ، وقاموا ، وقفزوا ،
وداروا في الحلقة ؛
فإذا دارت رؤوسهم ،
واختلطت عقولهم من شدة الطرب ،
وكثرة القفز والدوران :
وقعوا على الأرض مغشيّاً عليهم ،
ويسمُّون ذلك " الوَجْد" ،
أي :
أنَّ ذلك مِن شدة ما يجدون
مِن شدة المحبَّة ، والشوق ،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:58 AM
قالوا :
فأمَّا الخوف ، والرجاء :
فنحن لا نخاف النَّار ،
ولا نرجو دخول الجنَّة ؛
لأنَّهما ليست عندنا شيئاً ؛
فلا نعبده خوفاً مِن النَّار ،
ولا طمعا في الجنـة !!
قال سفر :
احفظـوا هـذه الكلمة التي يقولها الإمام
لنجد شواهد عليها فيما بعد ،
وهي قولهم :
" لا نعبده خوفاً مِن النَّار ،
ولا طمعاً في الجنة " .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 05:01 AM
يقول :
هذا مخالفٌ للكتاب ، والسنَّة ،
والإجماع ،
ومجوِّزات العقول ،
ثمَّ إنَّهم يَحملون الأشياء كلها على الإباحة ،
فيقولون :
كلُّ ما وقع في أيدينا مِن حلالٍ ، أو حرامٍ:
فهو حلالٌ لنا ،
ولا يبالون هل أكلوا مِن حلالٍ ، أو حرامٍ .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 01:18 PM
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن على القلعي
في كتاب "أحكام العصاة" :
وهذان الصنفان في الكفر ، والإضلال :
أشدُّ ، وأضرُّ على الإسلام ، وأهله مِن غيرهما ،
وجميعهم ممن يساق إلى النَّار
مِن غير مسألةٍ ، ولا محاسبةٍ ،
ولا خلوصَ لهم منها أبد الآبدين
– يعني: هذه الفرقة التي ذكرتُها مِن الصوفيَّة ،
وفرقة مِن الإسماعيلية الباطنيَّة ،
وهم قوم منهم يدَّعون
أنَّهم قد اطلعوا على أسرار التكليف،
وأحاطوا علماً بموجبه ،
وأنَّه إنَّما شرع ذلك للعامَّة
ليرتدعوا عن الأهواء المؤدِّية إلى سفك الدماء ،
فيُحفظ بذلك نظام الدنيا ،
وذلك للمصالح العظمى
التي لم يطَّلع عليها الأنبياء ،
ومَن قام مقامهم في السياسة ،
قالوا : ولهذا اختلفت الشرائع
لاختلاف مصالح النَّاس باختلاف الأزمنة
بهمَّتنا ، وقوَّة رأينا، ووافي أحلامنا
ما نستغني به عن التزام سياسة غيرنا ،
والانتظام في سلك المبايعة لغيرنا
فلا حظر علينا، ولا واجب ،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 01:20 PM
فإذا سئلوا لأيِّ شيءٍ تُصلُّون ، وتصومون ،
وتأتون بما يأتي به المسلمون مِن الواجبات ؟
قالوا :
لرياضة الجسد ،
وعادة البلد ،
وصيانة المال والولد
– أي : مِن القتل - ،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 01:23 PM
ولأنَّ هذين الصنفين
متفقات في أصل الاعتقاد
وإن اختلفا في التأويل
إلاَّ مَن عصمة الله تعالى منهم
أعني مِن فرق الصوفيَّة،
والتزم أحكام الشريعة ، وعمل بها ،
وحقَّ العلماء ، والفقهاء
– يعني : اعترف لهم بالحق –
ولم يَدخل في شيءٍ مِن هذه الخزعبلات ،
والأباطيل التي دخلوا فيها ؛
فصحَّ اعتقاده ، وصفت سريرته :
فإنَّه مُبرَّأ مما هم عليه .
والى هنا ينتهي كلام الإمام .
يعني يقول :
إنَّ مَن انتسب إلى التَّصوف اسماً
ولم يكن مثلهم
على هذه الأشياء
فهو لا يأخذ حكمهم ،
وهذا صحيح ،
وكما قلنا :
إن هناك كثير مِن النَّاس مخدوعين .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 01:25 PM
الحاصل :
قد سمعنا كلام الإمام خشيش ،
وكلام الإمام الأشعري ،
وكلام السكسكي ،
وكلام الرازي ،
وكلام البيروني ؛
من مصادر – والحمد لله –
موجودة ، وموثقة ، ومطبوعة .
وأيضاً : مِن المعاصرين :
هناك أناسٌ كثيرٌ :
كتب عنهم عبد الرحمن بدوي ،
وكتب عنهم طلعت غنَّام ،
وكتب عنهم آخرون
- لا داعي لاستعراضهم - .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 03:51 PM
المهم :
أنَّنا ننظر الآن إلى كتابٍ مِن كتب محمد علوي مالكي
- ربَّما لم يطلع عليه بعض النَّاس – ؛
الكتاب سمَّاه : "المختار مِن كلام الأخيار" ،
طبع في مصر سنة 1398هـ ،
ولنقارن ما جاء في هذا الكتاب
بما سمعنا الآن مِن عقائد الصوفيَّة ؛
لننظر على أيِّ دينٍ هذا الرجل ،
ونعرف عندئذٍ حكمَه ،
ونعرف القضيَّة الأساسيَّة التي هي
- كما قلتُ -
أنَّ التصوف دينٌ مستقلٌ عن الإسلام ،
وإن دخله مَن ينتسب إلى الإسلام
ويدَّعي أنَّه مسلم !!.
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:22 PM
يقول محمد علوي مالكي في هذا الكتاب
- صفحة (134) -
عن السري السَقَطي – يقول :
رأيتُ كأنِّي وقفتُ بين يدي الله عز وجل ،
فقال : يا سري !
خلقتُ الخلقَ فكلُّهم ادَّعوْا محبتي ،
فخلقتُ الدنيا فذهب منِّي تسعةُ أعشارهم !
وبقيَ معي العشر ،
قال:
فخلقتُ الجنَّة فهرب منِّي تسعةُ أعشار العشر ،
فسلَّطتُ عليهم ذرةً مِن البلاء ؛
فهرب تسعةُ أعشار عشر العشر !
فقلتُ للباقين معي :
لا الدنيا أردتم ،
ولا الجنَّة أخذتم ،
ولا مِن النَّار هربتم ،
فماذا تريدون ؟
قالوا : إنَّك لَتعلم ما نريد !
فقلتُ لهم :
فإنِّي مسلِّطٌ عليكم مِن البلاء بعدد أنفاسكم ؛
مالا تقوم له الجبال الرواسي ،
أتصبرون ؟
قالوا :
إذا كنتَ أنتَ المبتلي لنا
فافعل ما شئتَ .
فهؤلاء عبادي حقا.
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:27 PM
لاحظوا هذا الكلام !!
متى خاطب الله السري ؟
هل كلَّم اللهُ أَحَداً بعد موسى عليه السلام ؟
هل عن طريق الوحي ؟
هل نزل جبريل على أحدٍ
بعد محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلم ؟
انظروا هذه هي الأقوال
التي أقول إنَّها أساس الخلاف بيننا وبين الصوفيَّة ،
وهو : التلقِّي ،
إنَّهم لا يتلقَّوْن مِن الكتاب والسنَّة ،
بل يتلقَّوْن مِن المخاطبة المباشرة
– علم الحقيقة ، العلم اللدني ، العلم المباشر عن الله –
كما يدَّعون أنَّ الله يكلِّمهم ،ويخاطبهم
مثل ما ذكر هؤلاء الأئمة
– خشيش ، أو الرازي ،
أو السكسكي، أو الأشعري - .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:32 PM
هذا الكلام ينقله محمد علوي مالكي عن السريِّ السقطي ،
فلنفرض أنَّ السريَّ السقطي أخذ هذا الكلام مِن كتاب "باتنقل"
- كتاب الهند الذي قال عنه البيروني - ،
أو كتاب "زندادست" هذا ، أو أي كتاب ،
أو أي مصدر ،
كيف ينقله محمد علوي مالكي ؟ .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:38 PM
السؤال هنا للمالكي :
كيف تنقل هذا النصَّ وتقرُّه ؟
وأين هم هؤلاء
الذين يعبدون الله لا خوفا مِن النَّار ،
ولا حبًّا في الجنَّة ؟ ،
هؤلاء أفضل مِن أنبياء الله
الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم
{ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات
ويدعوننا رغباً ورهباً
وكانوا لنا خاشعين }
والأنبياء
– صلوات الله وسلامه عليهم –
تعوَّذوا مِن البلاء
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:44 PM
ومتى امتحن الله تعالى الخلقَ
بعددِ ذراتِهم مِن البلاء
ما لا تصبر له الجبال الرواسي ،
وهؤلاء هم – فقط – مَن يحبُّون الله ؟
والله عز وجل
بيَّن لنا طريق محبتِه أعظمَ البيان ،
فقال الله تبارك وتعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا مَن يرتدَّ منكم عن دينه
فسوف يأتي الله بقوم
يحبهم ويحبونه
أذلةٍ على المؤمنين
أعزةٍ على الكافرين
يقاتلون في سبيل الله
ولا يخافون لومة لائم } ،
ويقول الله سبحانه وتعالى :
{ قل إن كنتم تحبون الله
فاتَّبعوني
يحببكم الله
ويغفر لكم ذنوبكم } .
فذكر أنَّهم يجاهدون في سبيل الله ،
وأنَّهم يتَّبعون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ،
هؤلاء هم الذين يحبُّون الله .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 04:55 PM
وننتقل إلى نصٍّ آخر ،
يقول محمد علوي مالكي
صفحة (135)
- في هذا الكتاب المختار -
نقلاً من كلام علي بن موفق ،
يقول :
قال اللهمَّ إن كنتَ تعلم
أنِّي أعبدك خوفاً مِن نارك
فعذِّبني بها !
وإن كنتَ تعلم أنِّي أعبدك حبّاً لجنتك
فاحرمني منها !
وإن كنتَ تعلم أنِّي أحبُّك حبّاً منِّي لك ،
وشوقاً إلى وجهك الكريم :
فأبِحْنيه ،
واصنع بي ما شئت !!!
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 05:04 PM
هذا كلام عجيب !
يعني أدعية النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلم الكثيرة
في الاستعاذة مِن النَّار،
وما أمرنا به سبحانه وتعالى
أن نقوله في القرآن
{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة
وفى الآخرة حسنة
وقنا عذاب النَّار }،
ودعاء الذين ذكرهم الله تعالى
في آخر سورة آل عمران
{.. فقنا عذاب النَّار } ،
هذه كلها باطل !
ولهو !
ولعب !
عند الصوفيَّة !
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 05:09 PM
والصحيح ،
والدين الحق – عندهم - :
هو المحبة المطلقة ،
كما قلنا : العشق المطلق ،
يعني : كلمة "ثيوصوفية" ،
عِشق الله عِشقاً مطلقاً ، محبة مطلقة ،
هذه هي التي كانت عند الهنود ،
وهذه التي ينقلها محمد علوي مالكي وجماعته ،
ويقولون : إنَّهم لا يشتهون الجنَّة ،
وإنَّهم زهَّاد في الدنيا ،
ومع ذلك ينقل هو - المالكي-
في صفحة (129)
من كتابه عن بشر الحافي ،
أنَّه اشتهى الشواء أربعين سنةً !!
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 05:14 PM
أقول :
فكيف يجمع المالكي بين نقله عن هؤلاء
الذين لا يشتهون الجنَّة ،
وبين نقله عن بشر ،
وعن – أيضاً - رجلٍ يُدعى إسماعيل الدويري
أنَّه اشتهى حلوى كذا سنين .
يعني هذا التناقض كيف يوفِّق بينه هذا الرجل ؟
علماً بأنَّه
– أي : بشر الحافي رحمه الله -
مِن أمثلهم ، وأفضلهم ،
بل هو ليس صوفياً ،
إنَّما رجلٌ ، فاضلٌ ، عابدٌ .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 05:16 PM
والإمام أحمد رحمه الله
إنما أخذ على بشر أنه لم يتزوج ،
وهذا مأخذ شرعي ،
رحم الله الإمام أحمد في ذلك ،
فهو يثبت لبشر الحافي التعبُّد ، والزهد ، والورع ،
ولكنَّه لأنَّه لم يتزوج :
فقد عدَّه الإمام أحمد مخالفاً للسنَّة في هذا .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 05:19 PM
ونعود إلى كلام المالكي
نستعرض ما في هذا الكتاب
الذي سمَّاه كما قلنا
"المختار من كلام الأخيار" ،
والأخيار عند الصوفيَّة
هم البهاليل ،
أو المجانين ،
أو المجاذيب منهم !!
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 05:22 PM
يقول في صفحة (142)
عن إبراهيم بن سعد العلوي ،
يقول : مِن كراماته :
معرفة ما في الخاطر،
والمشي على الماء ،
وحرَّك شفتيه فخرجت الحيتان مِن البحر
مدَّ البصر رافعةً رؤوسها ،
فاتحةً أفواهها ..إلى أخره ،
يعني :
إبراهيم هذا كان يعرف ما في الخاطر ،
وكان يستطيع أن يمشى على الماء،
وكان يجمع الحيتان مدَّ البصر بحركة مِن شفتيه !!
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 05:26 PM
مثل هذه الكرامات - علم الغيب -
هذا يربطنا بقضيةٍ كبيرةٍ جداً
تعرَّض لها هؤلاء الخرافيُّون الأربعة
– وهم الرفاعي ، والبحريني ، والمغربييْن -،
تعرضوا لهذه القضية ،
وهيَ قضية : أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب !
ودافعوا عن علوي مالكي في ذلك.
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 05:40 PM
الصوفيَّة حينما يدَّعون
أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب ،
وحين يُكثرون من الكلام على معجزات النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم :
يريدون أن يثبتوا بذلك الكرامات الأولياء ؛
لأنَّهم يقولون كل ما ثبت للنَّبيِّ معجزة :
فهو للولي كرامة ،
فإذا أيقنتَ ، وآمنتَ أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب :
فيجب عليك – تبعاً –
أنْ توقن ، وأنْ تؤمن بأنَّ الأولياء يعلمون الغيب أيضاً ،
لأنَّ هذه للنَّبيِّ معجزة ، وهذه للوليِّ كرامة ،
والفرق بينهما :
أنَّ النَّبيّ يدعي النُّبوة ،
والوليُّ لا يدعيها
وأما ظاهر أو صورة الخارق للعادة :
فهي صورة واحدة
، وهذا سيأتي له بسط إن شاء الله فيما بعد.
المقصود :
أنَّ هـذا الرجـل ينقـل هـذا الهراء ،
وهذه الخرافات ،
ويسميها كرامات.
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 09:24 PM
ونستمر معه أيضا في صفحة (144)
يتكلم عن النُّوري
ويقول سئل النُّوري عن الرضا،
فقال :
عن وجدي تسألون أم عن وجد الخَلق ؟
فقيل : عن وجدك ،
فقال : لو كنتُ في الدرك الأسفل مِن النَّار :
لكنتُ أرضى ممن هو في الفردوس !!
نسأل الله العافية .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 09:30 PM
معنى كلامه هذا :
إنَّه لو وضعه الله عز وجل في الدرك الأسفل مِن النَّار :
سيكون أرضى عن الله تعالى ،
وعمَّا هو فيه ممن هو في الفردوس !!
لماذا هذا الرضا ؟
يَظنون أنَّهم بهذا يرتفعون عن درجة العامَّة ،
هم خاصة الله ، أهل الرضا ،
محبتهم بلغت بهم إلى هذا الحد
مِن محبة الله بزعمهم ،
أمَّا العامَّة ،
ومنهم – في نظرهم ،
والعياذ بالله -: الأنبياء
فهؤلاء يخافون مِن النَّار ، ولا يرضون بها ،
هم بزعمهم أعلى درجةً مِن الأنبياء !
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 09:34 PM
وحصلت لهم أحداث
تدل على كذبهم في ذلك ؛
فإنَّ "سامون" ،
وقيل : إنَّه "رويم"
لما أراد أن يَمتحن محبته ،
فصنع بيتاً من الشعر فقال :
لم يــبق لي في سـواك بد
فكيفما شئتَ فامتحنيِّ
فامتحنه الله بعسر البول ،
فحبس بوله عن الخروج ،
فكان يصرخ في الطريق ،
وينادي الصبيان ،
ويقول : احثوا التراب على عمِّكم المجنون ،
أو انظروا إلى عمكم المجنون .
هذه بعض الأمثال ،
نسأل الله سبحانه وتعالى العافية ،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 09:38 PM
ولا يدَّعي كما يدَّعي هؤلاء الزنادقة
- وهم فعلاً زنادقة -
يعتقدون عبادة الله عز وجل بالحب وحده ،
وكما نعلم جميعاً
أن السلف قالوا :
مَن عَبَد الله بالخوف وحده فهو : حروري
- يعني : خارجي مِن الخوارج – ،
ومَن عَبَد الله بالحبِّ وحده فهو : زنديق ،
ومَن عبده بالرجاء وحده فهو : مرجئ ،
ومَن عبده
بالخوف والرجاء والحب فهو :
السنيِّ .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 09:48 PM
فمن عبده بالحب وحده فهو زنديق
وهذا يتفق عليه مع ما ذكره أصحاب الفرق ،
أو المؤلِّفون في الفرق وهم :
الإمام خشيش ، والأشعري ، والرازي ، والسكسكي
- هؤلاء كلهم أئمَّة فرَقٍ وذكرنا النُّقول عنهم -
في أنَّ هؤلاء زنادقة ،
فهذه العبارة أيضاً تتفق مع ذلك ،
فما كان المدَّعون للحبِّ المجرد عند السلف إلا زنادقة ؛
لأنَّهم يُبطنون ، ويخرجون جزءاً مهمّاً جدّاً
مِن أعمال القلوب مِن تعبداتها ،
مِن أنواع العبادات العظمى ،
وهي : عبودية الرجاء ،
وعبودية الخوف ،
فيسقطونها بالحب .
