المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من عيون الشعر.



الصفحات : [1] 2 3 4

عدنان البخاري
2008-05-11, 07:40 PM
_
قالتْ: حُبِستَ؟ فَقُلتُ: لَيسَ بِضائِرٍ *** حَبسي، وَأَيُّ مُهَنَّدٍ لايُغمَدُ؟
أوَما رأيتِ الليثَ يألَفُ غيلَهُ *** كِبرًا وأوباشُ السِباعِ تَرَدَّدُ
والشمسُ لولا أنَّهامحجوبةٌ *** عن ناظِرَيكِ لما أضاءَ الفَرقَدُ
والبَدرُ يُدرِكُهُ السِّرارُ فَتَنجَلي *** أيَّامُهُ وكأنَّه مُتجدِّدُ
والغَيثُ يَحصُرُهُ الغَمامُ فَما يُرى *** إلَّا وريِّقُهُ يُراحُ ويَرعُدُ
والنارُ في أحجارِها مَخبوءَةٌ *** لا تُصطَلى إن لَم تُثِرها الأزنُدُ
والزاعِبِيَّةُ لا يُقيمُ كُعوبَها *** إلَّا الثِّقافُ وجَذوَةٌ تَتَوَقَّدُ
غِيَرُ اللَّيالي بادِئاتٌ عُوَّد *** والمالُ عارِيَةٌ يُفادُ ويَنفَدُ
ولِكُلِّ حالٍ مُعقِبٌ ولرُبَّما *** أجلى لك المَكروهُ عَمَّا يُحمَدُ
كم مِن عَليلٍ قد تَخَطَّاهُ الرَّدى *** فَنَجا وماتَ طَبيبُهُ والعُوَّدُ
صبرًا فإنَّ الصَّبرَ يُعقِبُ راحةً *** ويَدُ الخليفةِ لا تُطاوِلُها يَدُ
والحَبسُ ما لَم تَغشَهُ لِدَنِيَّةٍ *** شَنعاءَ نِعمَ المَنزِلُ المُتَوَرَّدُ
واللَهُ بالِغُ أمرِهِ في خلقِهِ *** وإلَيهِ مَصدَرُنا غدًا والمَورِدُ
ولَئِن مَضَيتُ لَقَلَّما يَبقى الذي *** قد كادَني وَلَيَجمَعَنَّا المَوعِدُ!
فبِأيِّ ذنبٍ أصبَحَت أعراضُنا *** نَهبًا يُشيدُ بِها اللَّئيمُ الأوغَدُ
_

الأمل الراحل
2008-05-12, 09:49 PM
بارك الله فيكم أستاذ عدنان .
جميلة القصيدة . . مَن قائلها ؟

عدنان البخاري
2008-05-13, 01:30 PM
/// وفيكِ بارك الله.. قائلها علي بن الجهم.

أسماء
2008-05-13, 07:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذ على هذا النقل الطيب

عدنان البخاري
2008-05-13, 09:29 PM
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وفيكِ بارك الله.


وقعُ الشوائبِ شيَّب ///////// والدهرُ بالناس قُلَّبْ
إن دان يوماً لشخصٍ ///////// ففي غدٍ يتغلَّبْ
فلا تثقْ بوميضٍ ///////// من برقهِ فهو خُلَّبْ
واصْبر إذا هو أضرى ///////// بك الخطوبَ وألَّبْ
فما على التِبْرِ عارٌ ///////// في النار حينَ يُقلَّبْ

عدنان البخاري
2008-05-15, 08:37 AM
/// وقال أبوفراس الحمداني:
أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ • • • أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ


بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ • • • وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ
إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى • • • وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ
تَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحي • • • إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ
مُعَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ • • • إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطرُ
حَفِظتُ وَضَيَّعتِ المَوَدَّةَ بَينَنا • • • وَأَحسَنَ مِن بَعضِ الوَفاءِ لَكِ العُذرُ
وَما هَذِهِ الأَيّامُ إِلّا صَحائِفٌ • • • لِأَحرُفِها مِن كَفِّ كاتِبِها بَشرُ
بِنَفسي مِنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً • • • هَوايَ لَها ذَنبٌ وَبَهجَتُها عُذرُ
تَروغُ إِلى الواشينَ فِيَّ وَإِنَّ لي • • • لَأُذناً بِها عَن كُلِّ واشِيَةٍ وَقرُ
بَدَوتُ وَأَهلي حاضِرونَ لِأَنَّني • • • أَرى أَنَّ داراً لَستِ مِن أَهلِها قَفرُ
وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُم • • • وَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُ
فَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُن • • • فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ
وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ • • • لِإِنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ
تُسائِلُني مَن أَنتَ؟ وَهيَ عَليمَةٌ • • • وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ!
فَقُلتُ: كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى • • • قَتيلُكِ قالَت: أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ؟
فَقُلتُ لَها: لَو شِئتِ لَم تَتَعَنَّتي • • • وَلَم تَسأَلي عَنّي وَعِندَكِ بي خُبرُ
فَقالَت: لَقَد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا • • • فَقُلتُ: مَعاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ!
وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ • • • إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ
وَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌ • • • إِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ
فَأَيقَنتُ أَن لاعِزَّ بَعدي لِعاشِقٍ • • • وَأَنَّ يَدي مِمّا عَلِقتُ بِهِ صِفرُ
وَقَلَّبتُ أَمري لا أَرى لِيَ راحَةً • • • إِذا البَينُ أَنساني أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ
فَعُدتُ إِلى حُكمِ الزَمانِ وَحُكمِها • • • لَها الذَنبُ لاتُجزى بِهِ وَلِيَ العُذرُ
فَلا تُنكِريني يا اِبنَةَ العَمِّ إِنَّهُ • • • لِيَعرِفُ مَن أَنكَرتِهِ البَدوُ وَالحَضرُ
وَلا تُنكِريني إِنَّني غَيرُ مُنكِرٍ • • • إِذا زَلَّتِ الأَقدامُ وَاِستُنزِلَ النَصرُ
وَإِنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ • • • مُعَوَّدَةٍ أَن لايُخِلَّ بِها النَصرُ
وَإِنّي لَنَزّالٌ بِكُلِّ مَخوفَةٍ • • • كَثيرٌ إِلى نُزّالِها النَظَرُ الشَزرُ
فَأَظمَأُ حَتّى تَرتَوي البيضُ وَالقَنا • • • وَأَسغَبُ حَتّى يَشبَعَ الذِئبُ وَالنَسرُ
وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ • • • إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ
أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى • • • وَلا فَرَسي مُهرٌ وَلا رَبُّهُ غَمرُ
وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضاءُ عَلى اِمرِئٍ • • • فَلَيسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ وَلا بَحرُ
يَقولونَ لي بِعتَ السَلامَةَ بِالرَّدى • • • فَقُلتُ أَما وَاللَهِ مانالَني خُسرُ
وَهَل يَتَجافى عَنِّيَ المَوتُ ساعَةً • • • إِذا ماتَجافى عَنِّيَ الأَسرُ وَالضَرُّ
هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ • • • فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ
يَمُنّونَ أَن خَلّوا ثِيابي وَإِنَّما • • • عَلَيَّ ثِيابٌ مِن دِمائِهِمُ حُمرُ
وَقائِمُ سَيفٍ فيهِمُ اندَقَّ نَصلُهُ • • • وَأَعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطَّمُ الصَدرُ
سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم • • • وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ • • • وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ
وَإِن مُتُّ فَالإِنسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ • • • وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَسَحَ العُمرُ
وَلَو سَدَّ غَيري ماسَدَدتُ اِكتَفوا بِهِ • • • وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ
وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا • • • لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا • • • وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

أشرف بن محمد
2008-05-15, 08:49 AM
رفقا بالقرَّاء (ابتسامة) !!

عدنان البخاري
2008-05-15, 08:50 AM
/// أقوارير كلهم؟ (ابتسامة)

أبوفردوس
2008-05-15, 09:55 AM
هم أكثر تأثيرا فرفقا!

عصام البشير
2008-05-15, 06:39 PM
الحمد لله
حياكم الله شيخنا البخاري، ووفقكم لمرضاته.
في قصيدة أبي فراس التي وضعتموها هذا البيت:
وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ • • • كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ
والمقصود في البيت عمرو بن العاص رضي الله عنه في قصة مبارزته الشهيرة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهي قصة معروفة في التاريخ، والله أعلم بصحتها.
ومن رأيي أن الأولى عدم نشر مثل هذا البيت، لما يجب من الأدب مع الصحابة رضوان الله عليهم. وحال الحمدانيين في التشيع معروف.
والله أعلم

عدنان البخاري
2008-05-15, 08:20 PM
/// حيا الله الشيخ عصام، وأرحب به.. قد قمت بحذف البيت.
ولكم مني جزيل الشكر فبارك الله فيكم ونفع بكم

مهند المعتبي
2008-05-15, 09:14 PM
قالَتْ: حُبِستَ؟ فَقُلتُ: لَيسَ بِضائِرٍ /// /// /// حَبسي، وَأَيُّ مُهَنَّدٍ لا يُغمَدُ؟


هنا مربطُ الفرس ، ورنَّةُ الجرس ..
هنا يحلو المُقَام ..
سُرِرتُ بهذا الانتقاء الذي تضمَّنَ الملون بالأحمر ( ابتسامة )
بارك الله فيك شيخنا أبا عاصم ..

آل عامر
2008-05-17, 10:03 PM
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب

الأمل الراحل
2008-05-17, 11:16 PM
أتذكر قصيدةً جميلة جدا ومؤثرة في الوزير ابن بقية الذي قُتل بطريقة وحشية ، وناظمها - إن لم تخني الذاكرة - الأنباري والله أعلم .
ولا اتذكر منها سوى بيتين :
علو في الحياة وفي الممات ,, لحقا أنت إحدى المعجزات
............
ولكني أصبر عنك نفسي ,, مخافة أن أعد من الجناة .

ناصر الدين الحنبلي
2008-05-17, 11:25 PM
ومن القصائد الجميلة المعبرة عن اللوعة والبهجة
أخي أنت حرٌّ وراء السدود ..... أخي أنت حرٌّ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما .... فماذا يضيرك كيد العبيد؟!!
أخي:ستُبيد جيوش الظلام .... ويُشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها .... ترى الفجر يرمقنا من بعيد
أخي: قد أصابك سهم ذليل .... وغدرا رماك ذراع كليل
ستُبتَر يوماً فصبرٌ جميل .... ولم يدمَ بعدُ عرين الأسود
أخي: قد سرت من يديك الدماء .... أبت أن تُشلَّ بقيد الإماء
سترفع قربانها للسماء ...... مخضبة بوسام الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح ؟ .... وألقيتَ عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح ؟..... ويرفع راياتها من جديد
أخي: إنني اليوم صلب المراس ... أدكُّ صخور الجبال الرواسي
غدا سأشيحُ بفأسي الخلاص ... رؤوس الأفاعي إلى أن تبيد
أخي: إن ذرفت عليَّ الدموع ... وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع ... وسيروا بها نحو مجد تليد
أخي: إنْ نمتْ نلقَ أحبابنا .... فروضات ربي اُعدَّت لنا
وأطيارها رفرفت حولنا ... فطوبى لنا في ديار الخلود
أخي إنني ما سئمتُ الكفاح ... ولا أنا ألقيتُ عني السلاح
فإنْ انا متُّ فإني شهيد ..... وأنت ستمضي بنصر مجيد
ساثار ولكن لرب ودين ... وأمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام ... وإما إلى الله في الخالدين .
قد اختارنا الله في دعوته .... وإنا سنمضي على سنته
فمنا الذين قضوا نحبهم .... ومنا الحفيظ على ذمته
أخي: فامضِ لاتلتقت للوراء ... طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت هنا أو هناك .... ولا تتطلع لغير السماء

فرد عليه شاعر الموصل قائلا بعد اعدامه
اخى سوف تبكى عليك العيون***وتسأل عنك دموع المعين
فإنْ جف دمعي سيبكي الغمام *** يرصّع قبركَ بالياسمين

أخي إن قضيت ستحيى بنا ***كأن لم يمرّعليك الفنا
فتمرح مهما إحتوتك القيود ***وتنعم بالحب ما بيننا

أخي عند ذكرك تجري الدموع *** لتربأ صدع الفؤاد الهلوع
وتسجد في سيرها للإلـــــه *** وتذكركم عنده في الركوع

أخي أنت مصباح هذي الحياة *** وتموت لتبعد عنها الهلاك
فأشعل لها في الظلام الظلوم *** منار الشعوب ونار الطغاة

أخي قد مضى سنة بالمثل **** فكان شهيدا وكان البطل
فإن ذقت أنت صنوف العذاب *** فإنك علي دربهم لم تزل

أخي ستنير الدماء الظلام *** وتزرعه رحمة وسلام..
فيا سحب غطّي شعاع الهلال *** سيشرق بعدك بدر التمام..

أخي إننا ما أسأنا الظنون *** بروح قوي وجسم نحيل
فماذا تروم لديك الخطوب *** وماذا يضيرك كيد العبيد
اخى مايريدون من مؤمن *** له قبره افضل المسكن
هلمى اى حادثات الزمن*** فلن تجدى فيه من موهن
اخى لن ننام وتحى السهاد ***اخى سنحرك قلب الجماد
اخى ان ايماننا لكفيل بهز*** الرواسى ومحق الفساد

أخي ما يئسنا ولن نيأسا *** وما طال في القلب لبث الأسى
وما حل أفئدة المؤمنين *** سوى أمل في الجنان رسى
اخى لست وحدك فى الامتحان*** فكن رابط الجأش صلب الجنان
ستصرخ بالظلم كل الشفاه*** ويهزأبالموت كل لسان
اخى انت فى النار فى المرجل*** ونحن على بعدها نصطلى
فكن مشعلا خالدا لايزول*** فنحن الوقود لذا المشعل

أخي فانتظر ولتعش في غدِ. ***سينبثق الأمل السرمدي
فإن مزقتنا سني الحياة ***فإنّا مع النصر في موعدِ
وانا مع الله فى الموعد



تستحق ان تكون معلقة في القلوب.

عدنان البخاري
2008-05-20, 07:38 PM
/// بارك الله فيكم ونفع بكما..
/// وقال أبوالطيب المتنبي :

ملومكما يجلُّ عن الملامِ * * * ووقعُ فعاله فوق الكلامِ !
ذراني والفلاة بلا دليلٍ * * * ووجهي والهجير بلا لثامِ
فإني أستريحُ بذي وهذا * * * وأتعبُ بالإناخة والمقامِ
عيون رواحلي إن حِرتُ عيني * * * وكلُّ بغامُ رازحتي بُغامي
فقد أردُ المياه بغير هادٍ * * * سوى عدِّيْ لها برق الغمامِ
فلمَّا صار ودُّ الناس خِبَّاً * * * جزيتُ على ابتسامٍ بابتسامِ!
وصرتُ أشكُّ فيمن أصْطفيه * * * لعلمي أنَّه بعضُ الأنامِ!
يُحبُّ العاقلون على التصافي * * * وحُبُّ الجاهلين على الوسامِ
عجبتُ لمن له قدٌّ وحدٌّ * * * وينبو نبوةَ القضم الكَهَامِ
ومن يجد الطريق إلى المعالي * * * فلا يذر المطيَّ بلا سنامِ
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً * * * كنقص القادرين على التمامِ!

عدنان البخاري
2008-05-22, 04:26 AM
/// الأخوان الكريمان.. مهند المعتبي وأحمد آل عامر.. وفقهما الله بارك فيهما
قد نسيتكما والله وتركت شكركما فعذرًا، وأسال الله ان ينفع بنا ويصلح شؤوننا

/// وقال أبو نواس الحسن بن هانيء:

خَلِّ جَنبَيكَ لِرامِ ••• وَاِمضِ عَنهُ بِسَلامِ
مُت بِداءِ الصَمتِ خَيرٌ ••• لَكَ مِن داءِ الكَلامِ
رُبَّما اِستَفتَحتَ بِالمَز ••• حِ مَغاليقَ الحِمامِ
رُبَّ لَفظٍ ساقَ آجـ ••• ـالَ نِيامٍ وَقِيامِ
إِنَّما السَّالِمُ مَن أَلـ ••• ـجَمَ فاهُ بِلِجامِ
فَاِلبِسِ الناسَ عَلى الصِّـ ••• ـحَةِ مِنهُم وَالسَقامِ
وَعَلَيكَ القَصدَ إِنَّ الـ ••• ـقَصدَ أَبقى لِلحُمامِ
شِبتَ يا هَذا وَما تَتـ ••• ـرُكُ أَخلاقَ الغُلامِ
وَالمَنايـا آكِـلاتٌ ••• شارِبـاتٌ لِلأَنـامِ

لامية العرب
2008-05-24, 07:01 AM
وَالمَنايا آكِلاتٌ • • • شارِباتٌ لِلأَنامِ

نعم والله ما أروع الإنتقاء لهذه الأبيات المعبرة


ولأن هذه الهضبة مليئة بالعيون فسأجود من معينها العذب

قائل الأبيات هو البحتريّ :
أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي
صنت نفسي عما يدنس نفسي *** وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـ *** ـرُ التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي *** طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ

وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمو *** لًا هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ
وَاشتِرائي العِراقَ خُطَّةُ غَبنٍ *** بَعدَ بَيعي الشَآمَ بَيعَةَ وَكسِ
لاتَرُزني مُزاوِلًا لِاختِباري *** بَعدَ هَذي البَلوى فَتُنكِرَ مَسّي
وَقَديمًا عَهِدَتني ذا هَناتٍ *** آبِياتٍ عَلى الدَنِيّاتِ شُمسِ
وَلَقَد رابَني نُبُوُّ ابنُ عَمّي *** بَعدَ لينٍ مِن جانِبَيهِ وَأُنسِ
وَإِذا ماجُفيتُ كُنتُ جَديرًا *** أَن أَرى غَيرَ مُصبِحٍ حَيثُ أُمسي
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّهـ *** ـتُ إِلى أَبيَضِ المَدائِنِ عَنسي
أَتَسَلّى عَنِ الحُظوظِ وَآسى *** لِمَحَلٍّ مِن آلِ ساسانَ دَرسِ
أَذكَرتِنيهُمُ الخُطوبُ التَوالي *** وَلَقَد تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسي
وَهُمُ خافِضونَ في ظِلِّ عالٍ *** مُشرِفٍ يَحسِرُ العُيونَ وَيُخسي

حِلَلٌ لَم تَكن كَأَطلالِ سُعدى *** في قِفارٍ مِنَ البَسابِسِ مُلسِ
وَمَساعٍ لَولا المُحاباةُ مِنّي *** لَم تُطِقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعَبسِ
نَقَلَ الدَهرُ عَهدَهُنَّ عَنِ الـ *** ـجِدَّةِ حَتّى رَجَعنَ أَنضاءَ لُبسِ

لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ اللَيالي *** جَعَلَت فيهِ مَأتَمًا بَعدَ عُرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ قَومٍ *** لايُشابُ البَيانُ فيهِم بِلَبسِ
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطا *** كِيَّةَ اِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشِر *** وانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَصـ *** ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَدَيهِ *** في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغماضِ جَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمحٍ *** وَمُليحٍ مِنَ السِنانِ بِتُرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحيا *** ءَ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم ارتِابي حَتّى *** تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ

مُزعَجًا بِالفِراقِ عَن أُنسِ إِلفٍ *** عَزَّ أَو مُرهَقًا بِتَطليقِ عِرسِ


مُشمَخِّرٌ تَعلو لَهُ شُرُفاتٌ *** رُفِعَت في رُؤوسِ رَضوى وَقُدسِ
لابِساتٌ مِنَ البَياضِ فَما تُبـ *** ـصِرُ مِنها إِلّا غَلائِلَ بُرسِ
لَيسَ يُدرى أَصُنعُ إِنسٍ لِجِنٍّ *** سَكَنوهُ أَم صُنعُ جِنٍّ لِإِنسِ
فَكَأَنّي أَرى المَراتِبَ وَالقَو *** مَ إِذا ما بَلَغتُ آخِرَ حِسّي

وَكَأَنَّ اللِقاءَ أَوَّلَ مِن أَمـ *** ـسٍ وَوَشكَ الفِراقِ أَوَّلَ أَمسِ
وَكَأَنَّ الَّذي يُريدُ اتِّباعًا *** طامِعٌ في لُحوقِهِم صُبحَ خَمسِ
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهرًا فَصارَت *** لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُموعٍ *** موقَفاتٍ عَلى الصَبابَةِ حُبسِ
ذاكَ عِندي وَلَيسَت الدارُ داري *** باِقتِرابٍ مِنها وَلا الجِنسُ جِنسي



أعذروني على الإطالة...

عدنان البخاري
2008-05-24, 02:15 PM
/// بارك الله فيك وفي ونفع بك وبي خي الكريم..
/// وكم يسعدني إضافاتك الجميلة على هذا الموضوع، فالشعر مرتع فسيح للروح والعقل، يحتاج المرء التنزُّه فيه بين فينة وأخرى، مع ما يحصل له من العبرة والحكمة والاتعاظ..
/// وفي مثل أبيات البحتري الجميلة نظم أحمد شوقي، ولعلِّي أثبت سينيَّته الرائعة بعدُ إن شاء الله.

عدنان البخاري
2008-05-25, 01:57 PM
/// وقال أبوالطَّيِّب المتنبِّي:


حَتّامَ نَحنُ نُساري النَجمَ في الظُلَمِ /// /// وَما سُراهُ عَلى خُفٍّ وَلا قَدَمِ
وَلا يُحِسُّ بِأَجفانٍ يُحِسُّ بِها /// /// فَقدَ الرُقادِ غَريبٌ باتَ لَم يَنَمِ
تَوَهَّمَ القَومُ أَنَّ العَجزَ قَرَّبَنا /// /// وَفي التَقَرُّبِ ما يَدعو إِلى التِهَمِ
وَلَم تَزَل قِلَّةُ الإِنصافِ قاطِعَةً /// /// بَينَ الرِجالِ وَلَو كانوا ذَوي رَحِمِ
فَلا زِيارَةَ إِلّا أَن تَزورَهُمُ /// /// أَيدٍ نَشَأنَ مَعَ المَصقولَةِ الخُذُمِ
مِن كُلِّ قاضِيَّةٍ بِالمَوتِ شَفرَتُهُ /// /// ما بَينَ مُنتَقَمٍ مِنهُ وَمُنتَقِمِ
صُنّا قَوائِمَها عَنهُم فَما وَقَعَت /// /// مَواقِعَ اللُؤمِ في الأَيدي وَلا الكَزَمِ
هَوِّن عَلى بَصَرٍ ما شَقَّ مَنظَرُهُ /// /// فَإِنَّما يَقَظاتُ العَينِ كَالحُلُمِ!
وَلا تَشَكَّ إِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ /// /// شَكوى الجَريحِ إِلى الغِربانِ وَالرَخَمِ!
وَكُن عَلى حَذَرٍ لِلناسِ تَستُرُهُ /// /// وَلا يَغُرُّكَ مِنهُم ثَغرُ مُبتَسِمُ!
غاضَ الوَفاءُ فَما تَلقاهُ في عِدَةٍ /// /// وَأَعوَزَ الصِدقُ في الإِخبارِ وَالقَسَمِ
سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها /// /// فيما النُفوسُ تَراهُ غايَةُ الأَلَمِ
الدَهرُ يَعجَبُ مِن حَملي نَوائِبَهُ /// /// وَصَبرِ جِسمي عَلى أَحداثِهِ الحُطُمِ
وَقتٌ يَضيعُ وَعُمرٌ لَيتَ مُدَّتَهُ /// /// في غَيرِ أُمَّتِهِ مِن سالِفِ الأُمَمِ
أَتى الزَمانَ بَنوهُ في شَبيبَتِهِ /// /// فَسَرَّهُم وَأَتَيناهُ عَلى الهَرَمِ

/// وجاء بعده من اقتبس وضمَّن شيئًا من أبياته فقال:


قَد يَفقِدُ المَرءُ بَينَ النَّاسِ عِزَّتَهُ /// /// إِذا شَكا أَمرَهُ أَو سَبَّ مِحنَتَهُ
فَكُن كَلَيثِ الشَّرى ما باعَ هَيبَتَهُ /// /// وَلا تَشَكَّ إِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ
شَكوى الجَريحِ إلى الغِربانِ والرَّخَم
تَصونُ نَفسي عنِ الإفصاحِ عِزَّتُها /// /// كَأَنَّما عِفَّةُ الأَجيالِ عِفَّتُها
وَقَد تُذِلُّ نُفوسَ الأُسدِ مِحنَتُها /// /// سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها
فيما النُّفوسُ تَراه غايَةَ الأَلَم

لامية العرب
2008-05-25, 04:56 PM
قال الشاعر محمود غنيم -رحمه الله



مالي وللنجم يرعاني وأرعاه...أمسى كلانا يخاف الغمض جفناه


لي فيك ياليل آهات أرددهـا ... أواه لـو أجـدت المحـزون أواه
لا تحسبني محباً يشتكي وصباً ... أهون بما في سبيـل الحـب ألقـاه
إني تذكرت والذكـرى مؤرقـة ... مجـداً تليـدا بأيدينـا أضعنـاه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد ... تجـده كالطيـر مقصوصـاً جناحـاه
(هذا البيت غير لائق فالإسلام قوي فليت الشاعر رحمه الله سلط الضوء على بني الإسلام لا على الإسلام نفسه)
ويح العروبة كان الكون مسرحها ... فأصبحت تتوارى فـي زوايـاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفهـا ... وبـات يحكمنـا شعبـاً ملكنـاه
كم بالعراق وكم بالهند ذو شجن ... شكا فردّدت الأهرام شكـواه
بني العمومة إن القرح مسّكموا ... ومسّنا نحـن فـي الآلام أشبـاه
يا أهل يثرب أدمت مقلتيّ يد ... بدريـة تسـأل المصـري جـدواه
الدين والضاد من مغناكم انبعثا ... فطبّقا الشـرق أقصـاه وأدنـاه
لسنا نمدّ لكم أيماننـا صلـةً ... لكنمـا هـو دَيْـن مـا قضينـاه
هل كان دِيْن ابنِ عدنانٍ سوى فلق ... شق الوجود وليلُ الجهل يغشاه
سل الحضارة ماضيها وحاضرها ... هل كان يتصلُ العهدان لـولاه
هي الحنيفةُ عينُ الله تكلؤها ... فكلما حاولـوا تشويههـا شاهـوا
هل تطلبون من المختار معجزةً ... يكفيه شعبٌ من الأجداث أحيـاه
من وحد العرب حتى صار واترهم ... إذا رأى ولـد الموتـور أخـاه
وكيف كانوا يداً في الحرب واحدة ... من خاضها باع دنياه بأخـراه
وكيف ساس رعاة الأبل مملكة ... ماساسها قيصر من قبـل أو شـاه
وكيف كان لهم علم وفلسفة ... وكيف كانت لهـم سُفْـن وأمـواه
سنّوا المساواة لاعُرْب ولا عجمٌ ... ما لإمـرئ شـرف إلا بتقـواه
وقرَّرتْ مبدأ الشورى حكومتُهم ... فليس للفـرد فيهـا مـا تمنـاه
ورحب الناس بالإسلام حين رأوا ... أن الإخاء وأن العـدل مغـزاه
يا من رأى عمر تكسوه بردته ... والزيت أدم لـه والكـوخ مـأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً ... من بأسه وملـوك الـروم تخشـاه
سل المعالي عنـا إننـا عـرب ... شعارنـا المجـد يهوانـا ونهـواه
هي العروبة لفظ إن نطقت به ... فالشرق والضاد والإسـلام معنـاه
استرشد الغرب بالماضي فأرشده ... ونحن كان لنـا مـاض نسينـاه
إنا مشينا وراء الغرب نقتبس مـن ... ضيائـه فأصابتنـا شظايـاه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب ... بالأمس كانوا هنا مابالهم تاهوا
فأن تراءت لك الحمراء عن كثب ... فسائل الصرح أين المجد والجـاه
وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها ... عمن بناه لعل الصخر ينعاه
وطف ببغداد وابحث في مقابرها ... عل امرءاً من بني العبـاس تلقـاه
هذي معالم خرس كل واحدة ... منهن قامت خطيبـاً فاغـراً فـاه
إنى لأشْعر إذ أغشى معالمهـم ... كأننـي راهـبٌ يغشـى مُصـلاه
الله يعلم ما قلّبت سيرتهـمْ ... يومـاً وأخطـأ دمـعُ العيـن مجـراه
أين الرشيد وقد طاف الغمام به ... فحيـن جـاوز بغـداد تحـداه
ملْكٌ كملك بنى "التاميز" ما غَرَبت ... شمسُ عليه ولا بـرقُ تخطـاه
ماضٍ تعيش على أنقاضه أمم ... ونستمد القوى من وحـي ذكـراه
لا دُرّ درّ امرئ يطري أوائله ... فخراً ويطرق إن ساءلتـه مـا هـو
ما بال شمل شعوب الضاد منصدعا... رباه أدرك شعوب الضاد ربـاه
عهد الخلافة في البسفور قد درست ... آثارُه طيّب الرحمـن مثـواه
تاج أغرّ على الأتراك تعرضـه ... مـا بالنـا نجـد الأتـراك تأبـاه
ألم يروْا: كيف فدّاه معاوية ... وكيـف راح علـيّ مـن ضحايـاه
غالَ ابنَ بنت رسول الله ثم عدا ... على ابن بنتِ أبى بكـر فـأرداه
لما ابتغى يدَها السفاح أمهرها ... نهراً من الدم فـوق الأرض أجـراه
ما للخلافة ذنب عند شانئها ... قد يظلم السيفَ من خانتـه كفـاه
الحكمُ يسلسُ باسم الدين جامحه ... ومن يرمُهْ بحـد السيـف أعيـاه
يا ربَّ مولى له الأعناقُ خاضعةٌ ... وراهبُ الدّير باسم الدين مـولاه
أني لأعتبر الإسلام جامعـة ... للشـرق لا محـض ديـن سنـه الله
أرواحنا تتلاقى فيه خافقـة ... كالنحـل إذ يتلاقـى فـي خلايـاه
دستوره الوحي والمختار عاهله ... والمسلمون وأن شتـوا رعايـاه
لا هم قد أصبحت أهواؤنا شيعاً ... فامنن علينا براع أنـت ترضـاه
راع يعيد إلى الإسلام سيرتـه ... يرعـى بنيـه وعيـن الله ترعـاه

أشرف بن محمد
2008-05-30, 04:24 AM
/// الأخوان الكريمان.. مهند المعتبي وأحمد آل عامر.. وفقهما الله بارك فيهما
قد نسيتكما ... http://majles.alukah.net/showpost.php?p=67832&postcount=17 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=67832&postcount=17)

عدنان البخاري
2008-05-30, 08:40 PM
/// بارك الله فيك يا أخي الكريم أشرف.. سهوٌ إثر سهوٍ
/// وأعتذر للأخ الكريم ((محمد)) آل عامر عن هذا الخطأ المتكرِّر، واعتذر له مقدَّمًا إن وقع الخطأ للمرَّة القادمة (ابتسامة)

/// وقال أبوالطَّيِّب أيضًا، وكم لشعره من الحِكَم البالغة:


يُضاحِكُ في ذا العيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ /// /// حِذائي وَأَبكي مَن أُحِبُّ وَأَندُبُ
أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُم /// /// وَأَينَ مِنَ المُشتاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ /// /// وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
يُريدُ بِكَ الحُسّادُ ما اللَهُ دافِعٌ /// /// وَسُمرُ العَوالي وَالحَديدُ المُذَرَّبُ!
وَدونَ الَّذي يَبغونَ ما لَو تَخَلَّصوا /// /// إِلى المَوتِ مِنهُ عِشتَ وَالطِفلُ أَشيَبُ
إِذا طَلَبوا جَدواكَ أَعطوا وَحُكِّموا /// /// وَإِن طَلَبوا الفَضلَ الَّذي فيكَ خُيِّبوا
وَلَو جازَ أَن يَحوُوا عُلاكَ وَهَبتَها /// /// وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لَيسَ يوهَبُ
وَأَظلَمُ أَهلِ الظُلمِ مَن باتَ حاسِداً /// /// لِمَن باتَ في نَعمائِهِ يَتَقَلَّبُ!

