الخضر عليه السلام نبي كما دلت الآيات وفي قول أغلب العلماء :
1: ابن حزم في المحلى بالآثار (1/ 71) :
" [مسألة النبوة هي الوحي من الله تعالى]
مسألة : والنبوة هي الوحي من الله تعالى بأن يعلم الموحى إليه بأمر ما يعلمه لم يكن يعلمه قبل. والرسالة هي النبوة وزيادة، وهي بعثته إلى خلق ما بأمر ما - هذا ما لا خلاف فيه - والخضر - عليه السلام - نبي قد مات، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - لا نبي بعده، قال الله عز وجل حاكيا عن الخضر { وما فعلته عن أمري } [الكهف: 82] فصحت نبوته ، وقال تعالى: { ولكن رسول الله وخاتم النبيين } [الأحزاب: 40] ."
2 : ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية (ص: 93) :
" لكن معنى قول الخضر عليه السلام لموسى عليه الصلاة والسلام: (إنك على علم لا أعلمه أنا) أي لا أعلم خصوص شرعك أو كماله، وإلا فالخضر كان له شرع آخر، بناء على الأصح أنه نبي، ويلزم من كونه نبيا أن له شرعا غير شرع موسى ومعنى قوله: وأنا على علم لا تعلمه أنت، أي لا تعلم خصوص ما أوتيته فلا ينافي أن موسى علم من المعارف والإلهامات والأحوال والخصوصيات ما لم يحط به الخضر. "
3 : وفي فتاوى الرملي (4/ 222) :
" (سئل) عن السيد الخضر هل هو نبي أو ولي وهل هو حي الآن أم ميت وهل هو خلق من البشر أم من الملائكة، وإذا كان حيا فأين مقره وما مأكله ومشربه وكذلك سيدنا إلياس - عليه السلام - وقوم يونس السؤال عنهما كذلك؟
(فأجاب) أما السيد الخضر فالصحيح كما قاله جمهور العلماء أنه نبي لقوله تعالى {وما فعلته عن أمري} [الكهف: 82] ولقوله تعالى و {آتيناه رحمة من عندنا} [الكهف: 65] أي الوحي والنبوة لا ولي، وإن خالف بعضهم فقال لم يكن الخضر نبيا عند أكثر أهل العلم"
4 : وفي فتح الباري لابن حجر (1/ 219) :
" قوله هو أعلم منك ظاهر في أن الخضر نبي بل نبي مرسل إذ لو لم يكن كذلك للزم تفضيل العالي على الأعلى وهو باطل من القول
ومن أوضح ما يستدل به على نبوة الخضر قوله وما فعلته عن أمري وينبغي اعتقاد كونه نبيا لئلا يتذرع بذلك أهل الباطل في دعواهم أن الولي أفضل من النبي حاشا وكلا "
وأيضا في فتح الباري (1/ 221) :
" والخضر وإن كان نبيا فليس برسول باتفاق والرسول أفضل من نبي ليس برسول ولو تنزلنا على أنه رسول فرسالة موسى أعظم وأمته أكثر فهو أفضل وغاية الخضر أن يكون كواحد من أنبياء بني إسرائيل وموسى أفضلهم وإن قلنا إن الخضر ليس بنبي بل ولي فالنبي أفضل من الولي وهو أمر مقطوع به عقلا ونقلا والصائر إلى خلافه كافر "
5 : في تفسير المراغي (15/ 172) :
" من الخضر؟
الخضر (بفتح الخاء وكسرها وكسر الضاد وسكونها) لقب لصاحب موسى، واسمه بليا (بفتح الباء وسكون اللام) ابن ملكان، والأكثرون على أنه كان نبيا، ولهم على ذلك أدلة "
6 : تفسير ابن جزي الكلبي (693 – 741 ه التسهيل لعلوم التنزيل (1/ 473) :
" وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي هذا دليل على نبوّة الخضر "
7 : الموافقات (2/ 507) :
" وأما قصة الخضر عليه السلام وقوله: {وما فعلته عن أمري} [الكهف: 82] ، فيظهر به أنه نبي ، وذهب إليه جماعة من العلماء استدلالا بهذا القول "
8 : موسوعة الألباني في العقيدة (2/ 517)
" وقال الثعلبي: هو نبي في جميع الأقوال.
وكان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقدة تحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيا، لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي! كما قال قائلهم :
مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي
قلت: وهناك آية أخرى تدل على نبوته عليه الصلاة والسلام، وهي قوله تعالى في: { آتيناه رحمة من عندنا }، فقد ذكر العلامة الآلوسي في تفسيرها ثلاثة أقوال، أشار إلى تضعيفها كلها، ثم قال:
«والجمهور على أنها الوحي والنبوة، وقد أطلقت على ذلك في مواضع من القرآن، وأخرج ذلك ابن أبي حاتم عن ابن عباس، ... والمنصور ما عليه الجمهور، وشواهده من الآيات والأخبار كثيرة، وبمجموعها يكاد يحصل اليقين » .
