مشاهدة النسخة كاملة : هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الصفحات :
1
2
3
4
5
[
6]
7
8
9
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:15 PM
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( لا يصومن أحدكم يوم الجمعة
إلا يوماً قبله أو يوماً بعده ) .
وهذا لفظ البخاري .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:21 PM
وروى البخاري عن جويرية بنت الحارث :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها
يوم الجمعة وهي صائمة ،
فقال : أصمت أمس ؟ ،
قالت : لا .
قال : أتريدين أن تصومي غداً ؟ .
قالت : لا ،
قال : فافطري ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:23 PM
وفي الصحيحين
عن محمد بن عباد بن جعفر قال :
( سألت جابر بن عبد الله وهو يطوف بالبيت :
أنـَهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن صيام يوم الجمعة ؟ ،
قال : نعم ، ورب البيت )
وهذا لفظ مسلم .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:24 PM
وعن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لا تصوموا يوم الجمعـة وحده )
رواه أحمد .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:26 PM
ومثل هذا ما أخرجناه في الصحيحين
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
قال :
( لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين ،
إلا أن يكون رجل كان يصوم صوماً
فليصم ذلك اليوم ) ،
لفظ البخاري
( يصوم عادته ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:29 PM
فوجه الدلالة :
أن الشارع قسم الأيام باعتبار الصوم
ثلاثة أقسام :
قسم شرع تخصيصه بالصيام ،
إما إيجاباً : كصيام رمضان ،
وإما استحباباً : كيوم عرفة وعاشوراء .
وقسم نهى عن صومه مطلقاُ :
كيوم العيدين .
وقسم إنما نهى عن تخصيصه :
كيوم الجمعة وشهر شعبان .
فهذا النوع لو صيم مع غيره لم يكره ،
فإذا خُصصَ بالفعل نهي عن ذلك ،
سواء قصد الصائم التخصيص
أو لم يقصده ،
وسواء اعتقد بالرجحان
أو لم يعتقده .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:31 PM
ومعلوم أن مفسدة هذا العمل
لولا أنها موجودة في التخصيص دون غيره ;
لكان إما أن ينهى عنه مطلقاً كيوم العيد ،
أو لا ينهى عنه كيوم عرفة ،
وتلك المفسدة ليست موجودة في سائر الأوقات ،
وإلا لم يكن للتخصيص بالنهي فائدة .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:34 PM
فظهر أن المفسدة تنشأ
من تخصيص
ما لا خصيصة له ،
كما أشعر به لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فإن نفس الفعل المنهي عنه أو المأمور به ;
قد يشتمل على حكمة الأمر والنهي ،
كما في قوله :
( خالفوا المشركين ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:42 PM
فلفظ النهي عن تخصيص وقت بصوم أو صلاة
يقتضي أن الفساد ناشئ من جهة الاختصاص ،
فإذا كان يوم الجمعة يوماً فاضلاً ;
يستحب فيه من الصلاة والدعاء
والذكر والقرآءة والطهارة
والطيب والزينة مالا يستحب في غيره ;
كان ذلك في مظنة أن يتوهم أن صومه أفضل من غيره ،
ويعتقد أن قيام ليلته كالصيام في نهاره ،
لها فضيلة على قيام غيرها من الليالي ،
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن التخصيص
دفعاً لهذه المفسدة
التي لا تنشأ إلا
من التخصيص .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:43 PM
وكذلك تلقي رمضان ;
قد يتوهم أن فيه فضلا ،
لما فيه من الاحتياط للصوم ،
ولا فضل فيه في الشرع ،
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن تلقيه لذلك .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:45 PM
وهذا المعنى موجود في مسألتنا ،
فإن الناس قد يخصون هذه المواسم
لاعتقادهم فيها فضيلة ،
ومتى كان تخصيص هذا الوقت بصوم أو بصلاة
قد يقترن باعتقاد فضل ذلك ولا فضل فيه ;
نُهي عن التخصيص ،
إذ لا ينبعث التخصيص
إلا عن اعتقاد الاختصاص .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:48 PM
ومن قال :
إن الصلاة والصوم في هذه الليلة كغيرها ;
هذا اعتقادي ،
ومع ذلك أنا أخصها;
فلا بد أن يكون باعثه إما تقليد غيره ،
وإما اتباع العادة ،
وإما خوف اللوم له ، ونحو ذلك ،
وإلا هو كاذب .
فالداعي إلى هذا العمل لا يخلو قط
من أن يكون ذلك عن الاعتقاد الفاسد ،
أو عن باعث آخر غير ديني .
وذلك الاعتقاد ضلال .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:50 PM
فإنا قد علمنا يقيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه وسائر الأئمة
لم يذكروا في فضل هذا اليوم
ولا في فضل صومه بخصوصه ،
وفضل قيام هذه الليلة بخصوصها
حرفاً واحداً ،
وأن الحديث المأثور فيها موضوع ،
وأنها إنما حدثت في الإسلام
بعد المائة الرابعة .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:54 PM
ولا يجوز - والحال هذه -
أن يكون لها فضل .
لأن ذلك الفضل إن لم يعلمه النبي
صلى الله عليه وسلم ،
ولا أصحابه
ولا التابعون ،
ولا سائر الأئمة ;
امتنع أن نعلم نحن من الدين
الذي يقرب إلى الله
ما لم يعلمه النبي
صلى الله عليه وسلم ،
ولا الصحابة ،
ولا التابعون وسائر الأئمة .
وإن علموه
امتنع مع توفر دواعيهم على العمل الصالح ،
وتعليم الخلق والنصيحة ;
أن لا يعلموا أحداً بهذا الفضل ،
ولا يسارع إليه واحد منهم .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 10:58 PM
فإذا كان هذا الفضل المُدَّعى
مستلزماً لعدم علم الرسول
وخير القرون ببعض دين الله ،
أو لكتمانهم وتركهم
ما تقتضي شريعتهم وعادتهم
أن لا يكتموه ولا يتركوه ،
وكل واحد من اللازمين مُنتفٍ :
إما بالشرع ،
وإما بالعادة مع الشرع ;
عُلم انتفاء الملزوم ،
وهو الفضل المُدَّعى .
أبو فراس السليماني
2014-10-13, 11:03 PM
ثم هذا العمل المبتدَع مستلزم :
إما لاعتقادٍ هو ضلال في الدين ،
أو عمل دين لغير الله ،
والتدين بالاعتقادات الفاسدة ،
أو التدين لغير الله ;
لا يجوز .
فهذه البدع وأمثالها مستلزمة قطعاً أو ظاهراً
لفعل ما لا يجوز ،
فأقل أحوال المستلزم
إن لم يكن محرماً أن يكون مكروهاً .
وهذا المعنى سارٍ في سائر البدع المحدَثة .
ثم هذا الاعتقاد
يتبعه أحوال في القلب من التعظيم والإجلال ،
وتلك الأحوال أيضاً باطلة ،
ليست من دين الله .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:57 AM
ولو فرض أن الرجل قد يقول :
أنا لا أعتقد الفضل ،
فلا يمكنه مع التعبد أن يزيل الحال الذي في قلبه
من التعظيم والإجلال .
والتعظيم والإجلال لا ينشأ إلا بشعور من جنس الاعتقاد ،
ولو أنه توهم أو ظن أن هذا الأمر ضروري ،
فإن النفس لو خلت عن الشعور بفضل الشيء ;
امتنعت مع ذلك أن تعظمه ،
ولكن قد تقوم به خواطر متقابلة .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:58 AM
فهو من حيث اعتقاده أنه بدعة ;
يقتضي منه ذلك عدم تعظيمه ،
ومن حيث شعوره بما روي فيه ،
أو بفعل الناس له ،
أو بأن فلاناً وفلاناً فعلوه ،
أو بما يظهر له فيه من المنفعة ;
يقوم بفعله وتعظيمه .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 06:00 AM
فعلمت أن فعل هذه البدع
تناقض الاعتقادات الواجبة ،
وتنازع الرسل ما جاءوا به عن الله ،
وأنها تورث القلب نفاقاً ،
ولو كان نفاقاً خفيفاً .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 06:02 AM
ومثلها مثل أقوام كانوا يُعظمون أبا جهل ،
أو عبدالله بن أبي سلول ;
لرياسته وماله ونسبه وإحسانه إليهم وسلطانه عليهم ،
فإذا ذمه الرسول أو بيَّن نقصه ،
أو أمر بقتله ;
فمَن لم يخلص إيمانه ،
وإلاَّ يبقى في قلبه منازعة
بين طاعة الرسول التابعة لاعتقاده الصحيح ،
واتباع ما في نفسه من الحال التابع لتلك الظنون الكاذبة .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 06:05 AM
فمن تدبر هذا ;
علم يقيناً ما في حشو البدع
من السموم المضعفة للإيمان ،
ولهذا قيل :
إن البدع مشتقة من الكفر .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 06:08 AM
وهذا المعنى الذي ذكرته
معتبر في كل ما نهى عنه الشارع من أنواع العبادات ،
التي لا مزية لها في الشرع ،
إذا جاز أن يتوهم لها مزية ،
كالصلاة عند القبور،
والذبح عند الأصنام،
ونحو ذلك ،
وإن لم يكن الفاعل معتقداً للمزية ،
لكن نفس الفعل قد يكون مظنة للمزية .
وكما أن
إثبات الفضيلة الشرعية مقصود ،
فرفع الفضيلة غير الشرعية مقصود أيضاً .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 01:29 PM
فإن قيل :
هذا يعارضه :
إن هذه المواسم مثلاً
فعلها قوم من أولي العلم والفضل
الصديقين فمن دونهم ،
وفيها من الفوائد يجدها المؤمن في قلبه وغير قلبه ،
من طهارة قلبه ورقته ،
وزوال آثار الذنوب عنه ،
وإجابة دعائه ونحو ذلك ،
مع ما ينضم إلى ذلك من العمومات الدالة
على فضل الصلاة والصيام ،
كقوله تعالى :
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى }[1] ،
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( الصلاة نور وبرهان ) ،
ونحو ذلك .
============
[1] - سورة إقرأ ، الآية : 9 ، 10 .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 01:32 PM
قلنا:
لا ريب أن من فعلها متأولاً مجتهداً أو مقلداً;
كان له أجر على حسن قصده ،
وعلى عمله من حيث ما فيه من المشروع ،
وكان ما فيه من المبتدَع مغفوراً له ،
إذا كان في اجتهاده أو تقليده من المعذورين،
وكذلك ما ذكر فيها من الفوائد كلها ،
إنما حصلت لما اشتملت عليه من المشروع في جنسه ;
كالصوم ، والذكر، و القرآءة ، والركوع والسجود ،
وحسن القصد في عبادة الله ،
وطاعته ودعائه ،
وما اشتملت عليه من المكروه ،
وانتفى موجبه بعفو الله ،
لا اجتهاد صاحبه أو تقليده .
وهذا المعنى ثابت في كل ما يذكر
في بعض البدع المكروهة من الفائدة .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 01:35 PM
لكن هذا القدر
لا يمنع كراهتها والنهي عنها ،
والاعتياض عنها بالمشروع
الذي لا بدعة فيه .
كما أن الذين زادوا الأذان في العيدين هم كذلك ;
بل اليهود والنصارى يجدون في عبادتهم أيضاً فوائد .
وذلك ;
لأنه لابد أن تشتمل عبادتهم على نوع ما مشروع في جنسه ،
كما أن قولهم لابد أن يشتمل على صدق ما مأثور عن الأنبياء ،
ثم مع ذلك
لا يوجب أن تفعل عباداتهم أو تروى كلماتهم ،
لأن جميع المبتدعات
لابد أن تشتمل على شر راجح
على ما فيها من خير ،
إذ لو كان خيرها راجحاً
لما أهملتها الشريعة .
فنحن نستدل بكونها بدعة
على أن إثمها أكبر من نفعها،
وذلك هو الموجب للنهي .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 01:38 PM
وأقول :
إن إثمها قد يزول عن بعض الأشخاص ;
لمعارض الاجتهاد أو غيره ،
كما يزول اسم الربا والنبيذ المختلف فيهما
عن المجتهدين من السلف ،
ثم مع ذلك يجب بيان حالهما ،
وأن لا يقتدى بمن استحلها ،
وأن لا يقصر في طلب العلم المبين لحقيقتها .
وهذا الدليل كاف
في بيان أن هذه البدع
مشتملة على مفاسد اعتقادية أو حالية
مناقضة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وأن ما فيها من المنفعة
مرجوح لا يصلح للمعارضة .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:04 PM
ثم يُقال على سبيل التفصيل :
إذا فعلها قوم ذوو فضل ،
فقد تركها قوم في زمان هؤلاء معتقدين لكراهتها ،
وأنكرها قوم كذلك ،
وهؤلاء التاركون والمنكرون إن لم يكونوا أفضل ممن فعلها ;
فليسوا دونهم في الفضل ،
ولو فرضوا دونهم في الفضل ،
فتكون حينئذ قد تنازع فيها أولوا الأمر ،
فترد إذن إلى
الله والرسول ،
وكتاب الله وسنة رسوله ;
مع من كرهها ،
لا مع من رخص فيها .
ثم عامة المتقدمين الذين هم أفضل من المتأخرين،
مع هؤلاء التاركين المنكرين .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:07 PM
وأما ما فيها من المنفعة ;
فيعارضه ما فيها من
مفاسد البدع الراجحة :
منها - مع ما تقدم من المفسدة الإعتقادية والحالية - :
أن القلوب تستعذبها وتستغني بها
عن كثير من السنن ،
حتى تجد كثيراً من العامة يحافظ عليها
ما لا يحافظ على التراويح والصلوات الخمس .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:09 PM
ومنها :
أن الخاصة والعامة تنقص بسببها عنايتهم بالفرائض والسنن ،
وتفتر رغبتهم فيها .
فتجد الرجل يجتهد فيها ، ويخلص وينيب ،
ويفعل فيها مالا يفعله في الفرائض والسنن ،
حتى كأنه يفعل هذه البدعة عبادة ،
ويفعل الفرائض والسنن عادة ووظيفة ،
وهذا عكس الدين ،
فيفوته بذلك
ما في الفرائض والسنن من المغفرة والرحمة ،
والرقة والطهارة والخشوع ،
وإجابة الدعوة وحلاوة المناجاة ،
إلى غير ذلك من الفوائد.
وإن لم يفته هذا كله ،
فلا بد أن يفوته كماله .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:11 PM
ومنها :
ما في ذلك من مصير المعروف منكراً ،
والمنكر معروفاً ،
وما يترتب على ذلك
من جهالة أكثر الناس بدين المرسلين ،
وانتشار زرع الجاهلية .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:13 PM
ومنها : اشتمالها على أنواع من المكروهات في الشريعة ،
مثل: تأخير الفطور ،
وأداء العشاء الآخرة بلا قلوب حاضرة والمبادرة إلى تعجيلها ،
والسجود بعد السلام لغير السهو ،
وأنواع من الأذكار ومقاديرها لا أصل لها ،
إلى غير ذلك من المفاسد
التي لا يدركها إلا من استنارت بصيرته ،
وسلمت سريرته .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:16 PM
ومنها :
مسارقة الطبع إلى الانحلال من ربقة الاتباع ،
وفوات سلوك الصراط المستقيم .
ومن ذلك أن النفس فيها نوع من الكبر ،
فتحب أن تخرج من العبودية
والاتباع بحسب الإمكان ،
كما قال أبو عثمان النيسابوري رحمه الله :
( ما ترك أحد شيئاً من السنة
إلا لكبر في نفسه ) .
ثم هذا مطية لغيره ،
فينسلخ القلب عن حقيقته الاتباع للرسول ،
ويصير فيه من الكبر وضعف الإيمان
ما يفسد عليه دينه أو يكاد ،
وهم يحسبون
أنهم يحسنون صنعاً .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:18 PM
ومنها :
ما تقدم التنبيه عليه في أعياد أهل الكتاب
من المفاسد التي توجد في كلا النوعين المحدَثين :
النوع الأول الذي فيه مشابهة ،
والنوع الذي لا مشابهة فيه .
والكلام في ذم البدع
لما كان مقرراً في غير هذا الموضع
لم نطل النفس في تقريره ،
بل نذكر بعض أعيان هذه المواسم .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:22 PM
فـصــــــل
قد تقدم أن العيد يكون اسماً لنفس المكان ،
ولنفس الزمان ،
ولنفس الاجتماع .
وهذه الثلاثة قد أحدث منها أشياء .
أما الزمان فثلاثة أنواع ،
ويدخل فيها بعض بدع أعياد المكان والأفعال :
أحدها :
يوم لم تعظمه الشريعة أصلاً ،
ولم يكن له ذكر في وقت السلف ،
ولا جرى فيه ما يُوجب تعظيمه ،
مثل أول خميس من رجب ،
وليلة تلك الجمعة التي تسمى الرغائب ،
فإن تعظيم هذا اليوم والليلة
إنما حدث في الإسلام بعد المائة الرابعة ،
وروي فيه حديث موضوع باتفاق العلماء
مضمونه فضيلة صيام ذلك اليوم ،
وفعل هذه الصلاة
المسماة عند الجاهلين بصلاة الرغائب ،
وقد ذكر ذلك بعض المتأخرين
من العلماء من الأصحاب وغيرهم .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:25 PM
والصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم ;
النهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم
وعن هذه الصلاة المحدَثة ،
وعن كل ما فيه تعظيم لهذا اليوم من صنع الأطعمة ،
وإظهار الزينة ونحو ذلك .
حتى يكون هذا اليوم بمنزلة غيره من بقية الأيام ،
وحتى لا يكون له مزية أصلاً .
وكذلك يوم آخر في وسط رجب
تصلى فيه صلاة تسمى صلاة أم داود .
فإن تعظيم هذا اليوم
لا أصل له في الشريعة أصلا .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:40 PM
النوع الثاني :
ما جرى فيه حادثة كما كان يجري في غيره ،
من غير أن يوجب ذلك جعله موسماً ،
ولا كان السلف يعظمونه ،
كثامن عشر ذي الحجة ،
الذي خطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بغـدير خم ;
مرجعه من حجة الوداع .
فإنه صلى الله عليه وسلم خطب فيه خطبة ،
وصى فيها باتباع كتاب الله ، ووصى فيها بأهل بيته .
كما روى مسلم في صحيحه
عن زيد بن الأرقم رضي الله عنه .
فزاد بعض أهل الأهواء في ذلك ،
حتى زعموا أنه عهد إلى علي رضي الله عنه
بالخلافة بالنص الجلي ،
بعد أن فرش له وأقعده على فرش عالية ،
وذكروا كلاماً باطلاً ،
وعملاً قد عُلم بالاضطرار
أنه لم يكن من ذلك شيء ،
وزعموا أن الصحابة تمالؤا على كتمان هذا النص ،
وغصبوا الوصي حقه ،
وفسقوا وكفروا إلا نفراً قليلا .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:42 PM
والعادة التي جبل الله عليها بني آدم ،
ثم ما كان عليها القوم من الأمانة والديانة ،
وما أوجبته شريعتهم من بيان الحق ;
يوجب العلم اليقيني
بأن مثل هذا يُمتنع كتمانه .
أبو فراس السليماني
2014-10-14, 05:49 PM
وليس الغرض الكلام في مسألة الإمامة ،
وإنما الغرض :
أن اتخاذ هذا اليوم عيداً
محدَث لا أصل له .
فلم يكن في السلف
لا من أهل البيت ولا من غيرهم
من اتخذ ذلك عيداً ;
حتى يحدث فيه أعمالاً ،
إذ الأعياد شريعة من الشرائع ،
فيجب فيها الاتباع
لا الابتداع ،
وللنبي صلى الله عليه وسلم خطب وعهود
ووقائع في أيام متعددة ،
مثل يوم بدر ، وحنين ، وفتح مكة ،
ووقت هجرته ، ودخوله المدينة ،
وخطب له متعددة ، يذكر فيها قواعد الدين .
ثم لم يوجب ذلك
أن يتخذ مثال تلك الأيام أعياداً ،
وإنما يفعل مثل هذا النصارى ،
الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعياداً ;
أو اليهود .
وإنما العيد شريعة ،
فما شرعه الله اتبع ،
وإلا لم يحدث في الدين
ما ليس منه.
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 05:59 AM
وكذلك ما يحدثه بعض الناس ;
إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام ،
وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له ،
والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد [1] لا على البدع ،
من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً
مع اختلاف الناس في مولده ،
فإن هذا لم يفعله السلف ،
مع قيام المقتضي له ، وعدم المانع منه ،
ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً ;
لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا ،
فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وتعظيماً له منا ،
وهم على الخير أحرص .
=============
[1] - هذا تعليق من الشيخ محمد حامد فقي رحمه الله قال :
كيف يكون لهم ثواب على هذا ؟
وهم مخالفون لهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهدى أصحابه ؟
فإن قيل : لأنهم اجتهدوا فأخطأوا ،
فنقول : أي اجتهاد في هذا ،
وهل تركت نصوص العبادات مجالاً للاجتهاد؟
والأمر فيه واضح كل الوضوح .
وما هو إلا غلبة الجاهلية وتحكم الأهواء ،
حملت الناس على الإعراض عن هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى دين اليهود والنصارى والوثنيين .
فعليهم ما يستحقونه من لعنة الله وغضبه .
وهل تكون محبة وتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن هديه
وكراهية ما جاء به من الحق لصلاح الناس من عند ربه ،
والمسارعة إلى الوثنية واليهودية والنصرانية ؟ ،
ومن هم أولئك الذين أحيوا تلك الأعياد الوثنية ؟
هل هم مالك أو الشافعي أو أحمد أو أبو حنيفة أو السفيانان
أو غيرهم من أئمة الهدى رضي الله عنهم ،
حتى يعتذر لهم ولأخطائهم ؟ كلا ،
بل ما أحدث هذه الأعياد الشركية إلا العبيديون الذين أجمعت الأمة على زندقتهم ،
وأنهم كانوا أكفر من اليهود والنصارى ، وأنهم كانوا وبالاً على المسلمين ،
وعلى أيديهم وبدسائسهم وما نفثوا في الأمة من سموم الصوفية الخبيثة ;
انحرف المسلمون عن الصراط المستقيم ،
حتى كانوا مع المغضوب عليهم والضالين .
وكلام شيخ الإسلام نفسه يدل على خلاف ما يقول من إثابتهم ،
لأن حب الرسول وتعظيمه الواجب على كل مسلم ;
إنماهو باتباع ما جاء به من عند الله
كما قال الله تعالى
(آل عمران : 31 )
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ،
وقال ( النساء : 60 - 65 )
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا } ،
وقال تعالى ( النور : 47 - 52 )
{ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا
ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِين َ *
وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ *
وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ *
أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ
بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ *
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ
أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }اهـ
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 06:03 AM
وإنما كمال محبته وتعظيمه وطاعته واتباع أمره ،
وإحياء سنته باطناً وظاهراً ،
ونشر ما بعث به ،
والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان .
فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين
من المهاجرين والأنصار ،
والذين اتبعوهم بإحسان .