عدنان البخاري
2008-05-30, 10:22 PM
أتذكر قصيدةً جميلة جدا ومؤثرة في الوزير ابن بقية الذي قُتل بطريقة وحشية ، وناظمها - إن لم تخني الذاكرة - الأنباري والله أعلم .
ولا اتذكر منها سوى بيتين :
علو في الحياة وفي الممات ,, لحقا أنت إحدى المعجزات
............
ولكني أصبر عنك نفسي ,, مخافة أن أعد من الجناة .

/// بارك الله فيكِ، الأبيات بتمامها:


علو في الحياة وفي المماتِ /// /// لحق تلك إحدى المعجزاتِ
كأن الناس حولك حين قاموا /// /// وفود نداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيباً /// /// وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاءً /// /// كمدهما إليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن /// /// يضم علاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا /// /// عن الأكفان ثوب السافيات
لعظمك في النفوس بقيت ترعى /// /// بحراس وحفّاظ ثقات
وتوقد حولك النيران ليلاً /// /// كذلك كنت أيام الحياة
ركبت مطيةً من قبل زيدٌ /// /// علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها تأسٍ /// /// تباعد عنك تعبير العداة
ولم أر قبل جذعك قط جذعاً /// /// تمكن من عناق المكرمات
أسأت إلى النوائب فاستثارت /// /// فأنت قتيل ثأر النائبات
وكنت تجير من صرف الليالي /// /// فصار مطالباً لك بالترات
وصيّر دهرك الاحسان فيه /// /// إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشرٍ سعداً فلما /// /// مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي /// /// يخفف الدموع الجاريات
ولو أني قدرت على قيام /// /// بفرضك والحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي /// /// ونحت بها خلاف النائحات
ولكني أصبر عنك نفسي /// /// مخافة أن أعد من الجناة
ومالك تربة فأقول تسقى /// /// لأنَّك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى /// /// برحمات غواد رائحات

أبو الحسن الأثري
2008-06-01, 02:47 PM
الحمد لله
حياكم الله شيخنا البخاري، ووفقكم لمرضاته.
في قصيدة أبي فراس التي وضعتموها هذا البيت:
وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ • • • كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ
والمقصود في البيت عمرو بن العاص رضي الله عنه في قصة مبارزته الشهيرة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهي قصة معروفة في التاريخ، والله أعلم بصحتها.
ومن رأيي أن الأولى عدم نشر مثل هذا البيت، لما يجب من الأدب مع الصحابة رضوان الله عليهم. وحال الحمدانيين في التشيع معروف.
والله أعلم
كتابه سيرة علي ص (550) قصة باطلة في حق عمرو بن العاص بصفين ......... ثم ذكر القصة التي أشرت إليها حفظك الله وأبطلها لأنها أتت من طريق ( نصر بن مزاحم / الكلبي )

ومن الحاشية أنقل لك ..
قصص لاتثبت سليمان الخراشي (6/19)

لامية العرب
2008-06-01, 05:51 PM
قال الشاعر مصطفى الجزار قصيدة أعدها من عيون الشعر خاطب فيها الشاعر كل عنترة غيور
وأعتذر من الأخت الأمل الراحل بإيرادها هنا


كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يـا عنترَه
فعيـونُ عبلـةَ أصبحَتْ مُستـعمَرَه

لا ترجُ بسمـةَ ثغـرِها يوماً ، فقـدْ
سقطَت من العِقدِ الثمـينِ الجوهـرَه

قبِّلْ سيـوفَ الغاصبينَ . . ليصفَـحوا
واخفِضْ جَنَاحَ "الخِزْيِ".. وارجُ المعذرَه

ولْتبتلـع أبيـاتَ فخــرِكَ صـامتاً
فالشعـرُ في عصـرِ القنابـلِ ثرثرَه

والسيفُ في وجــهِ البنادقِ عـاجزٌ
فقدَ الهُـويّةَ والقُـوى والسيـطرَه

فاجمـعْ مَفاخِـرَكَ القـديمةَ كلَّـها
واجعلْ لهـا مِن قـاعِ صدرِكَ مَقبرَه

وابعثْ لـ عبلةَ في العــراقِ تأسُّفاً
وابعثْ لهـا في القـدسِ قبلَ الغرغرَه

اكتبْ لهـا مـا كنتَ تكتبُــه لهـا
تحتَ الظـلالِ، وفي الليـالي المقمِـرَه

" يـا دارَ عبلةَ " بالعـراقِ " تكلّمي "
هل أصبـحَتْ جنّـاتُ بابلَ مُقفِـرَه ؟

هل نَهْـرُ عبـلةَ تُستبـاحُ مِياهُــهُ
وكـلابُ أمريكـا تُـدنِّس كوثـرَه ؟

يـا فارسَ البيداءِ . . صِرتَ فـريسةً
عبـداً ذليـلاً أسـوداً ما أحقـرَه !!

متطـرِّفاً . . متخـلِّفاً . . ومخالِفــاً
نَسَبوا لكَ الإرهابَ . . صِرتَ مُعسكَرَه

عَبْـسٌ . . تخـلّت عنكَ . . هذا دأبُهم
حُمُـرٌ - لَعمـرُكَ - كلُّهـا مستنفِرَه

في الجـاهليةِ . . كنتَ وحدكَ قـادراً
أن تهـزِمَ الجيـشَ العظيـمَ وتأسِرَه

لن تستطيـعَ الآنَ وحـدكَ قهـرَهُ
فالزحفُ مـوجٌ.. والقنـابلُ ممطـرَه

وحصـانُكَ العَـرَبيُّ ضاعَ صهيـلُهُ
بينَ الدويِّ . . وبينَ صرخةِ مُجبَـرَه

" هـلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ "
كيفَ الصمودُ ؟! وأينَ أينَ المقدِرَه ؟

هذا الحصـانُ يـرى المَدافعَ حولَهُ
متأهِّباتٍ . . والقذائفَ مُشــهَرَه

"لو كانَ يـدري ما المحاورةُ اشتكى"
ولَصاحَ في وجهِ القطيـعِ وحـذَّرَه

يا ويحَ عبسٍ . . أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم ، ومَدُّوا القنطـرَه

فأتى العـدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِـهم
ونفاقِهم ، وأقـام فيهـم منـبرَه

ذاقوا وَبَالَ ركوعِـهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ . . والهزائمُ مُنكَـرَه

هذِي يـدُ الأوطانِ تجزي أهلَـها
مَن يقترفْ في حقّها شرّاً . . يَرَه

ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ... ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كـي نخسـرَه

فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد سـاكناً
في قبرِهِ . . وادْعوا لهُ . . بالمغفرَه

عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
لم تُبقِ دمعـاً أو دمـاً في المِحبرَه

وعيـونُ عبلةَ لا تـزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ . . لِتَعبُرَه . .
.

عدنان البخاري
2008-06-02, 08:35 PM
_
قالـت الضِّفدع قولاً /// /// /// صدَّقتـه الحُكمــاءُ
في فمي ماءٌ وهل ينْـ /// /// /// ـطقُ مَنْ في فِيْهِ ماءُ ؟!
أنا مـملـوكٌ لممـلـ /// /// /// ــوكٍ عليه الرُّقباءُ
كنتُ حُرًّا هاشِـميًّا /// /// /// فاسترقَّتْـني الإمــاءُ
وسَبَـاني مَـنْ لـه /// /// /// كان على الكُرْهِ السباءُ
أحمـدُ الله علـى ما /// /// /// ساقـه نحـوي القضاءُ
ما بعيـني دُمـوعٌ /// /// /// أنفـد الدَّمـعَ البُكـاءُ!
_

لامية العرب
2008-06-03, 04:42 PM
قصيدة أبو تمام في فتح عمورية، التي مدح فيها الخليفة المعتصم،



السَّيْـفُ أَصْـدَقُ أَنْبَـاءً مِـنَ الكُتُـبِ
فـي حَـدهِ الحَـدُّ بَيْـنَ الجِـد واللَّعِـبِ


بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِـفِ فـي
مُتُونِهـنَّ جـلاءُ الـشَّـك والـريَـبِ


والعِلْـمُ فـي شُهُـبِ الأَرْمَـاحِ لاَمِعَـةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْـنِ لافـي السَّبْعَـةِ الشُّهُـبِ


أَيْنَ الروايَـةُ بَـلْ أَيْـنَ النُّجُـومُ وَمَـا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومـنْ كَـذِبِ


تَخَرُّصَـاً وأَحَادِيثـاً مُلَفَّـقَـةً لَيْـسَـتْ
بِـنَـبْـعٍ إِذَا عُـــدَّتْ ولاغَـــرَبِ


عَجَائِبـاً زَعَـمُـوا الأَيَّــامَ مُجْفِـلَـةً
عَنْهُنَّ في صَفَـرِ الأَصْفَـار أَوْ رَجَـبِ


وخَوَّفُوا النـاسَ مِـنْ دَهْيَـاءَ مُظْلِمَـةٍ
إذَا بَـدَا الكَوْكَـبُ الْغَرْبِـيُّ ذُو الذَّنَـب


ِوَصَيَّـروا الأَبْـرجَ العُلْـيـا مُرَتِّـبَـةً
مَـا كَـانَ مُنْقَلِبـاً أَوْ غيْـرَ مُنْقَـلِـبِ


يقضون بالأمـرِ عنهـا وهْـيَ غافلـةٌ
مادار فـي فلـكٍ منهـا وفـي قُطُـبِ


لـو بيَّنـت قـطّ أَمـراً قبْـل مَوْقِعِـه
لم تُخْـفِ ماحـلَّ بالأوثـانِ والصُّلُـبِ


فَتْـحُ الفُتـوحِ تَعَالَـى أَنْ يُحيـطَ بِــهِ
نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُطَـبِ


فَتْـحٌ تفَتَّـحُ أَبْـوَابُ السَّـمَـاءِ لَــهُ
وتَبْـرزُ الأَرْضُ فـي أَثْوَابِهَـا القُشُـب


ِيَـا يَـوْمَ وَقْعَـةِ عَمُّوريَّـةَ انْصَرَفَـتْ
مِنْـكَ المُنَـى حُفَّـلاً مَعْسُولَـةَ الحَلَـبِ


أبقيْتَ جِدَّ بَنِـي الإِسـلامِ فـي صعَـدٍ
والمُشْرِكينَ ودَارَ الشـرْكِ فـي صَبَـب


ِأُمٌّ لَهُـمْ لَـوْ رَجَـوْا أَن تُفْتَـدى جَعَلُـوا
فدَاءَهَـا كُــلَّ أُمٍّ مِنْـهُـمُ وَأَبــوَبَ


رْزَةِ الوَجْـهِ قَـدْ أعْيَـتْ رِيَاضَتُـهَـا
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَـرِبِ


بِكْـرٌ فَمـا افْتَرَعَتْهَـا كَـفُّ حَـادِثَـةٍ
وَلا تَرَقَّـتْ إِلَيْـهَـا هِـمَّـةُ الـنُّـوَبِ


مِنْ عَهْـدِ إِسْكَنْـدَرٍ أَوْ قَبـل ذَلِـكَ قَـدْ
شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْـيَ لَـمْ تَشِـبِ


حَتَّـى إذَا مَخَّـضَ اللَّـهُ السنيـن لَهَـا
مَخْضَ البِخِيلَـةِ كانَـتْ زُبْـدَةَ الحِقَـبِ


أَتَتْهُـمُ الكُـرْبَـةُ الـسَّـوْدَاءُ سَــادِرَةً
مِنْهَـا وكـانَ اسْمُهَـا فَرَّاجَـةَ الكُرَبِـج


َرَى لَهَـا الفَـألُ بَرْحَـاً يَـوْمَ أنْـقِـرَةٍ
إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَـاتِ والرِّحَـب


ِلمَّا رَأَتْ أُخْتَهـا بِالأَمْـسِ قَـدْ خَرِبَـتْ
كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْـدَى مـن الجَـرَبِ


كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَـا مِـنْ فَـارسٍ بَطَـلٍ
قَانِـي الذَّوائِـب مـن آنـي دَمٍ سَـربِ


بسُنَّـةِ السَّيْـفِ والخطـي مِـنْ دَمِــه
لاسُنَّـةِ الديـن وَالإِسْـلاَمِ مُخْتَـضِـب


ِلَقَـدْ تَرَكـتَ أَميـرَ الْمُؤْمنيـنَ بِـهـا
لِلنَّارِ يَوْمـاً ذَليـلَ الصَّخْـرِ والخَشَـبِ


غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْـلِ وَهْـوَ ضُحًـى
يَشُلُّـهُ وَسْطَهَـا صُبْـحٌ مِـنَ اللَّـهَـبِ


حَتَّى كَـأَنَّ جَلاَبيـبَ الدُّجَـى رَغِبَـتْ
عَنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّمْـسَ لَـم تَغِـبِ


ضَوْءٌ مِـنَ النَّـارِ والظَّلْمَـاءُ عاكِفَـةٌ
وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فـي ضُحـىً شَحـبِ


فالشَّمْـسُ طَالِعَـةٌ مِـنْ ذَا وقـدْ أَفَلَـتْ
والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِـنْ ذَا ولَـمْ تَجِـبِ


تَصَرَّحَ الدَّهْـرُ تَصْريـحَ الْغَمَـامِ لَهـا
عَنْ يَوْمِ هَيْجَـاءَ مِنْهَـا طَاهِـرٍ جُنُـبِ


لم تَطْلُعِ الشَّمْـسُ فيـهِ يَـومَ ذَاكَ علـى
بانٍ بأهلٍ وَلَـم تَغْـرُبْ علـى عَـزَبِ


مَا رَبْـعُ مَيَّـةَ مَعْمُـوراً يُطِيـفُ بِـهِ
غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِـنْ رَبْعِهَـا الخَـرِبِ


ولا الْخُـدُودُ وقـدْ أُدْميـنَ مِـنْ خجَـلٍ
أَشهى إلى ناظِري مِـنْ خَدهـا التَّـرِبِ


سَماجَـةً غنِيَـتْ مِنَّـا العُيـون بِـهـا
عَنْ كل حُسْـنٍ بَـدَا أَوْ مَنْظَـر عَجَـبِ


وحُسْـنُ مُنْقَـلَـبٍ تَبْـقـى عَوَاقِـبُـهُ
جَـاءَتْ بَشَاشَتُـهُ مِـنْ سُـوءِ مُنْقَلَـبِ


لَوْ يَعْلَمُ الْكُفْرُ كَمْ مِـنْ أَعْصُـرٍ كَمَنَـتْ
لَـهُ العَواقِـبُ بَيْـنَ السُّمْـرِ والقُضُـبِ


تَدْبيـرُ مُعْتَصِـمٍ بِاللَّـهِ مُنْتَقِـمٍ لِـلَّـهِ
مُرْتَـقِـبٍ فــي الـلَّـهِ مُـرْتَـغِـبِ


ومُطْعَـمِ النَّصـرِ لَـمْ تَكْهَـمْ أَسِنَّـتُـهُ
يوْماً ولاَ حُجِبَـتْ عَـنْ رُوحِ مُحْتَجِـب


ِلَمْ يَغْـزُ قَوْمـاً، ولَـمْ يَنْهَـدْ إلَـى بَلَـدٍ
إلاَّ تَقَدَّمَـهُ جَـيْـشٌ مِــنَ الـرعُـب


ِلَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً، يَـوْمَ الْوَغَـى، لَغَـدا
مِنْ نَفْسِهِ، وَحْدَهَا، فـي جَحْفَـلٍ لَجِـبِ


رَمَـى بِـكَ اللَّـهُ بُرْجَيْهَـا فَهَدَّمَـهـا
ولَوْ رَمَى بِكَ غَيْـرُ اللَّـهِ لَـمْ يُصِـبِ


مِـنْ بَعْـدِ مـا أَشَّبُوهـا واثقيـنَ بِهَـا
واللَّـهُ مِفْتـاحُ بَـابِ المَعقِـل الأَشِـبِ


وقـال ذُو أَمْرِهِـمْ لا مَرْتَـعٌ صَــدَدٌ
للسَّارِحينَ وليْـسَ الـوِرْدُ مِـنْ كَثَـبِ


أَمانياً سَلَبَتْهُـمْ نُجْـحَ هَاجِسِهـا ظُبَـى
السُّيُـوفِ وأَطْـرَاف القـنـا السُّـلُـبِ


إنَّ الحِمَامَيْنِ مِـنْ بِيـضٍ ومِـنْ سُمُـرٍ
دَلْوَا الحياتين مِـن مَـاءٍ ومـن عُشُـبٍ


لَبَّيْـتَ صَوْتـاً زِبَطْرِيّـاً هَرَقْـتَ لَـهُ
كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُـرَّدِ العُـرُبِ


عَداكَ حَـرُّ الثُّغُـورِ المُسْتَضَامَـة ِ عَـنْ
بَرْدِ الثُّغُور وعَـنْ سَلْسَالِهـا الحَصِـبِ


أَجَبْتَهُ مُعْلِنـاً بالسَّيْـفِ مُنْصَلِتـاً وَلَـوْ
أَجَبْـتَ بِغَيْـرِ السَّيْـفِ لَــمْ تُـجِـبِ


حتّى تَرَكْـتَ عَمـود الشـرْكِ مُنْعَفِـراً
ولَـم تُعَـرجْ عَلـى الأَوتَـادِ وَالطُّنُـب


ِلَمَّا رَأَى الحَـرْبَ رَأْيَ العيـن تُوفَلِـسٌ
والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَـى مِـنَ الحَـرَبِ


غَـدَا يُصَـرفُ بِالأَمْـوال جِرْيَتَـهـا
فَعَـزَّهُ البَحْـرُ ذُو التَّيـارِ والـحَـدَبِ


هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُـورُ بِـهِ
عَن غَـزْوِ مُحْتَسِـبٍ لاغـزْو مُكتسِـبِ


لـمْ يُنفِـق الذهَـبَ المُرْبـي بكَثْـرَتِـهِ
على الحَصَى وبِـهِ فَقْـرٌ إلـى الذَّهَـبِ


إنَّ الأُسُـودَ أسـودَ الغـيـلِ همَّتُـهـا
يَومَ الكَرِيهَةِ فـي المَسْلـوب لا السَّلـبِ


وَلَّـى، وَقَـدْ أَلجَـمَ الخطـيُّ مَنْطِـقَـهُ
بِسَكْتَةٍ تَحْتَهـا الأَحْشَـاءُ فـي صخَـبِ


أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الـرَّدَى ومَضـى
يَحْتَـثُّ أَنْجـى مَطَايـاهُ مِـن الهَرَبِـم


ُوَكلاً بِيَفَاعِ الأرْضِ يُشْرِفُـهُ مِـنْ خِفّـةِ
الخَـوْفِ لامِــنْ خِـفَّـةِ الـطـرَبِ


إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَـا عَـدْوَ الظَّلِيـم، فَقَـدْ
أَوْسَعْتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَطَـبِ


تِسْعُونَ أَلْفـاً كآسـادِ الشَّـرَى نَضِجَـتْ
جُلُودُهُـمْ قَبْـلَ نُضْـجِ التيـنِ والعِنَـبِ


يارُبَّ حَوْبَاءَ لمَّا اجْتُثَّ دَابِرُهُـمْ طابَـتْ
ولَـوْ ضُمخَـتْ بالمِسْـكِ لـم تَـطِـبِ


ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيـضُ السُّيُـوفِ بِـهِ
حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيـتَ الغَضَـب


ِوالحَرْبُ قائمَةٌ في مـأْزِقٍ لَجِـجٍ تَجْثُـو
القِيَـامُ بِـه صُغْـراً علـى الـرُّكَـبِ


كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَـا مِـن سَنـا قمَـرٍ
وتَحْتَ عارِضِها مِـنْ عَـارِضٍ شَنِـبِ


كَمْ كَانَ في قَطْعِ أَسبَـاب الرقَـاب بِهـا
إلـى المُخَـدَّرَةِ العَـذْرَاءِ مِـنَ سَبَـبِ


كَمْ أَحْـرَزَتْ قُضُـبُ الهنْـدِي مُصْلَتَـةً
تَهْتَزُّ مِـنْ قُضُـبٍ تَهْتَـزُّ فـي كُثُـبِ


بيـضٌ، إذَا انتُضِيَـتْ مِـن حُجْبِـهَـا،
رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُـبِ


خَلِيفَةَ اللَّهِ جـازَى اللَّـهُ سَعْيَـكَ عَـنْ
جُرْثُومَـةِ الديْـنِ والإِسْـلاَمِ والحَسَبِـبَ


صُرْتَ بالرَّاحَـةِ الكُبْـرَى فَلَـمْ تَرَهـا
تُنَـالُ إلاَّ علـى جسْـرٍ مِـنَ التَّـعـبِ


إن كـان بَيْـنَ صُـرُوفِ الدَّهْـرِ مِـن
رَحِمٍ مَوْصُولَةٍ أَوْ ذِمَامٍ غيْـرِ مُنْقَضِـب


ِفبَيْـنَ أيَّامِـكَ اللاَّتـي نُصِـرْتَ بِهَـا
وبَيْـنَ أيَّـامِ بَـدْرٍ أَقْــرَبُ النَّـسَـب


ِأَبْقَـتْ بَنـي الأصْـفَـر المِـمْـرَاضِ
كاسْمِهمُ صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ

حسن عبد الله
2008-06-08, 10:57 AM
الإخوة جميعاً : بارك الله فيكم .. وأقول :

وأين عيون شعر أبي العتاهية في الزهد ؟!

أبو صهيب الأثري
2008-06-08, 08:43 PM
جزاكم الله خيرا أتحفتمونا

لامية العرب
2008-06-09, 08:01 PM
قصيدة (خَليليّ..)