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 09:53 PM
والله سبحانه وتعالى - كما قلنا -
ذكر عن أنبيائه أنَّهم يسألونه الجنَّة ،
ويستعيذون به من النَّار ،
وإمام الموحدين
إبراهيم عليه السلام
يقول كما في سورة الشعراء :
{ واجعلني من ورثة جنة النعيم }.
فكيف يدَّعي هؤلاء
أنَّهم أعظم مِن خليل الرحمن - سبحانه وتعالى -
وأعلى درجةً ،
أبو فراس السليماني
2014-10-20, 09:59 PM
بل هم ينقلون
- وبلغ بهم الاستخفاف أنَّهم نقلوا -
كما في "طبقات الشعراني"
أنَّ رابعة العدوية قالت
لما قرئ عندها
قول الله تبارك وتعالى :
{ وفاكهة مما يتخيرون
ولحم طير مما يشتهون } ،
قالت :
يَعدوننا بالفاكهة والطير كأنَّنا أطفال !!!
نعوذ بالله مِن الاستخفاف ،
سواء صحَّ عنها أنَّها قالت ذلك أو لم يصح ،
فالمهمُّ :
مَن نقل هذا الكلام :
فهو مقرٌّ بهذا الاستخفاف
بنعيم الله عز وجل وبجنته .
أبو فراس السليماني
2014-10-21, 03:16 AM
فالتناقض - كما قلنا –
أنَّهم ينقلون مثل هذا الكلام ؛
مع نقلهم أنَّ فلاناً اشتهى الشواء أربعين سنَة ،
وهذا اشتهى الحلوى كذا سنة .
ماذا يريد هؤلاء الزنادقة مِن مثل هذه الأمور ؟
سنتعرض للهدف إن شاء الله :
وهو إسقاط التعبدات ،
بعد أنْ نستكمل بعض قراءات مِن كتاب المالكي ،
هذا الذي - كما قلنا - لم يطلع عليه بعض النَّاس ،
أو ربما رأوه ولم ينتبهوا لما فيه ،
ولم يردَّ عليه أحدٌ ،
ونحن نقول لهؤلاء الخرافيين
الذين يدافعون عن "الذخائر" :
انظروا أيضاً إلى هذا الكتاب ،
واجمعوا فكر الرجل مِن جميع جوانبه ،
ثم انظروا أيضاً ما هي صلته بالإسلام ،
أو بالتصوف الذي هو الدين القديم .
أبو فراس السليماني
2014-10-21, 03:21 AM
يقول المالكي في صفحة (145)
قال "رويم" :
مكثتُ عشرين سَنَة
لا يعرِض في سرِّي ذكر الأكل حتى يحضر ! .
يعني :
مِن زهده لا يعرض له في خاطره ذكر الأكل
إلا إذا حضر أمامه .
أبو فراس السليماني
2014-10-21, 03:22 AM
أولاً :
هذا أمرٌ لم يتعبدنا الله عز وجل به ،
والله عز وجل ذكر الطعام في القرآن ،
وإن كان يخطر ببالِ كلِّ إنسان ،
وورَدَ ذكره في أحاديث كثيرة
- وليس هنا المجال لحصرها -
وليس هناك ما يعيب الإنسان
أن يتذكر الطعام ، أو غيره .
أبو فراس السليماني
2014-10-21, 03:30 AM
وأيضاً :
ليس هناك ما يرفع درجته بأنَّه لا يتذكر الطعام ؛
لأنَّ الله سبحانه وتعالى لم يتعبدنا بهذا ،
ثمَّ هذا عملٌ وأمرٌ لو حصل لأحدٍ فهو أمرٌ خفيٌّ ؛
لأنَّ الخواطر في القلب ،
فلماذا يظهرُها ويخبر النَّاس بها ؛
إلا وهم - والعياذ بالله -
يحرصون على أن يشتهروا ، أو يُعرفوا .
فهذا العمل الذي لم يفعله الصحابة رضي الله عنهم ،
ولم يفتخر به الأنبياء :
يأتي مثل هذا الرجل فيذكرونه في الرياء الكاذب ،
هذا هو الرياء الكاذب حقّاً .
أبو فراس السليماني
2014-10-21, 04:59 PM
ومن الرياء الكاذب أيضاً :
ما ينقله عن بعضهم أنَّه قال في صفحة (146) :
منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمةٍ
أحتاج أن أعتذر منها .
وينقل في صفحة (147) عن آخر :
منذ عشرين ما مددتُ رجلي في الخلوة ،
فإنَّ حسن الأدب مع الله تعالى :
أولى .
أبو فراس السليماني
2014-10-21, 05:04 PM
وبعد هذا الكلام :
قد تقولون : هذه فرعيَّات *!
نعم ،
لكن نربطها بمنهج الرجل .
يعلِّق المالكي على هذا القول الأخير ، يقول :
فإنَّ قيل :
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدُّ رجلَه في الخلوة ،
وكان أحسن العالمين أدباً ؟
قلنا – أي : المالكي - :
شأن أهل المعرفة أبسط ،
وأوسع من شأن أهل العبادة ،
ولكن لا إنكار عليهم في تضييقهم على أنفسهم ؛
لأنَّ ذلك مقتضى أحوالهم .
أبو فراس السليماني
2014-10-21, 05:07 PM
لاحظِ العبارة
" شأن أهل المعرفة أبسط وأوسع من شأن أهل العبادة "!!!! ،
يعني : النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن أهل المعرفة ؛
فشأنه أبسط ،
وأوسع مِن أهل العبادة ،
فيمدُّ رجله
لكنَّ أهل العبادة
لا إنكار عليهم في تضييقهم على أنفسهم ؛
لأنّ ذلك مقتضى أحوالهم !! .
أبو فراس السليماني
2014-10-21, 05:13 PM
هذه الحال ،
وقضية الحال عند الصوفيَّة ،
وأنَّ الولي يُسلَّم له حاله ،
لا يُعترض على حاله ،
هذه جعلوها طاغوت ،
وركَّبوا عليها مِن القضايا البدعيَّة والشركيَّة
الشيءَ الكثير جدّاً ،
فكون هذا صاحب حالٍ :
لا يُعترض على حاله ؛
لأنَّه صاحب عبادة ،
وهذا صاحب معرفة ! ،
هذا مِنَ العوام ،
وهذا مِن الخاصَّة !
والحال يسلَّم للخاصة !
وفرقٌ بين هذا الرجل وبين غيره
فما كان حلالاً في حقِّ هذا :
فهو حرامٌ في حقِّ الآخر ،
وما كان حسنُ أدبٍ مع هذا :
فهو سوء أدبٍ مع الآخر !! .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 12:01 AM
ولذلك ينقل في صفحة (149) ، يقول :
إنَّ "الشبلي" - وهو مِن أئمَّتهم -
لا نعلم له مسنداً سوى حديثٍ واحدٍ
عن أبى سعيد رضيَ الله تعالى عنه ،
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال
"القَ اللهَ عزَّ وجلَّ فقيراً ، ولا تلْقَهُ غَنِيّاً" ،
قال : يا رسولَ الله كيف لي بذلك ؟
قال : هو ذاك ، وإلا فالنَّار" !.
يقول المالكي :
إن قيل :
كيف تجب النَّار بارتكاب أمرٍ مباحٍ في الشرع ؟
قلنا :
حال بلال ، وطبقته مِن الفقراء تقتضي ألا يدَّخروا !
فمتى خالفوا مقتضى حالتهم :
استوجبوا العقوبة على الكذب في دعوى الحال ،
لا على كسبهم ، وادِّخارهم الحلال ! .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 12:04 AM
إذاً هنا قضيَّة تشريعيَّة مهمَّة ،
هنا مناط تكليف ،
ومناط تشريع يختلف ،
ليس المناط أو متعلق التكليف
هو أنَّه مسلمٌ ، عاقلٌ ، بالغٌ ، حرٌّ ،
لا ،
أيضاً هناك مناط آخر وضعته الصوفيَّة ،
هل هو صاحب حال ؟
أو صاحب عبادة مِن العامة ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 12:07 AM
إنْ كان مِن أهل الشريعة ،
من أهل العبادة ، مِن العامة :
فهذا في حقِّه الأشياء حلال،
لكن إن كـان مِـن أصحاب الأحوال :
فهذا حتى مجرد جمع المال : حرام !
فإمَّا أن يلقى الله عز وجل فقيراً ،
وإلاَّ فليدخل النَّار ،
كما وضعوا هذا الحديث المكذوب
على رسول صلى الله عليه وسلم ،
فيقول - كما يقول المالكي - :
"متى خالفوا مقتضى حالهم :
استوجبوا العقوبة على الكذب في دعوى الحال ،
لا على كسبهم" !! .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 12:09 AM
يعني :
بلال رضيَ الله عنه وأرضاه
لو جمع مالاً حتى صار غنيّاً :
يدخل النَّار ويعذب
لا على أنَّ المال الذي جمعه حرام
– هو حلال نعم -
لكن على أنَّه مخالف للحال !
كيف يدَّعي حالاً ولا يوافقها !؟
فأية دعوى التي ادعاها بلال ؟ وأية حال ؟
هذه هي المشكلة ؛
أن القوم يضعون تشريعات ، وتقنينات
أصلها مأخوذ من أولئك الزنادقة .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 12:31 PM
ويأتي في صفحة (151) :
ينقل عن رجل يقال له
"أبو أحمد المُغازَلي" ،
يقول : خطر على قلبي ذكرٌ مِن الأذكار ،
فقلت :
إن كان ذِكرٌ يُمشى به على الماء فهو هذا ،
فوضعتُ قدمي على الماء : فثبتت ،
ثم رفعتُ قدمي الأخرى لأضعها على الماء
فخطر على قلبي كيفية ثبوت الأقدام على الماء
فغاصتا جميعاً !!
أرأيتم هذا الذكر خطرَ على قلبه ،
لا هو مِن "صحيح البخاري" ،
ولا هو مِن "المواهب اللدنيَّة"
التي يرجع إليها هؤلاء الخرافيُّون ،
ولا من السيوطي ، ولا مِن ابن عساكر ،
ولا مِن "الحِلية" ،
إنَما خطر على قلبه ! .
وهنا نقف عند قضية خطيرة في منهج التصوف ،
والتي أشرنا إليها ،
وهي قضية التلقِّي – العلم اللدنِّي - المباشر عن الله .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 12:36 PM
هم يقولون :
حدَّثني قلبي عن ربِّى ،
ويقولون : أنتم - أي : أهل السنَّة والجماعة –
تأخذون علمَكم ميِّتاً عن ميِّت -
حدثنا فلان عن فلان عن فلان ،
كله ميِّت عن ميِّت -
ونحن نأخذ علمَنا عن الحيِّ الذي لا يموت !!
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 12:39 PM
وأنا أقول :
إنَّ الحيَّ الذي لا يموت إلى يوم يبعثون
- كما أنبأ الله تعالى - :
هو إبليس
وأنَّه لاشك أنَّ الصوفيَّة
يأخذون هذه الوسوسات مِن إبليس ؛
وإلا كيف خطر على قلب هذا الرجل
ذِكرٌ مِن الأذكار ؟
ما هو هذا الذِّكر ؟
ما مدى مشروعيته ؟
ما مدى صحته ؟
لا ندري
فيقول في نفسه :
إن كان ذِكراً يمشى به على الماء فهو هذا ،
ثمَّ يضع قدمه على الماء ،
ثم يمشي على الماء .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 12:42 PM
انظروا هذه الخرافات ،
يَنقلها هذا الرجل ، ويقرُّها ،
لا أقصد أن هذه الخرافات في ذاتها فقط خرافة ،
إنَّما أقصد أن نربطها بمنهج الرجل
- منهجه في التلقي -
وهو الاستمداد مِن العلم المتلقَّى اللدنِّي ،
والاستمداد مِن المنامات ،
ومِن الأحلام
- كما يأتي أيضاً بعض إيضاح لذلك - .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 12:51 PM
ثم ينقل - مِن جملة ما ينقل -
عن إبراهيم الخَوَّاص صفحة (239) ،
يقول :
إنَّ الخوَّاص قال :
سلكتُ البادية إلى مكة سبعة عشر طريقاً ،
منها طريقٌ مِن ذهب !
وطريقٌ مِن فضَّة !
ثم يقول علوي مالكي :
فإنْ قيل :
وهل في الأرض طرقٌ هكذا ؟ ،
قلنا : لا ؛
ولكن هذا مِن جهة
كرامات الأولياء !
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 12:56 PM
مَن منكم يفهم هذا الكلام
أو يتخيله في عقله ؟
لكن أنتم مخطئون إذا استخدمتم العقل ؛
لأنَّ الصوفيَّة لا تؤمن بالعقل أصلا ،
بل ولا بالنقل ،
الصوفيَّة تؤمن بالكشف ،
وبالذوق ،
فأنتم ما ذقتم- ولا أنا – شيئاً ،
ما تذوقنا أنَّنا نمشي في البادية إلى مكة سبعة عشر طريقاً ،
منها طريقٌ مِن ذهب ، وطريقٌ مِن فضة ،
إذا قلنا مشينا إلى مكة مَا رأينا شيئاً ،
قالوا : أنتم لست أصحاب حال ،
أنتم مِن العامَّة ، أصحاب شريعة ؛
لكن نحن أصحاب حقيقة !
نرى هذه الطرق ،
فهذه مِن كرامات الأولياء !
هكذا ينقل محمَّد علوي مالكي ،
يستشكل ،
ثمَّ يأتي بالجواب
الذي يعتقد أنَّه جوابٌ مفحِمٌ ، مُسكتٌ .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 05:16 PM
وينقل عن أخت داود الطائي ،
أنَّها قالت له - وهذا يذكرنا بما يفعله عُبَّاد الهنود ،
كما ذَكَر البيروني وغيره
مما هو معروفٌ عنهم الآن مِن تعاليم النفس – :
لو تنحيتَ مِن الشمس إلى الظلِّ –
[ يعني : ] تقول : انتقل مِن الشمس إلى الظل -
فقال :
هذه خُطىً لا أدري كيف تُكتب .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 05:20 PM
الصوفيَّة يؤمنون بالجبريَّة المطلقة
– سلبية المطلقة –
التوكل عندهم : هو تواكل ،
يقعد ليذهب في البادية بدون أي زاد ،
يقول : متوكِّل على الله *!
يجلس في المسجد ، وتُعطى له الزكاة ،
وتعطى له الصدقات ، والهبات ،
ويقول : متوكِّل على الله .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 05:32 PM
تقول له أخته :
قم مِن الشمس إلى الظل ،
فيقول :
خُطىً لا أدري كيف تكتب.
لو قمتَ
{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله } ،
الله عز وجل قال لنا هذا ،
وأمَرَنا أنْ نتخِّذ الأسباب.
مثل هذه الأشياء ينقلها ،
ويعتبرها هي درر كلام الأخيار ،
ومِن أفضله .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:08 PM
ننتقل إلى صفحة (242) ،
عن أبي يزيد البسطامي :
يقول
رأيتُ ربَّ العزة
في المنام
فقلت :
"ياباراخُدا" – بالفارسية - .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:11 PM
الصوفيَّة يقولون :
إنَّهم يروْن الله تعالى في المنام ،
ويروْن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام ،
ويقولون :
إنَّهم يرون النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقظةً .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:13 PM
وبعض تلاميذ علوي مالكي
سواءٌ الذين هداهم الله ،
أو غيرهم
يقـولون :
إنَّهم يمشون في هذا الطريق – أي : الترقِّي –
حتى يرَوا الرسولَ صلى الله عليه وسلم في المنام ،
وأنَّهم سيستمرُّون حتى يصبحوا ليروْنَه يقظةً .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:16 PM
وهذا مِن العقائد الراسخة عند الصوفيَّة
- أغلب طرقهم ، أو كلها -
مثلا :
كتاب "التيجانية" ذكر أنَّ هذا مِن عقائد التيجانية ،
وموضَّح فيه ،
و"طبقات الشعراني" نقل هذا عن كثيرٍ منهم ،
و"جامع كرامات الأولياء" - أيضاً - نقل هذا ،
وكثيرٌ مما لا أستطيع أنْ اسمِّيَهم الآن .
في تراجمهم نقلوا أنَّهم رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وأمرهم بكذا !
ونهاهم عن كذا !
وكلُّ هذا مِن البدع ،
ومِن الضلالات
التي زيَّنها لهم الشيطان .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:19 PM
فالمالكي ينقل :
عن أبا يزيد البسطامي
يقول :
إنَّه رأى ربَّ العزَّة في المنام .
قول هؤلاء :
إنَّهم يرَوْن الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وأشنع منه :
مَن يدَّعي رؤية الله تبارك وتعالى منهم .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:23 PM
لكن تجد عند الصوفيَّة المتأخرين
أن قضية رؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا
قد خفت نوعاً ما ؛
ليُكثرَ مِن رؤية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
ربما لأنَّ الاستنكار عليهم كثُر ،
ولسببٍ آخر مهمٍّ
وهو ازدياد علاقة التصوف بالتشيع،
فكلَّما غلا أولئك في علي رضي الله عنه :
غلا هؤلاء في الرسول صلى الله عليه وسلم ؛
لأنَّ الهدف واحدٌ .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:27 PM
وهذا يدعُنا نترك كتابَ "علوي" الآن ،
ونتحدث عن هذه القضيَّة ؛
لأنَّها قضيَّة مهمَّة.