وأكثر هؤلاء الذين تجدونهم حرصاء
على أمثال هذه البدع ،
مع ما لهم فيها من حسن القصد والاجتهاد
الذي يرجى لهم به المثوبة ;
تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أمر بالنشاط فيه ،
وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه ،
أو يقرأ فيه ولا يتبعه ،
وبمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه ،
أو يصلي فيه قليلاً ،
وبمنزلة من يتخذ المسابح والسجادات المزخرفة ،
وأمثال هذه الزخارف الظاهرة التي لم تشرع ،
و يصحبها من الرياء والكبر والاشتغال عن المشروع
ما يفسد حال صاحبها ،
كما جاء في الحديث :
( ما ساء عمل أمة قط إلا زخرفوا مساجدهم ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 06:05 AM
وأعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير ،
لاشتماله على أنواع من المشروع ،
وفيه أيضاً شر من بدعة وغيرها ،
فيكون ذلك العمل شراً
بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكلية ،
كحال المنافقين والفاسقين .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 12:52 PM
وهذا قد ابتلي به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة ،
فعليك هنا بأدبين :
أحدهما :
أن يكون حرصك على التمسك بالسنـّة باطناً وظاهراً
في خاصتك وخاصة من يطيعك .
واعرف المعروف ، وأنكر المنكر .
الثاني :
أن تدعو الناس إلى السنـّة بحسب الإمكان ،
فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه ،
فلا تدعو إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه ،
أو بترك واجب أو مندوب
تركه أضر من فعل ذلك المكروه .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 12:55 PM
ولكن إذا كان في البدعة نوع من الخير ،
فعوّض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان ،
إذ النفوس لا تترك شيئاً إلا بشيء ،
ولا ينبغي لأحد أن يترك خيراً إلا إلى مثله ،
أو إلى خير منه .
فإنه كما أن الفاعلين لهذه البدع معيبون قد أتوا مكروهاً،
فالتاركون أيضاً للسنن مذمومون ،
فإن منها : ما يكون واجباً على الإطلاق ،
ومنها: ما يكون واجباً على التقييد ،
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 12:57 PM
كما أن الصلاة النافلة لا تجب ،
ولكن من أراد أن يصليها يجب عليه أن يأتي بأركانها ،
وكما يجب على من أتى الذنوب ;
أن يأتي بالكفارات والقضاء والتوبة
والحسنات الماحية ،
وما يجب على من كان إماماً ،
أو قاضياً ، أو مفتياً ،
أو والياً من الحقوق،
وما يجب على طالبي العلم ،
أو نوافل العبادة من الحقوق .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 12:59 PM
ومنها :
ما يكره المداومة على تركه كراهة شديدة ،
ومنها
ما يكره تركه أو يجب فعله على الأئمة دون غيرهم ،
وعامتها يجب تعليمها والحض عليها والدعاء إليها .
وكثيـر من المنكـرين لبدع العبـادات
تجـدهم مقصِّرين في فعـل السنـن من ذلك
أو الأمر به .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:02 PM
ولعل حال كثير منهم
يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العادات المشتملة
على نوع من الكراهة ،
بل الدين هو :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
ولا قوام لأحدهما إلا بصاحبه ،
فلا ينهى عن منكر
إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه ،
كما يُؤمر بعبادة الله ،
ويُنهى عن عبادة ما سواه .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:05 PM
إذ رأس الأمر :
شهادة أن لا إله إلا الله .
والنفوس قد خُلقت لتعمل لا لتترك ،
وإنما الترك مقصوداً لغيره ،
فإن لم يشتغل بعمل صالح ،
وإلا لم تترك العمل السيء أو الناقص ،
لكن لما كان من الأعمال السيئة
ما يُفسد عليها العمل الصالح
نُهيت عنه حفظاً للعمل الصالح .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:07 PM
فتعظيم المولد واتخاذه موسماً ;
قد يفعله بعض الناس ،
ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده ،
وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس;
ما يُستقبح من المؤمن المسدَّد ،
ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء
أنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك ،
فقال : فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب .
أو كما قال .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:09 PM
مع أن مذهبه :
أن زخرفه المصاحف مكروهة .
وقد تأول بعض الأصحاب
أنه أنفقها في تجديد الورق والخط .
وليس مقصود أحمد هذا ،
وإنما قصده :
أن هذا العمل فيه مصلحة ،
وفيه أيضاً مفسدة كُره لأجلها .
فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا ;
وإلا اعتاضوا الفساد الذي لا صلاح فيه ،
مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور ،
ككتب الأسماء أو الأشعار ،
أو حكمة فارس والروم .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:12 PM
فتفطن لحقيقة الدين ،
وانظر ما اشتلمت عليه الأفعال
من المصالح الشرعية والمفاسد ،
بحيث تعرف ما ينبغي من مراتب المعروف ،
ومراتب المنكر ،
حتى تقدم أهمها عند المزاحمة .
فإن هذا حقيقة العمل بما جاءت به الرسل .
فإن التمييز بين جنس المعروف وجنس المنكر ،
وجنس الدليل وغير الدليل ;
يتيسر كثيراً .
أما مراتب المعروف والمنكر ومراتب الدليل ،
بحيث تقدم عند التزاحم أعرف المعروفين فتدعوا إليه ،
وتنكر أنكر المنكرين ،
وترجح أقوى الدليلين ،
فإنه هو خاصة العلماء بهذا الدين .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:14 PM
فالمراتب ثلاث :
إحداها :
العمل الصالح المشروع الذي لا كراهة فيه .
والثانية :
العمل الصالح من بعض وجوهه أو أكثرها ،
إما لحسن القصد ،
أو لاشتماله مع ذلك على أنواع من المشروع .
الثالثة :
ما ليس فيه صلاح أصلاً ،
إما لكونه تركاً للعمل مطلقاً ،
أو لكونه عملاً فاسداً محضاً .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:17 PM
فأما الأول :
فهو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنها وظاهرها ،
قولها وعملها ;
في الأمور العلمية والعملية مطلقاً .
فهذا هو الذي يجب تعلمه وتعليمه
والأمر به وفعله
على حسب مقتضى الشريعة
من إيجاب واستحباب .
والغالب على هذا الضرب
هو أعمال السابقين الأولين
من المهاجرين والأنصار
والذين اتبعوهم بإحسان .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:19 PM
وأما المرتبة الثانية :
فهي كثيرة جداً في طرق المتأخرين
من المنتسبين إلى علم أو عبادة ،
ومن العامة أيضاً ،
وهؤلاء خير ممن لا يعمل عملاً صالحاً مشروعاً
ولا غير مشروع ،
أو من يكون عمله من جنس المحرم ،
كالكفر والكذب والخيانة والجهل ،
ويندرج في هذا أنواع كثيرة .
فمن تعبد ببعض هذه العبادات المشتملة
على نوع من الكراهة ;
كالوصال في الصيام ،
وترك جنس الشهوات ونحو ذلك ،
أو قصد إحياء ليال لا خصوص لها ;
كأول ليلة من رجب ونحو ذلك ;
قد يكون حاله خيراً من حال البطَّال
الذي ليس فيه حرص على عبادة الله وطاعته ،
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:21 PM
بل كثير من هؤلاء الذين ينكرون هذه الأشياء
زاهدون في جنس عبادة الله ;
من العلم النافع، والعمل الصالح
أو في أحدهما
لا يحبونها ولا يرغبون فيها ،
لكن لا يمكنهم ذلك في المشروع ،
فيصرفون قوتهم إلى هذه الأشياء ،
فهم بأحوالهم منكرون للمشروع وغير المشروع ،
وبأقوالهم لا يمكنهم إلا إنكار غير المشروع .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:22 PM
ومع هذا ;
فالمؤمن من يعرف المعروف وينكر المنكر ،
ولا يمنعه من ذلك موافقة بعض المنافقين له
ظاهراً في الأمر بذلك المعروف ،
والنهي عن ذلك المنكر ،
ولا مخالفة بعض علماء المؤمنين .
فهذه الأمور وأمثالها
مما ينبغي معرفتها والعمل بها
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:24 PM
النوع الثالث :
ما هو معظم في الشريعة كيوم عاشوراء ،
ويوم عرفة ، ويومي العيدين ،
والعشر الأواخر من شهر رمضان ،
والعشر الأول من ذي الحجة ،
وليلة الجمعة ويومها،
والعشر الأول من محرم ،
ونحو ذلك من الأوقات الفاضلة .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:28 PM
فهذا الضرب قد يحدث فيه ما يعتقد أن له فضيلة ،
وتوابع ذلك ما يصير منكراً ينهى عنه ،
مثل ما أحدث بعض أهل الأهواء
في يوم عاشوراء من التعطش ،
والتحزن والتجمع ،
وغير ذلك من الأمور المحدَثة
التي لم يشرعها الله ولا رسوله ،
ولا أحد من السلف ،
لا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا من غيرهم ) .
اهـ المقصود [1] .
============
[1] - انظر اقتضاء الصراط المستقيم ، ص 267 – 299 .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:33 PM
وبهذا يظهر لنا وجه تدليس المالكي وتلبيسه ،
حيث نقل بعض الكلام ،
وترك بعضه مما هو حجة عليه ،
فنقل قول الشيخ :
( وكذلك ما يحدثه بعض الناس ،
إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام ،
وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له ،
والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد ،
لا على البدع ).
ثم انتقل بعد ذلك إلى كلام آخر
يعتقد تأييده لما لبَّس به ، ودلَّس ،
ثم ترك بقية الكلام الذي هذا نصه :
( والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد ،
لا على البدع
من اتخاذ مولد النبي
صلى الله عليه وسلم عيداً ،
مع اختلاف الناس في مولده ،
فإن هذا لم يفعله السلف
مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه ،
ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً
لكان السلف رحمهم الله أحق به منا ..)
إلى آخر ما ذكره مما تقدم نقله .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:36 PM
ثم ما معنى قول الشيخ
وكذلك ما يُحدثه بعض الناس ،
أنه رحمه الله يستعرض مجموعة من البدع ،
ومنها بدعة المولد ،
فقال :
ومثل ذلك ما يحدثه بعض الناس ...
من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:38 PM
ثم إنه رحمه الله
أنصف متخذي الموالد
إذا كان قصدهم محبة النبي صلى الله عليه وسلم
وتعظيمهم إياه ،
فذكر أن الله قد يثيبهم على هذا القصد ،
لا على القيام بالبدعة ،
فإن الآخذين بها مأزورون
ومعاقبون بعقوبة الابتداع وهي النار،
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:40 PM
حيث قال صلى الله عليه وسلم :
( كل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة ،
وكل ضلالة في النار ) .
أشبه من صلى وترك الصيام ،
فهو مثاب على صلاته ،
مأزور على تركه الصيام .
وهذا معنى قوله رحمه الله :
( فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ،
ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده
وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كما قدمت لك أنه يحسن من بعض الناس ،
ما يُستـقبح من المؤمن المسدد ) اهـ .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:43 PM
وهذا القول من شيخ الإسلام
محمول على من فعل المولد لتأويل أو تقليد ،
أما من عرف أنه بدعة
ثم فعله
ولو كان عن حسن نية
أو لأجل محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ;
فإن هذا يأثم ولا يُؤجر ،
ويُذم ولا يُمدح ،
لكونه تعمد على بصيرة فعل ما حرمه الله ،
وبكونه ابتدع في الدين
ما لم يأذن به الله ،
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:45 PM
و النصوص من الكتاب والسنة
كلها تدل على ذمه
واستحقاقه العقوبة لا الإثابة ،
كما يعلم ذلك من تدبر النصوص ،
وعرف ما دلت عليه من النهي عن البدع ،
والتحذير منها
وشدة الوعيد في ذلك ،
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 01:57 PM
وكلام شيخ الإسلام رحمه الله
يجب أن يُنزَّل على ذلك ،
كما دل عليه كلامه في مواضع كثيرة مما تقدم نقله .
والقاعدة الشرعية
أن المجمل يُفسَّر بالمبيَّن ،
والمشتبه يُفسَّر بالمحكم ،
ولا يجوز عكس ذلك
ولا يفعله إلا أهل الزيغ
كما في قوله تعالى :
{ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ }
والله المستعان .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 02:32 PM
مفهـوم المولد
في نظر المالكي
ثم ذكر المالكي بعد ذلك مفهوم المولد في نظره ، فقال ما نصه :
( إننا نرى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليست له كيفية مخصوصة ;
لابد من الالتزام وإلزام الناس بها ،
بل إن كل ما يدعو إلي الخير ، ويجمع الناس إلى الهدى ،
ويرشدهم إلى ما فيه منفعتهم في دينهم ودنياهم ;
يحصل به تحقيق المقصود من المولد النبوي .
ولذلك لو اجتمعنا على شيئ من المدائح التي فيها ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم
وفضله وجهاده وخصائصه ،
ولم نقرأ قصة المولد النبوي التي تعارف الناس على قرآءتها ، واصطلحوا عليها ،
حتى ظن بعضهم أن المولد النبوي لا يتم إلا بها ،
ثم استمعنا إلى ما يلقيه المتحدثون من مواعظ وإرشادات ،
أقول لو فعلنا فإن ذلك داخل تحت المولد النبوي الشريف ،
ويتحقق به معنى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف .
وأظن أن هذا المعنى لا يختلف فيها اثنان ،
ولا ينتطح فيه عنزان ) اهـ .
هذا المفهوم سنقف عنده عدة وقفات :
الوقفة الأولى :
عند قوله بأن الاحتفال بالمولد يحصل
ولو لم يكن على هيئة مخصوصة .
ونقول له :
الاحتفال بالمولد بدعة ،
ولو لم يكن على هيئة مخصوصة ،
لأن مقيميه يقصدون من إقامته القربة إلى الله تعالى ،
فهو لديهم دين ، وأمر مشروع .
هذا الدين لم يكن معهوداً
في الصدر الأول من الإسلام ،
فلم يقمه صلى الله عليه وسلم ،
وهو أحرص الناس على فعل الخير ،
ولم يقمه أحد من أقاربه ،
ولا من أهله ،
ولا أقامه احد من أصحابه ،
ولا أحد من التابعين أو أتباعهم ،
حتى انقضت القرون الثلاثة المشهود لها ولأهلها بالخير .
فهو حدَث في الدين ،
وكل محدثة بدعة .
وقد قدمنا من البيان والتوضيح وتوجيه القول ببدعته ،
ونقلنا من أقوال أهل العلم المعتد بهم
ما فيه الكفاية .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 02:36 PM
الوقفة الثانية :
عند قوله :
باعتبار الاحتفال بالمولد ،
ولو لم يكن على صفة مخصوصة ،
ولو لم نقرأ فيه قصة المولد المتعارف عليها .
هذا القول يقوله المالكي لذر الرماد في العيون ،
وإلا فمعروف لدينا أنه لا يكتفـي بإقامة المولد في ليلة المولد
في أي مكان تدركه تلك الليلة ،
وإنما يشد الرحال إلى المدينة المنورة ،
ومعه تلاميذه وأتباعه والمفتونون ببدعه .
وفي المدينة له أتباع وسذج غرَّر بهم ،
فهيئوا له ولأتباعه مكان الاحتفال ومستلزماته ،
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 02:39 PM
ولعل اختياره المدينة مكاناً للاحتفال ،
ليختصر للحضره النبوية طريق الوصول إلى احتفاله ،
أو بطريق الأحرى والأحق
لتكون أذيته لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر إيلاماً ،
لما يلقى في ذلك الاحتفال من شركيات ،
وما يشتمل عليه من تخيلات وتوهمات ،
إن لم يشتمل على ما تشتمل عليه الموالد الأخرى ،
في البلاد الأخرى المفتونة بما فتن به المالكي وأشياخه وأتباعه ،
من اختلاط مشين
ورقص وغناء واستجداء ،
وغير ذلك مما يعرفه الراسخون
في علم سرائره وخصائصه ومستلزماته .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 02:42 PM
الوقفة الثالثة :
عند قوله :
أي اجتماع تلقى فيه المواعظ والإرشادات ، وتلاوة القرآن ،
فإن ذلك داخل تحت الاحتفال بالمولد الشريف .
أقول :
إن نوى بذلك الاجتماع إقامة الاحتفال بالمولد
أداء لمشروعية استحبابه حسب عقيدة القائلين به ;
فلا شك أن نية الابتداع متوفرة ،
وبالتالي فإن الأعمال بنياتها .
فمن هاجر إلى الله ورسوله ،
فهجرته إلى الله ورسوله ،
ومن هاجر لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها
فهجرته إلى ما هاجر إليه .
العمل واحد والقصد مختلف ،
والجزاء على قدر النية ،
إن خيراً فخير ،
وإن شراً فشر .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 02:46 PM
وقد سبق لنا نقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
في حكم الاجتماعات الدورية على الذكر ،
أو على صلاة تطوع ، فقال :
( لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه ،
لما فيه من تغيير الشريعة
وتشبيه غير المشروع بالمشروع ،
ولو ساغ ذلك
لساغ أن يعمل صلاة أخرى وقت الضحى ،
أو بين الظهر والعصر،
وتراويح في شعبان ،
أو أذان في العيدين ،
أو حج إلى الصخرة بـبيت المقدس ،
وهذا تغيير لدين الله ،
وتبديل له ،
وهكذا القول
في ليلة المولد وغيرها ) اهـ .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 05:06 PM
رأي المالكي
في القيام في المولد
ومناقشته
ثم انتقل المالكي بعد ذلك
إلى الحديث عن القيام في المولد ،
فقال :
( أما القيام في المولد النبوي عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم ،
وخروجه إلى الدينا ،
فإن بعض الناس يظن ظناً باطلاً لا أصل له عند أهل العلم فيما أعلم
بل عند أجهل الناس ،
ممن يحضر المولد ويقوم مع القائمين ،
وذاك الظن السيء هو أن الناس يقومون معتقدين
أن النبي صلى الله عليه وسلم يدخل إلى المجلس في تلك اللحظة بجسده الشريف ،
ويزيد سوء الظن ببعضهم فيرى أن البخور والطيب له ،
وأن الماء الذي يوضع في وسط المجلس ليشرب منه ،
وكل هذه الظنون لا تخطر ببال عاقل من المسلمين )
إلى أن قال
( نعم نعتقد أنه صلى الله عليه وسلم حي حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه ،
وأن روحه جوّالة سيّـاحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى ،
ويمكن أن تحضر مجالس الخير ، ومشاهد النور و العلم ،
وكذلك أرواح خلص المؤمنين من أتباعه )
إلى أن قال
( إذا علمت هذا فاعلم أن القيام في المولد النبوي ليس هو بواجب ولا سنـّة ،
ولا يصح اعتقاد ذلك أبداً ،
إنما هي حركة يعبّر بها الناس عن فرحهم وسرورهم ،
فإذا ذكر أنه صلى الله عليه وسلم ولد وخرج إلى الدنيا
يتصور السامع في نفس اللحظة
أن الكون كله يرقص فرحاً وسروراً بهذه النعمة ،
فيقوم مظهراً لذلك الفرح و السرور معبّراً ،
فهي مسألة عادية محضة لا دينية ،
لأنها ليست عبادة ولا شريعة ولا سنة ،
وما هي إلا أن جرت عادة الناس بها ،
واستحسن ذلك من استحسنه من أهل العلم )
إلى أن قال
( إن هذا القيام لتصور شخص النبي صلى الله عليه وسلم في الذهن
شيء محمود ومطلوب ،
بل لابد أن يتوفر في ذهن المسلم الصادق في كل حين )
إلى آخر ما ذكره [1] .
وكعادتنا فسنقف مع المالكي في القيام عدة وقفات :
الوقفة الأولى :
اعترافه بأن القيام عند قرآءة قصة المولد عادة اعتادها الناس ،
فليست دينية ولا شرعية ، ولا مستحبة .
ونقول للمالكي بأنه متناقض في قوله ،
ولا يخفى علينا أن قصده من هذا القول
ذر الرماد في العيون ،
وإن كانت عقيدته في مشروعية القيام
تأبى عليه الاستمرار في هذه المراوغة ;
فقد عقد فصلاً تحدث فيه
عن وجوه استحسان القيام في المولد ،
لو أدرجه باباً في كتاب الترغيب والترهيب ،
وجعله من المسائل المرغب في الأخذ بها ;
لكان حديثه في ذلك مشابهاً
للحديث في الترغيب في مكارم الأخلاق ،
ووجوه التقرب إلى الله .
وفيما يأتي سيكون لنا معه عدة وقفات
حول مناقشته عن كل وجه ذكره
لاستحسان القيام في المولد .
============
[1] - جاء في كتاب الشيخ أبي بكر الجزائري
( الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف )
ذكر صفة المولد ، حيث قال :
( وكيفيته : أن تذبح الذبائح ، وتعد الاطعمة ،
ويدعى الأقارب والأصدقاء وقليل من الفقراء ،
ثم يجلس الكل للاستماع ،
فيتقدم شاب حسن الصوت فينشد الأشعار ،
ويترنم بالمدائح ، وهم يرددون معه بعض الصلوات ،
ثم يقرأ قصة المولد حتى إذا بلغ "
وولدته آمنة مختوناً " قام الجميع إجلالاً وتعظيماً ،
ووقفوا دقائق في إجلال وإكبار تخيلاً منهم
وضع آمنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ثم يؤتى بالمجامر وطيب البخور فيتطيب الكل ،
ثم تدار أكؤس المشروبات الحلال فيشربون ،
ثم تقدم قصاع الطعام فيأكلون وينصرفون
وهم معتقدون أنهم قد تقربوا إلى الله تعالى بأعظم قربة ) اهـ .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 05:12 PM
الوقفة الثانية :
عند قوله :
إن حضور الحضرة النبوية
خاصة بروحه الشريفة لا بجسده الشريف ،
وتشنيعه الإنكار على من يقول
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل إلى مجلس المولد بجسده ،
واعتباره ذلك من الجرأة
على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونعتقد أن المالكي في هذا
متناقض أيضاً مع عقيدته ،
فطالما أنه يعتقد بأن من صلى عليه صلاة
– وذكر نوعها –
في اليوم والليلة خمسمائة مرة ،
لا يموت حتى يجتمع بالنبي
صلى الله عليه وسلم يقظة [1] .
فما المانع من أن يحضر صلى الله عليه وسلم
هذا الحفل الخاص بذكرى ولادته ،
وما يتلى في هذا المحفل من آيات الإجلال والإكبار ،
والتقديس والاحترام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ورفع منزلته
إلى مقام الألوهية والربوبية ،
يحضر هذا المحفل بروحه وجسده ،
ما دام نوراً لا ظل له في شمس ولا قمر ،
وما دام سيجتمع يقضة بمن يصلي عليه ،
الصلاة التي عينها المالكي في كتابه
" الذخائر المحمدية " .
============
[1] - انظر كتابه " الذخائر المحمدية " ، ص 107 .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 05:16 PM
حقاً إن الشاطبي رحمه الله
قد أنصف البدعيين وأظهرهم على حقيقتهم ،
حينما قال :
إنهم لا يستطيعون المجادلة والمناظرة ،
لأنهم يفتقدون عناصر الإقناع والاحتجاج لما يعتقدون .