أبو العتاهية



خَليليّ! إنّ الهَمّ قَدْ يَتَفَرّجُ، ....... ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ

وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ ....... على طُرُقاتِ الحَقّ، والشّرُّ أعوَجُ

وأخلاقُ ذي التّقوَى وذي البِرّ في الدّجى ....... لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ

ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّةٌ، ....... وألسُنُ أهلِ الصّدْقِ لا تَتَلَجْلَجُ

ولَيسَ لمَخلوقٍ على اللهِ حُجّةٌ، ....... وليسَ لهُ منْ حُجّة اللهِ مَخرَجُ

وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌ كَثيرَةٌ، ....... ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّ ونَدرُجُ

رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ في شَرَفاتِه، ....... فإنّكَ عنَها مُستَخَفُّ، وتُزْعَجُ

وإنّكَ عَمّا اختَرْتُهُ لَمُبَعَّدٌ، ....... وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَ لمُخْرَجُ

ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا في كَرامَةٍ، ....... ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِ مُتَوَّجُ

لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّ نَفِيسَةٌ، ....... وإنْ زَخرَفَ الغادونَ فيها وزَبْرَاجُوا

وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّ حَبيبَةً، ....... فإنّي إلى حَظّي منَ الدّينِ أحوَجُ

حسن عبد الله
2008-06-10, 02:05 PM
ولَيسَ لمَخلوقٍ على اللهِ حُجّةٌ، ....... وليسَ لهُ منْ حُجّة اللهِ مَخرَجُ
جزاك الله خيراً على هذه الحكم

عدنان البخاري
2008-06-11, 11:08 AM
/// وهذه من أروع ما جادت به قريحة أبي العتاهية:


قَطَّعتُ مِنكِ حَبائِلَ الآمالِ /// /// وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ المَطِيِّ رِحالي
وَيَئِستُ أَن أَبقى لِشَيءٍ نِلتُ مِمَّـ /// /// ـا فيكِ يا دُنيا وَأَن يَبقى لي
وَوَجَدتُ بَردَ اليَأسِ بَينَ جَوانِحي /// /// وَأَرَحتُ مِن حَلّي وَمِن تَرحالي
وَلَئِن طَمِعتُ لِرُبَّ بَرقَةِ خُلَّب /// /// بَرَقَت لِذي طَمَعٍ وَلَمعَةِ آلِ
ما كانَ أَشأَمَ إِذ رَجاؤكِ قاتِلي /// /// وَبَناتُ وَعدِكَ يَعتَلِجنَ بِبالي
الآنَ يا دُنيا عَرَفتُكِ فَاِذهَبي /// /// يا دارَ كُلِّ تَشَتُّتٍ وَزَوالِ
وَالآنَ صارَ لي الزَمانُ مُؤَدَّبا /// /// فَغَدا عَلَيَّ وَراحَ بِالأَمثالِ
وَالآنَ أَبصَرتُ السَبيلَ إِلى الهُدى /// /// وَتَفَرَّغَت هِمَمي عَنِ الأَشغالِ
وَلَقَد أَقامَ لِيَ المَشيبُ نُعاتَهُ /// /// يُفضي إِلَيَّ بِمَفرَقٍ وَقَذالِ
وَلَقَد رَأَيتُ المَوتَ يَبرُقُ سَيفُهُ /// /// بِيَدِ المَنِيَّةِ حَيثُ كُنتُ حِيالي
وَلَقَد رَأَيتُ عُرى الحَياةِ تَخَرَّمَت /// /// وَلَقَد تَصَدّى الوارِثونَ لِمالي
وَلَقَد رَأَيتُ عَلى الفَناءِ أَدِلَّة /// /// فيما تَنَكَّرَ مِن تَصَرُّفِ حالي
وَإِذا اِعتَبَرتُ رَأَيتُ حَطَّ حَوادِث /// /// يَجرينَ بِالأَرزاقِ وَالآجالِ
وَإِذا تَناسَبَتِ الرِجالُ فَما أَرى /// /// نَسَباً يُقاسُ بِصالِحِ الأَعمالِ
وَإِذا بَحَثتُ عَنِ التَقِيِّ وَجَدتُه /// /// رَجُلاً يُصَدِّقُ قَولَهُ بِفِعالِ
وَإِذا اِتَّقى اللَهَ اِمرُؤٌ وَأَطاعَهُ /// /// فَتَراهُ بَينَ مَكارِمٍ وَمَعالِ
وعَلى التَقِيِّ إِذا تَرَسَّخَ في التُقى /// /// تاجانِ تاجُ سَكينَةٍ وَجَلالِ
وَاللَيلُ يَذهَبُ وَالنَهارُ تَعاوُراً /// /// بِالخَلقِ في الإِدبارِ وَالإِقبالِ
وَبِحَسبِ مَن تُنعى إِلَيهِ نَفسُهُ /// /// مِنهُم بِأَيّامٍ خَلَت وَلَيالِ
اِضرِب بِطَرفِكَ حَيثُ شِئتَ فَأَنتَ في /// /// عِبَرٍ لَهُنَّ تَدارُكٌ وَتَوالِ
يا أَيُّها البَطَرُ الَّذي هُوَ مِن غَد /// /// في قَبرِهِ مُتَفَرِّقُ الأَوصالِ
حَذَفَ المُنى عَنهُ المُشَمِّرُ في الهُدى /// /// وَأَرى مُناكَ طَويلَةَ الأَذيالِ
وَلقَلَّ ما تَلقى أَغَرَّ لِنَفسِهِ /// /// مِن لاعِبٍ مَرِحٍ بِها مُختالِ
يا تاجِرَ الغَيِّ المُضِرَّ بِرُشدِهِ /// /// حَتّى مَتى بِالغِيِّ أَنتَ تُغالي
الحَمدُ لِلَّهِ الحَميدِ بِمَنِّهِ /// /// خَسِرَت وَلَم تَربَح يَدُ البَطّالِ
لِلَّهِ يَومٌ تَقشَعِرُّ جُلودُهُم /// /// وَتَشيبُ مِنهُ ذَوائِبُ الأَطفالِ
يَومُ النَوازِلِ وَالزَلازِلِ وَالحَوا /// /// مِلِ فيهِ إِذ يَقذِفنَ بِالأَحمالِ
يَومُ التَغابُنِ وَالتَبايُنِ وَالتَوا /// /// زُنِ وَالأُمورِ عَظيمَةِ الأَهوالِ
يَومٌ يُنادى فيهِ كُلُّ مُضَلِّلٍ /// /// بُمُقَطَّعاتِ النارِ وَالأَغلالِ
لِلمُتَّقينَ هُناكَ نُزلُ كَرامَةٍ /// /// عَلَتِ الوُجوهَ بِنَضرَةٍ وَجَمالِ
زُمَرٌ أَضاءَت لِلحِسابِ وُجوهُها /// /// فَلَها بَريقٌ عِندَهُ وَتَلالي
وَسَوابِقٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ جَرَت /// /// خُمصَ البُطونِ خَفيفَةَ الأَثقالِ
مِن كُلِّ أَشعَثَ كانَ أَغبَرَ ناحِلاً /// /// خَلَقَ الرِداءَ مُرَقَّعِ السِربالِ
نَزَلوا بِأَكرَمِ سَيِّدٍ فَأَظَلَّهُم /// /// في دارِ مُلكِ جَلالَةٍ وَظِلالِ
حِيَلُ اِبنِ آدَمَ في الأُمورِ كَثيرَةٌ /// /// وَالمَوتُ يَقطَعُ حِليَةَ المُحتالِ
وَمِنَ النُعاةِ إِلى اِبنِ آدَمَ نَفسَهُ /// /// حَرَكَ الخُطى وَطُلوعُ كُلِّ هِلالِ
ما لي أَراكَ لِحُرِّ وَجهِكَ مُخلِقاً /// /// أَخَلَقتِ يا دُنيا وُجوهَ رِجالِ
كُن بِالسُؤالِ أَشَدَّ عَقدَ ضَنانَةٍ /// /// مِمَّن يَضِنُّ عَلَيكَ بِالأَموالِ
وَصُنِ المَحامِدَ ما اِستَطَعتَ فَإِنَّها /// /// في الوَزنِ تَرجُحُ بَذلَ كُلِّ نَوالِ
وَلَقَد عَجِبتُ مِنَ المُثَمِّرِ مالَهُ /// /// نَسِيَ المُثَمِّرُ زينَةَ الإِقلالِ
وَإِذا اِمرُؤٌ لَبِسَ الشُكوكَ بِعَزمِهِ /// /// سَلَكَ الطَريقَ عَلى قَعودِ ضَلالِ
وَإِذا دَعَت خُدَعُ الحَوادِثِ دَعوَةً /// /// شَهِدَت لَهُنَّ مَصارِعُ الأَبطالِ
وَإِذا اِبتُليتَ بِبَذلِ وَجهِكَ سائِلاً /// /// فَاِبذُلهُ لِلمُتَكَرِّمِ المِفاضِلِ
وَإِذا خَشيتَ تَعَذُّراً في بَلدَةٍ /// /// فَاِشدُد يَدَيكَ بِعاجِلِ التَرحالِ
وَاِصبِر عَلى غَيرِ الزَمانِ فَإِنَّما /// /// فَرَجُ الشَدائِدِ مِثلُ حَلِّ عِقالِ

ناصر الدين الحنبلي
2008-06-13, 12:22 AM
الأخوة الأكارم الشعر ديوان العرب لغتهم وتاريخهم وآثارهم
فاحفظوا أفضله يستحن كلامكم وتهذب أخلاقكم.
ومن الكتب الجميلة التي جمعت قصائد سامقة
كتاب [شاعر وقصيدة ]لعماد اطلاس .

محمد مشعل العتيبي
2008-06-13, 08:24 AM
ماشاء الله
جزيتم خيرا

لامية العرب
2008-06-14, 08:02 AM
السلام عليكم
إليك درر من قصيدة البردة ((بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ ))
لكعب بن زهير -رضي الله عنه
أمام الرسول صلى الله عليه وسلم.

تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها وقَـوْلُهُمُ *** إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ *** لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ
فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ *** فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ *** يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني* ** والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً *** والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ *** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاة ولَـمْ *** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه *** أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ *** الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ *** فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ *** وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ *** مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما *** لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْناً لا يَـحِلُّ لَـهُ *** أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَمَغْلُولُ
مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّضامِزَة ً *** ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثِـقَةٍ *** مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ *** مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ *** بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ *** عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ *** مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ *** كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ *** ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ *** قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ * ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ

محمد جلال القصاص
2008-06-14, 09:10 AM
قصيدة (خَليليّ..)



أبو العتاهية


ولَيسَ لمَخلوقٍ على اللهِ حُجّةٌ، ....... وليسَ لهُ منْ حُجّة اللهِ مَخرَجُ


يا رب سلم

اللهم نعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وبك منك . لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك .


ما أجمل الشعر . وما أفسده للوقت !!

من أراد تجويد العبارة فعليه بالقرآن ، فليس ثم ما هو أفضل منه ، كلمات القرآن كالجمان في السطور ، تنفذ للقلب حتى عند من لا يحفظ القرآن .

.

لامية العرب
2008-06-17, 08:00 AM
وما أفسده للوقت !!
صدقت والله أبا جلال بارك الله فيك أخي وتقبل دعائك
نــاصح أمين
نسأل الله الكريم أن يصلح فساد قلوبنا وأوقاتنا


ما أجمل الشعر .

وهذه عين من عيون الشعر بمبناها ومعناها
( و جاورت قبر الباز حُبّا و صحبةً )
قصيدة مبكية في رثاء العلامة ابن عثيمين

شعر: صالح بن علي العمري- الظهران


تباركت ربي حين تعطي وتمنعُ *** تباركت ربي حين تُدْني وترفعُ

تباركت ربي عزّةً و جلالةً *** إليك إذا ما احلولك الخطب نفزعُ

لك الخلق.. تقضي حكمةً و تلطّفاً *** و كلٌّ إلى الله المهيمن يرجعُ

تباركت علما..أنت نوري وملجأي *** ويا دافع الأمر الذي ليس يُدفع

لك الحكم إن ضاقت علينا وإن بغت *** ففضلك يا منّان أرضى و أوسع

لك الأمر إن لاحت خطوبٌ جسيمةٌ *** فحفظك يا رحمن أقوى و أمنعُ

تباركت.. ثبّت مهجةً قد تفطّرت *** و قلبا على وقع الرزايا يُفزّعُ

أتاك لظى دمعي و همّي و غربتي *** و آهات روحي والفؤادُ المُفجّع

أعالجُ جمرا في الحشا و صبابةً *** و تُصلى على نار المصيبة أضلعُ

و أبكي. فأستعزي بذكرى حبيبنا *** فأسلو. وما يجديك أنّك تجزعُ !!

لعمري وإن كانت حياةً طويلةً *** فكلٌّ له في صولة الدهر مصرعُ

غرورٌ و أحلامٌ و همٌّ و حسرةُ *** و ظلٌّ تولى.. و الجديد يُرقّعُ

أأبكيك شيخَ الزهد والعلم والتقى *** وقد حُقَّ أن أبكي فؤادا يُصدّع

أيرثيك شعري، والمصيبة هيمنت *** يحار الفتى في أمره كيف يصنع

ذهبت إلى عزٍّ و مجدٍ و رفعةٍ *** فَجُزْتَ .. و ما زلنا نصالي و نُصْرعُ

و تُسْلمنا الدنيا لبلوى و محنةٍ *** و للشر أنيابٌ بها السمُّ يلمعُ

لئن غبت جثمانا فوالله لم تغب *** و ذكرك بين الناس أبقى وأرفعُ

تراثك موصولٌ، وعلمك خالدٌ *** و خيرك للغادي مصيفٌ و مربعُ

و ما مات من زانت بساتين فكره *** و فتواه في العلياء كالشمس تسطع

و ما مات من أسدى إلى الحق عمره *** و قلبك بالأخرى شغوفٌ مولّعُ

يهلّ كأن القطر من حسن قوله *** فتثمرُ أغصانٌ و يزهر بلقعُ

ركبت مطايا العزم تقوىً و همّةً *** و أنت لفعل الخير أدنى و أسرع

و أُسديت ثوب الزهد.. ثوبا مسربلا *** و ذلك ثوبٌ ليس والله يُخلعُ

ومن ذاق طعم الأنس بالله حقبةُ *** فليس له في عيشة الزيف مطمع

و غيرك يستعلي عروشا كسيحةً *** و أنت على عرش القلوب تربّعُ

تفكرتُ في دنياك، والأمن سابغٌ *** لمن كان لله المهيمن أخشعُ

صلاةٌ و قرآن و ذكر ومسجدٌ *** و حولك أجيالٌ و عانٍ و موجعُ

فأنى لظلم النفس حظٌ و إنما *** شُغلتَ بفعل الخير والدرب مّهْيّعُ

وكم قمت في عين الملمّات فانثنت *** وأنت لحصن الدين بابٌ مُمنّعُ

تبدّيت كالشُمِّ الرواسيْ تجذّرت *** تقرُّ بها الدنيا و لاتتزعزعُ

و قفت بشهر الصوم طوداً على الضنى *** تبشُّ . فلا تشكو و لاتتوجعُ

بلاءٌ لو استعلى على رأس شاهقٍ *** لخرَّ من البلوى طريحا يُصدّعُ

بُليت وفي البلوى طهورٌ و رفعةٌ *** و في غمرة السكرات تفتي و تنفعُ

و من حولك الأجيال من كل بقعةٍ *** و أرواحهم تشتاقُ و الدهر يسمعُ

فأنساهمُ خوفا عليك من الردى *** فوائدُ حبرٍ عن قريبٍ تُشيّعُ

تركتهمُ جمعا أقاموا على الأسى *** أعيذهمُ بالله من أن يُضيّعوا

ستخلد يا ذكر " العثيمين" معلما *** على هامة الأيام تاجٌ مرصّعُ

فوالله لاتنفكُ تغليك أمتي *** و يأسى على ذكراك قلبٌ و مدمعُ

فتاواك أنوارٌ. وصوتك رحمةٌ *** و نصحك مثل الغيث، و"الشرحُ ممتعُ"

ونعشك أجفاني و قبرك مهجتي *** و ذكرك للصحب المحبين منبعُ

لئن أودعوك اليوم في طيّب الثرى *** فقد علموا من في ثرى الطيب ودّعوا

و جاورت قبر الباز حُبّا و صحبةً *** عسى أن يكن في جنّة الخلد مجمعُ


تُخَلّدُ أعمال الدعاة و تزدهي *** وفاءً ، إذا ما زال كسرى وتُبّعُ


عليك سلام الله ما هلّ هاطلٌ *** و ما هبّ نسمٌ و انحنى متضرعُ..

عدنان البخاري
2008-06-19, 03:27 PM
/// قال أبوالعلاء المعرِّي -عامله الله بعدله-:

ألا في سبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعل /// /// عَفافٌ وإقْدامٌ وحَزْمٌ ونائِل
أعندي وقد مارسْتُ كلَّ خَفِيّةٍ /// /// يُصَدّقُ واشٍ أو يُخَيّبُ سائِل
أقَلُّ صُدودي أنّني لكَ مُبْغِضٌ /// /// وأيْسَرُ هَجْري أنني عنكَ راحل
إذا هَبّتِ النكْباءُ بيْني وبينَكُمْ /// /// فأهْوَنُ شيْءٍ ما تَقولُ العَواذِل
تُعَدّ ذُنوبي عندَ قَوْمٍ كثيرَةً /// /// ولا ذَنْبَ لي إلاّ العُلى والفواضِل
ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً /// /// تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّيَ جاهل
فوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقص /// /// ووا أسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضل
وكيف تَنامُ الطيرُ في وُكُناتِها /// /// وقد نُصِبَتْ للفَرْقَدَيْنِ الحَبائل
وطال اعتِرافي بالزمانِ وصَرفِه /// /// فلَستُ أُبالي مًنْ تَغُولُ الغَوائل
فلو بانَ عَضْدي ما تأسّفَ مَنْكِبي /// /// ولو ماتَ زَنْدي ما بَكَتْه الأنامل
إذا وَصَفَ الطائيَّ بالبُخْلِ مادِرٌ /// /// وعَيّرَ قُسّاًً بالفَهاهةِ باقِل
وقال السُّهى للشمس أنْتِ خَفِيّةٌ /// /// وقال الدّجى يا صُبْحُ لونُكَ حائل
وطاوَلَتِ الأرضُ السّماءَ سَفاهَةً /// /// وفاخَرَتِ الشُّهْبُ الحَصَى والجَنادل
فيا موْتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذَميمَةٌ /// /// ويا نَفْسُ جِدّي إنّ دهرَكِ هازِل(1)


-------------------------
(1): تصرَّفت في القصيدة بالاختصار كالعادة، وبقيت أبيات فيها ملاحظ، لكن العبرة حاصلة بغالب أبياته، وعزائي أنَّ بعضها من الحكمة السائرة، وفيها شيءٌ من شطحات الشعراء.

لامية العرب
2008-06-22, 07:07 AM
هنا أستأذنا الشيخ الشاعر //عيد فهمي في رائعة من روائع الشعر المعاصر

قال
الفقير إلى عفو ربه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي
الحسيني الهاشمي
عفا الله عنه


كَفْكِفْ دموعَكَ وانتصِبْ يـا عنترَه *** فعيـونُ عبلـةَ أصبحَتْ مُستـعمَرَه


لا تنسَ بسمـةَ ثغـرِها يوماً ... فقم *** وأعِدْ إلى العِـقدِ الثمـينِ الجوهـرَه


حطِّمْ سيـوفَ الغاصبينَ ... ليرحلوا *** وارفع لواء العـزّ ... وامـحُ المعذرَه


واذكـرْ لها أيـامَ فخـرِكَ ... شامخًا *** فالقادسـيّةُ بنتُ بـدرٍ .... مَـأثرَه


والسيـفُ في وجـهِ البنادقِ صـارمٌ *** ولهُ الكـرامةُ والقُـوى والسيـطرَه


فاجمـعْ مَفاخِـرَكَ القـديمـةَ كلَّـها *** واصنع بها في بحـر مجدِك قنـطرَه


وحصـانُكَ العَـرَبيُّ ... حُـلّ لجـامه *** واجعل نداءك في المعاركِ ... زَمجَرَه


هذا الحصـانُ يـَرى المَدافعَ حـولَهُ *** متأهِّبـاتٍ ... والقذائفَ مُشـهَرَه


لو كانَ يـدري ما المحاورةُ اشتـكى *** ولَصاحَ في وجـهِ اللئيمِ وحـذَّرَه


هذي ليوثُ العُربِ تنسـفُ سجنـها *** وغدًا ستنسـفُ للعـدوّ مُعسكَرَه


يسعـون في طلـب المنون ... أعزّةً *** فالعيـشُ ذُلٌّ ... والشَّهـادة مفخرَه


هذِي يـدُ الإسلام تجـزي أهلَــها *** مَن يكتسب في حقّها خـيرًا ... يَرَه


عَبْـسٌ تخـلّت عنكَ ... لا تأبـهْ لهم *** واسأل لقـومِك من إلهـك مغفرَه


في الجـاهليةِ كنـتَ وحدكَ قـادراً *** أن تهـزِمَ الجيـشَ العظيمَ وتأسِـرَه


فالآن ... عارٌ أن تولّـيَ ... مدبـرًا *** فاللهُ ينصـرُ عبـدَهُ ... إنْ ينصـرَه


فأقـمْ لهذا الدّينِ وجهكَ واصـطِبِرْ *** وارفـعْ مسـاجده ... وزيّنْ مِنـبرَه


وابعثْ لـعبلةَ في العــراقِ حمامـةً *** وابعثْ لهـا في القـدسِ أجمل تذكِرَه


اكتبْ لهـا مـا كنتَ تكتبُـه لهـا *** تحتَ السيوف .... بمؤتةٍ ... أو خيبرَه


يـا دارَ عبـلةَ بالعـراقِ ... تمهّـلي *** فلأجعــلنّك للأعـادي مقـبرَه


من نَهْـرِ دجلةَ والفراتِ سأرتـوي *** وكـلابُ أمريكـا ستعـدو مدبرَه


وجحـافلُ الرومِ الغـزاةِ ... ترينها *** حُمُرًا - لعمركِ - كلّها ... مستنفِرَه


أنا فـارسُ البيـداءِ .. عمّي حمـزةٌ *** من نسـلِ أحمدَ(1) والحسـينِ وحيدرَه


في مسجدي أتلو الكتابَ ... فإن دعا *** داعي الجهادِ .. ففي المعارك قَسورَه


اليومَ أكتـبُ بالمِـداد ... وفي غـدٍ *** قلمي سيرُوى من دمِـي في المِحبرَه


وعيـونُ عبـلةَ لن تُزيـلَ دمـوعَها *** إلا أيـادٍ ... حـرّةٌ ... متطـهّرَه

ـــــــ
(1) هذا وإن كان في ظاهره لا يفتخر به إلا هاشمي من نسل النبي (ص) مثلي ، لكنه في حقيقته يصلح أن يفخر به كل مسلم ، ففي الحديث الصحيح أن النبي (ص) قال: «إنما أنا لكم مثل الوالد أعلّمكم»

إمام الأندلس
2008-06-25, 05:53 AM
ولإمام الأندلس أبى محمدٍ علي بن حزم الظاهري رحمه الله قصيدة يخاطب بها قاضي الجماعة بقرطبة عبد الرحمن بن بشيرٍ يفخر فيها بالعلم، ويذكر أصناف ما علم يقول فيها:




أنا الشمس في جو العلوم منيرة ** ولكن عيبي أن مطلعي الـغرب





ولو أنني من جانب الشرق طالع ** لجد علي ما ضاع من ذكري النهب



ولي نحو أكناف العراق صبابة **ولا غرو أن يستوحش الكلف الصب



فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم ** فحينئذ يبدو التـأسف والكرب



فكم قائل: أغفلته وهـو حـاضر ** وأطلب ما عنه تجيء به الكتب!



هنالك يدري أن للبعد قـصة ** وأن كساد العلم آفـتـه القرب!



فَو اعَجَباً مَنْ غابَ عَنْهُم تشَوَّقُوا ** لَهُ ودُنُوُّ المَرْءِ مِنْ دَارِهِمْ ذَنْب



و إن مكانا ً ضاق عنى لضيق** على أنه فيح مذاهبه سهب



وإن رجالا ً ضيعوني لضيع ** وإن زماناً لم أنل خصبه جدب



ولكن لي في يوسفٍ خير أسوةٍ ** وليس على من بالنبي ائتسي ذنب




يقول مقال الحق والصدق إننى ** حفيظ عليم ما على صادقٍ عتب

عدنان البخاري
2008-07-01, 01:45 PM
/// وقال أبوالطَّيِّب أيضًا:


فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ • • • وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ
وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ • • • إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ
سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً • • • مِنَ الضَيمِ مَرمِيّاً بِها كُلُّ مَخرَمِ
رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ • • • عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ • • • وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ • • • وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ • • • وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ • • • مَتى أَجزِهِ حِلماً عَلى الجَهلِ يَندَمِ
وَإِن بَذَلَ الإِنسانُ لي جودَ عابِسٍ • • • جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسِّمِ
وَما كُلُّ هاوٍ لِلجَميلِ بِفاعِلٍ • • • وَلا كُلُّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ!

أشرف بن محمد
2008-07-09, 06:27 PM
في مثلِ حبّكـمُ لا يَحسـنُ العَـذَلُ /// وإنَّمـا النَّـاسُ أعـداءٌ لِمَـا جَهِلُوا
رأوا تَحَيّر فِكـري في صِفاتِكُـمُ /// فأوسعـوا القَـولَ إذْ ضاقَتْ بيَ الحِيَـلُ
لو أنَّهـمْ عرفوا في الحُبِّ معرِفتي /// بشأنِكـم، عـذَروا من بعـدِ ما عذلـوا
يا جاعِلي خبري بالهجرِ مُبتـدأً /// لا عَطفَ فيكـم، ولا لي منكـمُ بــدلُ
رفَعتُ حـالي، ورَفـعُ الحـالِ ممتَنـعٌ /// إليكـمُ، وهـوَ للتَّمييزِ يَحتمــلُ
كـم قـد كتمتُ هواكـم لا أبـوحُ بهِ /// والأمرُ يَظهَرُ والأخبـارُ تَنتَقِـلُ
وبِتُّ أُخفي أنينـي والحَنيـنَ بكُـم /// تَوَهُّـمًـا أنّ ذاكَ الجُـرحَ يَنـدَمِـلُ
كَيفَ السَّبيـلُ إلى إخفـاءِ حبّكُـمُ /// والقَلبُ مُنقَلبٌ، والعَقـلُ مُعتَقَــلُ
يا مُلبسي القلبِ ثَوبَ الحُزنِ بعدهـمُ /// حُزني قَشيبٌ وصبري بعدكم سَمَـلُ
لِـذا بَواكـرُ أيّامي، لبُعـدِكُـمُ /// أصائـلٌ، وضحـاهـا بعـدَكم طَفَـلُ
أحسَنتُـمُ القَولَ لي وَعداً وتَكرِمةً /// لا يَصـدُقُ القولُ حتَّى يَصـدرَ العمـلُ
إلخ

عبد الكريم
2008-07-09, 07:49 PM
قصائد منسية !! مآثر أربع !!
______________________________ __________
مآثرأربع / عبدة بن الطبيب ( * )

أَبَنِـــــيَّ إنِّي قد كَبـــَرْتُ وَ رَابَنِي

============= بَصَرِي، و فِيَّ لِمُصْلِحٍ مُـسـْـتــَمْتَ عُ

فَلَئِنْ هَلَكـــْتُ لَقَدْ بَنَيْتُ مَسَـــــاعِيـا ً

============= تَبــــــْقى لَكــمْ مــنها مَآثِرٌ أَرْبَعُ

ذِكْرٌ إِذَا ذُكِرَ الكِــــــرَامُ يِزِينُكُمْ

============= وَ وِراثَةُ الحَــــــسَبِ المُقَدَّمِ تَنْفـَعُ
وَ مَـــــقَامُ أيَّامٍ لَــــــهُنَّ فَضِـيلةٌ

============= عِنْدَ الحَفِيظَةِ وَ المَـجَامِعُ تَــجْمَعُ

و لُهًي(1) مِنَ الكَسْبِ الذِّي يُغْنِيكُمُ

============= يَوماًإذا احْتَصَرَ النُّفُوسَ المَــــطْمَعُ

وَنَصيحَةُ في الصَّدرِصَـــــ ادِرة ٌ لكم

============= ما دُمْتَ أُبْصِرُ في الرِّجالِ و أَسمَعُ

أوُصــيــكــم بـِتــُقى الإلــــهِ فَـــإِنَّه

[============= يُعْطِي الرَّغائِبَ مَنْ يَشاءُ وَ يَمِنَعُ

وَ بـِبـِرِّ وَالِــدِكُمْ وَ طَاعَةِ أ مْـــــرِهِ

============= إِن الأَبَـــرَّ مِـــنَ البَنِينَ الأَطْــــوَعُ

إنّ َالكَــبــــيرَ إذَا عَصَاهُ أَهْــلـُـــــه ُ

============= ضَاقَتْ يَــــــدَاه بِأمرِهِ مَا يَصْنَعُ

و دَعُوا الضَّغينةَ لا تَكُن مِن شأنِكمْ

============= إنَّ الضَّــــغَائِن َ للقــَرَابةِ تُوضَــــعُ

واعْصُوا الذَّي يُزْجي النَّمائِمَ بينكم

============= مُتَنَصِّحاً ،ذاكَ السِّمامُ المُنـــْقـــَع ُ

يُزْجِي عَقــَارِبُـــه ُ لِيَبـُثَّ بَيْنَــكُـــمُ

============= حَرْباً كما بَعَثَ العُرُوقَ الأَخْدَعُ(2)

حَرَّانَ لا يُشْـــــــــفِ ي غَلِيلَ فُؤادِهِ

============= عسلٌ بِماءٍ في الإناءِ مُشَعْشَعُ (3)

وَلَقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ قصــــري حُفْرَةٌ

============= غَبْراءُ يَحْمِلُني إليها شَرْجَـــعُ (4)

فبكى بناتي شَجوَهُنَّ و زوجـتي

============= و ا لأ قربون إلـــيَّ ثُمَّ تَصـدَّعوا

و تُرِكتُ في غبراء يُكرهُ وِردُها

============= تَسْــــــفِي عليَّ الريح حِينَ أُوَدِّعُ

فإذا مضَيـــْتُ إلى سبيلي فابعَثوا

============= رَجلاً لهُ قلبٌ حديدُ أصمعُ (5)

إنَّ الحوادِثَ يَخْتَرِمن ، و إنما(6)

============= عُمْرُ الفتى في أهْـــــلِهِ مُسْتَوْدَعُ


(*) هو عبدة بن الطبيب ، والطبيب اسمه يزيد ،

بن عمرو بن وعلة بن أنس بن عبدالله بن عبد نهم

بن جثم بن عبد شمس ، شاعر مُجيد ليس بالمُكثر

و هو مخضرم ، أدرك الإسلام فأسلم ، شهد مع

المثنى بن حارثة قتال هرمز سنة 13، و كان في

جيش النعمان بن المقرن الذين حاربوا بالمدائن ،و كان عبدة أسود وهو من لصوص الرباب .



