تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الفرق بين المداهنة والمداراة

  1. #1

    افتراضي الفرق بين المداهنة والمداراة


    *تعريف المداهنة :
    هي ترك ما يجب لله من الغيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والتعامل عن ذلك لغرض دنيوي وهوى نفساني لزعم هؤلاء أن المعيشة لا تحصل لهم إلا بذلك.
    فالمداهنة هي المعاشرة والاستئناس مع وجود المنكر والقدرة على الكفارة .
    وحكم المداهنة:
    هو التحريم , وهي نوع من أنواع الموالاة للكفار.
    فالمداهن بالإضافة إلى تركه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكتسب إثماً جديداً, وهو إشاعة الفحشاء والمنكر في المجتمع؛ لأن الطغاة والفجرة إذا آمنوامن مغبة الإنكار عليهم ازدادوا في فجورهم وطغيانهم . فلا يجوز ترك إنكار المنكر ممن يراه , فالذي يسكتعن إنكار المنكر خوفا أو هيبة من أحد من الناس يكون مداهناً في دين الله والله عز وجل حرم المداهنة بقوله تعالى: (وَدُّوالَوْتُد هِنُفَيُدْهِنُ نَ) [القلم:9]
    يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله تعالى :
    "لو قدر أن رجلا يصوم النهار ويقوم الليل, ويزهد في الدنيا كلها , وهو مع ذلك لا يغضب ولا يتمعر وجهه ويحمر لله غضبا من رؤية المنكر وأهله, فهذا من أبغض الناس عند الله وأقلهم شأناً نظراً؛ لعدم تحمله الأذى في سبيل الدعوة إلى الله.
    وعلى هذا فالحاكم المسلم يجب عليه موالاة أهل الإيمان ونصرتهم وقمع أهل الباطل والبغض والفساد وكسر شوكتهم ([1]).
    تعريف المداراة :
    هي درء الشر المفسد بالقول اللين , وترك الغلظة أو الإعراض عنه إذا خيف أشد منه, أو مقدار ما يساويه .
    أما عن حكمها:
    فيجوز مداراة أهل الشر والفجور فيما لا ينتج عنه قدح في أصل من أصول الإسلام وواجباته, وهي ليست داخلة في فهم الموالاة المحرمة, وكان النبي rيداري الفساق والفجار, فعن عروة بن الزبير عن عائشةرضي الله عنها , أنها أخبرته أنه استأذن على النبي rرجل فقال : إئذنوا له فبئس ابن العشيرة , فلما دخل ألان له الكلام , فقلت يا رسول الله : قلت ما قلت ثم ألنت له في القول , فقال : أي عائشة : إن أشر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشة ([2]).
    الفرق بين المداهنة والمداراة :
    المداهنة من الدهان , وهو الذي يظهر على الشيء ويسفر باطنة, وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه.
    أما المداراة فهي تعني الرفق بالجاهل في التعليم , وبالفاسق في النهي عن فعله , وترك الإغلاظ عليه , حتى لا يظهر ما هو فيه , والإنكار عليه بلطف القول والفعل , ولا سيما إذا أحتيج إلى تألفه على الخير ومنع ما يحصل منه من شر.
    ومن ذلك نستنتج أن المداراة جائزة فيما لا يؤدي إلى ضرر الغير في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وفيما لا يخالف أصلا من أصول الإسلام وواجباته ([3]).




    [1] )" الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية " محماس الجلعود , الجزء الأول ص 221-226 .

    [2] ) فتح الباري ج10 ص 528 .

    [3] ) الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية " : محماس الجلعود ج 1 ص 226-229 .

  2. #2

    افتراضي رد: الفرق بين المداهنة والمداراة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... وجزاك الله خيرا أخي الكريم وجعل هذا في ميزان حسناتك , حبذا لو تحيا هذه المواضيع الأصول في دنيا الإخوة عموما وطلبة العلم خصوصا كل العداوات قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك في الدين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    2

    افتراضي رد: الفرق بين المداهنة والمداراة

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين -----أما بعد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ليسمح لي الاخوة ان أذكر فتوى اخرى لأهل العلم اولا في هذا الموضوع المهم والنافع
    السلام عليكم.
    لي من الأقارب من أكره ورغم ذلك أصلهم وأتقرب إليهم فهل هذا يعد من باب النفاق؟؟ جزاكم الله خيراً...



    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فأولاً: لا ينبغي لمسلم أن يكره مسلماً قريباً له أو بعيداً عنه إلا لأمر ديني، وحتى لو كان الأمر كذلك فإن صلتهم والإحسان إليهم مطلوب شرعاً، ولعل ذلك يكون سبباً في صلاحهم كما هو مبين في الفتوى رقم:
    1764.
    والإحسان إلى من يكره الإنسان لا يعد نفاقاً بشرط أن لا يمدحه ولا يثني عليه بما ليس فيه، وأما لين الكلام وخفض الجناح وبذل المعروف فهذا من مكارم الأخلاق لاسيما إذا كان مع من يكره.
    ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم فلما رآه قال: بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه!! فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة متى عهدتني فحاشاً؟! إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره.
    فالنبي صلى الله عليه وسلم دارى الرجل رغم تضجره منه حين استأذن عليه لكنه لم يداهنه، قال ابن حجر في الفتح نقلاً عن القرطبي: والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معاً وهي مباحة وربما استحبت. والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا.
    والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل له من دنياه حسن عشرته والرفق في مكالمته ومع ذلك فلم يمدحه بقول، فلم يناقض قوله فيه فعله، فإن قوله فيه قول حق وفعله معه حسن عشرة.
    انتهى
    والله أعلم.
    قلت العبد الفقير الى الله تعالى أذا عرفنا الفرق بين المداراة وبين المداهنة استطعنا كسبب في أن نحسن التعامل مع من يختلف معنا من دون ان نجنده ضدنا وأنا أذ انقل هذا الكلام الطيب لاني صاحب تجربة مع بعض الناس ولم أكن احسن هذا الفهم وعلينا في المستقبل أن شاء الله تعالى ان نحسن ذلك مع اشخاص اخرين ان لم تصلح العلاقات مع الاشخاص السابقين اللهم امين




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •