*** الشيطانُ هو أوَّلُ منْ علقَ في الزينةِ مِنْ خَلْق الله ، وأولُ منْ امتطت زينتُه أكتافَه وهوتْ به إلى خارج رحمة الله ؛ إلى حيث صار – وحده – الرجيم ، واللعين ، وإبليس ، ...
** لم يكن المالُ هو مستدرجُ الشيطان إلى هاويته السحيقة ، كذلك لم تكن أيُ شهوةٍ منْ شهوات البشر هي مُستدرجَهُ إلى هذه الهاوية ، كانَ الكِبْرُ المَقِيتُ هو زينته التي أغوتهُ ... كان الكِبْرُ مانعَ الشيطان من طاعة الله في أمرِ السجودِ لآدم ؛ فقد رأى في هذا السجود حَطَّا من مكانته ،وإذلالاً لها ؛ فأبَى – - وهو المخلوقُ من النار- أن يسجد لبشر خلقه اللهُ من طين وكان الشيطان – بهذه النظرة - أول كائنٍ عنصريٍّ في الوجود – وكان موقفه هذا من آدم بمثابة أوَّلَ حادثةٍ عُنْصُريَّة في تاريخ الوجود ... !
** كان الشيطانُ مُفْعَماً بالزهو بذاته الناريَّة ، مُفْعَمًا بازدراء آدم والاستهانة به ، بل نظن أنَّ امتلاء ذاته بهذا الزهو كان السبب في زراية منْ عداها.
*** ولم تكن عنصرية الشيطان- في هذا الموقف المِفصلِيّ في الوجود - محضَ مشاعرٍ عابرة مؤقتة بل كانتْ موقفاً أساسا له، أصرَّ عليه ... واستمر فيه رغم درايته كيف سيكون غضبُ الله عليه وانتقامُه منه ، وأخذُه أخذَ عزيزٍ مُقتَدِرٍ ...، ...



***وقد احتفى الطرحُ القرآني بتصوير هذا الموقف التاريخي – خطير الأثر في حياة الشيطان وحياة الإنسان أيضاً – في كثير من الآيات القرآنية الكريمة ، من ذلك قوله تعالى - في سورة " ص"- :
" قالَ يا إبليسُ ما منعَكَ أنْ تسجُدَ لما خلقتُ بيدي أستكْبَرْتَ أمْ كنتَ من العَالِين 75) قالَ أنا خيرٌ مِنْه خلَقْتَنِي منْ نارٍ وخَلَقْتَهُ منْ طِين 76) قالَ فاخْرُجْ منها فإنَّكَ رَجِيم 77)
** كان الشيطانُ مُفْعَماً بالزهو بذاته الناريَّة ، مُفْعَمًا بازدراء آدم والاستهانة به ، بل نظن أنَّ امتلاء ذاته بهذا الزهو كان السبب في زراية منْ عداها.
ولم تكن عنصرية الشيطان- في هذا الموقف المِفصلِيّ في الوجود - محضَ مشاعرٍ عابرة مؤقتة بل كانتْ موقفاً أساسا له، أصرَّ عليه ... واستمر فيه رغم درايته كيف سيكون غضبُ الله عليه وانتقامُه منه ، وأخذُه أخذَ عزيزٍ مُقتَدِرٍ ...