(1) اللهي : العطايا .
(2) الأخدع : عرق في العنق إذا ضرب أجابته العروق.
(3) مشعشع : ممزوج
(4) قصري : قبري/ الشرجع :خشب يشد إلى بعضه كالسرير يحمل عليه الموتى.
(5) أصمع :الحديدالنادر ..و هنا يقصد أن يفتقدوا عظيماً مثله .
(6) يخترمن :يقتطعن و يستأصلن .

لامية العرب
2008-07-10, 07:18 AM
أوُصــيــكــم بـِتــُقى الإلــــهِ فَـــإِنَّه

[============= يُعْطِي الرَّغائِبَ مَنْ يَشاءُ وَ يَمِنَعُ

وَ بـِبـِرِّ وَالِــدِكُمْ وَ طَاعَةِ أ مْـــــرِهِ

============= إِن الأَبَـــرَّ مِـــنَ البَنِينَ الأَطْــــوَعُ

إنّ َالكَــبــــيرَ إذَا عَصَاهُ أَهْــلـُـــــه ُ

============= ضَاقَتْ يَــــــدَاه بِأمرِهِ مَا يَصْنَعُ

و دَعُوا الضَّغينةَ لا تَكُن مِن شأنِكمْ

============= إنَّ الضَّــــغَائِن َ للقــَرَابةِ تُوضَــــعُ

واعْصُوا الذَّي يُزْجي النَّمائِمَ بينكم

============= مُتَنَصِّحاً ،ذاكَ السِّمامُ المُنـــْقـــَع ُ


نصائح رائعة علها تلق آذانا صاغية


وَلَقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ قصــــري حُفْرَةٌ

============= غَبْراءُ يَحْمِلُني إليها شَرْجَـــعُ (4)

فبكى بناتي شَجوَهُنَّ و زوجـتي

============= و ا لأ قربون إلـــيَّ ثُمَّ تَصـدَّعوا

و تُرِكتُ في غبراء يُكرهُ وِردُها

============= تَسْــــــفِي عليَّ الريح حِينَ أُوَدِّعُ

اللهم أعنا على الموت وما بعده

رضي الله عن ابن الطبيب وبارك الله فيك أبا وائل

عدنان البخاري
2008-07-15, 09:27 PM
/// ولا أملَّ من ترداد روائع أبي الطَّيِّب، فما الشِّعر بالحكمة من غير شعر أبي الطَّيِّب:


لا يُدرِكُ المَجدَ إِلّا سَيِّدٌ فَطِنٌ • • • لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ
لا يَعرِفُ الرُزءَ في مالٍ وَلا وَلَدٍ • • • إِلّا إِذا حَفَزَ الأَضيافَ تَرحالُ
يُريكَ مَخبَرُهُ أَضعافَ مَنظَرِهِ • • • بَينَ الرِجالِ وَفيها الماءُ وَالآلُ
وَقَد يُلَقِّبُهُ المَجنونَ حاسِدُهُ • • • إِذا اِختَلَطنَ وَبَعضُ العَقلِ عُقّالُ
كَأَنَّ نَفسَكَ لا تَرضاكَ صاحِبَها • • • إِلّا وَأَنتَ عَلى المِفضالِ مِفضالُ
وَلا تَعُدُّكَ صَوّاناً لِمُهجَتِها • • • إِلّا وَأَنتَ لَها في الرَوعِ بَذّالُ
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ • • • الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
وَإِنَّما يَبلُغُ الإِنسانُ طاقَتُهُ • • • ما كُلُّ ماشِيَةٍ بِالرَحلِ شِملالُ
إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ • • • مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ!
ذِكرُ الفَتى عُمرُهُ الثاني وَحاجَتُهُ • • • ما قاتَهُ وَفُضولُ العَيشِ أَشغالُ

أسماء
2008-07-17, 09:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مكارم أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

يا مَن له الأخلاق ما تهوى العُـــلا
منهــا و ما يتعشَّـق الكُبرَاء
لو لم تُقِمْ دِينـاً لقـامتْ وحدهـــا
دينــاًيُضـيء بنـوره الآنـاء
زانتـك فــي الخـلُق العـظيم شمائلُ
يُغـرَى بـهن و يـُُولَعُ الكرَماء
و إذا سخـوت بلـغتَ بالجـود المـدى
و فعـلتَ ما لا تفعل الكـرماء
و إذا عـفوتَ فقـــادراً ومـقـدَّراً
لا يستهــين بعفـوك الجُهلاء
و إذا رحِمـــتَ فأنـــت أُمُّ أو أبُ
هذانِ في الــدنيــا هُما الرُّحَماء
و إذا غضِبـتَ فإنــما هـــي غَضبـة
في الحــق لا ضِغْـنُ ولا بغضـاء
و إذا رضــيتَ فذاك في مرضـــــاته
ورضــا الكثـير تَحلُّمُ وريـاء
و إذا خـطبتَ فلِلمَنـــــابر هِــــزةُ
تعــرو النَّــدِيَّ و لـلقلوبِ بُكـاء
و إذا قضــيتَ فلا ارتيــابَ كأنـــــــما
جاء الخصــومَ من السمـاء قضـاءُ
و إذا أخـــذت العهــد أو أعــــــطيتَه
فجـميعُ عهــدِك ذِمّـَة و وفـاء
بـك يا ابْنَ عبـــدِ الله قامـــتْ سمحـــةُ
بالحــق مِن مِــلل الهُـدى غـرَّاء
بُنِيــتْ على التوحيــدِ وهي حقـــــيقة
نـادى بــها الحكـماء و العقلاء
الله فـــوق الخلــقِ فيــها وحـــــدَه
و النــــاسُ تحت لِوائــها أكفـاء
و الـــدِينُ يُسرُ و الخـــــلافة بَيعَــــــة
و الأمــرُ شورى و الحقــوقُ قضاءُ
أنصفت أهـــلَ الفقر مِن أهل الغــــــــــنى
فالكــلُّ في حق الحيـــاة سواء
ظلمــــــوا شريعتـــــك التي نِلنا بــــها
ما لم يَنَـــلْ في رُومة الفقهــاء
صَّــــلى عليــك الله ما صَحِب الــــــدُّجى
حادٍ و حـــنَّتْ بالفــلا و جنـاء مِن ديوان الشاعر أحمد شوقي

الشّك العلمي
2008-07-18, 07:10 PM
قال السّيوطيّ في المزهر : قال القالي في أماليه: حدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن قال: سمعت عمي يحدث أن أبا العباس ابنَ عمه - وكان من أهل العلم - قال: شهدت ليلة من الليالي بالبادية، وكنت نازلاً عند رجل من بني الصَّيداء من أهل القَصِيم، فأصبحت وقد عزمت على الرجوع إلى العراق، فأتيت أبا مَثْواي فقلت: إني قد هَلِعْت من الغربة، واشْتَقْتُ أهلي ولم أُفِدْ في قَدْمتي هذه عليكم كبيرَ علم؛ وإنما كنت أغْتَفِر وَحشة الغربة وَجَفاء البادية للفائدة؛ فأظهر توجُّعاً، ثم جفاء، ثم أبرز غداء فتغديت معه، وأمر بناقة له مَهْرية فارتحلها واكْتَفلها، ثم ركب وأرْدَفَني، وأَقْبَلَهَا مَطْلِع الشمس، فما سرنا كبير مسير، حتى لَقِِيَنَا شيخٌ على حمار وهو يترنم، فسلّم عليه صاحبي وسأله عن نسبه فاعْتَزَى أسدياً من بني ثعلبة؛ فقال: أتُنشد أم تقول؟ فقال: كُلاًّ، فقال: أينَ تُؤم؟ فأشار بيده إلى ماء قريب من الموضع الذي نحن فيه، فأناخ الشيخ وقال لي: خذ بيد عمك فأنزِلْه عن حماره، ففعلت؛ فألقى له كساء ثم قال: أنشدنا - يرحمك اللّه - وتصدَّق على هذا الغريب بأبيات يَعِيهنّ عنك، ويذكرك بهن؛ فقال: إي ها اللّه إذاً ثم أنشدني:[/size]

لقد طال يا سوداء منكِ المواعد 000 ودون الجَدَا المأمولِ منك الفَراقِدُ
تمنيننا غداً وغيمكم غداً 000 ضَبابٌ فلا صحوٌ ولا الغيم جائد
إذا أنت أُعْطِيتَ الغنى ثم لم تَجُدْ 000 بِفَضْل الغنى أُلْفيتَ مالَك حامدُ
وقلّ غَناءً عنك مالٌ جمعته 000 إذا صار ميراثاً ووَاراك لاحد
إذا أنت لم تَعْرُك بجنبك بعض مَا 000 يريبُ من الأدْنى رَمَاك الأباعِدُ
إذا الحلم لم يَغلب لك الجهلَ لم تزل 000 عليك بُرُوقٌ جَمّةٌ ورواعد
إذا العزم لم يَفرُج لك الشّدّ لم تزل 000 جنيباً كما استتلى الجنيبة قائد
إذا أنت لم تترك طعاماً تحبُّه 000 ولا مَقْعَداً تُدعى إليه الولائد
تجللّت عاراً لا يزال يشُبُّه 000 سِباب الرجال: نثرهم والقصائد
وأنشدني أيضاً:
تعزّ فإن الصبر بالحرّ أجمل 000 وليس على رَيْب الزمان مُعَوَّل
فلو كان يغني أن يُرى المرءُ جازعاً 000 لنازلة أو كان يُغْني التَّذَلُّلُ
لكان التعزِّي عند كل مصيبة 000 ونازلةٍ بالحرّ أوْلَى وأجْمَل
فكيف وكلٌّ ليس يعدو حِمامَه 000 وما لامرئٍ عما قضى اللّه مَزْحَل
فإن تكن الأيام فينا تبدَّلَت 000 بِبُؤْسَى ونعمى والحوادث تفْعل
فما ليَّنَتْ منا قناة صليبة 000 ولا ذلّلَتْنا للتي ليس يَجْمُل
ولكن رَحَلْناها نفوساً كريمة 000 تُحَمَّل ما لا يستطاع فتحمل
وقَيْنَا بعزم الصبرِ مِنَّا نفوسَنَا 000 فَصَحَّتْ لنا الأعراض والناس هُزَّل
قال أبو بكر قال عبد الرحمن قال عمي: فقمت واللّه وقد أنسيت أهلي، وهان علي طول الغربة، وشظف العيش سروراً بما سمعت، ثم قال لي: يا بُنيَّ مَنْ لم تكن استفادةُ الأدب أحبَّ إليه من الأهل والمال لم يَنْجُب.

عدنان البخاري
2008-07-20, 09:27 AM
ولكن رَحَلْناها نفوساً كريمة 000 تُحَمَّل ما لا يستطاع فتحمل
/// بيت رائع..

أَستَغفِرُ اللَّهَ سِرّي في الهَوى عَلَنُ /// /// /// وَقَد قَنِعتُ فَقَلَّت عِندِيَ المِنَنُ
عَرَفتُ دَهري فَلَم أَحفَل بِحادِثَةٍ /// /// /// فيهِ فَلا فَرَحٌ عِندي وَلا حَزَنُ
فَنٌّ مِنَ العَيشِ لا تُخشى عَواقِبُه /// /// /// وَلا تُثارُ بِهِ الأَحقادُ والإحَنُ
وَقَد تَصافى رِجالٌ لَو كَشَفتَ لَهُم /// /// /// سَجِيَّةَ النّاسِ خافوا كُلَّ مَن أَمِنوا
وَالظُّلمُ طَبعٌ وَلَولا الشَّرُّ ما حُمِدَت /// /// /// في صَنعَةِ البيضِ لا هِندٌ وَلا يَمَنُ
ذَمَمتَ دَهركَ إِذ نابَتكَ نائِبَةٌ /// /// /// بِمِثلِ ما تَشتَكيهِ يُعرَفُ الزَّمَنُ
خَفِّض عَلَيكَ فَإِنَّ العُمرَ مُختَرَمٌ /// /// /// وَالمَوتُ مُنتَظَرٌ وَالحُرُّ مُمتَحَنُ
وَلا يَغُرُّكَ خلقٌ راقَ ظاهِرُه /// /// /// فَلَيسَ تَصدق لا عَينٌ وَلا أذُنُ

عدنان البخاري
2008-07-22, 01:54 PM
/// قال عمر بن الفارض:


نَعَمْ بالصَّبا قلبي صبا لأحِبّتِي /// /// /// فيا حبّذا ذاك الشَّذى حينَ هَبَّتِ
لها بأُعَيْشَابِ "الحِجَازِ" تَحَرّشٌ /// /// /// به لا بخَمْرٍ دونَ صَحبيَ سَكْرَتي
فجِسْمِي وقلبي مُستحيلٌ وواجِبٌ /// /// /// وخَدّيَ مندوبٌ لِجَائِزِ عَبْرَتي
أَيا "كعْبَةَ" الحُسْنِ الَّتي لِجمالِها /// /// /// قلوبُ أُولي الأَلبابِ لَبَّتْ وَحَجَّتِ
سَقى بـ"الصّفا" الرَّبْعِيُّ رَبْعاً به الصفا /// /// /// وجادَ بـ"أجيادٍ" ثَرَى منهُ ثرْوتي
مُخَيَّمَ لَذّاتي وسَوْقَ مآربي /// /// /// وقِبْلَةَ آمالي ومَوطِنَ صَبْوتي
منازِلُ أُنْسٍ كُنّ لم أَنسَ ذِكْرَها /// /// /// بمنْ بُعدُها والقُرْبُ ناري وجنّتي
غرامي بشَعْبٍ عامرٍ "شِعبَ عامرٍ" /// /// /// غريمي وإن جاروا فهم خيرُ جيرتي
وما جَزَعي بالجَزْعِ عن عبثٍ ولا /// /// /// بَدا وَلَعاً فيها وُلوعي بلَوعَتِي
على فائتٍ من جَمْعِ "جَمْعٍ" تأسُّفي /// /// /// ووّدٍ على "وادي مُحَسِّرِ" حسرتي
وبَسْطٍ طَوى قبضُ التنائي بساطَهُ /// /// /// لنا بـ"طَوىً" وَلّى بأرغَدِ عيشةِ
ويا جلَدي بعد "النّقا" لستَ مُسعِدي /// /// /// ويا كبِدي عَزَّ اللّقاء فتَفَتّتي
سلامٌ على تلك المَعاهدِ من فتىً /// /// /// على حِفْظِ عهدِ العامريّة ما فَتي

/// ودائمًا: خذ ما صفا.. ودع ما كدر!

الأمل الراحل
2008-07-23, 05:24 AM
وبما أن أكثر المختارات تنضح بالشكوى والألم ، فإليكم هذه الأبيات الجميلة قرأتُها في كتاب ( المستطرف في كل فن مستظرف ) ، ولم يُذكر اسم صاحبها ، فأحببتُ نقلها هنا :


يا من تُحــل بذكـره ’’,,’’ عقـد النوائب والشدائد
يا مَن إليــه المشتـكى ’’,,’’ وإليه أمـر الخلـق عائد
يا حـي يا قيــوم يـا ’’,,’’ صمـدٌ تـنزه عن مضادد
أنت الرقيب على العبـا ’’,,’’ دِ وأنت في الملكوت واحد
أنت المعـز لمـن أطـا ’’,,’’ عَك والمذل لكل جــاحد
إني ، دعـوتكَ والهمـ ’’,,’’ ـوم جيوشها نحوي تطارد
فافرج بحـولك كـربتي ’’,,’’ يا من له حسن العوائد
فخفيّ لطفـك يستعـا ’’,,’’ نُ به على الزمن المعاند
أنتَ الميسـرُ والمسبّـ ’’,,’’ ـبُ والمسهل والمساعد
يسر لنا فرجـا قــر ’’,,’’ يبًا يا إلهـي لا تبـاعد
كن راحمي فلقد يئستُ ’’,,’’ من الأقارب والأبـاعد
ثم الصلاة على النـبي ’’,,’’ وآله الغـرّ الأمـاجد
وعلى الصحابة كلهم ’’,,’’ ما خر للرحمـن ساجد

عدنان البخاري
2008-07-24, 01:25 PM
/// وقال الإمام الشافعي رحمه الله -فيما نسب إليه-:


لِقَلعُ ضِرسٍ وَضَربُ حَبسِ • • وَنَزعُ نَفسٍ وَرَدُّ أَمسِ
وَقَرُّ بَردٍ وَقَودُ فَردِ • • وَدَبغُ جِلدٍ بِغَيرِ شَمسِ
وَأَكلُ ضَبٍّ وَصَيدُ دُبٍّ • • وَصَرفُ حَبٍّ بِأَرضِ خَرسِ
وَنَفخُ نارٍ وَحَملُ عارٍ • • وَبَيعُ دارٍ بِرُبعِ فِلسِ
وَبَيعُ خُفٍّ وَعَدمُ إِلفٍ • • وَضَربُ ألفٍ بِحَبلِ قَلسِ
= أَهوَنُ مِن وَقفَةِ الحُرِّ • • يَرجو نَوالاً بِبابِ نَحسِ!

* الأبيات معبِّرة وإن كانت فيها مبالغة ظاهرة، خاصة البيت الرابع، لكن آثرت ترك التعليق عليها لظهورها.

محمد التهامي
2008-07-27, 08:43 PM
ومن روائع شعر العصر الحديث، قصيدة " أبو تمام وعروبة اليوم" لشاعر اليمن الكبير: عبدالله البردوني -رحمه الله-قيلت في مهرجان المربد الشعري بالعراق عام 1971م:

ما أَصْدَقَ السَّيْفَ! إِنْ لَمْ يُنْضِهِ الكَذِبُ *** وَأَكْذَبَ السَّيْفَ إِنْ لَمْ يَصْدُقِ الغَضَبُ
بِيضُ الصَّفَائِحِ أَهْدَى حِينَ تَحْمِلُهَا *** أَيْدٍ إِذَا غَلَبَتْ يَعْلُو بِهَا الغَلَبُ
وَأَقْبَحَ النَّصْرِ..نَصْر ُ الأَقْوِيَاءِ بِلاَ *** فَهْمٍ. سِوَى فَهْمِ كَمْ بَاعُوا وَكَمْ كَسَبُوا
أَدْهَى مِنَ الجَهْلِ عِلْمٌ يَطْمَئِنُّ إِلَى*** أَنْصَافِ نَاسٍ طَغَوا بِالعِلْمِ وَاغْتَصَبُوا
قَالُوا: هُمُ البَشَرُ الأَرْقَى وَمَا أَكَلُواشَيْئَا ً *** كَمَا أَكَلُوا الإنْسَانَ أَوْ شَرِبُوا
* * * * *
مَاذَا جَرَى.. يَا أَبَا تَمَّامَ تَسْأَلُنِي؟ *** عَفْوَاً سَأَرْوِي .. وَلا تَسْأَلْ .. وَمَا السَّبَبُ
يَدْمَى السُّؤَالُ حَيَاءً حِينَ نَسْأَلُُه *** كَيْفَ احْتَفَتْ بِالعِدَى «حَيْفَا» أَوِ «النَّقَبُ»
مَنْ ذَا يُلَبِّي ؟ أَمَا إِصْرَارُ مُعْتَصِمٍ *** ؟كَلاَّ وَأَخْزَى مِنَ « الأَفْشِينَ » مَا صُلِبُوا
اليَوْمَ عَادَتْ عُلُوجُ «الرُّومِ» فَاتِحَةً *** وَمَوْطِنُ العَرَبِ المَسْلُوبُ وَالسَّلَبُ
مَاذَا فَعَلْنَا؟ غَضِبْنَا كَالرِّجَالِ وَلَمْ *** نَصْدُقْ.. وَقَدْ صَدَقَ التَّنْجِيمُ وَالكُتُبُ
فَأَطْفَأَتْ شُهُبُ «المِيرَاجِ» أَنْجُمَنَا *** وَشَمْسَنَا ... وَتَحَدَّت نَارَهَا الحَطَبُ
وَقَاتَلَتْ دُونَنَا الأَبْوَاقُ صَامِدَةً *** أَمَّا الرِّجَالُ فَمَاتُوا... ثَمَّ أَوْ هَرَبُوا
حُكَّامُنَا إِنْ تَصَدّوا لِلْحِمَى اقْتَحَمُوا *** وَإِنْ تَصَدَّى لَهُ المُسْتَعْمِرُ انْسَحَبُوا
هُمْ يَفْرُشُونَ لِجَيْشِ الغَزْوِ أَعْيُنَهُمْ *** وَيَدَّعُونَ وُثُوبَاً قَبْلَ أَنْ يَثِبُوا
الحَاكِمُونَ و«وَاشُنْطُنْ» حُكُومَتُهُمْ *** وَاللامِعُونَ .. وَمَا شَعَّوا وَلا غَرَبُوا
القَاتِلُونَ نُبُوغَ الشَّعْبِ تَرْضِيَةً *** لِلْمُعْتَدِينَ وَمَا أَجْدَتْهُمُ القُرَبُ
لَهُمْ شُمُوخُ «المُثَنَّى» ظَاهِرَاً وَلَهُمْ *** هَوَىً إِلَى «بَابَك الخَرْمِيّ» يُنْتَسَبُ
مَاذَا تَرَى يَا «أَبَا تَمَّامَ» هَلْ كَذَبَتْ *** أَحْسَابُنَا؟ أَوْ تَنَاسَى عِرْقَهُ الذَّهَبُ؟
عُرُوبَةُ اليَوَمِ أُخْرَى لا يَنِمُّ عَلَى *** وُجُودِهَا اسْمٌ وَلا لَوْنٌ وَلا لَقَبُ
تِسْعُونَ أَلْفَاً « لِعَمُّورِيَّة َ» اتَّقَدُوا *** وَلِلْمُنَجِّمِ قَالُوا: إِنَّنَا الشُّهُبُ
قِيلَ: انْتِظَارَ قِطَافِ الكَرْمِ مَا انْتَظَرُوا *** نُضْجَ العَنَاقِيدِ لَكِنْ قَبْلَهَا الْتَهَبُوا
وَاليَوْمَ تِسْعُونَ مِلْيونَاً وَمَا بَلَغُوا *** نُضْجَاً وَقَدْ عُصِرَ الزَّيْتُونُ وَالعِنَبُ
تَنْسَى الرُّؤُوسُ العَوَالِي نَارَ نَخْوَتِهَا *** إِذَا امْتَطَاهَا إِلَى أَسْيَادِهِ الذَّنَبُ
«حَبِيبُ» وَافَيْتُ مِنْ صَنْعَاءَ يَحْمِلُنِي *** نَسْرٌ وَخَلْفَ ضُلُوعِي يَلْهَثُ العَرَبُ
مَاذَا أُحَدِّثُ عَنْ صَنْعَاءَ يَا أَبَتِي *** ؟مَلِيحَةٌ عَاشِقَاهَا : السِّلُّ وَالجَرَبُ
مَاتَتْ بِصُنْدُوقِ «وَضَّاحٍ» بِلاَ ثَمَنٍ *** وَلَمْ يَمُتْ فِي حَشَاهَا العِشْقُ وَالطَّرَبُ
كَانَتْ تُرَاقِبُ صُبْحَ البَعْثِ فَانْبَعَثَتْ *** فِي الحُلْمِ ثُمَّ ارْتَمَتْ تَغْفُو وَتَرْتَقِبُ
لَكِنَّهَا رُغْمَ بُخْلِ الغَيْثِ مَا بَرِحَتْ *** حُبْلَى وَفِي بَطْنِهَا «قَحْطَانُ» أَوْ «كَرَبُ»
وَفِي أَسَى مُقْلَتَيْهَا يَغْتَلِي «يَمَنٌ» *** ثَانٍ كَحُلْمِ الصِّبَا... يَنْأَى وَيَقْتَرِبُ
«حَبِيبُ» تَسْأَلُ عَنْ حَالِي وَكَيْفَ أَنَا؟ *** شُبَّابَةٌ فِي شِفَاهِ الرِّيحِ تَنْتَحِبُ
كَانَتْ بِلاَدُكَ «رِحْلاً»، ظَهْرَ «نَاجِيَةٍ» *** أَمَّا بِلاَدِي فَلاَ ظَهْرٌ وَلاَ غَبَبُ
أَرْعَيْتَ كُلَّ جَدِيبٍ لَحْمَ رَاحِلَةٍ *** كَانَتْ رَعَتْهُ وَمَاءُ الرَّوْضِ يَنْسَكِبُ
وَرُحْتَ مِنْ سَفَرٍ مُضْنٍ إِلَى سَفَرٍ *** أَضْنَى لأَنَّ طَرِيقَ الرَّاحَةِ التَّعَبُ
لَكِنْ أَنَا رَاحِلٌ فِي غَيْرِ مَا سَفَرٍ *** رَحْلِي دَمِي ... وَطَرِيقِي الجَمْرُ وَالحَطَبُ
إِذَا امْتَطَيْتَ رِكَابَاً لِلنَّوَى فَأَنَا *** فِي دَاخِلِي ... أَمْتَطِي نَارِي وَاغْتَرِبُ
قَبْرِي وَمَأْسَاةُ مِيلاَدِي عَلَى كَتِفِي *** وَحَوْلِيَ العَدَمُ المَنْفُوخُ وَالصَّخَبُ
«حَبِيبُ» هَذَا صَدَاكَ اليَوْمَ أَنْشُدُهُ *** لَكِنْ لِمَاذَا تَرَى وَجْهِي وَتَكْتَئِبُ؟
مَاذَا ؟ أَتَعْجَبُ مِنْ شَيْبِي عَلَى صِغَرِي؟ *** إِنِّي وُلِدْتُ عَجُوزَاً .. كَيْفَ تَعْتَجِبُ؟
وَاليَوْمَ أَذْوِي وَطَيْشُ الفَنِّ يَعْزِفُنِي *** وَالأَرْبَعُونَ عَلَى خَدَّيَّ تَلْتَهِبُ
كَذَا إِذَا ابْيَضَّ إِينَاعُ الحَيَاةِ عَلَى *** وَجْهِ الأَدِيبِ أَضَاءَ الفِكْرُ وَالأَدَبُ
* * * * *
وَأَنْتَ مَنْ شِبْتَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ عَلَى *** نَارِ «الحَمَاسَةَ » تَجْلُوهَا وَتَنْتَحِبُ
وَتَجْتَدِي كُلَّ لِصٍّ مُتْرَفٍ هِبَةً *** وَأَنْتَ تُعْطِيهِ شِعْرَاً فَوْقَ مَا يَهِبُ
شَرَّقْتَ غَرَّبْتَ مِنْ «وَالٍ» إِلَى «مَلِكٍ» *** يَحُثُّكَ الفَقْرُ ... أَوْ يَقْتَادُكَ الطَّلَبُ
طَوَّفْتَ حَتَّى وَصَلْتَ « الموصِلِ » انْطَفَأَتْ *** فِيكَ الأَمَانِي وَلَمْ يَشْبَعْ لَهَا أَرَبُ
لَكِنَّ مَوْتَ المُجِيدِ الفَذِّ يَبْدَأه *** وِلادَةً مِنْ صِبَاهَا تَرْضَعُ الحِقَبُ
* * * * *
«حَبِيبُ» مَا زَالَ فِي عَيْنَيْكَ أَسْئِلَةً *** تَبْدُو... وَتَنْسَى حِكَايَاهَا فَتَنْتَقِبُ
وَمَا تَزَالُ بِحَلْقِي أَلْفُ مُبْكِيَةٍ *** مِنْ رُهْبَةِ البَوْحِ تَسْتَحْيِي وَتَضْطَرِبُ
يَكْفِيكَ أَنَّ عِدَانَا أَهْدَرُوا دَمَنَا *** وَنَحْنُ مِنْ دَمِنَا نَحْسُو وَنَحْتَلِبُ
سَحَائِبُ الغَزْوِ تَشْوِينَا وَتَحْجِبُنَا *** يَوْمَاً سَتَحْبَلُ مِنْ إِرْعَادِنَا السُّحُبُ؟
أَلاَ تَرَى يَا أَبَا تَمَّامَ بَارِقَنَا *** إِنَّ السَّمَاءَ تُرَجَّى حِينَ تُحْتَجَبُ
********************

توبة
2008-07-28, 01:39 AM
بارك الله في الجميع..