ولهذا حكم المالكي على نفسه
بأنه قال ما فيه افتراء محض ،
وفيه وقاحة
وقباحة
وجرأة
على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تصدر إلا من مبغض حاقد ،
أو جاهل معاند ،
وليختر المالكي لنفسه أحد الأمرين
وكلاهما شر ،
وأحلاهما مر .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 05:24 PM
الوقفة الثالثة :
عند عقيدته أنه صلى الله عليه وسلم حيٌّ حياة برزخية كاملة ،
لائقة بمقامه صلى الله عليه وسلم .
لاشك أنه صلى الله عليه وسلم حيّ حياة برزخية
لا يعلم كنهها وكيفيتها إلا الله تبارك وتعالى ،
وأن الأموات كلهم يحيون حياة برزخية ،
السعيد سعيد بأسباب سعادته ،
والشقي شقي بأسباب شقاوته .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 05:27 PM
أما القول بأن روحه صلى الله عليه وسلم
تحضر مجالس الذكر ومشاهد النور ،
فالعلم بذلك أمر لا يمكن إثباته
إلا بأحد طريقين ،
إما النقل الصريح الثابت عمن لا ينطق عن الهوى ،
أو الشهادة بذلك ممن جاء من الحياة البرزخية ،
وكلا الأمرين متعذر ،
فتعين علينا الإيمان بمجمل الحياة البرزخية ،
كما جاءت النصوص الصريحة بذلك
من كتاب الله تعالى ،
وسنـّة رسوله صلى الله عليه وسلم .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 05:31 PM
كما يتعين علينا الوقوف
عن التفاصيل العارية عما يثبتها موقف المنكر ،
لما في الاعتراف بها
من تصديق ما لم يقم عليه دليل عقلي ولا نقلي ،
فضلاً عما في الأخذ بها
من إتاحة الفرص لأرباب الدجل ،
وأبالسة الإنس والجن ،
لإلزام العامة باعتقاد
وجود أرواح أنبياء وشهداء وصدّيقين وأولياء ;
تحضر مجالسهم ،
وأنهم يأمرون وينهون ،
ويوجهون ويحرمون ويحللون .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 05:34 PM
وقد كان لهذا المنطلق السيء خلفياته السيئة ،
ومردوداته الآثمة ،
في نشوء فِرَق تدَّعي الإسلام ،
وترجع في تشريعها
إلى ما يقول الأقطاب والأوتاد عن أرواح الأولياء ،
من الأمر والنهي والتحليل والتحريم ،
وإعفاء من بلغ مبلغاً معيناً من الأقطاب والأوتاد
عن الكثير من المقتضيات الشرعية ،
باعتباره بلغ درجة يقوم فيها بأعمال جسام
في مجال العبادة والخلوات ،
لا تدركها العامة أو خاصة العامة .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 05:46 PM
كما أن عقيدة حضور الحضرة النبوية لمجالس الموالد;
أعطى المجذوبين و المخبولين
مجالاً للقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأنه اتصل به ،
وأنه غاضب من كذا ،
ومنشرح صدره لكذا،
وأنه يلزمه الاتصال بالولاة ليعملوا كذا،
وينتهوا عن كذا ،
إلى آخر المزاعم والإفتراءات
التي نسمعها من أولئك ،
وقـتاً بعد وقت ،
وحيناً بعد حين .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 05:54 PM
وإذا كان المالكي يقول
بإمكان حضور الحضرة النبوية ;
فإننا نشك في اعتقاده ذلك ،
إلا أننا نرى أنه بمقالته هذه ،
وبأباطيله
وترهاته
وأضاليله
وتخبطاته
مما قال في رسالته هذه ،
أو في طامته الكبرى
" الذخائر المحمدية " .
إنه بذلك يمهد لأن يكون خليفة للإمام العربي ،
قائد العصبة الهاشمية ،
والسدنة العلوية ،
والساسة الحسنية ، والحسنية .
ذلك الذي لا يسمح لأحد بزيارته
إلا لمحمد علوي مالكي ،
ومن كان على شاكلته .
وقد سبق أن أوردنا ما جاء في
قرار هيئة كبار العلماء
من علاقة المالكي
بقائد هذه الفرق
الصوفية المتطرفة .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 06:58 PM
الوقفة الرابعة :
عند قوله :
إن القيام لتصور شخص النبي صلى الله عليه وسلم في الذهن .
وقد سبق أن انتقد القائلين بحضور الحضرة النبوية للمجالس روحاً وجسداً ،
وتحدث بما يشعر أنه يرى أن الحضور النبوي إنما هو بالروح فقط ،
لأن روحه صلى الله عليه وسلم جوّالة سيّـاحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى ،
وأنه يمكن أن يحضر مجالس الذكر ومشاهد العلم والنور .
وهذا من المالكي
تخبط في القول
وتناقض في الإيراد ،
فحضور الروح المجالس غير التصور الذهني .
وعلى افتراض التسليم بما ذكره المالكي
من أن القيام في المولد إكباراً وتقديراً لمن تم تصوره في الذهن .
أفلا يعتبر هذا القيام ضرباً من
الهوس
والحمق
والتصرف الجنوني ;
حينما يتصور الذهن فتقوم الأعضاء
بتقديم الاحترام لمجرد التصور الذهني ؟ .
أبو فراس السليماني
2014-10-15, 07:05 PM
لنفترض أن المالكي
كان حاضراً في مجلس من المجالس العامة ،
ثم تذكر أباه وتصوره تصوراً ذهنياً ،
فقام في المجلس أمام الحضور ،
ثم جلس ،
فسُئل عن ذلك
فأجاب بأن قيامه احتراماً لأبيه المتوفى ،
حيث تصوره في هذا المجلس تصوراً ذهنياً ،
أيسلم له أحد بصحة هذا التصرف ،
وصدوره من عاقل ؟
أم يلتفت بعضهم إلى بعض
متسائلين عما أصاب صاحبهم
من لوثة في عقله
ووسوسة في صدره ؟ .
ومثل هذا التصرف تصرف من يحكي على نفسه ،
لأنه يتصور من يحاكيه في ذهنه ،
ثم يحاكيه ،
والمجتمع يعرف أن هذا التصرف
مبدأ مرض عقلي .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 11:51 AM
استحسان المالكي القيام في المولد لعدة وجوه
جرى مناقشتها ثم ردها
ثم انتقل المالكي بعد ذلك
إلى ذكر وجوه استحسان القيام في المولد ،
فقال :
الوجه الأول
أنه جرى عليه العمل في سائر الأقطار والأمصار ،
واستحسنه العلماء شرقاً وغرباً ،
والقصد به تعظيم صاحب المولد الشريف صلى الله عليه وسلم ،
وما استحسنه المسلمون فهو عند الله حسن ،
وما استقبحوه فهو عند الله قبيح ،
كما تقدم في الحديث .اهـ .
لا ندري ما هي أقطار المالكي وأمصاره ؟ ،
وإن كنا نظن أنه يعني تلك البلدان
التي وجد فيها أجناس من أهل الطرق الصوفية ،
ووجد فيها الكثير من المشاهد القبورية ،
التي يرتادها من يتمسح بها
ويطلب البركة من أهلها ،
أولئك الذين جرى منهم العمل ،
حينما يقيمون الموالد ،
فيقومون عند قرآءة قصة المولد .
ونعتقد أن المالكي يعجز كل العجز
عن أن يعطينا قطرأً واحداً ،
ومصراً واحداً في
الصدر الأول من الإسلام
في القرون الثلاثة المفضلة،
أمثال أهل المدينة ومكة والطائف والكوفة
والبصرة والقاهرة ودمشق
وغيرها من مدن الإسلام
المنتشرة شرقاً وغرباً .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 11:55 AM
ولكنه الآن يستطيع أن يعطينا
الكثير من الأقطار الإسلامية مع الأسف ،
بعد أن انتشرت البدع والمحدثات ،
وأقيمت القباب والمباني الضخمة على القبور ،
وأصبحت بعض هذه المشاهد يضاهي الحج إليها
الحج إلى بيت الله ;
في قيمة ذلك في نفوس حجاجها وعدد من يقصدها ،
وعقيدة آميها ،
وفيمن قصدوه وحجوا إليه ،
كما هو الحال في النجف وفي طنطا وبنها ،
وفي غيرهما ،
وذلك حصائد ما زرعه
القرامطة والرافضة والفاطميون والنصيريون وغيرهم .
فهل يعتبر المالكي
عمل هؤلاء حجة فيما ذكره ؟ .
اللهم إنا نستخلفك
في عقلية المالكي ،
وفي عقيدة المالكي ،
وفي العلم الشرعي
الذي أخذه المالكي من مدارس حكومته .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 11:58 AM
فأيُّ المسلمين استحسنوا ذلك ؟
أهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذين هم أشد الناس محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وأقواهم تصوراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 11:59 AM
أهم التابعون الذين عاصروا أصحاب رسول الله ،
ورأوا ما يعمله أصحاب رسول الله ،
ورووا ما قاله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 12:01 PM
أم هم أتباع التابعين
من أهل القرون الثلاثة المفضلة
من الأئمة الأربعة ،
ورجال الحديث ،
ورجال التفسير،
ورجال التاريخ والسير ،
ومن كان معاصراً لهم من الزهاد والعباد ؟ .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 12:11 PM
أم أن الاستحسان
من القرامطة والفاطميين
والروافض والإسماعيليين والعلويين
والقاديانيين والتيجانيين ،
وغيرهم وغيرهم
من الفرق القبورية والصوفية ،
ومن قلَّدهم بغير علم ؟؟!!
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 12:13 PM
لقد استنكر المسلمون البدع والمحدثات
واستقبحوها ،
وعظموا أمر أوزار القائمين عليها
بما في ذلك بدعة المولد جملة وتفصيلاً ،
مستضيئين في ذلك
بالنصوص النبوية الصريحة الواضحة الثابتة ،
وبآثار الصحابة في ذلك ،
وقد تقدم لنا الكثير من أقوال أهل العلم
في ذلك في مختلف العصور،
في عصر الشاطبي وابن رجب والعز بن عبد السلام ،
وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن حجر
و ابن النحاس
وغيرهم .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 01:45 PM
وهذا الشيخ محمد رشيد رضا
يتحدث عن المولد وعن بدعة المولد
فيقول إجابة عن سؤال وجه إليه عن حكم المولد ،
وأول من فعله ،
وأي الموالد أحرى وأحسن للقرآءة ،
فيقول :
( هذه الموالد بدعة بلا نزاع ،
وأول من ابتدع الاجتماع لقراءة قصة المولد
أحد ملوك الشراكسة بمصر ،
ولم نطلع على قصة من قصص المولد النبوي الشريف
إلا ورأينا فيها كثيراً من الأخبار الموضوعة )[1] اهـ .
=========
[1] - المجلد 4 ، ص 1243 ، فتاوى رشيد رضا .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 01:53 PM
وقال في موضع آخر من الفتاوى ما نصه :
( سئل الحافظ ابن حجر عن الاحتفال بالمولد النبوي
هل هو بدعة أم له أصل ،
فأجاب بقوله :
أصل عمل المولد بدعة ،
لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ،
ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها ،
فمن جرد عمله في المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة ،
ومن لا ; فلا .
وأقول :
إن الحافظ رحمه الله تعالى حجة في النقل ،
فقد كان أحفظ حفاظ السنـّة والآثار ،
ولكنه لم يؤت ما أوتي الأئمة المجتهدون من قوة الاستنباط ،
فحسبنا من فتواه ما تعلق بالنقل ،
وهو أن عمل المولد بدعة
لم تنقل عن أحد من سلف الأمة الصالح
من أهل القرون الثلاثة ،
التي هي خير القرون بشهادة الصادق المصدوق
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ،
ومن زعم بأنه يأتي في هذا الدين بخير مما جاء به رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وجرى عليه ناقلوا سنته بالعمل ;
فقد زعم أنه صلى الله عليه وسلم
لم يُؤد رسالة ربه على الوجه الأكمل .
كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى ،
وقد أحسن صاحب عقيدة الجوهرة ،
في قوله :
وكل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 01:57 PM
وأما قول الحافظ :
إن من عمل فيه من المحاسن وتجنب ضدها
كان عمله بدعة حسنة ،
ومن لا فلا ;
ففيه نظر ،
ويعني بالمحاسن قراءة القرآن ،
وشيء من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
في بدء أمره من ولادته وتربيته وبعثته ،
والصدقات ،
وهي مشروعة لا تعد من البدع ،
إنما البدعة فيها جعل هذا الاجتماع المخصوص ،
بالهيئة المخصوصة ،
والوقت المخصوص ،
وجعله من قبل شعائر الإسلام
التي لا تثبت إلا بنص الشارع ،
بحيث يظن العوام الجاهلون بالسنن
أنه من أعمال القرب المطلوبة شرعاً ،
وهو بهذه القيود بدعة سيئة ،
وجناية على دين الله تعالى ،
وزيادة فيه تعد من شرع ما لم يأذن به الله ،
ومن الافتراء على الله ،
والقول في دينه بغير علم .
فكيف إذا وصل الجهل بالناس إلى تكفير تاركه ،
كأنه من قواعد العقائد المعلومة من الدين بالضرورة ،
أليس يعد في هذه الحال ،
وبين هؤلاء الجهال ،
من أكبر كبائر البدع
التي تقوم الأدلة على كونها من الكفر بشرطه ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 02:01 PM
فإن الزيادة في ضروريات الدين القطعية وشعائره ;
كالناقص منها ،
يخرجه عن كونه هو الدين الذي جاء خاتم النبيين
عن الله تعالى القائل فيه
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } ،
فهو تشريع ظاهر مخالف لنص إكمال الدين،
وناقض له،
ويقتضي أن مسلمي الصدر الأول
كان دينهم ناقصاً أو كفاراً .
وقد ورد أن أبا بكر وعمر وابن عباس رضي الله عنهم
قد تركوا التضحية في عيد النحر
لئلا يظن الناس أنها واجبة ،
كما ذكره الإمام الشاطبي في الاعتصام وغيره [1].
أفلا يجب بالأولى
ترك حضور هذه الحفلات المولدية ،
وإن خليت من القبائح ، واشتملت على المحاسن )
=========
[1] - انظر ص 276 ، ج 2 ، من " الاعتصام " .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 02:04 PM
إلى أن قال :
( فكيف إذا كانت مشتملة على بدع ومفاسد أخرى ،
كالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سيرته وأقواله وأفعاله ،
كما هو المعهود في أكثر القصص المولدية ،
التي اعتيد التغني بها في هذه الحفلات .
وأما القيام عند ذكر وضع أمه له صلى الله عليه وسلم ،
وإنشاد بعض الشعر أو الأغاني في ذلك ،
فهو من جملة هذه البدع ،
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 02:09 PM
وقد صرح بذلك
الفقيه ابن حجر المكي الشافعي،
الذي يعتمد هؤلاء العلويون على كتبه في دينهم
فقال عند ذكر الإنكار على من يقوم عند قرآءة
{ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ }[1] ،
لما ورد في ذلك ،
بسبب قد زال
ما نصه :
( ونظير ذلك فعل كثير عند ذكر مولده صلى الله عليه وسلم ،
ووضع أمه له من القيام ، وهو أيضاً بدعة
لم يرد فيه شيء )
إلى أن قال
( فإن البدعة التي تعتريها الأحكام الخمسة ،
ويقال أن منها حسنة وسيئة ،
هي البدع في العادات ،
وأما البدع في العبادات
فلا تكون إلا سيئة ،
كما صرح به المحققون ) [2] اهـ .
=========
[1] - سورة النحل ، الآية : 1 .
[2] - انظر ج 5 ، ص 2112 ، من فتاوى رشيد رضا .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 08:42 PM
ثم ذكر المالكي الوجه الثاني فقال :
الوجه الثاني
أن القيام لأهل الفضل مشروع ثابت بالأدلة الكثيرة من السنة ،
إلى آخر قوله .
ونقف معه عند هذا الوجه وقفتين :
إحداهما :
أن القيام في مجالس المولد
لم يكن لأهل الفضل بصورة محسوسة ،
كدخول ذي فضل أو علم أو جاه مجلس قوم ما ;
فيقوم أهل ذلك المجلس احتراماً وتقديراً لذلك الداخل ;
ليسلموا عليه ويصافحوه ،
وإنما القيام في مجالس الموالد
لأمر ادعائي وهمي ،
لا يمكن لأي مجتمع ذي وعي عقلي أن يقرّه ،
أو يضفي عليه صفة التصرف العقلي المقبول ،
فإذا أضيف إلى هذا القيام
ما ينبغي أن تشتمل عليه هيئة تلك المجالس
من وضع بخور وطيب في وسط حلقة الجلوس ،
وماء معطر ويستحسن أن يكون من زمزم ;
لتقوم الحضرة النبوية عند حضورها بالشرب من ذلك الماء ،
والتطيب من ذلك الطيب ،
كملت عندنا صورة التصرف اللاعقلي .
وإن أنكر المالكي ما للطيب والماء والبخور
من قصد مخصوص بالحضرة النبوية ،
فإن لتقية الروافض رائحة فيما يكتب .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 08:45 PM
الوقفة الثانية :
عند قوله :
إن القيام لأهل الفضل مشروع وثابت بالأدلة الكثيرة من السنة .
ونقول للمالكي
بأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ،
فكما أن هناك أدلة من السنة قد تدل على مشروعية القيام ،
فإن هناك أدلة شرعية أخرى صريحة وواضحة
تدل على خلاف ذلك ،
ومنها ما روى الترمذي بإسناده
عن أنس رضي الله عنه ،
قال :
لم يكن شخص أحب إلينا
من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وكانوا إذا رأوه لم يقوموا ;
لما يعلمون من كراهته لذلك.
وقال حديث حسن صحيح غريب ،
وقد أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم ،
وقد ذكره الحافظ في الفتح
وذكر تصحيح الترمذي له ،
وأقره على تصحيحه .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 08:47 PM
وروى الترمذي أيضاً بإسناده إلى أبي مجلز ،
قال خرج معاوية ،
فقام عبدالله بن الزبير وابن صفوان حين رأوه ،
فقال : اجلسا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
من سرّه أن يتمثل له الرجال قياماً
فليتبوأ مقعده من النار .
قال الترمذي وهذا حديث حسن .
وقد أخرجه أحمد وأبو داود .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 08:49 PM
وللترمذي عن أبي أمامة قال :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئاً على عصا ،
فقمنا ،
فقال :
لا تقوموا كما تقوم الأعاجم ،
يُعظم بعضها بعضا .
وأخرجه أيضاً أبو داود وابن ماجه .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 08:52 PM
قال الشيخ عبدالرحمن المباركفوري
في كتابه " تحفة الأحوذي "
في حكم القيام
شرحاً لهذه الأحاديث ما نصه :
اعلم أنه قد اختلف أهل العلم
في قيام الرجل للرجل عند رؤيته ،
فجوّزه بعضهم كالنووي وغيره ،
ومنعه بعضهم كالشيخ أبي عبدالله بن الحاج المالكي ، وغيره .
وقال النووي في الأذكار :
وأما إكرام الداخل في القيام ،
فالذي نختاره أنه مستحب ،
لمن كان فيه فضيلة ظاهرة ،
من علم أو صلاح أو شرف أو ولاية ونحو ذلك ،
ويكون هذا القيام للبر والإكرام والاحترام ،
لا للرياء والإعظام ،
وعلى هذا استمر عمل السلف والخلف ،
وقد جمعت في ذلك جزءاً ،
جمعت فيه الأحاديث والآثار
وأقوال السلف وأفعالهم الدالة على ما ذكرته ،
وذكرت فيه ما خالفها ،
وأوضحت الجواب عنه ،
فمن أشكل عليه من ذلك شيء ،
ورغب في مطالعته ،
رجوت أن يزول إشكاله ،
انتهى .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 08:56 PM
قلت ،
وقد نقل ابن الحاج ذلك الجزء في كتابه " المدخل " ،
وتعقب على كل ما استدل به النووي ،
فمن أقوى ما تمسك به
حديث أبي سعيد عند الشيخين :
إن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد ،
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه فجاء فقال :
قوموا إلى سيدكم الحديث .
وقد أجاب عنه ابن الحاج بأجوبة منها :
إن الأمر بالقيام لغير ما وقع فيه النزاع ،
وإنما هو لينزلوه عن دابته ،
لما كان فيه من المرض ،
كما جاء في بعض الروايات ،
انتهى .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 08:59 PM
قال الحافظ :
قد وقع في مسند عائشة عند أحمد
من طريق علقمة بن وقاص عنها ،
في قصة غزوة بني قريظة ،
وقصة سعد بن معاذ ومجيئة مطولاً،
وفيها قال أبو سعيد:
فلما طلع قال النبي صلى الله عليه وسلم :
قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ،
وسنده حسن .
وهذه الزيادة تخدش الاستدلال بقصة سعد
على مشروعية القيام المتنازع فيه ،
انتهى .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 09:02 PM
ومما تمسك به النووي
حديث كعب بن مالك في قصة توبته وفيه :
فقام إليّ طلحة بن عبدالله يهرول،
فصافحني وهنأني.
وأجاب عنه ابن الحاج ;
بأن طلحة إنما قام لتهنئته ومصافحته ،
ولو كان قيامه محل النزاع لما انفـرد به .
فلم ينقـل أن النبي صلى الله عليه وسلم قام له ،
ولا أمر به ،
ولا فعله أحد ممن حضروا ،
وإنما انفرد طلحة لقوة المودة بينهما ،
على ما جرى به العادة ،
أن التهنئة والبشارة و نحو ذلك ،
تكون على قدر المودة والخلطة ،
بخلاف السلام
فإنه مشروع على من عرفت
ومن لم تعرف .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 09:05 PM
ومما تمسك به النووي حديث عائشة ،
قالت :
( ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً ودلاً وهدياً
برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة ،
كانت إذا دخلت عليه قام إليها ،
وأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه ،
وكان إذا دخل عليها قامت إليه
فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها ) .
أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم ،
وأجاب عنه ابن الحاج
باحتمال أن يكون القيام لها
لأجل إجلاسها في مكانه إكراماً لها ،
لا على وجه القيام المنازع فيه ،
لا سيما ما عرف من ضيق بيوتهم،
وقلة الفرش فيها ،
فكانت إرداة إجلاسه لها في موضعه
مستلزمة لقيامه .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 09:08 PM
ومما تمسك به النووي
ما أخرجه أبو داود عن عمرو بن الحارث ،
أن عمر ابن السائب حدثه
أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً يوماً ،
فأقبل أبوه من الرضاعة ،
فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه ،
ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر ،
فجلست عليه ،
ثم أقبل أخوه من الرضاعة
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأجلسه بين يديه .
وأجاب عنه ابن الحاج
بأن هذا القيام ،
لو كان محل النزاع
لكان الوالدان أولى به من الأخ ،
وإنما قام للأخ إما لأن يوسع له في الرداء أو المجلس .
قلت
هذا الحديث معضل
كما صرح به ابن المنذري في تلخيص السنن ،
فلا يصلح للاستدلال .
وتمسك النووي بروايات أخرى ،
وأجاب عنها ابن الحاج
بأنها ليست من محل النزاع .