وهي قضية أنَّ أعلى سند إلى الصوفيَّة
ينتهي إلى عليٍّ رضيَ الله عنه ،
يقولون :
إنَّ عليّاً أخذ الخِرقة مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم .
فالخرقة هذه :
يتناقلونها يداً عن يدٍ إلى عليٍّ رضيَ الله عنه ،
ويتعلق الصوفيَّة بعليٍّ رضي الله عنه تعلُّقاً شديداً ،
يشبه تعلُّقَ الرافضة .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:42 PM
هذه تُظهر لنا الصلة بين دين الشيعة
الذي أسَّسه عبد الله بن سبأ ،
وبين التصوف ،
فتأليه البشر ،
أو الحلول والاتحاد
- الذي ادَّعاه عبد الله بن سبأ -
موجودٌ لدى الطائفتين جميعاً ،
وأصله - كما نعلم - مِن اليهود ؛
لأنَّ عبد الله بن سباً يهوديٌّ ؛
فأصلُ الحلول هذا : مِن اليهود ،
واليهودي "بولس شاول"
هو الذي أوجد هذا الحلول في دين النَّصارى
وقال : إن الله جلَّ وتعالى عن ذلك
حلَّ في عيسي عليه السلام ،
فهو مبدأ يهودي
أدخله اليهود في هذه الأديان .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:46 PM
الحاصل :
أَّننا نجد أنَّه في القرن الخامس
اجتمعت الضلالات والبدع ،
ونجد أنَّ نهاية سند الخرقة الصوفيَّة ،
ومبدأ العلم اللدنِّي ، والحقيقة التي يدَّعونها ،
وعلم الباطن :
ينتهي إلى عليٍّ رضي الله عنه .
المعتزلة ينتهي سندُهم إلى علي رضى الله عنه وأنَّه أولُّهم ،
ففي كتاب "طبقات المعتزلة" وكتاب "المنية والأمل" وأمثاله
يجعلون أولَّهم علي رضي الله عنه ،
فأوَّل المتكلمين :
هو علي رضي الله عنه .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:52 PM
أيضاً :
بالنِّسبة للشيعة معروف أنَّهم يجعلونه
أول الأئمَّة الاثني عشرية ،
وكذلك الفرق الباطنية يدَّعون أنَّ عليا رضي الله عنه
هو دور السابع مِن أدوار الباطنية ، أو الإسماعيلية ،
على اختلاف فِرَقِهم في ذلك .
إذاً هناك خطط ، ومؤامرات ،
وجدوا أنَّ نجاح هذا الهدف ،
وتحقيق هدم الإسلام :
يمكن أن يكون عن طريق تدفق العواطف
لحب علي رضي الله عنه .
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:57 PM
والصوفيَّة لما رأوا كراهية النَّاس للتشييع ، وللرفض
- أي : عامَّة المسلمين يكرهون ذلك -
لجئوا إلى الطريق الأخبث ،
وهو الغلو في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وكلُّ ذلك بإيحاءٍ مِن الشيطان ،
فغلا هؤلاء في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم
غلُوّاً خرجوا به في كثيرٍ مِن الأمور عن حدِّ الإسلام ،
وهذا يدلُّ على أنَّ هناك تخطيطاً ، وتعاوناً ماكراً هدفه :
هو هدم الإسلام ، واجتثاث هذا الدين ،
والقضاء على عقيدة أهل السنَّة والجماعة
بالتلاعب بهذه العواطف
- أعني : عواطف العامَّة -
بالنسبة
لحبِّ علي رضي الله عنه ،
أو حب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 12:47 PM
ولو شئنا أن نأخذ بعضَ الأدلَّة
مِن كلام الصوفيَّة على ذلك :
ننظر مثلاً كتاب "أبو حامد الغزالي" على سبيل المثال ،
والغزالي كما هو معروف مِن أئمَّة التصوف الكبار ،
يقول في صفحة (117)
مِن كتاب أو مجموعة "قصور العوالي في رسائل الإمام الغزالي"
من الجزء الأول
يقول :
قال علي رضي الله عنه
– وهو يتحدث عن العلم اللدني - :
إنَّ الله سبحانه وتعالى أخبر عن الخضر فقال :
{ وعلَّمْناه مِن لدنَّا علماً } ،
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه !!
أدخلتُ لساني في فمي ،
ففتح في قلبي ألف بابٍ مِن العلم ،
مع كلِّ بابٍ ألفُ باب !!
وقال :
لو وُضعت لي وسادة ،
وجلستُ عليها :
لحكمتُ لأهل التوراة بتوراتهم ،
ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ،
ولأهل القرآن بقرآنهم !!.
يقول الغزالي :
وهذه مرتبة لا تُنال بمجرد التعلم الإنساني ،
بل يتحلى المرء بهذه المرتبة
بقوة العلم اللدني !! .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 01:04 PM
وقال أيضاً رضي الله عنه :
يُحكى عن عهد موسى عليه السلام
بأنَّ شرح كتابه أربعون حِملاً ،
فلو يأذن الله بشرح معاني الفاتحة :
لأشرع فيها حتى تبلغ مثل ذلك ،
يعني :
أربعين وِقراً !! .
وهذه الكثرة ، والسعة ، والانفتاح في العلم :
لا يكون إلا لدنـيّاً ، إلهيّاً ، ثانوياً .
انتهى كلام الغزالي .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 09:21 PM
إذا نظرنا إلى هذه العبر ؟
هل يمكن أنْ يقول علي رضي الله عنه هذا الكلام ؟
ما معنى "أدخلتُ لساني في فمي" ؟
وأين كان اللسان ؟
وانظر إلى ركاكة العبارة ، وصياغتها ،
ثم كيف يحكم علي رضي الله عنه لأهل التوراة بتوراتهم ،
ولأهل الإنجيل بإنجيلهم !
والله عز وجل قد نسخ هذه الكتب ،
ونسخ هذه الشرائع ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 09:28 PM
وكيف عرف علي رضي الله عنه ذلك ،
ونحن عندنا الحديث الصحيح
الذي رواه البخاري ، ومسلم ،
والإمام أحمد ، وغيرهم ،
والأئمَّة في مواضع كثيرة :
"أنَّ أحد أصحاب علي رضي الله عنه
– وهو أبو جحيفة - قال له :
يا أمير المؤمنين هل خصَّكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
بشيءٍ مِن العلم ؟
فقال علي رضي الله عنه :
لا والذي فلق الحبَّة ، وبرأ النسمة ،
ما خصَّنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ مِن العلم ؛
إلا ما في هذه الصحيفة ،
أو فهماً يؤتاه المرء من كتاب الله عز وجل ،
فأخرج الصحيفة ،
فإذا مكتوب فيها :
العقل - أي : الديات - ،
وفكاك الأسير ،
وأن لا يُقتل مسلمٌ بكافر ،
- وفي بعضها - :
أنَّ المدينة حَرامٌ" .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 09:30 PM
فهي وثيقة كتبها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ،
ويقال :
إنَّها مِن الوثائق التي كتبها مِن معاهدات الصلح ،
احتفظ بها علي رضي الله عنه .
المهمُّ :
أنَّه يُقسِم أنَّ ذلك لم يكن ،
هذا دليل على أنَّ الدعوة قديمة قيلت في عهده رضي الله عنه ،
وأنَّ عبد الله بن سبأ ،
والزنادقة الذين كانوا معه مِن اليهود ، وأمثالهم :
هم الذين ابتدعوها .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 09:33 PM
وننظر إلى كتاب "طي السجل"
- وهو أحد مراجع الرفاعي في ردِّه على الشيخ ابن منيع -
في صفحة (322) ،
يقول :
يُروى أنَّ الإمام جعفر الصادق أخذ علم الباطن
عن جده لأمِّه
الإمام القاسم بن محمد بن سيدنا أبي بكر الصديق
رضي الله عنهم أجمعين ،
وهو أي :
أبو بكر رضي الله عنه
أخذ عن سيِّدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه *!
وهو أخذ عن سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم ! ! .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 09:37 PM
لكن يقول بعد ذلك :
وقد صحَّ أنَّ سلمان تلقى علم الباطن
عن أمير المؤمنين علي ،
وهو ابن عمه صلى الله عليه وسلم ،
فلا فرق
إذا الكلُّ راجع إليه صلوات الله عليه.
أين هذا العلم الباطن ؟
وما هو هذا العلم الباطن الذي أخذوه ؟
وأين يوجد ؟
ولماذا وُضع سلمان بالذات ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 09:41 PM
لاحظوا أنَّ الباطنية تضع سلمان لأنَّ أصل هذه الفكرة ،
سواء التصوف ، أو الباطنيَّة ، أو الزنادقة :
جاءت مِن الأفكار المجوسيَّة ، والوثنيَّة – والهندية ، وغيرها - .
والرجل الأعجمي
الذي كان في عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
في تلك الديار :
هو سلمان رضي الله عنه ،
فإذاً فليُجعل هذا هو التُّكئة ،
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 09:45 PM
وجُعل سلمان عند بعض طرق الباطنية
هو الباب ، أو الحجاب ، إذا الإمام مستور !!
وعند الشيعة هو رضي الله عنه مع أبي ذر ،
والمقداد ، وعلي - هؤلاء الأربعة -
هم الوحيدون المسلمون مِن الصحابة !!
وإن كان بعضهم يصلهم إلى أكثر مِن هؤلاء الأربعة
فيضيف عمَّار ، وأمثاله .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 09:48 PM
المهمُّ :
أنَّه هو مِن المعدودين مِن الذين ثبتوا على الإسلام ،
ولم يرتدوا ، لماذا ؟
لأنَّ الفكرة التي تهيئ نفسها :
فكرة يهوديَّة ، مجوسيَّة ؛
إنَّما نشأت في بلاد المجوس ،
وانتشرت عن طريقهم ،
فيوضع سلمان رضي الله عنه في السند ،
وأنَّه تلقى علم الباطن .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 09:55 PM
ما هو هذا العلم الباطن ؟
هذا الذي نجده في كلام الصوفيَّة
في تفسيرهم الذي يسمونه "التفسير الإشاري" ،
في إشاراتهم ، في أقوالهم ، في كتبهم ،
هذا العلم الباطن ،
الذي هو تعبيرٌ آخر
عن ما يسمَّى العلم اللدني ، أو علم الحقيقة ،
ليس هو العلم الذي بين أيدينا ،
ليس هو البخاري ،
ولا مسند الإمام أحمد ،
ولا كتب الفقه المعروفة أبداً .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:02 PM
ولذلك قلتُ :
إنَّ معرفتنا بمنهج المتصوفة :
أهمُّ مِن الردِّ التفصيلي عليهم ؛
بأنَّ هذا الحديث ضعيف الذي استشهدتم به ،
أو هذا الحديث صحيح ،
أو غير ذلك ،
نقول لهم :
أصلاً ليس مِن منهجكم العلمي
أنْ ترجعوا إلى كتب السنَّة ، ولا إلى غيرها
حتى تردُّوا علينا "بأنَّكم ضعفتم حديثاً ، ونحن نصححه" ،
والخلاف يسير ،
ولا داعي للتكفير .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:07 PM
لا ،
أنتم مرجعكم إلى الكشف ،
إلى الحال ،
إلى الذوق ،
إلى الوجد ،
وليس مرجعكم نصوص الوحي ،
فهذا العلم اللدني الذي تتلقونه عن طريق الكشف ،
هذا العلم الباطن :
نحن نبدأ الجدال ،والنقاش بيننا وبينكم
من هذه النقطة ؛
إمَّا أنْ تعودوا إلى الشريعة ،
وإمَّا أن تُصروا على أنَّ ما أنتم عليه هو الحقيقة ،
وهو العلم الباطن ،
فتأخذون حكم الباطنيَّة ،
وحكم الملاحدة الذين يدَّعون ذلك.
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:12 PM
وبمناسبة قولهم رؤية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في المنام
- كما سبق - ،
وبمناسبة قضية العلم اللدنِّي ؛ أنقل قصة عن أحد أئمَّة الرفاعيَّة ،
ومشايخها الكبار ،
الذين أخذوا عن أحمد الرفاعي المؤسس ؛
ننقل هذه كما أوردها صاحب كتاب " طي السجل"
صفحة (368) ؛
نقرأ قصة إلباس الخرقة للشيخ علي الأحور ،
كما نقلها هذا الرجل ،
يقول مؤلف "طي السجل" :
وهنا نذكر تيمُّناً قصة إلباس الخرقة للشيخ الجليل علي الأحور
شيخ السيد علي الأهدل ،
مِن يد حضرة القطب الأعظم
السيد الكبير أحمد الرفاعي رضي الله عنه ،
بأمر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
قال الإمام العلامة أبو بكر الأنَّصاري في "عقود اللآل"
حين ترجم للعارف الأحور ما نصه :
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:17 PM
شيخ الشيوخ ، الإمام ، العارف ،
الشيخ علي الأحور بن أحمد .. الخ النسب ،
أخذ في بداية أمره عن الشيخ العارف بالله عبد القادر الجيلي
– يعني : الجيلاني - قدس الله سرَّه ،
رأى بـ " أسعر " من بلاد الجزيرة
سنة ستين وخمسمائة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقال : يا رسول الله ،
دلني على أحب مشايخ الوقت إليك ،
وأحبهم طريقة عندك لأتمسك به ؟
قال عليه الصلاة والسلام :
يا علي أحب مشايخ الوقت إليَّ ،
وأرضاهم عندي طريقة :
طريقة ولدي السيد أحمد الرفاعي صاحب "أم عبيدة"
– وأم عبيده بلدة في جنوب العراق في البطائح
التي كان يعيش فيها الرفاعي –
قلت يا رسول الله :
وكذلك هو – (يعنى هو أفضل المشايخ) - ؟
قال : وكذلك هو ، رغماً على أنفك !
وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ،
قال الأحور :
فانتبهت خائفاً ، مرعوباً ،
وقمت على قدم الإخلاص راجعاً أكر إلى "أم عبيدة" ،
فلما دخلتُ على سيدي إمام القوم ،
تاج الطائفة ،
السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه ،
وطلبتُ منه الخرقة ؛
فقال لي :
أنا وأخي عبد القادر والفقراء كلهم واحد
فالزم شيخك .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:20 PM
قال سفر :
لاحظ تقسيمات الصوفيَّة ،
هم الذين يفرِّقون الأمَّة ،
هذا تبع هذا الشيخ ، وهذا تبع هذا ،
ما يحق لهذا أن يأخذ من هذا ،
ولا هذا يأخذ من هذا ؛
فكأن المسألة شركات ، ومساومات ،
ويحصل بينهم الغضب الشديد
على أن طالباً أخذه هذا من هذا.
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:25 PM
فالرفاعي يقول :
الزم شيخك ،
قال : فقلت لي معك خلوة ،
قال : فليكن ،
قال : فلما خلوتُ به :
قلت : بالله أسألك مَن أرضي المشايخ طريقة اليوم ،
وأحبهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ،
فقال – أي الرفاعي - :
مَن يقال ذلك بشأنه :
"على رغم أنفك"
– يعني : نفسه - ،
يقول :
- يعني : أحمد الرفاعي –
يدَّعي علم الغيب ،
ويدَّعي أنه عرف الرؤيا ،
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم
لما قال لهذا المريد على :
"رغم أنفك"
- يعني : الرفاعي –
فالرفاعي عنده خبر بهذا الكلام ،
ولذلك يقول للمريد :
أفضلهم مَن قيل في حقه على "رغم أنفك" ،
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:27 PM
يقول هذا المريد الأحور :
فأغشي عليَّ من هيبته ؛
فأجلسني بيديه ،
وتواضع لي كل التواضع ،
وقال : يامبارك أنت ما تعرف الملاطفة ،
طيب خاطرك !
قلت :
لا برحتُ إلا بخرقتك ،
قال : لا جعلني الله ممن يفرق بين الفقراء ،
ويفضل نفسه عليهم ،
اصبر هنا برهة يسيرة ، ويقضي الله خيراً ،
قال : فمكثتُ سنَةً كاملةً
لا أتجرأ على ذكر شيءٍ مما أنا فيه ،
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:31 PM
وقد جاء شهر ربيع الآخر
وفي أول ليلة منه رأيتُ الرسول صلى الله عليه وسلم !!
وأنا في زاوية من زوايا "الرواق" ،
فطرحتُ نفسي على قدميه ،
وقلت : يارسول الله ، في الليل تشرفني برؤيتك بـ"أسعر" ،
وأنا أنتظر أن يسلكني ولدك السيد أحمد الرفاعي
– قال سفر :
هذا من رفاعة ويقول ولدك !! –
طريقتك المباركة ،
فتبسم عليه الصلاة والسلام ،
وقال : يا علي..
فنادى أحمد ،
فجاء سيدي السيد أحمد الرفاعي خاشعاً ، متواضعاً ،
فقبَّل يد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، ووقف أمامه ،
وقال عليه الصلاة والسلام : يا ولدي !
سلِّك الشيخ على طريقتك ،
وألبسه الخرقة ! ،
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:33 PM
فقال : روحي لك الفداء يا حبيبي ،
عليك من ربك أفضل الصلاة والسلام ،
أنت تعرف أنني لا أحب التفرقة بين فقراء الوقت ،
وقصْد الجميع أنت بعد الله سبحانه وتعالى
– قال سفر :
يعنى يقول :
أنا لا أريد أن أعتدي على الشيخ عبدالقادر الجيلاني ،
كلُّنا واحد ،
وأنت مقصد الجميع –
فقال : كذلك ،
ولكن أنت شيخ الوقت ،
شيخ الفقراء كلهم ،
فافعل ما آمرك به ،
فقبَّل الأرض بين يدي رسول الله.
