من أقوال العلماء المتقدمين والمعاصرين في أن الأمراض والعلل الحسية تعالج بالعلاجات الحسية .
والأمراض والعلل الغير حسية ( السحر والمس والعين ) تعالج بالرقى والدعاء وبعلاجات غيبية .
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى في إكمال المعلم بفوائد مسلم ( شرح صحيح مسلم ) :
" قال بعض أهل العلم بالطب في نصه عليه السلام في الأدوية في الحديث المتقدم على شرطة محجم أو شربة عسل أو لذغة نار إشارة إلى جمع ضروب المعاناة القياسية
" إذ ضروب المعاناة أربعة :
ثلاثة منها مفهومة السبب . وذلك ما كان من العلل من ضعف الجسم أو قواه مما يعتريه من غلبة أحد الأخلاط عليه .
فمعالجته بالثلاث التي ذكر في الحديث من شربة عسل أو لذعة نار أو شرطة محجم .
فما كان من امتلاء أو فور خلط بها بالاستفراغ بالدواء والبطء والشرط (الكي )
وذلك لأنه تخفيف رطوبة الموضع .
وما كان سببه من ضعف أحد القوى فيقابل بما يغذيها وهو شربة عسل .
وما في معناه من شرب ما يقوى تلك القوة من الأشربة والأدوية واللطوخ .
والمعاناة الرابعة مما يتعلق بالنفس والروح وقد يؤدي ذلك إلى ضراعة الجسم وفتور الأعضاء واختلالها كالسحر والعين ونظرة الجن ومسه .
فمعاناة هذا بالرقى والكلام الطيب والتعوذ وأنواع من الخواص مغيبة السر لا تدرك بقياس "
وقال مثله العلامة أبو العباس القرطبي وهو من علماء القرن السادس الهجري ( 578 ﻫ / 656 ﻫ ) في المفهم في شرح صحيح مسلم ج 4 :
(( قال بعض علمائنا : أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى جميع ضروب المعاناة القياسيِّة ،
وذلك : أن العلل منها ما يكون مفهوم السبب ، ومنها ما لا يكون كذلك ...إلخ ))
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى وهو من علماء القرن الثامن الهجري في زاد المعاد ج4/ص66 وص67 :
(( في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الصرع
قلت الصرع صرعان .
صرع من الارواح الخبيثة الارضية .
وصرع من الاخلاط الرديئة
والثاني هو الذي يتكلم فيه الاطباء في سببه وعلاجه
وأما صرع الارواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الشريرة الخبيثة فتدافع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها .
وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه فذكر بعض علاج الصرع وقال هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة .
وأما الصرع الذي يكون من الارواح فلا ينفع فيه هذا العلاج .))
وقال العلامة محمد صالح العثيمين وهو من المعاصرين في مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ج1 ص 299 :
((وطريق التخلص من هذا النوع من الصرع في أمرين: وقاية، وعلاج:
فأما الوقاية فتكون بقراءة الأوراد الشرعية من كتاب الله تعالى، وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقوة النفس وعدم الجريان وراء الوساوس والتخيلات التي لا حقيقة لها، فإن جريان الإنسان وراء الوساوس والأوهام يؤدي إلى أن تتعاظم هذه الأوهام والوساوس حتى تكون حقيقة.
وأما العلاج أعني علاج صرع الأوراح، فقد اعترف كبارالأطباء أن الأدوية الطبيعية لا تؤثر فيه.
وعلاجه بالدعاء، والقراءة،والموع ظة "
وقال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى :
(( لا يجوز لمسلم أن يزيد على الرقية في معاجلة الإنسي الذي صرعه الجني، يقرأ عليه ما شاء من كتاب الله ومن أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وكفى .
أما الزيادة على ذلك بعضهم يستعملون بخور وبعضهم يستعملون الزيت وهذه أشياء أشياء عجيبة جداً،
هذا كله توهيم على الناس ومحاولة الانفراد بهذه المهنة عن كل الناس؛
لأنه لو بقيت القضية على تلاوة آيات كل واحد يستطيع أن يقرأ بعض الآيات وإذا بالجني يخرج،:
لا.
بدنا أن نحيطه بشيء من التمويه والسرية -زعموا- حتى تكون مخصصة في طائفة دون طائفة.
))
. سؤال 6.....شريط 678