مشاهدة النسخة كاملة : هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الصفحات :
1
2
[
3]
4
5
6
7
8
9
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 08:30 AM
ثم قال الكاتب:
(ولو جرينا على هذا الوهم
ما صح على مقتضاه أن يسأل جاهل عالماً
ولا واقع في مهلكة غوثاً
... الخ).
أقول:
هذا مما يُعرف بالأسباب الظاهرة للعيان
مما جاءت الشريعة بإقراره بين الناس،
وأن لا حرج فيه،
وأما سؤال الموتى
فهذا من الأسباب الخفية
التي جاءت الشريعة بردِّها
ونهي الناس عنها،
وقتال المشركين
من العرب وغيرهم عليها.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 08:37 AM
وشعر الكاتب فداحة الخطأ
وتكثير الكلام فيما لا طائل تحته
فقال:
( فإن قالوا:
إن (1) الممنوع إنما هو سؤال الأنبياء والصالحين
من أهل القبور في برازخهم لأنهم غير قادرين،
وقد سبق رد هذا الوهم مبسوطاً ).
أقول:
جواب الشرط لم يذكره،
والعبارة ركيكة،
وأما رده عقيدة السلف والعلماء،
فهو مردود عليه؛
لأنه ـ كما سبق ـ
ينفي شرك التصرف ظاهراً،
ويقع في شرك القربى والزلفى.
وإبطال دعواه
فُصّل فيما كتبته عليها.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):في كلامه:أن بفتح الهمزة.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 08:45 AM
ثم تكلم الكاتب على حديث رواه الطبراني في "معجمه الكبير"
أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
منافق يؤذي المؤمنين،
فقال أبو بكر الصديق:
قوموا بنا لنستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم
من هذا المنافق،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إنه لا يستغاث بي
وإنما يستغاث بالله ).
ساقه هكذا الكاتب،
ثم قال في معناه (ص101):
( فلا بد من تأويله بما يناسب عمومات الأحاديث
لينتظم شمل النصوص،
فنقول: إن المراد بقوله ذلك
هو إثبات حقيقة التوحيد في أصل الاعتقاد،
وهو أن المغيث حقيقة هو الله تعالى
والعبد ما هو إلا واسطة في ذلك ) اهـ .
أقول:
ما أجرأ الكاتب
على عسف الأحاديث،
فإن أبا بكر - رضي الله عنه -
هو الصديق
أول المؤمنين
وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار،
وفضائله وسبقه مشهور،
أفيظن به
أنه يحوم على خاطره
استقلال الرسول
صلى الله عليه وسلم
بالإغاثة ؟!
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 08:51 AM
هل يُجوِّز مسلم
أن يأتي على ذهن أبي بكر
أن إغاثة الرسول - عليه الصلاة والسلام - مستقلة ؟!
هذا ما قرره كاتب المفاهيم،
وفي حمل الحديث على ما حمله عليه
من هذا المعنى الباطل
نسبة الصديق إلى غاية الضلال،
وهو الشك في خالق الأسباب المتفرد بها،
يالها من معان سيئة قبيحة
جرها عدم الفقه والفهم،
فما أفسد
وأشنع
مفاهيمك
يا كاتب
المفاهيم!
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 09:00 AM
وفي الجعبة
سهام مريشة ،
والاكتفاء بهذا الوجه
في ردِّ إفكه كافٍ،
قال شيخ الإسلام
في "رده على البكري"
حين أورد
جنس كلام كاتب المفاهيم
قال (ص 204):
(والنبي صلى الله عليه وسلم نفى وأثبت،
وإن كان ما نفاه لم يخطر بقلوبهم،
فأي حاجة إلى نفيه،
وإن قيل:
إنهم ظنوه فذلك بهتان عظيم،
بخلاف ظنهم أنه يقدر على دفع المكروه
فإن هذا الظن قد كان يقع منهم كثيراً،
وقد يكون الأمر كما يظنه الظان،
فليس فيه قدح لا في الصحابة
- رضي الله عنهم -
ولا في الرسول صلى الله عليه وسلم
بخلاف من يقول :
لا تعتقدوا فيَّ أني مثل الله
أقدر وأستقل بالتأثير كما يفعله الله،
فإن هذا المعنى
لا يظنه به من هو دون الصحابة،
فكيف يظنونه هم )
انتهى.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 10:40 AM
الباب الرابع
التكفير
إن من أكبر المسائل التي تصد طوائف
عن قبول الحق في مسائل التوحيد
وإخلاصه لرب العالمين
مسألة التكفير،
وتصوير هذه المسألة
قولهم:
إن المسلم الذي يقول لا إله إلا الله
محمد رسول الله؛
ويصلي ويقيم الأركان الظاهرة،
لا يمكن أن يكفر أبداً،
وكيف يكفر وهو قائم بالأركان ؟!
ولا يتصورون أن هناك نواقض للإسلام تبطله
وتناقض لا إله إلا الله،
بل إن من الناس من يقول:
من قال لا إله إلا الله فهو مسلم
ولو لم يعمل،
فترك العمل ممن قال كلمة التوحيد
لا يخرجه عن الإسلام،
وهذا المعروف
من مذهب المرجئة والماتريدية،
ومن تبعهم اليوم من الناس.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 10:45 AM
وهذان القولان قديمان،
ظهرا في العصور الأولى،
وليسا جديدين،
وأكثر من تشرح وتبين له
مسائل إخلاص التوحيد،
توحيد الله بأفعال العبيد
- من ساقه الشيطان عدو ابن آدم
إلى تعظيم الموتى،
وطلب شفاعاتهم،
ودعائهم،
أو سؤالهم العطايا،
والغفران،
والمعافاة في الأبدان والبلدان -
يكبر عليه الحكم
على من صرف شيئاً مما ذكرنا
للموتى
بالشرك الأكبر
المخرج من الدين.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 10:49 AM
ويقولون:
أيكفر من نطق بالشهادتين
وصلى وصام وزكى وحج ؟!
لا يكفر أبداً
ولو دعا غير الله،
ويستدلون بهذه
المقدمة الفاسدة
على إنكار أن يكون
صرف ما ذُكر بعضه
للموتى شركاً،
فيبطل عندهم الحق
بالاستدلال العكسي.
وفي هذا الباب بيان الحق
في هذه المسألة التي أوغرت الصدور،
لعدم نظر المبطلة
في الأدلة الشرعية،
وكلام أهل العلم في باب الاعتقاد،
وكلامهم في باب المرتد.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 10:51 AM
فصل
وأعظم شروط صحة الإسلام
هو إخلاص القلب وتوحيده ،
كما قال تعالى:
{ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[ الزمر: 3 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 10:54 AM
وقال سبحانه:
{ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ
أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ
مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ }
[ الزمر: 11 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 10:56 AM
وقال:
{ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ
مُخْلِصاً لَهُ دِينِي }
[ الزمر: 14 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 10:58 AM
وقال تعالى:
{ فَادْعُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }
[ غافر: 14 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:01 AM
وقال:
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاءَ }
[ البينة: 5 ]
والآيات لا تحصى،
بل القرآن كله
يدعو ويأمر بالإخلاص،
إما بالمطابقة أو بالتضمن أو الالتزام،
ومن تدبر هذا
وجده كذلك.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:04 AM
وفي السنة من الأمر بالإخلاص،
وعدم قبول دين تاركه
شيء كثير،
ومن ذلك ما رواه البخاري
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
قيل يا رسول الله!
من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لقد ظننت يا أبا هريرة!
أن لا يسألني عن هذا الحديث
أحدٌ أول منك،
لما رأيت من حرصك على الحديث،
أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة
من قال:
لا إله إلا الله
خالصاً من قلبه،
أو نفسه )
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:07 AM
قال الحافظ في "فتح الباري"
(1/194):
( قوله: ( خالصاً )
احترازٌ من المنافقين،
ومعنى أفعل في قوله ( أسعد) الفعل،
لا أنها أفعل التفضيل،
أي: سعيد الناس
كقوله تعالى:
{ وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } )
اهـ كلام الحافظ.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:09 AM
وعن أبي أمامة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن الله لا يقبل من العمل
إلا ما كان له خالصاً،
وابتغي به وجهه )
أخرجه النسائي في "الجهاد"
(6/25)
وإسناده حسن.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:12 AM
وفي هذا الباب أحاديث عدة،
في إخلاص التوحيد والعمل،
وبيان أن العمل
ما لم يكن خالصاً
لا يُقبل
وهو شرك،
وأعظم الأعمال
التوحيد،
ومن لم يخلص العبادة لله
فعمله مردود عليه،
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:17 AM
كما قال الله تعالى
في الحديث القدسي:
( أنا أغنى الشركاء عن الشرك،
من عمل عملاً أشركَ فيه معي غيري
تركتُه وشِركَه )
أخرجه مسلم
(8/223).
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:20 AM
والعبادة تارة تكون بالجوارح
- والإخلاص أمر قلبي
لا يطلع عليه إلا الله -
كالصلاة والصيام ونحو ذلك،
وتارة تكون قلبية
والجوارح مفصحة عن إرادة القلب.
فإن من الناس
من قد يُخفي رياءه وشركه،
ولا يحب أن يطلع على ذلك الناس،
كالمنافقين
أظهر بجوارحه عبادة،
وأشرك في قلبه
ولم يخلص.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:23 AM
ولكن ليس أحدٌ من الناس المنتسبين للإسلام
يُظهر الشرك ويُبطن التوحيد،
فهذا غير موجودٍ،
ولا هو حقيقة،
فإن من أظهر بلسانه وعمله الشرك
وترك الإخلاص
فلا بد يقيناً
أن يكون قلبه
غير مخلص،
وهذا لا مخالف فيه.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:25 AM
ويستثنى من ذلك
المكره بالقتل
كما قال تعالى:
{ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ
وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ }،
أما والمرء مختار راغب في العبادة
فلا يُعقل أن يُظهر
لفظاً شركياً
وقلبه مخالف لفظه.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:32 AM
فالمظهر للإخلاص المبطن خلافه
منافق
كالمنافقين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والمظهر الشرك
مشرك من المشركين
كالذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
من مشركي العرب وغيرهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:36 AM
فالمنافقون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله،
ويصلون معه،
ويصومون
ويزكون
ويؤدون الشعائر الظاهرة
ومع كل هذا
هم في الدرك الأسفل من النار،
تحت الكفار وشر منهم؛
لأنهم لم يخلصوا أعمالهم لله،
ولم يقولوا كلمة التوحيد بإخلاص،
بل ناقض إظهار الإسلام
أعمالٌ كفرية
كتولي المشركين،
والاستهزاء بالمؤمنين،
ونحوها من المكفرات
التي دلت على عدم إخلاصهم،
فكفروا
مع نطقهم بالشهادتين،
وفعلهم أركان الإسلام.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:39 AM
وهذا من أنفع البراهين
الدالة على
فساد قول من قال:
إن من قال لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
وأقام الصلاة وآتى الزكاة وقام بالشعائر
إنه لا يتطرق إليه كفر مع قيامه بالأركان،
وهم نظروا إلى الظواهر،
والأس الأعظم
والركن الوثيق
الإخلاصُ
لم يلتفتوا له.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:42 AM
وهذا الإخلاص
هو مدلول كلمة التوحيد؛
ولذا سميت كلمة الإخلاص،
فإن من قالها غير معتقدٍ
ما دلت عليه
من إخلاص العبادة لله
فلا يسمى شاهداً بها؛
ولذا كان الركن الأعظم من أركان الدين
شهادة أن لا إله إلا الله،
لا قول لا إله إلا الله فقط.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:44 AM
فمن الخلق
من يقولها بلسانه،
ولكنه لا يشهد بها بقلبه،
بمعنى:
أنه لا يُخلص ما دلت عليه،
فهذا فَقَدَ من دينه الركن الأوثق
وهو الإخلاص.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:48 AM
فصل:
ولذا يجد المطالع في كتب أهل العلم الفقهية
باباً في كل كتاب منها يسمى:
باب الردة ،
أعاذنا الله منها
ومن ما قرب إليها،
يذكرون فيه ألفاظاً يكفر بها المسلم
ويصير مرتداً مباح المال والدم،
مع أن هذا المرتد يكون – غالباً –
يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله،
ويقيم الصلاة،
ويؤتي الزكاة،
ويكون صائماً حاجاً،
ولكنه ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام
كالشرك
فصار مرتداً عن الإسلام.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:52 AM
وها أنا أسوق في هذا الموضع
عبارات أهل العلم
وكلامهم من المذاهب الأربعة المتبوعة
لينجلي المقام،
وتظهر حقيقة الحال،
في هذا الأمر.
قال في
"مختصر خليل على شرح الدردير"
(6/144)،
من كتب المالكية المعتمدة:
(الردة: (كفر مسلم) متقررٍ إسلامه بالنطق بالشهادتين مختاراً،
يكون(بصريح) من القول كقوله أشرك بالله،
(أو قول يقتضه) أي: يقتضي الكفر،
كقوله جسم كالأجسام،
(أو فعل يتضمنه) أي: يستلزمه لزوماً بيناً:
(كإلقاء مصحف)
أو بعضه ولو كلمة،
وكذا حرقه استخفافاً، لا صوناً،
ومثل إلقائه تركُه بمكان ( قذر )...
ومثل المصحف:
الحديث وأسماء الله وكتب الحديث،
وكذا كتب الفقه
إن كان على وجه الاستخفاف بالشريعة..الخ) .
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:55 AM
قال الصاوي في "حاشيته"
على أول كلامه:
(قوله: (متقرر إسلامه) الخ:
ظاهره أن الإسلام يتقرر بمجرد النطق بالشهادتين مختاراً،
وإن لم يوقف على الدعائم،
وليس كذلك،
بل لابد في تقرير الإسلام
من الوقوف على الدعائم
والتزامه الأحكام
بعد نطقه بالشهادتين )
انتهى.
فعُلم من هذا
أن الردة تلحق المسلم القائل ألفاظ الشهادتين
العامل بالأركان،
وهو مذهب أهل العلم جميعهم،
لا خلاف بينهم في ذلك.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:57 AM
والحنفية أكثر الفقهاء توسعاً
في باب المرتد
رعاية لجانب تعظيم آيات الله ودينه؛
حتى أنهم ليكفرون بألفاظ
فيها نوع ترك التعظيم والاحترام الواجب
لله ورسوله ودينه وعلماء المسلمين
وعلومهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 12:13 PM
فهاك نبذاً
مما قاله ابن نجيم الحنفي
في كتابه:
"البحر الرائق شرح كنز الدقائق"
(5/119-125):
( ويكفر إن اعتقد أن الله يرضى بالكفر،
وبقوله: لو أنصفني الله تعالى يوم القيامة انتصفت منك،
أو إن قضى الله يوم القيامة،
أو إذا أنصف الله،
وبقوله: بارك الله في كذبك...
وبقوله: الله يعلم أني فعلت كذا وهو يعلم أنه ما فعل..
وبإتيان الكاهن وتصديقه،
وبقوله: أنا أعلم المسروقات،
وبقوله: لا أعلم أن آدم عليه السلام نبي أو لا...
ويكفر من أراد بغض النبي صلى الله عليه وسلم بقلبه...
ويكفر بقوله: إن كان ما قال الأنبياء حقاً أو صدقاً.
وبرده حديثاً مروياً إن كان متواتراً،
أو قال على وجه الاستخفاف؛
سمعناه كثيراً...،
وباستخفافه بسنةٍ من السنن.
وبإنكاره إمامة أبي بكر - رضي الله عنه - على الأصح،
كإنكاره خلافة عمر - رضي الله عنه - على الأصح،
لا بقوله: لولا نبينا لم يخلق آدم عليه السلام، وهو خطأ.
وبقوله: لا أترك النقد لأجل النسيئة،
جواباً لقوله: دع الدنيا للآخرة...
ويكفر بإنكاره أصل الوتر والأضحية،
وباستحلال وطء الحائض.
ويكفر باستحلاله حراماً علمت حرمته من الدين
من غير ضرورة لا بفعله من غير استحلال...،
وبقراءة القرآن على ضرب الدف أو القضيب،
وباعتقاد أن القرآن مخلوق حقيقة،
والمزاح بالقرآن كقوله: والتفت الساق بالساق،
أو ملأ قدحاً وجاء به وقال: وكأساً دهاقاً،
أو قال عند الكيل أو الوزن وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون،
وقيل إن كان جاهلاً لا يكفر.
وبترك الصلاة متعمداً غير ناوٍ للقضاء،
وغير خائف من العقاب،
ويكفر بإتيانه عيد المشركين مع ترك الصلاة تعظيماً لهم.
ويكفر بقوله: إن هذه الطاعات جعلها الله عذاباً عليناً، بلا تأويل،
أو قال:
لو لم يفرض الله هذه الطاعات لكان خيراً لنا،
وبالاستهزاء بالأذكار،
وبتسميته عند أكل الحرام،
أو فعل الحرام كالزنا،
ويكفر بالاستهزاء بالأذان لا بالمؤذن.
ويخاف الكفر على من قال للأمر بالمعروف: غوغا،
على وجه الرد والإنكار،
ويكفر بقوله له: فضولي ...
ويكفر بتصدقه على فقير بشيء حرام يرجو الثواب.
ويخاف عليه الكفر إذا شتم عالماً أو فقيهاً من غير سبب.
وبخروجه إلى نيروز المجوس
والموافقة معهم فيما يفعلون في ذلك اليوم،
ويشرائه يوم النيروز شيئاً
لم يكن يشتريه قبل ذلك تعظيماً للنيروز،
لا للأكل والشرب،
وبإهدائه ذلك اليوم للمشركين ولو بيضة تعظيماً لذلك اليوم..
وبتحسين أمر الكفار اتفاقاً،
حتى قالوا: لو قال: ترك الكلام عند أكل الطعام من المجوس حسن،
أو ترك المضاجعة حالة الحيض منهم حسن فهو كافر.
وبذبحه شيئاً في وجه إنسان وقت الخلقة،
أو للقادم من الحج أو الغزو،
والمذبوح ميتة،
وقيل: لا يكفر،
وقوله لسلطان زماننا، عادل،
وقيل: لا،
وعلى هذا الاختلاف قول الخطباء في ألقاب السلطان:
العادل الأعظم، مالك رقاب الأمم، سلطان أرض الله،
مالك بلاد الله
وبقوله: لا تقل للسلطان هذا،
حين عطس السلطان فقال له رجل: يرحمك الله...
وباعتقاد أن الخراج ملك السلطان.
ويكفر بتلقين كلمة الكفر ليتكلم بها ولو على وجه اللعب.
وكذا من حسَّن كلام أهل الأهواء وقال: معنوي،
أو كلام له معنى صحيح،
إن كان ذلك كفراً من القائل كفراً من القائل كفر المُحَسَّن،
وكذا من حسن رسوم الكفرة،
واختلف في تكفير من قال:
إن إبراهيم بن أدهم رأوه بالبصرة يوم التروية
وفي ذلك اليوم بمكة.
قال علماؤنا:
من قال أرواح المشايخ حاضرة تعلم يكفر.
وفي "الجامع الأصغر":
إذا أطلق الرجل كلمة الكفر عمداً
لكنه لم يعتقد الكف
ر قال بعض أصحابنا: لا يكفر،
لأن الكفر يتعلق بالضمير ولم يعقد الضمير على الكفر،
وقال بعضهم:
يكفر،
وهو الصحيح عندي
لأنه استخف بدينه...