والأمر كما قال ابن الحاج ،
وأجاب النووي عن أحاديث كراهية قيام الرجل للرجل ،
بما لا يشفي العليل ،
ولا يروي الغليل
كما بينه ابن الحاج مفصلاً .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 09:12 PM
قلت
حديث أنس المذكور
يدل على كراهية القيام المتنازع فيه ،
وهو قيام الرجل للرجل عند رؤيته ،
وظاهر حديث عائشة يدل على جوازه ،
وجواب ابن الحاج عن هذا الحديث غير ظاهر ،
واختلف في وجه الجمع بينهما ،
فقيل حديث أنس محمول على كراهة التنزيه ،
وقيل هو محمول على القيام على طريق الإعظام ،
وحديث عايشة على القيام من سفر ،
أو للتهنئة لمن حدثت له نعمة ،
أو لتوسيع المجلس ،
فهو جائز بالإتفاق .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 09:16 PM
نقل العيني في شرح البخاري
عن أبي الوليد بن رشد ،
أن القيام على
أربعة أوجه :
الأول محظور،
وهو أن يقع لمن يريد أن يُقام له تكبراً
أو تعاظماً على القائمين إليه.
والثاني مكروه ،
وهو أن يقع لمن لا يتكبر ولا يتعاظم على القائمين ،
ولكن يخشى أن يدخل نفسه لسبب ذلك ما يحذر ،
ولما فيه من التشبه بالجبابرة.
والثالث جائز،
وهو أن يقع على سبيل البر والإكرام
لمن لا يريد ذلك ،
ويؤمن معه التشبه بالجبابرة .
والرابع مندوب ،
وهو أن يقوم لمن قدم من سفر، فرحاً بقدومه ،
يُسلم عليه ،
أو إلى من تجددت له نعمة فيهنئه بحصولها ،
أو مصيبة فيعزيه بسببها ،
انتهى .
وقال الغزالي
القيام على سبيل الإعظام مكروه ،
وعلى سبيل البر والإكرام لا يُكره ،
قال الحافظ في الفتح
هذا تفصيل حسن ) اهـ [1] .
============
[1] - انظر الجزء الثامن " تحفة الأحوذي " ، ص 29 – 33 .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 09:24 PM
وذكر الوجه الثالث بقوله :
الوجه الثالث :
ورد في الحديث المتفق عليه
قوله صلى الله عليه وسلم خطاباً للأنصار :
قوموا لسيدكم .
وهذا القيام كان تعظيماً لسيدنا سعد رضي الله عنه ،
ولم يكن من أجل كونه مريضاً ،
وإلا لقال قوموا إلى مريضكم ،
ولم يقل إلى سيدكم ،
ولم يأمر الجميع بالقيام ،
بل أمر البعض .اهـ .
هذا الحديث أجاب عنه ابن الحاج إجابة
ذكرها ابن حجر في الفتح فقال :
وقد اعترض عليه الشيخ أبو عبدالله بن الحاج ،
فقال ما ملخصه:
لو كان القيام المأمور به لسعد هو المتنازع فيه;
لما خص به الأنصار ،
فان الأصل في أفعال القُرَب التعميم ،
ولو كان القيام لسعد على سبيل البر والإكرام ،
لكان هو صلى الله عليه وسلم أول من فعله ،
وأمر به من حضر من أكابر الصحابة ،
فلمّا لم يأمر به ، ولا فعله ولا فعلوه ;
دل ذلك على أن الأمر بالقيام
لغير ما وقع فيه النزاع ،
وإنما هو لينزلوه عن دابته ،
لما كان فيه من المرض ،
كما جاء في بعض الروايات ،
ولأن عادة العرب أن القبيلة تخدم كبيرها ،
فلذلك خصَّ الأنصار بذلك دون المهاجرين ،
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 09:27 PM
مع أن المراد بعض الأنصار لا كلهم ،
وهم الأوس منهم ،
لأن سعد بن معاذ كان سيدهم دون الخزرج ،
وعلى تقدير تسليم أن القيام المأمور به
حينئذ لم يكن للإعانة ;
فليس هو المتنازع فيه ،
بل لأنه غائب قدم ،
والقيام للغائب إذا قدم مشروع .
قال :
ويحتمل أن يكون القيام المذكور
إنما هو لتهنئته بما حصل له من تلك المنزلة الرفيعة ،
من تحكيمه والرضا بما يحكم به ،
والقيام لأجل التهنئة مشروع أيضاً .
إلى آخر ما ذكره مما يطول إيراده .[1] .
============
[1] - انظر الجزء 11 ، ص 51 ، فتح الباري شرح صحيح البخاري .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 09:40 PM
فهذا الوجه والوجه الثاني والوجه الرابـع ;
كلها تدور حول حكـم القيـام للرجـل ،
للتقدير والإكرام والإجلال ،
ولا يخفى ما في المسألة من خلاف بين أهل العلم ،
و قد ذكر ابن حجر رحمه الله
في شرحه حديث الأمر بالقيام لسعد رضي الله عنه
ملخص ما في المسألة من خلاف ،
وما بين العالمين الكبيرين النووي وابن الحاج
من أخذ ورد في الموضوع ،
جرى منا ذكر ملخصه
فيما ذكره المباركفوري
في كتابه " تحفة الأحوذي " .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 09:48 PM
ثم ذكر المالكي الوجه الخامس بقوله :
الوجه الخامس
قد يقال :
إن ذلك في حياته وحضوره صلى الله عليه وسلم ،
وهو في حالة المولد غير حاضر .
فالجواب عن ذلك :
إن قارئ المولد الشريف مستحضر له صلى الله عليه وسلم
بتشخيص ذاته الشريفة ،
فهو عليه الصلاة والسلام
قادم في العالم الجسماني من العالم النوراني ;
من قبل هذا الوقت بزمن الولادة الشريفة ،
وحاضر عند قول التالي :
فولد صلى الله عليه وسلم ، بحضور ظلي ،
هو أقرب من حضوره الأصلي ،
ويُؤيد هذا الاستحضار التشخيصي و الحضور الروحاني
أنه عليه الصلاة والسلام متخلق بأخلاق ربه ،
وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي :
أنا جليس من ذكرني .
وفي رواية أنا مع من ذكرني .
فكان مقتضى تأسيه بربه ، وتخلقه بأخلاقه ،
أن يكون صلى الله عليه وسلم حاضراً مع ذاكره
في كل مقام يذكر فيه بروحه الشريفة ،
ويكون استحضار الذاكر ذلك
موجباً لزيادة تعظيمه صلى الله عليه وسلم .اهـ .
لنا مع المالكي في هذا الوجه الذي ذكره
وقفتان :
الوقفة الأولى :
عند قوله :
قد يقال إن ذلك في حياته وحضوره صلى الله عليه وسلم
وهو في حالة المولد غير حاضر .
إننا نؤكد على المالكي
إن كان محباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ولسنـّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما يرغبه ،
وينشرح له صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ;
أن يرجع إلى الأحاديث الصحيحة الثابتة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما رواه أنس وأبو أمامه ومعاوية ،
فهي صريحة في نهيه صلى الله عليه وسلم عن القيام ،
ومعرفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أن ذلك
مما يكرهه صلى الله عليه وسلم ،
وأنهم لذلك لا يقومون له
إذا حضر مجلسهم ،
هذا في حياته صلى الله عليه وسلم ،
فإذا افترضنا أن روحه صلى الله عليه وسلم
تشترك مع المحتفلين بالمولد ;
فهل من الأدب مع روحه صلى الله عليه وسلم
أن نقابلها بما تكره ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 09:56 PM
ثم إننا نكرر ما قلناه
بأن المالكي يتخبط فيما يقول
- وإن كنا نعذره في ذلك ،
لأن هذه عادة وطريقة أهل البدع والمحدثات -
فتارة يقول إن القيام تعظيم لكمال تصوره صلى الله عليه وسلم في الذهن ،
ومثلنا لمسألة التصور والقيام تعظيماً لذلك التصور
بما يعطي الكفاية من الإزدراء والسخرية بعقول أهل هذا النظر .
وتارة يقول بحضور روحه الشريفة مجالس الذكر ،
وذكرنا خطأ هذا الاعتقاد
وخطورة القول به على العقيدة ،
وأنه أوسع الأبواب للدجل
والابتداع
والتخريف
وانتهاك حرمات العقول .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 10:07 PM
الوقفة الثانـية :
عند قوله :
بأن مقتضى تأسيه بربه أن يكون حاضراً مع ذاكره
في كل مقام يذكر فيه بروحه الشريفة .
لا شك أن المالكي ينطلق بقوله هذا
من عقيدته أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم
مقام ألوهية وربوبية ،
فهو يقول طالما أن الله تعالى يقول :
أنا جليس من ذكرني ،
أنا مع من ذكرني ،
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمقتضى تأسيه بربه كذلك ،
جليس من ذكره
وهو [ مع ] من ذكره .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 10:15 PM
إن المالكي بما قرأناه له
في كتابه ( الذخائر المحمدية )
من أن الخلق خلقوا لأجل محمد ،
وأن محمداً له علم شامل ،
يعلم الروح
والأمور الخمسة التي اختص الله تعالى بعلمها،
وأن له مقاليد السموات والأرض ،
وأن له حق الإقطاع في الجنة ،
وأنه نور لا ظل له في شمس ولا قمر،
وأنه حيّ الآن تعرض عليه أعمال أمته ،
ويصلي في قبره بأذان وإقامة ،
ويصوم ويحج ،
إلى آخر ما ذكره
مما جرى استعراضه في كتابنا هذا ،
مما هو مناقض
لمقتضى قول الله تعالى:
{ سُبْحَانَ رَبِّي
هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً }[1] .
وقوله تعالى :
{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ
وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ
إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ
وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ }[2] .
===========
[1] - سورة الإسراء ، الآية : 93 .
[2] - سورة الأحقاف ، الآية : 9 .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 10:21 PM
إن المالكي بحكم عقيدته في رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما ذكرناه عنه مما أورده في كتابه ،
وأشرنا إلى صفحات ذلك من الكتاب نفسه ;
لا يُستغرب منه
أن يجعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
من القدرة ما لله تعالى ،
فيقول :
بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
معنا أينما كـنا ،
فهذا في معنى قوله :
( بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر مع ذاكره
في كل مقام يذكر فيه بروحه الشريفة ) اهـ .
أبو فراس السليماني
2014-10-16, 10:28 PM
لا شك أنه صلى الله عليه وسلم متأدب بأدب القرآن ،
إلا أن ذلك مقيد بطاقته وقدرته البشرية ،
إلا فيما يثبت به النقل الصريح
من خصوصيات له صلى الله عليه وسلم ،
مما هو فوق الطاقة البشرية ،
فيجب إثبات ذلك والإيمان به
كمعجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم ،
ولا يجوز لنا إثبات خلاف ذلك
بطريق القياس
أو الأولوية
مما يخرجه عن محيط البشرية .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 06:03 AM
مولـد ابن الدبيـع
وما فيه من منكرات
ثم انتقل المالكي إلى فصل ختامي ،
استعرض فيه الكتب المصنفة في قصة المولد ،
وأثنى على أصحابها .
وقد ذكر فيما ذكر أن قصة المولد عبارة عن استعراض
لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
من ولادته حتى وفاته .اهـ
وإذا كان كذلك ،
فنحن نعتز ونفتخر باقتناء الكتب المصنفة
في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ونعتبر أسعد وقت
هو الوقت الذي نقضيه في تلاوة كتاب الله تعالى ،
ومدارسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وما اشتملت عليه من جوانب الإشراق الصافية ،
من إيمان ثابت وصبر صادق ،
وتضحية بالغالي والنفيس ،
وجهاد في سبيل الله ،
ونصح للأمة ،
وأداء كامل للرسالة ،
وشكر لله تعالى ،
حتى تورمت قدماه صلى الله عليه وسلم من العبادة ،
واحتساب لما يناله من الأذى والمشقة
في سبيل إبلاغ الرسالة ،
وتفصيل لما أجمله كتاب الله ،
وبيان شامل لكل خير ينفع أمته ،
ولكل شر يضر أمته .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 06:07 AM
وإذا كان من أهل العلم من ألف كتاباً
في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشمائله ،
وما يتلى في بيوته من آيات الله والحكمة ،
وجاء من سمى ذلك مولداً ،
فإذا لم يشتمل ذلك الكتاب
على مثل ما اشتملت عليه كتب المالكي ،
وأخصها كتابه الذميم ( الذخائر المحمدية )
من المبتدعات
والشركيات
والمنكرات ،
ولم يقصد مؤلف ذلك الكتاب التاريخي لحياة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أن يتلى ليلة المولد ،
حيث إن في قصد ذلك اعترافاً بمشروعية مجالس المولد ،
المتفق عليها من القائلين بها أنفسهم أنها بدعة ،
إذا لم يكن شيء من ذلك ;
فهل يجوز الاعتراض على مؤلفات
في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ،
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 06:10 AM
وهل يجوز الاعتراض
على من استهدف في تأليفه
إظهار حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة ;
حتى يحصل لها الاقتداء والتأسي والاتعاظ والاعتبار ،
والتخلي بأخلاق الإسلام ،
والتأدب بآداب القرآن ،
ومحاولة التحلي بما تحلى به صلى الله عليه وسلم
من كريم الأخلاق ونبل الشمائل ؟ .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 06:17 AM
وقد ذكر المالكي أن ممن ألف في قصص المولد :
الحافظ وجيه الدين عبدالرحمن الشيباني اليمني
المعروف بابن الدبيع ،
وقد صنف مولداً نبوياً مشهوراً في كثير من البلاد . اهـ .
لقد سُئل عن هذا المولد
الشيخ محمد رشيد رضا بسؤال هذا نصه :
من أحد أهالي جوهر في جنوب ميلاي ،
أنكر أحد طلبة العلم وهو رجل غريب قرآءة قصة الموالد النبوية للديبعي ،
ولعله غير المحدث بدعوى أن فيها كذباً وخرافات ،
والقصة المذكورة مما يداوم على قرآءتها للعوام
عدد وافر من الذين يعتقـد فيهم الولاية ،
يقـولـون للعوام أن روحانية المصطفى صلى الله عليه وسلـم
تحضره من أوله إلى آخره ،
وتحضر في غيره عند القيام فقط ،
فترى هجيري أهل هذه البلاد قصة المولد المذكورة ،
فهي قد مرت على سمع الجم الغفير من العلماء ،
ولم ينكرها غير الرجل المذكور ،
فهل هو مصيب ، أم لا ؟ .
فأجاب رحمه الله بقوله :
( الصواب ما قال ذلك الطالب الغريب ،
ولعله من الغرباء الذين ذكروا في حديث مسلم :
" يبدأ الدين غريباً وسيعود غريباً كما بدأ
فطوبى للغرباء " .
وقد قرأت طائفة من هذه القصة ،
فإذا بصاحبها يقول في فاتحتها :
فسبحانه تعالى من ملك ،
أوجد نور نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من نوره ،
قبل أن يخلق آدم من الطين اللازب ،
وعرض فخره على الأشياء ،
وقال هذا سيد الأنبياء وأجل الأصفياء وأكرم الحبائب ،
قيل هو آدم أنيله به أعلى المراتب .
ثم ذكر إبراهيم وموسى وعيسى بمثل هذه الأسجاع الركيكة ،
فهذا كذب صريح على الله تعالى ،
لم يروه المحدثون .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 06:26 AM
ثم رأيته يذكر في ( ص 6 – 7 )
حديثين أحدهما عن ابن عباس ، رفعه :
أن قريشاً كانت نوراً بين يدي الله تعالى
قبل أن يخلق آدم بألفي عام ،
يسبح الله ذلك النور ،
وتسبح الملائكة بتسبيحه ، إلخ .
وهذا كذب ظاهر أيضاً ،
وقريش كانت قبل الإسلام مشركة ،
وعند ظهور الإسلام
كان منها أشد الناس كفراً وإيذاءً للنبي صلى الله عليه وسلم ،
وصداً عن سبيل الله ،
فما معنى ذلك الأصل النوراني
الذي يناقضه هذا الفرع الظلماني ؟ ..
والثاني أثر عن كعب الأحبار لا يصح ،
وقد سماه مؤلف القصة حديثاً لجهله .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 06:35 AM
أما قول
قراء هذه القصة من المحتالين على الرزق
بدعوى الولاية ;
أن روحانية المصطفى تحضر مجالسهم
التي يكذبون فيها عليه ;
فمثله كثير من أولئك الدجالين ،
ولا علاج لهذا الجهل إلا كثرة العلماء بالسنـّة ،
والدعاة إليها بين المسلمين ،
وذلك بساط قد طوي ،
وإن كثيراً من المسلمين ليعادوننا
ولا ذنب لنا عندهم ،
إلا الانتصار للسنـّة السنيـّة ،
والدعوة إلى الله ورسوله بالحق
لا بالأهواء ) [1] .
============
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - انظر الجزء 2 ، ص 464 من فتاوى محمد رشيد .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 06:43 AM
فهذا مولد ابن الديبع ،
وهو المولد المشهور في كثير من البلدان ;
كما يذكر ذلك المالكي .
وقد اقتطف لنا الشيخ محمد رشيد رحمه الله
مقتطفات قد تدل على صحة وحقيقة
ما يقوله السائل عن الطالب الغريب ;
بأن في قصة مولد ابن الديبع كذباً وخرافات ،
وقد يكون هذا المولد نموذجاً للموالد الأخرى .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 06:48 AM
وقد تحصلنا على نسخة من مولد ابن الديبع ،
مما أخرجه وعلق عليه محمد علوي المالكي ،
وهو منسوب إلى الحافظ المحدث عبدالرحمن الشيباني ،
فوجدناه هو المولد الذي اطلع عليه
الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله ،
وسخر منه واستهزأ بمؤلفه ،
ووصفه بالجهل ،
وفيه الحديثان اللذان أنكرهما الشيخ محمد رشيد .
ولعل المالكي قد تصرف في الحديث الأول فحذف منه :
إن قريشاً كانت نوراً بين يدي الله تبارك وتعالى .
وقد رأينا في مولد السخاوي هذه العبارة مثبتة
من حديث ابن عباس ،
وذكره السخاوي عن القاضي عياض في الشفاء بلا سند .
ويظهر لنا أن المالكي حينما تصرف
بحذف ما حذف من الحديث ;
كان يقصد من ذلك تمرير هذا الحديث
دون أن يكون فيه
ما يلفت النظر .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 06:56 AM
وسواء عندنا صدر ذلك المولد عن ابن الديبع المحدث الشهير ،
أم صدر عن غيره بذلك الاسم ،
أم انتحل اسم ابن الديبع ليكون في ذلك ترويج لهذا المولد ;
فالواجب على طالب العلم أن يعرف الرجال بالحق،
لا أن يعرف الحق بالرجال ،
ولعل الله سبحانه وتعالى يتيح لنا فرصة أخرى
لنتتبع كتب الموالد التي استعرضها المالكي ،
ونقول عن كل مولد ما يظهر لنا فيه من حق أو باطل ،
جاعلين في الاعتبار غض النظر عن مؤلفه مهما كان ،
فإن الرجال يعرفون بالحق
كما قلنا .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 06:59 AM
وبعد ،
فقد انتهت وقفاتنا مع المالكي
في رسالته البتراء ،
ونكرر أسفنا وتأثرنا من القسوة
التي آثرنا أن يشتمل عليها أسلوبنا
في رد ترهاته وأباطيله ،
ويعلم الله أن الباعث لهذا الأسلوب القاسي
الغيرة لحق الله ،
والغضب مما يغضب الله ،
والتقرب إليه تعالى
برد ما ينافي تحقيق التوحيد وكماله ،
والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
في حماية جناب التوحيد ،
وسد كل ذريعة توصل إلى انتهاك حرماته ،
والتمعّـر غيرة لله
في نسبة ما هو محض حق الله لغير الله .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 07:57 AM
نصيحتي للمالكي
وكم كنت أتمنى أن يكون المالكي
وهو يذكر أنه أحد أسباط رسول الله صلى الله عليه وسلم ;
أن يسلك مسالك جده صلوات الله وسلامه عـليه ;
في تقـدير الله حق قـدره ،
وإنزال رسول الله صلى الله عليه وسلم
المنزلة التي أنزله الله إياها ،
فلا إفراط ولا تفريط ،
ولا غلو ولا تنطع ،
ولا إطراء ولا تفيهق ،
فهو عبد الله ورسوله ،
أرسله الله رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً ،
وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً :
{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ
وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ }[1] .
==========
[1] - سورة الأحقاف ، الآية : 9 .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:01 AM
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } [1] .
{ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي
هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولا } [2] .
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ } [3] .
==========
[1] - سورة الكهف ، الآية : 110 .
[2] - سورة الإسراء ، الآية : 93 .
[3] - سورة آل عمران ، الآية : 144 .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:03 AM
( إياكم والغلو ،
فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو ) .
( لا تطروني
كما أطرت النصارى ابن مريم ،
إنما أنا عبد
فقولوا
عبدُ الله ورسوله ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:06 AM
( قولوا بقولكم أو بعض قولكم
ولا يستهوينكم الشيطان ) .
( هلك المتنطعون .
هلك المتنطعون .
هلك المتنطعون ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:10 AM
أنصح المالكي أن يتقي الله ربه ،
وأن يعرف قدر ربه الحيّ القيوم
مالك الملك ذي الجلال والإكرام ،
ربه الذي بيده ملكوت كل شيء ،
وهو يجير ولا يُجار عليه ،
أحاط بكل شيء علماً ،
وضمن لكل عامل حقه
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }[1] ،
{ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا }[2] ،
صاحب الفضل والمنن والنعم ،
أياديه لا تُعَد،
ونعمه لا تحصى ،
فسبحانه من إله عظيم ،
وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
==========
[1] - سورة الزلزلة ، الآية : 7 – 8 .
[2] - سورة الكهف ، الآية : 49 .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:21 AM
وأتمنى من المالكي
أن يجعل كتاب الله تعالى
منهاج حياته العلمية والعملية ،
وأن يجعل سنـّة رسوله صلى الله عليه وسلم
نبراساً يستضيئ به فيما يقوله ويفعله ،
وأن يجعل السلف الصالح
من صحابة وتابعين وأتباعهم
قدوته في الاتجاه ،
وأن يترسم نهج ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،
فذلك نهج الفرقة الناجية من النار .
إنه بذلك يضمن سعادة الدنيا والآخرة ،
ويرضي بهذا الاتجاه السليم طموحه ،
فإن الطموح النافع للعبد حقيقة
هو الطموح إلى ما فيه السعادة بالجنة
والنجاة من النار .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:27 AM
وأنصح المالكي
أن يراجع مدلول قوله عليه الصلاة والسلام:
( من التمس رضا الله بسخط الناس ;
رضي الله عنه وأرضى الناس عنه ،
ومن التمس رضا الناس بسخط الله ;
سخط الله عليه وأسخط الناس عليه ).
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:31 AM
وأنصح المالكي
أن يتنكب عن طرق البـدع والضلال ،
فهي معـاول هدم وتخريب ،
وتمكين لإبليس واتباع إبليس
أن يشوهوا محيا هذا الدين الحنيف ،
ويدخلوا فيه الأفكار الوهمية ،
والاستحسانات الصادرة من نفوس حاقدة ،
أو عقول ساذجة ،
مما يعتبر سبّـة على هذا الدين ،
وثغرات نقص وازدراء .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:37 AM
فقد بالغ صلى الله عليه وسلم
في التحذير عن الابتداع مطلقاً ،
فقال :
( إياكم ومحدثات الأمور ،
فإن كل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة ،
وكل ضلالة في النار ) .