وقد يحبب الإنسان ما فيه نقصه ... ويبغض ما ينمي به ويزيد
ويؤثر من غير الضرورة ضره ... ويرغب عما سره ويحيد
هو الجد لا يعطي المقادة صعبه ... ويبدئ في إسماحه ويعيد
نريد من الأيام تصفو من الأذى ... وتضفو ولا يقضي بذاك وجود
وكيف نروم العيش خلوا من القذى ... وللماء من بعد الصفاء ركود
تجمع من بعد اجتماع مودة ... خليل، وعن ذوب النضار جمود
وأين الذي يبقى عليك وداده ... وأين الذي تختاره وتريد
إذا كان يعطى المرء ما يستحقه ... تساوى شقي في القضا وسعيد
ومن حبنا الدنيا، على سوء فعلها ... يعاف ذميم العيش وهو حميد
وأنى ترى طرفا عن الحرص طارفا ... ليسأمه والزهد فيه زهيد
وليس لمرء في القناعة بغية ... فتلفى، وشيطان المراد مريد
فكم خرقت بطن الجبوب أساود ... وكم ركبت ظهر الصعيد أسود
فلا قرة إلا وأنت مؤمل ... ولا ثروة إلا وأنت تجود

عدنان البخاري
2008-07-30, 11:43 PM
/// وأيضًا لأبي الطيِّب:


كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا • • • وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى • • • صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا
إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ • • • فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا
وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ • • • وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا
فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى • • • وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا
حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى • • • وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ • • • فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا
فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها • • • إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا
إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصاً مِنَ الأَذى • • • فَلا الحَمدُ مَكسوباً وَلا المالُ باقِيا!
وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى • • • أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا
خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا • • • لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا

محمود آل زيد
2008-08-05, 04:27 PM
جزاكم الله خيرا،،،

ولأبي فراس الحمداني :
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاةُ مَرِيرَةٌ، /// وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ /// وَبَيْني وَبَيْنَ العَالمينَ خَـرَابُ
إذا صحَّ منك الوُدُّ فالكلُّ هينٌ /// وكل الذي فوقَ التُّرابُ تُرابُ

عدنان البخاري
2008-08-06, 04:52 AM
/// أبوالطيِّب أيضًا:


لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ /// /// عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ
راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي /// /// وَلَوَ أَنَّها الأولى لَراعَ الأَسحَمُ
لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا /// /// فَالشَيبُ مِن قَبلِ الأَوانِ تَلَثُّمُ
وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ فَلا أَرى /// /// يَقَقاً يُميتُ وَلا سَواداً يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً /// /// وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ /// /// وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ !
وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ /// /// يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ /// /// وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى /// /// حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ
يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِئامِ بِطَبعِهِ /// /// مَن لا يَقِلُّ كَما يَقِلُّ وَيَلؤُمُ
والظُلمُ مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد /// /// ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ !
وَمِنَ البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يَرعَوي /// /// عَن غَيِّهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ !
وَتَراهُ أَصغَرَ ما تَراهُ ناطِقاً /// /// وَيَكونُ أَكذَبَ ما يَكونُ وَيُقسِمُ
وَالذُلُّ يُظهِرُ في الذَليلِ مَوَدَّةً /// /// وَأَوَدُّ مِنهُ لِمَن يَوَدُّ الأَرقَمُ
وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنالُكَ نَفعُهُ /// /// وَمِنَ الصَداقَةِ ما يَضُرُّ وَيُؤلِمُ

الحُميدي
2008-08-08, 12:12 AM
بارك الله فيكم ...

آهٍ ..لوقع هذا السحر على صاحبكم ،..

وللأسف ليس لشعراء المغرب -بعدوتيه الاندلس والمغرب- نصيب من هذا الموضوع ...،

و لَذلك السحرالمغربي الأندلسي أشد وقعا على قلبي من غيره ،من شدة رقته وبهاء حسنه وجمال سبكه،...

عدنان البخاري
2008-08-08, 02:32 AM
/// هذه رنَّة حزينةٌ من الأندلس البعيد، لأبي البقاء -وهي مشهورة لكن لها روعةٌ باقيةٌ في كل زمان- اقتطع منها جزءًا:


لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ /// /// فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ /// /// مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ /// /// وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ /// /// إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ
وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو /// /// كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ
أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ /// /// وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ
وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ /// /// وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ
وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ /// /// وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ
أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ /// /// حَتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا
وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ /// /// كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ وَسنانُ
دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ /// /// وَأَمَّ كِسرى فَما آواهُ إِيوانُ
كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ /// /// يَوماً وَلا مَلَكَ الدُنيا سُلَيمانُ
فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ /// /// وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ
وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها /// /// وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ /// /// إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ

الأمل الراحل
2008-08-08, 03:28 AM
وهذه أيضا مرثية لأحد الشعراء في ( طليطلة ) بعد فاجعة سقوطها بيد الإسبان أنقل لكم جزء منها :

لثكلك كيف تبتسـم الثغـور ... سـرورا بعدما بئست ثغور
ترى في الدهر مسـرورا بعيش ... مضى عنا لطيته السـرور
ألــيس بنا أبي النفس شهـم ... يدير على الدوائر إذ تدور
لقد خضعت رقاب كن غلبـا ... وزال عتوها ومضـى النفور
وهان على عزيزي القـوم ذل ... وسامح في الحريم فتى غيور
طليـطلةٌ أباح الكـفر منها ... حمــاها إن ذا نبأ كبـير
فليس مثالها إيوان كســرى ... ولا منها الخورنق والسدير
محصـنة محســنة بعيــد ... تنــاولها ومطلبها عسير
ألم تك معقــلا للدين صعبا ... فوالله كمــا شاء القدير
وأخرج أهلهــا منها جميعا ... فصاروا حيث شاء لهم مصير
وكانت دار إيمان وعلــم ... معالمها التي طمست تُنــير
فعـادت دار كفر مصطفاة ... قد اضطربت بأهليها الأمور
مساجدها كنائس أيُّ قلب ... على هذا يقـرّ ولا يطــير
فيا أسفاه .. يا أسفاه حزنا ... يكرر ما تكررت الدهــور
لئن غبنا عن الإخوان إنـا ... بأحـزان وأشجان حضـور
نذور كان للأيــام فيهم ... بملكـهم فقد وفت نـذور
** أسباب الكارثة **
فإن قلنا العقوبة أدركتهم ... وجـاءهمُ من الله النكير
فإنا مثلهم وأشـد منهم ... نجور وكيف يسلم من نجور
أنامن أن يحل بنا انتقام .. وفينا الفسحة أجمع والفجور
وأكل للحرام ولا اضطرار .. إليه فيسهل الأمر العسير
ولكن جرأة في عقر دار .. كذلك يفعل القلب العقور
يزول الستر عن قوم إذا ما .. على العصيان أُرخيت الستور
.
نخور إذا دهينا بالرزايا .. وليس بمعجب بقر تخور
ونجبُنُ ليس نزرأُ لو شجعنا .. ولم نجبن لكان لنا زئير
لقد ساءت بنا الأخبار حتى .. أمات المخبرين بها الخبير
أتتنا الكتب فيها كل شر .. وبشرنا بأنحسنا البشير
وقيل تجمعوا لفراق شملٍ .. طليطلة تملكها الكفور
.
فباق في الديانة تحت خزي .. تُثبطه الشويهة والبعير
وآخر مارقٌ هانت علبه .. مصائب دينه فله السعير
كفى حزنا بأن الناس قالوا .. إلى أين التحول والمسير
أنترك دورنا ونفر عنها .. وليس لنا وراء البحر دور !
ولا ثم الضياع تروق حسنا .. نباكرها فيعجبنا البكور
لقد ذهب اليقين فلا يقين .. وغر القومُ بالله الغرور
فلا دين ولا دنيا ولكن .. غرور المعيشة ما غرور
رضوا بالرق يا لله ! ماذا .. رآه وما أشار به مشير
مضى الإسلام فبك دما عليه .. فما ينفي الجوى الدمع الغزير
ونح واندب رفاقا في فلاة .. حيارى لا تحط ولا تسير
.
القصيدة - وأبياتها تزيد عن سبعين بيتا - كلها رائعة تصور فاجعة سقوط الأندلس تصويرا مؤلما صادقا مع ما فيها من دروس وعبر للأقوام اللاحقة .. ولكن هل من معتبر ؟! كأن التاريخ يعيد نفسه فاللهم سلم سلم واقبضنا إليك غير مفتونين .

الأمل الراحل
2008-08-08, 04:17 AM
المعذرة يا سادتي الكرام . . ثمة أخطاء طباعية في القصيدة . . وأردت تعديلها ومع ظهور أيقونة التعديل ، وإمكانيته إلا أنه ظهر لي بعد ذلك : مدة التعديل انتهت !

وليد مسعود
2008-08-10, 04:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أروع ما قال أبو العتاهية
سَمْيتَ نَفسَكَ، بالكَلامِ، حكيمـا ..... ولقدْ أراكَ على القبيحِ مُـقيمـَا
ولقدْ أراكَ من الغَواية ِ مُثريــا ..... ًولقدْ أراكَ من الرشادِ عديمَــا
أغْفَلْتَ، مِنْ دارِ البَقاءِ، نَعيمَهـا ..... وَطَلَبْتَ، في دارِ الفَنَاءِ، نَعِيمَــا
مَنَعَ الجَديدانِ البَقــاءَ، وأبْلَيَـا ...... أمماً خلوْنَ من القُرونِ قديمـــَا
وَعصَيتَ رَبَّكَ يا ابنَ آدَمَ جاهداً ..... فوَجدتَ رَبَّكَ، إذ عصَيتَ، حَليمَا
وسألتَ ربكَ يا ابن آدمَ رغبـة ً ..... فوَجَدْتَ رَبَّكَ، إذْ سألتَ كريمَــا
وَدَعَوْتَ رَبـّكَ يا ابنَ آدَمَ رَهبة ً ..... فوَجَدْتَ رَبّكَ، إذْ دعوْتَ، رَحيمَـا
فَلَئِنْ شكَرْتَ لتَشــكُرَنّ لمُنعِمٍ ...... ولئن كفرتَ لتكــفرنَّ عظيمَــا
فتباركَ اللهُ الـذي هوَ لمْ يــزلْ ...... مَلِكاً، بما تُخفي الصّدورُ، عَليمَــا

عدنان البخاري
2008-08-12, 02:22 AM
/// ممَّا ينسب للإمام الشافعي:


وأفضل الناس ما بين الورى رجلٌ /// /// تُقْضَى على يده للناسِ حاجاتُ
لا تمنعنَّ يد المعروفِ عن أحدٍ /// /// ما دمت مقتدرًا فالسعدُ تاراتُ
واشكر فضائلَ صنعِ اللهِ إذ جَعَلَت /// /// إليك لا لك عند النَّاس حاجاتُ
قد مات قومٌ وما ماتت مكارمُهُم /// /// وعاش قومٌ وهم في النَّاس أمواتُ!

من صاحب النقب
2008-08-12, 03:30 AM
وإن الذي بيني وبين بني أبي = وبين بني عمي لمختلف جدا
أراهم الى نصري بطاء وإن همو = دعوني الى نصر أتيتهمو شدا
وان أكلوا لحمي وفرت لحومهم = وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وان ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم = وان هم هووا غيي هويت لهم رشدا
وان زجروا طيرا بنحس تمر بي = زجرت لهم طيرا تمر بهم سعدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهمو = وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
لهم جل مالي إن تتابع لي غنى = وإن قل مالي لم أكلفهمو رغدا
مع البعد عن التطير

الخيار
2008-08-12, 12:52 PM
قال الإمام البخاري :

اغتنم في الفراغ فَضْلَ ركوع /// فعسى أن يكون موتُك بغته
كمْ صحيحٍ قد مات قبل سقيم /// ذهبت نفسه النفيسة فلْتَه
وقلت (عبد السلام ياسين) ناسجا على المنوال :

وعزيز في سربه مطمئن /// سلتته منه المنية سلته
كم خطيبٍ فوق المنابر يشدو /// أسكتته الآجال أيّة سَكْتَه
كم رئيسٍ على العباد تَمَطَّى /// مَدَّدَتْه المَنُونُ جِيفَةَ مَيْتَه
فاغتنم فضل ليلة ونهارٍ /// وكأنْ مضجع الفِراق رأيته
وكأنْ قد سمعت نَوْح البواكي /// وكأنْ عَلْقم الفجيعة ذقته
وكأنَّ الأكفان قد أحضروها /// وكأنَّ الغسّال يُخفِتُ صَوْته
وكأنَّ الفُؤوس للأرض تَهْوِي /// شقت القبر عَرضَ شبْر قدَرْتَه
حملوا النعش مسرعين خفافا /// هوَ ذا مَوعد التَوَسُّدِ جئْتَه
طرحوا ، أنزلوا ، وَوَارَوْا شُخَيْصاً /// «ذهبت نفسه النفيسةُ فلتَه»
ثم وَلَّوا وفي النفوس اتعاظٌ /// عابر كالسحاب زايَل سَمته
آب كلٌّ لإلفه وتَناسى /// مُقْتِر الناسِ والمُكاثِرُ مَوْته
فعلى المقتِر الهمومُ توالت /// حائِماتٍ يطْرُقن في الليل بَيْتَه
وعلى الكنز للبخيل اعتكاف /// مثلما يعكفُ اليهودِيُّ سَبْتَه
تعتلي الغفلة الكئيبة رأسا /// كاعتلاء العزيز بالإثْم دَسْتَه
فَتُنَسِّيه ربّه فَيُنَسَّى /// نَفسه والمعادَ، يُبْهَت بَهْتَه
نَسِي اللهَ ربَّه، يالَغَبْنٍ ! /// خَسِر المرءُ نَفْسَهُ، يالَشَمْتَه
ليتَه يهْجُر الخليلَ المُجافي /// لسبيل الرشادِ والحق، لَيْتَه !
ليتَه يصحب الخليل المُوَاتِي /// فجليس الصلاح يُصلح أَمْتَه
لَيْتَهُ ! عَلَّهُ ! ويا وَيْحَ نفْسي ! /// أنتَ، أنتَ المقصود بالوعظ، أنْتَه !من ديوان شذرات

خالد المرسى
2008-08-12, 04:45 PM
اسمك جميل أخى الخيار (ابتسامة )
انا ما وجدت انسانا يكره الخيار ( عجبا )

إمام الأندلس
2008-08-12, 06:39 PM
أخي الخيار حياك الله..الان علمت سر تعليقك في موضوع الاستفتاء (ابتسامة)

الخيار
2008-08-12, 10:35 PM
اسمك جميل أخى الخيار (ابتسامة )
انا ما وجدت انسانا يكره الخيار ( عجبا )
جمل الله ظاهرك وباطنك أخي الحبيب
وكيف تحب الخيار أخي؟ "مخلل"؟إن كنت تحبه مخللا غيرت معرفي إلى" الخيار المخلل"(ابتسامة)
طبعا لم يخطر لي الخيار الفاكهة على البال عندما اخترت التسجيل بهذا الإسم.
بارك الله فيك

الخيار
2008-08-12, 10:46 PM
أخي الخيار حياك الله..الان علمت سر تعليقك في موضوع الاستفتاء (ابتسامة)
وحياك الله ياأكاديري،ورغم أنك "ظاهري" إلا أنك علمت " باطن" تعليقي في موضوع الإستفتاء.
لاحرمنا الله من دعاباتك التي تخفف بها من حدة النقاشات.
دعاءك

من صاحب النقب
2008-08-13, 12:16 AM
ملاحظة هناك خطأ مطبعي من الناسخ في " أتيتهمو "

من صاحب النقب
2008-08-13, 08:31 AM
أيضاً من عيون الشعر

و إن الضغن بعد الضغن يبدو = عليك و يخرج الداء الدفينا

و أيضاً

ألهى بني تغلب عن كل مكرمة = قصيدة قالها عمرو بن كلثوم

عدنان البخاري
2008-08-13, 09:19 AM
/// أبوالطَّيِّب -والعهدة عليه-! :



أَذُمُّ إِلى هَذا الزَمانِ أُهَيلَهُ • • • فَأَعلَمُهُم فَدمٌ وَأَحزَمُهُم وَغدُ
وَأَكرَمُهُم كَلبٌ وَأَبصَرُهُم عَمٍ • • • وَأَسهَدُهُم فَهدٌ وَأَشجَعُهُم قِردُ
وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى • • • عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ
بِقَلبي وَإِن لَم أروَ مِنها مَلالَةٌ • • • وَبي عَن غَوانيها وَإِن وَصَلَت صَدُّ
وَإِنّي لَتُغنيني مِنَ الماءِ نُغبَةٌ • • • وأصبِرُ عَنهُ مِثلَ ما تَصبِرُ الرُبدُ
وَأكبِرُ نَفسي عَن جَزاءٍ بِغيبَةٍ • • • وَكُلُّ اِغتِيابٍ جُهدُ مَن مالُهُ جُهدُ
وَأَرحَمُ أَقواماً مِنَ العِيِّ وَالغَبا • • • وَأَعذِرُ في بُغضي لِأَنَّهُمُ ضِدُّ

الباجي
2008-08-13, 01:37 PM
بارك الله فيكم ...
آهٍ ..لوقع هذا السحر على صاحبكم ،..
وللأسف ليس لشعراء المغرب -بعدوتيه الاندلس والمغرب- نصيب من هذا الموضوع ...،
و لَذلك السحرالمغربي الأندلسي أشد وقعا على قلبي من غيره ،من شدة رقته وبهاء حسنه وجمال سبكه،...
ومن مشهور نظم ابن خميس قوله:



عجباً لها أيذوق طعم وصالها /// /// من ليس يأمل أن يمر ببالها
وأنا الفقير إلى تعلة ساعة /// /// منها، وتمنعني زكاة جمالها
كم ذاد عن عيني الكرى متألق /// /// يبدو ويخفى في خفي مطالها
يسمو لها بدر الدجى متضائلاً /// /// كتضاؤل الحسناء في أسمالها
وابن السبيل يجيء يقبس نارها /// /// ليلاً فتمنحه عقيلة مالها
يعتادني في النوم طيف خيالها /// /// فتصيبني ألحاظها بنبالها
كم ليلة جادت به فكأنما /// /// زفت علي ذكاء وقت زوالها
أسرى فعطلها وعطل شهبها /// /// بأبي شذا المعطار من معطالها
وسواد طرته كجنح ظلامها /// /// وبياض غرته كضوء هلالها
دعني أشم بالوهم أدنى لمعة /// /// من ثغرها واشم مسكة خالها
ما راد طرفي في حديقة خدها /// /// إلا لفتنته بحسن دلالها
أنسيب شعري رق مثل نسيمها /// /// فشمول راحك مثل ريح شمالها
وانقل أحاديث الهوى واشرح غريـ /// /// ب لغاتها واذكر ثقات رجالها
وإذا مررت برامة فتوق من /// /// أطلائها وتمشى في أطلالها
وانصب لمغزلها حبالة قانص /// /// ودع الكرى شركاً لصيد غزالها
وأسل جداول بفيض دموعها /// /// وانضح جوانحها بفضل سجالها
أنا من بقية معشر عركتهم /// /// هذي النوى عرك الرحى بثفالها
أكرم بها فئة أريق نجيعها /// /// بغياً فراق العين حسن مآلها
حلت مدامة وصلها وحلت لهم /// /// فإن انتشوا فبحلوها وحلالها
بلغت بهرمس غاية ما نالها /// /// أحد وناء لها لبعد منالها
وعدت على سقراط سورة كأسها /// /// فهريق ما في الدن من جريانها
وسرت إلى فاراب منها نفحة /// /// قدسية جاءت بنخبة آلها
ليصوغ من ألحانه في حانها /// /// ما سوغ القسيس من أرمالها
وتغلغلت في سهرورد فأسهرت /// /// عيناً يؤرقها طروق خيالها
فخبا شهاب الدين لما أشرقت /// /// وخوى فلم يثبت لنور جلالها
ما جن مثل جنونه أحد، ولا /// /// سمحت يد بيضا بمثل نوالها
وبدت على الشوذي منها نشوة /// /// ما لاح منها غير لمعة آلها
بطلت حقيقته وحالت حاله /// /// فيما يعبر عن حقيقة حالها
هذي صبابتهم ترق صبابة /// /// فيروق شاربها صفاء زلالها
اعلم أبا الفضل بن يحيى أنني /// /// من بعدها أحرى على آمالها
فإذا رأيت مدلها مثلي فخذ /// /// في عذله إن كنت من عذالها
لا تعجبن لمّا ترى من شأنها /// /// في حلها إن كان أو ترحالها
فصلاحها بفسادها ونعيمها /// /// بعذابها ورشدها بضلالها
ومن العجائب أن اقيم ببلدةٍ /// /// يوماً وأسلم من أذى جهالها
شغلوا بدنياهم أما شغلتهم /// /// عني فكم ضيعت من اشغالها
حجبوا بجهلهم فإن لاحت لهم /// /// شمس الهدى عبثوا بضوء ذبالها
وإن انتسبت فإنني من دوحة /// /// يتفيأ الإنسان برد ظلالها
من حمير من ذي رعين من ذوي /// /// حجر من العظماء من أقيالها
وإذا رجعت لطينتي معنى فما /// /// سلساله بأرق من صلصالها
لله درك أي نجل كريمةٍ /// /// ولدت فاس منك بعد حيالها
ولأنت لا عدمتك والد فخرها /// /// وسماك سؤددها وبدر كمالها
اغلظ على من عاث من أنذالها /// /// واخشع لمن تلقاه من أبدالها
والبس بما أوليتها من نعمةٍ /// /// حلل الثناء وجر من اذيالها
خذها أبا الفضل بن يحيى تحفة /// /// جاءتك لم ينسج على منوالها
ما جاء في مضمارها شعر ولا /// /// سمعت قريحة شاعرٍ بمثالها
وأنل أبا البركات من بركاتها /// /// وادفع محال شكوكه من آلها
قال السلطان أبو عنان رحمه الله تعالى: أخبرني شيخنا الإمام العالم العلامة وحيد زمانه
أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم الآبلي رحمه الله تعالى، قال: لما توجه الشيخ الصالح الشهير أبو إسحاق التنسي من تلمسان إلى بلاد المشرق اجتمع هنالك بقاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد، فكان من قوله له: كيف حال الشيخ العالم أبي عبد الله ابن خميس؟ وجعل حيليه بأحسن الأوصاف، ويطنب في ذكر فضله، فبقي الشيخ أبو إسحاق متعجباً، وقال: من يكون هذا الذي حليتموه بهذا الحلي ولا أعرفه ببلده؟ فقال له: هو القائل:
عجباً لها أيذوق طعم وصالها
قال: فقلت له: إن هذا الرجل ليس عندنا بهذه الحالة التي وصفتم، إنما هو عندنا شاعر فقط، فقال له: إنكم لم تنصفوه، وإنه لحقيق بما وصفناه به.
قال السلطان: وأخبرنا شيخنا الآبلي المذكور أن قاضي القضاة ابن دقيق العيد كان قد جعل القصيدة المذكورة بخزانة كانت له تعلو موضع جلوسه للمطالعة، وكان يخرجها من تلك الخزانة، ويكثر تأملها والنظر فيها، ولقد تعرفت أنه لما وصلت هذه القصيدة إلى قاضي القضاة تقي الدين المذكور لم يقرأها حتى قام إجلالاً لها؛ انتهى.
و قد وصل أبي خميس رحمه الله هذه القصيدة إلى قاضي القضاة بنثر لم أثبته هنا لطوله، ولمّا قيل إنَّ هذا الرجل معري النزعة أي نظمه أحسن من نثره.
وقد أوردها أبن الخطيب
في الإحاطة وأوردها السلطان أبو عنان في مروياته.
لم أراجع القصيدة جيدا بعد نسخها من الموسوعة الشعرية ... ولم أحسن تنسيقها لضيق الوقت فمعذرة.

الباجي
2008-08-13, 03:54 PM
ومن شعر ذي الوزارتين أبي عبد الله ابن الخطيب أيام محنته:

بعدنا وإن جاورتنا البيوت /// /// و جئنا بوعظ ونحن صموت
و أنفاسنا سكنت دفعة /// /// كهجر الصلاة تلاه القنوت
و كنا عظاماً فصرنا عظاماً /// /// و كنا نقوت فها نحن قوت
و كنا شموس سماء العلا /// /// غربن فناحت علينا السموت
فكم خذلت ذا الحسام الظبا /// /// و ذو البخت كم جدلته البخوت
و كم سيق للقبر في خرقة /// /// فتىً ملئت من كساه التخوت
فقل للعدا ذهب ابن الخطيب /// /// و فات ومن ذا الذي لا يفوت
و من كان يفرح منهم له /// /// فقل: يفرح اليوم من لا يموت

الباجي
2008-08-13, 03:57 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=199438&postcount=1

من صاحب النقب
2008-08-15, 02:07 AM
أنشدها الشيخ صديق حسن خان و لا أدري هل هي له أو لا


وصلت حمى بهوبال يا نفس فانزلي ** فقد نلت مأمول الفوائد المعول
ويا حبذا ساحاتها نلت إنها ** نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
تذكرت عهدا بالحمى وبمن به ** قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وما هو إلا حضرة العزة التي ** تخاطب تاج الهند عند الأماثل
معاذة أهل الفضل من كل حادث ** ملاذة أعيان العلاة الأفاضل
مغيثة أرباب الفواضل والحجى ** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
هي البحر جودا فيضها شمل الورى ** وقد نال من معروفها كل سائل
هي الشمس إفضالا يعم نوالها ** جميع الرعايا من صنوف القبائل
أفادت كرامات بهمتها التي ** لها ليس مثلا عند كل مماثل
أفاضت فيوضا أخجلت جود حاتم ** أسالت إلينا هاطلا بعد هاطل
قفوا أخبرونا من يقوم مقامه ** ومن ذا يرد الآن لهفة سائل
قفوا أخبرونا هل لها من مشابه ** قفوا أخبرونا هل لها من مشاكل
فما هي إلا رحمة مستطابة ** تعم البرايا من غني وعائل
أدام لها رب البرايا مكارما ** تقصر عنها لك حاف وناعل
وزاد لها الإقبال إقبال عزة ** وكان لها عونا لدى كل نازل

الحُميدي
2008-08-15, 02:41 PM
الباجي بارك الله فيك ،
استثرت الحنين من بين جوانحي إلى شعراء المغرب-وذكرتني عندما كنت أدبيا-،كابن خبازة والأمير أبو الربيع الموحدي وابن إدريس والفشتالي واليوسي والفجيجي و مالك بن المرحل السبتي و اكنسوس السوسي ومحمد بن إبرهيم المراكشي وميمون الهواري..والكثير الكثير .

فإن نسيت لا انسى الحافظ الواعية الشاعر الأديب المؤرخ ابن الأبار-الذي سعى به مبغضيه إلى الأمير فقتل محروقا و أحرقت معه كتبه- عندما ارسلها صيحة مستنجدٍ إلى المستنصر الحفصي بتونس في قصيدة تتفطر لها الأفئدة :

أدرك بخيلك خيل الله أندلسا....

ولمالك بن المرحل السبتي صيحات يتوجع لها قلبي المرهف مضضا وألما على فقد تلك الجنان التي غارت من حسنها الخرائد الحسان..،
وسيما في قصيدته الرائقة عندما دعا فيها أهل المغرب-في عهد الدولة المرينية- إلى إغاثة إخوانهم بالأندلس والتي مطلعها:

اشهدوا وأنت يا ارض اشهدي ** أنا أجبنا صرخة المستنجدِ


واما عن موشحات لسان الدين بن الخطيب-والذي قتل غيلة بفاس- فقد ذكرتني بموشحات بابن سهل الإسرائيلي - الذي لم يصدق في توبته،ومات غريقا سكرانا-التي تنساب رقة وحسنا كـ:
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى ***قلب صب حله عن مكنس

وراجع (المسلك السهل في شرح موشح ابن سهل ) لمحمد الإفراني الطنجي تر عجبا.