والحاصل أنه من تكلم بكلمة الكفر
هازلاً
أو لاعباً
كفر عند الكل،
ولا اعتبار باعتقاده... الخ)
انتهى كلام ابن نجيم،
وهو مُنْبٍ عن كثير من ألفاظٍ
يكفر بها عند الحنفية
وكثير من غيرهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 01:18 PM
وقال الخطيب الشربيني
في شرحه لمتن أبي شجاع المسمى"
غاية الاختصار"
من الكتب الفقهية الشافعية
(2/175)
بعد تعداد صور يكفر بها المسلم:
(وهذا باب لا ساحل له) اهـ
وفي "الكبائر"
لابن حجر الهيتمي
من ذلك شيء كثير
وكذا في "قواطع الإسلام" له.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 01:22 PM
وقال مرعي بن يوسف الحنبلي
في كتابه"غاية المنتهى
في الجمع بين الإقناع والمنتهى"
(3/353):
( من ادعى النبوة أو صدَّقه،
أو أشرك بالله تعالى، أو سبه،
أو رسولاً أو ملَكاً له،
أو جحد ربوبيته،
أو وحدانيته، أو صفة...
أو كتاباً أو رسولاً أو ملَكاً له،
أو وجوب عبادة من الخمس ومنها الطهارة،
أو حكماً ظاهراً مجمعاً عليه إجماعاً قطعياً،
بلا تأويل كتحريم زنا أو لحم - لا شحم - خنزير،
أو حشيشة، أو حل خبز،
ونحوه
أو شك فيه
ومثله لا يجهله،
أو يجهله وعرف وأصرّ،
أو سجد لصنم
أو كوكب،
ويتجه السجود للحكام بقصد العبادة كفر،
وللتحية كبيرة،
أو جعل بينه وبين الله وسائط
يتوكل عليهم
ويدعوهم ويسألهم
كفر إجماعاً،
قاله الشيخ.
أو أتى بقولٍ أو فعل صريح في الاستهزاء بالدين،
أو امتهن القرآن - صانه الله تعالى -
أو ادعى اختلافه
أو القدرة على مثله،
أو أسقط حرمته
كَفَر...الخ).
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 01:48 PM
فلعله بهذه النقول
عن فقهاء المذاهب الأربعة
يظهر الحق،
ويبطل
قول من قال:
إن المسلم القائل بالشهادتين
القائم بالأركان لا يكفر،
كما يدندن حوله كثير
من غلاة القبوريين
منذ أزمان.
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:12 PM
فصل
فإذا تقرر إجماع أهل العلم
أن الذي يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله،
ويصلي ويزكي ويصوم ويحج،
قد يخرج من الدين جملة،
فيكون مرتداً
لقولٍ يقوله،
أو فعلٍ يفعله،
أو اعتقادٍ يقوم بقلبه،
فإننا بعد ذلك نقيم البرهان
من كلام أهل العلم
على تكفير عباد القبور،
العاكفين عليها
الداعين أصحابها،
أو المستشفعين بأهل القبور
كائناً من كانوا،
وإن في كلام الله - تبارك وتعالى -
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
لأكبر العلم
الذي ليس بحاجة معه إلى نقل كلام آخر،
ولكن من الناس من لا يفقه دلائل الكتاب والسنة
حتى تنقل له أقوال العلماء،
وإن هذا الفصل منشأ لهذه الغاية،
بما لا يظل بعده للمنازع حجة،
ولا سبيل إلى الاعتراض،
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:17 PM
إذ من تأتي النقول عنهم
صرَّحوا بكفر وشرك
من سأل غير الله،
أو اتخذه واسطة.
فمنها:
ما قاله الشيخ العلامة صنع الله بن صنع الله الحلبي
ثم المكي
المتوفى سنة 1120هـ
في كتابٍ ردَّ به
على من ادعى أن للأولياء تصرفاً
في الحياة وبعد الممات،
قال:
(هذا وإنه قد ظهر الآن بين المسلمين،
جماعات يدَّعون أن للأولياء تصرفاتٍ
في حياتهم وبعد الممات،
ويستغاث بهم
في الشدائد والبليات،
وبهم تُكشَف المهمات،
فيأتون قبورهم
وينادونهم في قضاء الحاجات ...،
قال:
وهذا الكلام فيه تفريط وإفراط،
بل فيه الهلاك الأبدي
والعذاب السرمدي
لما فيه من روائح الشرك المحقق،
ومصادمة الكتاب العزيز المصدَّق،
ومخالف لعقائد الأئمة
وما اجتمعت عليه الأمة ).
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:25 PM
ثم ساق قوله تعالى:
{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ }
[ فاطر: 13 ]،
وذكر آياتٍ في هذا المعنى
ثم قال:
فقوله في الآيات كلها:
{ مِنْ دُونِهِ }
أي: من غيره،
فإنه عام يدخل فيه
من اعتقدته من ولي وشيطان تستمده...
إلى أن قال:
وأما القول بالتصرف بعد الممات
فهو أشنع وأبدع من القول بالتصرف في الحياة،
قال جل ذكره:
{ إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }
[ الزمر: 30 ]،
{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا
وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت }
[ الزمر: 42 ].
ثم قال:
(وأما قولهم:
فيستغاث بهم في الشدائد،
فهذا أقبح مما قبله، وأبدع،
لمصادمة قوله جل ذكره:
{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
وَيَكْشِفُ السُّوءَ
وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ }
[ النمل: 62 ]،
{ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ
مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْر }
[ الأنعام: 63 ] )،
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:36 PM
وذكر آياتٍ لهذا المعنى
ثم قال:
( فإنه جلَّ ذكره
قرَّر أنه الكاشف للضر لا غيره،
وأنه المستعان لكشف الشدائد والكرب،
وأنه المتفرد بإجابة المضطرين،
وأنه المستغاث لذلك كله،
وأنه القادر على دفع الضر،
والقادر على إيصال الخير
فهو المنفرد بذلك.
فإذا تعين - جل ذكره -
خرج غيره من ملك ونبي وولي،
فمن اعتقد أن لغير الله من نبي أو ولي
أو روح أو غير ذلك
في كشف كربةٍ أو قضاء حاجته تأثيراً
فهو على شفا حفرة من السعير.
قال:
فهذا ظن أهل الأوثان،
كذا أخبر الرحمن:
{ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }
[ يونس: 18 ]،
{ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[ الزمر: 3 ]،
{ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً
إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ
لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً
وَلا يُنْقِذُونِ }
[ يّـس: 23 ].
فإنَّ ذِكْر ما ليس من شأنه النفع
ولا دفع الضر
من نبي وولي وغيره
على وجه الإمداد منه
إشراك مع الله،
إذ لا قادر على الدفع غيره،
ولا خير إلا خيره )
انتهى كلام
العلامة صنع الله الحلبي
ثم المكي الحنفي (1).
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):باختصار من "تيسير العزيز الحميد" للشيخ سليمان بن عبد الله،
(ص196-199).
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:46 PM
3 - وقال العلامة أحمد بن علي المقريزي
المتوفى سنة 845
صاحب التصانيف
في كتابه "تجريد التوحيد المفيد"
(ص8):
( وشرك الأمم كله نوعان:
شرك في الإلهية،
وشرك في الربوبية.
فالشرك في الإلهية والعبادة
هو الغالب على أهل الإشراك،
وهو شرك عبَّاد الأصنام،
وعبَّاد الملائكة،
وعبَّاد الجن،
وعبَّاد المشايخ والصالحين
الأحياء والأموات،
والذين قالوا:
{ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[ الزمر: 3 ]
ويشفعوا لنا عنده،
ولنا بسبب قربهم من الله وكرامته لهم
قرب وكرامة،
كما هو المعهود في الدنيا
من حصول الكرامة والزلفى
لمن يخدم أعوان الملك،
وأقاربه وخاصته.
والكتب الإلهية كلها من أولها إلى آخرها
تبطل هذا المذهب وترده،
وتقبح أهله،
وتنص على أنهم أعداء الله تعالى ،
وجميع الرسل - صلوات الله عليهم -
متفقون على ذلك
من أولهم إلى آخرهم،
وما أهلك تعالى من الأمم
إلا بسبب هذا الشرك
ومن أجله ).
أبو فراس السليماني
2014-09-26, 11:53 PM
وقال (ص12-13):
( والناس في هذا الباب أعني:
زيارة القبور
على ثلاثة أقسام:
قوم يزورون الموتى فيدعون لهم،
وهذه هي الزيارة الشرعية.
وقوم يزورونهم يدعون بهم،
فهؤلاء المشركون في الألوهية والمحبة (1)
وقوم يزورونهم فيدعونهم أنفسهم
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( اللهم لا تجعل قبري
وثناً يُعبد )
وهؤلاء هم المشركون في الربوبية ).
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):يعني بـ(يدعون بهم) الاستشفاع بهم، وسؤالهم الشفاعة والتوسط،
ولا يعني التوجه بالذوات أو الجاه ونحو ذلك،
لأن هذا ليس شركاً،
بل بدعة ووسيلة إلى الشرك.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:05 AM
وقال المقريزي أيضاً
(ص18-19):
(ومن خصائص الألوهية
السجود،
فمن سجد لغيره فقد شبهه به،
ومنها التوكل،
فمن توكل على غيره فقد شبهه به،
ومنها التوبة،
فمن تاب لغيره فقد شبهه به،
ومنها الحلف باسمه
فمن حلف بغيره فقد شبهه به،
ومنها الذبح له
فمن ذبح لغيره فقد شبهه به،
ومنها حلق الرأس
إلى غير ذلك.
هذا في جانب التشبيه،
أما في جانب التشبه
فمن تعاظم وتكبر
ودعى الناس إلى إطرائه ورجائه ومخافته،
فقد تشبه بالله،
ونازعه في ربوبيته،
وهو حقيق
بأن يهينه الله غاية الهوان ،
ويجعله كالذر
تحت أقدام خلقه )
انتهى.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:11 AM
وقال الشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي
في "شرح درر البحار":
( إن النذر الذي يقع من أكثر العوام
بأن يأتي إلى قبر بعض الصلحاء قائلاً:
يا سيدي فلان!
إن رُدَّ غائبي أو عوفي مريضي
فلك من الذهب والفضة
أو الشمع أو الزيت كذا
باطل إجماعاً،
لوجوه:
- إلى أن قال -:
( منها ظن أن الميت يتصرف في الأمر،
واعتقادُ هذا كـفر )
انتهى،
نقله عنه جماعة منهم سراج الدين بن نجيم
في "النهر الفائق شرح كنز الدقائق"،
وعنه نقل الشوكاني
في "الدر النضيد"(ص40)
وغيرهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:19 AM
وقال العلامة محيي السنة
في الأصقاع اليمانية
حسين النعمي
المتوفى سنة 1187هـ
في كتاب "معارج الألباب
في مناهج الحق والصواب"
(ص209)
بعد كلام طويل في الدعاء:
( فدعاءُ غير الله تعالى:
إخراج للدعاء عن محله وموضوعه،
كقيامه بتلك الصلاة
على تلك الكيفية
للمقبور والحجر،
سواء بسواء،
والفصل بين الصلاة والدعاء:
فصلٌ بين متآخيين،
وتفريق بين قدين،
وإلا فليجعلوا للمقبور
صلاة وصياماً، ونحوهما،
يفارق الذم والتشريك،
ويكون صالحاً
خالياً عن الفساد والمنكر،
سبحانك ربنا
هذا بهتان عظيم ) اهـ.
وكتابه كله في موضوع القبور،وعُبَّاد ها،
وفيه من البراهين المنيرة،
والحجج القويمة
ما يرجع كل ضال كتبت له الهداية
إلى سواء الصراط.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:25 AM
وقال قرين النعمي
ومؤاخيه في نصر السنة في اليمن
العلامة محمد ابن إسماعيل الأمير الصنعاني
المتوفى سنة 1182
في داليته المشهورة
في مدح الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
ويَعْمُر أركانَ الشريعةِ هادماً
مشاهدَ ضلَّ الناسُ فيها عن الرشدِ
أعادوا بها معنى سُوَاعٍ ومثله
يغوثُ وودٌ بئسَ ذلك من وَدِّ
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها
كما يهتِفُ المضطرُّ بالصَمَدِ الفردِ
وكم عقروا في سَوْحها من عقيرةٍ
أُهلَّتْ لغير الله جهلاً على عمدِ
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:29 AM
وقال في كتابه
"تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد"
(ص15):
( والنذور بالمال على الميت ونحوه،
والنحر على القبر،
والتوسل به،
وطلب الحاجات منه:
هو بعينه الذي كانت تفعله الجاهلية،
وإنما يفعلونه لما يسمونه
وثناً وصنماً،
وفعله القبوريون
لما يسمونه ولياً
وقبراً
ومشهداً،
والأسماء لا أثر لها،
ولا تغير المعاني
ضرورة لغوية وعقلية وشرعية ) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:36 AM
وقال عالم اليمن
في القرن الثالث عشر
محمد بن علي الشوكاني
في "الدر النضيد
في إخلاص كلمة التوحيد"
(ص19)
بعد سياقه الأدلة
على كفر عباد القبور
المستشفعين والمستغيثين بأصحابها:
( فإن قلت:
إن هؤلاء القبوريين
يعتقدون أن الله هو الضار النافع،
والخير والشر بيده،
وإن استغاثوا بالأموات،
قصدوا إنجاز ما يطلبونه من الله سبحانه.
قلت:
وهكذا كانت الجاهلية،
فإنهم كانوا يعلمون أن الله هو الضار النافع،
وأن الخير والشر بيده،
وإنما عبدوا أصنامهم لتقربهم إلى الله زلفى
كما حكاه الله عنهم في كتابه العزيز.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:42 AM
ثم قال
(ص21):
( فإن قلت:
إن المشركين كانوا لا يقرون بكلمة التوحيد،
وهؤلاء المعتقدون في الأموات يقرون بها.
قلتُ:
هؤلاء إنما قالوها بألسنتهم
وخالفوها بأفعالهم،
فإن من استغاث بالأموات،
أو طلب منهم
ما لا يقدرُ عليه إلا الله سبحانه،
عظّمهم
أو نذر لهم بجزء من ماله،
أو نحر لهم،
فقد نزلهم منزلة الآلهة
التي كان المشركون يفعلون لها هذه الأفعال،
فهو لم يعتقد معنى لا إله إلا الله،
ولا عمل بها،
بل خالفها اعتقاداً وعملاً،
فهو في قول لا إله إلا الله
كاذب على نفسه،
فإنه قد جعل
إلهاً غير الله ) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:14 AM
ومثل هذه النقول كثيرة في الشرق والغرب
من علماء كل بلد،
الذين تخلصوا من التقليد
والتبعية للمشايخ الكَذَبة
المستفيدين من المساكين الجهلة.
والنقول كثيرة فتتبعها تجد ما قلنا،
وما زال أهل العلم ( 1 )،
في كل قرن ينكرون هذه الأمور
ويكـفِّرون فاعلها،
ففي القرن الخامس:
أنكرها وكفَّر بها ابن عقيل الحنبلي صاحب الفنون.
وفي السادس:
ابن الجوزي،
وفي السابع:
أبو شامة والنووي وغيرهم
وابن تيمية،
وفي الثامن:
ابن القيم وابن عبد الهادي
وابن كثير وابن مفلح
وكلهم حفاظ مشهورون،
وفي التاسع:
المقريزي وغيره كابن قطلوبغا
وفي العاشر:
البركوي،
وفي الحادي عشر:
صنع الله الحلبي والبهوتي،
وفي الثاني عشر:
جماعات تفرقت بلدانهم
والتقت كلماتهم بهدي ربهم،
ففي وسط الجزيرة
محمد بن عبد الوهاب،
وفي اليمن
النعمي والصنعاني،
وغيرهم جماعات
ثم بعد ذلك كثر القول بالحق
في أصقاع الأرض في الهند والعراق
ومصر والشام والجزيرة
وغيرها من البلدان في الشرق والغرب.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
( 1 ):ومن ذكرت أسمائهم على سبيل التمثيل والتصريح.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:20 AM
ولو قال عالم أو عالمان في مسألة
حكماً بدليله
لوجب الرجوع إلى قولهما،
فكيف بأمة من العلماء ينهون
ويحذرون عن هذا الشرك
وأدلتهم أوضح أدلة،
وأصحها في النقليات،
وأصرحها في العقليات ؟!
فليَخَفْ كل إنسان على نفسه وإسلامه،
فإن الأمر أمر كفر وإسلام،
وإلحاد وإيمان،
فالخوف الخوف،
والنجاة النجاة
يا عباد الله!
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:26 AM
فصل
وللشيخ تقي الدين ابن تيمية وعلماء الحنابلة
الأقوال المستفيضة
في كفر متخذ الشفعاء
والأنداد من الأموات،
فهاك بعضها تتميماً للمقام:
قال شيخ الإسلام:
( من جعل بينه وبين الله
وسائط
يتوكل عليهم،
يدعوهم،
ويسألهم
- كَفَرَ -
إجماعاً )
نقله عنه جماعة مقررين له،
ومنهم ابن مفلح في "الفروع"
(6/165)،
والمرداوي في"الإنصاف"
(10/327)،
والشيخ مرعي في "غاية المنتهى"
(3/355)،
وفي "الإقناع وشرحه"
(4/100)،
ونقله من غير الحنابلة
ابن حجر الهيتمي المكي
في "قواطع الإسلام".
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:33 AM
قال الشيخ سليمان
في "تيسير العزيز الحميد"
(ص194):
( وهو إجماع صحيح
ومعلوم بالضرورة من الدين،
وقد نص العلماء من أهل المذاهب الأربعة
وغيرهم في باب حكم المرتد
على أن من أشرك بالله فهو كافر،
أي: عَبَدَ مع الله غيره
بنوع من أنواع العبادات.
وقد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع
أن دعاء الله عبادة له،
فيكون
صرفه لغير الله شركاً ) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:39 AM
وقال ابن تيمية
في "الرسالة السنية":
( فكل من غلا في نبي،
أو رجل صالح،
وجعل فيه نوعاً من الإلهية،
مثل أن يقول:
يا سيدي فلان!
انصرني،
أو أغثني،
أو ارزقني،
أو اجبرني،
أو أنا في حسبك
ونحو هذه الأقوال،
فكل هذا شرك وضلال،
يستتاب صاحبه
فإن تاب وإلا قُتل ) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:49 AM
وقال تلميذه ابن القيم
في "مدراج السالكين"
(1/340):
( والذي في قلوب هؤلاء المشركين وسلفهم:
أن آلهتهم تشفع لهم عند الله،
وهذا عين الشرك،
وقد أنكر الله عليهم ذلك في كتابه وأبطله،
وأخبر أن الشفاعة كلها له،
وأنه لا يشفع عنده أحد
إلا لمن أذن الله أن يشفع فيه،
ورضي قوله وعمله،
وهم أهل التوحيد.
وقال:
وترى المشرك يكذب حالُه وعملُه قولَه،
فإنه يقول:
لا نحبهم كحب الله،
ولا نسويهم بالله
ثم يغضب لهم ولحرماتهم
- إذا انتهكت -
أعظم مما يغضب لله،
ويستبشر بذكرهم،
ويتبشش به،
سيما إذا ذكر عنهم
ما ليس فيهم
من إغاثة اللهفات،
وكشف الكربات،
وقضاء الحاجات،
وأنهم الباب بين الله وبين عباده،
فإنك ترى المشرك يفرح ويُسَرّ
ويحن قلبه،
وتهيج منه لواعج التعظيم
والخضوع لهم والموالاة،
وإذا ذكرت له الله وحده
وجرَّدت توحيده
لحقته وحشة،
وضيق وحرج،
ورماك بنقص الإلهية التي له،
وربما عاداك.