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:37 PM
يقول هذا المسمَّى الأحور :
فانتبهتُ فرحاً مسروراً ،
فأحسْنت الوضوء ، وصليتُ ما تيسَّر ،
ودخلتُ جامع "الرواق" لأداء صلاة الصبح مع الجماعة ،
فرآني سيدي قبل دخولي باب المسجد ،
فأخذ بيدي ، وضمَّني إليه ،
وأجلسني على بارية هناك ،
وأخذ عليَّ العهد ،
وألبسني الخرقة !
وقال : هذه لك مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم !
فالبسْها مباركةً إن شاء الله تعالى !
– قال سفر :
يعني :
في نفس الوقت الرفاعي يعلم الغيب ،
عرف الرؤيا ،
وعرف ما قاله الرسول بزعمهم للأحور - .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 10:45 PM
قال :
وفي اليوم الثامن من ربيع الآخر
توفي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله في بغداد … إلى آخره .
يعني :
ألْبسه الخرقة ،
فتوفي عبد القادر - شيخه الأول -
فكان أحمد الرفاعي هو الشيخ البديل ،
فنقول :
هذا نموذج مِن نماذج كثيرة جدّاً
نعرف بها ادَّعاؤهم بهذا العلم اللدنِّي ،
ومع تعلقهم بالرسول صلى الله عليه وسلم
ادَّعوا أنَّهم يحبونه
وما قصدهم ، وما هدفهم إلا ما ذكرنا ،
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 11:09 PM
وأنا الآن أنقل عن من هو أقدم مِن هؤلاء
لنعرف حقيقة سبب غلوهم
في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛
وهو الحلاج ،
والحلاج : أُفتِيَ بكفره
– ولله الحمد -
في محضر كبير من علماء المسلمين ،
وأقيم عليه الحد ،
وقتل بتهمة الزندقة
بعد أن اعترف بكثيرٍ مِن الكفريات ،
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 11:17 PM
وأنا الآن أقرأ بعض ما ذكر
مما يتعلق بموضوع الغلو في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
ليجد أساسه عند الصوفيَّة ،
للحلاج كتاب اسمه كتاب "الطواسين "
– مطبوع –
يبتدأ من صفحة 82 ،
من كتاب "أخبار الحلاج" ،
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 11:27 PM
أوَّل الطواسين :
هو طاسين السراج ،
طبعا السراج يقصد النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ،
أي : السراج المنير يقول :
طاسين ، سراج مِن نور الغيب ،
بدأ وعاد ، وجاوز السراج وساد ،
قمرٌ تجلى مِن بين الأقمار ،
برجه من فلك الأسرار ،
سمَّاه الحق أمِّيّاً لجمع همَّته ،
وحَرَمِيّاً – يعني : نسبة إلى الحرم – لعظم نعمته ،
ومكيّاً لتمكينه عند قربه ،
شرَح صدرَه ، ورفع قدره ، وأوجب أمره ،
فأظهر بدره ،
طلع بدره من غمامة اليمامة ،
وأشرقت شمسه من ناحية تهامة ،
وأضاء سراجه من معدن الكرامة ،
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 11:33 PM
… إلى أن يقول :
ما أبصره أحد على التحقيق سوى الصدَّيق ؛
لأنَّه وافقه ثم رافقه ؛
لئلا يبقى بينهما فرق ،
ما عرفه عارف إلا جهل وصفه ،
{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون } ،
أنوار النبوة مِن نوره برزت ،
وأنوارهم مِن نوره ظهرت ،
وليس في الأنَّوار نور
أنور وأظهر وأقدم من القدم
سوى نور صاحب الكرم ،
همته سبقت الهمم ، ووجوده سبق العدم !!!
واسمه سبق القلم
– أي : قبل أن يخلق القلم –
لأنَّه كان قبل الأمم ،
ما كانت الآفاق وراء الآفاق ودون الآفاق
، أظرف ، وأشرف ، وأعرف ، وأرأف ،
وأخوف ، وأعطف من صاحب هذه القضية ،
وهو سيِّد البرية الذي اسمه أحمد ،
ونعته أوحد ، وأمره أوكد ،
وذاته أوجد ، وصفته أمجد، وهمَّته أفرد ،
يا عجباً ما أظهرَه ، وأنضره ، وأكبره ،
وأشهره ، وأنوره ، وأقدره ، وأظفره ،
لم يزل كان ،
كان مشهوراً قبل الحوادث ،
والكوائن ، والأكوان ، ولم يزل ،
كان مذكوراً قبـل القبـل ،
وبعد البَعد والجواهر والألوان ،
جوهره صفويٌّ ، كلامه نبويٌّ ، علمه عَلَويٌّ
– نسبة إلى علي - ،
عبارته عربيٌّ ، قبيلته لا مشرقي ، ولا مغربي ،
جنسه أبويٌّ ، رفيه رفويٌّ ، صاحبه أميٌّ ...
إلى آخر الكلام الذي ينقله الحلاج ،
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 11:40 PM
إلى أن يقول :
الحق وبه الحقيقة ،
هو الأول في الوصلة ،
وهو الآخر في النبوة ،
والباطن بالحقيقة ، والظاهر بالمعرفة ،
ما خرج عن ميم محمد ،
وما دخل في حائه أحد ،
حاؤه ميم ثانية ،
والدال ميمٌ ،
داله دوامه ،
وميمه محله ،
وحاؤه حاله ،
وحاله ميم ثانية .
قال سفر :
هذه الطلاسم التي يذكرونها ،
هي حساب "الجمَّل" ،
أو "أبو جاد" ،
أو أبجد هوز .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 11:43 PM
نستمر في كلام الحلاج الذي نرى حقيقته ،
وحقيقة دينه
من قوله في طس الأزل والالتباس ،
يقول :
قيل لإبليس : اسجد ، ولأحمد انظر ،
هذا ما سجد ، وأحمد ما نظر !
ما التفت يميناً ولا شمالاً ، ما زاغ البصر ، وما طغي
– قال سفر :
يعني يشبِّه موقف النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
بموقف إبليس
- والعياذ بالله -
وأن إبليس لم يسجد ،
وأحمد لم ينظر
فالاثنان سواء،
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 11:47 PM
فإن قلت
كيف يشابه النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
إبليس ،
فيقول لك :
لا تستغرب،
أنظر ماذا قال بعد ذلك
في صفحة (99) يقول :
تناظرت مع إبليس وفرعون في "الفتوة"
– وهي : درجة مِن درجات الصوفيَّة ،
ومقام من مقاماتهم -
فقال – أي : إبليس يقول للحلاج - :
إن سجدتُّ سقط عني اسم الفتوة !
وقال فرعون :
إن آمنتُ برسوله سقطتُّ من منـزلة "الفتوة"
– والعياذ بالله –
وقلت أنا – يقول الحلاج – :
إن رجعت عن دعواي ،
وقولي سقطت من بساط "الفتوة" –
قال سفر :
ودعواه هي وحدة الوجود - .
أبو فراس السليماني
2014-10-23, 11:55 PM
يقول :
وقال إبليس
أنا خير منه حين لم يره غيره خيراً ،
وقال فرعون :
ما علمت لكم من إله غيري
حين لم يعرف في قومه من يميِّز بين الحق والباطل
– قال سفر :
أهل وحدة الوجود ،
يصدِّقون كلام فرعون
في قوله
"ما علمتُ لكم مِن إله غيري" ،
يقول :
وقلت أنا :
إن لم تعرفوه فاعرفوا آثاره ،
وأنا ذلك الأثر وأنا الحق !!
– قال سفر :
الحلاج كان يقول
أنا الحق
– يعني : أنا الله – .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 12:00 AM
يقول :
وأنا ذلك الأثر ،
وأنا الحق
لأنَّي مازلت أبداً بالحق حقّاً ،
فصاحبي وأستاذي
إبليس وفرعون ،
هُدِّد بالنار وما رجع عن دعواه ،
وفرعون أغرق في اليم وما رجع في دعواه ،
ولن يضر بالواسطة البتة ،
لن يضر بالوسائط ،
ولكن قال
"آمنت أنه لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل" ،
وألم تر أنَّ الله قد عارض جبريل لشأنه ،
فقال :
لماذا ملأتَ فمه قملاً ؟ .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 12:04 AM
أقول :
ما في كتاب "الذخائر"
لعلوي مالكي
أصله :
مِن مثل كلام الحلاج هذا .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 12:08 AM
والحلاج ممن أسَّس لهم الغلو
في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
بمثل هذا الكلام
حين يجعله - والعياذ بالله – كإبليس !
وحين يقول إنه مخلوق قبل الأكوان جميعاً ،
وقبل أن توجد السموات والأرض ،
إلى غير ذلك من الكلام ،
الذي احتج به الرفاعي وصاحباه
احتجا بأن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
كان مخلوقاً قبل الكائنات .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 12:12 AM
أما أن نبوة النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ثابتة ،
أو حق قبل خلق السموات والأرض
كما ورد في بعض الأحاديث
"كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد" :
فعلى فرض صحة هذه الأحاديث ،
[ نقول ]
نعم نبوة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ثابتة ؛
لأنَّ الله عز وجل
"كتب في اللوح المحفوظ كل شيءٍ
قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة" ،
كما في الحديث الصحيح ،
ومما كتب أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سيكون نبيّاً وسيبعث ،
فإثبات النبوة شيء ،
وإثبات أنه أول من خُلق
– كما يقول هؤلاء الخرافيون -
شيءٌ آخر.
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 12:16 AM
ونعود فنؤكد أن وراء غلو الصوفيَّة
في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
وما يدَّعونه من المعجزات ،
وما يضعونه ، ويفترونه على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
وعلى السنَّة ، والسيرة
من هذه الأكاذيب ، والمخترعات ،
والخزعبلات
إنما قصدهم بذلك
إثبات هذه الأكاذيب والخزعبلات للأولياء
بدعوى أنها :
ما كان للنَّبيِّ من معجزة فهو للوليِّ كرامة ،
وهذه دعوى خبيثة .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 09:02 AM
ولو نظرنا إلى المولد أيضاً
لوجدنا اعتناءهم بمولد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
وهو الذي أسـسه العبيديون الزنادقة الباطنية ،
فهم أول من أسَّـسه ،
لو نظرنا إلى اهتمامهم بالمولد
لرأينا أنهم يستمدون منه الاهتمام بموالد أئمتهم ، وسادتهم ،
بل قد يعتقدون أن موالد أئمتهم ، وسادتهم ، وأصحاب طرقهم :
أعظم مِن المولد الذي يقيمونه للرسول صلى الله عليه وسلم ،
حتى المولد نفسه إنما يقيمونه لهذا الغرض ،
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 09:07 AM
ولو شئتم لقرأتُ عليكم ما نقله كتاب "طبقات الشعراني "
عن مولد أحمد البدوي – سيِّدهم - مِن مصر
الذي يقال له أحمد البدوي
يقول الشعراني :
قلت :
وسبب حضوري مولده كلَّ سنَة
أن شيخي العارف بالله تعالى
محمد الشناوي رضي الله عنه !
أحد أعيان بيته رحمه الله قد كان أخذ عليَّ العهد بالقبة
تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه ،
وسلمني إليه بيده ،
فخرجت اليدُ الشريفة إلى الضريح !
وقبضتْ على يدي ،
وقال : سيدي يكون خاطرك عليه ،
واجعله تحت نظرك ،
فسمعتُ سيدي أحمد رضي الله عنه
مِن القبر
يقول :
نعم !! .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 09:12 AM
قال سفر :
أحمد البدوي توفي قبل الشعراني
بحوالي ثلاثمائة سنة !
سمعه من القبر
يقول :
نعم ،
وأخرج يده ،
وبايعه .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 09:15 AM
يقول :
ثم إني رأيتُه بمصر مرة أخرى
هو وسيدي عبد العال ،
وهو يقول :
زرنا بطندتا – وهي : طنطا -
ونحن نطبخ لك ملوخية ضيافتك ،
فسافرت ، فأضافني غالب أهله ،
وجماعة المقام ذلك اليوم
كلهم بطبيخ الملوخية .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 09:24 AM
يقول :
ثم رأيته بعد ذلك
وقد أوقفنى على جسر "قحافة" تجاه طندتا ،
وجدته سوراً محيطاً ،
وقال : قف هنا ،
أدخل عليَّ من شئت
وامنع من شئت .
قال سفر :
يعني : الجسر تحول إلى سور عريض
ويقول له :
أنت هنا ،
كل مَن يحضر المولد :
أدخل من أردت ،
وامنع مَن أردت مِن حضور المولد .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 09:31 AM
يقول :
ولما دخلتُ بزوجتي فاطمة أم عبدالرحمن ،
وهي بكر ،
مكثت خمسة شهور لم أقرب منها ،
فجاءني وأخذني وهي معي ،
وفرش لي فرشاً
فوق ركن القبة التى على يسار الداخل ،
وطبخ لي حلوى ،
ودعا الأحياء والأموات إليه ،
وقال :
أزل بكارتها هنا !!
فكان الأمر تلك الليلة ..
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 09:46 AM
إلى أن يقول :
وتخلفتُ عن ميعاد حضوري للمولد سنة 948 ،
وكان هناك بعض الأولياء
فأخبرني أنَّ سيدي أحمد رضي الله عنه
كان ذلك اليوم
يكشف الستر عن الضريح ،
ويقول :
أبطأ عبدالوهاب ما جاء
- يعني : هو الشعراني فاسمه عبد الوهاب -
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 09:50 AM
- وأردت التخلف سنَةً من السنين –
يعني : عن المولد
- فرأيت سيدي أحمد رضي الله عنه
ومعه جريدة خضراء
وهو يدعو الناس من سائر الأقطار ،
والنَّاس خلفه ، ويمينه ، وشماله ،
أمم ، وخلائق لا يحصون
فمر عليَّ وأنا بمصر ،
فقال أما تذهب ؟
فقلت : بي وجع ،
فقال : الوجع لا يمنع المحب ،
ثم أراني خلقاً كثيراً مِن الأولياء وغيرهم
الأحياء ، والأموات من الشيوخ ،
والزَّمنى ، بأكفانهم يمشون ،
ويزحفون معه يحضرون المولد ،
ثم أراني جماعة من الأسرى
جاؤا من بلاد الإفرنج مقيَّدين ، مغلولين ،
يزحفون على مقاعدهم ،
فقال :
انظر إلى هؤلاء في هذا الحال ،
ولا يتخلفون ،
فقويَ عزمي على الحضور ،
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 09:57 AM
فقلت له :
إن شاء الله تعالى نحضر ،
فقال لابد مِن الترسيم عليك ،
فرسم عليَّ سبُعيْن
– يعني : وضعه بحراسة سبُعين –
عظيمين أسْوَدين كالأفيال ،
وقال :
لا تفارقاه حتى تحضرا به ،
فأخبرتُ بذلك
سيدي الشيخ محمد الشنَّاوي رضي الله عنه ،
فقال :
سائر الأولياء يَدْعون الناس بقصَّادهم
– يعني: يوصون من يدعوهم إلى مولده –
وسيدي أحمد رضي الله عنه
يدعو الناس بنفسه إلى الحضور ،
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:02 AM
ثم قال :
إن سيِّدي الشيخ محمد السروي
رضي الله تعالى عنه شيخي
تخلَّف سنَةً عن الحضور ،
فعاتبه سيِّدي أحمد رضي الله عنه ،
وقال :
موضع يحضر فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
والأنبياء عليهم الصلاة والسلام معه ،
وأصحابه ،
والأولياء رضي الله عنهم ؛
ما يحضره ؟
فخرج الشيخ محمَّد رضي الله عنه إلى المولد
فوجد الناس راجعين ،
وفات الاجتماع ،
فكان يلمس ثيابهم ،
ويمرُّ بها على وجهه !! .أ.هـ
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:06 AM
يقول الشعراني :
وقد اجتمعتُ مرة أنا وأخي
أبو العباس الحريثي رحمه الله تعالى
بوليٍّ مِن أولياء الهند بمصر المحروسة ،
فقال رضي الله عنه :
ضيِّفوني فإني غريب ،
وكان معه عشرة أنفس ،
فصنعتُ لهم فطيراً ، وعسلاً فأكل ،
فقلت له :
مِن أيِّ البلاد ؟
فقال : مِن الهند ،
فقلت : ما حاجتك في مصر ؟
فقال :
حضرْنا مولد سيِّدي أحمد رضي الله عنه ،
فقلت له : متى خرجتَ مِن الهند ؟
فقال :
خرجنا يوم الثلاثاء ،
فنمنا ليلة الأربعاء
عند سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم ،
وليلة الخميس
عند الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه ببغداد ،
وليلة الجمعة عند سيِّدي أحمد رضي الله عنه بطندتا ،
فتعجبْنا مِن ذلك ،
فقال :
الدنيا كلها خطوة
عند أولياء الله عز وجل ،
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:11 AM
واجتمعنا به يوم السبت
انفضاض المولد طلعة الشمس ،
فقلنا لهم :
مَن عرَّفكم بسيِّدي أحمد رضي الله عنه
في بلاد الهند ؟
فقالوا :
يالله العجب
أطفالنا الصغار
لا يحلفون إلا ببركة سيِّدي أحمد
رضي الله عنه ،
وهو من أعظم أيمانهم
- قال سفر :
انظروا إلى هذا الشرك -
وهل أحدٌ يجهل سيِّدي أحمد رضي الله عنه ؟
إن أولياء ما وراء البحر المحيط ،
وسائر البلاد ، والجبال
يحضرون مولده رضي الله عنه .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:15 AM
يقول الشعراني :
وأخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوي
رضي الله عنه
أن شخصاً أنكر حضور مولده
فسُلب الإيمان !!
فلم يكن فيه شعرة تحنُّ إلى دين الإسلام
فاستغاث بسيِّدي
أحمد رضي الله عنه ،
فقال :
بشرط أن لا تعود ؟
فقال : نعم ،
فردَّ عليه
ثوب إيمانه !