***وقد احتفى الطرحُ القرآني بتصوير هذا الموقف التاريخي – خطير الأثر في حياة الشيطان وحياة الإنسان أيضاً – في كثير من الآيات القرآنية الكريمة ، من ذلك قوله تعالى - في سورة " ص"- :
" قالَ يا إبليسُ ما منعَكَ أنْ تسجُدَ لما خلقتُ بيدي أستكْبَرْتَ أمْ كنتَ من العَالِين 75) قالَ أنا خيرٌ مِنْه خلَقْتَنِي منْ نارٍ وخَلَقْتَهُ منْ طِين 76) قالَ فاخْرُجْ منها فإنَّكَ رَجِيم 77)
" قالَ أنا خيرٌ مِنْه خلَقْتَنِي منْ نارٍ وخَلَقْتَهُ منْ طِين"
" قالَ فاخْرُجْ منها فإنَّكَ رجِيم"
*** ولنتأمّل قدرة الله الحكيمة ... وحكمة الله القديرة لنتأمّل في كيفيّة العقابُ الإلهي للشيطانِ... لقد كان عقابُ الله للشيطان استلاباً للصفات التي تكبَّر بها الشيطان وارتكز عليها في رفض السجود لآدم ؛ ... كان العقابُ هو إهانةُ هذا الكبرياء ... فإذا كان الشيطانُ قد وصف نفسه بالأفضلية على آدم وعلوّ مكانته عليه فقد عاقبه اللهُ بالنَّيل من هذه الأفضلية وتلك المكانة ؛ فجعلَه – وحده دون جميع خلقه - الرجيمَ ، وألحقَ به هذه العقوبة إلى يوم الدِّين ؛وهكذا كانت عقوبة الكِبْرِ والكبرياءِ الآثم هي الإهانةٌ الخالدة للشيطان وسبابَه ولعانَه لعناً سرمديَّاً لايتوقف إلى يوم الدين ... إذ تظلٌّ اللعناتُ – والاستعاذة منه تلاحقه وتنالُ من كبريائه المزعوم الموهوم الآثم وكأن هذه اللعنا ت عوامل التعرية والتآكُل التي تلتهمُ معماراً أو بنيانا حتّى يتصدع ويهوي ... ، وتظلُّ وكأنَّها هجاءٌ محمومٌ يهدم كبرياءً واهياً مزعوماً . صارتْ صفةُ " الرجيم " بما تتضمنه من نَبْذ الله للشيطان وازدرائه له وغضبه عليه – هي التعذيبُ إذلالاً وتحقيراً ، هي المحو للكبرياء الشيطاني ... هي العقابُ المعنوي الذي يسبق عذاب الشيطان يوم القيامة ... ، ... هل تدبّرنا المكرَ الخَيَّرَ للهِ – وهو خيرُ الماكرين ؟!
*** يغرينا الطرحُ القرآني في سورة " الأعراف " إلى المضيّ في افتراض هذه الدلالة ؛- مجرد افتراض ٍ ؛ فاللّه هو العليم - إذ يقولُ سبحانه :
" ولقد خلقْناكم ثمَّ صوَّرناكم ثم قُلنا للملائكةِ اسجُدوا لآدمَ فسجَدوا إلا إبليسَ لمْ يكُنْ من السَّاجِدين 11) قالَ ما مَنَعَكَ ألاَّ تسجُدَ إذْ أَمَرْتُكَ قالَ أنا خيرٌ منهُ خلَقْتَنِي منْ نارٍ وخَلَقْتَهُ منْ طِين 12) قال فاهْبِط منها فما يكونُ لكَ أنْ تتكبَّر فيها فاخرج إنَّك من الصاغِرين "13) ...
** هكذا تؤكدُ الآيات أنَّ منطلقات الشيطان إلى الكفر بالله كانتْ نابعةً من كيانه ، من طبيعته ، من هواه... كانت ذاتُه المتضخِّمة هي الزينةُ التي أغرته بالكِبر والكفر ؛ ومن هنا أوقع الله عقابه به في مكمنِ زينته ، في ذاتِه ؛ فنالَ من هذه الذَّات بالصَّغارِ والتحقير ، وهذا هو قوله سبحانه :
" إنك من الصاغرين " ، وهكذا يكون التصغيرُ والتّهوين والتّحقير هو العقابُ الإلهي لكلّ من تُسوّلُ له نفسُه التّعاظمَ أمامَ اللهِ والتّجرؤ على منازعة الله في كبريائه وعزّته...
*** كذلك أشار اللهُ سبحانه إلى عقوبة أخرى أوقعها بلشيطان ... تبدو في قوله تعالى – في الآيات السابقة -



" قال فاهْبِط منها" " ... وفي سورة الحِجْرِفي قوله :" قالَ فاخْرُجْ منها فإنك رجيم" 34)
العقوبة هي طرد اللهِ الشيطانَ من ... منها ! ، ... ممَّا طردَهُ ؟ نستشعر من سياق الآيات ودلالاتها – فيما سبق - أنَّه مطرود من نعمتين .. هما :
-رحمة الله ...
-الجنَّة ...
*** كان الكبرياء هو الزينةُ الغاوية التي استدرجت الشيطانَ إلى مأساته ، وهي طرده من رحمة الله و... جنتَّه ، وكانت مأساته هذه - بدايةَ مأساة الإنسان ؛ إذْ أضمرَ له الشيطانُ المزيدَ من الحقد والكراهية والمَقْت ، لقد نظر الشيطانُ إلى الإنسان بوصفه المسؤولَ الأول عن مصيره القاتم ، فازداد موقفه العدائيُّ منه تعقيداً وتأزُّما وخطورة ؛ إذ جمع إلى حقده الأول عليه - وحسده وازدراءه له - مقتا وغلاَّ عظيمين ؛ فلولا مسألةُ السجود لآدم ما كانت معصيةُ الشيطان وما كان عقابُه وطرده من رحمة الله ومنْ ثمَّ توعد الشيطانُ آدم أن ينال منه ، وأن يثأر منه كأقسى ما يكون الثأر : سوف يثأر من آدم بأن أن يضيِّع منه حياته في الدنيا ومصيره في الآخرة ، وذلك بأن يقعد منه صراط الله المستقيم ؛ فيزين له في الأرض ، حتى يوقظ فيه الجرثومةَ التي كانت سببَ معصيته ومأساته ،وهي : الكبرياء الآثم الذي يوصلُ إلى الجحود ومن ثم إلى الكفر .
* أقسم الشيطان لربِّه أن يزين للإنسان شهوات الحياة ، وأن يعظمها له حتَّى تثور فيه مشاعرُ الزهو بالذَّات والاعتداد بها ، ويسيطرَ عليه الوهّمُ الشيطاني بأنّه - في حدّ ذاته - يستحق هذه النّعم ، وأنه هو مُوجدُ هذه النّعم بقدرته وحده ... ودون عونٍ من الله ... وأنّ هذه النّعم تكفيه وتغنيه عن سؤالِ الله ... وأنها نعمٌ خالدة ... وهو خالدٌ قوي بخلودها ،وهكذا حتى يلج الإنسانُ مجالَ جحود فضلِ الله عليه – مثلما جحدَ الشيطان – وحتَّى يبارز ويتحدى ويستعلي بكيانه وقوته - وبما يمتلك - صائحا : أنا – مثلما صاح الشيطان ، ثم يجأر بالأفضلية على غيره ، والاستغناء عمَّن عداها فتبدأٌ خطواتِه على طريق الكفر والطرد من رحمة الله؛ ليلحقَ بإبليس وجنده، ويصير واحدا من عائلته ...قد أقسم الشيطانُ بعزّة الله على إصراره على النّيل من الإنسان ... يسوق - سبحانه هذا القسم على لسان الشيطان في سورة " ص" ... يقولُ تعالى : [/RIGHT]