رأينا والله منهم هذا عياناً،
ورمونا بعداوتهم،
وبغوا لنا الغوائل،
والله مخزيهم في الدنيا والآخرة،
ولم تكن حجتهم إلا أن قالوا
كما قال إخوانهم:
عاب آلهتنا،
فقال هؤلاء:
انتقصتم مشايخنا ) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:57 AM
وقال الحافظ ابن عبد الهادي
في كتابه "الصارم المنكي"
آخر ورقة منه:
( قوله - أي السبكي -:
إن المبالغة في تعظيمه واجبة (1)
أيريد بها المبالغة بحسب ما يراه كل أحد تعظيماً
حتى الحج إلى قبره،
والسجود له
والطواف له،
واعتقاد أنه يعلم الغيب،
وأنه يعطي ويمنع،
ويملك لمن استغاث به
من دون الله الضر والنفع،
وأنه يقضي حوائج السائلين،
ويفرِّج كربات المكروبين،
وأنه يشفع فيمن شاء،
ويدخل الجنة من شاء،
فدعوى وجوب المبالغة في هذا التعظيم
مبالغة في الشرك،
وانسلاخ من جملة الدين ) اهـ.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):أي:تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم .
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:01 AM
فتدبر مقالة هذا الحافظ العلم،
والحافظ قبله،
تعلم منه أن
الخزي والسوء على المشركين،
الذين سهَّلوا قيادهم
لمردة الشياطين
وجند إبليس،
وهو على إضلالهم حريص،
فقال لرب العالمين:
{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ *
إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }
[ صّ: 83 ].
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:04 AM
فافطن لهذه المواضع
التي التقت فيها كلمة أهل العلم
الذين أثنى عليهم
وشهد لهم بالإمامة والفقه
واتباع السنة
علماء عصرهم،
ومن بعدهم
إلى يومنا.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:08 AM
وبهذه النقول الجليات،
والكلمات الواضحات،
والأحرف النيرات،
من العلماء الأعلام،
تنزاح شُبَهٌ
طالما علقت بقلوب
الذين زين لهم المتسيدون
الفساد والشرك
جهلاً أو عن علم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:16 AM
والواجب الوقوف على هذه المكفرات،
المحكوم على مرتكبها،
بالشرك الأكبر المخرج من الدين،
والنظر فيها وفقه معانيها،
وسؤال الله الابتعاد عنها،
وتجنب أهلها،
والبراءة منهم
قولاً وعملاً.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:19 AM
ويتحتم شرعاً على طالب السلامة،
مبتغي الجنة ورضا رب العالمين
أن يتعلم التوحيد
الذي هو حق الله على العبيد،
ويتعلم فضله،
وأنواعه،
وأن يتعلم حكم ضده
ليحذر منه،
من الشرك الأكبر
ووسائله
ودواعيه.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:24 AM
وليستقيم طالب النجاة على التوحيد
قولاً وعملاً واعتقاداً،
وليباعد نفسه من كل ما يخدشه،
أو يكْلِمه،
وليوطن نفسه على تحقيقه كاملاً تاماً
من شوائب النقصان،
فبهذا تنال الكرامة عند الله،
ويلحق المؤمن
بأفضل الخلق محمدٍ
صلى الله عليه وسلم،
وبأصحابه،
والصديقين والشهداء،
{ فَأُولَئِكَ مَعَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ
وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً }
[ النساء: 69 ].
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:19 AM
فصل
قال الشوكاني
في "الدر النضيد"
(ص27-28):
(واعلم أن ما حررناه وقررناه
من أن كثيراً مما يفعله المعتقدون في الأموات
يكون شركاً،
قد يخفى على كثيرٍ من أهل العلم،
وذلك لا لكونه خفياً في نفسه،
بل لإطباق الجمهور على هذا الأمر
وكونه قد شاب عليه الكبير
وشب عليه الصغير،
وهو يرى ذلك ويسمعه
ولا يرى و لا يسمع من ينكره،
بل ربما يسمع من يرغب فيه،
ويندب الناس إليه.
وينضم إلى ذلك
ما يظهره الشيطان للناس
من قضاء حوائج من قصد بعض الأموات
الذين لهم شهرة وللعامة فيهم اعتقاد،
وربما يقف جماعة من المحتالين على قبر،
ويجلبون الناس بأكاذيب
يحكونها عن ذلك الميت؛
ليستجلبوا منهم النذور،
ويستدروا منهم الأرزاق،
ويقتنصوا النحائر،
ويستخرجوا من عوام الناس
ما يعود عليهم وعلى من يعولونه،
ويجعلون ذلك مكسباً ومعاشاً.
وربما يهولون على الزائر لذلك الميت،
ويجعلون قبره
بما يعظم في عين الواصلين إليه...
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:26 AM
ثم قال:
فبمجوع هذه الأمور مع تطاول الأزمنة،
وانقراض القرن بعد القرن
يظن الإنسان في مبادئ عمره
وأوائل أيامه
أن ذلك من أعظم القربات،
وأفضل الطاعات،
ثم لا ينفعه ما تعلمه من العلم بعد ذلك،
بل يذهل عن كل حجة شرعية
تدل على أن هذا هو الشرك بعينه،
وإذا سمع من يقول ذلك أنكره
ونبا عنه سمعه،
وضاق به ذرعه؛
لأنه يبعد كل البعد أن ينقل ذهنه دفعة واحدة
في وقت واحد عن شيء يعتقده
من أعظم الطاعات
إلى كونه من أقبح المقبحات
وأكبر المحرقات،
مع كونه قد درج عليه الأسلاف،
ودب فيه الأخلاف،
وتعادوته العصور،
وتناوبته الدهور.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:32 AM
وهكذا كل شيء يقلِّد الناس في أسلافهم،
ويُحكِّمون العادات المستمرة،
وبهذه الذريعة الشيطانية،
والوسيلة الطاغوتية
بقي المشرك
من الجاهلية على شركه،
واليهودي على يهوديته،
والنصراني على نصرانيته،
والمبتدع على بدعته،
وصار المعروف منكراً
والمنكر معروفاً،
وتبدلت الأمة بكثير من المسائل الشرعية غيرها،
وألفوا ذلك ومرنت عليه نفوسهم،
وقبلته قلوبهم،
وأنسوا إليه،
حتى لو أراد من يتصدى للإرشاد
أن يحملهم على المسائل الشرعية البيضاء النقية
التي تبدلوا بها غيرها
لنفروا عن ذلك
ولم تقبله طبائعهم،
ونالوا ذلك المرشد بكل الكره،
ومزقوا عرضه بكل لسان )
انتهى كلام العلامة الشوكاني،
.....
فعسى الله أن يهدي به أقواماً
إلى طريقه القويم،
وصراطه السابل الكريم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:41 AM
فصل
وكثيراً ما يردد المفتونون بالقبور،
الغالون في الصالحين
في منع الحكم على فعلهم بالشرك
أن هذه الأمة لا يقع فيها إشراك بالله،
ورجوع إلى أديان من سبق من الأمم،
فيحتجون بهذا
مع احتجاجهم بمنع تكفير
من تلفظ بلا إله إلا الله،
ولم يعمل بما دلت عليه
من إخلاص العبادة لله،
وإفراده وحده
بأنواع أفعال العباد
كالمحبة
والرجاء
والخوف
- خوف السر -
والدعاء
والاستغاثة
والاستعانة
والذبح
والنذر
ونحوها.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:46 AM
ورسول الله صلى الله عليه وسلم
قد قطع هذه الشبهة من القلوب،
وبصَّر أمته بهذه المسألة
فتركها وقد حذَّر وأنذر وأخبر،
فحذَّر من سلوك مسلك اليهود والنصارى،
وأخبر بأن أمته تحذو الأمم قبلها
في ما عملته تلك الأمم من شرك وعصيان،
فروى الشيخان البخاري ومسلم
في "صحيحيهما"
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( لتتبعن سنن من كان قبلكم
شبراً شبراً
وذراعاً ذراعاً،
حتى لو دخلوا جحر ضب
تبعتموهم )،
قلنا: يا رسول الله!
آليهود والنصارى ؟
قال: ( فمن؟ )
هذا لفظ البخاري
(13/300)،
وأخرجه البخاري عن أبي هريرة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:48 AM
قال ابن بطال
في "شرح البخاري":
( أعلم صلى الله عليه وسلم
أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور،
والبدع ،
والأهواء،
كما وقع للأمم قبلهم،
وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر،
والساعة لا تقوم
إلا على شرار الناس ،
وأن الدين إنما يبقى قائماً
عند خاصة من الناس ) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:54 AM
قال الشيخ سليمان بن عبد الله (1):
( وهذا من معجزاته،
فقد اتبع كثير من أمته
سنن اليهود والنصارى وفارس
في شيمهم ومراكبهم وملابسهم،
وإقامة شعارهم في الأديان والحروب
والعادات من زخرفة المساجد،
وتعظيم القبور
واتخاذها مساجد،
حتى عبدوها ومن فيها
من دون الله،
وإقامة الحدود والتعزيرات
على الضعفاء دون الأقوياء،
وترك العمل يوم الجمعة،
والتسليم بالأصابع،
وعدم عيادة المريض يوم السبت...
واتخاذ الأحبار والرهبان
أرباباً من دون الله،
والإعراض عن كتاب الله،
والإقبال على كتب الضلال
من السحر والفلسفة والكلام،
والتكذيب بصفات الله
التي وصف الله بها نفسه
أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم ).
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):"تيسير العزيز الحميد"(ص320-321) ط. الأولى.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:00 AM
قال:
( إن الأمم قبلنا وجد فيها الشرك،
فكذلك يوجد في هذه الأمة
كما هو الواقع )،
وروى أحمد في "المسند"
(5/278،284)،
وأبو داود في "السنن"
(4252)،
وابن ماجه
(3952)،
والحاكم
(4/449)،
وغيرهم عن ثوبان - رضي الله عنه -
في حديثٍ قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا تقوم الساعة
حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين
وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ).
هذا لفظ أحمد وأبي داود،
وإسناده صحيح على شرط مسلم،
ففي الحديث
الرد على من قال بخلافه
من عُبَّاد القبور،
الذين ينكرون وقوع الشرك
وعبادة الأوثان
في هذه الأمة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:42 AM
وفي معناه ما أخرجه البخاري
(13/76)،
ومسلم
(8/182)
عن أبي هريرة مرفوعاً:
( لا تقوم الساعة حتى تضطرب ألياتُ نساء دوس
على ذي الخَلَصة ).
وأخرج مسلم
(8/182)
عن عائشة مرفوعاً:
( لا يذهب الليل والنهار
حتى تُعبد اللات والعزى ).
وصدق رسول الله
صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً،
وإن عبادة اللات والعزى لكائنة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:45 AM
قال ابن بطال
في شرحه للبخاري:
( هذا الحديث وما أشبهه
ليس المراد به أن الدين ينقطع كله
في جميع أقطار الأرض
حتى لا يبقى منه شيء؛
لأنه ثبت أن الإسلام يبقى إلى قيام الساعة،
إلا أنه يضعف
ويعود غريباً كما بدأ ) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:48 AM
ففي هذه الأحاديث
دليل على أن الأمة يكون فيها الشرك
قبل قيام الساعة،
وفي حديث ثوبان دليل واضح
على وقوع الشرك في قبائل،
وفي لفظ:( فئام ) أي:
جماعات كثيرة،
وهناك قبائل من أمته
على الحق ثابتون،
فدل على أن هذا
عند غربة الدين واشتداد ذلك،
وهذا من علامات القيامة الصغرى
التي تكون قبل قيام الساعة بأزمان مديدة،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:53 AM
شأنها شأن سائر العلامات الصغرى
التي تكون كما أخبر نبي الله
صلى الله عليه وسلم
من بعد موته إلى قرب قيام الساعة.
وهذه العلامات كثيرة في أحاديث مشهورة،
ولحوق قبائل من أمته بالمشركين،
وعبادة قبائل الأوثان
من جنسها
مما يكون شيئاً إلى قيام الساعة.
وحديث عبادة اللات والعزى
وذي الخلصة
تكون العبادة
- وهو الظاهر -
لها بأعيانها،
وقد يكون أراد أجناسها
مما يعبد من دون الله،
والأول أليق
لتعين حمل النص على ظاهره.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:06 AM
فصل
ويحتج بعض المبتدعة المخرفين
بحديثٍ رواه مسلم
في "الصحيح"
(8/138):
عن جابر قال:
سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول:
( إن الشيطان قد أيس
أن يعبده المصلون في جزيرة العرب،
ولكن في التحريش بينهم ) (1).
والجواب:
أن يقال: إن الشيطان أيس بنفسه
– ولم يُأَيَّس –
لما رأى عز الإسلام في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم،
وإقبال القبائل على الدخول في هذا الدين
الذي أكرمهم الله به،
فلما رأى ذلك
يئس من أن يرجعوا إلى دين الشيطان،
وأن يعبدوا الشيطان
أي: يتخذوه مطاعاً.
وهذا كما أخبر الله عن الذين كفروا
في قوله:
{ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ }
[ المائدة: 3 ]
فهم يئسوا أن يراجع المسلمون
ما عليه المشركون من الدين الباطل
القائم على اتخاذ الأنداد مع الله،
وصرف العبودية
إلى أشياء مع الله
أو من دونه.
فلما رأى المشركون تمسك المسلمين بدينهم
يئسوا من مراجعتهم،
وكذا الشيطان يئس
لما رأى عز المسلمين ودخولهم في الدين
في أكثر نواحي جزيرة العرب.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):ساقه صاحب المفاهيم (ص27) هكذا:
( إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرتكم - جزيرة العرب - )،
فحذف كلمة (المصلون) الثابتة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:18 AM
والشيطان - لعنه الله -
لا يعلم الغيب،
ولا يعلم أنه ستحين له فرص
يصد الناس بها
عن الإسلام والتوحيد،
وكانت أول أموره في صرف الناس لعبادته
بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم،
حيث أطاعه أقوام وقبائل،
فارتدت عن الإسلام
إما بمنع الزكاة،
أو باتباع مدعي النبوة.
فنشط وكانت له جولة وصولة
ثم كبته الله ،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:22 AM
والمقصود أن الشيطان ييأس
إذا رأى التمسك بالتوحيد
والإقرار به والتزامه،
واتباع الرسول
صلى الله عليه وسلم،
وهو حريص على أن يصد الناس عن هذا.
ولذا تمكن من هذا في فتراتٍ مختلفة،
فعبده القرامطة عبادة طاعة
وهم في الجزيرة
وأفسدوا ما أفسدوا،
وعَبَدَه من بعدهم
مما يعرفه أولو البصيرة
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:27 AM
{ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ
أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ
إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ *
وَأَنِ اعْبُدُونِي
هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ }
[ يس: 60-61 ].
قال أبو جعفر محمد بن جرير
إمام المفسرين
- رحمه الله -
في "تفسيره"
(22/23 حلبي):
( يقول:
وأَلَم أعهد إليكم
أن اعبدوني
دون كل ما سواي من الآلهة والأنداد،
وإياي فأطيعوا،
فإن إخلاص عبادتي،
وإفراد طاعتي،
ومعصية الشيطان
هو الدين الصحيح والطريق المستقيم )
انتهى.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:31 AM
ثانياً:
إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
قد أنزل عليه هذا القرآن
الذي فيه فصل ما بين الشرك والتوحيد،
ونُوَّع هذا في القرآن وقرر
حتى صار مما يعلم بالضرورة
أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم
بعثه الله يدعو إلى التوحيد
- توحيد العبادة -
وينهى عن الشرك
وهو اتخاذ الأنداد
وعبادة غير الله
ومحبة غيره كمحبة الله.
فهذا معلوم بالضرورة،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:34 AM
وأن النبي صلى الله عليه وسلم
قاتل أناساً مقرين بتوحيد الربوبية
وهو أن [ الله تعالى ]
خالقهم ورازقهم
ومدبر أمورهم
ومحيهم ومميتهم،
قاتلهم ليقروا ويلتزموا
بتوحيد الإلهية
الذي هو معنى
شهادة أن لا إله إلا الله.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:37 AM
فبهذا الأصل
وهو الركن الأوثق
والطود الأعظم
نعلم يقيناً أن الله - جل وعلا -
لم يترك هذا الأمر ملتبساً
أو مما يجتهد فيه أهل الذكر،
بل هو أصل مقطوع به،
مجزوم به
لا اشتباه فيه
ولا التباس،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:41 AM
كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
في حديث العرباض بن سارية الصحيح:
( تركتكم على البيضاء
ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك )،
فهذه البيضاء
هي مضمون لا إله إلا الله ،
وهي
إفراد الله بالعبادة
وخلع الأنداد،
والكفر بما يُعبَد
من دون الله،
والبراءة من الشرك وأهله،
كما فسرها أهل العلم
- رحمهم الله -.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:44 AM
فإذا عُلم هذا يقيناً
فمحال أن يكون الشرك
بصورته التي نهى الله عنها
موجوداً في بلادٍ كثيرة
ويُحكم عليها بالشرك،
ويوجد في الجزيرة بصورته
ولا يحكم عليها بالشرك،
هذا من التلاعب والهوى الصارخ،
فمعنى الحديث متضح
والحمد لله.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:55 AM
ثالثاً:
جاء في الحديث إياس الشيطان
من أن يعبده المصلون ،
والصلاة من أركان الإسلام العظام،
وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين،
والصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر،
كما قال تعالى:
{ وَأَقِمِ الصَّلاةَ
إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }
[ العنكبوت: 45 ]،
وأعظم المنكر الشرك بالله
وصرف محض حق الله
إلى غيره من الأنبياء والصالحين،
فيكون هذا القيد لازماً للشهادة
وإخلاص الدين،
فيكون المعنى:
إن الشيطان يئس أن يعبده المخلصون دينهم لله،
فتأمل نكتة تقييده بالمصلين،
ويعني بها حقيقة الصلاة وثمرتها،
وهذه نكتة مفيدة منَّ الله بها،
والحمد لله الموفق للصالحات.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 10:54 AM
الباب الخامس
التبرك
تقول: تبرك يتبرك تبركاً.مأخوذ من البركة.
قال أبو منصور في "تهذيب اللغة"
(10/231):
(وأصل البركة: الزيادة والنماء).
فالبركة: زيادة ونماء في شيءٍ يريده المتبرك
في تبركه بما تبرك به.
وهذه الزيادة والنماء
قد تكون في أمكنةٍ،
وقد تكون في ذوات،
وقد تكون في صفاتٍ،
هذا على مقتضى ورودها اللغوي،
وأما الشرعي فيأتي تفصيل الكلام فيه
إن شاء الله.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 10:58 AM
ومن الأول
قوله تعالى:
{ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا
وَبَارَكَ فِيهَا }
[ فصلت: 10 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:04 AM
وقوله:
{ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ
مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا }
[ الأعراف: 137 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:08 AM
وقوله:
{ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ
مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ }
[ الأعراف: 96 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:09 AM
وقوله:
{ وَقُلْ رَبِّ
أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً }
[ المؤمنون: 29 ].
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:12 AM
ومن الثاني
قوله تعالى:
{ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ
وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ }
[ الصافات: 113 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:18 AM
وقوله تعالى
في قصة نوح:
{ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا
وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ
وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ }
[ هود: 48 ].
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:20 AM
ومن الثالث
قوله تعالى:
{ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ
تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً }
[ النور: 61 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:22 AM
وقوله:
{ وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ
أَنْزَلْنَاهُ
أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ }
[ الأنبياء: 50 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:25 AM
وإذا تدبرت كتاب الله العزيز
وجدت أنه يدل
على أن البركة من الله،
وتُطلب منه سبحانه وتعالى وحده،
وهو يضعها فيمن شاء من خلقه،
وفي ما شاء من بريته.