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:26 AM
ثم قاله له :
وماذا تنكر علينا ؟
- يعني : في المولد -
قال : اختلاط الرجال والنساء ،
فقال له سيِّدي أحمد رضي الله عنه :
ذلك واقعٌ في الطواف ،
- قال سفر:
يختلط الرجال بالنساء في الطواف ،
ويشبِّه مولده بالطواف –
ولم يمنع أحدٌ منه ،
ثم قال :
وعزة ربي ما عصى أحدٌ في مولدي
إلا وتاب وحسنت توبته ،
وإذا كنتُ أرعى
الوحـوش ،
والسمك في البحـار ،
وأحميـهم مـن بعضهم بعضاً ،
أفيعجزني الله عز وجل
عن حماية مَن يحضر مولدي ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:31 AM
قال سفر :
هذا هو التصرف في الكون ،
إنَّه حتى الوحوش يحميها بعضها من بعض ،
ويحجزها ،
والسمك في البحار ،
فيتصرف في هذه الأمور كلها ،
فكيف لا يتصرف فيمن يحضر مولده ؟
هذا هو أحمد البدوي ،
ماذا تتوقعون أن يقولوا
في مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:35 AM
إن قالوا
أعظم من هذا :
فهو – والعياذ بالله –
الشرك والكفر ،
وإن قالوا :
لا ، نحن نفضل مولد البدوي
على مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ،
ونعطي البدوي مِن الولاية والاختصاص
ما لا نعطي الرسول صلى الله عليه وسلم :
فهي الطامَّة الكبرى
وإذاً هم الذين يحتقرون رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ولا يحبونه،
وليسوا أهل السنَّة والجماعة -
كما يزعمون -
فليختاروا مِن هذين ما شاؤوا .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:43 AM
يقول :
وحكى لي شيخنا أيضاً :
أن سيِّدي الشيخ أبا الغيث بن كتيلة
أحد العلماء بـ"المحلة الكبرى" ،
وأحد الصالحين بها
كان بمصر ، فجاء إلى "بولاق" ،
فوجد الناس مهتمين بأمر المولد ،
والنـزول في المراكب ،
فأنكر ذلك ،
وقال : هيهات أن يكون اهتمام هؤلاء
بزيارة نبيِّهم صلى الله عليه وسلم
مثل اهتمامهم بأحمد البدوي ،
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:46 AM
فقال له شخص :
سيِّدي أحمد وليٌّ عظيم ،
فقال :
ثَمَّ في هذا المجلس
من هو أعلى منه مقاماً ،
فعزم عليه شخص
– أي : عزمه –
فأطعمه سمكاً ،
فدخلتْ حلقَهُ شوكةٌ تصلَّبَتْ
فلم يقدروا على نزولها بدهن عطاسٍ ،
ولا بحيلة مِن الحيل ،
وورِمت رقبتُه
حتى صارت كخلية النَّحل تسعة شهورٍ
وهو لا يلتذ بطعام ،
ولا شراب ،
ولا منام ،
وأنساه الله تعالى السبب ،
فبعد التسعة شهور :
ذكَّره الله تعالى بالسبب
فقال :
احملوني إلى قبة سيِّدي
أحمد رضي الله عنه ،
فأدخلوه ،
فشرع يقرأ سورة "يس" ،
فعطس عطسةً شديدةً
فخرجت الشوكة مغمسة دماً ،
فقال : تبتُ إلى الله تعالى يا سيِّدي أحمد !!
وذهب الوجع ،
والورم من ساعته .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:53 AM
قال سفر :
أصيب هذا الرجل
لأنَّه يقول إن الناس تهتم بزيارة مولد البدوي
أكثر من زيارتهم
للرسول صلى الله عليه وسلم .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 10:59 AM
ويستمر الشعراني فيقول :
وَأنكر ابن الشيخ خليفة
بناحية "أبيار" بالغربة
حضور أهل بلده إلى المولد ،
فوعظه شيخنا محمد الشناوي ،
فلم يرجع ،
فاشتكاه لسيِّدي أحمد
فقال:
ستطلع له حبَّة
ترعى فمَه ولسانَه ،
فطلعت مِن يومه ذلك ،
وأتلفت وجهه ،
ومات بها .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 11:07 AM
ويقول :
ووقع ابن اللَّبَّان في حق سيِّدي أحمد رضي الله عنه
- بمعنى : انتقص حقه -
فسُلب القرآن ،
والعلم ، والإيمان !!
فلم يزل يستغيث بالأولياء ،
فلم يقدر أن يدخل في أمره
– يعني :
ما دخل أحدٌ بينه وبين البدوي
ليُخلَّصه منه -
فدلُّوه على سيِّدي ياقوت العرشي ،
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 11:09 AM
- قال سفر :
وهذا سمُّوه ياقوت العرشي ،
قيل :
إنه كان يسمع حملة العرش !
وقيل :
إنَّه يرى العرش
لذلك سُمِّي العرْشي ،
وربما يمر علينا شيءٌ مِن ترجمته –
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 11:15 AM
فمضى إلى سيِّدي أحمد رضي الله عنه ،
وكلَّمه في القبر ،
وأجابه ،
وقال له :
أنت أبو الفتيان رُدَّ على هذا المسكين رأس ماله ،
فقال : بشرط التوبة !
فتاب ،
ورَدَّ عليه رأس ماله ،
وهذا كان سبب اعتقاد ابن اللبان
في سيدي ياقوت رضي الله عنه ،
وقد زوجه سيِّدي ياقوت ابنتَه
ودُفن تحت رجليها بالقرافة .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 11:18 AM
إلى أن يقول :
وكان سيِّدي عبد العزيز
إذا سئل عن سيِّدي أحمد رضي الله عنه يقول :
هو بحر لا يُدرك له قرار ،
وأخباره ، ومجيئه بالأسرى مِن بلاد الإفرنج ،
وإغاثة الناس مِن قُطَّاع الطريق ،
وحيلولته بينهم وبين مَن استنجد به :
لا تحويها الدفاتر رضي الله عنه .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 11:21 AM
قلت :
وقد شاهدتُ أنا بعيني
سنة خمس وأربعين وتسعمائة
أسيراً على منارة سيِّدي عبد العال
رضي الله عنه
– وهو تلميذ البدوي -
مقيَّداً مغلولاً وهو مخبَّط العقل ،
فسألتُه عن ذلك ،
فقال :
بينا أنا في بلاد الإفرنج آخر الليل ،
توجَّهتُ إلى سيِّدي أحمد
– يعني : دعا أحمد -
فإذا أنا به فأخذني ،
وطار بي في الهواء ،
فوضعني هنا ،
فمكث يومين ورأسه دائرة عليه
مِن شدة الخطفة
رضي الله عنه .أ.هـ
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 11:23 AM
فإذا كان هذا اعتقادهم في البدوي
وفيمن يحضر مولده ،
وعقوبة مَن يشكِّك في حضور مولد البدوي ؛
فما ظنك بقولهم ،
واعتقادهم بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 11:25 AM
وكما قلنا ؛
إما أن يقولوا إنه أعظم :
فهو أعظم شركاً ،
وإما أن يقولوا :
لا ،
مولد البدوي أعظم ،
فقد فضَّلوا البدوي على رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 11:29 AM
أقول هذا ليعلم الإخوان
أن المسألة ليست أن محمَّد علوي مالكي ومن معه
يحضرون كما يقولون
يأتون بالكوازي ، والكبسات ،
ويقولون للنَّاس :
تعشُّوا ، وصلُّوا على الرسول ، واحتفلوا بذكراه ،
ونقرأ شيئاً مِن السيرة ،
وندعو النَّاس إلى محبَّته صلى الله عليه وسلم ،
ونستغلها فرصة للوعظ ،
ولتبيين أحوال المسلمين ،
وللتذكير بالمحرمات ،
ومحاربة الشيوعية ،
ولغير ذلك مما جعجع ،
وطنطن به الرفاعي ،
والمغربيان ، والبحريني .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 12:06 PM
المسألة هي هذا الشرك ،
وهذه الاستغاثات ،
وهذه النداءات ،
وأن من ينكر ذلك يُسلب إيمانه ،
ويسلب دينه ،
ويبتلى بكذا وكذا ،
أوهام ينسجونها ،
وأساطير يُرهبـون بهـا الناس
حتى لا ينقدوهم ،
وحتى لا يفتحوا أفواههم عليهم ،
وحتى يستعبدوهم بها ،
وكما نرى كثيراً مِن النَّاس
يدفعون لهم الأموال الطائلة ،
ويتبركون بهم ،
ولا يتزوجون إلا بإذنهم ،
ولا يسافرون إلا بأمرهم ،
ولا يعملون أيَّ عملٍ
إلا بعد أن يستأذنونهم ،
ويتبركون بمشورتهم ،
وبنصيحتهم بسبب ما يحيطون به أنفسهم
مِن هذا الإرهاب الشديد الفظيع ،
وأنهم يملكون أن يوقعوا بأعدائهم
مثل هذه الأمور
نسأل الله السلامة والعافية .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 03:33 PM
ونبدأ بالحديث عن تعلقهم بالمولد ،
وتعظيمهم له
لا من حيث أنه هو قضية في ذاتها فحسب
كما أسلفنا ؛
وإنما من حيث دلالته على منهج هؤلاء ،
وعلى ضلالهم ،
وعلى ما يأتي فيه من الخرافات ،
ومن الشركيَّات
التي إذا ربطناها بأصل التصوف السابق
عرفنا أن القوم فعلاً
يستقون مِن معين "الثيوصوفية" ،
ومِن معين الأفكار الفلسفيَّة الوثنيَّة ،
ومِن معين الخرافات النصرانيَّة والمجوسيَّة
التي هي بعيدة كل البعد عن الاسلام
وليس عليها دليل
مِن كتاب الله ،
ولا مِن سنَّة رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 03:41 PM
المالكي ينكر أن القيام في المولد
سببه ادعاء رؤية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
ينكر هذه الدعوى ،
ويقول :
نحن لا نقف مِن أجل ذلك ،
لكن أؤكد لكم أنَّ مَن حضر المولد
ممن هداهم الله سبحانه وتعالى ،
ومِن النَّاس الآخرين
الذين حضروا لغرض أن يروا ما فيه
ودعوا إلى ذلك فوافقوا ،
أكدوا ، وأخبروا
أنَّهم يقولون :
جاء الرسول ، جاء الرسول !!
ويقفون ،
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 04:09 PM
وعلى أية حال مهما أنكر المالكي
وقال هو وأصحابه ؛
فنحن نقرأ ما ذكره هو بنفسه في كتاب "الذخائر" صفحة 107
ليرى الحق بإذن الله تعالى :
يقول العنوان :
(صلوات مأثورة
لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم !) :
نقل الشيخ الغزالي في "الإحياء"
عن بعض العارفين
نقلاً عن العارف المرسي رضي الله عنه
أنَّ مَن واظب على الصلاة ،
وهي :
"اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّدٍ
عبدك ونبيك ورسولك
النَّبيِّ الأمِّيِّ
وعلى آله وصحبه وسلم"
في اليوم والليلة خمسمائة مرة
لا يموت حتى يجتمع بالنَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم
يقظة !!.
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 04:12 PM
ونقل عن الإمام اليافعي في كتابه
"بستان الفقراء"
أنه ورد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :
مَن صلَّى عليَّ يوم الجمعة
ألف مرة بهذه الصلاة ،
وهي :
"اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد النَّبيِّ الأمِّيِّ"
فإنَّه يرى ربَّه في ليلته ،
أو نبيَّه ،
أو منـزلتَه في الجنَّة ،
فإن لم يرَ فليفعل ذلك في جمعتين ،
أو ثلاثٍ ،
أو خمسٍ ،
وفي رواية : زيادة :
"وعلى آله وصحبه وسلِّم" .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 04:19 PM
وفي كتاب "الغنية"
للقطب الربَّاني
سيدي عبد القادر الجيلاني
عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا يصلِّي ليلة الجمعة ركعتين
يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة ،
وخمسة عشر مرة
{ قل هو الله أحد }
ويقول في آخر صلاته ألف مرة :
"اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد
النَّبيِّ الأمِّيِّ
فإنَّه يراني في المنام
ولا تتم له الجمعة الأخرى إلا وقد رآني ،
فمن رآني فله الجنة !
وغفر له ما تقدم مِن ذنبه ،
وما تأخر" .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 04:23 PM
هذا الكلام ذكره محمد علوي مالكي
في "الذخائر"
بهذا العنوان
(صلوات مأثورة لرؤية الحبيب
صلى الله عليه وسلم ) ،
ونحن نسأله ، ونسأل أتباعه :
هل أنتم تشتاقون
لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟
هم يقولون :
إنَّهم أشد الناس حبّاً له ،
وتعظيماً له ،
وشوقاً له ،
أيضاً نسألهم سؤالاً آخر :
هل أنتم ممن يعمل بما يعلم ؟
فيقولون : نعم ،
نحن كل شيءٍ نراه مِن السنَّة ،
ومن العلم نعمل به ؛
فنقول :
لابد أنَّكم عملتم بهذا الكلام ،
أنتم مشتاقون إلى الرسول بزعمكم ،
وتعملون بما تعلمون ،
وتكتبون
فلابد أنكم عملتم بهذا .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 04:25 PM
فلذلك الذي يدخل معهم ،
والذي يتقرب إليهم ،
والذي يقدِّسهم ، ويبجِّلهم :
إنَّما يفعل ذلك اعتقاداً أنهم عملوا هذه الصلوات ،
وحصلت لهم الرؤية
كما يصدر عنهم من أقوال ،
أو أعمال ،
أو نصائح ،
أو مشورة ؛
فليس مِن عند ذاتهم ،
وإنما في إمكانهم
أن يأخذوه عن النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم
مباشرة .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 04:28 PM
أقول هذا الكلام
ليؤكد الحقيقة السابقة
وهي أنَّ المسألة ليست مسألة نقاش علمي
أنَّهم يصحِّحون حديثاً ضعفناه ،
أو وضَّعناه ؛
أبداً ليست القضية بهذا الشكل ،
القضية أنَّه يرجعون هم مباشرةً بزعمهم إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم فيأخذون منه ،
ونحن نجهد أنفسنا في البحث عن الرجال ،
والتنقيب في الجرح والإسناد والتعديل
إلى غير ذلك ،
وهم يأخذون مباشرة !
– بزعمهم - ،
ومِن أسباب الأخذ المباشر
هو حضور النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
ليتَلَقَّوا عنه [ في ] المولد ،
فيقيمونه لهذا الغرض ،
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 04:34 PM
وأنبِّه مرة أخرى ،
وأنا كررته :
أنني لا أعني أنَّ كلَّ مَن يحضر المولد ويتعشى
يحصل له هذا الكلام .
وإن المسألة درجات ،
وأنا سأبين بعد قليل مراتب ،
ودرجات رجال الغيب عند الصوفيَّة
فيتضح أن المسألة درجات ،
وأن الذي يحضر ويتعشى ،
أو يتبرع لهم بعشاء
ليس مثل
المريد المتعمق
الذي يداوم على ذكر الأوراد
وعلى ما يحصل في الخلوات ،
وعلى ما يتقرب به هؤلاء الناس .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 07:32 AM
وأنقل الآن شاهداً واحداً
لتعرفوا به أيها الإخوة
لماذا يدافع هاشم الرفاعي وأمثاله
عن علوي مالكي :
هناك كتاب للرفاعيَّة نقل منه الرفاعي ،
وجعله من مراجعه في الأخير
وهو كتاب "طي السجل"
الذي نقلتُ منه بعض أشياء فيما تقدم ،
وأقرأ لكم فقط منه قضية هذا المؤلف
عندما حصل على درجة القطب الأعظم ،
أو الغوث الأعظم
الذي سنعرف عند تفصيل رجال الغيب :
نعرف قيمته ،
وما هي مهمته بالنسبة لرجال الصوفيَّة .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:09 AM
يقول هذا الروَّاس :
… سرٌّ غريبٌ ،
جئتُ من مدينة سيد الأنَّام
عليه من ربه أفضل الصلاة وأكمل السلام
إلى بلد الله الحرام ،
فبعد أن دخلتُ الحرم المحترم ،
وقفتُ تجاه المشهد الابراهيمي المكرَّم
كشف الله
أغطية الأكوان
علويَّها وسفليَّها !!