" قالَ فَبعزَّتِك لأَغْوِيَنَّهُم ْ أجْمعِين 83 ) إلاَّ عبادَكَ منهمُ المُخْلَصِين 84) قالَ فالحَقُّ والحَقَّ أقولُ 85 ) لأملأَنَّ جَهنَّم منكَ ومِمَّن تَبِعكَ منهُم أجمَعين 85) "
نعم إنَّ الشيطان يغوي الإنسان بما أغوتُه به ذاتُه وأغراهُ به هواهُ ، وهو: الكبرياء ؛ ولذلك نطالع - وعلى مدار الطرح القرآني - توعَّد الله سبحانه للمتكبَّرين في الأرض بالعقوبة ذاتها التي عاقب بها الشيطانُ على كِبْرِه ؛ وهي : غضبُه والطردُ من رحمته ، والإمدادُ لهم في الإضلال ، وذلك كقوله تعالى – سورة الأعراف – :
" سأصرفُ عن آياتيَ الذين يتكبَّرون في الأرض بغير الحقِّ وإنْ يرَوا كلَّ آيةٍ لا يؤمنون بها وإنْ يرَوا سبيلَ الغيِّ يتخذوُه سبيلاً ذلكَ بأنَّهم كذَّبُوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين " 146 ...
وكما كانت عاقبة الشيطان لكبريائه سوف تكون عاقبة المتكبِّرين في الأرض ... ، وهي : الصَّغَارُ والتحقيرُ والإهانةُ .
يقولُ تعالى في سورة " المُزَّمِّل " يتوعّدُ أولي النعمة الذين استغنوا وتكبّروا بما امتلكوا :
" وَذَرني والمُكَذِّبين أُولي النّعمة وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاَ 11 ) إنَّ لديْنا أنْكَالاً وَجحيِمَا 12) وطَعاماً ذَا غُصَّةٍ وعذاباً أَلِيما 13)
العقابُ هو التنكيل والأخذُ الشديدُ المُهين ...والعقابُ أيضاً هو الإهانة والأخذُ من النّاصية مقدمة الرأس التي ارتفعتْ كِبراً وتاهتْ تيهاً ... يقولُ تعالى - سورة العلق - :
" كلاَّ لَئِنْ لم ينتَهِ لنَسفعاً بالنَّاصية 15 ) ناصيةٍ كاذبةٍ خاطِئة 16 ) فَلْيَدْعُ نَادِيَه 17 ) سندْعو الزَّبانية 17 ) ... والعقابُ هو التنكيل بالجِّباه وكيِّها بنار الجحيم ... تلك الجباهُ التي استعلت على خالقها ورفضت السجود والتذلُّل له فأَذَلّها اللهُ وأهانها بالنّار والجحيم ...