قال تعالى:
{ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ
تَبَارَكَ اللَّهُ
رَبُّ الْعَالَمِينَ }
[ الأعراف: 54 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:28 AM
وقال:
{ تَبَارَكَ الَّذِي
نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ }
[ الفرقان: 1 ]
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:30 AM
وقال:
{ تَبَارَكَ
الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً }
[ الفرقان: 61 ]
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:31 AM
وقال:
{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }
[ المؤمنون: 14 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:34 AM
وقال:
{ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ
ذِي الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ }
[ الرحمن: 78 ]،
والآيات الواردة بلفظ (تبارك) كثيرة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:37 AM
ولفظ { تَبَارَكَ }
لم يرد في كتاب الله
إلا مسنداً إلى الله،
وهي صيغة مفيدة أعظم أنواع معنى البركة،
وأكثرها نفعاً،
وأعمها متعلقاً وأثراً.
فالبركة لله،
والله - سبحانه وتعالى -
أخبر أنه أعطى بركة لأصنافٍ من خلقه:
فمن ذلك:
1 - الأنبياء والرسل،
كما قال تعالى:
{ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ }
[ الصافات: 113 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:40 AM
وقال في إبراهيم وأهل بيته:
{ رَحْمَتُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ }
[ هود: 73 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:43 AM
وقال في نوح:
{ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا
وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ }
[ هود: 48 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:45 AM
وقال عيسى عليه السلام:
{ وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ }
[ مريم: 31 ].
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:50 AM
2 - ومن ذلك وضعه البركة
في أماكن العبادة
كالمسجد الأقصى، والمسجد الحرام،
قال تعالى:
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً
مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ }
[ الاسراء: 1 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:51 AM
وقال تعالى:
{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ
لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكا }
[ آل عمران: 96 ].
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:56 AM
3 - ومن إخباره عن ما أنزله من الذكر أنه مبارك،
قال تعالى:
{ وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ
أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ }
[ الانبياء: 50 ]،
وهذا الذكر هو القرآن العظيم
كما قال تعالى:
{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ }
[ الأنعام: 92 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 11:59 AM
وقوله:
{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ
لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }
[ ص: 29 ].
فالقرآن الحكيم ذكر مبارك،
وتدبر آياته عمل مبارك،
ومن هذا التدبر علوم القرآن،
والسنة مبينة لمجمل القرآن،
وهي مباركة،
واتباع القرآن والسنة مبارك،
وعلومهما الناشئة
عن تدبر آيات الكتاب وفقه السنة
علوم مباركة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:01 PM
هذه أنواع ثلاثة فيها بركة خاصة،
دل عليها الذكر الحكيم،
وهناك بركة عامة،
لها أنواع أيضاً:
فمن ذلك:
1 - أن المطر مبارك
لما يحصل به من زيادة في معايش الناس وزروعهم،
ونماء في ذلك،
قال تعالى:
{ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً
فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ }
[ ق: 9 ].
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:03 PM
2 - ومن ذلك
مباركته تعالى في الأرض
كما قال:
{ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا
وَبَارَكَ فِيهَا }
[ فصلت: 10 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:05 PM
وقوله:
{ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا }
[ الأعراف: 137 ].
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:07 PM
3 - ومن ذلك مباركته تعالى
ما يأتي من السماء
وما يخرج من الأرض،
كما قال:
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا
لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ }
[ الأعراف: 96 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:08 PM
فهذه وأشباهها،
مباركة عامة يحصل بها النفع والخير،
والنماء والزيادة.
ولعله يظهر أن البركة الخاصة اللازمة لذاتٍ
- دون المكان والصفة -
تكون متعدية يحصل التبرك بأعيانها
لما فيها من البركة اللازمة
الدائمة بالذات.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:10 PM
وأما البركة الخاصة بمكان العبادة
كالمسجد الحرام والمسجد النبوي،
فإن البركة
لا تكون متعدية بأجزاء المسجد،
فلا يتمسح بأعمدة المساجد
ولا جدرانها
بإجماع المسلمين ،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:11 PM
والمساجد مباركة،
فعُلم أن بركتها معناها زيادة ونماء
في ما يحصله العابد من الخير،
فالمسجد الحرام صلاة فيه
بمئة ألف صلاةٍ فيما سواه،
والمسجد النبوي بألف صلاة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:13 PM
وهذا نحو بركة الرسل
- صلوات الله عليهم -،
فإنها في أحد قسميها
بركة اتباع عمل،
فالمتبع لسنتهم
المهتدي بهديهم
يحصل له نماء وزيادة في ثواب عمله
بسبب اتباعهم،
فهذه معنى البركة الخاصة بقسميها،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:15 PM
بخلاف المباركة العامة
فإنها قد تحصل في وقتٍ دون وقت،
أو في نوع دون نوع،
فمما هو بَيَّن أنه ما كل ما جاء من السماء
وخرج من الأرض
يكون مباركاً دائماً،
بل إعطاؤه البركة من الله
متعلق بأمورٍ أخرى،
إن وجدت أعطي البركة،
وإن انتفت زالت البركة،
فهي بركة عامة من حيث ظرفها،
خاصة من حيث وقتها،
غير لازمة للشيء،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:21 PM
إذا تقرَّر هذا،
فالبركة في مواردها من الكتاب والسنة
قسمان:
الأول: بركة ذات،
وأثرها أن يكون ما اتصل بتلك الذات مباركاً،
وهذا النوع
للأنبياء والمرسلين
لا يشركهم فيه غيرهُم ،
حتى أكابر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي
لا يشركونهم في هذه البركة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:24 PM
ولا يتعدى أثر بركة الأنبياء
إلا لمن كان على
ما دعى به سائرين،
وبعمله مقتدين،
وبأمره ملتزمين
وعن نهيه منتهين،
ولذا فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم تتعدى إليهم بركته في معركة أحد
حين خالفوا أمره وعصوه.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:26 PM
وهذا النوع من تعدي البركة
قد انقطع بعد موت النبي
صلى الله عليه وسلم،
إلا ما كان من أجزاء ذاته باقياً بيقين
بعد موته ،
وقد ذهب ذلك المتيقن
مع انقراض قرن الصحابة
- رضي الله عنهم -.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:37 PM
الثاني:
بركة عمل واتباع:
وهي عامة لكل من وافق عمله سنة النبي
صلى الله عليه وسلم،
فكل مسلم فيه بركة عمل
مقدرة بقدر اتباعه
وموافقته لأمر الله ونهيه،
بالائتمار بالأمر،
والانتهاء عن النهي.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 12:39 PM
ولذا جاء في الحديث
الذي أخرجه البخاري في "صحيحه"
(9/569)
في النخلة:
( وإن من الشجر
لما بركته كبركة المسلم ).
فلكل مسلم بركة بقدره،
وليست هي بركة ذات،
معلوم هذا باليقين
وما ادعاه مدع،
وإنما هي بركة عمل.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:08 PM
وفي الصالحين من عباد الله المتبعين
بركة عمل واتباع
بقدر ما فيهم من مقتضيات تلك البركة،
فالعالم بالسنة له بركة علم،
والحافظ لكتاب الله الواقف عند حدوده
فيه بركة من أثر ذلك،
وهكذا.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:10 PM
وإن أعلى الصالحين بركة
أشدهم اتباعاً لدين الإسلام،
ومحافظة على واجباته،
ومباعدة عن محرماته،
ومن المحرمات أفعال القلوب،
فكم من مبتعد عن محرمات الجوارح،
خائض في محرمات القلوب،
ولا يبالي.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:12 PM
وبهذا تجتمع النصوص،
فما كان من الأنبياء
- صلوات الله وسلامه عليهم -
فهو مما اجتمع فيه نوعي البركة،
وما كان من غيرهم
فهم مما بورك فيهم بركة عمل وعلم واتباع،
ولذا تجد أثر هذه البركة لا يتعدى
إلا بالأعمال،
لا بالذات
ولا بأجزائها.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:13 PM
ولذا قال أُسيد بن حُضير
في سبب مشروعية التيمم:
( لقد بارك الله للناس فيكم
يا آل أبي بكر )
أخرجه البخاري
في "التفسير" من صحيحه.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 01:59 PM
واللفظ المروي عند الشيخين
البخاري ومسلم:
(ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر)
ومعنى اللفظين واحد،
ومعلوم أنه ما كان أسيد ولا غيره
يبتغي من أبي بكر أو آله
بركة ذاتٍ
كما كانوا يفعلونه مع النبي
صلى الله عليه وسلم،
من التبرك بشعره ونحوه،
وإنما هي بركة عمل
هو الإيمان والتصديق
والنصرة والاتباع.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:01 PM
ومن ذلك ما قالته عائشة
- رضي الله عنها -
لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم
جويرية بنت الحارث
قالت:
( فما رأيت امرأة
كانت أعظم بركة على قومها منها )
أخرجه أحمد في "المسند"
(6/277)،
وأبو داود في "السنن"
بإسناد جيد.
فهذه بركة عمل
لتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بها،
فكان أن سبَّب ذلك
عتق كثير من قومها.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:04 PM
التبرك بالنبي محمدٍ
صلى الله عليه وسلم:
إن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم
مبارك الذات،
مبارك الصفات،
مبارك الأفعال،
وهذه البركة فيه صلى الله عليه وسلم
متحققة في ذاته وصفاته وأفعاله.
فقد ثبت عن بعض صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أنهم كانوا يتبركون بأشياء منفصلة عن بدنه كالشعر،
والوضوء، والعرق وغير ذلك،
مما جاءت به الأحاديث الصحيحة،
في الصحيحين وغيرهما.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:06 PM
فله صلى الله عليه وسلم
من أنواع البركة
أعلى ما يهبه الله بشراً من رسله،
وأجزاؤه صلى الله عليه وسلم تتعدى بركتها،
ويجوز التبرك بها،
كما فعلت جماعة من الصحابة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:08 PM
وأما آثاره المكانية
كمكانٍ سار فيه،
أو بقعةٍ صلى فيها،
أو أرض نزل بها
فلم يُعرف دليل شرعي يومئ أو يشير
إلى أن بركة بدن الرسول صلى الله عليه وسلم
قد تعدت إلى هذا المكان،
فيكون مباركاً يُشرع التبرك به،
ولذا لم يكن يفعل هذا
صحابته في حياته
ولا بعد مماته.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:10 PM
فما سار فيه رسول الله
أو نزل فيه
فلا يجوز التبرك به؛
لأن هذا وسيلة إلى تعظيم البقاع
التي لم يُشرع لنا تعظيمها،
ووسيلة من وسائل الشرك ،
وما تتبع قوم آثار أنبيائهم
إلا ضلوا وهلكوا.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:12 PM
قال المعرور بن سويد الأسدي؛
خرجت مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
من مكة إلى المدينة،
فلما أصبحنا صلى بنا الغداة،
ثم رأى الناس يذهبون مذهباً،
فقال: أين يذهب هؤلاء؟
قيل: يا أمير المؤمنين!
مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
هم يأتون يصلون فيه،
فقال:
إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا،
يتبعون آثار أنبيائهم،
فيتخذونها كنائس وبيعاً،
من أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل،
ومن لا فليمض،
ولا يتعمّدها.
أخرجه سعيد بن منصور في "سننه"،
وابن أبي شيبة في "المصنف"
(2/376)،
ومحدث الأندلس محمد بن وضاح القرطبي
في "البدع والنهي عنها"
(ص41)،
بإسناد صحيح.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:15 PM
فهذا قول الخليفة الراشد،
الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إن الله - عز وجل - جعل الحق
على قلب عمر ولسانه )
أخرجه أحمد
(2/95)
عن ابن عمر بإسناد صحيح،
ورواه من طريق أخرى عن ابن عمر
(2/53)،
ورواه أحمد
(5/145)،
وأبو داود
(رقم2962) عن أبي ذر،
ورواه أحمد
(2/401) عن أبي هريرة
ورواه جمع عن هؤلاء
وغيرهم من الصحابة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:18 PM
ولا شك أن قول عمر السالف
في النهي عن تتبع الآثار
من الحق الذي جعله الله على لسان عمر رضي الله عنه.
قال ابن وضاح رحمه الله
(ص43):
( وكان مالك بن أنس وغيره
من علماء المدينة
يكرهون إتيان تلك المساجد،
وتلك الآثار للنبي صلى الله عليه وسلم،
ما عدا قباء وأحداً ) (1).
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):وفي نقل الاعتصام عنه: ما عدا قباء وحده.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:20 PM
قال ابن وضاح:
( فعليكم بالاتباع
لأئمة الهدى المعروفين،
فقد قال بعض من مضى:
كم من أمرٍ هو اليوم
معروف عند كثير من الناس
كان منكراً عند من مضى،
ومتحبب إليه بما يبغضه عليه،
ومتقربٍ إليه بما يبعده منه،
وكل بدعة عليها زينة وبهجة ) اهـ.
فانظر إلى كلامه المتين:
وكانت وفاة ابن وضاح سنة 286 هـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:22 PM
المقصود من هذا
أن السلف سلف الأئمة
كانوا ينكرون التبرك بالآثار المكانية،
وينكرون تحريها
والتعلق بها
رجاء بركتها،
ولم يخالف في ذلك إلا ابن عمر
– رضي الله عنهما -،
فقد كان يتتبع الأماكن التي صلى فيها رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فيصلي حيث صلى،
ونحو ذلك.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:25 PM
وما نُقل نقلٌ مصدَّق
عن غير ابن عمر من الصحابة
أنه كان يفعل مثل ما فعل ابن عمر
في الآثار المكانية.
وابن عمر ما كان يطلب بركة المكان،
ولكنه يطلب تمام الاقتداء
بكل ما فعله رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في جميع أحواله،
حتى إنه أراد الصلاة في كل مكانٍ صلى فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
وكان يتتبع ذلك ويعلمه،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:28 PM
وما كان فعله - فيما يظهر -
قصداً للتبرك بالبقعة
كما يفهمه المتأخرون،
وإنما قصد تمام الاقتداء،
ولم يفعله غيره من صحابة المصطفى
صلى الله عليه وسلم،
ولم يوافقوه،
بل إن أباه
نهى الناس عن تتبع الآثار المكانية،
وقوله مقدَّم على رأي ابنه
عند الخلاف باتفاق،
وهو خلاف لا يقوم
في مقابلة اتفاق عمل الصحابة
على ترك ما فعله ابن عمر
- رضي الله عنه-،
ولا شك أن الصواب، والحق
مع عمر
- رضي الله عنه -
وبقية الصحابة،
وهو الحري بالاتباع ،
الفاصل عند النزاع ،
والله أعلم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:30 PM
التبرك بذوات الصالحين:
قد تقدم أن بركة الذوات
لا تكون إلا لمن نصَّ الله على إعطائه البركة
كالأنبياء والمرسلين
وأما غيرهم من عباد الله الصالحين
فبركتهم بركة عملٍ،
أي: ناشئة عن علمهم وعملهم واتباعهم
لا عن ذواتهم،
ومن بركات الصالحين:
دعاؤهم الناس إلى الخير
ودعاؤهم لهم
ونفعهم الخلق بالإحسان إليهم
بنيةٍ صالحة
ونحو هذا.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:33 PM
ومن آثار بركات أعمالهم
ما يجلب الله من الخير بسببهم
ويدفع من النقمة والعذاب العام
ببركة إصلاحهم،
كما قال تعالى:
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ
وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }
[ هود: 117 ].
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:36 PM
وأما أن يعتقد أن ذواتهم مباركة،
فيتمسح بهم،
ويشرب سؤرهم
وتقبل أيديهم للبركة دائماً
ونحو ذلك،
فهو ممنوع في غير الأنبياء
لأوجه:
الأول:
عدم مقاربة أحدٍ للنبي صلى الله عليه وسلم
فكيف بالمساواة في البركة والفضل ؟!
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:38 PM
الثاني:
أنه لم يرد دليلٌ شرعي
يدل على أن غير النبي صلى الله عليه وسلم
مثلُه في التبرك بأجزاء ذاته،
فهو خاص به
كغيره من خصائصه.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:46 PM
الثالث:
ما قاله الشاطبي - رحمه الله -
حين تعرض لقياس غير النبي عليه بجامع الولاية،
قال في كتاب "الاعتصام"
(2/6-7):
( إلا أنه عارضنا في ذلك أصل مقطوع به في متنه،
مشكل في تنزيله،
وهو أن الصحابة رضي الله عنهم
لم يقع من أحدٍ منهم شيء من ذلك
بالنسبة إلى من خلفه،
إذ لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بعده في الأمة
أفضل من أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -
فهو كان خليفته،
ولم يُفعل به شيء من ذلك،
ولا عمر رضي الله عنه،
وهو كان أفضل الأمة بعده،
ثم كذلك عثمان ثم علي
ثم سائر الصحابة،
الذين لا أحد أفضل منهم في الأمة،
ثم لم يثبت لواحدٍ منهم
من طريق صحيح معروف
أن متبركاً تبرك به
على أحد تلك الوجوه أو نحوها (1)،
بل اقتصروا فيهم
على الاقتداء بالأفعال والأقوال
والسير
التي اتبعوا فيها النبي
صلى الله عليه وسلم،
فهو إذاً
إجماع منهم
على ترك تلك الأشياء ) اهـ.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):يعني التبرك بالعرق والشعر والوضوء ونحو ذلك.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:48 PM
وكذا لم يفعلوا ذلك
مع الحسن والحسين
- رضي الله عنهما -،
ولا فاطمة
- رضي الله عنهم أجمعين-
فالبركة الذاتية لا تنتقل بالنطفة،
خلافاً لمن زعم غير ذلك من غلاة الرافضة،
ومن تبعهم من مقلدة وغيرهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:50 PM
الرابع:
أن سد الذرائع قاعدة من قواعد الشريعة العظيمة
قد دلّ عليها القرآن العظيم في مواضع،
وفي السنة شيء كثير يقارب صحيحه المئة،
ولعلّه لهذا لم يسلسل التبرك بذوات الصالحين،
إنما اختص به الأنبياء.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 02:52 PM
الخامس:
أن فعل هذا النوع من التبرك
مع غيره صلى الله عليه وسلم
لا يؤمن أن يفتنه،
وتعجبه نفسه
فيورثه العجب والكبر والرياء
وتزكية نفسه،
وكل هذا من محرمات أفعال القلوب.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 03:36 PM
فصل
قال صاحب المفاهيم
(ص156)
بعد أن ساق آثاراً وأحاديث
فيها تبرك بعض الصحابة
بذات النبي صلى الله عليه وسلم
أو بعض أجزاء ذاته،
قال:
(والحاصل من هذه الآثار والأحاديث
هو أن التبرك به صلى الله عليه وسلم، وبآثاره
وبكل ما هو منسوب إليه سنة مرفوعة،
وطريقة محمودة مشروعة) اهـ.
أقول:
في هذا الكلام إجمال
سببه عدم التحقيق،
وترك تدبر النصوص،
فصاحب المفاهيم
لم يفرِّق بين التبرك بذاته صلى الله عليه وسلم
أو ما انفصل منه،
وبين الآثار الأرضية من بقاع صلى فيها،
أو جلس فيها.
الأول:
كما تقدم بيانه قد فُعل بحضرة النبي محمدٍ
صلى الله عليه وسلم
وأقرَّه فهو سنة ومشروع.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 03:39 PM
الثاني:
وهو التبرك بالآثار الأرضية،
فليس بمشروع،
ولذا لم يستطع صاحب المفاهيم
أن يأتي بدليلٍ يصدق عليه دعواه العريضة
في قوله:
(سنة مرفوعة)،
وهذا من عدم التفرقة بين المتفرقات،
وترك سبيل المحققين
من أهل العلم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 03:44 PM
ومما يدل على أن التبرك بالآثار الأرضية
غير مشروع ومحدَثٌ
أمورٌ:
الأول:
أن هذا النوع من التبرك
لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم،
ولم يُنقل فيه شيء نقلاً مصدقاً،
لا بإسنادٍ صحيح
ولا حسن
ولا ضعيف،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 03:47 PM
فلم يُنقل أن أحداً
تبرك في زمانه بأثر له أرضي،
وإذا لم ينقل مع توافر الدواعي على نقله،
ووجود الهمم على نقل ما هو دونه بكثير:
عُلم أنه لم يكن في زمانه صلى الله عليه وسلم،
وما كان كذلك فإحداثه بدعة،
وكل بدعة ضلالة،
والبدع يجب النهي عنها
ومضادتها.
