بسم الله الرحمن الرحيم
الخضر عليه السلام ولي فقط ، وليس بنبي عند الجمهور .
قال الشيخ زروق رضي الله عنه وقد حكى قول بعض العلماء قال ذلك العالم : أنّ الخضر عليه السلام رسول من رسل الله أرسل إلى طائفة من البحر، فمن لم يقل برسالته فقد كفر .
قال الشيخ زروق مجيبا عن هذا القول: سلمنا صحة ما يدعيه ، ولا نسلم القول بكفر من لم يعتقده لأنّ تلك زيادة عقيدة في الإيمان وإلزام لها، وهي لم تجمع الأمة عليها، ودليل عدم نبوته قول سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام له حيث قال له في خرق السفينة:
قد جئت شيئاً إمرا ، وفي قتل الغلام لقد جئت شيئاَ نكرا ، إذ لو كان نبيا ما جهله موسى عليه الصلاة والسلام لانَه تام العلم فكيف يجهل قدر نبي حاضر معه يظنه ليس بنبي هذا يستحيل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لوجوب الإيمان به علينا لو كان نبياً، ويستحيل أنْ يكون جاهلاً بمرتبة في الإيمان واجبة مع كونه يعلم أنّ لو كان نبيا لعلم أنّ النبوة معصومة يستحيل عليها متابعة الهوى، والسير في الأمور بمخالفة أمر الله تعالى، فهذا مستحيل على النبوة، فلو علم موسى أنّه نبي ما تجرأ عليه بقوله: لقد جئت شيئاً امراً وشيئاَ نكرأ، لأنه يعلم أنّ هذا مستحيل على النبوة لا يتاًتى ولا يتصور منها لثبوت العصمة، فهذا أكبر دليل على أنه ليس بنبي . انتهى
يضاف إلى ذلك أن الخضر لوكان نبيا لأعلم الله موسى بنبوته لأجل أن لا ينكر عليه لأنّ الإنكار على صاحب النبوة تضليل له، والمضلل للنبي كافر وسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام معصوم، فما تجرأ عليه بقوله: ( لقد جئت شيئاَ نكرا ) إلاّ لعلمه أنه ليس بنبي .