وقال :
( من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه
فهو رد ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:39 AM
وقال :
( عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،
عضّوا عليها بالنواجذ ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:42 AM
وقال :
( تركتكم على المحجّة البيضاء
ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها إلا هالك ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:46 AM
وقال :
( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ،
وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ،
وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ،
كلها في النار
إلا واحدة ،
قلنا : من هي يا رسول الله ؟ ،
قال :
من كان على مثل
ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 08:53 AM
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ،
ثم قال: " هذه سبيل الله مستقيماً " ،
ثم خط خطوطاً عن يمين ذلك الخط وعن شماله،
ثم قال:
" وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه " ،
ثم قرأ :
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }[1] ) .
رواه أحمد والنسائي والدارمي
وابن حاتم والحاكم وصححه .
============
[1] - سورة الأنعام ، الآية : 153 .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 09:08 AM
وأتمنى من المالكي
وكل ما أتمناه نحوه في صالحه حالاً ومآلاً ;
أتمنى أن يتخلى عما هو عليه
من زعامة بدعية ،
تتضح آثارها فيما يقدمه أتباعه السذج
من الخضوع والخنوع ،
المتمثل في لحس أياديه ،
والتماس البركات من أثوابه وآثاره ،
وما يقدمه لهم من المنكرات
والبدعيات
والشركيات ،
المتثمل نوعها في كتابه الذميم
( الذخائر المحمدية ) ،
فهذه زعامة وهمية
ترتكز على قواعد الضلال
والإضلال
والادعاء ،
وستكون عواقبها
عواقب بقاء أبي طالب على ملة عبد المطلب ،
وحينها سيتذكر المالكي
قول الله تعالى :
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ *
يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذ فُلانًا خَلِيلا *
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي }[1] .
============
[1] - سورة الفرقان ، الآية : 27 – 29
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 01:32 PM
وقبل أن أختم كتـابي هذا ;
يسرني إيراد خاتمـة ختـم بهـا فضيلة الشيـخ أبو بكـر الجزائري ،
كتابه الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف ،
فقد قال جزاه الله خيراً :
خـاتـمــة :-
لعل بعضاً ممن يقرأون هذه الرسالة قد يتساءلون قائلين :
إذا كان المولد النبوي الشريف
بدعة محرّمة كسائر البدع ;
لمَ سكت عنها العلماء وتركوها حتى ذاعت وشاعت ،
وأصبحت كجزء من عقائد المسلمين ،
أليس من الواجب عليهم أن ينكروها
قبل استفحال أمرها وتأصلها ؟
ولمَ لمْ يفعلوا ؟؟ .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 01:35 PM
ونجيب الإخوة المتسائلين ،
فنقول :
لقد أنكر هذه البدعة العلماء من يوم ظهورها ،
وكتبوا في ردها الرسائل ،
ومن قُدِّر له الإطلاع على كتاب
المدخل لابن الحاج
عرف ذلك وتحققه .
ومن بين الردود القيمة
رسالة الشيح تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندري الفقيه المالكي ،
صاحب شرح الفاكهاني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني ،
والتي سماها
( المورد في الكلام على المولد )
وسنثبت نصها في هذه الخاتمة .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 01:38 PM
غير أن الأمم في عصور انحطاطها
تضعف عن الاستجابة لداعي الخير والإصلاح ;
بقدر قوتها على الاستجابة لداعي الشر والفساد ،
لأن الجسم المريض يؤثر فيه أدنى أذى يصيبه ،
والجسم الصحيح لا يؤثر فيه إلا أكبر أذى وأقواه .
ومن الأمثلة المحسوسة
أن الجار الصحيح القوي تعجز عن هدمه المعاول والفؤوس ،
والجار المتداعي للسقوط يسقط بهبة ريح أو ركلة رجل .
ولذا فلا يدل بقاء هذه البدعة وتأصلها في المجتمع الإسلامي
على عدم إنكار العلماء لها ،
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 01:45 PM
وها هي ذي رسالة تاج الدين الفاكهاني
في تقديمها شاهد على ذلك :
قال رحمه الله تعالى
بعد أن حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله :
أما بعد :
فإنه قد تكرر سؤال جماعة من المباركين
عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول
ويسمونه المولد ،
هل له أصل في الشرع ،
أو هو بدعة وحدث في الدين ؟؟
وقصدوا الجواب عن ذلك مبيناً ،
والإيضاح عنه معيناً
فقلت وبالله التوفيق :
لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ،
ولم يُـنقل عمله عن أحد من علماء الأمة ،
الذين هم القدوة في الدين ،
المتمسكون بآثار المتقدمين ،
بل هو بدعة أحدثها المبطلون ،
وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون ،
بدليل أنا إذا أدرنا عليها الأحكام الخمسة :
قلنا إما أن يكون واجباً أو مندوباً أو مباحاً أو مكروهاً أو محرماً ،
وليس هو :
بواجب إجماعاً ولا مندوباً ،
لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشارع من غير ذم على تركه ،
وهذا لم يأذن فيه الشارع
ولا فعله الصحابة
ولا التابعون
ولا العلماء المتدينون فيما علمت .
وهذا جوابي عنه بيـن يدي الله تعـالى
إن عنه سُـئلت .
ولا جائزاً ولا بمباحاً ،
لأن الابتداع في الدين
ليس مباحاً بإجماع المسلمين .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 01:52 PM
فلم يبقَ إلا أن يكون مكروهاً أو محرماً ،
وحينئذ يكون الكلام في فصلين ،
والتفرقة بين حالين :
أحدهما :
أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه في عياله،
لا يجاوزون في ذلك الاجتماع أكل الطعام ،
ولا يقترفون شيئاً من الآثام .
هذا الذي وصفناه بأنه
بدعة مكروهة وشناعة ،
إذ لم يفعله أحد
من متقدمي أهل الطاعة ،
الذين هم فقهاء الإسلام ،
وعلماء الأنام، سرج الأزمنة، وزين الأمكنة .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 01:56 PM
والثاني :
أن تدخله الجناية ، وتقوى به العناية ،
حتى يعطي أحدهم الشيء ونفسه تتبعه ،
وقلبه يُؤلمه ويُوجعه ،
لما يجد من ألم الحيف .
وقد قال العلماء :
أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف ،
لا سيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء مع البطون الملآى ،
وآلات الباطل من الدفوف والشابات ،
واجتماع الرجال مع الشباب المرد ،
والنساء الفاتنات إما مختلطات بهم أو مشرفات ،
والرقص بالتثني والانعطاف ،
والاستغراق في اللهو
ونسيان يوم المخاف .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 02:03 PM
وكذلك النساء إذا اجتمعن على انفرادهن ،
رافعات أصواتهن بالتهتيك والتطريب في الإنشاد ،
والخروج في التلاوة والذكر غير المشروع ، والأمر المعتاد ،
غافلات
عن قوله تعالى :
{ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد ِ } ،
وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان ،
ولا يستحسنه ذوو المروءة الفتيان ،
وإنما يحلو ذلك لنفوس موتى القلوب ،
وغير المستقلين من الآثام والذنوب .
وأزيدك أنهم يرونه من العبادات ،
لا من الأمور المنكرات المحرمات ،
فإنا لله وإنا إليه راجعون )[1] اهـ .
وأخيراً أتمنى من الله تعالى أن يهديه ، ويصلحه ،
ويردّه إلى جادة الصراط المستقيم ،
وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين ،
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين .
حرر في 3 / 8 / 1402 هـ
أعـده وكـتبه
عبدالله بن سليمان بن منيع
القاضي بمحكمة التمييز بمكة المكرمة
وعضو هيئة كبار العلماء
===========
[1] - انظر : الإنصاف ، ص 53 – 55 . الشيخ أبو بكر الجزائري .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 02:08 PM
شـكـر واعتـذار
قبل أن أضع القلم مودعاً القارئ العزيز ،
أجد ضميري يطالبني وبإلحاح بالغ
بأن أتقدم بشكري وتقديري إلى
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ،
وعلى رأسها سماحة رئيسها الجليل ،
العالم العامل ، المجاهد في الله حق جهاده ،
شيخنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز ،
وفضيلة نائبه الصديق الشيخ ابراهيم بن صالح آل الشيخ ،
وفضيلة كاتبه وأمين سره التقي الصالح
إبراهيم بن عبدالرحمن الحصين ،
وفضيلة الدكتور الصديق الصدوق ،
والجندي المجهول في ميدان العلم والدعوة إلى الله
الشيخ محمد بن سعد الشويعر
رئيس تحرير مجلة البحوث الإسلامية .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 02:10 PM
لهؤلاء جميعاً ولغيرهم
ممن كان له فضل النظر في هذا الكتاب قبل طبعه ،
وتقديم الملاحظة والتوجيه والاستدراك ،
وأخص منهم شيخنا الجليل عبد الرزاق عفيفي ،
والزميلين الشيخين :
الشيخ عبد الله بن عبدالرحمن بن بسام ،
والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين .
أقدم لهؤلاء جميعاً شكري وتقديري ،
والابتهال إلى الله تعالى ألا يحرمهم أجر ما يقومون به
من مجهودات مشكورة في سبيل الدفاع عن
عقيدة أهل السنـّة والجماعة ،
وألا يحرمهم أجر ما قدموه لي من عون
في سبيل خروج هذا الكتـاب ،
كجزء من الدفاع عن هذه العقيدة ،
والإبقاء على صفائها ووضوحها
محجّـة بيضاء ، ليلها كنهارها ،
لا يزيغ عنها إلا هالك .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 02:12 PM
وأكرر شكري وتقديري لفضيلة الدكتور محمد الشويعر ،
فقد قام بالعبء الأكبر في سبيل إخراج هذا الكتاب
في طبعة جيدة ومصححة ،
فجزاه الله خيراً ،
وثقّل بما قدمه موازينه يوم القيامة .
ولا أنسى
وأنا لا أزال في موضوع شكر من يستحق مني الشكر ;
أن أترحم على شيخنا الجليل الشيخ عبدالله بن حميد ،
وأدعو الله أن يسكنه فسيح جناته ،
وألا يحرمه أجر ما في هذا الكتاب ،
من دفاع عن العقيدة ،
ورد للمنكر والضلال .
فقد كان رحمه الله ،
وجعل قبره روضة من رياض الجنة ،
هو الموجه الأول لي في ذلك ،
وهو المشير عليَّ بتولي الرد على المالكي .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 02:14 PM
وأعتذر للقارئ الكريم
عن القصور في إيفاء الموضوع ما يستحقه
من العناية العلمية في رد المنكر ،
لا سيما من كان من القرآء
على جانب قوي من الإحساس والشعور
بإنكار ما جاء به محمد علوي مالكي
من المنكرات والضلالات ،
فهذا مني جهد مقـل ،
وخير الصدقة جهد المقـل .
والله المستعان ،
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
المؤلف
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 02:18 PM
المراجع والمصادر
1 - القرآن الكريم .
2 - تفسير ابن كثير .
3 - تفسير ابن جرير الطبري .
4 - تفسير القرطبي .
5 - صحيح البخاري .
6 - صحيح مسلم .
7 - سنن النسائي .
8 - مسند الإمام أحمد .
9 - سنن أبي دواد .
10 - سنن الترمذي .
11 - سنن ابن ماجه .
12 - فتح الباري في شرح البخاري ،
لابن حجر العسقلاني .
13 - شرح صحيح مسلم ، للنووي .
14 - منتقى الأخبار للمجد وشرحه نيل الأوطار ، للشوكاني .
15 - قيام الليل ، لأبي عبدالله محمد بن نصر المروزي .
16 - جامع العلوم والحكم ، لابن رجب .
17 - تحفة الأحوذي ، للمباركفوري .
18 - كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ،
للشيخ محمد بن عبدالوهاب .
19 - فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد ،
للشيخ عبدالرحمن بن حسن .
20 - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ،
جمع الشيخ عبدالرحمن بن قاسم .
21 - اقتضاء الصراط المستقيم ،
لشيخ الإسلام ابن تيمية .
22 - الإعتصام ، للشاطبي .
23 - المدخل ، لابن الحاج .
24 - تنبيه الغافلين ، لابن النحاس .
25 - المغنى ، لابن قدامه .
26 - فتاوى محمد رشيد رضا .
27 - الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف ،
لأبي بكر الجزائري .
28 - ملف قرارات هيئة كبار العلماء .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 02:30 PM
الكتاب الثالث
في الرد على شركيات وضلالات
[ داعية الشرك الصوفي
محمد علوي مالكي ]
========
حوار مع المالكي
في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فضيلة الشيخ :
عبدالله بن سليمان بن منيع
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1225
============
محتويـات الكتـاب
- مقدمة الكتاب
لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز .
- تقديم وإعذار بقلم المؤلف .
- مقتطفات من قرار هيئة كبار العلماء في حق المذكور .
- نماذج من ضلالات المالكي ومنكراته
منقولة من كتاب الذخائر المحمدية .
- تمهيد وتأصيل .
- رأي المالكي في حكم الاحتفال بالمولد ، ومناقشته .
- رأي المالكي أن الاحتفال بالمولد لا يلزم أن يكون في ليلة مخصوصة ،
ومناقشته بعدة وقفات .
- دعوى المالكي
أن الاحتفالات بالمولد نوع من أنواع الدعوة إلى الله ومناقشته .
- عقيدتنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم
طبقاً لما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله .
- منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوسنا .
- خيبة الأمل فيما عقدناه على المالكي من خير ونفع وصلاح .
- أدلة المالكي على جواز الاحتفال بالمولد ، ومناقشتها وردها :
- الدليل الأول :
الاحتفال بالمولد تعبير عن الفرحة بالمصطفى ،
ومناقشة المالكي بعدة وقفات انتهينا بها إلى بطلان ذلك الدليل .
- الدليل الثاني :
كان صلى الله عليه وسلم يعظم يوم ولادته بصيامه .
- مناقشة هذا الدليل بعدة وقفات انتهت إلى بطلانه .
- الدليل الثالث :
أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر القرآن .
- مناقشته بذكر ما ذكره مشاهير المفسرين .
- الدليل الرابع :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية ،
وتمثيله بالأمر بصيام يوم عاشوراء .
- مناقشة هذا الدليل ورده .
- الدليل الخامس :
أن الاحتفال بالمولد بدعة حسنة .
- مناقشة هذا الدليل بعدة وقفات .
- الدليل السادس :
أن المولد يبعث على الصلاة والسلام المطلوبين .
- مناقشة هذا الدليل بعدة وقفات .
- الدليل السابع :
أن المولد يشتمل على شيئ من سيرة الرسول والتعريف به .
- مناقشة هذا الدليل ورده .
- الدليل الثامن :
أن الاحتفال بالمولد تعرض لمكافآته صلى الله عليه وسلم .
- مناقشة هذا الدليل بعدة وقفات .
- الدليل التاسع :
أن معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم تستدعي كمال الإيمان به .
- مناقشة هذا الدليل ثم رده .
- الدليل العاشر :
أن تعظيمه صلى الله عليه وسلم مشروع .
- مناقشة هذا الدليل ثم رده .
- الدليل الحادي عشر :
أن اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم أفضل من يوم الجمعة ،
وقد جاءت النصوص بفضل يوم الجمعة .
- مناقشة هذا الدليل بعدة وقفات .
- الدليل الثاني عشر :
المولد أمر يستحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد .
- مناقشة هذا الدليل ثم رده .
- الدليل الثالث عشر :
أن المولد اجتماع ذكر وصدقة .
- مناقشة هذا الدليل بعدة وقفات .
- الدليل الرابع عشر :
أن الله قص على نبيه صلى الله عليه وسلم أنباء الرسل لتثبيت فؤاده إلخ .
- مناقشة هذا الدليل ثم رده .
- الدليل الخامس عشر :
ليس كل ما لم يفعله السلف بدعة إلخ .
- مناقشة هذا الدليل ثم رده .
- الدليل السادس عشر :
ليست كل بدعة محرمة إلخ .
- مناقشة هذا الدليل بعدة وقفات .
- الدليل الثامن عشر :
احتجاجه بقول الشافعي ما أحدث وخالف نصاً فهو البدعة الضالة إلخ .
- مناقشة هذا الدليل ثم رده .
- الدليل التاسع عشر :
كل ما تشمله الأدلة الشرعية
ولم يقصد بإحداثه مخالفة ولم يشتمل على منكر فهو من الدين .
- مناقشة هذا الدليل ثم رده .
- الدليل العشرون :
الاحتفال بالمولد احياء لذكرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلخ .
- مناقشة هذا الدليل ثم رده .
- الدليل الحادي والعشرون :
مشروعية المولد إنما تكون فيما خلا من المنكرات المذمومة إلخ .
- مناقشة هذا الدليل ثم رده .
- افتراء المالكي على شيخ الإسلام ابن تيمية بإجازته المولد .
- رد ذلك عليه بنقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في البدعة ،
ورده تقسيمها وإنكاره لمجموعة من البدع ومنها بدعة المولد .
- مفهوم المولد في نظر المالكي .
- مناقشة هذا المفهوم بعدة وقفات .
- رأي المالكي في القيام في المولد .
- مناقشة هذا الرأي بعد وقفات .
- استحسان المالكي القيام في المولد
لمجموعة وجوه جرى مناقشتها ثم ردها .
مولد ابن الديبع ومافيه من منكرات .
فتوى الشيخ محمد رشيد رضا في حكم المولد بصفة عامة .
ورأيه في مولد ابن الديبع .
- نصيحتنا للمالكي .
فتوى للشيخ تاج الدين الفاكهاني في حكم المولد .
شكر واعتذار .
-المراجع
http://majles.alukah.net/t132151-40/
==============
ويليه الكتاب الرابع
بعون الله وتوفيقه
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 03:18 PM
الكتاب الرابع
في الرد على شركيات وضلالات
[ داعية الشرك الصوفي
محمد علوي مالكي ]
========
الرد على الخرافيين
[ محمد علوي مالكي ]
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 03:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،
وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمَّد ،
وعلى آله ، وصحبه أجمعين
وبعد
أخي العزيز
وصلتنى رسالتكم ،
والحمد لله أنَّكم متمتِّعون بالصحة الجيدة ،
وأنَّكم مستمرون في الدراسة ،
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينكم ،
وأنْ تعودوا إلى أهلكم ، وبلادكم ،
وأنتم في أحسن حال.
والذي دفعني إلى هذه الرسالة الشفوية إليكم :
هو ما كتبتم لي من السؤال
عن ما وقع عندنا هنا في المملكة
من فتنة أثارها المدعو محمد علوي مالكي ؛
وتقول لي :
إن "حوار مع المالكي"
الذي ألَّفه الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع وصلكم ،
وقد استفدتم منه ،
وتعجبتم ، أو بتعبيركم "ذهلتم" من هذه الأمور ،
وهذه الشركيات ،
وهذه المنكرات ،
وكيف أن هذا الرجل يرتكبها ،
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 03:27 PM
ولكن - كما تقولون – وصلكم كتاب ؛
بل بالأحرى عدة كتب أهمها :
كتاب "الرد على بن منيع"
الذي ألَّفه يوسف هاشم الرفاعي الكويتي ،
وتقول أيضاً :
أنَّه وصلكم أخيراً كتابان
ألَّف أحدَهما رجلٌ من البحرين سماه "إعلام النبيل" ،
والثاني : ألَّفه اثنان من المغاربة وسمَّياه
"التحذير من الاغترار بما جاء في كتاب الحوار" ،
وتطلب مني باعتباري – كما ذكرتَ –
متخصِّصاً في العقيدة ،
ومقيماً هنا في البلاد ؛
بأن أكتب إليك مرئياتي عن هذا الموضوع ،
وعن حقيقة الخلاف بيننا وبين الصوفية ،
وهل الصوفية تعتبر هي أهل السنة والجماعة
كما يزعم هؤلاء ؟
وبقية الأسئلة التي - إن شاء الله -
سآتي عليها من خلال هذه الرسالة .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 03:29 PM
فأنا - يا أخي - أعتذر لك عن الكتابة ؛
لأنَّ مطلبك هذا الذي طلبتَه أن أكتبه ؛
يحتاج إلى رسالةٍ ،
وكما تعلم أنني مشغول جداً برسالتي التي أحضِّرها الآن ،
فكيف أستطيع أن أكتب لك رسالة أخرى
عن التصوف ، ونشأته ،
وعن الخلاف بيننا وبين أهله !!
هذا كلامٌ طويلٌ جدّاً ،
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 03:31 PM
ونحن أحوج ما نكون
إلى المنهج العلمي ، التفصيلي ،
الذي ينبني على الأدلَّة ،
والذي يتثبت ،
والذي ينقل مِن كتب هؤلاء القوم ،
ويتتبع أصول هذه الفرق جميعاً ليردَّ عليها
ردّاً علميّاً ، صحيحاً ، سليماً ،
وهذا يتطلب جهداً كبيراً ،
وأمَّا مجرد خطبة عابرة ،
أو نقد عابر ؛
فهذا من الممكن أن يكون في وريقات ،
لكن الذي أراه أنَّنا – نحن –
أمام هجمة صوفيَّة شديدة .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 03:35 PM
وكما ذكرتم لي سابقاً - عندكم في أمريكا -
تلاحظون أنَّ التصوف بدأ ينتشر ،
وبدأ كمحاولة للصدِّ عن سبيل الله تعالى !
أي أنَّ الأمريكي الذي يريد الدخول في الإسلام
يقال له :
ادخل في هذا الدين !
فيدخل في التصوف ،
فيُحرم المسلمون منه ، وربما ينفرون!
- كما حدثْتني عن بعضهم -
لأنَّه إذا رأى
ما في التصوف مِن الخرافات ؛
ينفر مِن الإسلام نهائيّاً وينفِّر غيره ،
ويقول لهم :
خرافات النصرانيَّة أخفُّ مِن خرافات الإسلام،
وهذا - والعياذ بالله –
مِن صور الصدِّ عن سبيل الله .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 03:42 PM
ولاشك - يا أخي - لديَّ
أنَّ وراء ذلك مؤامرات يحيكها أعداء الإسلام من اليهود ، والنَّصارى ،
مستغلِّين هؤلاء الصوفيَّة
الذين كثيرٌ منهم
زنادقة متسترون
يريدون هدم الإسلام مِن الداخل ،
وعندما أقول ذلك
لا تفهم منِّي
أنَّني أقول إنَّ كلَّ مَن يحضر المولد زنديق !
أو كل مَن يحب الطرق الصوفية زنديق ! .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 03:46 PM
ليس هذا هو المقصود ،
المخدوعون كثيرٌ بالدعوات ،
ولكن نحن نتحدث عن التصوف كفكرة ،
وكعقيدة لها جذورها القديمة ،
ولها فلسفاتها المستقلة ،
ونتحدث كيف دخلتْ في الإسلام ،
وكيف خُدع بها أكثر هذه الأمة ،
فالذي نحكم عليه هي الصوفيَّة ،
وأنتم تعرفون "الثيوصوفية" .