***أمَّا المؤمنون الذين لا يتكبرون عن عبادة الله ، ولا يتكبرون في الأرض ، فإن الله سبحانه - سوف يكافئ خضوعَهم له وتذللّهم لوجِهه برفع مكانتهم وإكرامهم ، وإعزازهم وإسباغ المهابةِ والوقارِ عليهم في الدنيا والآخرة




*** إنَّ المُخطّط الشيطاني في صراعه مع الإنسان وإغوائه مُعلنٌ عنه في الآيات الكريمة ... معلنٌ عن بواعثه .......... ... طرائقه ... أهدافه ... نهايته ؛ لقد أوضح اللهُ لنا طبيعته و منطلقاته ونتائجه ، لكنَّا نراه ولا نُبصره ، نصدقُ ما يقولُه اللهُ فيه ... ولا نحتاطُ منه ، نفزع ونروَّع منه ، ولا نتأهَّب – مجرّد التأهّب - لدفعه وصدِّه وإبطالِه ومقاومته ... ! إنَّنا –إلاَّ من رَحِم اللهُ منَّا – نعيش في حياتنا الدنيا وكأنها خالية من الشيطان وأعوانه ! نعيشُ وكأنَّ عدونا الأزلي هذا غائبٌ، أو غافل ، أو كأنه عدوٌ افتراضيٌ في الخيال ليس له وجود حقيقي يستوجبُ منّا الاستنفار ذوداً عن ... عن حياتنا الأولى والآخرة ... إنّهُ يُضيّعُ منَّا الأولى والآخرة ... يُضيّعُ الأولى بالتنغيص والغصص والمرارات النّابعة من نفخه الجحيمي في غرائزنا وإحساسنا بذواتنا ... ويُضيّعُ منَّا الآخرة بهذه المعاصي التي دفعنا إليها بتزيينها لنا ... ومع ذلك نحنُ نأتمنُ الشيطان ولا نحتاطُ منه وكأنَّه صديقٌ لا ضررَ منه ولا ضِرارَ ... إننّا نحتاطُ من بعضنا البعض أكثر من حيطتنا من الشيطان فنرفعُ الأسوارَ حولَ منازلنا ونزرعُ الماس الكهربائي في هذه الأسوار ونستأجر الحراسات الأمنيّة - البودي جارد - ونتسلّحُ - أفراداً ودولاً - لمواجهة بعضنا البعض ... إنّنا نتخاصمُ ونتقاتل فيما بيننا لأسبابٍ أهونُ ممَّا يفعله بنا الشيطان ... إننَا نتقاتل لشبهة إهانة ألحقها البعض بنا بالبعض... لشبهة السرقة ... لشبهة إيذاء وتربّص وكيدٍ من أحدنا بالآخر ... أمّا الشيطانُ فنحنُ لا نتّخذُه عدوّا وهو ... وهو صاحبُ الإهانة الأكبر في تاريخ وجودنا حين رفض السجود لآدم احتقاراً وازدراءً ... وهو السارق لمصائرنا بغوايتنا ... وهو مصدرُ الإيذاء الأشد لأرواحنا وأنفسنا ... وهو الماكر المتربّصُ الكائد ... الحائكُ لنا أثواب الشر والشقاء ... ؟! إنّه يوقعنا في بعضنا البعض فيشغلنا عنه - من ناحية - ... ويبرُّ بقسمه لله في إغوائنا من ناحية أخرى ... وهو مازال حريصاً - فيما أرى - على البرّ بقسمه وحلفه المغلّظ بعزّة الله ... !

*** إنَّ القرآن الكريم يعرض من تاريخ الإنسان ما يؤكد قوة غفلته عن الشيطان ، ويؤكد- في الوقت ذاته - حدَّة يقظة الشيطان وانتباهه له وتربّصه به ... وإن تكرار مأساة السقوط الإنساني في شرك الشيطان عبر التاريخ ونجاح الشيطان في الإيقاع بنا لتثبتُ أن الشيطان حريصٌ على أن يبرّ بيمينه الذي أقسم به ...
ولنتأمّل مشاهد هذا السقوط المأساوي في سير الأمم البائدة ، وفي سير المُترفين المُتكبّرين في الأرض ، ولنعاينه في تلك الأمثال التي ضربها الله للناس في القصص القرآني لمنْ أعادَ تجسيدَ دورِ الشيطان في الأرض كبرياءً وجحودا وضلالا وكفرا ، ولنراقب هذا السقوطَ في أنفسنا ... ولنلاحظ بداياتِ التّهاوي في هذا الشَّركِ الأحمر ... هذا الشَّركُ النَّاري الزَّلِق الذي تتخفّى نيرانُه وتتنكَّرُ في ملامح عديدة لتُضلّلنا فنغيب عن حقيقتها ... فنرى هذه النَّار المُهلِكة وهجاً مؤنساً ... ضوءاً دافئاً ... شُعاعاً مُلهما ... نراها حميميةً ودودة هذه الغوايةُ الحمراءُ ... ! فنسارع إليها سراعَ الفراش المبثوثِ ... ليبرَّ الشيطانُ بقسَمِه ...
*************
بقلم : جاميليـــــــــ ــا حفني
مدونة " أدركتُ جلالَ القرآن "
http://greatestqoran.blogspot.com/20...g-post_13.html