وهذا ما أرشد الخليفة الراشد
إلى النهي عنه،
وعن تتبع الآثار الأرضية،
كما مَرّ في ما رواه المعرور بن سويد الأسدي.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 03:50 PM
الثاني:
أن بركة ذوات الأنبياء والمرسلين
لا تتعدى إلى الأمكنة الأرضية،
وإلا لزم أن يكون كل أرضٍ وطئها،
أو جلس عليها،
أو طريق مر بها،
تطلب بركتها،
ويتبرك بها.
وهذا لازم باطل قطعاً،
فانتفى الملزوم ،
وهذا جلي لمن تأمل اتساعه وتسلسله.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 03:55 PM
الثالث:
أن طلب التبرك بالأمكنة الأرضية
خلاف سنة الأنبياء جميعاً
قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يتحروا الآثار الأرضية للأنبياء قبلهم،
ولا أمروا بتحريها،
وكل ما كان خلاف ذلك
فهو مما أحدثه الخلوف
- الذين يفعلون ما لا يؤمرون -
بعد أنبيائهم
حين صعبت عليهم التكاليف الشرعية،
فرغبوا في التعلق لغفران الذنوب
وزيادة الحسنات
بالتبرك المبتدع
بالآثار المكانية؛
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 03:58 PM
ولذا قال عمر:
( إنما هلك من كان قبلكم
بمثل هذا،
يتبعون آثار أنبيائهم )،
وقد سبق تخريجه.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 04:01 PM
الرابع:
أن الأمكنة الأرضية
لا تكون مباركة إلا بدوم الطاعة فيها،
وهي سبب إعطاء الله البركة،
فالمساجد مباركة لذلك،
وبركتها لا تكون مع زوال الطاعات عنها.
فمما يمثل به على هذا:
أن المساجد التي غلب عليها الحربيون
وصيروها كنائس
زالت عنها بركة المسجد
التي كانت حين كان يطاع الله فيه،
وبعد أن أُحدث فيها الشرك
وتعبد فيها بغير شريعة الإسلام،
فالبركة تنتزع،
وهذا مما لا منازع فيه
ولا مجادل.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 04:16 PM
الخامس:
أن التبرك بالآثار المكانية
وسيلة إلى ما هو أعظم:
من تقديسها والاعتقاد فيها،
ولا غرو،
فقد قال الإخباريون عن أولاد إسماعيل
صلى الله عليه وسلم:
أنهم ( ضاقت عليهم مكة،
ووقعت بينهم الحروب والعداوات،
وأخرج بعضهم بعضاً
فتفسحوا في البلاد والتماس المعاش.
وكان الذي سلخ بهم
إلى عبادة الأوثان والحجارة
أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن
إلا احتمل معه حجراً من حجارة الحرم
تعظيماً للحرم وصبابة بمكة ) (1).
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1): "الأصنام"(ص6)،
ولم أسقه للاستدلال، وإنما لبيان ما قيل في حالهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 04:27 PM
وما كان هذا شأنه
فمنعه أوجب،
إذ الوسيلة إلى ما ليس بمشروع
ليست بمشروعة
سداً للباب،
وقطعاً للذريعة.
إن السلامة من سلمى وجارتها
أن لا تحلَّ على حالٍ بواديها
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 04:42 PM
السادس:
أن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم
والتماس بركته وتحريها
يكون بما بقي اليوم
من نوعي البركة
وهي بركة الاتباع،
والعمل بسنته،
وجهاد
أعداء سنته،
والمخالفين لأوامر شرعه،
والمنافقين الذي فتنوا الناس
وأضلوهم،
وبهذا رغب السلف من التابعين وأئمة الهدى،
الذين حققوا محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنالهم من بركة اتباعه
ما أذن الله فيه،
وتركوا عدا هذا
من التبرك بالآثار الأرضية،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 04:43 PM
فعُلم من هذا
أن ما تركوه غير معروف عندهم،
ولا هو بمشروع.
وفي هذه الأمور
لطالب الهداية والتوفيق مقنع،
وللراغب في سداد القول والعمل منجع،
وإن الحق لأحق أن يتبع،
والحمد لله الموفق للصالحات.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 04:50 PM
وقال صاحب المفاهيم (ص156):
( وبالنصوص التي نقلناها،
يظهر كذب من زعم أن ذلك ما كان يعتني به
ويهتم بفعله أحد من الصحابة
إلا ابن عمر،
وأن ابن عمر ما كان يوافقه على ذلك أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
وهذا جهل أو كذب أو تلبيس.
فقد كان كثير غيره يفعل ذلك ويهتم به،
ومنهم: الخلفاء الراشدون - رضي الله عنهم-،
وأم سلمة، وخالد بن الوليد، وواثلة بن الأسقع،
وسلمة ابن الأكوع، وأنس بن مالك، وأم سليم، وأسيد بن حضير (1)
وسواد ابن غزية، وسواد بن عمرو، وعبد الله بن سلام،
وأبو موسى، وعبد الله ابن الزبير،
وسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم،
وسرة خادم أم سلمة، ومالك بن سنان،
وأسماء بنت أبي بكر، وأبو محذورة،
ومالك بن أنس وأشياخه من أهل المدينة
كسعيد بن المسيب، ويحيى بن سعيد ) انتهى.
أقول:
لن أطيل القول
في تخريج ما نسبه إلى هؤلاء الصحابة والتابعين،
ولكن هنا أمور:
الأول:
أن اتهام صاحب المفاهيم
من قال بتفرد ابن عمر بالاهتمام بالآثار المكانية
بالكذب ثم بالجهل والكذب والتلبيس،
من سيئات المقال،
وفضائح الأحوال،
إذ ما كان يُظن بالصغار
أن يُكذِّبوا الكبار
من أئمة الحديث والفقه والدين
الذين قالوا بتفرد ابن عمر.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):تحرف اسم حُضَير بالحاء المهملة
إلى خضير بالخاء المعجمة،
فصححته.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 04:55 PM
الثاني:
أن هذا القول نسبتُهُ إلى الجهل أحق،
إذ من لم يفرِّق بين البركة الذاتية،
والآثار المكانية
فخليقٌ باطِّراح قوله.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 04:58 PM
الثالث:
أن من أورد أسماءهم
إنما رُوي عنهم التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم الذاتية
الباقية بعد وفاته صلى الله عليه وسلم
والعرق والجبة والرداء وما شاكل ذلك
على القول بصحته،
وإلا فعند التحقيق
فلا يصح منه إلا شيء قليل.
فلِمَ يُكذَّب من يقول بالفرق
وهو الحقيق بالنظر الصحيح،
والقول المنيع ؟!
أما من لم يسبر العلم
ورضي منه بحظ أدنى الناس نظراً ومعرفة
فلا وزن لقوله
عند أهل العلم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:02 PM
وهذه التعمية من صاحب المفاهيم
ينخدع بها من يُحسن الظن به
ويثق بعلمه،
وتبعتهم يوم القيامة كبيرة
{ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا
مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا }
[ البقرة: 166 ].
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:04 PM
ولا يستطيع صاحب المفاهيم
أن ينقل عن غير ابن عمر
من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تبركه بالآثار المكانية،
بسندٍ صحيح
أو حسن.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:10 PM
الرابع:
نسبته ذلك للإمام مالك إمام المدينة وعالمها
ليست صحيحة،
فمالك - رحمه الله -
كان ينهى عن تتبع الآثار المكانية،
وينقل مالك هذا عن أعلام التابعين المدنين،
وفي كتب أصحاب مالك من هذا نصوص،
منها:
ما قاله محدث الأندلس ابن وضاح
(ص43)
في كتابه "البدع والنهي عنها"
قال:
( وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة
يكرهون إتيان تلك المساجد،
وتلك الآثار للنبي صلى الله عليه وسلم،
ما عدا قباءً وأحداً ) اهـ.
فما للذي ينتسب لمذهب مالك
لا يكون مالكياً
في هذه المسائل،
سلفياً
كما كان مالك
رحمه الله رحمة واسعة ؟!
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:13 PM
فصل
في معنى الانتساب إلى السلف،والسلفية
المسلمون صنفان:
سلفيون، وخلفيون.
أما السلفيون:
فهم أتباع السلف الصالح.
والخلفيون:
أتباع فهوم الخلف،
ويسمون بالمبتدعة،
إذ كل من لم يرتضِ طريقة
السلف الصالح
في العلم والعمل،
والفهم والفقه
فهو
خلفي مبتدع.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:16 PM
والسلف الصالح:
هم القرون المفضلة،
وعلى رأسهم وفي مقدمتهم
صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
الذين أثنى الله عليهم بقوله:
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً }
[ الفتح: 29 ] الآية.
وأثنى عليهم رسول الله بقوله:
( خير الناس قرني
ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم ).
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:19 PM
وتتابعت أقوال الصحابة أنفسهم،
والتابعين لهم بإحسانٍ
على الثناء على مجموعهم،
والاقتداء بمسالكهم.
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -:
(من كان منكم متأسياً
فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
فإنهم كانوا أبرّ هذه الأمة قلوباً،
وأعمقها علماً،
وأقلها تكلفاً،
وأقومها هدياً،
وأحسنها حالاً،
قوم اختارهم الله لصحبة نبيه
وإقامة دينه،
فاعرفوا لهم فضلهم،
واتبعوهم في آثارهم،
فإنهم كانوا على الهدى المستقيم )
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:22 PM
وهذا أمر مجمع عليه
بين أهل السنة،
لا يخالف في ذلك منهم مخالف،
وإذا كانوا على مثل هذا الفضل العظيم
فلا غرو أن يتشرف المسلم
بالانتساب إلى طرائقهم
في فهم الكتاب والسنة،
وتفسيرهما،
وعملهم بالنصوص.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:25 PM
وكانت كل فرقة ضالة من فرق الأمة
تستدل لمراداتها ومذاهبها
بآياتٍ وأحاديثٍ
خلاف فهم السلف لها،
وتوسعوا في ذلك
حتى كفَّر بعضهم بعضاً
وضربوا كتاب الله بعضه ببعض،
كل ذلك بفهمهم للنصوص
حَسبَ ما تدعيه كل فرقة،
فأصبحت كل الفرق الزائغة تقول:
نأخذ بالكتاب والسنة،
فالتبس الأمر
على ضعيفي النظر،
قليلي العلم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:28 PM
والمخرج من هذه
الدعاوي
والأقوال الزائغة
هو اتباع نهج خير القرون،
فما فهموه من النصوص
هو الحق،
وما لم يفهموه
ولم يعملوا به
فليس من الحق.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:30 PM
وهكذا تابعوهم بإحسانٍ
ممن تلقوا عن الصحابة الكرام
- رضي الله عنهم أجمعين -،
فصار من انتسب
إلى منهج هؤلاء الصحابة
في فهم الكتاب والسنة،
ومن أخذ بما صحت روايته عنهم
مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
ومن ترك الآراء العقلية والفهم المحدَث
صار من هذا نهجة وسبيله سلفياً،
وصار من لم يكن كذلك
خلفياً مبتدعاً،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:32 PM
إذا تقرر هذا،
فكل مسألة من مسائل العلم
لا تخلو من أحد ثلاث أحوال:
الأول:
أن يكون الصحابة وتابعوهم
قد قالوا بها وعملوا بها جميعاً
أو بعضهم
ولم يظهر له مخالف.
الثاني:
أن يكون عمل بها بعضهم،
وخالف فيها بعض آخر
وهم أكثر.
الثالث:
أن تكون المسألة
غير معمول بها عندهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:35 PM
أما القسم الأول:
وهو أن يكون عمل الصحابة كلهم بالمسألة،
أو بعضهم
ولم يُعرف له مخالف،
فلا شك أن هذا هو السنة المتبعة،
والنهج الواضح البين،
والصراط المستقيم،
والمحجة البيضاء،
فلا يحل لأحدٍ مخالفتهم في ذلك،
وأمثلة هذا
أشهر وأكثر من أن تذكر
في العقائد والعبادات.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:40 PM
وأما القسم الثاني:
وهو أن يكون قد عمل بها بعضهم،
وخالف آخرون، وهم أكثرهم،
حيث آثر عامة الصحابة
غير ما اختاره ذلك القليل،
وعملوا بغير ما عمل،
قال الشاطبي
في "الموافقات في أصول الشريعة"
(3/57)
في وجوب اتباع أكثرهم:
( فذلك الغير هو السنة المتبعة،
والطريق السابلة،
وأما ما لم يقع العمل عليه إلا قليلاً،
فيجب التثبت فيه،
وفي العمل على وفقه،
والمثابرة على ما هو الأعم الأكثر،
فإن إدامة الأولين للعمل على مخالفة هذا الأقل:
إما أن يكون لمعنى شرعي،
فلا بد أن يكون لمعنى شرعي تحروا العمل به،
وإذا كان كذلك
فقد صار العمل على وفق القليل
كالمعارض للمعنى الذي تحروا،
وموافقة ما داوموا عليه) (1) انتهى.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):وساق الشاطبي أمثلة،
وفي "التوسل والوسيلة" لشيخ الإسلام ابن تيمية من ذلك أمثلة كثيرة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:45 PM
ثم قال
(3/70-71):
( وبسبب ذلك ينبغي للعامل أن يتحرى العمل
على وفق الأولين،
فلا يسامح نفسه في العمل بالقليل،
إلا قليلاً،
وعند الحاجة ومس الضرورة
إن اقتضى معنى التخيير،
ولم يخف نسخ العمل،
أو عدم صحة في الدليل،
أو احتمالاً لا ينهض به الدليل أن يكون حجة،
أو ما أشبه ذلك،
أما لو عمل بالقليل دائماً
للزمه أمور:
أحدها:
المخالفة للأولين في تركهم الدوام عليها،
وفي مخالفة السلف الأولين ما فيها.
الثاني:
استلزام ترك ما داوموا عليه،
إذ الفرض أنهم داووا على خلاف هذه الآثار،
فإدامة العمل على موافقة ما لم يداوموا عليه
مخالفة لما داوموا عليه.
والثالث:
أن ذلك ذريعة إلى اندارس أعلام ما داوموا عليه،
واشتهار ما خالفه،
إذ الاقتداء بالأفعال
أبلغ من الاقتداء بالأقوال ،
فإذا وقع ذلك ممن يقتدى به
كان أشد.
الحذر الحذر من مخالفة الأولين،
فلو كان ثَـمَّ فضل ما
لكان الأولون أحق به،
والله المستعان )
انتهى كلام الشاطبي
- رحمه الله -.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 05:58 PM
وأما القسم الثالث:
وهو أن تكون المسألة غير معمول بها عندهم،
فلا مراء في
أن ما خرج عن عملهم كلهم
بدعة وشر،
إذا كان مما يتقرب به عامله إلى ربه،
لا إن كان من العاديات
فالأصل فيها الإباحة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:01 PM
ولذا يقال لكل من عمل عملاً
لم يكن على طريقة السلف
وفهمهم لنصوص الكتاب والسنة:
إنك مبطلٌ مبتدع ،
مُتَّبعٌ غير سبيل المؤمنين.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:06 PM
وقد يُحسِّن المحدثات
التي لم يتقرب بها صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أناسُ ينتسبون إلى العلم،
في رغبات ونوازع مختلفة،
وهو كله خطأ على الدين،
واتباع لسبيل الملحدين،
فإن هؤلاء الذين أدركوا هذه المدارك،
وعبروا على هذه المسالك:
إما أن يكونوا أدركوا من فهم الشريعة
ما لم يفهمه الأولون،
أو حادوا عن
فهمها.
وهذا الأخير هو الصواب.
إذ المتقدمون من السلف الصالح
هم كانوا على الصراط المستقيم،
ولم يفهموا من الأدلة المذكورة
وما أشبهها إلا ما كانوا عليه،
وهذه المحدثات لم تكن فيهم
ولا عملوا بها (1).
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):عن "الموافقات" للشاطبي(3/73).
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:14 PM
والمحدثات أنواع:
فمنها الشركي،
ومنها البدع
التي تجر إلى الشرك،
ومنها بدع تقضي على السنن،
وهذه المحدثات بأنواعها
لم تكن في زمن الصحابة والتابعين مطلقاً،
فلا كان في زمنهم قبور يُعكف عندها،
وتبنى القبابُ عليها،
ويستشفع بأصحابها.
ولا كان عندهم توسل بحرمة الأنبياء والصالحين
أو جاههم أو ذواتهم،
ولا كان عندهم تحرٍ للدعاء عند القبور،
ولا كان عندهم هذه الموالد
والاحتفالات بمناسبتها،
كل هذا
لم يكن عندهم
بإجماع المسلمين،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:19 PM
فإذا كان كذلك
فما استدل به الخلف
من شُبه لتبرير هذه البدع
ينقسم ثلاثة أقسام:
الأول:
آيات كريمة تأولوها على مراداتهم،
محرِّفين لمعانيها
عاسفين لها عسفاً.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:22 PM
الثاني: أحاديث،
وهي قسمان:
القسم الأول:
أحاديث صحيحة ليست على ما فهموه،
ولا توافق مرادهم،
وإنما يحرِّفونها عن معانيها وسياقها.
القسم الثاني:
أحاديث واهية أو مكذوبة ،
وما أكثرها عندهم،
وما أشدَّ فرحهم بها،
وما أعظم إغلاءهم لها،
وما أحبهم لترديدها ونشرها.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:23 PM
الثالث:
حكايات ومنامات يتناقلونها،
وكأنها من مصادر التشريع.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:26 PM
والمخرج من الاستدلال
بالآيات والأحاديث الصحيحة
يكون بأمرين:
الأول:
أن ما يستدل به المبتدعة
ليس هو المعنى المراد،
فأهل السنة
المتبعون لفهم السلف
يفهمون منه
غير ما فهمه المبتدعة،
فيكون فهمُ الخلف مردوداً
بفهم السلف.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:29 PM
الثاني:
- وهو فرع الأول -
أن يقال:
هل عمل السلف الصالح بفهم الخلف
لما يستدلون به
أم لم يعملوا به ؟
والسلف
لم يعملوا بهذه المحدثات اتفاقاً،
ولن يقدر مبتدع
أن يأتي بعمل للسلف مخالف لعمل الصحابة؛
لأن أهل السنة متبعون لعمل الأولين
من الصحابة والتابعين،
بخلاف الخلف الذين يفعلون
ما لا يؤمرون.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:33 PM
وفي هذا المعنى
ما رُوي عن عمر بن الخطاب
- رضي الله عنه - قال:
إنه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن
فخذوهم بالسنن،
فإن أصحاب السنن
أعلم بكتاب الله )(1).
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):رواه الدارمي(1/47)، واللالكائي في "السنة"،
وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"،
وكذا رواه الدراقطني وابن أبي زمنين في "أصول السنة"،
ونصر المقدسي في "الحجة على تارك المحجة"
وآخرون.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:46 PM
ولذا لا تجد فرقة من الفرق الضالة
ولا أحداً من المختلفين
يعجز عن الاستدلال على مذهبه
بظواهر من الأدلة،
والشأن والصواب
في صحة الاستدلال
لا بمجرد الاستدلال.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 06:59 PM
قال الشاطبي
بعد ذكر مجمل هذه المعاني
(3/77):
( فلهذا كله
يجب على كل ناظرٍ في الدليل الشرعي
مراعاة ما فهم منه الأولون،
وما كانوا عليه في العمل به،
فهو أحرى بالصواب
وأقوم في العلم والعمل )
انتهى.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:03 PM
إذا تبين هذا وانجلى،
وظهر الحق واعتلى،
فالذين يصح
تشرفهم
بالانتساب
إلى السلف الصالح
يدورون مع هذه المسائل
التي ذكرت.
1 - فما كان عمل الصحابة به منتشراً،
عملوا به.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:11 PM
2 - وما تفرد به واحد منهم أو أفرادٌ
وخالف فيه بقيتهم
ردوه إلى الله والرسول صلى الله عليه وسلم،
كما أمرهم ربهم بذلك
حيث قال:
{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }
[ النساء: 59 ].
فأمر بالرد إلى الله
وهو الرد إلى كلامه المنزل الحكيم
قرآنه العظيم،
وأمر بالرد إلى رسوله صلى الله عليه وسلم
وهو الرد إليه في حياته،
وإلى سنته الثابتة الصحيحة بعد وفاته،
والنظر للاتباع في عمل الأكثرين.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:14 PM
فلم يظهر بحمد الله
في قاعدتهم إخلال،
ولا نابها اضطراب
وهي القاعدة البينة،
والسبيل النهج الواضح،
والصراط المستقيم،
وعليها سار الأئمة الأربعة
في أكثر فقههم
رحمهم الله
وأجزل لهم المثوبة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:19 PM
3 - وما لم يعمل به أولئك الكرام
- أعني صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
من أمر العبادات -
فهو مُحدَث
أحدثه الخُلوف.
فما كفَّ الصحابة والتابعون عما كفّوا عنه
إلا لنظر سديد،
وفهم حميد
لأدلة الكتاب والسنة،
ولا تركوا ما تركوا
ما أحدثه من بعدهم
- مع وجود أسبابه عينها
التي برَّرَ بها المُحْدِثون محدثاتهم -
إلا عن فهم لأمور الشرع،
وتركهم سنة متبعة
وسبيل مقتفاة.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:25 PM
ولا رغبوا فيما رغبوا عنه
مما طلب به الخلوف الأجر والثواب
إلا وفِعْل ما رغبوا عنه
ليس من الدين ،
فإنهم أحرص الناس على الخير،
وأكثرهم تحرياً
لولوج أبواب الطاعات المشروعة،
فإنهم لا يتركون مشروعاً
إلا وقد أتوه وطلبوا الثواب،
وتقربوا إلى الله بعمله.
فما أفقه
من اتبعهم في أخذهم وتركهم،
وفقههم وعلمهم،
وفهمهم وعملهم،
وما أحراه
بكل خير وقربة،
وما أجدره
بأن يوفق في أمره كله.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:33 PM
الفصل السادس
قال (ص10):
(أما هو صلى الله عليه وسلم
فإننا نعتقد أنه صلى الله عليه وسلم بشر
يجوز عليه ما يجوز على غيره من البشر
من حصول الأعراض والأمراض التي لا توجب النقص والتنفير.
كما قال صاحب العقيدة:
وجائز في حقهم من عرض
بغير نقص كخفيف المرض ) اهـ.
أقول:
بئس ما قاله
صاحب عقيدتكم
من أن النبي صلى الله عليه وسلم
لا يصيبه إلا المرض الخفيف،
وبئس القدوة
المقتدى بها،
فأنتم مقتدون بقوله هذا
ونحن متبعون لحبيبنا محمد
صلى الله عليه وسلم،
أنتم تصدقون
أقوال صاحب عقيدتكم،
ونحن نصدِّق
أقوال
حبيبنا محمد
صلى الله عليه وسلم ،
فبؤساً لكم
باتباع صاحبكم،
وهنيئاً لنا
باتباع نبينا محمدٍ
صلى الله عليه وسلم،
وصحابته.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:36 PM
يقول عبد الله بن مسعود
- رضي الله عنه -
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يوعك،
فقلت:
يا رسول الله!
إنك توعك
وعكاً شديداً.
قال:
( أجل
إني أوعك
كما يوعك رجلان منكم )
أخرجه البخاري
في كتاب المرضى
من "صحيحه"
(10/111)،
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:39 PM
قال الحافظ في "الفتح":
( صدر هذه الترجمة لفظ حديث
أخرجه الدارمي والنسائي في الكبرى،
وابن ماجه، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم
كلهم من طريق عاسم ابن بهدلة
عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:
قلت: يا رسول الله!
أي الناس أشد بلاءً ؟
قال:
( الأنبياء
ثم الأمثل فالأمثل،
يبتلى الرجل على حسب دينه...الحديث )
اهـ كلام الحافظ.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:42 PM
فهذا اعتقادنا
نتبع فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
وأنتم اتبعوا ناظم عقيدتكم
مخالفين قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه.
اسمع قول عائشة
فيما أخرجه البخاري ومسلم
في "صحيحيهما":
( ما رأيت أحداً
أشد عليه الوجع
من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ).
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:47 PM
فالذي جرَّ الكاتب
إلى هذه المخالفة الظاهرة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم
هو الغلو المنهي عنه،
فانظر بطلان دعواهم،
وصحة دعوى
المتبعين للسلف.
قال القاضي عياض
- رحمه الله -
في "شرح مسلم":
( وليعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا،
ويطرأ على أجسامهم
ما يطرأ على أجسام البشر
ليتيقن أنهم مخلوقون مربوبون،
ولا يفتتن بما ظهر على أيديهم من المعجزات،
ويلبس الشيطان من أمرهم
ما لبسه على النصارى وغيرهم ) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:53 PM
قال (ص31):
(الأدعياء والمتطفلون على بساط الحقيقة كثيرون،
والحقيقة بريئة منهم،
ولا تعترف لهم بصحة نسبتهم إليها)،
ثم قال:
(ولقد بلينا معشر المسلمين بكثير من هؤلاء،
يعكرون صفو الأمة ويفرقون بين الجماعات ...)،
ثم قال:
(ويدخلون إلى تصحيح مفاهيم الإسلام من باب العقوق) اهـ.
أقول:
لقد عاشت هذه البلاد السعودية
منذ ضم الحجاز
تحت لواء حكمها على عقيدة واحدة،
ائتلف عليها جميع رعاياها في شتى أنحائها،
لا تسوءُهم بدعة،
ولا يؤرقهم عصيان وكفران،
كلهم على كلمة واحدة،
وجماعة واحدة،
في صفوٍ من العيش،
لا تفرقات ولا أحزاب إقليمية،
متحابين،
يصحح مصيبهم مخطئهم،
ويسدده ويقيله عثرته،
في ما تختلف فيه الأفهام،
ويسوغ فيه الاجتهاد والنظر،
وكانوا متفقين في الأصول،
لا خلاف بينهم فيها،
ولا جدال حولها،
إذ قر قرارها،
وأجمع المسلمون في هذه البلاد على ذلك،
لا نعلم مخالفاً لهم بينهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 07:56 PM
ثم ظهر من أثار الفتنة،
وفرَّق المسلمين،
وعكَّر صفو الأمة،
وجعل الجماعة الواحدة جماعات:
فمَنِ الأدعياء المتطفلون
الذين فعلوا هذا ؟!
وجعلوا لا يفتؤون في الصد عن العقيدة
التي كانت عليها هذه البلاد
من التوحيد الخالص.
فهذا سهم
ارتد عليك من جعبتك،
وقول خشيت أن تُرمى به
فسارعت إلى الرمي به.
أبو فراس السليماني
2014-09-27, 08:03 PM
ثم نقول لك:
من هو الذي يفرِّق الجماعة ؟!
أهو الذي يدعو إلى
عقيدة التوحيد
وإفراد الله بالعبادة
واتباع الرسول
صلى الله عليه وسلم
والاعتصام بالكتاب والسنة،
حتى تكون الأمة جماعة واحدة
معبودها واحد:
وهو الله،
وقدوتها واحد:
هو محمد صلى الله عليه وسلم،
ودليلها واحد،
وهو الكتاب والسنة،
وتحت راية واحدة هي
راية التوحيد ؟!،
أم الذي يدعو إلى التعلق بغير الله
من الأولياء والصالحين،
وإلى اتباع
الطرق الصوفية المبتدعة
وإلى الاستدلال بالأحاديث الموضوعة،
والحكايات المكذوبة
والمنامات الشيطانية
مما تزخر به كتب القوم ؟!
{ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ
أَحَقُّ بِالْأَمْنِ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
[ الأنعام: 81 ].
السليماني
2014-09-27, 09:22 PM
نسأل الله العافية
جزاك الله خيراً
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 08:02 AM
قال (ص33):
(وهذا ما حققه علماء الأصول من سلف هذه الأمة
- رضي الله عنهم -:
كالإمام العز بن عبد السلام، والنووي،
والسيوطي، والمحلي، وابن حجر) اهـ.
أقول: مما ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام
أن لفظ السلف له إطلاقات:
منها:
ما هو عامٌ كلي يُعنى به
الصحابة والتابعون وتابعوهم،
ثلاثةُ القرون المفضلة،
وهذا المعنى هو الذي يصح عند إضافته إلى الأمة،
كقولهم: سلف الأمة،
وإلى هؤلاء وخاصة
الصحابة
يُنسب السلفيون.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 08:06 AM
ومعنى هذه النسبة:
(السلفي):
أنه ينهج نهج الصحابة وتابعيهم،
فإن اتباع الكتاب والسنة كل يدعيه،
وكل يطمح إلى شرف الانتساب إليه،
وما كل ما ظنه المرء مطمحاً يصل إليه،
فرب طامح تشعبت السبل به،
فالفرق الضالة
كلها تنتسب إلى الكتاب والسنة،
كالمعتزلة من المتقدمين،
والقاديانية من المتأخرين،
والرافضة المتقدمين والمتأخرين
وغير هؤلاء.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 08:13 AM
فحقيقة الانتساب الصحيح إلى الكتاب والسنة
الذي به يفرَّق بين أهل السنة والجماعة وغيرهم
اتباع الصحابة،
وانتهاج منهجهم،
وارتضاء طريقتهم،
فبهذا تنقطع الأسباب المدعاة،
ويظهر المحق والمبطل،
وقد فُصَّل هذا الإجمال
في موضع آخر من هذه (الورقات).
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 08:18 AM
ومنها:
ما هو خاص
يضاف إلى القائل بالنسبة لمن سبقه كقولهم:
سلفنا،
فهذا لفظ يصدق على كل من تقدم القائل،
ولا يقتضي رفعة في رتبة شرعية، ولا منزلة دينية،
وهذا هو الذي يستعمله المؤلفون
عند ذكر علماء الأمة الأجلاء المتأخرين
عن مرتبة أولئك،
وهو الذي يصدق على الذين ذكرهم المؤلف
وأقدمهم وفاة العز بن عبد السلام
وكانت وفاته في القرن السابع،
وآخرهم ابن حجر الهيتمي.
وهؤلاء عند علماء الشافعية متأخرون
كما هو اصطلاحهم في المتقدمين والمتأخرين،
وحد التفرقة رأس الأربع مئة عند الشافعية،
فإطلاق ( سلف هذه الأمة ) عليهم
ليس مستقيماً
لا باقتضاء لغوي
ولا عرفي.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 08:23 AM
قال (ص41)
في فصل (حقائق تموت بالبحث):
( وذلك مثلاً كاختلاف العلماء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله
- سبحانه وتعالى -
كيف كانت؟
والخلاف الطويل العريض الدائر بينهم
في ذلك الباب،
فمن قائل: رآه بقلبه،
ومن قائل:
رآه بعينه،
وكل يورد دليله ويستنصر له بما لا طائل تحته،
والذي أراه أن كل ذلك عبث لا فائدة فيه،
بل ضرره أكبر من نفعه ) اهـ.
أقول:
هذا قول كاتب المفاهيم الغريبة العجيبة ،
وفي قوله من الجرأة والانتقاص للسلف الصالح
من الصحابة ومن تبعهم بإحسان،
ورميهم بالبحث فيما لا فائدة فيه!
بل إنهم في زعمه
يبحثون فيما ضرره أكبر من نفعه!
من علَّمك هذا الاختيال والزهو ؟
ومن صيَّرك حكماً على أقوال الصحابة
تتهمهم بالعبث، ومباحثهم بالضرر ؟.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 08:31 AM
قال أبو العباس القرطبي
في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم"
(1/148)
نسخة الأحمدية بحلب:
(واختلف قديماً وحديثاً في جواز رؤية الله تعالى،
فأكثر المبتدعة على إنكار جوازها في الدنيا والآخرة،
وأهل السلف والسنة
على جوازها فيهما
ووقوعها الآخرة.
ثم هل رأى نبينا صلى الله عليه وسلم ربه أم لا ؟
اختلف في ذلك السلف والخلف،
فأنكرته عائشة وأبو هريرة وجماعة من السلف،
وهو المشهور عن ابن مسعود
وإليه ذهب جماعة من المتكلمين ......
وذهبت طائفة أخرى من السف إلى وقوعه،
وأنه رأى بعينيه،
وإليه ذهب ابن عباس،
وقال: اختص موسى بالكلام، وإبراهيم بالخلة،
ومحمد صلى الله عليه وسلم بالرؤية،
وأبو ذر وكعب والحسن وأحمد بن حنبل،
وحكي عن ابن مسعود وأبي هريرة
في قولٍ لهما آخر ) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 08:36 AM
وطلب دلائل هذه المسألة وسبب الاختلاف
له موضع آخر،
وإنما المقصود هنا
ردَّ قول الكاتب الجريء على السلف،
أن ضرر البحث في المسألة أكبر من نفعه.
ولو كان الكاتب ذا أدب علمي ،
وورع ديني
لما ضمَّن كلامه هذه الاتهامات
لخير القرون
صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 08:46 AM
وقد قال في (ص29)
من كتابه
في العلماء والسلف الصالح:
( كيف يفتح الله علينا
لنستفيد من علومهم
إذا كنا نعتقد فيها الانحراف ) اهـ،
فهذا قوله ذكَّرناه به،
وحَتْفَهَا
تحمل مَعْز بأظلافها،
ويداك أوكتا وفوك نفخ،
إذ هو مقرٌّ على نفسه
بأن فتح باب العلوم
لا يجتمع مع التنقص للسلف،
وهو متهم بعض علوم الصحابة
بالعبث والضرر،
فصدق؛
فإن باب علومهم موصدٌ أمامه،
مغلق
لا يُفتح إلا لمن أجلَّهم
ونظر فيما اختلفوا فيه
وترضى عنهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 08:52 AM
فكتاب المفاهيم
بشهادة كاتبه على نفسه
ليس له بعلوم الصحابة اتصال ،
ولا ارتباط بسبب من الأسباب،
وإن كان يدَّعي خلاف ذلك
فرُبَّ زَعَمات
يُسمين عَزَمات.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 09:00 AM
وفي (ص38)
عنون بـ (حقيقة الأشاعرة)
وقال فيه:
( يجهل كثير من أبناء المسلمين مذهب الأشاعرة،
ولا يعرفون من هم الأشاعرة ولا طريقتهم في أمر العقيدة..
ولا يتورع البعض أن ينسبهم إلى الضلال
أو يرميهم بالمروق من الدين والإلحاد في صفات الله،
وهذا الجهل بمذهب الأشاعرة
سبب تمزق وحدة أهل السنة..الخ ).
نقول:
مذهب الأشاعرة في العقيدة معروف،
ومخالفاته لمذهب أهل السنة محررة معلومة،
فيجب هنا أن نذكر طرفاً من حال الأشاعرة ليتضح حالهم،
ولا يلتبس الأمر
فأقول:
الأشاعرة جمع أشعري
وهي نسبة إلى الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري
جده البعيد أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -،
ولد سنة 260 تقريباً
وتوفي سنة 324هـ.
مات أبوه فتزوجت أمه بعده أحد رؤوس المعتزلة وهو:
الجبائي، فتربى الأشعري في حجره،
حتى كانت تلمذته له خاصة،
فعرف فكره ودرس مذهبه
حتى بلغ أربعين سنة فيما قيل
يناظر على مذهب الاعتزال.
ثم يقال:
إنه رقى يوم جمعة كرسياً،
ونادى بأعلى صوته:
من عرفني فقد عرفني،
ومن لم يعرفني فأنا أعرفه نفسي:
أنا فلان ابن فلان،
كنت قلت بخلق القرآن،
وأن الله لا يرى بالأبصار
وأن أفعال الشر أنا أفعلها،
وأنا تائب مقلع.
وقيل غير ذلك
واخترت أخصرها لفظاً،
والمقصود أنه تاب من اعتزاله،
ثم بعد ذلك جلس في حلقة أصحاب ابن كُلاّب،
فأخذ منهم زماناً،
فكان مذهبه المتوسط الذي ينسب إليه أتباعه
هو المذهب الكلابي
الذي لم يتخلص من براثن الاعتزال
وهو نفي الصفات،
ما عدا سبعاً منها،
والقول بالإرجاء،
والكلام النفسي،
ونفي الحكمة عن أفعال الله وشرعه.
ثم نظر في النصوص نظرة تعلم
فتاب من مذهبه ذلك،
ورجع إلى مذهب أهل الحديث في الجملة،
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 09:03 AM
وهاك نصوصاً من كتبه مقررة لذلك.
1 - قال في "مقالات المسلمين"
وهو أوثق الكتب نسبه له
بعد أن سرد مذهب أهل الحديث وعقائدهم
بتفصيل
(1/320-325):
(فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه،
وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول،
وإليه نذهب،
وما توفيقنا إلا بالله...).
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 09:06 AM
2 - قال في "الإبانة"
العبارة المشهورة المنقولة:
( قولنا الذي نقول به،
وديانتنا التي ندين بها
التمسك بكتاب ربنا،
وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم،
وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث،
ونحن بذلك معتصمون،
وبما كان يقول به
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل
نضر الله وجهه،
ورفع درجته وأجزل مثوبته
قائلون،
ولمن خالف قوله مجانبون...) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 09:11 AM
ولكن المنتسبين إليه
بقوا على مذهبه المخالف لمذهب السلف
في باب الصفات والقدر وغيره،
ولم يكونوا على مذهبه الأخير الذي استقر عليه،
بل بقوا على مذهبه الذي رجع عنه
والذي هو ضلال وخروج
عن منهج السلف،
فكيف يقال
إن تضليل الأشاعرة
تمزيق لوحدة أهل السنة ؟!
بل نقول إن الدفاع عن مذهب الأشاعرة
– وهو مذهب باطل –
هو التمزيق لوحدة أهل السنة،
حيث حُسب على أهل السنة
من ليس منهم
ليحل مذهبهم الباطل
على مذهبهم الحق
ويدسَّ في صفوفهم
من ليس منهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 09:19 AM
قال (ص38) عن الأشاعرة :
( هم الذين قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية:
( والعلماء أنصار علوم الدين،
والأشاعرة أنصار أصول الدين )
"الفتاوى"
الجزء الرابع ) اهـ.
أقول:
ما قال هذا شيخ الإسلام ،
وإنما نقله في فتوى له
(4/16)
عن العز بن عبد السلام من قوله،
وهذا نصه:
( رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد فتوى طويلة،
فيها أشياء حسنة،
قد سئل بها عن مسائل متعددة،
قال فيها:
فذكر نقولاً منها قوله:
قال:
(وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية،
فمن لعنهم عزر، وعادت اللعنة عليه،
فمن لعن من ليس أهلاً للعنة وقعت اللعنة عليه.
والعلماء أنصار فروع الدين،
والأشعرية أنصار أصول الدين).
هذا كلام العز بن عبد السلام،
وتعقبه شيخ الإسلام بقوله:
( فالفقيه أبو محمد أيضاً
إنما منع اللعن، وأمر بتعزير اللاعن
لأجل من نصروه من "أصول الدين"،
وهو ما ذكرناه
من موافقة القرآن والسنة والحديث،
والرد على من خالف القرآن والسنة والحديث
ولهذا كان أبو إسحاق يقول:
إنما نفقت الأشعرية عند الناس
بانتسابهم إلى الحنابلة ).