ولا انسى صرخة ذو الوزارتين لسان الدين:

جادك الغيث إذا الغيث همى ** يازمن الوصل بالأندلس

وصدق عندما قال بعدها -وهنا يبلغ مني الأسى والشجى مبلغه-:

ما كان وصلك إلا حلما في ** الكرى أو خلسة المختلس

وكذا القصيدة الباسقة لابن بهيج الأندلسي:

ما شانُ أمّ المؤمنينَ وَشاني **هُدِيَ المُحبُّ لها وضَلَّ الشَّاني
إنِّي أقُول مُبيِّناً عن فضلها**ومُتَرْجِـماً عن قولـها بلـساني
يا مبغضي لا تأت قبر محمدٍ**فالبيت بيتي والمكان مكاني

والكثير ممن ضل عني شعره الآن -وهذا جادت به قريحتي المكدودة الآن-،كابن المحارب تلميذ القاضي عياض وكذا شيخه وابن العريف وابن الورد وابن غلندى ومتنبي زمانه ابن الشقري ...راجع الذخيرة لابن بسام وكتب التراجم المشهورة والتي يطول ذكرها




وكانت لي مع شيخي وقرة عيني الاديب الشاعربوخبزة حفظه الله مجالس تناشدنا فيها أشعارا لشعراء المغرب واستفدت منه كثيرا حفظه الله وبارك الله فيه.

ولي عهد أن احيي أدبنا المغربي محتذيا في ذلك بصديق شيخنا العلامة عبدالله كنون رحمه الله وكذا صديقة العلامة محمد بن تاويت الطنجي رحمه الله.يسر الله لنا ذلك .

عدنان البخاري
2008-08-16, 01:22 AM
/// جميل أن يلتقي الشرق بالغرب في الشعر والأدب..
/// جزاكم الله خيرًا ونفع بجميل اتحافاتكم..
.
.

لَو شِئتِ أَقصَرتِ مِن لَومي وَمِن عَذلي /// /// فَالدَهرُ قَسَّمَ يَومَيهِ عَلَيَّ وَلي
لا تَحسَبِيني أَغُضُّ الطَرفَ مِن جَزَعٍ /// /// فَالحُزنُ لِلخَودِ لَيسَ الحُزنُ لِلرَّجُلِ
كَم قَد عَرَتني مِنَ الأَيّامِ نائِبَةٌ /// /// فَما اكتَرَثتُ لِرَيبِ الحادِثِ الجَلَلِ
إِنّا لَقَومٌ إِذا اِشتَدَّ الزَمانُ بِنا /// /// كُنّا أَشَدَّ أَنابيباً مِن الأَسَلِ
يُبْكَى عَلَينا وَلا نَبكي عَلى أَحَدٍ /// /// لَنَحنُ أَغلَظُ أَكباداً مِنَ الإِبِلِ
مِن مَعشَرٍ تَعصِفُ الأَهوالُ حَولَهُمُ /// /// فَما يُراعُونَ عَصفَ الريحِ بِالجَبَلِ

عدنان البخاري
2008-08-16, 02:04 AM
/// من روائع أبي العتاهية:

الدَهرُ يوعِدُ فُرقَةً وَزَوالا • • • وَخُطوبُهُ لَكَ تَضرِبُ الأَمثالا
يا رُبَّ عَيشٍ كانَ يُغبَطُ أَهلُهُ • • • بِنَعيمِهِ قَد قيلَ كانَ فَزالا
يا طالِبَ الدُنيا لِيُثقِلَ نَفسَهُ • • • إِنَّ المُخِفَّ غَداً لَأَحسَنُ حالا
إِنّا لَفي دارٍ نَرى الإِكثارَ لا • • • يَبقى لِصاحِبِهِ وَلا الإِقلالا
كَم مِن مُلوكٍ زالَ عَنهُم مُلكُهُم • • • فَكَأَنَّ ذاكَ المُلكَ كانَ خَيالا
حَتّى مَتى تُمسي وَتُصبِحُ لاعِباً • • • تَبغي البَقاءَ وَتَأمُلُ الآمالا
وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ مُلِحَّةً • • • تَنعى المُنى وَتُقَرِّبُ الآجالا
وَلَقَد رَأَيتُ مَساكِناً مَسلوبَةً • • • سُكّانُها وَمَصانِعاً وَظِلالا
وَلَقَد رَأَيتَ مَنِ اِستَطاعَ بجَمعِهِ • • • وَبَنى فَشَيَّدَ قَصرَهُ وَأَطالا
وَلَقَد رَأَيتُ مُسَلَّطاً وَمُمَلَّكاً • • • وَمُفَوَّهاً قَد قيلَ قالَ وَقالا
وَلَقَد رَأَيتُ الموتَ كَيفَ يُبيدُهُم • • • شيباً وَكَيفَ يُبيدُهُم أَطفالا
وَلَقَد رَأَيتُ المَوتَ يُسرِعُ فيهِمُ • • • حَقّاً يَميناً مَرَّةً وَشِمالا
فَسَلِ الحَوادِثَ لا أَبا لَكَ عَنهُمُ • • • وَسَلِ القُبورَ وَأَحفِهِنَّ سُؤالا
فَلتُخبِرَنَّكَ أَنَّهُم خُلِقوا لِما • • • خُلِقوا لَهُ فَمَضَوا لَهُ أَرسالا
وَلَقَلَّ ما تَصفو الحَياةُ لِأَهلِها • • • حَتّى تُبَدَّلَ مِنُهُم أَبدالا
أَأُخَيَّ إِنَّ المَرءَ حَيثُ فِعالُهِ • • • فَتَوَلَّ أَحسَنَ ما يَكونُ فِعالا
فَإِذا تَحامى الناسُ أَن يَتَحَمَّلوا • • • لِلعارِفاتِ فَكُن لَها حَمّالا
أَقصِر خُطاكَ عَنِ المَطامِعِ عِفَّةً • • • عَنها فَإِنَّ لَها صَفاً زَلّالا
وَإِذا الحُقوقُ تَواتَرَت فَاِصبِر لَها • • • أَبَداً وَإِن كانَت عَلَيكَ ثِقالا
فَكَفى بِمُلتَمِسِ التَواضُعِ رِفعَةً • • • وَكَفى بِمُلتَمِسِ العُلُوِّ سِفالا
أَأُخَيَّ إِنَّ أَمامَنا كُرَباً لَها • • • شَغبٌ وَإِنَّ أَمامَنا أَهوالا
أَأُخَيَّ إِنَّ الدارَ مُدبِرَةٌ وَإِن • • • كُنّا نَرى إِدبارَها إِقبالا
وَاللَهُ أَكرَمُ مَن رَجَوتَ نَوالَهُ • • • وَاللَهُ أَعظَمُ مَن يُنيلُ نَوالا
مَلِكٌ تَواضَعَتِ المُلوكُ لِعِزِّهِ • • • وَجَلالِهِ سُبحانَهُ وَتَعالى
لا شَيءَ مِنهُ أَدَقُّ لُطفَ إِحاطَةٍ • • • بِالعالَمينَ وَلا أَجَلُّ جَلالا

إمام الأندلس
2008-08-16, 02:05 AM
لم يكن وصلك إلا حلما في ** الكرى أو خلسة المختلس

....حياك الله ياأندلسي الهوى.,(ابتسامة)

إمام الأندلس
2008-08-16, 02:08 AM
من عجيب المفارقات وجدتني أستمع لتلك الموشحة(ابتسامة)

الحُميدي
2008-08-16, 01:21 PM
بارك الله فيك أخي الشيخ عدنان البخاري فانتم أصحاب الدعوة ونحن ضيوف ..،

وحياك الله أخي إمام الاندلس -وشكرا على التصحيح-...فإن ابن حزم -رحمه الله-فارس لا يشق له غبار في هذا الفن .

الحُميدي
2008-08-16, 02:02 PM
لقد ألهبنا نار الاحزان ،واستثرنا أوار الأشجان، حزنا على فقد الأندلس ،..

فهذه قصيدة يتفكه بها المحزون المكظوم ،وينزاح بها هم المهموم ،

وهي للشاعر المغربي الفحل محمد بن إبراهيم المراكشي من شعراء المغرب الحديث ، أنشدها لما زار طنجة فأقام في فندق تجمعت فيه مظاهر الاستقذار ،فقال ساخرا :


إن كـان في كـل أرض ما تشــان به...فـإن فـي طـنجـة الـمـطـعـم الـبـلـدي
أخـلاق أربـابـها كالـمسـك فـي أرج....بـعـكـس رب الـمـطـعـم الـبـلدي
يأتـيـك بالأكل و الذبـاب يـتـبـعــه.....و كالـضباب ذبـاب الـمـطـعـم البلدي
و الـبق كـالفول جسما إن جهلت به....... فـعـشـه فـي فـراش الـمطـعـم البلدي
ما بالبـراغيث إن تـثـاءبـت عـجـب....لـمـا تـرى حـجـمها بالمـطـعـم البلدي
تـلـقاك راقـصـة بالـباب قـائـلة..... يا مـرحبا بـضـيـوف الـمـطـعـم البلدي
تـبـيـت روحك بـالأحـلام فـي رعـب........إن نـمت فـوق سـريـر المطعم البلدي
و في السقوف من الجردان خشخشـة....... فـأي نـوم ترى بـالـمـطـعـم الـبلـدي
و لا تـعج فـيـه إبـان الـمـصيـف فـفي.......الـمصـيف نار لـظى بالـمطعم البلدي
و فـي الـشتاء مـن الثـلج الفراش به.......و مـن حـديـد جدار الـمـطـعـم البلدي
أمـا الـطبيـب فـعـجل بالـذهــاب لـه.......إذا أكلت طـعام الـمـطـعـم البلدي
الـطـرف فـي أرق و الـقـلب فـي حـنق.......و الـنـفـس في قلق في المطعم البلدي
الصدر مـنقبـض و الـمرء مـمـتعض...... و الـشـر مـعـترض بـالـمطـعم البلدي
يـا مـن مـنـاه الـمكان الرحب في سفر..... كالقبر في الضيق بيـت المطعــم البــلدي
و لـيلة زارنـي فـي الـفـجـر صاحـبه.......يا شـقوتـي بـنـزول الـمـطعم البلدي
وكالـمدافـع خـلـف الباب سـعلـته.......يـهـتـز مـنـها جـدار المـطـعم البلدي
دق فمن قلت ،قال افتح فـقلت لمـن؟.....قـال افــتـحـن أنـا رب الـمـطعم البلدي
أشــر من رؤيــة الـجـلاد رؤيــته..... لما يـزورك رب الــمـطــعم البلدي
و كـم ثـقـيل رأت عيني و ما نـظرت........ فـيـهم مـثـيـلا لرب المـطـعـم البلدي
طـاب الـحديث لـه فــجـاء يـسـألني.......و قال مـاذا تـرى في المطعم البلدي؟
فـقـلت خـيـرا فـقـال الخـيـر أعـرفه.....و يـعرف الناس خـيـر مطعـم البلدي
إن كـان عـندك قـل لـي مـن ملاحظة.......تـزيـد حـسن الـمـطـعـم الـبلـدي
فـقـلت مالي أرى هـذا الـذبــاب بدا.......مـثـل الـضـبـاب بأفق المـطعم البلدي
فقال إن فـضـول النـاس يـقلـقـني......هذا الـذبـاب ذبـاب الـمطعم الـبـلـدي
فــقـلت و الـبـق قـال الـبق ليس بـه......بـأس إذا كان بق الـمـطـعـم البلدي
فــقـلـت هــذي البراغـيث الـتي كثرت...... ما بـالها كـبرت بالـمـطعم البلدي؟
فـهزنــي كصديـق لـي يـداعـبـني........و قال تــلـك جـيـوش المطعم البلدي
فــقلـت عـفـوا فما لي مـن مـلاحظة.....و إنـنـي مـعـجـب بـالمطـعـم البلدي
فقـال هـا أنت للـحـق اهـتديـت فـقل..... إذن مـتـى سـتـزور المـطـعم البلدي
فـقلـت إن قدر الله لــي الـشقاوة لي.......فأننـي سـأزور الــمـطـعــم البلـدي
ينسـى الـفـتى كل مـقدور يـمر به........إلا مـبـيـت الفتـى بـالـمـطعم الـبلدي
يـا مـن قـضـى الله أن يـرمـي به سفر ......إياك إياك قـرب الـمطعم الـبــلدي









وهذه بعض الفوائد عن الشاعر ،

محمد بن إبراهيم من شعراء المغرب توفي في اواسط القرن العشرين الميلادي-لا أستحضر تاريخ ميلاده ولا وفاته-، واشتهر "بشاعر الحمراء" ، ولقد كان أبوه يؤمل أن يصبح ابنه فقيها لما كان يدره هذا المنصب من مال على صاحبه ، ولكنه اتخذ لنفسه منحى آخر وهو الأدب و الشعر.
وعند أداء شاعرنا لمناسك الحج التقى بالملك عبد العزيز آل سعود فمدحه بقصيدة عصماء ،فأجزل له الملك -رحمه الله - العطاء ،وعند عودته إلى المغرب ألقى محاضرة بمصر رد فيها على أحمد الشوقي بسبب إحدى مسرحياته الشعرية ، كما انه مدح الملك محمد الخامس رحمه الله في قصيدة رائقة .

ولقد سألت عنه شيخنا بوخبزة -حفظه الله - فقال : "كان شاعرا يرتجل الشعر ،ولكنه كان سكيرا ذو فسق ومجون."
فصدمت لما قاله -وهو ثابت-الشيخ بوخبزة حفظه الله لمكانة هذا الشاعر عندي ،وللأستاذ إقبال الشرقاوي-وهو صديق الشاعر- دراسة حول هذا الشاعر في كتاب اسمه (شاعر الحمراء في الغربال) وهو مطبوع .كما أن لشاعرنا ديوان شعر بالخزانة الملكية بالرباط.

عدنان البخاري
2008-08-16, 02:11 PM
/// نعوذ بالله من المطعم البلدي.
هذا من عيون شعر المغرب العربي في هجاء المطعم البلدي
(ابتسامة)

الحُميدي
2008-08-18, 01:51 AM
/// نعوذ بالله من المطعم البلدي.
هذا من عيون شعر المغرب العربي في هجاء المطعم البلدي
(ابتسامة)

ومع ذلك فإنني لم اعمل بتحذير الشاعر ،فلما ذهبت إلى طنجة أخذت أبحث عن المطعم البلدي ،عساني أظفر بليلة ليلاء أقضِّيها فيه ،لكنني لم أنل بُغيتي ،ولعله أقفل بسبب هذه القصيدة .(ابتسامة)

واذكر بعض الدواوين الشعرية الأندلسية المشهورة والمطبوعة .

ديوان ابن خفاجة .
ديوان ابن هانئ الأندلسي .
ديوان الإمام الأشم ابن حزم الأندلسي.
ديوان ابن سهل .
ديوان لسان الدين بن الخطيب.
ديوان الحافظ ابن الأبار.
ديوان ابن شُهيد القرطبي ،وهو من ائمة المالكية بقرطبة في زمانه ،ومن أصدقاء الإمام الأشم ابن حزم ،وبينهما مراسلات رحمهما الله تعالى ،وله رسالة اسمها "توابع و زوابع" طبع ما وجد منها ، وقد اطلعت عليها فأتى فيها بالعجب العجاب ،وأراد من خلالها ان يظهر انه فاق المتقدمين في الأدب والشعر بطريقة ظريفة.

عدنان البخاري
2008-08-18, 02:03 PM
/// أبوالطيِّب مرة أخرى:


واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ /// /// وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي /// /// فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً /// /// أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ
وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ /// /// إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي /// /// حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً /// /// حَتّى تَعَجَّبَ مِنّي القورُ وَالأَكَمُ
يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم /// /// وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ /// /// لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ
إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا /// /// فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ /// /// إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ
كَم تَطلُبونَ لَنا عَيباً فَيُعجِزُكُم /// /// وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ
لَيتَ الغَمامَ الَّذي عِندي صَواعِقُهُ /// /// يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عِندَهُ الدِيَمُ
أَرى النَوى تَقتَضيني كُلَّ مَرحَلَةٍ /// /// لا تَستَقِلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُسُمُ
لَئِن تَرَكنَ ضُمَيراً عَن مَيامِنِنا /// /// لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمُ
إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا /// /// أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ /// /// وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
هَذا عِتابُكَ إِلّا أَنَّهُ مِقَةٌ /// /// قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ

عدنان البخاري
2008-09-01, 12:16 AM
المَـرءُ يَأمُلُ أَن يَعيشَ • • • وَطـولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّه
تَفنى بَشاشَتُهُ وَيَبقى • • • بَعـدَ حُلوِ العَيشِ مُرُّه
وَتَسُوؤُهُ الأَيّامُ حَتّى • • • لا يَـرى شَيئاً يَسُرُّه
كَم شامِتٍ بي إِن هَلِكتُ • • • وَقائِــلٍ للهِ دَرُّه

/// شهرنا وشهركم مباركٌ بالطَّاعة، مسدَّدٌ بالأنس بالله والعبادة، مختومٌ بالرحمة والمغفرة والاستجابة.

عاشقة القرآن
2008-09-01, 11:10 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ... علي الموضوع الرائع...

أحمد العراقي
2008-09-03, 05:19 AM
من عيون الشعر قول الطُّغرائي :
رويدك فالهموم لها رتاج /// /// و عن كثب يكون لها انفراجُ
ألم تر أن طول الليل لما /// /// تناهى حان للصبح انبلاجُ

عدنان البخاري
2008-09-14, 03:00 PM
/// قال الخليل بن أحمد:

وَما شَيءٌ أَحَبَّ إِلى لَئيمٍ /// /// إِذا سَبَّ الكِرامَ مِنَ الجَوابِ
مُتارَكَةُ اللَئيمِ بِلا جَوابٍ /// /// أَشَدُّ عَلى اللَئيمِ مِنَ السِبابِ

أشرف بن محمد
2008-09-14, 04:30 PM
أين الإسناد إلى الخليل؟ (ابتسامة)

عدنان البخاري
2008-09-14, 04:47 PM
/// إسنادي وهو كالشمس صِحَّةً ! : "الموسوعة الشعرية". (ابتسامة)

محمد المبارك
2008-09-14, 05:45 PM
وهي للشاعر المغربي الفحل محمد بن إبراهيم المراكشي من شعراء المغرب الحديث .
بشاعر الحمراء نظم قصيدة على شكل رقعة الشطرنج تقرأ من جميع الجهات،و هذا غاية في التمكن .

أشرف بن محمد
2008-09-14, 05:59 PM
/// إسنادي وهو كالشمس صِحَّةً ! : "الموسوعة الشعرية". (ابتسامة)
أسعدني الله وإيّاك
ما بلغه علمي أنها أبيات الأصمعي رحمه الله، كذا رُوِيَت عنه مسندة (ومَن جدّ وجد - ابتسامة) ...

عدنان البخاري
2008-09-15, 10:51 PM
/// جزاك الله خيرًا يا شيخ أشرف وبارك فيك.

أبو زياد النوبي
2008-09-16, 04:54 AM
عفوا على دخولي بين الأفاضل والأكبار إسمحوا لي بالمرور
رائعه لأبي محمد القاسم بن يوسف قالها يرثي القمري - تنبيه سقط منه ابيات فقد خانتي ذاكرتي - :
هل لمرء من أمن من ريب هذا الزمان
أم هل ترى ناجيا من طوارق الحدثـان
مــا أثنان يجتمعان إلا سيفتـرقـان
قربن كل قرين يبن بعـد اقترانه
والمأزمان ونسر السماء والفرقدان
يبلى الجديد الجديدان ثم ما يبليان
كان المطوق خدنا من أكرم الأخدان
وصاحبا وخليلا من خالص الخلان
ففعله حادثا من حوادث الأومان
فالقلب فيه كلوم من لاعج الأحزان
وفي الحشا لاذعات كمشعل النيران
والمقلتان سجوم دمعاهما تكفان
كان المطوق أنسا للأهل والجيرن
وكان طلقا ضحوكايجيب كل أوان
إذا أشرت إليه باللحظأو بالبنان
مغردا في دجى الليل مؤذنا بالأذان
مناديا ساق حر أو حرة ببيان
وكان أعجم في نطقه فصيح اللسان
بشافع ٍ مؤنق للقلوب والآذان
كان المطوق جار الرسول والفرقان
تنميه أباء صدق لمحصنات وهجان
في مغرس طاب أصلا من طيب الأغصان
كأن عينيه ياقوتتان حمراوان
كان رجليه مصبوغتان من أرجوان
كأن هامته ركبت على غصن بان
وأخضر اللون يحكي لباس أهل الجنان
وذي سِفاهٍ لحاني لم يعنه ماعناني
رددته بصغارٍ وذلة وهوان
يلومنى وهو خلو لم يشجه ما شجاني
ولم أرى خلفا منه بعده عزاني
هيهات مثل ماقد بنيت في اللهو باني
فذهب حميدا فقيدا فما خلا الله فاني

إن شاء الله أبحث عن أصلها عندي واتي بالسقط

علي الغامدي
2008-09-19, 10:25 AM
كعب بن زهير يمدح امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه

هلْ حبلُ رملة قبلَ البينِ مبتور== أم أنت بالحلمِ بعد الجهلِ معذور

ما يجمع الشوقُ إن دار بنا شحطتْ ==ومثلها في تداني الدارِ مهجور

نشَفى بها وهي داء لو تصاقبنا == كما اشتَفى بعيادِ الخمرِ مخمور

ما روضةٌ من رياضِ الحزنِ باكرها == بالنبتِ مختلفُ الألوانِ ممطور

يوماً بأطيب منها نشر رائحةٍ == بعد المنامِ إذا حب المعاطير

ما أنس لا أنسها والدمع منسرِب == كأنه لؤلؤٌ في الخد محدور

لما رأيتهم زمتْ جمالهم == صدقتُ ما زعموا والبين محذور

يحدو بهن آخو قاذورةٍ حذر== كأنه بجميعِ الناسِ موتور

كأ ن أظعانهم تحدى مقفيةً== نخلٌ بعينينِ ملتفٌّ مواقير

غلب الرقابِ سقاها جدولٌ سرب== أو مشعب من أتي البحرِ مفجور

هل تبلغني علي الخير ذِعلبةٌ == حرفٌ تزللَ عن أصلابِها الكور

من خلفِها قلص تجري أزمتُها== قد مسهن مع الإدلاجِ تهجير

يخبطن بالقومِ أنضاءالسريحِ وقد== لا َذتْ من الشَّمسِ بالظِّلِّ اليعافير

حتى إذا انتصب الحرباء وانتقلتْ == وحان إذْ هجروا بالدو تغوير

قالوا تنحوا فمسوا الأرض فاحتولُوا== ظلا بمنخرقٍ تهفو بهِ المور

ظلوا كأن عليهم طائراً علقاً== يهفو إذا انسفرتْ عنه الأعاصير

لوجهةِ الريحِ منه جانب سلب== وجانب بأكفٍّ القومِ مضبور

حتى إذا أبردوا قاموا إلى قلصٍ==كأنهن قسي الشوحطِ الزور

عواسلٌ كرعيلِ الربدِ أقرعها==بالسي من قانصٍ شلٌّ وتنفير

حتى سَقي الليلُ سقى الجن فانغمستْ ==في جوزهِ إذْ دجا الآكام والقُور

غطا النشازمع الأهضامِ فاشتبها ==كلاهما في سوادِ الليلِ مغمور

إن علياً لميمون نقيبته== بالصالحاتِ من الأفعالِ مشهور

صهرالنبي وخيرالناسِ مفتخراً== فكلُّ من رامه بالفخرِ مفخور

صلى الطهورمع الأُمي أولهم== قبلَ المعادِ ورب الناسِ مكفور

مقاوم لطغاةِ الشركِ يضربهم== حتى استقاموا ودين اللهِ منصور

بالعدلِ قمت أميناً حين خالفه== أهلُ الهوا وذوو الأهواءِ والزور

يا خيرمن حملت نعلاً له قدم == بعد النبي لديهِ البغي مهجور

أعطاك ربك فضلاً لا زوالَ له== من أين أنَّى له الأيام تغيير

عدنان البخاري
2008-10-10, 03:06 AM
/// قال جرير الخطفي:


تُرَوِّعُنا الجَنائِزُ مُقبِلات • • • فَنَلهو حينَ تَذهَبُ مُدبِرات!
كَرَوعَةِ هَجمَةٍ لَمغارِ سَبعٍ • • • فَلَمّا غابَ عادَت رائِعات!

خلوصي
2008-10-10, 03:54 AM
يا مشرفنا العزيز :
ألم تسمع بمطلع قصيدة خلوصي في الحور العين - أسكننا الله جميعا في الفردوس الأعلى - : :) :) :)

" أنا من أهوى و من أهوى أنا " ــ قصّر اللوم فقد زاغ البصر
و طغى الحسن فأودى بالحجـا ــ سدرةَ العشق فأوفي بالوطر ؟

عدنان البخاري
2008-10-10, 11:39 AM
يا مشرفنا العزيز :
ألم تسمع بمطلع قصيدة خلوصي في الحور العين - أسكننا الله جميعا في الفردوس الأعلى - : :) :) :)

" أنا من أهوى و من أهوى أنا " ــ قصّر اللوم فقد زاغ البصر
وطغى الحسن فأودى بالحجـا ــ سدرةَ العشق فأوفي بالوطر ؟
/// آمين، اللهم أسكنَّا أعلى جنَّتك بلا حساب ولا عقاب، وتجاوز عنَّا بعفوك وحلمك.
/// للأسف لم أسمع بهذه القصيدة، والتي لا نرضى منك غير سردها تامَّةً غير منقوصة.

