يقول الإمام الزركشي رحمه الله : ( لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب : أي لا نكفرهم بالذنوب التي هي المعاصى كالزنى والسرقة وشرب الخمر خلافاً للخوارج حيث كفروهم بها ، أما تكفير بعض المبتدعة لعقيدة تقتضي كفره حيث يقتضي الحال القطع بذلك أو ترجيحه فلا يدخل في ذلك وهو خارج بقولنا بذنب ، ولا شك أن منهم من يقطع بكفره ، ومنهم من يقطع بعدم كفره ، ومنهم من هو محل التردد ، فمن الأول تكفير من صار من الفلاسفة إلى قدم العالم وإنكار حشر الأجساد وعلم الله تعالى بالكليات دون الجزئيات تعالى الله عن ذلك ، وقد حكى الروياني في البحر عن الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه قال : لا يكفر من أهل القبلة إلا واحداً : وهو من نفى علم الله عن الأشياء قبل كونها فهو كافر ، ومن الثاني المبتدع الذي لا تبلغ بدعته إنكار أصل في الدين . ومن الثالث من خالف أهل السنة في كثير من العقائد كالمعتزلة وغيرهم ) إهـــ المنثور للزركشي ( 3 / 87 – 88 . )