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 09:25 AM
وهذا ظاهر عليه وعلى أئمة أصحابه
في كتبهم ومصنفاتهم
قبل وقوع الفتنة القشيرية ببغداد.
ولهذا قال أبو القاسم ابن عساكر
في "مناقبه":
( ما رأيت الحنابلة والأشاعرة
في قديم الدهر متفقين غير مفترقين،
حتى حدثت فتنة ابن القشيري) الخ كلام الشيخ.
فعُلم بهذا أن شيخ الإسلام
ما أطلق بأن الأشاعرة أنصار الدين،
بل إنه ردَّ على أبي محمد بن عبد السلام
إطلاقه ذلك القول؛
لأنهم إنما يمدحون
بما وافقوا فيه الكتاب والسنة،
ويذمون بما خالفوا فيه
القرآن والحديث.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 09:31 AM
فالأشاعرة نصروا الدين في مسائل
نقضوا بها على المعتزلة،
وأحسنوا،
ولكنهم لم يتبعوا القرآن والحديث
في مسائل معروفة من الأصول،
فلذا إنما نصروا جانباً،
وعظمت الفتنة بهم
فيما ضلوا فيه
عن القرآن المجيد والحديث.
وكاتب المفاهيم
ليس ذا تحرٍ في نقوله،
بل إنه مقلِّد في عباراته،
فهذه الجملة من قول العز بن عبد السلام
قد نسبها إلى شيخ الإسلام ترويجاً لها
رجلٌ أشعري معاصر،
يقطن مكة الآن،
وجل من ترى اليوم منهم شيوخاً وصغاراً
منهجهم
عدم التثبت،
وترك التوقي،
والتلبيس
والتزوير،
فالله المستعان.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 01:51 PM
قال (ص29)
في تعداد أسماء الأشاعرة:
( وأبو حيان التوحيدي صاحب "البحر المحيط" ).
أقول:
كيف يُؤمن على تصحيح المفاهيم ،
وتفسير القرآن
وشرح الحديث
مَنْ لا يفرِّق
بين أسماء العلماء
ولا يعرفهم.
فمن كان هذا شأنه
وتلك علومه
فسيخلط حين ينسب الأقوال
ويتقوَّل على أهل العلم ما لم يقولوه،
فربما يقول القول محمدُ بنُ إسحاق بن خزيمة،
فيجعله لمحمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة،
وربما يروي أبو نعيم الفضل بن دكين خبراً
فيجعله من مرويات أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني،
وربما ينقل عن محمد بن إدريس أبي حاتم الرازي
ويجعله لمحمد بن إدريس الشافعي،
وربما ينسب لأبي داود السجستاني
ما لأبي داود الطيالسي،
وربما ينقل عن أبي زرعة العراقي
ما لأبي زرعة الرازي،
كما صنعه بعضهم،
وهكذا.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 03:32 PM
وفي علوم اللغة
ربما نسب لابن هشام صحاب السيرة
ما لابن هشام شارح مقصورة ابن دريد
أو لابن هشام النحوي شارح الألفية،
وربما نسب ما لأبي عبيد
لأبي عبيدة،
أو ما للأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة
ما لأخفش آخر،
كعلي بن سليمان أو غيره،
وربما نقل عن الأزهري أبي منصور
ويظنه الأزهري خالداً المتأخر
شارح "أوضح المسالك" وغيره،
وهكذا.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 03:36 PM
وفي علوم القراءات
ربما عزا القول أو القراءة لابن كثير المكي،
فظُنت لابن كثير المفسر،
وبينهما قرون،
وربما نسب لنافع المدني
ما لنافع مولى ابن عمر،
وربما ذكر قراءة عاصم بن أبي النجود
فظُنت كمنزلة روايته عند المحدثين.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 03:40 PM
وفي علوم الفقه:
ربما خَلَطَ بين ابن تيمية شيخ الإسلام أبي العباس
وبين جده أبي البركات،
وربما نسب ما لابن حجر العسقلاني
لابن حجر المكي،
وربما ظن قول ابن عبد الهادي يوسف
قولاً لابن عبد الهادي محمد بن أحمد،
وربما خَلَطَ بين الهيثمي والهيتمي،
وربما ظن ابن نجيم صاحب "البحر الرائق"
هو ابن نجيم صاحب"النهر الفائق"،
وربما ظن الزيلعي الفقيه
هو الزيلعي صاحب "نصب الراية".
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 03:48 PM
وسرد بقية العلوم،
أو الاستفاضة فيما أشير إليه ليعلم؛
فلا يخرج بنا عن المقصود
الذي مثلنا بنظيره،
وألمعنا إلى قليله.
وإني لا ينقضي عجبي
من قول الكاتب:
أبو حيان التوحيدي صاحب "تفسير البحر المحيط"،
ثم أعجب أكـثر
حين أرى أسماء العلماء
الذين صدروا كتابه بالتقريظات والثناء العاطر،
وكلهم يزعم أنه قرأ الكتاب!
ومنهم من حُلّي اسمه بالقاضي العلامة المؤرخ (!) الفقيه،
ومنهم العلامة المحدث المحقق،
ومنهم العلامة الفقيه،
ومنهم العلامة الفقيه الأصولي
الذي امتدح كتاب "المفاهيم" بقوله:
بحث دقيق عميق
لا يقوم له خبط وخَلْطٌ
وتدليس وإيهام
ومنها تقاريظ لم تُنشر تواضعاً!
كيف يفوت المقرظين
هذا الخلط العجيب
بين رجلين عاش أحدهما في القرن الرابع،
والآخر في السابع والثامن الهجريين ؟!
كيف لم تمر عليهم هذه العبارة ويصححوها ؟!
أو هي مرَّت ولم يعرفوها ؟!
ما من شك أن المستنتج
أنهم لم يقرؤوا كتابه ،
إذ فَوْت مثل هذا على أمة من العلماء لا يتصور
إلا بأحد سببين،
الأول: ذكرناه،
والآخر: نطويه
ليتفكر فيه
اللبيب.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 03:52 PM
إن المتوسط من طلبة العلم
يدرك من هو التوحيدي،
ومن صاحب "البحر المحيط"،
فهاكَ
يا من زبزب
قبل أن يحصرم
ترجمة الرجلين،
لعلّها تكون لجاماً
عن الإعجاب بالنفس،
أو الإعجاب بالتقريظات.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 03:57 PM
أما التوحيدي
فهو علي بن محمد بن العباس البغدادي،
قال الذهبي فيه
( الضال الملحد... صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية ) اهـ .
ولد نحو سنة 335هـ
وهلك نحو سنة 414هـ أو فيها.
له تصانيف فمما طبع:
"الإمتاع والمؤانسة"،
وفيه ذكر اتصاله بإخوان الصفا،
وله"البصائر والذخائر"،
و"الصداقة والصديق"،
و"مثالب الوزيرين، وغيرها.
ومذهبه غامض يتدسس فيه
وله إعجاب بالمعتزلة،
وكأنه لذلك سمى نفسه التوحيدي،
نسبة إلى توحيدهم الذي هو نفي الصفات،
وقيل نسبة تمرٍ بالعراق
يقال له: توحيد،
وليس بمستقيم.
والتوحيدي يشبه أن يكون من إخوان الصفا الباطنيين،
أو من أتباع الإسماعيليين
فإنه يردد آراءهم في كتبه،
وهذه الآراء شر محض،
وفلسفة صرفة،
ودين غير دين الإسلام.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 04:06 PM
وأما أبو حيان الأندلسي
صاحب تفسير "البحر المحيط"
فهو أثير الدين محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيَّان
الأندلسي الغَرْناطي النفزي،
نسبة إلى نِفْزة، قبيلة من البربر.
قال ابن العماد
في "شذرات الذهب"(6/145):
(نَحْوي عصره، ولُغويه،
ومفسره ومحدثه ومقريه ومؤرخه وأديبه،
ولد بمَطْخشَاش مدينة من حضيرة غرناطة
في آخر شوال سنة 654هـ) اه
ـ وقال الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة"
(4/304):
(كان ظاهرياً وانتمى إلى الشافعية،
واختصر "المنهاج"،
وكان أبو البقاء يقول:
إنه لم يزل ظاهرياً،
قلت:
كان أبو حيان يقول:
محال أن يرجع عن مذهب الظاهر
من علق بذهنه ) اهـ.
توفي سنة745 هـ،
وهو قائل هاتيك الأبيات
في شأن الشيخ تقي الدين ابن تيمية
لما دخل مصر.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 04:59 PM
قال الكاتب (ص9):
( جاء في الحديث: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ).
والمعنى أن إطراءه والتغالي فيه والثناء عليه
بما سوى ذلك هو محمود،
ثم قال:
( نعم يجب علينا أن لا نصفه بشيءٍ من صفات الربوبية،
ورحم الله القائل حيث قال:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم
واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
فليس في تعظيمه صلى الله عليه وسلم بغير صفات الربوبية
شيء من الكفر والإشراك
بل ذلك من أعظم الطاعات والقربات..) انتهى.
أقول:
أهل السنة والحديث
- بحمد لله وتوفيقه -
يعظِّمون رسول الله صلى الله عليه وسلم
بما أمرنا أن نعظِّمه به،
من الإيمان به وبما جاء به،
وتعزيره وتوقيره،
واتباع النور الذي جاء به،
والاستنان بهديه وسنته في الأمور كلها.
وهم يحبون حديثه وسنته،
ويدافعون عنها،
وينافحون عن أقواله،
ولا يرتضون أن ينسب أحد إليه
ما لم يقله،
أو يترجح أنه ما قاله.
يعرفون منزلته التي أنزله الله
فلا ينزلونه عنها وحاشاهم،
ولا يرفعونه عنها كما فعله الغلاة،
وهم في كل ذلك متبعون
طريقة الصحابة
- رضي الله عنهم أجمعين -،
ومن بعدهم
من أئمة الهدى والدين.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 05:03 PM
ثم لما ظهرت طوائف الابتداع
كالصوفية الغُلاة
أظهروا فتنة عظيمة
فتنوا بها الناس ألا هي:
إظهار تعظيم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بالأقوال،
وهجر اتباعه بالأفعال ،
فخالفوا أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
وطريقة أصحابه الكرام
الخلفاء الراشدين
فمن بعدهم.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 05:09 PM
وأدخل أولئك المتصوفة
من الأحاديث المكذوبة والموضوعة
ما لا يكاد يحصى
عن قلة علم
وجهل بالحديث،
أو عن قصد وعمد،
وأشيعت في الناس وانتشرت
حتى هجرت السنن الصحيحة
واتبعت الأحاديث المردودة،
وهم معترفون
بأنهم لا يعرفون الحديث ومخارجه،
ولا صحيحه من بهرجه،
ومن نظر في كتب القوم
وجد ذلك جلياً.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 05:16 PM
وسياق كاتب المفاهيم لحججه
يبين ضعف الاستدلال والتقليد،
فهو مطلق لنفسه
الحبل على الغارب،
فهذا الحديث الذي استدل به
أخرجه البخاري في "صحيحه"
(6/478)
عن عمر مرفوعاً:
( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم،
فإنما أنا عبد
فقولوا:
عبدُ الله ورسوله ).
والكاتب وضع يده على بقية الحديث
لئلا يفهم منه قاري كلامه الفهم الصحيح
واجتزاؤه هذا مُخلٌّ ،
وهو من باب التحريف لحديث الرسول
صلى الله عليه وسلم تحريف معنى،
إذ لا يتضح المعنى إلا بإتمامه،
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 05:30 PM
فإن معنى الحديث:
لا تتجاوزوا الحد في مدحي
فيُفضي بكم ذلك
إلى ما آل بالنصارى
لما أغرقوا في مدح وتعظيم عيسى
- عليه السلام -،
فإنهم رأوا ما أجراه الله على يديه من معجزات
كإحياء الموتى وإسماع الصم وإعادة الأبصار
مع ضميمة كونه كلمة الله،
فادَّعوا فيه الألوهية.
فالكاف في قوله صلى الله عليه وسلم:
( كما ) ليست كاف تشبيه،
إنما هي كاف التعليل
التي تدل على مآل الحال.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 05:35 PM
جاء في إنجيل"برنابا"
في الفصل الرابع والتسعين
قول عيسى - عليه السلام -:
( إني أشهد أمام السماء،
وأشهد كل ساكن على الأرض
أني برئ من كل ما قاله الناس عني
من أني أعظم من بشر؛
لأني بشر مولود من امرأة،
وعرضة لحكم الله،
أعيش كسائر البشر
عرضة للشقاء العام ).
ثم جاء فيه
رد النصارى عليه:
(قال الوالي وهيرو دوس:
يا سيد!
إنه لمن المحال أن يفعل بشر ما أنت تفعله،
فلذلك لا تفقه ما تقول) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 05:38 PM
هذا قول عيسى - عليه السلام -،
وقد أخبر الله عنه في المائدة،
أنه قال:
{ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ
رَبِّي وَرَبَّكُمْ
وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي
كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ
وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
[ المائدة: 117 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 05:43 PM
وقال لهم:
{ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُم }
[ المائدة: 72 ]،
وقال:
{ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ
مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ }
[ الصف: 6 ]،
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 05:50 PM
قال شيخ الإسلام
في "رده على البكري"
(ص105):
( فلو امتثلوا أمره كانوا مطيعين لرسل الله،
موحدين لله،
ونالوا بذلك السعادة من الله تعالى
في الدنيا والآخرة،
فغلوا فيه
واتخذوه وأمه إلهين من دون الله:
يستغيثون به
وبغيره من الأنبياء والصالحين،
ويطلبون منهم،
ويشركون بهم،
وكذَّبوا بالرسول
الذي بشَّر به،
وحرَّفوا التوراة
التي صدق بها،
وظنوا في ذلك
أنهم معظِّمون للمسيح،
وكان هذا من
جهلهم وضلالهم.
فإنهم كلما أطاعوه فيما دعاهم إليه
كان له مثل أجورهم،
وكانت طاعتهم له،
والإقرار بعبوديته،
وبما بشَّر به فيه:
وله ولهم من الأجر ما لا يحصيه إلا الله،
ففوَّتوا هذا الأجر والثواب عليهم وعليه،
وله ولهم فيه الخير المستطاب،
واعتاضوا عن ذلك
بما ضرَّهم في الدنيا والآخرة.
وإذا بُيِّن لهم قدر المسيح
فقيل لهم:
{ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
إِلَّا رَسُولٌ
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ }
[ المائدة: 75 ]،
قالوا:
إن هذا تنقُّص بالمسيح،
وسب له واستخفاف بدرجته
وسوء أدب معه،
بل قالوا:
هذا كفر وجحد لحقه،
وسلب لصفات الكمال الثابتة له ) اهـ.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 05:57 PM
ففي حديث عمر
( لا تطروني )
إرشاداً إلى قطع وسائل الإطراء
والأمر بأن نقول فيه:
عبدُ الله ورسوله ،
هذا الذي ارتضاه
صلى الله عليه وسلم لنفسه،
أفلا نرتضي
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ما ارتضاه هو لنفسه ؟!
وقد نهى عن تعظيمه بأحاديث كثيرة؛
قطعاً وحسماً لمادة الإطراء
المستوجبة لرفعه فوق منزلته
التي أنزله الله،
المؤدية لوصفه بما لا يجوز إلا لله.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 06:02 PM
ثم إن قول الكاتب:
( نعم يجب علينا أن لا نصفه بشيء من صفات الربوبية.
ورحم الله القائل حيث قال:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم
واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم ).
أقول:
إن قولك كله
من مشكاة هذا القائل الذي أبهمته،
وأنت من أحفظ الناس لاسمه،
إنه البوصيري
صاحب البردة،
فلمَ أبهمتَه ،
وتركت التصريح باسمه ؟!
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 06:08 PM
وقولك هذا
من أقوال شُرَّاح البردة،
يتناقله الضُّلال من قديم
في ردودهم على أهل الحق،
وعلمهم حول البردة يدندن،
قال الأزهري في شرحه للبيت
(ص32):
( اترك ما قالته النصارى
- في نبيهم عيسى بن مريم - عليهما السلام -
أنه ابن الله
كما أخبر الله - سبحانه وتعالى - عنهم،
فإن نبينا نهى عن مثل ذلك،
حيث قال:
( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى )،
أي: لا تصفوني بذلك،
واحكم بعد ذلك له صلى الله عليه وسلم
بما شئت من أوصاف الكمال اللائقة بجلال قدره،
وخاصم في إثبات فضائله ) اهـ .
يعني
لا تقولوا ابن الله
وقولوا بعد ذلك
ما شئتم
من الغلو والشرك ،
وهذا من فروع الإطراء
الذي نهى عنه ،
وقعوا فيه،
فالغلو شرٌّ كله،
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 06:15 PM
وقادهم الغلو
إلى قولٍ خطير،
عظيم شرُّه،
وهو قول البوصيري:
لو ناسبت قدرَه آياتُه عظماً
أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
قال إبراهيم الباجوري
شارحاً للبيت
(ص33):
(لو ناسبت آياته قدره في العظم
لكان من جملة آياته
أن يحيى اسمه دارس الرمم
حين يدعى به،
فلم تناسب آياته قدره في العظم،
وهو المطلوب؛
لأن الواقع
أن قدره صلى الله عليه وسلم أعظم من آياته،
حتى من القرآن المتلو
بخلاف غير المتلو ) انتهى(1).
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):قال الإمام ابن جرير الطبري
في كتابه "التبصير في معالم الدين":
(من ادعى أن قرآناً في الأرض،
أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا
أو نكتبه في مصاحفنا،
أو اعتقد ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه،
وقاله بلسانه
فهو بالله كافر
حلال الدم
وبرئ من الله،
والله منه بريء ) اهـ المقصود منه،
نقله عنه القاضي أبو يعلى
في كتابه "إبطال التأويلات لأخبار الصفات"
(ص8-9 نسختي الخطية).
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 06:21 PM
فانظر ما جرَّه إطراء البوصيري
من المعاني المستولية الوخيمة،
التي تنادي عليهم بالويل والثبور
من كل سهل وجبل،
وغَوْرٍ ونجد،
حتى اتهموا الله بأنه لم يوفِّه حقه،
فاللهم !
إنا نبرأ إليك
من هذا القول
وقائله
وممن ارتضاه.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:12 PM
خاتمة
الحمد لله بدءاً وانتهاءً ،
والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ
وعلى آله وصحبه،
أما بعد:
فهذا نهايةُ ما أردتُ الردَّ عليه
من كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح"،
وبقيت مسائل تعرَّض لها لم أتناولْها
كالمولد، وشد الرحل لزيارة القبر النبوي،
والخصائص النبوية،
ونحوها من المباحث؛
لأجل أن منها ما قد أشبع الكلامُ عليه،
ومنها ما لا يتسع الكلامُ في أخبارها،
روايةً ودرايةً.
وإني أسألُ الله العلي القديرَ،
العليمَ الحكيمَ،
أن يُبَصَّرنا بأنفسنا،
وينفع بما كتبتُ،
والله المسؤولُ
أن يُوفقنا للالتزام بدينه ،
وتوحيده ،
كما يحبُّ ويرضى،
وأن لا يَكِلَنا لأنفسنا.
وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين .
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:27 PM
هذه مفاهيمنا
كتبه
فضيلة الشيخ
صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ
جزاه الله تعالى خير الجزاء
رد على كتاب
"مفاهيم يجب أن تصحح"
لمحمد بن علوي المالكي
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=144
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
دليل موضوعات الكتاب
مقدمة
الباب الأول
تعريف الوسيلة، ومناقشة الكاتب في تعريفه
رد كلام الكاتب في التوسل المبتدع بالذوات والجاه ونحوها
كلام الكاتب حول حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وبيان ما فيه
استخراج الكاتب علة للتوسل بالنبي وتعديته الحكم بالقياس،
ورده وأول من قاس مثل قياسه، ونتيجة ذلك
أثر توسل اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل نبوته،
وبيان أنه كذب موضوع
حديث توسل الأعمى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه،
والكلام عليه
رواية تعليم عثمان بن حنيف من أبطأ عليه عثمان بالإجابة،
ضعيفة جداً، وباطلة منكرة
تجويز الكاتب الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته،
وبيان أنه شرك
افتراء كاتب المفاهيم على صحابي لنصرة هواه
آثار فيها ذكر المحبوب لإزالة خدر الرجل،
وجهل الكاتب بها رواية ودراية
سياق الكاتب أحاديث فيها أدعية لمن ضلّ في فلاة ونحوه،
وتخريجها، ورد كلام الكاتب
زعم الكاتب أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كأنه توسل بجبريل في دعاءٍ له، ورد افترائه
رد كلام الكاتب حول معنى توسل عمر بالعباس
حديث قبر فاطمة بنت أسد،
وتوسل النبي صلى الله عليه وسلم بمن قبله،
وبيان جهالة الكاتب في تخريجه، وتلبيسه
حديث نداء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم في قبره زمن القحط، وضعفه،
وتوجيه كلام ابن كثير، وابن حجر
كذب الكاتب على ابن حجر
قد يورد بعض المؤرخين ما يستنكر شرعاً،
والجواب عن ذلك
حديث ( أسألك بحق السائلين عليك ) وتخريجه،
والكلام عليه رواية ودراية
الرد على زعم الكاتب أن التبرك هو معنى التوسل بآثاره صلى الله عليه وسلم
احتجاج الكاتب بالإسرائليات، وإلزامه بأثر إسرائيلي ينقض دعواه
تقديم بني إسرائيل التابوت في معاركهم،
وبطلان استدلال الكاتب به أثراً ونظراً
بيان أن حديث الدارمي في فتح كوة من قبر النبي صلى الله عليه وسلم
إلى السماء لاستنزال المطر،
باطل وضعيف الإسناد جداً، وقول ابن تيمية إنه كذب
الكلام على قصة العتبي، وتوجيه نقل من نقلها،
وبيان ضعف عبارة الكاتب علمياً
سرد الكاتب أسماء بعض من أورد الآثار الضعيفة في التوسل وقوله:
إنهم يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم والرد عليه
الرد على افتراء الكاتب في أن الاستغاثة بالمقربين عند الشدائد
أجمع عليها الأنبياء والمرسلون وقررها رب العالمين،
تعالى الله عما يقوله الظالمون علواً كبيراً
تحريف الكاتب النقل عن شيخ الإسلام لنصرة هواه في التوسل،
والرد عليه
حديث عرض الأعمال عليه، والكلام عليه رواية ورد الاستدلال به
افتراؤه على الإمام محمد بن عبد الوهاب في أنه لا ينكر التوسل البدعي،
وجهله بطريقة الشيخ في الدعوة
الرد على شناعة الكاتب
حيث قال إن التوسل ليس مقصوراً على الدائرة الضيقة
التي يظنها أهل السنة،
ويعني بـ (الدائرة الضيقة) التوسل بأسماء الله وصفاته والأعمال الصالحة
الباب الثاني
الشرك في قوم نوح
الشرك في قوم إبراهيم
أصل ما بعد هذين الصنفين من الشرك نابع منهما ومن فلسفتهما
الشرك في العرب
دخول الشرك لهذه الأمة عن طريق الباطنيين
قول الكاتب إن ما حكاه الله عن المشركين في القرآن
لم يقولوه جادين في إقرارهم بالربوبية
توحيد الربوبية والألوهية، والفرق بينهما،
وإقرار المشركين بالأول دون الثاني
دلائل ذلك من القرآن
دليل ذلك من السنة
من شعر العرب الدال على ذلك
مسألة (المجاز العقلي)، ورد احتجاج الكاتب به في تجويز الشرك الأكبر
رد اعتقاد الكاتب أن المشرك من أشرك في الربوبية،
أما السببية والتوسط فليس شركاً عنده
رد قوله: (لا سبيل لتكفير المؤمنين بإسناد شيءً لغير الله)
اعتقاد المشركين اليوم بأن أصحاب القبور، والمشايخ المعبودين يتصرفون في الكون
قول الكاتب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه:
(دائم العناية بأمته، متصرف بإذن الله في شؤونها،
خبير بأحوالها، وهذا شرك في الربوبية، والعياذ بالله
تجويز الكاتب أن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاء وقضاء الدين،
احتجاجاً بالمجاز العقلي على فهمه للشرك
مسألة المجاز، وهل يوجد في اللغة أم لا؟ وتحقيق المقام
الباب الثالث
معنى الشفاعة لغة،
وما ورد في القرآن من الشفاعة المنفية والمثبتة
معنى الشفاعة المنفية
ليس للأنبياء حق على الله في أن يجيب كل ما دعوا، ودلائله
معنى الشفاعة المثبتة
شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
تجويز الكاتب طلب الشفاعة من النبي محمد
صلى الله عليه وسلم وغيره، ورد ذلك
تلبيس الكاتب
بجعل الشفاعة أعطيت للأنبياء والمؤمنين مطلقاً، بالتواتر المعنوي
رد قول الكاتب أن الدعاء مأذون فيه مقدور عليه من الأموات
تناقض الكاتب وتلبيسه
في تقريره أن الشفاعة وإن طلبت في الدنيا فمحلها الآخرة
جهل الكاتب بمعتقد أهل التوحيد والسنة، واحتجاجه بحياة الشهداء
تعاظم الكاتب وزعمه أنه يعلم شؤون الأرواح،
وجزمه بأنها: (تجيب من يناديها، وتغيث من يستغيث بها،
كالأحياء سواء بسواء بل أشد وأعظم)
رد قوله، وبيان أن ذلك من فعل الشياطين عند القبور، ليضلوا بني آدم
رد كلام الكاتب الفاسد على حديث ابن عباس:
( إذا سألت فاسأل الله )
تجويز الكاتب الشرك، في قول القائل:
(يا رسول الله أريد أن ترد عيني
أو يزول عنا البلاء أو يذهب مرضي) ونحو ذلك
نقول عن المشركين
في أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتصرف في الدنيا حيث شاء
رد كلام الكاتب على حديث يروى
(أنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله)
بيان تنقص الكاتب لأبي بكر الصديق في شرحه للحديث
الباب الرابع:
التكفير
نقول عن كتب فقهية من باب المرتد،
فيها أن المسلم قد يكفر بأشياء
نقول عن أهل العلم في كفر عباد القبور
سبب خفاء هذا الحكم على بعض المنتسبين للعلم المتأخرين
رد أقوال الكاتب في أن هذه الأمة لا يكون فيها شرك، خاصة الجزيرة
الباب الخامس:
التبرك
المعنى اللغوي لـ (التبرك)، والآيات في ذلك
البركة لله، لا يجوز أن تطلب من غيره
البركة نوعان: خاصة وعامة
تقسيم البركة الخاصة إلى: بركة ذات، وبركة عمل ودليله
البركة الخاصة اللازمة لذوات الأنبياء قد تتعدى بركتها بالذوات
البركة الخاصة بأماكن العبادة والصفات،
لا تتعدى بركتها بالعين، بل بالعمل
التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم
التبرك بذوات الصالحين
رد بعض آراء الكاتب في التبرك
فصل في معنى الانتساب إلى السلف
الباب السادس
عقيدة الكاتب
أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا تصيبه الأمراض،
إلا ما لا يوجب التنقيص من خفيف المرض، ورده
رمي الكاتب الدعاة إلى معتقد السلف بالتفرقة بين الأمة،
وهو أحق بتهمته
لفظة السلف له إطلاقات
رمي الكاتب الصحابة رضي الله عنهم بالبحث
فيما ضرره أكبر من نفعه، بالالتزام
الأشاعرة
تلبيس الكاتب وكذبه في النقل عن ابن تيمية،
وتقليده لأشعري معاصر
خلط الكاتب بين أبي حيان التوحيدي، وأبي حيان الأندلسي،
ومتابعة كل من قرظ كتابه له على هذا الخلط،
وهم يزعمون قراءة الكتاب
قول الكاتب في إن إطراء الرسول صلى الله عليه وسلم
بغير جعله ولداً لله أو أقنوماً، جائز
قول شراح البردة موافقة لصاحبها
أن قدره أرفع من جميع الآيات التي أوتيها،
وقول الباجوري: حتى من القرآن...الخ
خاتمة
ا . هـ
باختصار وتصرُّف يسير
==========
قال الله سبحانه وتعالى :
{ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ
وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ
وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
سُلْطَانًا نَصِيرًا
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْبَاطِلُ
إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا }
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:34 PM
استكمالًا للفائدة
سيتم نقل ما كتبه أهل العلم
في الرد على
[ داعية الشرك الصوفي
محمد علوي مالكي ]
وسنبدأ بعون الله وتوفيقه
بكتاب
مجدد ملة عمرو بن لُحي
وداعية الشرك في هذا الزمان
^^^^^^^^^^^^^^^^
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل في محكم كتابه المبين
" ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة
ثم يقول للناس
كونوا عبادا لي من دون الله
ولكن كونوا ربانيين
بما كنتم تعلمون الكتاب
وبما كنتم تدرسون
ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا
أيأمرُكم بالكفرِ
بعد إذ أنتم مسلمون " ،
وقال جل ذكره :
" وما أرسلنا من قبلك من رسول
إلا نوحي إليه
أنه لا إله إلا أنا
فاعبدون " .
وصلى الله وسلم وبارك
على إمام الموحدين وخاتم النبيين
الذي أخرج الله به من سبقت سعادته
من ظلمات الشرك والضلال
إلى نور التوحيد والسنة ،
ومن عبادة العباد
إلى عبادة رب العباد،
ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ،
ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ،
وحمى به جَنَابَ التوحيد
وسد كل الذرائع
إلى الشرك ،
فكان مما أعلن لأمته وأبان من سنته
" لا تطروني
كما أطرت النصارى ابن مريم
فإنما أنا عبد
فقولوا
عبدُ الله ورسوله "
صلى الله عليه وسلم وصحبه أجمعين .
أما بعد
فإلى شيوخنا الكرام وعلمائنا الأفاضل
وإخواننا طلبة العلم
نتوجه بهذه الكلمات المسطرة
لإعلام من لم يبلغه الأمر منهم
وحض من بلغه على القيام بالواجب
حماية لتوحيد الله وصيانة لجنابه
وذبا عن سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وغيرة على دعوته .
وموجب هذا
أنه ظهر منذ أشهر في بلد الله الحرام
وغيرها من البلاد
كتاب لداعية الشرك في هذا الزمان
ومجدد ملة عمرو بن لحي المدعو
( محمد بن علوي المالكي )
أسماه " شفاء الفؤاد بزيارة خير العباد" .
طبعته ونشرته
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات .
وقدم له وزيرها
بمقدمة أثنى فيها على الكتاب وعلى مؤلفه مدعيا أنه :
" قد جلا فيه وجه الصواب
وأصاب كبد الحقيقة
وأوضح سبيل الرشد
بالأدلة الساطعة والبراهين القاطعة
بأسلوب علمي دقيق وتوفيق رائع عميق .."
إلى آخر
ما هذى به .
وقد تلقف
أهل البدع
ومروجو الضلالة
ودعاة الشرك والخرافة
هذا الكتاب فنشروه على العامة
ولبَّسوا به على الناس ،
وتحمسوا في نظرهم ،
للأخذ بالثأر
ورد الاعتبار لمؤلفه
بعد أن هتك الله ستره
وفضح أمره .
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:42 PM
فرأيت أن أُجمل
بعض مصائبه
في ورقات قلائل
وأبعث بها إلى من يهمه الأمر
مقرونة بصورة من الكتاب
لمن لم يطلع عليه بعد ،
رجاء أن يرفع الله عنا الإثم
ويدفع العذاب
ويبعث الهمم .
والكتاب محشو بما اشتملت عليه
مصنفات الغالين قبله ( كالسبكي)
من بدع الزيارة وحكاياتها المصنوعة
بل الأحاديث الضعيفة
والموضوعة
التي يتناقلونها جيلا بعد جيل
مع بيان أئمة الحديث - رحمهم الله - لحالها
ولو لم يكن إلا بيان شيخ الإسلام لكفى .
والمؤلف مع أنه يحمل شهادة الدكتوراه في الحديث
ومع اطلاعه على كلام شيخ الإسلام
- بدليل نقله عنه في الكتاب -
أصر على تنكب طريق الحق
وضرب صفحا عما يعلمه
من تحريم الاستدلال
بمثل هذه الروايات ،
بل نقل هو في كتابه هذا صفحة " 69 "
عن الشوكاني قول الحافظ رحمه الله :
أكثر متون هذه الأحاديث
موضوعة .
نعوذ بالله
من عمى البصيرة **.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:44 PM
وهذا الكتاب أشمل
وأعمق
في الضلالة
من كتاب الزيارة
الذي كتبه " الخميني "
والذي يوزعه الرافضة في كل موسم ،
فهو كالمستنقع للإرث المشترك
بين الروافض و الصوفية
وعباد القبور
في القديم والحديث
إلا أنه تميز عمن سبقه
- فيما أعلم -
بإيراده لما يسمى قصائد الحجرة النبوية
حيث حلّ رموز تلك القصائد
التي لا يستطيع كثير من الناس قراءتها
لصعوبة خطها أو لما اعتراها من طمس ونقص،
ولم يكتف بإيرادها
بل استحسن أن تقال أمام المواجهة النبوية
كما سنبين من كلامه .
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:45 PM
فأما نُقوله التي اشتملت
على الأحاديث الباطلة
والحكايات المختلقة
أو التي جاء بها للتلبيس
من كلام أئمة الدين والفقهاء المعتبرين ،
أو التي اشتملت
على بدع ومخالفات دون الشرك
فلم أر الإطالة بذكرها ؛
إذ الغرض التنبيه لا التفصيل
ومثل هذا لا يخفى
على فطنة القارئ من أمثالكم .
وأما نقوله الشركية
وما فيها من حط لمقام الألوهية
وغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى درجة الربوبية أو الألوهية
وتقرير لمذهب
غلاة الرافضة
و الصوفية
بل الباطنية
فهذا ما سنورد عليه نماذج
تدلُّك على ما وراءها .
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:46 PM
1. صفحة (109) قال " زيارة نبوية " معنونا
ثم أورد فيها :
" وقد وفدت عليك زائرا ،
وبك مستجيرا
وجئتك مستغفرا ،
.. فها أنا في حضرتك وجوارك
ونزيل بابك .. "
ثم ذكر في قصيدة :
هذا نزيلك أضـــــــــــــ ــحى لا ملاذ له
إلا جـــــنابك يا ســــؤلي و يا أملي
ضيف ضعيف غريب قد أناخ بكــم
ويســـــــــتجي ر بكــم يا ســـادة العرب
يا مكرمي الضيف يا عون الزمان ويا
غوث الفقير ومرمى القصد في الطلب
هذا مقام الذي ضاقت مذاهبــــــــه
وأنتم في الرجا من أعظــــــــــم السبب
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:49 PM
2. صفحة ( 113) نقل
ضمن زيارة أخرى
لمن سماه " الإمام المَطَري "
وهو المُطري في الحقيقة :
" السلام عليك
يا معنى الوجود ،
السلام عليكم
يا منبع الكرم والجود "
وأتبعها بأبيات كذلك ومنها :
فالآن ليس سوى قبر حللت به
منجى الطريد وملجا كل معتصم
وقد حططنا لديه الرحل همتنا
على المدى نهلة من مورد الكرم
هذا عطاؤك فاغـــــمرنا بمنهله
فقد مددنا أكف الفــــــقر والعدم
وإن رمتنا الخطايا وسط مهلكة
فأنت ملجـــــــأ خلق الله كلهم
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:52 PM
3. صفحة (117) ذكر صلاة تقال
عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم
للحبيب علي بن محمد الحبشي :
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
أول متلقٍ لفيضك الأول ..
إلى أن قال في الصفحة التي تليها :
" صلاة نَشهدُك بها من مِرآتِهِ
ونصل بها إلى حضرتك
من حضرةِ ذاتِهِ
قائمين لكَ ولهُ
بالأدب الوافر ،
مغمورين منكَ ومنهُ
بالمدد الباطن و الظاهر " .
ومنها في صفحة (118 ، 119) :
" اللهم اكشف عني حجب الأغيار ،
اللهم أفض على روحي
ما أفضته على روح الكامل من هذه الأمة ..
وهب لي زهدا كزهد الكامل
وورعا كورعه،
وعلما كعلمه
ونورا كنوره
وفهما كفهمه
وإقبالا كإقباله " .
مع ملاحظة أن المقصود بالكامل هنا
" رسول الله
صلى الله عليه وسلم " **.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:53 PM
4. صفحة (120)
" زيارة نبوية للشيخ القشاش "
كما عنون وفيها :
" السلام عليك
يا أول
السلام عليك
يا آخر
السلام عليك
يا باطن
السلام عليك
يا ظاهر " .
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:55 PM
5. صفحة (122) قال تحت عنوان
" استشعار رد السلام " :
" ينبغي للزائر أن يردد السلام
على النبي صلى الله عليه وسلم
بأدب ولطف وذل واستكانة ،
لعل الله أن ييسر له
سماع جواب سلامه الشريف شهادة
وإلا فيؤمن به غيباً
وإن لم يسمعه".
أقول :
وعن رد النبي صلى الله عليه وسلم بصوت مسموع
- بل إخراجه يده
ومصافحته من سلم عليه-
تحكي الصوفية من الخرافات والاختلاق
ما لا يتسع له المقام
وحسبك بما ينسبونه إلى الجيلاني
والآخر البرعي من هذا.
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:57 PM
6 - صفحة(123) نقل عن صاحب الدرة الثمينة
- وهو قشاش السابق ذكره -
جَمجمة وغَمغمة أشبه بكلام الباطنية
فيها غلو في المدينة النبوية
منها:
"اعلم أن مراتب الداخلين من الزائرين
بعد الاستقرار والتكرار
السلام عليه عند تخالف الأطوار
وتقسيم دخولهم بحسب أحوالهم وأصولهم"،
"وتجعل له ضابطا من أسماء المدينة المشرفة
كما أصل تسميتها بذلك
لأنها محل القِرى لأهل المدن والقُرى
بل ولأهل السماء كأهل الأرض
فهي الدار الآخرة في الدنيا
لمن نظر بها لغد
إذا حصل الزائرون فيها
وانتهى السالكون إليها ..
وجاء الحق وبرد اليقين
وانقطع الشك
ببرهان العين بالعين للشاهدين .. "
إلى آخر ما لا نريد الإطالة به .
ثم أخذ في تفصيل ذلك فقال بعدها :
أبو فراس السليماني
2014-09-28, 07:59 PM
7. صفحة (124) بعنوان
" درجات الزائرين وأحوالهم
في تحقيق معنى الزيارة " .
قال :
" تختلف أحوال الزائرين
في استفادتهم من زيارتهم
واستمدادهم بواسطة نبيهم المصطفى
وحبيبهم المجتبى صلى الله عليه وسلم
بحسب استعدادهم
في تلقي الفيوضات الإلهية
والواردات الربانية
بواسطة الحضرة المحمدية
ولكل منهم مقام وباب يدخل منه
ويقف عنده
يناسب حاله
وذلك يتناسب
مع أسماء المدينة المنورة " .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.