قلت: ولقد صدق رحمه الله تعالى، فإن المتأمل في قصته مع موسى عليهما الصلاة والسلام يجد أن الخضر كان مظهرا على الغيب وليس ذلك لأحد من الأولياء، بدليل قوله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبة أحدا إلا من ارتضى من رسول }
وفي سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (11/ 585) :
" ونبوة الخضر ليست بحاجة في إثباتها إلى مثل هذا الحديث؛ بعد قوله تعالى في القرآ حكاية عن الخضر: (وما فعلته عن أمري) ، وغير ذلك من الأدلة المعروفة. "
9 : في فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (3/ 286) :
" س2: هل الخضر نبي أو رجل صالح؟
ج2: الصحيح: أن الخضر عليه السلام نبي لما ذكره الله تعالى في سورة الكهف من قصته مع موسى عليهما السلام فإن فيها أنه خرق سفينة كانت لمساكين يعملون في البحر، وقتل غلاما لم يرتكب جريمة، وأقام جدارا ليتيمين بلا أجر في قرية أبى أهلها إطعامهما، وأنكر موسى كل ذلك عليه فبين له السبب أخيرا، ثم ختمت القصة بأن كل ذلك كان منه بوحي من الله وذلك فيما أخبر الله عنه من قوله: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} (1) .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز "
10 : في فتاوى نور على الدرب لابن باز (1/ 398) :
" والصحيح أن الخضر نبي، كما دل عليه ظاهر القرآن الكريم،"
وأيضا في فتاوى نور على الدرب لابن باز (ص: 109) :
" الجواب: الصحيح أن هذا الرجل هو الخضر صاحب موسى عليه الصلاة والسلام، وأنه نبي، وليس مجرد رجل صالح بل الصحيح أنه نبي، ولهذا قال: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} (7) أي: بل عن أمر الله سبحانه وتعالى. "
11 : وفي فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي - قسم العقيدة (ص: 367) :
" سئل الشيخ: عن نبوة الخضر ولقمان وذي القرنين؟
فقال الشيخ -رحمه الله -: " الخضر نبي بنص القرآن {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} ."
12 : وفي كتاب جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف (2/ 399) :
"ومما يستأنس به للقول بنبوته تواضع موسى عليه الصلاة والسلام له في قوله: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} ،
وقوله: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً} ،
مع قول الخضر له: {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً} "
13 : وفي شرح تفسير ابن كثير - للراجحي (60/ 10) :
إثبات نبوة الخضر عليه السلام
يرى كثير من العلماء أن الخضر ليس نبياً، وأنه عبد صالح، وأنه فعل هذا بإلهام من الله، وهذا ليس بسديد، بل هو قول مرجوح وإن قال به الكثير،
والصواب أنه لا يمكن أن يفعل هذا إلا بوحي من الله، ولهذا قال: (أنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه)،
ثم قال في آخر القصة: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [الكهف:82] أي أنه إنما فعل هذا عن وحي من الله،
فالصواب أنه نبي يوحى إليه، كما بين الله في آخر القصة، كما أنه قال: {وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} [الكهف:80]، وفي قراءة: (وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين) فكيف يعلم الخضر أنه لو عاش لكان كافراً، وأنه سيرهق أبويه طغياناً وكفراً؟! إنما يعلم ذلك بوحي، وإن الله تعالى أمره بقتله، وأبدل الله أبويه خيراً من هذا الغلام ركاة وأقرب رحماً.
وكذلك الجدار، فمن كان يعلم أن تحته كنزاً، وأنه لغلامين يتيمين في المدينة؟!
والقول بأن هذا بإلهام من الله ومن العلم اللدني هو من خرافات الصوفية الذين يفعلون الفواحش ويقولون: هذا بإلهام من الله.
وفي آخر القصة قال: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [الكهف:82] يعني أنه قاله عن أمر الله.
14 : شرح سنن أبي داود للعباد (530/ 16 ) :
" الكلام في نبوة الخضر وموته :
وينبغي أن يعلم أن مثل هذا يدل على أن الخضر نبي، وليس بولي فقط؛ لأن الأولياء لا يعرفون الحق إلا عن طريق الأنبياء، وهم تابعون للأنبياء،
وأما الخضر فهو نبي، والمحاورة التي جرت بينه وبين موسى تدل على ذلك فقد قال: (أنا على علم من الله لا تعلمه، وأنت على علم من الله لا أعلمه) ثم قال: (علمي وعلمك إلى علم الله مثل ما أخذه الطائر من البحر بمنقاره).
وجاء في سورة الكهف أنه قال: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [الكهف:82]. "
وجمعه المعيصفي