خلوصي
2008-10-10, 12:04 PM
على الرأس و العينين ....
و معه بسمة الشفتين ...
:) :) :)

عدنان البخاري
2008-10-11, 11:43 PM
/// متى هذا الوعد؟ (ابتسامة)

الأمل الراحل
2008-10-12, 12:08 AM
~ قصيدة ولا في الخيال ~
للشاعر / ثامر إسماعيل محمد حميدي
وفاز بها بالمركز الأول في مسابقة طيبة القابضة في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم


أقامها النادي الأدبي بالمدينة النبوية بمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس شركة طيبة القابضة ، وقد شارك في هذه المسابقة قرابة 240 شاعر من الوطن العربي
***

طيبة الطيبة



فِيْ وَصْفِ حُسْنِكِ كَمْ جَادَتْ عِبَارَاتِيْ



وَكَمْ تَوَسَّطْتِ أَشْعَارِيْ وَلَوْحَاتِي


وَكَمْ بِآَثَارِكِ الغَرَّاءِ مِنْ شَجَنٍ



في النفس حرَّك أفراحي وآهاتي


سافرتُ فِيْ أَبْحُرِ الأَنْوَارِ مُتَّخِذَاً



شِعْرِيْ وَحُبِّيْ وَأَشْوَاقِيْ شِرَاعَاتِ


وَرُحْتُ فِيْ لُجَّةِ الأَمْوَاجِ أَعْبُرُهَا



لِكَيْ أُقَدِّمَ مَدْحِيْ باعْتِذَارَاتِي ْ


وَلَسْتُ أُوْفِيْكِ مَهْمَا قُلْتُ مَنْزِلَةً


فَذَا مَقَامُكِ فِيْ أَعْلَى المَقَامَاتِ


يَا بَلْسَمَ الرُّوْحِ كَمْ بِالرُّوْحِ مِنْ عِلَلٍ



دَاوَيْتِهَا لاَ تُدَاوَى بالعِلاَجَاتِ


رَسَمْتُ حُبَّكِ لَوْحَاتٍ مُزَيَّنَةً



فَفِيْ رُبَاكِ بَسَاتِيْنِي وَجَنَّاتِي


فَحَدِّثِيْ يَا بُحُوْرَ الشِّعْرِ عَنْ قِصَصِيْ



فِيْ هَذِهِ الأَرْضِ وارْوِيْ عَنْ حِكَايَاتِيْ


غَنَّيْتُ ( طَيْبَةَ ) لَحْنَاً خَالِدَاً عَطِرَاً



بِذِكْرِ ( طَهَ ) جَزِيْلاً بالكراماتِ


وَقُلْتُ ( طَيْبَةَ ) طَابَتْ فِي النُّفُوْسِ لَهَا



نَبْضُ الفُؤَادِ يُغَنَّى فِيْ مَسَرَّاتِ


وَزُرْتُ ( طَيْبَةَ ) وَالأَشْوَاقُ تَغْلِبُنِيْ



فَلَسْتُ أَدْرِي أَشَوْقِي زَارَ أَمْ ذَاتِيْ ؟


يَا مَأْرِزَ الدِّيْنِ والإِيْمَانِ قَدْ عَبَرَتْ



لَكِ القُلُوْبُ وَعَادَتْ بالسَّعَادَاتِ


إِلَيْكِ هَاجَرَ رَكْبُ الخَيْرِ فَانْطَلَقَتْ



مِنْكِ الجَحَافِلُ تَمْحُو لِلْخُرَافَاتِ


سَكَنْتِ فِي القَلْبِ ، لَكِنِّيْ سَكَنْتُ هُنَا


فِيْ حِضْنِكِ الغَضِّ قَدْ حَقَّقْتُ غَايَاتِيْ


فَأَنْتِ عَاصِمَةُ الإِسْلاَمِ ، مُنْطَلَقٌ



لِدَعْوَةِ الْحَقِّ فِيْ كُلِّ اتِّجَاهَاتِ


وَأَنْتِ سَيَّدَةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا



وَمَهْبِطُ الوَحْيِّ ، مِشْكَاةُ الهِدَايَاتِ


حُبِّي لِأَرْضِكِ يَجْرِيْ فِيْ دَمِيْ شَغَفَاً



حَتَّى لَقَدْ ذَابَ فِيْ نَبْضِيْ وَدَقَّاتِيْ


إِنَّ المَدِيْنَةَ والدُّنْيَا تُضِيْءُ بِهَا



كَالشَّمْسِ قَدْ نَوَّرَتْ وَجْهَ السَّمَاوَاتِ


بَلْ أَشْرَقَ النُّوْرُ مِنْهَا فَهِيَ مُشْرِقَةٌ



بِكُلِّ حُسْنٍ تَبَدَّى بالفُيُوْضَاتِ


لَوْ لَمْ تَكُنْ خَيْرَ أَرْضٍ مَا أَقَامَ بِهَا



خَيْرُ البَرِيَّةِ فِيْ حُبٍ وَمرْضَاةِ


مَدِيْنَةُ العِلْمِ والإِيْمَانِ قَدْ شَهِدَتْ



بِفَنِّهَا الفّذِّ بُلْدَانُ الحَضَارَاتِ


وَتَرْجَمَتْ بِالْمَعَالِيْ كُلَّ مَلْحَمَةٍ



عَصْمَاءَ حَتَّى غَدَتْ أَرْضَ البُطُولاتِ


وَتَوَّجَتْ ذَاكَ بِالمُخْتَارِ يَسْكُنَهَا



فِيْ أَرْضِهَا نَزَلَتْ خَيْرُ الرِّسَالاَتِ


وَجَاءَ أَحْبَابُهَا يَبْغُوْنَ رَوْضَتَهَا



وَهُمْ يَحُوْمُوْنَ فِيْهَا كَالفَرَاشَاتِ


وَيَرْشُفُوْنَ رَحِيْقَ المِسْكِ مِنْ عَبَقٍ



أَنْفَاسُ ( طَهَ ) بِهَا أَزْكَى العُطوُْرَاتِ


عَلَى ثَرَاهَا مَشَى المُخْتَارُ وَاجْتَمَعَتْ



بِعَصْرِهِ خَيْرُ أَصْحَابٍ جَمَاعَاتِ


وَفِيْ ثَرَاهَا حَوَتْ خَيْرَ الخَلائِقِ مَنْ



بِحِفْظِهِ حَفَظََتْ خَيْرَ الأَمَانَاتِ


لِمَسْجِدِ المُصْطَفَى رُوْحِيْ تُسَابِقُنِيْ



نَجْنِيْ رَحِيْقَ الهُدَى مِنْ رَوْضِ حَلْقَاتِ


أُحُدٌ أَقَامَ بِهَا حُبَّاً وَمَعْرِفَةً



لِقَدْرِهَا مَسْتَقِيْمَاً فِيْ دِفَاعَاتِ


أَحَبَّ سَاكِنَهَا وَأَحَبَّ أُمَّتَهُ



وَكَانَ سَدَّاً مَنِيْعَاً فِي العِدَاءَاتِ


هَذَا رَسُوْلُ الهُدَى يَرْقَى لِذِرْوَتِهِ



فَاهْتَزَّ وَهْوَ سَعِيْدٌ فِي مَسَرَّاتِ


قُبَاءُ يَا مَسْجِدَ التَّقْوَى لَقَدْ رَسَخَتْ



جُذُوْرُ فَضْلِكَ فِيْ قُدْسِ الطَّهَارَاتِ


أُسِّسْتَ فَوْقَ رُبَى الرِّضْوَانِ مُكْتَمِلاً



بِالطُّهْرِ مُسْتَقْبِلاً خَيْرَ الرِّجَالاَتِ


فِيْكَ الصَّلاَةُ عَلَى أَجْرٍ مُضَاْعَفَةٌ



كَعُمْرَةٍ وَثَوَابٍ فِيْ زِيَادَاتِ


ذَاْكَ العَقِيْقُ عَلَى أَرْضٍ مُبَارَكَةٍ



تَنَزَّلَ الخَيْرُ فِيْهَا حَوْلَ رَوْضَاتِ


فَكَمْ حَكَى البَدْرُ فِيْ أَمْوَاجِهِ قِصَصَاً



وَكَمْ شَدَا الشِّعْرُ أَلْحَانَاً جَمِيْلاَتِ


هَذَا البَقِيْعُ قَصُوْرٌ لَيْسَ مِقْبَرَةً



وَبُقْعَةٌ أُخِذَتْ مِنْ رَوْضِ جَنَّاتِ


فِيْهِ الصَّحَابَةُ فِيْهِ الطُّهْرُ مُجْتَمِعٌ



لآَلِ بَيْتِ النَّبِيْ خَيْرِ القَرَابَاتِ


هَذِي المَدِيْنَةُ فِيْهَا الحُسْنُ مكْتَمِلٌ



وَرَوْضَةٌ جَمَعَتْ أَزْهَارَ وَاحَاتِ


طَابَتْ مَرَابِعُهَا عِنْدِيْ وَمَسْكَنُهَا



وَطَابَ فِيْ ظِلِّهَا عُمْرِيْ وَأَوْقَاتِيْ


بِهَا تَرَعْرَعْتُ مُرْتَادَاً مَسَاجِدَهَا



وَنَاشِئَاً بَيْنَ أَحْوَاشٍ وَسَاحَاتِ


غَنَّى النَّخِيْلُ بِهَا شِعْرِيْ وَرَدَّدَهُ



وَأَنْشَدَ الوَرْدُ والنِّعْنَاعُ أَبْيَاتِيْ


وَكَمْ أَفَاضَتْ عَلَى زُوَّارِهَا حُلَلاً



مِنَ الهُدَى والتُّقَى عِنْدَ المَزَاراتِ


كَمْ تَابَ فِيْهَا إِلَى الرحْمَنِ مُلْتَجِئٌ



وَكَمْ نَفَتْ مِنْ خَبِيْثٍ أَوْ خَبِيْثَاتِ


مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَثَوْرٍ أَرْضُهَا حَرَمٌ



وَالله وَاهِبُهَا أَعْلَى المَكَانَاتِ


تَارِيْخُهَا عَامِرٌ وَاللهُ جَاعِلُهَا



مَنَارَ حَقٍّ عَلى كُلِّ المَنَارَاتِ


آَنَسْتُ عِنْدَ رَسُوْلٍ اللهِ مَا خَشَعَتْ



نَفْسِيْ بِهِ فِيْ نُفُوْسٍ مُطْمَئِنَّاتِ


بِهِ اقْتَدَيْنَا وَسِرْنَا وِفْقَ مَنْهَجِهِ



مُسْتَرْشِدِيْن َ بِهِ دَرْبَ الهِدَايَاتِ


أَتَى المَدِيْنَةَ فازْدَادَتْ بِهِ شَرَفَاً



وَفَاقَتِ الأَرْضَ فِيْ كُلِّ المَجَالاَتِ


تَبَارَكَ الرِّزْقُ فِيْهَا بَعْدَ دَعْوَتِهِ



وَضُوْعِفَ الأَجْرُ فِيْ كُلِّ العِبَادَاتِ


فَذَاكَ مَسْجِدُهُ مِشْكَاةُ دَعْوَتِهِ



وَمُنْتَهَى كُلِّ نُوْرٍ أَوْ إِضَاءَاتِ


مَدَحْتُ شِعْرِيْ بِخَيْرِ الخَلَقِ أَمْدَحُهُ



وَبِالمَدِيْنَة ِ زَخْرَفْتُ الكِتَابَاتِ


وَقُلْتُ يَاْ سَيِّدِيْ مَهْمَا مَدَحْتُكَ لاَ



أُوْفِيْكَ قَدْرَاً وَمَهْمَا صُغْتُ كِلْمَاتِي


لَكِنْ مَدِيْحِيْ لَكُمْ بُرْهَانُ حُبِّكُمُوا



لَعَلَّهُ نَافِعِيْ فِيْ يَوْمِ زَلاَّتِي


أَتَيْتَ بِالرَّحْمَةِ الكُبْرَى وَكُنْتَ بِهَا



تَهْدِيْ إِلَى الحَقِّ مَرْفُوْعَ الِّلوَاءَاتِ


صَدَعْتَ بالحَقِّ مَأْمُوْرَاً بِهِ وَلَقَدْ



آَتَاكَ رَبُّكَ مِنْ فُضْلَى العلاَمَاتِ


آَتَاْكَ سَبْعَاً مَثَانِيْ فَهِيَ صَادِقَةٌ



بالحَقِّ نَاطِقَةٌ عِنْدَ التِّلاَوَاتِ


نُصِرْتَ بِالرُّعْبِ فَالإِسْلاَمُ مُنْتَصِرٌ



عَلَى يَدَيْكَ بِتَارِيْخِ الفًتُوْحَاتِ


عَلَّمْتَنَا الخَيْرَ والإِحْسَانَ تَأْمُرُنَا



بالعَدْلِ وَالبِرِّ مَعْ أَعْمَالِ خَيْرَاتِ


تَرَكْتَ فِيْنَا كِتَابَ اللهِ يَحْفَظُنَا



وَسُنَّةً حَمَلَتْ هَدْيَ النُّبُوَّاتِ


أُوْتِيْتَ أَفْضَلَ مَا قَدْ نَالَهُ بَشَرٌ



شَرَائِعَاً جَمَعَت ْكُلَّ السَّمَاحَاتِ


وَأَنْتَ أَوْفَرُ مَنْ تُرْجَى شَفَاعَتُهُ



مِنْ سَائِرِ الخَلْقِ مَضْمُوْنُ الإِجَابَاتِ


مِنْكَ المَدِيْنَةُ قَدْ صَارتْ مُنَوَّرَةً



فَأَنْتَ فِيْهَا سِرَاجٌ مُشْرِقُ الذَّاتِ


دَعَوْتُ رَبِّيْ وَقَلْبِيْ خَاشِعٌ وَلِهٌ



بِأَنْ يُجِيْبَ دُعَائِي وَابْتِهَالاَتِ يْ


بِأَنْ أَعِيْشَ بِهَا مُسْتَصْحِبَاً أَدَبِيْ



مُسْتَلْهِمَاً خَيْرَ أَخْلاَقٍ وَعَادَاتِ


وَأَنْ أَمُوْتَ بِهَا فِيْ سَجْدَةٍ كُتِبَتْ



فِيْ مَسْجِدِ المُصْطَفَى فِيْ خَيْرِ سَاعَاتِيْ


يَارَبِّ فَاجْعَلْ بِهَا قَبْريْ وَمَنْزِلَتيْ



وَاغْفِرْ بِحُبِّيْ لَهَا ذَنْبِيْ وَزَلاَّتِيْ


حَتَّى أَنَالَ بِحُبِّ المُصْطَفَى فَرَجاً



وَأَنْ أَنَالَ بِهِ خَيْرَ الشَّفَاعَاتِ


يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى خَيْرِ البَرِّيَةِ مَا



قَدْ عَسْعَسَ الَّليِلُ فِيْ بَدْرٍ وَنَجْمَاتِ


وَمَا تَنَفَّسَ صُبْحٌ مُشْرِقٌ عَبِقٌ




وَمَا تَلاَ مُؤْمِنٌ ذِكْرَاً وَآَيَاتِ

عدنان البخاري
2008-10-18, 06:50 PM
/// من أعذب وأحن ما قرأت في الرثاء، لمالك بن نويرة:
لعمري وما دهري بتأبين هالكٍ /// /// /// ولا جَزِعٍ مما أصابَ فأَوجعا
لقد كفّنَ المنهالُ تحت ردائهِ /// /// /// فتىً غيرَ مِبطانِ العشياتِ أروعا
وكنا كندماني جذيمةَ حقبةً /// /// /// من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تَفَرّقنا كأني ومالكاً /// /// /// لطول اجتماعِ لم نَبت ليلة معا
فان تكن الايامُ فَرَّقنَ بيننا /// /// /// فقد بان محموداً أخي حين ودَعا
فتىً كان أحيا من فتاةٍ حييةٍ /// /// /// واشجعَ من ليثٍ اذا ما تَمتَعا
سقى الله أرضاً حلِّها قبرُ مالكٍ /// /// /// ذهابَ الغوادي المدجناتِ فأمرَعا
وآثَرَ سيلَ الواديين بديمةٍ /// /// /// تُرشِحُ وسمياً من النَبتِ خِروعا
فمجتمعَ الاسدامِ من حول شارعٍ /// /// /// فروّى جبال القريتينِ فَضَلفَعا
فواللهِ ما أُسقي البلادَ لحبِّها /// /// /// ولكنني أسقي الحبيبَ المودَّعا
تحيتُهُ مني وان كان نائياً /// /// /// وأمسى تراباً فوقَهُ الارضُ بلقعا
تقول ابنةُ العمريِّ ما لكَ بعد ما /// /// /// أراكَ حديثاً ناعمَ البالِ أفرَعا
فقلتُ لها طولُ الاسى اذ سألتني /// /// /// ولوعةُ حزنٍ تتركُ الوجهَ اسفعا
وفقدُ بني أمٍّ تَداعَوا فلم أكن /// /// /// خِلافَهُمُ أن استكين وأضرَعا
ولكنني أمضي على ذاك مُقدماً /// /// /// اذا بعضُ من يلقى الحروب تكعكعا
ولستُ اذا ما الدهرُ أحدثَ نكبةً /// /// /// ورزءًا بزوّار القرائبِ أخضعا
قعيدكِ الاّ تُسمعيني ملامَةً /// /// /// ولا تَنكثي قَرحَ الفؤادِ فييجعا
فَقَصرَكِ انّي قد شهدتُ فلم أجد /// /// /// بكفيّ عنهم للمنية مَدفعا
فلا فَرِحاً إن كنتُ يوماً بغبطة /// /// /// ولا جَزِعاً مما أصاب فأوجعا
فلو أن ما ألقى يصيب مُتالعاً /// /// /// أو الركن من سلمى اذا لتضعضعا
يذكرَن ذا البثّ الحزينَ ببثِّه /// /// /// اذا حَنّت الاولى سَجعنَ لها معا
اذا شارف منهنّ قامت فرجَعت /// /// /// حنينا فابكى شجوها البَركَ أجمعا
بأوجدَ مني يوم قامَ بمالكٍ /// /// /// منادٍ بصير بالفراق فأسمعا
فلا تَفرحَن يوماً بنفسك انني /// /// /// ارى الموتَ وقّاعاً على من تَشَجّعا
لعلَّكَ يوماً ان تُلِمَّ مُلّمَةٌ /// /// /// عليك من اللآئي يدعنك أجدَعا
نعيتَ امرءً لو كان لحمُك عندَه /// /// /// لآواه مجموعاً له أو مُمَزَّعا
فلا يُهنيء الواشين مقتلُ مالكٍ /// /// /// فقد آبَ شانيه إياباً فوَدّعا

عدنان البخاري
2008-10-18, 06:58 PM
على الرأس و العينين ....
و معه بسمة الشفتين ...
:) :) :)

إنْ قلتُ: يا "عرقوب" أطمعتني؟ /// /// /// قال: فلُمْ نفسَك يا أشعبُ
(ابتسامة)

خلوصي
2008-10-19, 12:30 AM
إنْ قلتُ: يا "عرقوب" أطمعتني؟ /// /// /// قال: فلُمْ نفسَك يا أشعبُ

(ابتسامة)

مواعيدُ خُلُّوصٍ أخا ذي الألوكةِ ــ مواعيدُ صدقٍ يا حفيد الأئمّةِ


ابتسم فهذه قصيدة الحور العين ...
و هي أصلاً ضمن ثلاث قصائد هي نواة لديوان صغير أسميته :

ميزان الإرادة
و
ديوان الغيب و الشهادة

......
تفضلوا مع الاعتذار أن ترد في هذا الباب " من عيون الشعر "... و لكن هكذا جرت المقادير ... و الاعتذار شافع ... و التفاؤل عند العرب باب يجوّز إطلاق لفظ الغلام على الصبي الصغير و هو لمّا يبلغ حدّ الغِلمة ..!!



* * *




واستوى قلبي على جودِيِّها

" أنا من أهوى ومن أهوى أنا " ***** قَصِّر اللوم فقد زاغ البَصَرْ

وطغى الحُسنُ فأودى بالحجَا ***** سدرةَ العشق فأوفي بالوَطَرْ

قد سَبَتْ قلبي وشلَّت مقلتي ***** تلكم الحوراء من سحر الحَوَر

خَلَبت لبّي فلا أدري إذا ***** نهشته أين مني المستقرّ

فأديمي القذف سهماً قاتلاً ***** لذّتي في سهمِ قتلٍ مِنْ نَظَرْ

وأديمي سَلَّ سيفٍ قاطعٍ ***** من لَحَاظ قال لي أين المَفَرّ

فقتيل العشق يحيا ميِّتاً ***** لا يوارى ..هكذا خطَّ القَدَرْ

فتنت سمعي بصوت واله ***** فإذا كليَّ سمع في نظرْ

" يا حبيباً قد تهيَّأتُ ***** ادنُ مني طالما قلبي انتظرْ "

فار من صَلْيِ الهوى في قلبها ***** لذع قلبي فاستهام واستعر ْ

قد صفا الياقوت منها واكتسى ***** خالص المرجان ثوبا من حورْ

لو أطلَّت ملأت دنياكمو ***** عبق الجنّة يا ويح البشر

ألهبت ثغري بمرأى ثغرها ***** كيف بالثغر إذا مسَّ القمر

وهنا الرّمان يحكي شوقه ***** بنهود لو تلوّى لانتثـر

قال " أدركني بحضن عاشق ***** وعناق والتياع و سَكَرْ "

لاعبيني ..عانقيني ..قبّلي ***** حرِّقيني للّقاء المنتظر

برَّحت بيَّ تباريح الجََوَى ***** لو تبدت لفؤاد لانفطر

فاسكبي فيَّ خمور الغنجة ***** ألهبي فـيَّ جواذيب السفر

كم أخاف الناي عنك جَزِعا ***** باكيا في لهفة، حَرَّ الفِكَر:

" هل أُرَى في ذات يوم عندكِ ***** أو تُرَي عندي وقد طاب السمر " 1

فأداوي جرح قلبي بالهوى ****** فيزيد الخوفَ حُبٌّ قدْ أَسَرْ

فعشِ الخوفَ رجاءً ضارعاً ***** فرجاء الحِبِّ يدني مَن هَجَرْ

.............................. ..

كمل العشق فلا حَوْلَ له 2 ***** عن مُقامٍ من دنا منه انبهر

لا أمَلُّ أو تَمَلُّ لَـذَّةً ***** هكذا الحب فلا نام القمر

فار تنّور الهوى في أضلعي ***** والتقت نيران أمرٍ قد قُدِرْ

واستوى قلبي على جوديِّها ***** لكن الطوفان باقٍ يستعر

..............................
1-كان مقتضى " حر الفِكَر " أن يكون الاحتمال الثاني هو أم أنني سأفتقدك ..

ولكن ثقل الأمر ورعبه قلب رجاءً فكرر المعنى الاول بصيغة أخرى .

2- اكتمل العشق هنا ( في الجنة حقيقة وفي جنة الحب مجازا وتورية ) فلا

تحول له بالتغيير أو النقصان أو الفقد !!

.............................

عدنان البخاري
2008-10-20, 12:06 AM
/// جزاك الله خيرًا يا خلُّوص الألوكة (ابتسامة)..
وجمعنا جميعًا في جنان ونهر، حتى نتذاكر مثل هذا السمر، وتعاود إنشاد هذا الغزل، بين يدي ذاك المنتظر (ابتسامة)، في جنَّة عدنٍ عند مليك مقتدر. آمين.

خلوصي
2008-10-20, 06:47 PM
/// جزاك الله خيرًا يا خلُّوص الألوكة (ابتسامة)..
وجمعنا جميعًا في جنان ونهر، حتى نتذاكر مثل هذا السمر، وتعاود إنشاد هذا الغزل، بين يدي ذاك المنتظر (ابتسامة)، في جنَّة عدنٍ عند مليك مقتدر. آمين.


لله ما أجمل هذا الدعاء ...
و ما ألذّ هذه المنى .....

آمين آمين آمين ..... اللهم آمين ..
و أهل الألوكة أجمعين سلفيّهم و صوفيّهم و نورسيّهم و ... و .... و المسلمين أجمعين .

عدنان البخاري
2008-10-22, 06:41 PM
وما زلتُ منحازاً بعرضي جانباً /// /// من الذُّلِّ أعتد الصِّيانة مغنمًا
إذا قيل: «هذا مشربٌ» قلت: قد أرى /// /// ولكنَّ نفس الحرِّ تحتمل الظَّما
أُنَهْنِهُهَا عن بعض ما لا يشينُهَا /// /// مخافة أقوالِ العِدى فيْمَ أولما
فأصبح من عتب اللَّئيم مسلماً /// /// وقد رحت في نفس الكريم مكرما
يقولون لي: فيك انقباضٌ وإنَّما /// /// رأوا رجلاً عن موقف الذُّلِّ أحجما
أرى النَّاس مَن داناهمُ هان عندهمْ /// /// ومن أكْرَمَتْهُ عِزَّة النَّفس أُكْرِمَا
ولم أقض حقَّ العِلْم إن كان كُلَّما /// /// بدا طَمَعٌ صَيَّرْتُه لي سُلَّمَا
ولم أبتذل في خدمة العِلْم مُهْجَتي /// /// لأخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخْدَما
أَأَشْقَى به غرساً وأجنيه ذُلَّةً /// /// إذاً فاتِّباع الجهل قد كان أحزما!
ولو أنَّ أهل العِلم صانوه صانهم /// /// ولو عَظَّمُوه في النُّفوس لعُظِّما
ولكنْ أهانوْهُ فهانوا، ودنَّسُوا /// /// محيَّاه بالأطماع حتى تجهَّما
وإنِّي إذا ما فاتني الأمر لم أَبِتْ /// /// أقلِّبُ كفِّي إثره متندِّمَا
وكم طالب رقِّي بنعماه لم يَصلْ /// /// إليه وإنْ كان الرَّئيس المعظَّما
وكم نعمةٍ كانت على الحرِّ نقمةً /// /// وكم مغنمٍ يعتدهُ الحُرُّ مغْرما

عدنان البخاري
2008-10-23, 09:30 PM
/// وقال أبو ذؤيب الهذليُّ، وقصيدته هذه من أجود ما قالته العرب:


أَمِنَ المَنُونِ وَرَيبِها تَتَوَجّعُ /// /// /// والدّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ؟
قَالَتْ أُمَيْمَةُ: ما لِجِسْمِكَ شَاحِباً /// /// /// مُنْذُ ابْتُذِلْتُ وَمِثْلُ مَالِكَ يَنْفَعُ؟
أَمْ مَا لِجِسْمِكَ لاَ يُلاَئِمُ مَضْجَعاً /// /// /// إلاّ أَقَضّ عَلَيْكَ ذَاكَ المَضْجَعُ؟
فَأَجَبْتُها: أَمَّا لِجِسْمِي إنّهُ /// /// /// أَوْدَى بَنيَّ مِنَ البِلاَدِ، فَوَدّعُوا
أَوْدَى بَنيَّ، فَأَعْقَبُوني حَسْرَةً /// /// /// بَعْدَ الرُّقادِ وَعَبْرَةً مَا تُقْلِعُ
سَبَقُوا هَوَيَّ، وأَعْنَقوا لِهَوَاهُمُ /// /// /// فَتَخَرِّموا، ولكلّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
فَغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بِعَيْشٍ نَاصِبٍ /// /// /// وَإخالُ أَنّي لاَحِقٌ مُسْتَتْبِعُ
وَلَقَدْ حَرَصْتُ بِأَنْ أُدافِعَ عَنْهُمُ /// /// /// وَإذا المَنِيّةُ أَقْبَلَتْ لاَ تُدْفَعُ
وإذا المَنِيّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَها /// /// /// أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لا تَنْفَعُ
فَالعَيْنُ بَعْدَهُمُ كَأَنّ جُفُونَها /// /// /// سُمِلَتْ لِشَوكٍ فَهِيَ عُورٌ تَدْمَعُ
وَتَجَلُّدِي للشّامِتِينَ أُرِيهمُ /// /// /// أَنّي لِرَيبِ الدّهْرِ لاَ أَتَضَعْضَعُ
حتى كَأَنّي لِلْحَوادِثِ مَرْوَةٌ /// /// /// بِصَفَا المُشَرَّقِ كُلَّ يَوْمٍ تُقْرَعُ
لاَبُدّ مِنْ تَلَفٍ مُقيمٍ فانْتَظِرْ /// /// /// أَبِأَرْضِ قَوْمِكَ أَمْ بِأُخْرَى المَضْجَعُ
وَلَقَدْ أَرَى أنّ البُكَاءَ سَفَاهَةٌ /// /// /// وَلَسَوْفَ يُولَعُ بِالبُكَا مَنْ يُفْجَعُ
وَليَأْتِيَنّ عَلَيْكَ يَوْمٌ مَرَّةً /// /// /// يُبْكَى عَلَيْكَ مُقَنَّعاً لا تَسْمَعُ
وَالنّفْسُ رَاغِبَةٌ إذا رَغّبْتَها /// /// /// وإذا تُرَدُّ إلى قَلِيلٍ تَقْنَعُ
كَمْ مِنْ جَمِيعي الشّمل ملتئمي الهوى /// /// /// كَانُوا بِعَيْشٍ نَاعِمٍ، فَتَصَدّعُوا
فَلَئِنْ بِهِمْ فَجَعَ الزّمَانُ وَرَيْبُهُ /// /// /// إنّي بِأَهْلِ مَوَدّتي لَمُفَجَّعُ
وَالدّهْرُ لا يُبقي على حَدَثَانِهِ /// /// /// جَوْنَ السَّرَاةِ له جَدَائدُ أَرْبَعُ
وَالدَّهْرُ لاَ يَبْقى عَلَى حَدَثَانِهِ /// /// /// شَبَبٌ أَفَزَّتْهُ الكِلاَبُ مُرَوَّعُ
وَالدَّهْرُ لاَ يَبْقَى على حَدَثَانِهِ /// /// /// مُسْتَشْعِرٌ حَلَقَ الحَدِيدِ مُقَنَّعُ
حَمِيَتْ عَلَيْهِ الدِّرْعُ، حَتّى وَجْهُهُ /// /// /// مِنْ حَرِّهَا، يَوْمَ الكَرِيهَةِ، أَسْفَعُ

عدنان البخاري
2008-10-30, 07:28 PM
عِشْ خامل الذِّكر بين النَّاس وارْض به /// /// /// فذلك أصلح للدُّنيا وللدِّينِ
من خالط النَّـاس لم تسلـم ديانتـه /// /// /// ولم يزل بين تحريكٍ وتسكينِ

عدنان البخاري
2008-10-31, 08:48 PM
• وقال أبوالعتاهية:

أَلا هَل عَلى زَمَني مُسعَدُ • • • وَأَنّى وَقَد ذَهَبَ الأَجوَدُ
وَأَصبَحتُ في غابِرٍ بَعدَهُم • • • تَراهُم كَثيراً وَلَن يُحمَدوا
أَلا أَيُّها الطَلِبُ المُستَغيثُ • • • بِمَن لا يُغيثُ وَلا يُسعِدُ
أَلا تَسـأَلُ اللهَ مِن فَضلِهِ • • • فَإِنَّ عَطـايـاهُ لا تَنفَدُ ؟!
أَرى الناسَ طُرًّا وَقَد أَبرَقوا • • • بِلُؤمِ الفِعالِ وَقَد أَرعَدوا
وَكُلٌّ يَـرى أَنَّهُ سَيِّــدٌ • • • وَلَيسَ لِأَفعـالِهِ سُـؤدَدُ
فَفِـرَّ إِلى اللهِ مِن لُؤمِهِم • • • فَإِنّي أَرى الناسَ قَد أَصلَدوا

عدنان البخاري
2008-11-07, 11:10 AM
.
.