فطافت همَّتي في زواياها ،
وكُشفتْ حجب خباياها ،
ورجعتْ عن كلِّها إلى الله تعالى ،
متحققة بالطمأنينة المعنيَّة
بسر قوله تعالى
{ يا أيتها النَّفس المطمئنَّة
ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيَّةً } ،
وقد تدلَّتْ هناك إلى قلبي قصص السموات
– قال سفر :
ولا أدري ماذا يريد بهذا -
منحدرةً مِن ساحل
بحر قلب النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم ،
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:12 AM
وقد شخصتْ إليَّ الأبدال ،
والأنجاد ،
ورجال الدوائر ،
وأهل الحضارات ،
وأرباب المكاشفات ،
والمقرَّبون مِن عوالم الإنْس والجن ،
وفقهتُ نطق الجمادات الظني
ولغات الطيور ،
ومعاني حفيف الأشجار والنباتات ،
ورقائق خرير الماء ،
ودقائق صرير الأقلام ،
وجمعتُ شفاف الرموز ،
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:16 AM
فكنتُ أحضر وأغيب
معي وعني
في اليوم والليلة
ثمانين ألف مرة ،
وانفسح سمعي
فوعتْ أذني
أصوات النَّاطقين ، والمتكلمين
على طبقاتهم واختلاف لغاتهم
مِن مشارق الأرض ومغاربها ،
ومزقتُ بردة الحجاب
المنسدل على بصري
فرأيت فسيح الأرض
ومن عليها ذرةً ذرةً ،
وتصمتتْ همَّتي فانجدلتُ في الكل
تمريراً لحكم التصرف
بمنـزلة الغوثيَّة الكبرى ،
والقطبيَّة العظمى ! .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:23 AM
قال سفر :
يريد أن يقول هذا تمريراً
لكي يتصرف ،
ويصبح الغوث الأكبر ،
والقطب الأعظم
الذي يتصرف في الكون كله
– بزعمهم ،
والعياذ بالله -
كما سنوضح إن شاء الله .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:27 AM
يقول :
وحملتْني
أكفُّ عناية
سادات النَّبيِّين والمرسلين ،
وأغاثتْني في كل حركةٍ وسكنةٍ
إعانة روح سيد المخلوقين ،
وأتممتُ مناسكي ،
وإذا هناك شيخ الدوائر ،
وسلطان المظاهر
وأمين خزائن البواطن والظواهر ،
وشحنة الجمْع ، وعالم الفرْق ،
وقيل لي :
سِرْ على بركات الله
بقدمك وقالبك إلى الروم
- يعني :
القسطنطينية مقر الدولة العثمانية ؛
لأنَّ هذا يكتبه
في آخر أيام سلاطين الدولة العثمانية - .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:31 AM
قال :
فانحدرتُ بعد أداء ما وجب
إلى مصر ، ومنها إلى الشام ،
ومنها إلى مرقد الإمام الصيَّاد
- الذي ينـتسب إليه الصيَّادي ،
مؤلف الكتاب عن الرفاعي –
وجددتُّ العهد الذي مضى ،
والوقت الذي انقضى ،
وقمتُ مِن حضرته
أرفل بحلل الرضا
حتى وصلتُ إلى "جسر الشغور"
– بلد في سوريا –
ومنها إلى قرية هناك بظاهر البلدة
اسمها "كفر ذبين"
وأنا في حال جمعٍ محمَّدي ،
وأقف على ظهر جامع خربٍ
طُويت أخباره ،
وانطمست بالتراب آثاره ،
فنوديتُ بالغوثيَّة الكبرى
مِن مقام التصرف
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:36 AM
– قال سفر :
نودي بأنَّه الغوث الأكبر
من مقام التصرف
في هذا الجامع الخرب
وهو هناك بالشام !!
كيف نودي ؟
- يقول :
أبصرتُ العَلَم المنتشر بالبشرى
وقد رفعه عبد السلام
أمين حراس الحضرة النبوية
من أولياء الجنِّ !!
– يعني :
عبد السلام هذا
أمين حراس الحضرة النبويَّة
مِن أولياء الجنِّ
رَفع له العلم
مِن المدينة
وهو هناك في الشام ،
عَلَم الولاية ،
مقام التصرف
وأنه أصبح الغوث الأكبر
والقطب الأكبر –
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:43 AM
يقول :
فانعطفتْ إليَّ أنظار الصدِّيقين ،
وتعلقتْ بي قلوب الواصلين ؛
فسجدتُّ لله شكراً ،
وحمدتُّه سبحانه وتعالى على نِعَمَه ،
وعظيم كرمه ،
وسرتُ ، ولمحل ندائه معنىً في القلب
سيظهر إن شاء الله وتعمر البقعة ،
وتقام في الجامع الجمعة ،
كذا
وعدني ربي
بالإلهام الحق ،
وهو لا يخلف الميعاد ،
قاله الله – هكذا - ،
وانتهيتُ في سيري من طريق "الكلب"
إلى "عين تاب"
و"مرعش" ثم إلى "آل البستان" ،
ومنها مرحلة مرحلة إلى بلدة "صانصول" ،
ودخلت اللجة – يعني : البحر –
أفجُّها فجة فجة ،
حتى انتهى الثور المائي إلى القسطنطينية …
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:52 AM
- إلى أن يقول :
وفي القسطنطينية قابل السلطان
– إلى أن يقول :
واجتمعتُ بِها
على الخضر عليه السلام
ست مرات ،
فيالله مِن حكم سماويَّة
تنـزل مِن لفاف دور القَدَر
يمضيها الحُكم الإلهي
في تلك البلدة إمضاءً ، وإنفاذاً ،
ولربي الفعل المطلق ،
له الحكم وإليه ترجعون .أ.هـ
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:57 AM
ثم يتحدث طويلاً ،
المهم أن هذه هي قضية بيعته ،
وكيف بويع ،
وهذا الرفاعي
هو الذي ينقل عنه هاشم الرفاعي كما قلنا
ويؤيد كلام المالكي .
فإذاً لا نستغرب منه
أن يؤيد ما يتعلق برؤيتهم النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم ،
ومخاطبتهم له ،
وهذا طريق حراس حضرتهم
من الجن يرفع الولاية ،
وهو أيضاً كما يقول
يبشر هذا الرجل بالولاية الكبرى ،
بل أن هناك ما يخبره
بأن هذا الجامع الخرب
الذي [ بويع ] فيه بالقطبية العظمى
والولاية الكبرى سوف يعمر …
هذا غيضٌ مِن فيضٍ ،
والأمثلة كثيرة جدّاً
لكن لا أريد أن أستغرق فيها ؛
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:12 AM
لأنَّنا نريد أن نـنـتقل
إلى موضوعٍ أكثر تفصيلاً
وهو حقيقة سُلَّم الترقِّي عند الصوفيَّة !
كيف يترقون ؟
وكما قلت ليس مَن يحضر العشاء
أو يتعاطف معهم
هو منهم ،
بل هناك درجات ،
وهناك شكل هرمي معيَّن
يترقَّون خلاله
وهو مما يزيدنا تأكيداً وإلحاحاً
على أن هؤلاء القوم
باطنيَّة زنادقة ؛
لأنَّ نفس هذا الترتيب
موجود عند الباطنية .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:36 AM
نقول :
إنَّ أركان الطريق عند الصوفيَّة هي أربعة
- أو خمسة إذا أضفنا "الشطحات" -
الأول :
هو الشيخ ،
وهذا الشيخ - أو المرشد كما يسمُّونه -
ركنٌ أساسيٌّ عندهم
ولابد أن يرتبط الإنسان بشيخٍ ،
بل في كتاب "تربية الأولاد"
الذي ألَّفه الشيخ عبد الله علوان يقول :
لابد أن يُربط الطفل بشيخ !!
وهذا مِن آثار التصوف ،
فعنده لابد أن يرتبط به ،
ولابد أن يسير على نَهجه ،
وأن يقتدي به ،
وأن يسلِّم له بالكلية ،
كما عبَّر أبو حامد الغزالي وعبَّر غيره :
أن يكون عند الشيخ
كالميِّت بين يدي الغاسل
لا تصرف له على الإطلاق !! .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:41 AM
ثم بعد ذلك تكون :
الخلوة ،
والخلوة :
بعد ما يرتبط بالشيخ يُدخله
في خلوة معيَّنةٍ ويُلقِّنُه الأذكار المعينة ،
والخلوة هذه ينقطع الواحد منهم فيها
عن الجُمَع والجماعات ،
وعن سائر العبادات ،
ويردِّد الذِّكر المعيَّن الخاص بالطريقة
الذي يلقِّنُها إيَّاه الشيخ
ويستحضر في قلبه أثناء الذكر ،
وأثناء تَرداده صورة الشيخ ،
ويستمر على ذلك
حتى يحصل له الفتح !
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:44 AM
وبعضهم يأتيه فتحُه
- كما يقولون -
في أيامٍ ،
وبعضهم في أسابيع ،
وبعضهم إلى عشرين سنَة ،
أو أكثر ،
وهو لم يُفتح عليه ،
يُردِّد يردِّد
ولم يفتح عليه ؛
فيقولون:
لم يُفتح عليك لأنَّ قلبك لم يتنقَّ ،
أو ارتباطك بالشيخ ضعيف !.
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:49 AM
الحاصل :
عندهم فلسفات طويلة ،
وأمور كثيرة يعالجون بها هذه الأمور ،
ثم إذا حصل الفتح أو الكشف :
ينتقل الطالب أو المريد
من مرحلة المجاهدات والرياضات
إلى مرحلةٍ يسمُّونها المشاهدات ،
والكشوفات ، والتجليات :
فيحصل له الفتح بأن يُخاطَب
- يخاطبُه رجلٌ -
أو يرى مناظر غريبة جدّاً ،
أو يرى أشياء تخاطبه وتكلمه ،
وهذا الفتح يكون عبارة
عن كرامة بالنسبة لهذا المريد ،
فإذا أعطي هذه الكرامة
- كما يسمُّونها –
تكون : خوارق حسيَّة ،
وتكون اطِّلاع على المغيبات
- كما يعتقدون - ،
تكون برؤية النبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
والاجتماع به يقظة ،
تكون بمخاطبة الله له مباشرة !! .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:06 AM
وبالمناسبة
أذكر لكم أن هناك كتاباً اسمه
"المواقف والمخاطبات"
لعبد الجبار النَّسَري ،
عاش في القرن الخامس ،
وهو كتاب كبير ،
أظنه أكثر من خمسمائة صفحة ،
هذا الكتاب كله مخاطبات ، ومواقف ،
مثل : وقفتُ بين يدي الله الحق فقال لي !
وخاطبني الحق فقال لي !
وهذا مِن أئمتهم ،
ويستشهدون بما في هذا الكتاب
الذي حققه المستشرقون
- الذين هم دائماً وراء نشر تراث الصوفية - .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:08 AM
المهم :
تحصل له هذه المخاطبات ،
أو هذه المكاشفات ،
ثم ينتقل بعد ذلك من هذه الكرامات
إلى أنه قد يصير هو شيخاً ،
ويمكن أن يبقى مرتبطاً بالشيخ الأول ،
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:15 AM
المهم :
أن الدرجة الخامسة
بعد الكرامات ، والكشوفات هي :
الشطحات :
وهو أنه إذا ذَكَر ،
أو حضر مجلس ذكر ،
أو حضر أمامه ناسٌ :
تظهر على لسانه
الكلمات الكفرية الشنيعة جدّاً ،
ويسمُّونها شطحات
ويعبِّرون بها عن عين الجمع
- كما يسمُّونه -
ومعنى عين الجمع :
اتحادهم بالله !!
- والعياذ بالله -
أو الاستغراق ،
أو السُّكُر ،
والحُب ،
والوجد ،
أو ما يلبِّسون به على النَّاس
بأنَّ هذه الكلمات الكفريات
سببها هذا الكلام ،
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:21 AM
ثم إن من يبلغ به الحد إلى الشطحات
- كما كان الحلاَّج وأمثاله
كل كلامهم شطحات من هذه الكفريات -
يعتبرون أنَّ هذا قد بلغ غاية الولاية ،
عندما يمشي الحلاج في الشارع - مثلاً -
ويدَّعي أنَّه هو الله !
ويقول :
أنا الحق !
وما في الجبة إلا الله !
ويسمعه الناس
- هو وأبو اليزيد البسطامي وأمثالهم - .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:23 AM
يقولون:
إن هذه الدرجة : الولاية الكبرى ،
هذا ليس كفراً !
كما يظنُّ النَّاس الملبَّس عليهم ،
المحجوبون ، المغفلون ،
هذا مِن عِظَم ولايتهم ،
ترقَّوا في مشاهدة الحقَّ !
والفناء فيه ،
والجمع معه ،
والالتصاق به ،
حتى أصبحوا بهذه الدرجة ،
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:47 AM
هذا الأمر يجعلنا نستعرض
بعض كلام لأبي حامد الغزالي ،
وأنا تعمدت اختيار الغزالي لأنَّه متقدمٌ ؛
ولأن كتبه مشهورة ،
ولأنَّه معروف عند الكثير.
يقول الغزالي
في الجزء الرابع من "مجموعة رسائله" (صفحة 25) :
أول مبادئ السالك :
أن يكثر الذكرَ بقلبه ،
ولسانه بقوة ،
حتى يسري الذكر في أعضائه ، وعروقه ،
وينتقل الذكر إلى قلبه .
- قال سفر :
لعلَّ الوقت يتَّسع ،
وأنقل لكم صورة مولد حصلت ،
وحضرها أحد الكتَّاب الإنجليز ،
وسجَّلها ، ودوَّنها ،
لتشاهدوا قضية كيف أن الذِّكر يقوُّونه
حتى يدخل في الأعضاء ،
ثم يحصل للإنسان الإغماء - .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 02:57 PM
يقول :
فحينئذ يسكت لسانه ،
ويبقى قلبه ذاكراً يقول :
"الله ، الله "
باطناً مع عدم رؤيته لذكره ،
ثم يسكن قلبه ،
ويبقى ملاحظاً لمطلوبه ،
مستغرقاً به ،
معكوفاً عليه ،
مشغوفاً إليه ،
مشاهداً له .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:00 PM
- قال سفر :
وهذه درجة المشاهدة ،
يذكر الله - كما يزعمون -
حتى يصل إلى مرحلة المشاهدة ،
ولا تعجبوا مِن قوله
"يسكت حتى عن الذكر باللسان" ،
ثم حتى عن الذكر بالقلب ؛
لأنَّ الغزالي يذكر في "الإحياء" ،
يقول :
لا ينبغي للمريد في أثناء الخلوة أن يُشغل نفسه ،
لا بتفكيرٍ ،
ولا بحديثٍ
- يذكر ذلك عن الصوفية
لا عن نفسه فقط -
ولا بقرآنٍ ، ولا بعلمٍ ،
بل يتفرغ للذكر ،
فقط "الله ، الله "
أو : "هو ، هو" باللسان ،
والقلب ، والأعضاء ،
ثم يترك اللسان إلى القلب ،
ثم يترك القلب
فيصل إلى المشاهدة - .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:04 PM
ونتابع كلامه عن المشاهدة يقول :
ثم يغيب عن نفسه لمشاهدته ،
ثم يفنى عن كليَّته بكليَّته
حتى كأنَّه في حضرة !
{ لمن الملك اليوم للواحد القهار } ،
فحينئذ يتجلَّى الحقُّ على قلبه !
فيضطرب عند ذلك ،
ويندهش ، ويغلب عليه السُّكُر ،
وحالة الحضور ، والإجلال ،
والتعظيم ،
فلا يبقى فيه متَّسعٌ لغير مطلوبه الأعظم
- كما قيل :
فلا حاجة لأهل الحضور
إلى غير شهود عيانه !
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:07 PM
وقيل في قوله تعالى
{ وشاهدٍ ومشهودٍ }
– قال سفر :
انظروا تفسير الباطنية -
قيل : فالشاهد : هو الله ،
والمشهود :
هو عكس جمال الحضرة الطلبية
فهو الشاهد والمشهود
- يعني :
الله تعالى - .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:13 PM
ثم يقول عن كيفية السير إلى الطريق ،
أو كيف يبذل الجهد اليسير ،
يقول :
هناك طرق أوأنواع :
الأول :
تقليل الغذاء بالتدريج ،
فإنَّ مَددَ الوجود ، والنَّفس ،
والشيطان من الغذاء ؛
فإذا قلَّ الغذاء :
قلَّ سلطانه .
قال سفر :
وهذا هو الذي يستعمله
سحرة الهند !
وهي التي تنقلهم إلى مرحلة
"المانخوليا"،
فإنَّ أيَّ إنسانٍ يجوع لأيامٍ طويلةٍ يُهلوس ،
ويهوِّس ،
ويرى مثل هذه الأشياء ؛
لكن هم يعتقدون أنها كشوفات إلهيَّة ،
وتجليات ربانيَّة
- والعياذ بالله - .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:19 PM
الثاني :
ترك الاختيار ،
وإفناؤه
- يعني يفني نفسه ، وينسى نفسه -
في اختيار شيخ مأمون ليختار له ما يصلحه فإنَّه –
أي : المريد - مثل الطفل ،
والصبي الذي لم يبلغ مبلغ الرجال ،
أو السفيه المبذِّر ،
وكل هؤلاء لابد لهم مِن وصيٍّ ،
أو وليٍّ ، أو قاضٍ ،
أو سلطان يتولى أمرهم .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:25 PM
قال سفر :
المريد يكون بمثل هذه الحالة ،
ولذلك قلت :
إن الإنسان يخلع عقله ،
ويخلع علمه ،
ويخلع كلَّ شيءٍ
عندما يريد أن يدخل
إلى عالم الصوفية ،
يسلِّم كلَّ شيءٍ للشيخ،
ولا يعترض عليه بأي شيءٍ .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:31 PM
الطريق الثالث :
يقول من الطرق
طريقة الجنيد قدَّس الله روحه ،
وهو خلال شرائط :
دوام الوضوء ،
ودوام الصوم ،
ودوام السكوت،
ودوام الخلوة،
ودوام الذكر
وهو قول لا إله إلا الله ،
ودوام ربط القلب بالشيخ ،
واستفادة علم الواقعات منه
بفناء تصرفه
في تصرف الشيخ ،
ودوام نفى الخواطر ،
ودوام ترك الاعتراض على الله تعالى
في كل ما يرد منه عليه
ضراً كان أو نفعاً .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:37 PM
قال سفر :
[ هذه هي ] الجبرية المطلقة ،
والاستكانة المطلقة ،
ويقول
الآن أصبحت منفعلاً لما تختاره
مني ففعلي كله طاعات
يجلس وما يتصرف فيه الله
فهو الفعل ،
وهو الطاعة ،
كما قلنا هذا في الخلوة ،
وقد ترك الجمعة ،
والجماعة ، والعبادات .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:41 PM
إلى أن يقول :
وترك السؤال عنه مِن جنة ،
أو تعوذ من نار !
بمعنى :
يحذر في هذه الحالة
أن يسأل الله الجنة ،
أو يتعوذ به من النار !