"الثيوصوفية"، هذه التي في أمريكا ،
والتي عرَّفها صاحب المورد العربي الإنجليزي
زهير بعلبكي
بأنَّها فرقة حديثة ، نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية ،
وليست في الحقيقة حديثة
بالمعنى الذي ذكره "المورد" ،
"الثيوصوفية" قديمة ،
وسأتحدث عنها - إن شاء الله -
عندما أبدأ بموضوع
"نشأة التصوف".
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 04:27 PM
لكن بخصوص سؤالكم أنت وزملائكم في المركز ،
وبعض إخوانكم في الله من المسلمين في أمريكا
عن حقيقة ما جرى مِن هذه المشكلة ،
وعن موقف هؤلاء الذي دافعوا عن المالكي بخرافاته ،
وهو أنَّهم كثيرون -كما تقولون - .
أقول لكم - يا أخي - :
ما جرى مع المالكي ليس في حاجةٍ
إلى أن يدافع عنه أحد على الإطلاق،
لأنَّ المسألة :
مسألة اعتراف وإقرار ،
والاعتراف هو سيِّد الأدلة ،
هذه حقيقة معروفة ،
فمحمد علوي المالكي اعترف هو بنفسه
في محضرٍ رسمي
أمام الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله ،
والشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ،
ورئيس الحرمين ،
وكُتب هذا الاعتراف في محضرٍ رسميٍّ ،
والمعاملات محفوظة ،
ولدى الإفتاء ،
ولدى مجلس القضاء الأعلى،
ولدى شئون الحرمين ،
معاملات ، وصور ، وملفات لهذه القضية ،
فيها اعترافات الرجل ،
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 04:31 PM
الرجل معترف بأنه ألَّف "الذخائر" ،
وكتاب "الذخائر"
ليس هو الذي ألَّفه ؛
لانَّ كتاب "الذخائر" عندي ،
ومذكور فيه – وأنا الآن أفتحه أمامي –
ما يدل على أنَّ هذا الكتاب
مِن تأليف والده
في صفحة 33 منه ؛
لأنَّه يقول إنَّه سافر إلى المدينة ،
واطلع على المخطوط عام 1354هـ ،
فهذا على ما هو معروف من عُمُر محمد علوي مالكي
أنَّه لم يكن قد ولد في تلك الفترة ،
أو على أكثر تقدير أنَّه مازال طفلاً ؛
فالذي كتبه إذاً هو أبوه ،
المهمُّ أنَّه اعترف بأنَّه ألَّف هذا الكتاب ،
وأنَّه له ،
وما فيه من الأمور الشركية :
يقول :
إنَّني نقلتُها عن غيري ، وأخطأتُ !
وفاتني أن أنبِّه على أنَّها شركٌ
- يمكنك مراجعة صفحة (12) ،
وصفحة (13)
من كتاب الحوار للشيخ ابن منيع - .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 04:35 PM
فما دام الرجل اعترف ،
ومادام المتهم المجرم الجاني اعترف ،
فما الدَّاعي إلى أن يأتي أحدٌ ويدافع عنه،
ممكن ادَّعى الإكراه !!؟
كان ينبغي ويجب عليه أن يبين ،
وأن يقول :
أنا أُكرهت على ذلك ،
وأن ينشر ذلك في داخل المملكة ،
أو في خارجها ،
أو يقوله للنَّاس إذا جلس معهم .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 04:38 PM
أمَّا نحن فكما تعلم
كم يُقطع من الرقاب في الحدود ،
عندما تقطع رقاب ، أو أيدي ، أو يُجلد ،
بناء على الإقرار أمام قاضي عادي
في محكمةٍ شرعيَّةٍ من المحاكم في المملكة ؟
فينفَّذ الحدُّ على المجرم
بإقراره أمام هذا القاضي ،
ربما يكون قاضي حديث العهد ،
خرِّيج كليَّة ،
فما بالك برئيس مجلس القضاء الأعلى !؟
وبرئيس الإدارات العلمية ، والبحوث ، والإفتاء !؟
وبرئيس الحرمين الشريفين !؟
ومَن حضر معهم مِن العلماء
– وهم كبار العلماء في المملكة - !؟.
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 04:41 PM
هل يخطر ببالكم – يا أخي –
أنَّ هؤلاء العلماء يتواطئون جميعاً ،
ويتفقون على أن يفتروا على الرجل محضَراً ،
وينسبوا إليه فيه أنَّه اعترف ،
وأنَّه أقـر أنَّ هذا شرك !؟
كيف يمكن هذا
وهُم سجَّلوا عليه اعترافه ،
وهم ليسوا محل التهمة ،
وليس هناك مِن داعٍ لأن يظلموه!؟
ولو أنَّه أنكر تأليف الكتاب بالمرَّة لقالوا ذلك ،
كما ذكروا أنَّه أنكر كتاب "أدعية وصلوات" – مثلاً - ،
ذكروا أنَّه أنكره في هذا المحضر ،
والمحضر أصبح الآن وثيقة تاريخية .
هذه الإدارات الثلاثة بالإضافة إلى مجلس الوزراء ؛
تحتفظ – جميعاً – بطبيعة الحال
بأرقام لهذا المحضر
وبملفات له .
أبو فراس السليماني
2014-10-17, 04:43 PM
فمَن اعترف ،
ومَن أقر بأنَّ هذه الأمور شركٌ
لا يحقُّ له
- فضلاً عن أحدٍ من اتباعه الذين يعيشون في المغرب ،
أو في البحرين ،
أو في الكويت ، أو غيره -
أن يدافع عنه ،
أو أن يقول إنَّه مظلوم ،
أو أن يتنحَّل له العلل ، والمعاذير
- هذا بالنسبة له في ذاته -.
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:41 AM
القضية الأخرى :
قد تكون قضية جزئيَّة ، أو فرعيَّة ،
لكنَّها مهمَّة من ناحية أخرى ،
وهى قضية نسب الرجل !!
تقولون :
أنَّه ما كان ينبغي للشيخ ابن منيع أن يشكك في نسب الرجل !
أنا أقول لكم - يا أخي - :
أنتم تعرفون الوضع عندنا هنا ،
تعرفون الأشراف المقيمين عندنا في الحجاز ،
وتعرفون كم مِن الأُسَر يتبرأ منها الأشراف
الموجودون حاليّاً في مكة ،
يتبرؤون مِن أُسَرٍ كثيرةٍ
ويقولون :
إنَّ هذه الأُسَر تدَّعي النَّسب لآل البيت
وليست منَّا !
إمَّا أنَّهم ليس عندهم شجرة،
أو أنَّ شجرتهم مكذوبة .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:44 AM
وتعرفون ما فعله
" العبيديون القرامطة "
في بلاد المغرب
مِن ادعائهم النَّسب الشريف ،
وهم ليسوا منه،
فهذه - يا أخي - ليست القضية قذف
كما يزعم هؤلاء المغفلون ،
يقولون إنه قاذف !!
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:47 AM
إذا جاءنا رجل مِن جنس القوقازي ،
أو الجنس الصيني ،
أو من أي بلدٍ ،
وادَّعى أنَّه مِن أهل البيت ؛
فنحن – على كلامه –
أمام خيارين :
إما أن نقول نعم ،
هذا مِن آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وإما أن نقول لا ،
فيقولون : أنتم قذفتموه !
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:49 AM
لا يا أخي
النسب هذا علمٌ معروفٌ ،
وفى علم النَّسب
يقال هذه القبيلة تنتسب إلى كذا ،
ولا تنتسب إلى كذا ،
وأخطأ من نسبها إلى كذا ،
أو ادِّعاؤه أنَّ فلاناً مِن قبيلة كذا ليس صحيحاً !
وإنما هو من قبيلة كذا .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:53 AM
فهم الآن لم يقذفوا أمَّ رجل معين
بأنَّها - والعياذ بالله – زنت !
ليس هذا هو القذف ،
هذا تصحيحٌ للنَّسب ،
هذا تطهير لنفس النَّسب الشريف ،
وإلا لادَّعى كلُّ مدَّعٍ ما شاء،
والنَّسب هذا يترتب عليه إرثٌ ،
ويترتب عليه أحكامٌ مثل
- ما تعلم -
أنَّ آل البيت تحرُم عليهم الزكاة ،
ولهم الخمس ، ولهم كذا ،
كأحكام كثيرة تترتب ،
وتتوقف على ثبوت ذلك ،
فكون الإنسان يتأكد منه
هذا لا يعني القدح ،
ولا يعني الطعن ،
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:59 AM
وكون الإنسان يشكِّك
فيمن هو أهلٌ لأن يُشكَّك في نسبه ؛
أنا أقول لك بصريح العبارة :
إنَّ الشيخ ابن منيع ربما ليس لديه الأدلَّة الكافية ،
أو القراءة الكافية عن بعضهم،
لكن أنا أقول إنَّه على حقٍّ ،
على حقٍّ في التشكيك في نسب المالكي ،
بدليل :
أولاً :
هناك أقرباء لمحمد علوي مالكي
موجودون الآن في مكة ،
وهم - مِن فضل الله -
معتزلون لشركياته ، وضلالاته ،
وهؤلاء يقولون :
نحن نعرف أنَّ جَدَّنا مِن المغرب ، وقدِم إلى مكة .
أمَّا قضية النَّسب ؛
فهذا أمر يعلمه الله سبحانه وتعالى ،
غير متأكدين ،
ولا يثبت ،
ولا يجزمون في ذلك ،
هؤلاء مِن نفس أسرته يجمعهم وإياه جَدٌّ واحدٌ .
هذا شيء .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 11:08 AM
والشيء الآخر :
عندنا زعماء التصوف - يا أخي -
ننظر إلى تاريخهم ،
الرفاعي - مثلاً – كمثال : هاشم الرفاعي - الذي ردَّ على ابن منيع -
يسمِّي نفسه يوسف السيد هاشم الرفاعي ،
ويذكر في كتابه "استدلالات من كتاب" :
السيد أحمد الرفاعي مؤسس الطريقة الرفاعية،
أحمد الرفاعي هذا
يقول عنه الشعراني في "الطبقات الكبرى"
- وهو أكبر طبقات المتصوفة ، ومِن أوثق مراجعهم -
يقول في ترجمته :
ومنهم :
الشيخ أحمد بن أبي الحسين الرفاعي
رضي الله تعالى عنه ،
منسوبٌ إلى بني رفاعة - قبيلة من العرب - ،
وسكن أم عبيدة بأرض البطائح إلى مات بها رحمه الله !! .
انظر :
رفاعة القبيلة المعروفة عندنا الآن في الحجاز هنا ؛
هذه القبيلة
ما هي من قريش أصلاً ،
فكيف يكون الرفاعي قرشياً !
فضلاً عن أن يكون مِن آل البيت ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 11:47 AM
لو أنَّ رجلاً مِن أقرب النَّاس إلى آل البيت ،
مثلاً رجل من بني أميَّة
لا يجوز له أن يقول
أنا مِن آل محمد صلى الله عليه وسلم ،
بمعنى أنَّه من ذرية الحسن والحسين ، أو غيرها ،
وإن كان من نفس قريش ،
ومِن أسرةٍ قريبةٍ مِن آل البيت لا يجوز له ،
فكيف يجوز لرجل مِن "رفاعة" ؟
بل الرفاعي هو لم يدَّعِ – فيما أذكر - ،
وهذا الشعراني يقول إن رفاعة قبيلة من العرب
منسوب إليها هذا الرجل .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 11:53 AM
أيضاً :
الحافظ ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية"
الجزء الثاني عشر في ترجمة أحمد الرفاعي ،
يقول :
إنَّه منسوب إلى رفاعة قبيلة مِن العرب ،
هذا الرجل يدَّعي له بعض الصوفية
أنَّه مِن آل البيت ويعملون له شجرة ،
ومنهم ابن الملقن – مثلاً -
في "طبقات الأولياء"
صفحة 93 ،
وأحد الرفاعية الموجودون في هذا العصر ،
الذي ألَّف كتاباً وهو "أبو الهدى الصيادي" عنه ؛
هؤلاء يقولون :
إنَّ الرجل مِن آل البيت ،
ويعملون له شجرة !
ويصرُّون على نسبته إليهم ،
ويضعون أمام اسمه كلمة السيِّد ،
أو سيدي ،
فإذاً نحن في الحقيقة من حقنا أن نشك ؛
لأن هناك سوابق .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 11:57 AM
وجدت فهرس كتاب
الرد على الخرافيين
[ محمد علوي مالكي ]
بحمد الله تعالى
وروابط مباشرة لكل جزء من الكتاب
وسوف أنقله في مقدمة الموضوع
عندما أُفرد الكتاب في موضوع مستقل
بإذن الله تعالى
( أبو فراس السليماني )
===========
فهرس الكتاب
1 - المقدمة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1384)
حوار المالكي مع علماء المملكة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3844)
نسب محمد علوي المالكي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3845)
موقفنا من الكتب التي ردت على الشيخ ابن منيع وعلماء المملكة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3846)
خلافنا مع الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3847)
عقيدتنا في الرب تعالى (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3848)
هل التصوف اليوم مجرد زهد وأذكار؟! (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3849)
مصدر التلقي عند الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3850)
2 - كلام العلماء الأبرار في فرق الصوفية الأشرار (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1385)
كلام أبو الريحان البيروني في الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3851)
أول من أسس دين التصوف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3852)
الإمام الملطي يحكي ما قاله الإمام خشيش بن أصرم في الزنادقة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3853)
أقسام الزنادقة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3854)
أبو الحسن الأشعري وموقفه من الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3855)
تقسيم الإمام الرازي الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3856)
الإمام عباس السكسكي وموقفه من الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3857)
3 - نظرات في كتاب المختار لمحمد علوي مالكي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1386)
السري السقطي يخاطب الله!! (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3858)
التلاعب بالأدعية المشروعة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3859)
الكرامات عند الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3860)
الزهد في طلب الجنة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3861)
الرياء الكاذب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3862)
التقنينات المالكية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3863)
العلم اللدني (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3864)
طريق من ذهب وأخرى من فضة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3865)
التوكل والتواكل (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3866)
رؤية الله عند المالكي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3867)
الخرقة عند الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3868)
العلم الباطن (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3869)
قصة منامية لأحد أئمة الطائفة الرفاعية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3870)
من أخبار الحلاج (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3871)
4 - الاحتفال بالمولد عند الخرافيين (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1387)
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المولد يقظة عند الخرافيين (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3872)
دفاع الرفاعي عن المالكي في مسألة الرؤية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3873)
5 - أركان الطريق عند الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1388)
6 - القطب الأعظم عند الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1389)
أعمال القطب الأعظم عند الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3874)
الوحدة والتوحيد (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3875)
رجال الغيب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3876)
7 - الأولياء وكيفية عبادتهم (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1390)
8 - باب الكرامات المذكورة عند الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1391)
كرامات ابن عيسى (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3877)
كرامات محمد بن عباس (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3878)
كرامات الضجاعي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3879)
كرامات شمس الدين الحنفي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3880)
كرامات الدينوري (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3881)
كرامات جاكير الهندي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3882)
كرامات عبد القادر الجزائري (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3883)
كرامات الرفاعي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3884)
كرامات إبراهيم الخرساني (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3885)
كرامات الأعزب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3886)
كرامات العيدروس (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3887)
كرامات السقاف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3888)
كرامات شعبان المجذوب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3889)
كرامات الأمباني (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3890)
كرامات علي الوحيشي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3891)
كرامات أبي خودة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3892)
كرامات إبراهيم الجيعانة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3893)
كرامات النبتيتي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3894)
كرامات الشوني (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3895)
كرامات حسن الخلبوصي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3896)
كرامات حمدة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3897)
كرامات ابن عظمة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3898)
كرامات إبراهيم العريان (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3899)
كرامات عبد الجليل الأرنؤوط (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3900)
كرامات عبد العزيز الدباغ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3901)
كرامات الحداد (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3903)
كرامات وحيش المجذوب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3904)
كرامات أحمد بن إدريس (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3905)
كرامات ابن أبي القاسم (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3906)
كرامات الأشموني (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3907)
كرامات موسى بن ماهين (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3908)
كرامات محمد بن علي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3909)
كرامات البسطامي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3910)
كرامات إبراهيم المجذوب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3911)
كرامات عبد الرحمن با علوي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3912)
كرامات عبد الرحمن الغناوي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3913)
كرامات الشيخ عبدالله (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3914)
كرامات الصناديدي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3915)
كرامات أبو المواهب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3916)
كرامات أبي السجاد (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3917)
كرامات علي الخلعي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3918)
كرامات أبي رباح الدجاني (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3919)
كرامات حسن سكر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3920)
كرامات أحمد بطرس (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3921)
شطحات الكليباني (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3922)
شطحات البكري (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3923)
شطحات الشاذلي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3924)
كرامات المجذوب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3925)
كرامات الهمداني (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3926)
كرامات الفرغل (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3928)
كرامات السرهندي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3929)
كرامات البطائحي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3930)
كرامات الأهدل (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3931)
كرامات شهاب الدين آل باعلوي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3932)
كرامات العبدول (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3933)
كرامات المرثي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3934)
كرامات الأديمي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3935)
كرامات بهاء الدين النقشبندي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3936)
كرامات عبد الرحمن السقاف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3937)
كرامات أحمد اليماني والنجم (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3938)
كرامات حسين أبو علي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3939)
كرامات الزولي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3940)
كرامات الخضري (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3941)
كرامات محمد وفا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3942)
كرامات محمد بن أبي حمزة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3943)
كرامات الشويمي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3944)
كرامات الدقوسي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3945)
كرامات أحمد الزاهر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3946)
كرامات الجاكي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3947)
كرامات التستري (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3948)
كرامات القناوي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3949)
كرامات الخواص (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3950)
كرامات البقال (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3951)
كرامات البحيري (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3952)
كرامات الهيتي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3953)
كرامات القونوي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3954)
كرامات الكوراني (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3955)
كرامات باعباد الحضرمي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3956)
كرامات اليافعي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3957)
كرامات الجعبري (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3958)
كرامات الكردي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=3959)
9 - الجهاد عند الصوفية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1392)
10 - توجيهات إلى المغترين بالصوفية
(http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1393)
11 - الفوائد المستخلصة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.bookfaid ah&contentid=680&ftype=SmBook)
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 01:45 PM
أيضًا:
مثلاً الشاذلي :
فالشاذليَّة الآن يدَّعون ما تدَّعيه الرفاعية
أنَّ الشاذلي مِن آل البيت!
بينما مثلاً ابن الملقن هذا نفسه
الذي ذكر شجرة نسب الرفاعي ،
يقول في ترجمته الشاذلي:
اسمه : على بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف
أبو الحسن الهذلي الشاذلي .
يقول :
وقد انتسب في بعض كتبه
إلى الحسن بن على بن أبى طالب .
هل لاحظتَ ؟
يعني :
هذا مِن هذيل ، وهذا من رفاعة ،
وكلٌّ منهم يدَّعي أنَّه مِن ذرية الحسين أو الحسن
أبناء على بن أبى طالب
فكيف يُصدَّق هذا ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 01:52 PM
ويقول ابن الملقن :
إنَّ الشاذلي ذكر نسبه ،
ثم وصَّل ذكر هذا النَّسب إلى علي بن أبى طالب ،
قال ابن الملقن :
وتُوقِّف فيه ،
يعني :
لا نستطيع أنْ نجزم بأنَّ الشاذلي أيضاً
مِن ذرية الحسن ،
وإنَّما هو مِن هذيل ،
فإذا كان هذا مِن رفاعة ،
وهذا مِن هذيل ،
فأين هاتان مِن قريش ،
فضلاً عن بني هاشم،
فضلاً عن الحسن والحسين رضي الله عنهما ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 01:58 PM
فهذا يدل على أنَّ للعبيديين خلفاً كثيراً ،
وأنَّ كثيراً مِن الملايين التي تنتسب إلى آل البيت في إيران ،
وفي المغرب ، وفي حضرموت ،
وفي بلاد كثيرة،
كثيرٌ منهم :
نسبه غير صحيح ،
بل قد ظهر حديثاً في مكة كتابٌ
– طبع هذه السنَة – عن الأشراف ،
وأنسابهم،
وكما سمعتُ أنَّه مُنع ؛
لأنَّه اعترَضَ عليه كثيرٌ مِن النَّاس.
والأشراف كما قلتُ لكم
– وكما تعلمون وأنتم هنا -
أنَّ الأشراف يتبرءون مِن كثيرٍ مِن الأُسر ،
ومِن كثيرٍ مِن العائلات .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 02:00 PM
فعلى كل حال :
ما يتعلق بأنَّ فلاناً ليس نسبه صحيحاً ،
أو غير صحيح ؛
ليس مستوجباً للقذف كما يفتري هؤلاء الدجالون ،
وإلاَّ لكان ابن الملقن نفسه قاذفاً ،
وهو مِن أئمتهم ،
وكَتب في طبقاتهم ،
ولكان الشعراني أول مَن قذف ؛
لأنَّه يقول :
إن أحمد الرفاعي من بني رفاعة ،
القبيلة المعروفة ،
وليس مِن آل البيت .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 02:43 PM
فليكن عندكم معلوماً
أن الصوفية يتسترون بالنسب الشريف ،
وأنَّ هذه دعوى استفادوها من الشيعة ،
بل سنعرض - إن شاء الله - عما قليل -
عندما أحدثكم عن نشأة التصوف -
أن أصل التصوف هو التشيع ،
أول ما وجد التصوف في صفوف الشيعة،
ولذلك نجد الصلة بين التصوف و بين التشيع قوية جدّاً ،
ونجد أنَّ كثيراً مِن الضلالات ،
ومِن الخرافات المشتركة بين الطائفتين :
خرافات مشتركة بالفعل ،
ويجمع الطائفتين دعوى الغلو ،
هؤلاء غَلَوا في "علي" ،
وهؤلاء غَلَوا في الرسول محمَّد
صلى الله عليه وسلم .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 06:01 PM
أمَّا قضية رأيي - كما ذكرتم -
ما رأيك في هذه الكتب ؟
وما رأيي في ردِّهم
على الشيخ ابن منيع والعلماء في المملكة ؟
- فأنا يا أخي أقول لكم :
إنَّ الشيخ ابن منيع جزاه الله خيراً ،
والعلماء الذين كتبوا ،
كتاب الشيخ ابن منيع بالذات ،
الكتاب يركِّز على قضية المولد ،
وأحب أن أقول :
إنَّ القضية التي نختلف نحن والصوفية فيها
ليست هي قضية المولد،
القضية أكبر من ذلك وأعظم .