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:49 PM
لاحظتم هذا الربط بما ذكره
محمد علوي مالكي في كلامه السابق ،
ونقولاته السابقة ،
وما ذكرناه هناك
من أنَّهم لا يسألون الله الجنة ،
ولا يستعيذون به من النار ،
يعتبرون أنهم لو سألوا الله الجنة
في تلك اللحظة ،
والاستعاذة به من النار :
تفرق جمعيته - يعني : تشتت قلبه -
ولا يمكن أن يعود إلا بأن يبدأ الخلوة مِن أولها ،
ويبدأ الأذكار من أولها
حتى يجتمع قلبه على المحبوب وحده فقط ،
فلا ينظر إلى جنَّة ،
ولا إلى نار
ولا لأيِّ شيءٍ .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 03:59 PM
وإلى هنا هذا هو مقام المشاهدة .
يحذرنا الغزالي يقول :
إن الإنسان عندما ينتقل من مقام المشاهدة
إلى مقام المكاشفة
تبدأ الصور تظهر أمامه فيقول له :
كيف تفرِّق بين الصورة ؟
كيف تعرف حقائقها ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 04:03 PM
يقول
– يستمر كلامه في صفحة (26) - :
والفرق بين الوجودي والنفسي والشيطاني
في مقام المشاهدة
أن الوجود شديد الظلمة في الأول
– يعني : ترى الشيء مظلماً جدّاً –
فإذا صفا قليلاً تشكَّل قُدَّامك
بشكل الغيم الأسود ،
فإذا كان هذا المتشكِّلُ
عرشَ الشيطان كان أحمر ،
فإذا صلح وفنيت الحظوظ منه ،
وبقي الحقوق :
صفا وابيضَّ مثل المزن
وهذا هو الوجود .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 04:08 PM
قال سفر :
عرفنا الوجود ،
وعرفنا النفس ،
فكيف نعرف الشيطان ؟
"نريدها في الخلوة
في حالة الانتقال من مقام المشاهدة
إلى مقام المكاشفة" ،
كيف يرى الشيطان ويعرفه ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 04:13 PM
يقول :
الشيطان نار غير صافية ،
ممتزجة بظلمات الكفر ،
في هيئة عظيمة ،
وقد يتشكل قُدَّامك
كأنَّه زنجي طويل
له ذو هيبة
يسعى كأنه يطلب الدخول فيك ،
فإذا طلبت منه الانفكاك :
فقل في قلبك :
يا غياث المستغيثين أغثنا ؛
فإنه يفر عنك .
انتهى كلام الغزالي صفحة (27)
من الجزء الرابع .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 04:15 PM
في هذه المرحلة
- يعني التخلص مِن النفس ،
ومِن الوجود :
يلتحم بالوجود الكلي -المطلق عندهم - ،
ومن الشيطان الذي يأتيه -
كما يقول -
في صورة زنجي أسود طويل
يريد أن يدخل فيه .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 04:47 PM
هذه المرحلة - مقام المشاهدة -
يعرض للمريدين ،
ويرون هذه الصور ،
ويرون هذه الخيالات ،
وما هي إلا بعض مِن خرافاتهم ،
ولو أنَّنا نملك وقتاً أطول :
لنقلنا كثيراً جدّاً مِن أمثال هذه الرؤى
التي يرونها ليصلوا ،
وينتقلوا مِن مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة ،
والتي بعدها يروْن الرسولَ
صلى الله عليه وسلم ،
ويرون الله ،
ويروْن الحقائق كلها ،
لكن على كل حال مَن لم يمر بهذا الشيء :
فلا يمكن أن يحصل له ذلك .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 07:47 PM
بقيَ موضوع الشطحات :
عندما ينتقل الإنسان إلى مقام المكاشفة ،
ويتعمق في الكرامات والكشوفات :
يصل إلى درجة الشطحات .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 07:51 PM
يقول الغزالي
صفحة (19) من الجزء الثاني :
العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة
اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود
إلا الواحد الحق
– يعني : الله فقط !
ليس في الوجود إلا هو –
لكن منهم من كان له هذه الحالة عرفاناً علميّاً ،
ومنهم من صار له ذوقاً وحالاً
وانتفت عنهم الكثرة بالكلية ،
واستغرقوا بالفردانية المحضة ،
واستهوت فيها عقولهم ؛
فصاروا كالمبهوتين فيه ،
ولم يبق فيهم متسعٌ لذكر غير الله ،
ولا ذكر أنفسهم أيضاً
فلم يبق عندهم إلا الله ؛
فسكِروا سُكراً
وقع دونه سلطان عقولهم ،
فقال بعضهم :
أنا الحق
- كالحلاج - ،
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 07:55 PM
وقال الآخر :
سبحاني ما أعظم شأني
– كأبي يزيد [ البسطامي ] مثلاً - ،
وقال الآخر :
ما في الجُبة إلا الله ،
وكلام العشاق في حال السُّكر
يُطوى ولا يُحكى ،
فلما خفَّ عنهم سُكرهم ،
وردوا إلى سلطان العقل
الذي هو ميزان الله في أرضه:
عرفوا أن ذلك
لم يكن حقيقة الاتحاد ،
بل يشبه الاتحاد . أ.هـ
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 07:59 PM
قال سفر :
نحن نقرأ أن بعض الصوفية يقول :
أن الحلاج استحق القتل ! لماذا ؟
يقول : لأنه باح بالسرِّ
قبل أن يصل إلى الدرجة العليا ،
الحلاج لم يصل إلى حقيقة الاتحاد عندهم!
بل رأى عوارض ،
وبوارق كما يسمونها ،
فقال : أنا الحق ، فقُتل ،
فهو يستحق القتل في نظرهم
لا لزندقته ،
ولا لدعوى أنه هو الحق ؛
لكن يقولون لأنه لم يصل بعدُ ،
صرَّح وباح بالسر قبل أن يصل بعد ،
والغزالي يقول
لم تحصل لهم حقيقة الاتحاد
بل هذا يشبه الاتحاد .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:46 PM
ونتابع كلامه ،
يقول :
مثل قول العاشق في حال فرض العشق :
أنا مَن أهوى ومَن أهـوى أنا
نحن روحان حللنا بـدناً
وهذا من نداءات الحلاج ؛
فلا يبعد أن يفجأ الإنسان مرآةٌ فينظر فيها ،
ولم ير المرآة قط
فيظن أن الصورة التي رآها في المرآة
هي صورة المرآة متحدة بها
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:52 PM
– قال سفر :
يعني :
يشبِّه رؤيتهم لله
كإنسانٍ ينظر في مرآة فنسي المرآة ،
وظن أن الصورة التي رآها أمامه
وهي عين الشيء المرئي
بينما هو في الحقيقة مجرد مرآة ،
ويقول :
إن بعض العارفين لم يصل إلى درجة الاتحاد ،
ولكن يظن أنَّه وصل إليها ؛
إنما هي كالمرآة - ،
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 08:56 PM
أو مَن يرى الخمرة في الزجاج
فيظن أن الخمرة لون الزجاج
فإذا صار ذلك عنده مألوفاً ،
ورسخ فيه قدمه
واستغرقه فيه
فقال :
رقَّ الزجـاج وراقت الخمــر
وتشابها فتـشاكل الأمر
فكأنمـا خمـر ولا قَـــدَح
وكأنـما قدَح ولا خمر
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:00 PM
قال سفر :
طبعاً استشهاد الصوفية
بأبيات الخمر ،
والعشق ،
والغزل ،
والنهود ،
والقدود،
والخدود :
هذا أمرٌ لا يحتاج إلى تنبيه ؛
لأنه دائمٌ عندهم !! .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:03 PM
يقول :
وفرقٌ بين أن يقال :
الخمر قَدَح ،
وبين أن يقال : كأنَّه قدح
– قال سفر :
يعني :
أيضاً فرقٌ بين من يقول إنَّه رأى الله
أو كأنه رأى الله وتجلَّى له – .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:12 PM
ويقول :
وهذه الحالة إذا غلبت
سمِّيت بالإضافة إلى صاحب الحال : (فناء) ،
بل (فناء الفناء) ؛
لأنه فنيَ عن نفسه ،
وفني عن فنائه ؛
فإنه ليس يشعر بنفسه في تلك الحال ،
ولا بعد شعوره بنفسه ،
ولو شعر بعدم شعوره بنفسه :
لكان قد شعر بنفسه ،
وتُسمَّى هذه الحال
بالإضافة إلى المستغرق فيها
بلسان المجاز : ( اتحاداً ) !
وبلسان الحقيقة : ( توحيداً ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:22 PM
قال سفر :
هذا هو توحيد الصوفية ،
وهو : هذه الحالة حالة الاستغراق
التي تسمَّى بالإضافة إلى المستغرق فيها
بلسان المجاز : ( اتحاداً )
– كما يقول الغزالي إنَّه مجاز فقط -
وبلسان الحقيقة :
( توحيداً ) ، وليس مجازاً .
ويقول :
ووراء هذه الحقائق أيضاً
أسرار
لا يجوز الخوض فيها .أ.هـ
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:26 PM
يقول أبو حامد :
أيضاً ما يزال هناك أسرارٌ ،
وأمور لا يجوز الخوض فيها ،
ولا يجوز ذكرها ؛
لأنَّه لو ذكرها هو ،
أو غيره :
ربما كان مصيره مصير الحلاج
مِن القتل ،
ومِن الإعدام .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:30 PM
هذا عرضٌ سريعٌ لهذا الكاتب المتقدم
– وهو الغزالي - لدرجات ،
أو أركان الطريق عند الصوفية
ابتداء مِن الشيخ ،
والخلوة ،
ثم المشاهدات ،
ثم المكاشفات ،
وأخيراً الشطحات !!
– بعد ذلك يصبح الإنسان عندهم
مِن رجال الغيب .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:31 PM
رجال الغيب هؤلاء هم
– كما يزعمون - :
الأولياء الذين
يتصرفون في الكون ،
ويتحكمون
في كل صغيرة وكبيرة ؛
كما سيأتي في النماذج
التي نذكرها عنهم .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:37 PM
أعظم رجال الغيب عندهم هو :
القطب الأعظم ،
أو قطب الوجود ،
أو الغوث الأعظم ،
أو واحد الزمان ،
وهذه أسماء متقاربة ،
هناك حقيقة فلسفيَّة ثابتة ،
وأكثر الباحثين المعاصرين ذكروها ونقلوها ،
ومِن قبلهم أيضاً :
أنَّ أصل فكرة القطب الأعظم
عند الصوفية
هي العقل المطلق
عند أفلاطون ،
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 09:48 PM
الصوفية أخذوا هذه الفكرة مِن أفلاطون ،
ولا تستغربوا أنني أقول أخذوها من أفلاطون ؛
بينما أنا أقول إن أصل التصوف هندي ؛
لأنَّ البيروني نفسه ذكر هذا ،
ومعروفة أيضا في تاريخ الفكر الأوربي :
اليونان لم يكونوا يملكون فكراً فلسفيّاً
وإنَّما كانوا يقتبسون مِن الهند ،
و"الجنس الآري" :
يجمع الأوربيين بالهنود في جنس واحد ،
ثم لما وُجدت لهم فلسفاتهم
– أفلاطون ، وأرسطو ،
وأمثالهم - :
استغنوا ، وانفصلوا عن الهنود
في حين أن أرسطو ، وأفلاطون
يُعتبروا متأخرين ،
بينما فلاسفة الهنود
كانوا قبل آلاف السنين قبل الميلاد .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:04 PM
والحاصل :
أن هذا العقل المطلق عند أفلاطون
سماه الصوفية :
( القطب الأعظم )
أو : ( واحد الزمان ) ،
أو ( الغوث الأكبر ) ، أو نحو ذلك ،
ويقولون
- كما في "طبقات الشعراني"
( 1/ 173)
– يقول :
لو لم يصبح واحد الزمان
يتوجه في أمر الخلائق مِن البشر
لفاجأهم أمرُ الله عز وجل
فأهلكهم .أ.هـ
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:07 PM
يقول :
أن مهمة القطب هذا
أنه لو كان أمر الله يأتي البشر مباشرة ؛
يأمر الله أن هذا يحيا ،
وهذا يموت ،
وهكذا – مباشرة - :
لا يتحمل البشر ، يفجأهم الأمر ،
ويهلكهم
فيحتاج الله – والعياذ بالله –
إلى واسطة يتلقَّى الأمر ،
ثم هو ينفذه في الكون ،
وهو الغوث ،
وهو واحد الزمان ،
أو القطب الأعظم ،
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:13 PM
ويقولون :
لو أنَّ المدد الحقيقي
ورد في هذا العالم مِن عارفيْن على السواء :
لسرى في قلوب الآخذين
– أي : المتلقين للمدد –
الشرك الخفي !
يعني :
لابد أن يكون القطب واحداً ،
ولذلك فالرفاعي الذي ذكرتُ لكم تعيينه قطباً ،
يقول :
حتى النَّبيين سلَّموا له ،
والصديقين كلهم ،
والأبدال جميعاً ،
والنجباء ،
والنقباء كلهم سلَّموا له ؛
لأنَّه لابد أن يكون واحداً ،
لماذا ؟
قالوا :
لو كانوا اثنين
ربما يدخل الناس في الشرك !!.
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:15 PM
سبحان الله !
كأن الصوفية يحاربون الشرك ،
قالوا : لابد أن يكون القطب ،
الواسطة بين الله والخلق ،
المتصرف في الأكوان :
واحداً !
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:17 PM
والعجيب :
أنَّ كل طائفة مِن طوائف الصوفيَّة
تدَّعي
القطبيَّة العظمى لشيخها فقط
دون مَن سواه ،
وبذلك فرَّقوا الأمة
ومزقوها .
أبو فراس السليماني
2014-10-25, 10:22 PM
والغريب :
أنَّ الرفاعي ، والقادري كانا متعاصريْن ،
فإذا كان القطب واحداً فيهما
كان المتصرف في الكون ؟
نتركه لكلام الصوفية ،
ولهؤلاء الخرافيين
الذين يقولون :
إنَّما نحن أهل السنة والجماعة ،
نفرق الأمة عندما نقول :
اتركوا هذه الخرافات !!
فماذا يكون جوابهم
عن وجود قطبين
في وقت واحد ؟
الله أعلم .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 01:30 AM
المهم :
أن بعضهم أيضاً يدَّعي أنَّه
أعلى مِن درجة القطبية ،
مثلاً :
أحمد الرفاعي مؤسسة الرفاعية يدَّعي ذلك ،
فقد نقل عنه الشعراني أنَّه قال له أحد تلاميذه :
يا سيِّدي أنت القطب ؟
فقال : نزِّه شيخك عن القطبيَّة ،
فقال : وأنت الغوث ؟
فقال :
نزَّه شيخك عن الغوثيَّة !! .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 01:32 AM
ويعلِّق الشعراني على هذا قائلا :
قلت :
وفي هذه دليل على أنَّه
تعدَّى المقامات ، والأطوار ؛
لأنَّ القطبيَّة ، والغوثيَّة مقامٌ معلومٌ ،
ومن كان مع الله وبالله
فلا يُعلم له مقام ،
وإن كان له في كلِّ مقامٍ مقالٌ
والله أعلم . أ.هـ
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 01:41 AM
يقول :
إنَّ الصوفية متفقون على أنَّه ليس بعد القطبية
إلا الألوهية ،
وفيما أعلم أنه ليس هناك عندهم خلاف بهذا ،
فدرجة القطب أعلى درجة ،
وليس هناك مقام أعلى مِن مقام القطبيَّة .
إذاً فهذا يتفق مع دعواهم
الاتحاد بالله سبحانه وتعالى ،
أو حلول الله فيهم ،
أو وحدة الوجود ،
أي : أنه ليس بعد درجة القطبية
إلا أن يكون درجة الألوهية
فيتحد بالله ؛
فكأنَّه هو الله !!
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 01:43 AM
وليس هذا غريباً
بعد أن سمعنا ،
ونعلم جميعاً ما صرَّحوا به من قولهم :
أنا الله !
وما في الجبة غير الله !
وقول ابن عربي :
العبد رب ، والرب عبد
فهذا كله جائز الموارد .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 01:46 AM
بقيَ أن نتحدث عن بعض
أعمال القطب الأعظم ،
غير تصرفه في الكون !
وإنقاذه الملهوفين وإغاثتهم !
مما سيأتي ذكره في الكرامات ،
هناك أمرٌ خطيرٌ جدّاً
- وهو كما قلنا -
يتعلق بمنهج الصوفيَّة في التلقي
الذي هو أصل موضوعنا هنا :
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 01:49 AM
مِن أعظم
أعمال القطب الأعظم :
التشريع ،
يشرَّع لهم الأذكار ،
والأوراد ،
والأدعية،
ثم يستعملونها
وهي - كما يزعمون -
ترفع المريدين إلى الملأ الأعلى ،
توصله إلى العرش ،
بالقوة الروحانيَّة !
كما في كتاب – وهو مطبوع –
"أوراد الرفاعية " ،
وأيضاً "الأوراد الشاذلية "
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 01:53 AM
كتب الأوراد تقرأ فيها
أن لهذا الذكر
قوة روحانية عظمى دافعة …إلى آخره ،
هذه القوة الروحانية - في زعمهم -
تجعل الذاكر المريد هذا
يرى الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ،
بل تجعله يرى الله تعالى
بزعمهم !!