الصوفية ديانة قديمة ،
معروفة لدى الهنود ،
ولدى اليونان القدماء ،
ديانة قديمة جاءت ودخلت ،
وتغلغلت في الإسلام باسم الزنادقة ،
والزنادقة هم الذين أدخلوها في الإسلام
باسم التصوف ،
وباسم التعبد ،
وباسم الزهد ،
- كما سنعرض إن شاء الله - ،
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 08:16 PM
فالخلاف ليس محصوراً كما أراد الرفاعي ،
وهذا البحريني ، والمغاربة ،
ليس محصوراً في تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم،
كتاب الرفاعي مِن أوله إلى آخره ،
والآخر ،
والثالث :
هذه الكتب تتحدث عن منـزلة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وعن عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وعن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وعن خوارق الرسول صلى الله عليه وسلم ،
إلى آخره .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 08:22 PM
نقول :
بغض النظر عمَّا احتوته هذه الكتب
مِن الأباطيل ،
ومِن المتناقضات ،
ومن الشركيات :
ليس الخلاف بيننا وبينهم
في قضية الرسول صلى الله عليه وسلم أبداً ،
هذه جزئية ،
نعم هي إحدى فروع الخلاف ،
إحدى المسائل التي نختلف وإيَّاهم فيها ،
أنَّهم غَلَوا ، واشتطوا ،
حتى شابهوا النَّصارى ،
ونحن اقتصدنا ،
وعظَّمْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
بما عظَّمه الله به ،
وبما صحَّ في سنَّته وسيرته .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 08:27 PM
ليس الموضوع هو أنَّهم يحبون رسولَ الله
صلى الله عليه وسلم أكثر منَّا
- كما يزعمون -
الخلاف بيننا وبينهم ليس المولد ،
وليس في كيفية الذكر ،
ليس في أنواع التوسل التي أطالوا ،
وأطنبوا في تفصيلها ،
وليس في تعريف البدعة ،
وأنَّها هل هي خمسة أنواع ،
أو نوعين ، أو نوع واحد ،
لا يا أخي ؛
الخلاف بيننا وبين الصوفية
هو خلاف بين الإسلام
وبين ديانة ، وثنية ، فلسفية ، قديمة ،
خلاف في الربوبية ، والألوهية ،
أهي لله وحده ،
أم له فيها شركاء
كما يدَّعون !؟
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 08:32 PM
لأنَّ دعوى الصوفية أنَّ الربوبية ، والألوهية
– كثيراً من حقائق الألوهية والربوبية –
إعطاؤها للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
أو للأولياء ،
أو مَن يسموهم الصالحين ،
وهذا : شركٌ أكبر ،
لكن ليست هذه فقط !!
يعني :
الصوفية لم تكتف
بأن تَصرِفَ الألوهية لهؤلاء ،
وإنَّما صرفتْها للزنادقة ،
صرفتْها للدجالين ،
للكهان ،
للمشعوذين .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 08:53 PM
ولابد أنَّكم تعرفون الرجل الذي عندنا هنا في مكة ،
والذي كان بعض النَّاس سألني
- وأنتم عندنا -
يقول هل أذهب لأتعالج عنده ؟
وهو "الأهدل" يسمُّونه "السيد الأهدل"
هذا هو شيخ محمد علوي مالكي ،
رجلٌ خرافي ،
ورجل يقول لهم :
أحضِروا تَيْساً أسود،
واذبحوه ، ولا تذكروا اسم الله ،
وافعلوا كذا ، وافعلوا كذا ،
من الشعوذات ،
ومن الكهانة ،
ويُنجِّم الرجل والمرأة ،
ويقول : نجم المرأة كذا ، ونجم الرجل كذا ،
فإن كانت النُّجوم متطابقة
فلا بأس أن تتزوجها ،
وشعوذات ينقلها لنا العوام هنا في مكة ،
شعوذات غريبة ،
هذه مِن مثل هذا الدجل ،
ومن مثل هذه الشعوذة ،
يصرفون ربوبية الله ، وألوهيته :
للمشعوذين ، وللدجالين ،
المتعاطين السحر ،
المتعاملين مع الجن ،
الذين يقولون :
نحن نعلم الغيب ،
ويطلبون مِن المريدين
أن يقدِّموا لهم العبوديات
التي لا تليق إلا
بالله سبحانه وتعالى .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:02 PM
نحن نعرف
أنَّ الله سبحانه وتعالى
وحده المتصرف في الكون ،
هذه حقيقة لا يمكن أن يماري فيها أي مسلم ،
ونعرف أنَّ الله سبحانه وتعالى
هو الذي عنده اللوح المحفوظ ،
وهو الذي يمحو ما يشاء ، ويثبت ،
وهو الذي يحي ويميت ،
وهو الذي يعلم ما تسقط مِن ورقة
في ظلمات البرِّ والبحر ،
وهو الذي يفتح أبواب الجنَّة لمن شاء ،
أو النار - والعياذ بالله - ،
وهو الذي يسلب الإيمان مِن القلوب ،
أو يضع فيها اليقين ،
ولا أحدَ يملك ذلك غيره ،
نحن نعتقد أنَّه سبحانه وتعالى
هو الذي يغيث الملهوفين في الكربات ،
وفى الظلمات،
ويعلم ما في سرائر القلوب ،
وما تختلج به الخواطر ،
إلى غير ذلك .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:06 PM
لكن هؤلاء هم يؤمنون - أو يقولون - :
بأنَّ مِن أوليائهم مَن يتصرف في الأكوان ،
في حلقة الذكر الجيلانية يقولون :
"عبد القادر يا جيلاني ،
يا متصرف في الأكوان " !!
إذا كان متصرف في الأكوان
ماذا بقي لله سبحانه وتعالى ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:12 PM
وسأنقل إليكم أدلةً كثيرةً جدّاً ،
مِن كتاب الشعراني
تدل على هذا الشرك الأكبر ،
يذكرون :
أنَّ هناك مَن يرى اللهَ ،
ومَن يخاطبُه اللهُ في الدنيا ،
ومَن يكلِّمه ،
ومَن يقول له هذا حلال ،
وهذا حرام ،
ويذكرون :
أنَّ هناك منهم مَن يستأذن جبريل
قبل أن يبدي رأيه،
يأتي المريد يسأله فيقول :
أمهلني حتى أستأذن جبريل !!
فيسأل جبريل فيجيبه !!
وهذا إن شاء الله سأذكر لك بعضَها
– إن أمكن بالجزء والصفحة - .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:20 PM
يذكرون :
أنَّ منهم مَن يمسك الشمس عن الغروب !
يذكرون :
أنَّ منهم مَن يعلم مِن أسرار القرآن
ما لا يعلمه ملَكٌ مقرَّبٌ ،
ولا نبيٌّ مرسلٌ !
يقولون :
إن الولي فلان كان يحك رأسه
بقائمة عرش الرحمن !
يقولون :
إن فلاناً جاءه أحدُ المريدين
وقال : لماذا لا تحج ؟
فقال :
هل يحج مَن تطوف حوله الكعبة !؟
قال المريد : كيف ذلك ؟
فقال : انظر،
ورأى الكعبة وهى تطوف حول الرجل !! حول الشيخ !!
وهى تغني – أي : الكعبة -
وتقول : إن له رجالاً ، دلَّلهم دلالاً ،
وهي تطوف حوله !! .
أشياء كثيرةٌ جدّاً
إن شاء الله سأتعرض لبعضها .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:28 PM
المقصود :
أن بعضكم - بعض الشباب هناك في أمريكا وغيرها -
يحسبون أنَّ التصوف مجرد زهد ، أذكار ،
احتقار لمتاع الدنيا الفاني ،
وبعضهم قد يتعاطف مع المتصوفة بناءً على هذا الاعتبار ،
الحقيقة يا أخي :
ليس التصوف هو المولد ،
وليس هو مجرد الذِّكر ،
وليس هو الزهد
- كما يدَّعون - ،
وإنَّما الصوفية هي دينٌ آخر ،
هي عالَمٌ آخر ،
إذا دخله الإنسان وبدأ فيه :
فعليه أن يخلع عقلَه عند عتبة الدخول ،
وهناك يدخل في عالم غريب ،
عالَمٌ يخيل إليك - عندما تقرأ في كتب طبقاتهم ، ورجالهم
- تماماً أنَّك تقرأ في القصص الخرافيَّة ،
مثل سيف بن ذي يزن ، مثل عنترة ،
وكتب الأسمار، والأخبار ،
وغير ذلك .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:32 PM
والذي أحب أنْ أقوله :
أنَّ كتاب الرفاعي ، وكتاب البحريني ،
وكتاب المغربييْن هؤلاء ؛
أنَّه جاء على خلاف الأصل
عند الصوفية ،
كيف هذا ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:35 PM
الأصل عند الصوفية :
أنَّ مصدر التلقِّي ،
ومصدر المعرفة ؛
ليس هو الحديث ،
ليس هو القرآن والسنَّة ؛
حتى يأتي هؤلاء فيقولون :
الله تعالى قال كذا ،
والرسول صلى الله عليه وسلم قال كذا ،
وصحيح أنكم أنتم تضعِّفون الحديثَ ؛
لكن نحن نصححه !
والمسألة : خلافية ،
ولا داعي للتكفير !
لماذا يكفِّر بعضُنا بعضاً في مسألة خلافية ؟
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:36 PM
حديث نحن صححناه ، وأنتم ضعَّفتموه ،
أو العكس ،
فالمسألة بسيطة ،
ونحن نهتم بحرب الصهيونيَّة ، والشيوعيَّة ،
ولا نختلف فيما بيننا …-
من مثل هذا الافتراء والدجل - .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:42 PM
أقول :
منهج هؤلاء النَّاس :
ليس هو هذا ،
أنت ترثي الإنسان عندما يحارب في غير ميدانه ،
أو عندما يتكلف ما لا قِبَل له به .
فالأصحاب هناك مع المريدين والشيخ
يرقصون في الحضرة !
ويتلقون العلم اللدنِّي
- كما يسمُّونه -
العلم الحقيقي مباشرة ،
وهذا جالس يقول :
هذا الحديث صحيح ، وهذا ضعيفٌ ، وهذا كذا !
هذا خلاف الأصل ،
هو مفروض أن يكون يرقص معهم
يتلقَّى من هناك العلم على زعمهم .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:48 PM
فأقول لك :
إنَّ كلامك في قضية "أنك تقول :
إن بعض الطلبة الكويتيين قالوا :
إن هاشم الرفاعي ليس هو الذي كَتَبَ الكتاب" ،
نعم ،
الحقيقة أنَّ معهم حقٌّ في ذلك
لأنَّ أسلوب الكتاب يذكِّرني
ببعض كتبٍ كتَبَها أناسٌ مِن المبتدعة ،
وردُّوا بها على أهل السنَّة قبل خمس عشر سنة ،
أو نحو ذلك ،
وبعضهم أعرِف أنَّه موجودٌ في الكويت ،
فلا شك أنَّ هناك تعاوناً ،
ومِن أدلة التعاون :
هذا التظافر الموجود ؛ هذا مِن المغرب ،
وهذا مِن البحرين ،
وهذا مِن الكويت ،
وقالوا : واحدٌ – أيضاً – مِن مصر ،
وواحدٌ مِن اليمن ،
يقولون :
ستخرج - كما هو مذكور في هذه الكتب - .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:52 PM
أقول:
إنَّ هذا ليس أسلوب الصوفيَّة أصلاً ،
أن يأتوا إلى الحديث ، ويصحِّحوه ، ويضعِّفوه ؛
ليأخذوا منه الحقيقة ،
وليأخذوا منه العلم ،
لا .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:55 PM
"الحلاج" - إمامهم المتقدم –
الذي قُتل بالزندقة -
بعد أن ثبت ذلك عنه –
ما كان يعتكف يتعبَّد ، ويدعو الله عز وجل ،
فتنكشف له بعض الأشياء – مثلاً –
ويقول : هذا علمٌ أطلعني الله عليه
لا ،
ذهب إلى الهند ،
ورأى سحرة الهند
يقف الواحد منهم على رأسه الأيام الطويلة
بدون أكل ، ولا شرب ، ولا نوم ،
فتعلَّم هذه الرياضة منهم ،
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 09:59 PM
فإذا وقف على رأسه هذه الفترة :
يدخل في المرحلة التي يسمونها ( المالوخوليا )
تأتي له صور ، وخيالات مِن الجوع ،
ومِن هذه الانتكاسة ،
ومِن الشياطين ،
ويخيَّل له بأشياء ، ومخاطبات، وكلام ،
فيقول :
الله خاطبني !
أو الرب كلَّمني !
أو كذا ،
ثمَّ يترقَّى إلى أنْ يقول : أنا الله !!
ما في الجبَّة إلا الله !!
أو سبحاني سبحاني !!
– كما قال هو ، والبسطامي وغيرهم - ،
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:02 PM
ويقول
– كما هو ثابت مِن أبياته في ديوانه - :
كفرتُ بدين الله والكفـرُ واجبٌ
لديَّ وعند المسـلمين قبيحُ
ومرةً ثانيةً ينتكس ، ويقول :
على دين الصليب يكـون موتي
فلا بطحاء أريـد ولا المدينة
يعني :
يذكر أنَّه صليبيٌّ
– والعياذ بالله - ،
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:07 PM
فنفس ما وقع للحلاَّج !
عندما يقول هذا الكلام :
قام علماء السنَّة
فكفروه بناءً على هذه الكفريات الشنيعة ،
فقام المدافعون عنه
– مثل ما قام الرفاعي يدافع عن المالكي –
وتأولوا بعد أن عمل هذا العمل ،
قالوا – أي: المتأولة – انتظروا لم تكفروه ؟
نحن نأتي لكم بأدلة !
ثمَّ قالوا : نعم ،
أبو نعيم في "الحلية" روى كذا ،
أيضاً : عندنا ابن عساكر روى كذا ،
عندنا كذا ،
بعض هذه الأشياء استنتجوها ،
وبحثوا عنها ،
وجدوها بعد أن قُتل الحلاج بسنواتٍ طويلةٍ ،
الحلاج لا قرأها، ولا اطَّلع عليها ،
ولا قال ما قال
لأنَّه اطَّلع على الكتاب والسنَّة ،
ثم استنتج منها هذا الاستنتاج ،
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:11 PM
بل أنا أضرب لك مثالاً
فيه كتاب عندنا عن تاريخ الدولة الظاهرية
اسمه "الدرَّة المضيئة"
- موجود عندي ، والحمد لله -
يذكر فيه أولَّ ما بدأتْ كلمة "سيدنا"
- أشهد أنَّ سيدنا محمَّداً رسولُ الله ،
متى بدأت هذه الكلمة في الأذان-
يذكر أنَّ أحد سلاطين المماليك
رأى في المنام الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فقال له : إذا أذَّنتَ فقل
- أو قل للمؤذِّن إذا أذن يقول -
أشهد أنَّ سيدنا محمَّداً رسول الله ،
فلما استيقظ السلطان هذا ؛
أمر المؤذنَ أنْ يقول ذلك ،
فسمعها بعضُ الخرافيِّين ،
والصوفيَّة فقالوا :
رؤيا حسنة،
فاستحسنوا ذلك .
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:13 PM
نحن الآن في هذا العصر عندما نقول :
هذه الكلمة لا تضاف في الأذان ؛
يقولون : كيف لا تضاف ،
وعندنا أحاديثُ صحيحةٌ
على أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم ،
وأنَّه كذا ، وأنَّه كذا ؟
وأنتم تنكرون سيادة الرسول !
أنتم تكرهون الرسول !
أنتم تعادون الرسول !
فيهاجموننا بهذا الكلام ؛
أبو فراس السليماني
2014-10-18, 10:20 PM
بينما أصلُ القضية
لم يكن أنَّهم قرؤوا البخاري ومسلم ،
وجدوا أحاديث السيادة ،
وضعوها في الأذان ،
أصلها رؤيا ،
فالصوفيَّة تعتمد
في مصدر التلقِّي
على المنامات ،
على الأحلام ،
على التخيُّلات ،
على التكهنات ،
على ما يسمونه "الذوق" ،
أو الوَجْد ،
أو الكشف ،
هذا هو مصدر القوم .
فبعد ذلك يأتي مَن يفلسف هذه الأشياء
التي ثبتت عندهم ،
ووصلتهم من هذا الطريق،
يأتي من يفلسفها ويقول إنَّ لها أصلاً ،
إنَّها تقوم عليها الأدلة الشرعيَّة ،
إنَّها مأخوذة مِن الكتاب والسنَّة ،
ثم يزعمون - كما زعم الرفاعي -
أنَّهم هم أهل السنَّة والجماعة ،
وهم الذين على الحق ،
وأنَّ المخالفين لهم :
مِن الخوارج ، أو مِن الغلاة ،
أو مِن المتنطعين ،
أو مِن التكفيريين ،
إلى آخر هذا الهراء.
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 02:45 AM
أقول :
إنَّني سأستعرض معك الآن بعضَ الكتب
التي تدل على أصل التصوف ،
مثلاً بين يدي الآن كتاب للبيروني
"تحقيق ما للهندي من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة" ،
الكتاب ألَّفه أبو الريحان البيروني ،
وهو ليس مِن أئمَّة أهل السنَّة والجماعة ،
هو رجلٌ ، مسلمٌ ، مؤرِّخٌ ،
تستطيع أن تقول – بالأحرى – جغرافيٌّ ،
ومتكلمٌ ، ومتفلسفٌ ،
ذهب إلى الهند يبحث عن أديانها ،
وعن عقائدها ، ويكتب عن جغرافيتها ،
وعن أرضها، وعن علومها ؛
هذا الرجل ألَّف الكتاب ،
وذكر فيه حقائق لا يمكن أن يُتهم
بأنَّه تواطأ فيها مع أهل السنَّة والجماعة .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 02:55 AM
مثلاً :
يقول في صفحة (24) ،
منهم :
مَن كان يرى الوجودَ الحقيقي للعلة الأولى فقط ،
لاستغنائها بذاتها فيه ، وحاجة غيرها إليه ،
وأنَّ ما هو مفتقر في الوجود إلى غيره :
فوجوده كالخيال غير حقٍّ ،
والحقُّ هو الواحد الأول فقط ،
وهذا رأي السوفية – كتبها بالسين - ،
وهم الحكماء ،
فإنَّ سوف باليونانية : (الحكمة)
وبها سمي الفيلسوف : بيلاسوفا ،
أي : محب الحكمة ،
ولما ذهب في الإسلام قوم إلى قريبٍ مِن رأيهم
–أي : رأي حكماء الهند - سُمُّو باسمهم – أي: الصوفيَّة - ،
ولم يَعرف اللقبَ بعضُهم
فنسبهم للتوكل إلى الصُفَّة
وأنَّهم أصحابها في عصر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
ثمَّ صُحِّفَ بعد ذلك ،
فصُيِّر مِن صوف التيوس ! الخ .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 02:57 AM
ويقول بعد ذلك :
إنَّ المنصرف بكليته إلى العلة الأولى
متشبهاً بها على غاية إمكانه :
يتحد بها عند ترك الوسائط ،
وخلع العلائق ، والعوائق .
ويقول - في الوحدة هذه "وحدة الوجود" - :
وهذه آراء يذهب إليها السوفية لتشابه الموضوع .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 03:00 AM
يتكلم عن ديانة الهند ،
وعن فلاسفة الهند - هؤلاء الملاحدة - ،
ثم يذكر أنَّ الصوفيَّة يذهبون إليها لتشابه الموضوع .
فالرجل يقول :
إن الصوفيَّة هم حكماء الهند ،
وأنَّ اسمهم هو "السوفية" ،
وأنَّ ما يُطلق عليهم مِن الأسماء ،
أو يُطلق عليهم مما حدث للاسم مِن التصحيف
– فقيل : إنَّه مِن الصوف أو غير ذلك - :
هذا ليس له حقيقة .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 03:02 AM
والقشيري نفسه في "الرسالة" يقول :
ليس للاسم أصل في اللغة العربية
- والقشيري مِن أئمَّة الصوفيَّة له كتاب "الرسالة" –
وهو صادقٌ في ذلك .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 03:08 AM
هناك مصدر آخر ،
ننتقل - مثلاً - إلى "دائرة المعارف الإسلاميَّة"
- كما سمَّاها المستشرقون -
وهي دائرة معارف استشراقية :
مادة "التصوف" ، الجزء الخامس :
ذكروا أنَّ كلمة "الثيوصوفيا" - الكلمة اليونانيَّة -
يقولون :
هذه هي الأصل كما ينقل كاتبها "ماسنيوم" عن عدد المستشرقين ؛
بأنَّ أصل التصوف : هو مشتق مِن "الثيوصوفية" ،
وهذه "الثيوصوفية" كما يذكر – أيضاً – عبد الرحمن بدوي ،
وينقل عن مستشرق ألماني (فول هومر) يقول :
إن هناك علاقة بين الصوفية ،
وبين الحكماء العراة مِن الهنود ،
ويكتب باللغة الإنجليزية ( جانيوسوفستز)
و"سوفستز" يعني : الصوفيين هؤلاء
إذا ربطنا هذه مع "الثيوصوفية"
– أي : الصوفية –
التي نقول (الثيو) معناها الله عز وجل في لغتهم،
فمثلاً الحكم الثيوقراطي يعنى الحكم الإلهي
( الثيوصوفية ) عشاق الله ،
أو محبو الله سبحانه وتعالى ،
الفيلسوفي هذا : عاشق الحكمة –
"فيـلا" معناها : حكمة - ،
أو محب الحكمة .
عاشق الله
- كما يدَّعون ،
وكما يزعمون -
يسمَّى : الصوفي .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 03:10 AM
إذاً الصوفية نستطيع أن نقول أننا الآن أمام أساس
– وسيأتي عرض آخر يبين هذه القضية -
هذه الكلمة
وأنَّه غير إسلامي أصلاً ،
وغير عربي أصلاً ،
وإنَّما هو دينٌ آخر .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 03:13 AM
نرجع لكتاب البيروني ؛
مثلاً :
أفتح معك إلى صفحة (51) ،
الكتاب الآن بين يديَّ ،
في صفحة (51) يقول :
إذا كانت النَّفس مرتبطةً في هذا العالم ،
والخلاص – خلاص النفس – مِن العالم ،
وانقطاعها عنه ، ..
كيف أنَّ الهنود يحاولون أن ينقطعوا عن الدنيا ،
وأن يتحدوا بالجوهر الأسمى
– وهو الله سبحانه وتعالى -
يتحدث عن هذا الموضوع
بكلام فيه صعوبة.
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 03:15 AM
إنَّما المقصود من ذلك :
أنَّه يقول : إن هناك كتاب هندوسي اسم الكتاب "باتنقل" ،
وأنا سألت بعض إخواننا - هنا -
الهنود عن كتاب "باتنقل" ،
يقول : إنَّ الكتاب معروف إلى الآن ،
وأنَّه مِن كتب الأديان عند الهندوس ،
وفي إمكانكم أنْ تسألوا إذا كان لكم إخوة ،
أو ناس في أمريكا - حتى من الهندوس -
أنْ تسألوهم عن الكتاب .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 03:18 AM
كتاب "باتنقل" هذا
يقول البيروني
- بعد أن تكلم عن قضية الاتحاد هذه -
يقول :
وإلى مثل هذا إشارات الصوفية في العارف
إذا وصل إلى مقام المعرفة ؛
فإنَّهم يزعمون - أي : الصوفية –
أنَّه يحصل له روحان :
قديمة لا يجري عليها تغير ، أو اختلاف ،
بِها يعلم الغيب !
ويفعل المعجز ! ،
وأخرى بشرية للتغير ، والتكوين ،
ما يبعد عن مثله
أقاويل النصارى .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 03:20 AM
لاحظ أنَّ البيروني يربط بين كلام الصوفية ،
وبين أقاويل النصارى ،
وأنَّهم يقولون :
إنَّ العارف له روحان :
روح أزليَّة ثابتة ، وروح حادثة ،
وهي التي تعتريها البشرية ،
أي: كما قال النصارى
في عيسى بن مريم عليه السلام !! .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 03:28 AM
وأنا في إمكاني الآن أنْ أقرأ عليك
ما يدل على هذه العقيدة عند الصوفية :
يقول إبراهيم الدسوقي المتوفى سنة 676هـ ،
وهو مِن أكبر الطواغيت الصوفيَّة
المعبودين حالياً في مصر ،
وهو وصل عندهم إلى درجة القطبية العظمى
– وسنشرح لك إن أمكن ما معنى القطب الأعظم ،
وما هي خصائصه - ،
يقول الدسوقي
– كما في ترجمته من "طبقات الشعراني" –
الجزء الأول صفحة (157) :
قد كنتُ أنا ،
وأولياء الله تعالى أشياخاً في الأزل ،
بين يدي قديم الأزل ،
وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإن الله عز وجل
خلقني مِن نور رسول الله
صلى الله عليه وسلم
– يعني في الأزل - ،
وأمرني أن أخلع على جميع الأولياء ،
فخلعتُ عليهم بيدي – يعني : ألبسهم
– فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا إبراهيم أنت نقيبٌ عليهم
– أي: على الأولياء -.
يقول :
فكنتُ أنا ، ورسول الله صلى الله إليه وسلم ،
وأخي عبد القادر
– يعني : عبد القادر الجيلاني شيخ القادرية - خلفي ،
وابن الرفاعي
- يعني : أحمد الرفاعي شيخ الرفاعية -
خلف عبد القادر ،
ثم التفت إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقال :
يا إبراهيم سر إلى مالك – خازن النيران -
وقل له يغلق النيران ،
وسر إلى رضوان - خازن الجنة –
وقل له يفتح الجنان ،
ففعل مالك ما أُمر به ،
وفعل رضوان ما أُمر به ****!!…
إلى آخر ما ذكره من الكلام .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 09:48 AM
نعود إلى البيروني :
انتقل إلى صفحة (66) من الكتاب
– إن كان الكتاب عندك – :
يقول : وإلى طريق "باتنقل " - هذا الهندي الذي سبق ذكره -
ذهبت الصوفية في الاشتغال بالحق،
فقالوا : مادمتَ تشير فلستَ بموحدٍ ؛
حتى يستولي الحقُّ على إشارتك بإفنائها عنك ،
فلا يبقى مشيرٌ، ولا إشارةٌ –
أي :
"وحدة الوجود الكاملة " - .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 09:53 AM
ويقول :
ويوجد في كلامهم ما يدل على القول بالاتحاد ؛
كجواب أحدهم عن الحقِّ ،
وكيف لا أتحقق مَن هو أنا بالإنيَّة ،
ولا أنا بالأَيْنِيَّة .
هذا كلام أحد أئمَّة التصوف
سُئل عن الله
فأجاب بأنه هو يعني نفسه ! .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 09:56 AM
وقول أبي بكر الشبلي
- وهو مِن أئمَّة التصوف – يقول :
اخلع الكلَّ تصل إلينا بالكلية فتكون ولا تكون ،
إخبارك عنا
– يعني : الكلام الذي تقوله هو عنَّا - ،
وفعلُك فعلُنا .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 09:59 AM
وكجواب
- والكلام ما يزال للبيروني -
أبي يزيد البسطامي ،
وقد سئل بم نلت ما نلت ؟
قال : إنِّي انسلختُ مِن نفسي ،
كما تنسلخ الحيَّةُ مِن جلدها ،
ثم نظرتُ إلى ذاتي
فإذا أنا هو .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:08 AM
وقالوا
في قول الله تعالى :
{ فقلنا اضربوه ببعضها } :
إنَّ الأمر بقتل الميت لإحياء الميت :
إخبارٌ أنَّ القلب لا يحيا بأنواع المعرفة
إلا بإماتة البدن بالاجتهاد ،
حتى يبقى رسماً لاحقيقة له ،
وقلبك حقيقة ليس عليه أثر مِن المرسومات .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:10 AM
وقالوا :
إنَّ بين العبد وبين الله ألف مقام مِن النُّور والظلمة ،
وإنَّما اجتهاد القوم في قطع الظلمة إلى النُّور ،
فلمَّا وصلوا إلى مقامات النُّور :
لم يكن لهم رجوعٌ .
انتهى كلام البيروني
وهو يقول
إن هذا الكلام بعينه هو كلام الهنود
وهو الذي سار عليه أئمة التصوف .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:12 AM
أقول :
إنَّ الثابتَ مِن الكتب
التي كتبها كثيرٌ مِن المعاصرين عن الصوفية ،
ومِن القدماء:
أنَّ أولَّ مَن أسَّـس التصوف : هم الشيعة ،
وأنَّ هناك – بالذات – رجليْن
كانا لهما دورٌ في ذلك :
الأول : يسمَّى "عبدك" ،
والثاني : يسمَّى "أبو هاشم الصوفي" ،
أو أبو هاشم الشيعي،
فـ "عبدك" ، و"أبو هاشم"
هؤلاء هما اللذان
أسَّـسا دين التصوف .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:14 AM
عندما نريد أن نتحدث عن "عبدك" ،
وعن أبي هاشم :
ننتقل إلى مصدرٍ مهمٍّ جدّاً
مِن مصادر الفِرَق الإسلاميَّة
وهو كتاب "التنبيه والرد"
لأبي الحسين الملْطي الشافعي
رحمه الله.
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:17 AM
ومِن المهم جدّاً مِن الناحية الوثائقيَّة
أنْ تعرف أنَّ كتاب الملطي هذا
منقولٌ
عن كتاب الإمام خشيش بن أصرم
- وهذا رجلٌ ، عالِمٌ ، إمامٌ ، ثقةٌ ،
وهو شيخ الإمام أبي داود ، والنسائي ،
وهو مِن الأئمَّة المعاصرين
للإمام أحمد توفى سنة 253هـ - ،
وهذا يعطي كتابَه أهميَّة كبيرة ؛
لأنَّه متقدم في الفترة المبكرة جدّاً
التي لم تكن كلمة صوفي فيها
قد شاعت وانتشرت ،
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:20 AM
فماذا قال الإمام خشيش بن أصرم رحمه الله
– كما نقل عنه الملطي- ،
ماذا قال عن هذه الفِرق – عن "عبدك" ،
وعن أبي هاشم ،
وعن جابر بن حيان الذي يقال له جابر الكيميائي –
وهو أيضاً ممن نُسب أنَّه أول مَن أسَّس التصوف
وقد قرأت له مجموعة رسائل
طبعها أحد المستشرفين
يظهر فيها بجلاء أنَّ الرجل شيعي تماماً ،
وقد عاش جابر في القرن الثاني- .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:25 AM
قال أبو الحسين الملطي رحمه الله تعالى :
قال أبو عاصم خشيش بن أصرم
– قال سفر : والإسناد عنه في أول الكتاب -
في افتراق الزنادقة يقول :
فافترقت الزنادقة على خمس فرق ،
وافترقت منها فرقة على ست فرق ..
إلى أن يقول :
ومنهم - أي:من أقسام الزنادقة – "العبدكية" ،
زعموا أنَّ الدنيا كلَّها حرامٌ محرَّم ،
لا يحل الأخذ منها إلا القوت ،
من حين ذهب أئمَّة العدل ،
ولا تحل الدنيا إلا بإمام عادل ،
وإلا فهي حرام ،
ومعاملة أهلها حرام ،
فحِلٌّ لك أن تأخذ القوت من الحرام ،
مِن حيث كان !
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:26 AM
وإنَّما سمُّو "العبدكية" :
لأنَّ "عبدك" وضع لهم هذا ،
ودعاهم إليه ،
وأمرهم بتصديقه .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:29 AM
يقول:
ومنهم الرَّوْحانيَّة ،
وهم أصناف ،
وإنَّما سمُّوا "الروحانية" ؛
لأنَّهم زعموا أنَّ أرواحهم تنظر إلى ملكوت السموات ،
وبها يعاينون الجِنان – أي : الجنات –
ويجامعون الحور العين ،
وتسرح في الجنة ،
وسمُّوا أيضاً :
"الفكرية " لأنَّهم يتفكرون – زعموا –
في هذا حتى يصلون إليه ،
فجعلوا الفكر بهذا غاية عبادتهم ،
ومنتهى إرادتهم ،
ينظرون بأرواحهم في تلك الفكرة
إلى هذه الغاية
فيتلذذون بمخاطبة الله لهم ،
ومصافحته إياهم ،
ونظرهم إليه – زعموا –
ويتمتعون بمجامعة الحور العين ،
ومفاكهة الأبكار ، على الأرائك متكئين ،
ويسعى عليهم الولدان المخلَّدون
بأصناف الطعام ،
وألوان الشراب ،
وطرائف الثمار …إلى آخره .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:32 AM
يقول :
ومنهم صنف مِن الرَّوْحانيَّة زعموا
أنَّ حُبَّ الله يغلب على قلوبهم ،
وأهوائهم، وإرادتهم
حتى يكون حبُّه أغلب الأشياء عليهم ؛
فإذا كان كذلك عندهم :
كانوا عنده بهذه المنـزلة :
وقعت عليهم الخُلة مِن الله
فجعل لهم السرقة ، والزنا ،
وشرب الخمر ، والفواحش كلها
على وجه الخُلة التي بينهم وبين الله
لا على وجه الحلال
– يعني : تحل لهم على وجه أنَّهم أخلاء لله ،
وسيأتي على هذا نقولٌ كثيرةٌ وشواهد
تدل على ذلك عند الصوفية –
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:36 AM
يقول:
كما يحل للخليل الأخذ مِن مال خليله بغير إذنه ،
منهم : "رباح" و"كليب" ،
كانا يقولان بهذه المقالة ويدْعُوَان إليها ،
- وهؤلاء أيضاً ممن ذُكر أنَّهم مِن أئمَّة التصوف القدامى - .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:44 AM
يقول :
ومنهم صنفٌ مِن الرَّوْحانية
زعموا أنَّه ينبغي للعباد أنْ يدخلوا في مضمار الميدان
حتى يبلغوا إلى غاية السبقة ،
منتظمين لأنفسهم – يعني : تجميعها -
وحملها على المكروه
فإذا بلغت تلك الغاية :
أعطى نفسَه كلَّ ما تشتهي ، وتتمنى ،
وإنَّ أكْلَ الطيبات كأكْل الأراذلة مِن الأطعمة ،
وكان الصبر والخبيث عنده بمنـزلة ،
وكان العسل والخل عنده بمنـزلة ! ؛
فإذا كان كذلك :
فقد بلغ غاية السبقة ،
وسقط عنه تضمير الميدان ،
وأتْبع نفسه ما اشتهت ،
منهم ابن حيان كان يقول هذه المقالة.
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:49 AM
ويقول رحمه الله :
ومنهم صنف يقولون إنَّ ترك الدنيا :
إشغال للقلوب ، وتعظيم للدنيا ، ومحبة لها ،
ولمـَّا عظُمت الدنيا عندهم :
تركوا طيِّب طعامها ، ولذيذ شرابها ،
وليل لباسها ، وطيب رائحتها ؛
فأشغلوا قلوبهم بالتعلق بتركها ،
وكان من إهانتها مُواتات الشهوات عند اعتراضها
حتى لا يشتغل القلب بذكرها ،
ويعظم عنده ما ترك منها.
قال :
ورباح وكليب كانا يقولان هذه المقالة .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 10:55 AM
هذا كلام الإمام خشيش بن أصرم رحمه الله ،
المكتوب قبل منتصف القرن الثالث الهجري
- حوالي 240هـ –
هذا الكلام كما لاحظنا
هو عقيدة الصوفية ،
الحب – حبُّ الله كما يدَّعون - ،
تحريم الدنيا ،
تحريم الحلال ،
دعوى أنَّهم يرون الله ،
ويخاطبونه في الدنيا ،
وأنَّه يحدِّثهم …
إلى غير ذلك مِن الدعاوى:
هي دين الصوفية ،
لكن لاحظ أنَّ الإمام خشيش لم يقل :
"الصوفيَّة" ؛
إنما قال : "الزنادقة"
- قال :
هذه مذاهب قوم مِن الزنادقة - ،
وصدق
هذا هو مذهب الزنادقة في حقيقته .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 05:21 PM
ننتقل إلى مصدر بعده ،
وهو من أوثق المصادر في الخلافات ، والفرق :
وهو كتاب "مقالات الإسلاميين"
للإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله
الذي رجع إلى مذهب أهل السنَّة والجماعة ،
وإن كان الأشاعرة ما يزالون يتَّبعون
ما كان عليه قبل رجوعه ،
نسأل الله أن يهديهم إلى الحق .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 05:31 PM
يقول - في صفحة (288) من طبعة هيلموتايتر - الثالثة - :
هذه حكاية قولِ قومٍ مِن النُّساك
– والنساك : هو أيضاً اسم عبَّاد الهند -
وهي مأخوذة مِن النسك ، أو التعبد .
وهذا هو الذي ترجم به عبد الله بن المقفع صوفية الهند ،
وسمَّاهم : "النُّساك" في كتاب "كليلة ودمنة" ،
فيسمَّى العابد : النَّاسك .
يقول :
وفي الأمَّة قوم ينتحلون النُّسك
يزعمون أنَّه جائزٌ على الله سبحانه
الحلول في الأجسام ،
وإذا رأوا شيئاً يستحسنونه قالوا :
لا ندري لعله ربنا !! ،
ومنهم من يقول :
إنّه يرى الله سبحانه وتعالى في الدنيا على قدر الأعمال !
فمَن كان عمله أحسن :
رأى معبوده أحسن !
ومنهم مَن يجوِّز على الله سبحانه وتعالى المعانقة ،
والملامسة ،
والمجالسة في الدنيا ،
وجوزوا مع ذلك
على الله تعالى – على قولهم- أنْ نلمسه ،
ومنهم مَن يزعم أنَّ الله سبحانه
ذو أعضاء ،
وجوارح ،
وأبعاض لحم ،
ودم
على صورة الإنسان
له ما للإنسان مِن الجوراح
– تعالى ربُّنا عن ذلك علوّاً كبيراً - .
وهذا القول الذي ذكره الأشعري هنا :
هو قول أبي هاشم المشبِّه ، الصوفي ، الشيعي،
مؤسِّس هذا الدين ،
أو مِن مؤسِّسيه -كما قلنا - .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 05:33 PM
يقول الإمام الأشعري :
وكان في الصوفيَّة رجلٌ يُعرف بأبي شعيب :
يزعم أنَّ الله يُسرُّ ويَفرح بطاعة أوليائه ، ويغتمُّ ،
ويحزن إذا عصَوْه
- يعني :
كَفَرح المخلوقين وكغَمِّهم -.
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 05:35 PM
ويقول :
وفي النُّساك قومٌ
يزعمون أنَّ العبادة تبلغ بهم
إلى منـزلةٍ تزول عنهم العبادات ،
وتكون الأشياء المحظورات على غيرهم
– من الزنا ، وغيره - :
مباحات لهم .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 05:38 PM
وفيهم من يزعم :
أنَّ العبادة تبلغُ بهم أنْ يروا الله سبحانه وتعالى ،
ويأكلوا مِن ثمار الجنَّة ،
ويعانِقوا الحورَ العين في الدنيا ،
ويحارِبوا الشياطين .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 05:40 PM
ومنهم مَن يزعم :
أنَّ العبادة تبلغ بهم إلى أن يكونوا
أفضلَ مِن النَّبيِّين ،
والملائكة المقرَّبين .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 05:43 PM
هذا كلام الإمام الأشعري ،
وهو يؤكِّد ما قاله الإمام خشيش ،
ويذكر عنهم قضية
سقوط التكاليف وسقوط التعبدات ،
وأنَّ الإنسان يترقَّى -كما يقول الصوفيَّة
أنَّ الله تعالى يقول
{ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } ،
فإذا جاء اليقين أو إذا وصلت إلى الحقيقة:
سقطتْ عنك الشريعة ؛
لأنَّ المريد عندهم – أو الصوفي – يبدأ مُريداً ،
ثمَّ سالكاً ، ثم واصلاً ، الواصل : وصل للحقيقة ،
وسقطت عنه التكاليف ،
وسقطت عنه التعبدات .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 05:49 PM
هذا الكلام يقوله الإمام الأشعري
– وهو المتوفى سنة 324 هـ -
أي : أيضاً ما يزال متقدماً بالنِّسبة لانتشار الصوفيَّة ،
ولم يذكر أنَّ هؤلاء صوفيَّة أبداً ،
إنَّما قال : "هؤلاء نساك" ،
وهذا القول لا شك
أنَّه قول زنادقةٍ ، وكفَّارٍ ،
سيحكيه على أنَّهم قومٌ يدَّعون ،
أو ينتسبون إلى هذه الأمَّة ،
وليسوا مِن هذه الأمَّة ،
ليسوا مِن أمَّة الإسلام ،
ولا مِن أمَّة محمَّد صلى الله عليه وسلم ،
فلنرى كيف أنَّ هذا القول
أصبح ديناً عند المتأخرين من المسلمين
المنتسبين للإسلام من الصوفيَّة ،
ويدَّعون مع ذلك
أنَّهم هم أهل السنَّة والجماعة !!.
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 06:54 PM
لا نقف عند الأشعري ،
وإنَّما - أيضاً - ننتقل إلى إمامٍ مِن المؤلِّفين في الفرق ،
وهو "فخر الدين الرازي" –
وقد توفي سنة 606 هـ ،
ونحن نتابع المسألة بتطور الزمن
- ، وهو مِن أكبر أئمَّة الأشاعرة ،
يعني : الرجل ليس مِن أئمَّة أهل السنَّة والجماعة ،
بل هو مِن أئمَّة الأشاعرة الذي ألَّف كتاب "أساس التقديس" ،
وردَّ عليه شيخ الإسلام ابن تيمية
في كتاب "بيان تلبيس الجهمية" ،
فهو مِن أكبر الأشاعرة ،
وأقواله عندهم مِن أهمِّ الأقوال ،
سننقل ، ونقرأ لك بعض كلامه في هؤلاء الصوفيَّة ،
ما كان فيه مدح ،
وما كان فيه ذم .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 06:56 PM
يقول :
الباب الثامن
في أحوال الصوفية :
اعلم أنَّ أكثر مَن قصَّ فِرَق الأمَّة لم يذكر الصوفيَّة ؛
وذلك خطأ لأنَّ حاصل قول الصوفيَّة :
أنَّ الطريق إلى معرفة الله تعالى :
هو التصفية ، والتجرد مِن العلائق البدنيَّة ،
وهذا طريقٌ حسنٌ !
وهم فِرقٌ .
الأولى : أصحاب العادات ،
وهم قومٌ منتهى أمرِهم ، وغايتهم :
تزيين الظاهر كلبس الخرقة ،
وتسوية السجادة .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 06:57 PM
الثانية :
أصحاب العبادات ،
وهم قومٌ يشتغلون بالزهد ، والعبادة ،
مع ترك سائر الأشغال .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 06:59 PM
والثالثة :
أصحاب الحقيقة ،
وهم قومٌ إذا فرغوا مِن أداء الفرائض :
لم يشتغلوا بنوافل العبادات ؛
بل بالفكر ، وتجريد النَّفس عن العلائق الجسمانية
– يعني : مثل ما قلنا عن جماعة "باتنقل"
في أقوال البيروني –
يقول :
وهم يجتهدون أنْ لا يخلو سرُّهم ،
وبالهُم عن ذكر الله تعالى ،
وهؤلاء خير فرق الآدميين !!
- قال سفر :
طبعاً متعاطف معهم - .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 07:01 PM
الرابعة :
النُّوريَّة ،
وهم طائفة يقولون :
الحجاب حجابان نوري ، وناري ،
أمَّا النوري :
فالاشتغال باكتساب الصفات المحمودة كالتوكل ،
والشوق ، والتسليم ، والمراقبة ،
والأُنس ، والوحدة ، والحالة ،
أمَّا الناري
فالاشتغال بالشهوة ، والغضب ، والحرص ، والأمل ؛
لأنَّ هذه الصفات : صفات نارية ،
كما أنَّ إبليس لما كان ناريّاً
فلا جرم وقع في الحسد .
طبعاً ،
هذه النظرية اليونانية التي تُروى عن قدماء اليونان أرسطو وجماعته :
أنَّ الكون يتركب مِن أربعة عناصر :
الماء ، والتراب ، والنار ، والهواء …إلى آخره !!
رتَّبوا هـذه على تلك .
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 07:05 PM
الخامسة
- مِن فِرقهم - :
الحلوليَّة ،
وهم طائفةٌ مِن هؤلاء القوم الذين ذكرناهم ،
يرَوْن في أنفسهم أحوالاً عجيبة ،
وليس لهم مِن العلوم العقليَّة نصيبٌ وافر ،
فيتوهَّمون
أنَّه قد حصل لهم الحلول أو الاتحاد
– يعني : بالله تعالى -
يقول :
فيدَّعون دعاوى عظيمة ،
وأوَّل مَن أظهر هذه المقالة في الإسلام :
الروافض ؛
فإنَّهم ادَّعوا الحلول في حقِّ أئمَّتهم .
هنا فائدة مهمة :
وهو أنَّ الرازي
يربط الصوفيَّة بالشيعة ،
وهو ربط مؤكد – كما سبق أن قلنا –
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 08:31 PM
يقول الرازي :
السادسة :
المباحية ،
وهم قوم يحفظون طامَّاتٍ لا أصل لها ،
وتلبيساتٍ في الحقيقة
وهم يدَّعون محبة الله تعالى
وليس لهم نصيبٌ مِن شيءٍ مِن الحقائق ؛
بل يخالفون الشريعة ،
ويقولون :
إن الحبيب رُفع عنه التكليف ،
وهو الأشرُّ مِن الطوائف ،
وهم على الحقيقة على دين "مزدك" ،
كما سنذكر بعد هذا -
قال سفر :
وهو الدين الذي هو أصل الشيوعية ،
أبو فراس السليماني
2014-10-19, 08:34 PM
ودين "مزدك"
كما تكلم عنه هو يقول :
أن المزدكية هم أتباع مزدك بن موبذان ،
وكان موبذان في زمن قبَّاز بن فيروز
والد أنو شروان العادل ،
ثمَّ ادَّعى النُّبوة ،
وأظهر دين الإباحة ،
وانتهى أمره إلى أن ألزم قبَّاز
أن يبعث امرأته ليتمتع بها غيره !!
فتأذى أنو شروان مِن ذلك الكلام
– يعني : تأذى مِن كلامه غاية التأذي –
وقال لوالده :
اترك بيني وبينه لأناظره ؛
فإنْ قطعني طاوعته ،
وإلا قتلته
فلمَّا تناظر مع أنو شروان :
انقطع مزدك
– يعني : انقطع في المناظرة وأفحم –
وظهر عليه أنو شروان ،
فقتله وأتباعه ،
وكلُّ مَن هو على دين الإباحة
في زماننا هذا
فهم بقية أولئك القوم .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.