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 01:58 AM
ونختار من هذه التشريعات
قضيتين
كانتا مما ناقش ،
وجعجع حولها الرفاعي
– وتعرض لها أصحابه أيضاً -
وهي قضية صلاة الفاتح ،
والقضية الثانية :
قضية التوحيد والوحدة .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 02:00 AM
صلاة الفاتح
ذكَر نصَّها الرفاعي
في صفحة (67) مِن "ردِّه" ،
وهي :
"اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على سيِّدنا محمَّد
الفاتح لما أغلق ، والخاتم لما سبق ،
وناصر الحق بالحق ،
والهادي إلى صراطك المستقيم
صلى الله عليه وسلم ،
وعلى آله وأصحابه حق قدره ،
ومقداره العظيم" .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 02:02 AM
وأعرف ممن هداهم الله سبحانه وتعالى
ممن كان في جانبهم مَن أحضرها لي ،
وذكر لي كم يقولونَها مِن مَرَّات ،
وماذا يحصل نتيجة هذه القراءة ،
وأيضاً هناك مصدر وثيق موجود
وهو كتاب "التيجانية "
فقد ذكَر هذه الصلاة ،
وتعرَّض لها .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 02:05 AM
يهمُّنا هنا قضية القطب ،
أو أنها من أعمال القطب ،
قول الرفاعي : أن هذه الصلاة
- نقلاً عن القسطلاني – يقول :
هذه أنفاسٌ رحمانيَّة ،
وعوارف صمدانيَّة –
أي : كأنها مِن أنفاس الرحمن ،
ومن عوارف الصمد سبحانه وتعالى -
لقطب دائرة الوجود
وبدر أساتذة الشهود ،
تاج العارفين ،
سيِّدنا ، وأستاذنا ،
ومولانا الشيخ
محمد بن أبي الحسن البكري .. إلى آخره .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 02:07 AM
يعني :
مادام أن هذا القطب البكري هو الذي وضعها ،
وهو الذي كتبها :
فهي أنفاس رحمانية ،
وعوارف صمدانية ،
ولا يحق لأحدٍ أن يعترض عليها
على الإطلاق ،
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 02:13 AM
والتيجانية أخذوا هذه
- ما دامت عن هذا القطب - ،
وعلى أي حال :
ماذا يقول عنها التيجانية :
يقول مؤلف كتاب "التيجانية"
صفحة (116) :
قال مؤلف "جواهر المعاني" مِن التيجانية :
ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم
إلى صلاة الفاتح لما أُغلق ،
فلما أمرني بالرجوع إليها
سـألتُه صلى الله عليه وسلم عن فضلها ؛
فأخبرني أولاً :
بأنَّ المرة الواحدة منها
تعدل مِن القرآن ست مرات !!
– يعني :
الذي يقرأ هذه الصلاة مرة واحدة
كأنه قرأ القرآن ست مرات !
لاحظوا مَن الذي يزدري كتاب الله ،
ويحتقره ،
وبالتالي يحتقر رسول الله ،
ويكرهه ، ولا يحبه ؟ -
ثم أخبرني ثانياً :
أن المرة الواحدة منها
تعدل مِن كلَّ تسبيحٍ وقع في الكون ،
ومِن كلِّ ذكرٍ ،
ومِن كل دعاءٍ كبيرٍ أو صغيرٍ ،
ومن القرآن :
ستة آلاف مرة ؛
لأنَّه مِن الأذكار
- أي : القرآن - .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 03:26 PM
ثم أيضاً يذكر في صفحة (117) :
أنهم يعتقدون أنها مِن كلام الله ،
وفى ذلك يقول مؤلف "الرماح"
أنَّ مِن شروط هذه الصلاة :
أنْ يعتقد أنَّها مِن كلام الله ،
وهاشم الرفاعي نفسه في "ردِّه"
ينقل أنَّها أنفاس رحمانية
مِن أنفاس الرحمن
- نسبةً للرحمن - .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 03:28 PM
إذاً هذا يؤيد ما قلناه
مِن أن القطب عندهم
له درجة الألوهية
حتى أنَّه يشرِّع هذه الأشياء ،
ويقول : إنَّها مِن الله ،
وأنَّ على الذاكر
أن يعتقد أنَّها مِن كلام الله .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 03:33 PM
ويقول أيضاً مؤلف "التيجانية" :
وقال مؤلف "بغية المستفيد"
:
مع اعتقاد المصلِّي أنَّها ليست مِن تأليف البكري ،
ولا غيره ،
وأنَّها وردت مِن الحضرة القدسيَّة ،
مكتوبةً بقلم القدرة
في صحيفة نورانيَّة . أ.هـ
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 03:39 PM
هذه هي صلاة الفاتح ،
وهذه قيمتها عندهم ،
وهي أيضاً مِن كلام الله
عند الصوفية
ولها هذه المنـزلة .
وفي صفحة (110) مِن "الذخائر"
يذكر محمد علوي مالكي
هذه الصلاة ويشرحها .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 03:42 PM
انظر كيف :
هذا رفاعي ، وهذا تيجاني ،
والمالكي طريقته – أظن –
على الطريقة الحسينيَّة العربيَّة في مصر .
المهم الطرق تختلف
لكنهم يتفقون على هذه الصلاة التي يقولون :
أنَّ مَن ذكرها ،
وقرأَ بها :
أفضل مِن القرآن ستَّة آلاف مرة ،
فانظروا بعد ذلك
أي كفرٍ ،
وأي شركٍ
فوق هذا ؟ .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 07:12 PM
أقول هذا فيما يتعلق بقضية
صلاة الفاتح ،
والقضية الأخرى
التي من تشريعات الأقطاب
أو من كلام الأقطاب
قضية :
"الوحدة والتوحيد" :
العبارة التي يقولها الصوفيَّة وهى :
"اللهم اقذف بي على الباطل فأدمغه ،
وزُجَّ في بحار الأحدية !
وانشلني من أوحال التوحيد ! ".
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 07:17 PM
يقول الرفاعي
في شرح هذه العبارة
- مهاجماً الشيخ ابن منيع لأنه هاجمها - :
فنحن نقول لشرح معنى هذه العبارة
التي التبست عليهم
- يعني على العلماء في المملكة -
( وزُجَّ في بحار الأحدية ،
وانشلني من أوحال التوحيد ) :
إن التوحيد لغةً : الحكم بأنَّ الشيء واحد ،
والعلم بأنه واحد ،
والتوحيد شرعاً :
إفراد المعبود بالعبادة
مع اعتقاد وحدته ،
والتصديق به ذاتاً ، وصفاتٍ ، وأفعالاً .
ثم يقول :
والتوحيد في اصطلاح أهل الحقيقة
مِن الصوفيَّة :
تجريد الذات الإلهية
عن كل ما يتصور في الأفهام ،
ويخيل في الأذهان ، والأوهام !!
انتهى كلام الرفاعي .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 07:22 PM
إذاً نقول :
أنت الآن تفرق بين التوحيد عند الصوفيَّة ،
وبين التوحيد شرعاً ،
كما هو نص كلامك :
التوحيد شرعاً :
إفراد المعبود بالعبادة ،
والتوحيد عند أهل الحقيقة :
هو تجريد الذات الإلهية …إلى آخره .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 07:27 PM
هذه هي القضية ،
قضية أنهم يفرِّقون بين الشريعة ،
وبين الحقيقة ،
فنحن أهل السنَّة والجماعة
أهل شرع ،
واتِّباع ،
ولا يمكن للواحد منَّا
أن يدعو الله سبحانه وتعالى
أن يخرجه عن التوحيد
- والعياذ بالله -
لأنَّه مادام التوحيد
هو إفراد الله بالعبادة عندنا
- كما يذكر هو أيضاً باعترافه - :
فنحن ندعو الله سبحانه وتعالى
أن يثبِّتنا على التوحيد ،
وأن يميتنا موحِّدين ،
ويبعثنا موحِّدين .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 07:30 PM
لكن الصوفيَّة لما كان عندهم علم الحقيقة ،
والتوحيد في عرف الحقيقة
وفى اصطلاح الحقيقة شيء آخر :
فهُم يدعون الله تعالى ليل نهار
أن يخرجهم من التوحيد
الذي هو توحيد أهل الشريعة
نحن .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 07:32 PM
هو يقول :
نحن لا نقصد الخروج من التوحيد بمصطلحنا ،
أو مصطلح الحقيقة لا ،
إنما يخرجنا من التوحيد بمصطلحكم
أنتم يا أهل الشريعة ؛
ليلقيه في بحار الأحدية
التي هي ليس هناك أوهام
ولا تخيلات في الأذهان ،
بل هي كما يعبِّر عنها ويقول :
هي التوحيد ،
وهي حقيقة التحقيق
لمعرفة كمال وجمال وجلال الأحدية
…إلى آخر الكلام .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 07:39 PM
إذاً نقول لهؤلاء :
باعترافكم هذا ،
ومن كلامكم هذا
ماذا تقولون :
هل كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
على التوحيد الذي عرَّفتموه
بأنه التوحيد شرعاً ؟
أو على الأحدية
التي تريدون أن ينتشلكم الله إليها ،
ويزج بكم في بحارها ؟.
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 08:41 PM
نسألكم ، ونقول لكم :
الرسول صلى الله عليه وسلم
عندما أرسل معاذاً إلى اليمن ،
وقال له
– كما في الروايات الصحيحة في البخاري - :
" فليكن أول ما تدعوهم إليه
أن يوحدوا الله " ،
والكلام لا يخلو من أمرين :
إما أن يكون الرسول
صلى الله عليه وسلم جاهلاً ،
وحاشاه من ذلك ،
بأن فوق التوحيد درجة عليا
هي درجة الأحدية هذه ،
ولذلك أرسل معاذاً بالدرجة
التي يعلمها فقط ،
وهي التوحيد
دون درجة الأحدية ؛
حتى جاء أصحاب الكشف
والفيض الأفلاطوني ، والذوق ،
والتيجاني في القرون المتأخرة ،
أو البكري
ووضعوا مثل هذه الأفكار والأدعية
التي تُعلِّم الناس التوحيد،
وحقيقة التوحيد ؟
فإما أن تقولوا هذا
والعياذ بالله ،
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 08:46 PM
وإما أن تقولوا
أن الرسول صلى الله عليه وسلم
علِم التوحيد الشرعي وعلَّم أمته ؛
لكن هذا التوحيد هو عين الشرك !
وعلَّم الأمة في الجملة عين الشرك ،
وكتَم التوحيد الحقيقي
الذي هو الأحدية !
وهذا – والعياذ بالله -
اتهام
للرسول صلى الله عليه وسلم ،
وحاشاه
أن يكتم شيئاً مما علمه الله ،
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 08:50 PM
أو تقولوا كلاماً آخر :
وهو أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
علَّم توحيد الشريعة للعامة ،
وعلَّم الأحدية للخاصة ،
ربما يكون هذا مِن أقوالكم ،
نحن نفترض أنكم تقولون ؛
فاختاروا ما شئتم
وكلها لازمة لكم
مهما تنصلتم .
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 08:54 PM
المضحك فعلاً :
أن الرفاعي عندما يدافع عن هذه العبارة
يقول :
لا غبار عليها ،
لا تنكروا علينا
أننا ندعو الله أن ينشلنا مِن التوحيد
إلى الوحدة
فهذا هو الصحيح !!
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 09:00 PM
إذاً أنت تدعو الله
أن ينتشلك من التوحيد
الذي هو إفراد المعبود شرعاً ،
أو ينتشلك من التوحيد
الذي عرَّفته أنه توحيد الحقيقة ؟
فسواء هذا أو هذا
فأنت تدعو الله أن ينتشلك منه ،
إما توحيد أهل الشريعة ،
وإما توحيد أهل الحقيقة ،
فتدعو الله أن ينتشلك من التوحيد ،
على أي التعريفين ؟
تعريف أهل الشريعة ،
أو الحقيقة ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-26, 09:04 PM
ولهذا أقول :
إن الرجل لا يعي ما يقول ،
لكن مِن المؤكد أن الأقطاب
الذين وضعوا هذه العبارة
يعون ذلك جيداً ،
ويفهمون دلالتها ،
وأنَّه ينتشلهم
من هذا ومن ذاك
ليتحقق لهم وحدة الوجود
التي هي عندهم
عين الأحدية .
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 04:03 PM
ننتقل الآن للحديث عن رجال الغيب ،
عندنا مرجع سهل ،
أو قريب صاحبه كأنه معاصر
وهو " النبهاني " الذي توفى سنة 1350هـ .
وحتى لا يقولوا هذه فكرة قديمة
كما يقول بعض الناس مع الأسف :
هذه أفكار قديمة وعفا عليها الزمن ،
لا ، فالنبهاني توفى عام 1350هـ ،
وتلاميذه مازالوا موجودين ،
ومنهم : هؤلاء القوم
أو من طرق أخرى .
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكيالصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 04:07 PM
يقول :
إن رجال الغيب كثيرون ،
ومنهم رضي الله عنهم "النقباء" ،
وهم اثنا عشر نقيباً في كل زمان
لا يزيدون ، ولا ينقصون ،
ومنهم رضي الله عنهم "النجباء" ،
وهم ثمانية في كل زمان لا يزيدون ،
ولا ينقصون ،
ومنهم رضي الله عنهم "الحواريون" ،
وهو واحد في كل زمان
لا يكون فيه اثنان ،
فإذا مات ذلك الواحد :
أقيم غيره ،
ومنهم رضي الله عنهم "الرجبيون" ،
وسموا رجبيين لأن حال هذا المقام
لا يكون لهم إلا في شهر رجب،
ومنهم رضي الله عنهم "الأبدال" ،
وهم سبعة لا يزيدون ،
ولا ينقصون
يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة !!.
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكيالصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 04:15 PM
قال سفر :
يعني مثل ما قلنا :
لا يتصرف الله عز وجل
عند الصوفيَّة إلا بواسطة !
فالأقاليم السبعة على الجغرافيا القديمة
التي كانت قبل ألف سنة ،
وضع الصوفيَّة سبعة رجال مِن الأبدال
كلٌّ منهم يحفظ إقليمه ،
ويتصرف فيه .
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكيالصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 04:20 PM
ويقول :
ومنهم رضي الله عنهم "الختم" ،
وهو واحدٌ لا في كل زمان ،
بل هو واحد في العالم ،
يختم الله به الولاية المحمدية .
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكيالصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 04:29 PM
قال سفر :
خاتم الأولياء واحد ،
ولذلك ابن عربي ،
وابن سبعين ،
وأحمد التيجاني ،
ومحمود محمد طه ،
كلٌّ منهم يدَّعي ،
ويحرص أن يكون هو خاتم الولاية ؛
كما يدَّعي كذابو الشيعة ،
وغيرهم :
أنَّ كلاًّ منهم هو المهدى المنتظر .
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكيالصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 08:19 PM
يقول :
ومنهم رضي الله عنهم ثلاثمائة نفس
على قلب آدم عليه السلام ،
ومنهم رضي الله عنهم أربعون نفساً
على قلب نوح عليه السلام ،
ومنهم رضي الله عنهم
سبعة على قلب الخليل
عليه السلام .
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 08:30 PM
قال سفر :
تذكروا ما قلت لكم
مِن أن حرصهم على تعظيم الرسول
صلى الله عليه وسلم :
إنما هو تعظيمٌ لأنفسهم ؛
لأنهم يقولون :
إن رجال الغيب منهم مَن يصل
إلى أن يكون على قلب فلان مِن الأنبياء ؛
فهو كالنَّبيِّ
وأسقطوا الفرق بين البشر العاديين
وبين الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ،
بل وبين الملائكة أيضاً.
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 08:36 PM
ويقول النبهاني :
ومنهم رضي الله عنهم
خمسة على قلب جبريل عليه السلام ،
ومنهم رضي الله عنهم
ثلاثة على قلب ميكائيل عليه السلام ،
ومنهم رضي الله عنهم
واحد على قلب إسرافيل عليه السلام ،
ومنهم رضي الله عنهم ثمانية عشر نفساً
أيضاً هم الظاهر بأمر الله عن أمر الله ،
ومنهم رضي الله عنهم ثمانية رجال
يقال لهم
" رجال القوة الإلهيَّة " ،
ومنهم رضي الله عنهم خمسة عشر نفساً ،
هم "رجال الحنان والعطف الإلهي" !!
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 08:40 PM
قال سفر :
هل قوة الله تعالى ،
وحنانه ،
أو رحمته
تكون عن طريق هؤلاء بزعمهم .
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 08:43 PM
قال :
ومنهم رضي الله عنهم أربعةٌ وعشرون نفساً
في كل زمان يسمَّون "رجال الفتح" ،
ومنهم رضي الله عنهم واحد وعشرون نفساً ،
وهم " رجال التحت السفلي " ،
ومنهم رضي الله عنهم ثلاثة أنفس ،
وهم "رجال الإمداد الإلهي والكوني" ،
ومنهم رضي الله عنهم ثلاثة أنفس
"إلاهيون ، رحمانيون"
في كل زمان ،
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 08:49 PM
ومنهم رضي الله عنهم رجل واحد
وقد يكون امرأة في كل زمان ،
ومنهم رضي الله عنهم رجلٌ واحدٌ
مركَّبٌ ممتزج في كل زمان
لا يوجد غيره في مقامه ،
وهو يشبه عيسى عليه السلام
متولِّدٌ بين الروح والبشر ،
لا يُعرف له أبٌ بشري ،
كما يحكى عن بلقيس
أنها تولدت بين الجنِّ والإنس ،
فهو مركَّب بين جنسين مختلفين ،
وهو " رجل البرزخ " ،
به يحفظ الله تعالى البرزخ ..
إلى آخر كلامه .
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أبو فراس السليماني
2014-10-27, 08:54 PM
المهم :
انظروا ترتيب هؤلاء الرجال ،
وانظروا تصنيفهم ،
وانظروا أعدادهم ،
لماذا كانوا بهذا الشكل ،
انظروا هذا الأخير
الذي يشبه عيسى عليه السلام ،
أليس هذا يصدِّق بأن أصل الصوفيَّة ،
أو مِن أصولها : النصرانية
التي هي في الأصل منقولة عن النصرانية ،
نقلها بولس شاؤل اليهودي ،
فهي في الأصل دسيسة يهودية
نقلت من النصرانيَّة ديانة وثنية شرقية
إلى النصارى ،
ثم أخذها هؤلاء عن طريق النصارى ؟
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.