هل الهَمُّ إلا كُربة تتفَرَّجُ • • • لها مُعقِبٌ تحدى إليه وتُزعَجَ
هل الدهرُ إلا غمرةٌ ثم تنجلي • • • وشيكاً وإلا ضيقةٌ تتفَرَّجُ
وما الدهرُ الا عائدٌ مثلُ سالفٍ • • • وما العيشُ إلا جدةٌ ثم تنهجُ
لئن كنتُ محتاجاً الى الحلم إنني • • • إلى الجهلِ في بعضِ الأحايينِ أحوَجُ
ولي فرس للحلمِ بالحلمِ مُلجَمٌ • • • ولي فَرَسٌ للجهلِ بالجهل مُسرَجُ
فَمَن شاءَ تقويمي فاني مُقوَّمٌ • • • ومَن رامَ تعويجي فاني مُعَوَّجُ
وما كنت أرضى الجهل خِدناً وصاحِباً • • • ولكنني أرضى بهِ حينَ أُحرَجُ
ألا ربما ضاقَ الفضاءُ بأهلهِ • • • وأمكنَ من بينِ الأسنَّةِ مَخرَجُ
وقد يركبُ الخطبُ الذي هو قاتلٌ • • • إذا لم يكن إلاَّ عليهِ مُعَرَّجُ
وإن قال بعض الناسِ فيه سماجةٌ • • • فقد صَدَقُوا والذّلُ بالحُرِّ أسمَجُ

عدنان البخاري
2008-11-19, 03:36 PM
/// وقال أبو نواس الحسن بن هانيء:

وَالمَنايا آكِلاتٌ • • • شارِباتٌ لِلأَنامِ

/// مثله في معناه، وهو مؤثِّر، قول أبي العتاهية:


فَكَأَنَّ شَخصَكَ لَم يَكُن /// /// /// في الناسِ ساعَةَ تُدفَنُ
وَكَأَنَّ أَهلَكَ قَد بَكَـوا /// /// /// جَزَعاً عَلَيكَ وَرَنَّنـوا
فَإِذا مَضَت لَكَ جُمعَـةٌ /// /// /// فَكَأَنَّهُم لَم يَحزَنـوا
النَّـاس في غفلاتهـم /// /// /// ورحـى المنيَّـة تطحنُ!
ما دونَ دائِرَةِ الـرَدى /// /// /// حِصنٌ لِمَن يَتَحَصَّـنُ

عدنان البخاري
2008-11-25, 08:01 PM
إلى كلِّ ظالم وغادر وفاجر.. وكل متكبِّر ومتكثِّر: القبر يجمعنا ويسوِّي بيننا..



أَينَ الأُلى بَنوا الحُصـونَ وَجَنَّدوا • • • فيها الجُنـودَ تَعَزُّزاً أَينَ الأُلى ؟
أَينَ الحُمـاةُ الصـابِرونَ حَمِيَّةً • • • يَومَ الهِياجِ لِحَرِّ مُجتَـلَبِ القَنـا ؟
وَذَوُو المَنابِرِ وَالعَسـاكِرِ وَالدَسا • • • كِرِ وَالمَحـاصِرِ وَالمَدائِنِ وَالقُـرى
وَذَوُو المَواكِبِ وَالمَراكِبِ وَالكَتـ • • • ـاَئبِ وَالنَجائِبِ وَالمَراتِبِ في العُلى
أَفناهُمُ مَلِكُ المُلـوكِ فَأَصبَحـوا • • • ما مِنهُمُ أَحَدٌ يُحَـسُّ وَلا يُـرى
يا مَعشَرَ الأَمواتِ يا ضيفانَ تُر • • • بِ الأَرضِ كَيفَ وَجَدتُمُ طَعمَ الثَرى?!
أَهلَ القُبورِ مَحا التُرابُ وُجوهَـكُم • • • أَهلَ القُبورِ تَغَيَّرَت تِلكَ الحُـلى

صالح غيث
2008-11-26, 04:46 PM
لم تأتوا بشيء ، وأين قصيدة عمرو بن الأطنابة التي يقول فيها :

أَبَـتْ لي عِفَّتي وأبى بَلائي وأخذي الحَمْدَ بالثمن الرَّبِيْحِ
وإقْدَامي على المكروه نَفْسي وضَرْبي هَامَةَ البَطَلِ المُشِـيْحِ
وقولي كُلَّمَا جَشَأَتْ وجَاشَتْ مَكَانَكِ تُحْمَدي أو تَسْـتريحي
لأدْفَـعَ عنْ مَآثِـرَ صالحاتٍ وأحمي بعْدُ عن عِرْضٍ صحيحِ
وأين قول عنترة :

بكـرتْ تُخوِّفني الحتوفَ كأنني أصبحتُ عن غرض الحتوف بمعزلِ
فأجبتُـها إنَّ المنيَّـةَ مَنْهَـلٌ لا بُـدَّ أنْ أُسْـقَى بـذاك المنهلِ
فاقني حياءكِ لا أبا لكِ واعلمي أنِّي امرؤٌ سأمـوتُ إنْ لـم أُقْتَلِ
والخيـلُ تعلمُ والفوارسُ أنَّني فرَّقـتُ جمعهُمُ بِطَعْنةِ فَيْصَـلِ
وقول الشاعر :

ولي كَبِدٌ مَقْرُوحةٌ مَنْ يبيعنِي بِهَا كبدا ليستْ بذاتِ قُرُحِ
أبَاهَا عليَّ الناسُ أنْ يشترونها ومَنْ يشتري ذا علَّةٍ بصحيحِ

عدنان البخاري
2008-11-26, 09:53 PM
/// بارك الله فيك، ونفع بك..
فلعلَّك تحيي هذه الصَّفحة بشيءٍ من انتقاءاتك لروائع الشعر.
وكلَّما اقتربت من الزمن الأول كلَّما كان ذاك إلينا أحب..

الأنصاري المديني
2008-11-27, 10:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتنا الأكارم

سئل الشيخ د.أحمد المشرقي اليماني عن قصة كشف الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه لعورته أمام الصحابي الكبير علي بن أبي طالب رضى الله عنه فقال :سألت شيخنا أ.د.سالم آل عبدالرحمن البصري عنها ذات يوم فقال حققت النص فيها في مخطوطة لنا بجامعة البصرة وقد أثبتنا تهافت روايتها وأرسلناه من يومها لبعض أهل العلم ،وهي رواية مكذوبة بل موضوعة مفبركة.


تحياتي

الأنصاري المديني
2008-11-27, 10:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لطيفة منكم تلك،ولكن ما قولكم بمن دوى بملحمته نحو ما ترون ،وهو من المعاصرين:

أتلمز نهجنا وشيوخ علم ٍ.... . وتطعن في طريق المرسلينا
وتقذف نهجنا بشتات رمل ٍ .... فهاك الصخر در الصامدينا
فدعوتنا محوطة ٌ بعلم ٍ ............ نقي من سقاء الأولينا
بحور العلم دانية الشواطي ..... تغذي في الربوع المتقينا
فنقتبس الهداية من رجال...... بنوا للدين صرحا ً مستبينا
مراكزنا تقول لكم تعالوا ..... لنسعى في البلاد مطهرينا
مشايخنا كنوز مثل تبر ٍ ....... . كسيل ٍ جارف ٍ للحاقدينا
وحكمتنا تفوح بكل فعل ٍ.......... وحلم والأناة بنا قمينا
وختمها رعاه الله

ستعلو السُنة الغراء يوما ً ... وان رغمت أنوف الحاقدينا
ويظهر نورها في كل أفق ٍ ... وينشر خيرها للسالكينا
ويدخل خيرها في كل دار ٍ ... وينصرها اله العالمينا
القصيدة نشرت بالباكستان قبل نحو عقد ونيف
حفظناها وقلنا بحفظها لكل من رأى ضعفنا وشهد جهلنا
تحياتي

صالح عبدربه
2008-11-27, 10:46 AM
نعم الشعر ديوان العرب

العاصمي من الجزائر
2008-11-27, 11:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لطيفة منكم تلك،ولكن ما قولكم بمن دوى بملحمته نحو ما ترون ،وهو من المعاصرين:
أتلمز نهجنا وشيوخ علم ٍ.... . وتطعن في طريق المرسلينا
وتقذف نهجنا بشتات رمل ٍ .... فهاك الصخر در الصامدينا
فدعوتنا محوطة ٌ بعلم ٍ ............ نقي من سقاء الأولينا
بحور العلم دانية الشواطي ..... تغذي في الربوع المتقينا
فنقتبس الهداية من رجال...... بنوا للدين صرحا ً مستبينا
مراكزنا تقول لكم تعالوا ..... لنسعى في البلاد مطهرينا
مشايخنا كنوز مثل تبر ٍ ....... . كسيل ٍ جارف ٍ للحاقدينا
وحكمتنا تفوح بكل فعل ٍ.......... وحلم والأناة بنا قمينا
وختمها رعاه الله
ستعلو السُنة الغراء يوما ً ... وان رغمت أنوف الحاقدينا
ويظهر نورها في كل أفق ٍ ... وينشر خيرها للسالكينا
ويدخل خيرها في كل دار ٍ ... وينصرها اله العالمينا
القصيدة نشرت بالباكستان قبل نحو عقد ونيف
حفظناها وقلنا بحفظها لكل من رأى ضعفنا وشهد جهلنا
تحياتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم : اليست هذه الابيات لابي رواحة اليمني ؟

العاصمي من الجزائر
2008-11-27, 11:42 AM
من روائع العلامة الاديب محمود محمد شاكر -ابو فهر- رحمه الله
......"لا تعودي" . .......
لا تعودي أحرقَ الشكُّ وجودي.. لا تعودي
اذهبي ماشئِت أنّى شئت في دنيا الخلود
واتركي النار التي أوقدتِها تقِضمُ عُودي
هي بردٌ وسلامٌ يتلظّى في برودي!! ..
فاسعدي في شِقوة الروح... ولكن لا تعودي
* * *
أنت والأقدار!..
كم قاسيتُ منهنَّ ومنك!
هي تأتي بيقين خائن في إثرِ شَكِّ
ثم أنت الشك في إثر يقين لم يخنكِ
وأنا سائلُك الحيرانُ عنهن وعنكِ
فأجيبي واذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعَْودي
* * *
اللّظَى زادي!! فهل ينفعني زادٌ مميتُ؟
اللّظَي روحُك؟ أم روحي سعيرٌ مستميتُ؟
كلَّما مّرت به النسمة من وجدي حَييتُ
أهي تحييني إذا مرت بناري أم تميتُ؟
خبرًّيني، واذهبي إن شئتِ،، لكن لا تعودي
* * *
أنا كالنار تغشاها من الموت رمادُ!
أحديثٌ منكِ يُحْييني أم الصمتُ المُعادُ؟
أم نسيمُ الحبّ؟ أم هجرُكِ؟ أم هذا الِبعادُ؟
أأنا حيٌّ ولا أدري أم الحيُّ الجمادُ؟
خبًّريني واذهبي إن شئت.. لكن لاتعودي
* * *
هذه الّريبةُ في روحيَ من سرّ حياتي
بَعثتْ وجَـْدي فدبَّ الشوقُ منها في رُفاتي
فَجَّـرَتْ أَغْمَض ما أخفيتُ في جَوْفِ صِفاتي
فإذا وَرْدُكِ نجوايَ وأشواكي شكاتي
اسمعيها، واذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
أنت!! ما أنت سوى شكَّيَ في طول حنيني
كلُّ ما فيك من الأوهام حقٌّ في يقيني
المنى والوجدُ والصَّبوةُ نبعٌ من ظنُوني
أنتِ إيمانيَ، بل كُفريَ بل أنتِ جُنوني
أنتِ لا أنتِ، اذهبي إن شئتِ.. لكن لا تُعودي
* * *
ماسمائي؟ هي إظلامٌ ورعدٌ وبُروقُُ
لا أرى نجمي ولا فيها غروبٌ أو شروقُ
صَخَبٌ يهدِمُ بُنْياني، ورعبٌ، وخُفوقُ
ووميضٌ هو في روحي حريقٌ وفتوقُ
اشهدي ثم اذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
ثم ما أَرْضيَ؟ زلزالٌ، وجدبٌ وصُدوعُ
ظمأٌ يغتالُ آمالي، وأشواقٌ تَلوعُ
هذه الأوهام من حوليَ أطيافٌ تَروعُ
أينَ؟ لا أينَ.. ضلالٌ بل خِداعٌ بل هُلوعُ
أقبلي ثم اذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
حَيرْتي فيكِ وفي نفسيَ من طولِ انتظاري
حَيرْة الذرّةِ في الرّيح بمجهولِ القفارِ
تشتكي للَّيل ما تلقاهُ من شمس النهارِ
لا كؤوسُ الغَيْث ِتسقيها ولا الموتُ يُواري
اذهبي ثم اذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
أنا في العزلة لا آنِسُ إلا بارتيابي
الأفاعي الصُّمُّ والوحشُ الضواري من صِحابي
في دمي تشتفُّ أو تنهش روحي وإهابي
فتعالَيْ، واسألي كيف رأتني..؟ لاتَهابي
اسمعيها، واذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
كيف لا تأنسُ في الرّيبة بنتُ الُظلُماتِ؟
مُهْجتي.. أُمُّ الخصام المُرِّ مهدُ النَّزواتِ
خُلقَتْ لليأْس والبأس وطَيِّ الحسَراتِ
وارتكابِ الفرَحَ النَّشوان فوقَ العبراتِ
لا أبالي.. فاذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
ما دمائي.. ؟ هي أشواقيَ من جرحي تفيضُ!
شُعَلٌ ذابتْ من اللذات أو وَجْدُُ غوَيضُ
ليتها تبقى كما تبقى الأماني لا تغيضُ
حَبّبَ الشكَّ إلى قلبيَ إيمانٌ بغَيضُ
أنتِ جرحي.. فاذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
قد صحبتُ اللَّيلَ، والليلُ اكتئابٌ وارتياعُ
ظُلُمات الصمتِ لا ينفذُ فيهنَّ شُعاعُ
حسرةٌ تطوى على أخرى وَهَمٌّ وضَياعُ
وأحاديث لها في النفس هَدٌ ونِزاعُ
أَنْصتي ثم اذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
قلتُ: يا نجميَ! هذا الليلُ فاسطَعْ وأَعِنّي
اِهْدِني.. هذي فلاةٌ ودليلٌ ضلّ عنيّ
كلُّ ما أَخشاه أو أرجوه قد أفلت منيّ
اهدني.. أولا..
لقد ضعتُ، فغِبْ يا نجمُ! إنّي لا أبالي..
فاذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
أنت يا نجميَ! كالذكرى عذابٌ وارتياحُ
ظَفَرٌ يخبو وقد ضّرم آمالي الطماحُ
لكما في النفس أضواءٌ تُدَمّيها الجراحُ
هكذا السعدُ إذا مالامَهُ نَحْسٌ مُتاحُ
أنتِ نجمي..
فاذهبي إن شئت.. لكن لا تعودي
* * *
ساعةٌ فرَّتْ إلى الذكرى.. إلى غيرِ مآبِ
تتجلّى كالخلود الغضّ في بَرْقِ الشَّبابِ
سعَّرَتْ للّراحلِ المُنْبتِّ هَمّي وطِلابي
فَهْي تختالُ لتُضْريني من خلفِ ِحجابِ
مزًّقيه، واذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
هَلَكَ الماضي..! أما تهِلكُ ذكراه فتفنى!!
أَهْوَ مالُ الحيّ في دنياه يحويهِ لِيغْنى؟!
أم ثمارُ العمر قد أنضجها الشوقُ لِتُجْنى؟!
أم هو الشُّح الذي لَوَّعَ أرواحاً وأضَْنى؟َ
لستُ أدري... فاذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
هذه الساعاتُ تنسابُ كأَنْ لم تَكُنِ
هي كالحيات غابَتْ في كهوف الزمن
رُقيَةُ الذكرى أطارت حيَّةً من وسَنَِ
فأَرتْني القَلْبَ نَشْوانَ بِسُمِّ الفِتَنِ
فتنةَ الماضي! اذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
أَهِي الجنُّ تجلَّتْ لي أرَاها وتَراني؟
وسوستْ لي الشكَّ في صمتك عني كي أعاني؟
أسمعُ النَّبْأةَ تأتيني بغيب كالبيَان؟!
فَهْيَ حَّقٌّ ملء أسماعي، وحقٌّ في عياني؟!
أصْدِقيني، واذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
أَمِنَ الإنسِ تغارُ الجّن؟ أم كيف أَقولُ؟
أَهْيَ منهنَّ التي تَخِْتلُ عقلي وتَغولُ؟
هذه الأشباحُ في شَكّيَ تبدو وتَزولُ؟!
كُلّما آمنتُ.. لاريبَ.. أتى الريبُ يجولُ
فإلى الجّنِ.. اذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
ذَكّري تلكَ التي تُخْفي عذابي واحتراقي.
هيَ أدرى منكِ لا شكَّ.. ولكني أُلاقي
اسأليها السِّلْم فالسِّلمُ نجاةٌ من فُواقِ
واذكرا أنيّ على حربكِما لستُ بباقِ
ذَكِّريها، واذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
لا تعودي أحرقَ الشكُّ وجودي..
لا تعودي اذهبي ما شئتِ أنّى شئتِ في دنيا الخلودِ
واتركي النارَ التي أوقدِتها تقِضمُ عُودي
هي بردٌ وسلامٌ يتلظَّى في بُرودي ...
فاسعَدي في شِقْوةِ الروحِ ولكنْ.. لا تعودي
* * *
أنا.. لاكنتِ ولا كان قصيدي أو نشيدي
لوعةٌ تملي على الأكوان آلامَ العَبيدِ
أنا في الرقِّ أُعَاني ثَورة الحُرِّ العنيدِ
أَتحدَّاكِ ولكنيّ ذليلٌ في قُيودي
لا تَرِقِّي، واذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
نَفَثاتُ السِّحرِ تَنَسابُ الأفاعي في رُقاها
هي بنتُ اللَّيلِ والأوهام لكني أَراها
كُلَّما نازعتُها السيْر رَمتْني في خُطاها
نفثاتُ السحر! ما يفعلُ في روحي صَداها؟
أنْفثيها، واذهبي إن شئتِ.. لكن لا تعودي
* * *
هذه الزهرةُ من نُضْرتِها نفحُ الجَمالِ
الشَّذى والحسنُ حُرّاسٌ على سرّ الجَمالِ
أذْبَلتْها زفزةٌ مني.. ولكنْ لا أبالي
فأنا النّارُ، وكالنارِ ارتْيابي واشتعالي
لا أبالي فاذهبي إن شئت.. لكن لا تعودي.
نشر في مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(16)ب اريخ (1418هـ)

صالح غيث
2008-11-27, 12:06 PM
يقول متمم بن نويرة :
لَقَدْ لامَنِي عِندَ القبورِ على البُكَا ،،، رَفيِقي لتذرافِ الدُّمُوعِ السَّوافكِ
وقَالَ أَتَبْكي كُلُّ قبرٍ رأيتَـهُ لقبرٍ ،،، ثَـوَى بَيْنَ اللِّـوى فالدَّكَـادِكِ
فقلتُ لهُ إنَّ الشَّجا يبعثُ البُكا ،،، فدعْنِي فهـذا كُلّهُ قـبرُ مـالكِ

الأنصاري المديني
2008-11-27, 12:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قلت : وشعر الجكني الشنقيطي رحمه الله فيه عبر كثيرة ،وهناك كثير منه غير منشور لكنه عند الحريص محفوظ

تحياتي

الأنصاري المديني
2008-11-27, 12:51 PM
قلت : هذا من شعر عدي بن زيد ،وهو شاعر جاهلي من بني السكون ،وكان أن نزل في بني شيبان ذات مرة يوم ذي قار الذي انتصر فيه الشيبانيون والعرب على الفرس -اللهم أعده تارة أخرى يا عزيز يا حكيم بمنك وفضلكم وجودك - فقال :
اني حمدت بني شيبان اذ خمدت نيران قومي وفيهم شبت النار
ومن تكرمهم في المحل انهم لا يعلم جار فيه أنه الجار

وكيف ننسى قريط بن انيف العنبري في بني مازن من تميم :

قوم اذا الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا اليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا

وتأملوا البيت الأخير وأزمة أمتنا اليوم .

اللهم أنصرنا يا ذا الجلال والاكرام بمنك وفضلك يا قوي يا عزيز يا حكيم

وقد ....فاقول له :

فغض الطرف انك من نمير ....فلا كعبا بلغت ولا كلابا

بلسان جرير

سلام عليكم

صالح غيث
2008-11-27, 02:12 PM
لم أعرف من قصدت ببيت جرير ، أرجو التوضيح
وعدي بن زيد - إن كان الجاهلي المشهور - فهو عبادي من تميم ، وأين السكون الذين هم من كندة ، ورواية شطر البيت الثاني أعتقد إنه هكذا :
لا يعلم الجار فيهم أنه الجار ( لكي يستقيم الوزن )

عدنان البخاري
2008-11-27, 06:42 PM
قلت : هذا من شعر عدي بن زيد ،وهو شاعر جاهلي من بني السكون ،وكان أن نزل في بني شيبان ذات مرة يوم ذي قار الذي انتصر فيه الشيبانيون والعرب على الفرس -اللهم أعده تارة أخرى يا عزيز يا حكيم بمنك وفضلكم وجودك - ...
/// بارك الله فيك.. يوم ذي قار وقعة جاهليَّة بين مشركي العرب ومشركي الفرس، فأيُّ شيءٍ يعيده الله للعرب أوغيرهم بالإسلام ونصرته وأهله فهو خيرٌ، وإلَّا فلا أعاد الله علينا الفتن القوميَّة الجاهليَّة الحمقاء، التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولا بقر ولا حمل!

عبدالقادر بن محي الدين
2008-11-27, 08:03 PM
الصفح والإغضاء ,,للشريف الرّضي

وكم صاحبٍ كالرُّمحِ زاغتْ كُعُوبُهُ ** أبى بعد طُول الغمْزِ أن يتقوّما
تَقبّلتُ منهُ ظاهراً مُتبلِّجاً ** وأدمجَ دوني باطناً متجهّما
ولو أنِّني كشّفتُهُ عن ضميره ** أقمتُ على ما بيننا اليوم مأتما
دعِ المَرْءَ مطْوِياً على ما ذَممتَه ** ولا تنشُرِ الدّاءَ العُضالَ فتندما
إذا العضوُ لم يُؤلِمْك إلاّ قَطعتَهُ ** على مضَضٍ لم تُبقِ لحماً ولا دما

عبدالله الشهري
2008-11-29, 09:06 AM
من حماسة أبي تمام بشرح الأعلم الشنتمري :
أما والذي أمات وأحيا والذي = = = أضحك وأبكى والذي أمره الأمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن = = = أرى أليفين لا يروعهما الزجر

الواحدي
2008-11-29, 12:49 PM
من حماسة أبي تمام بشرح الأعلم الشنتمري :
أما والذي أمات وأحيا والذي = = = أضحك وأبكى والذي أمره الأمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن = = = أرى أليفين لا يروعهما الزجر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
البيتان لأبي صخر الهذلي. والمحفوظ:
أَمَا والذي أبْكَى وأَضْحَكَ والذي --- أمات وأحيا والذي أَمْرُه الأمْرُ
لقد تركَتْنِي أَحْسدُ الوَحْشَ أنْ أرى --- أَلِيفَيْنِ منها لا يرُوعُهما الذُّعْرُ

وأجمل منهما، قوله:
فيا حُبَّها زِدْنِي جَوى كلَّ ليلةٍ --- ويا سَلْوَةَ العُشَّاقِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ
عَجبْتُ لِسَعْيِ الدَّهر بَيْنِي وبينها --- فلمَّا انقضى ما بيننا سَكَنَ الدَّهْرُ!
وما هو إلا أنْ أراها فُجاءَةً --- فأبْهَتُ لا عُرْفٌ لَدَيَّ ولا نُكْرُ

وتوجُّهه بالخطاب إلى "سلوة العشَّاق" من فلتات وادي عبقر، لا تنسى ولا تتكرر...
أمّا ما عبّر عنه تصويرا للقاء الفجاءة، فهو من سبر أغوار النفس الإنسانية أعمقُه، ومن فن الجمال أعجبه.. حتى إن قارئه ليبهت، ويغدو "لا عرف لديه ولا نكر"!
ولك أن تعجب أيضا لهذا الدهر الذي يسعى سعيا وقت اللقاء، ثم يسكن عند الفراق. وكأن الوقت الحقيقي هو "زمن الوصل"، وما أن ينتهي الوصل يتوقف الزمن!

والله أعلم.

العاصمي من الجزائر
2008-11-29, 01:15 PM
من روائع العلامة الاديب العلامة الاديب محمود محمد شاكر -ابو فهر- رحمه الله


...............القوس العذراء ...............




إلى صَدِيقٍ لا تَبْلِى مودَّتُه:


أمّابَعْدُ، فإني لم أكنْ أتوقََّّعُُ يومئذ أن ألقاكَ. وإذا كُنتَ قد أُوتيتَ حياء يغلُبك عند البغْتَة علىلسانك،حتى يُعوزَك(1) ما تقول، فقد أُوتيت أنا ضَرباً ثَرثاراً من الحياء، يُطْلِق لساني أحياناً عند البَغْتَة، بما لا أُحبُّ أن أقول، وبما لا أدري كيف جاء، ولمقيل! كنت خليقا يومئذ أن أقول غير ما قلت، ولكني وجدت شيئا منك يَنْسَرِبُ(2) في نفسي فيُثيرها، حتى يدورََ حديثي كُلُّه على إتقان الأعمالِ التي يُتَاح للمرء أنيزاولهَا ـ في لِمحة خاطفة من الدهر، نُسميها نحن الناسَ : العُمُر!! ياله منغُرُور! بيدَ أنّ هذا الحديثَ أَبَى إلا أن ينقلبَ عائداً معيَ في الطريق،يُسايرني ،ويُصاَحِبني، ويُؤنس وَحْشتي، ويُسرُّ إليَّ بوَسْوسة خفية من أحاديثه التي لا تتشابَه، والتي لا تَتَناهى والتي هي أيضا لا تُمَلُّ. وإذا كانتْ ثرثرةُحيائي قد صَكّت مَسامعك ببعض عُنفي وصَرَامتي، فعَسى أن يبعثَ في نفسك بعضَ الرضى،ماأرْوِيه ِ لك من بقايا َتلك الأحاديث التي رافقتني منذُ فارقتك إلى أن استقرت بيالدارُ،ثم طارت عني إلى حيثُ يطير كُلُّ فِكْرٍ، وغابتْ حيثُ َيغيب!
الإنسانُ خَلقٌ عجيبٌ!! كلّ حَيٍّ، بل كُلّ شيء مخلوق، يسير على نَهْج(3)ٍ لاَحب لا يختلّ،يُؤَيِّده هَدْيٌ صادق لا يتبدَّل. ومهما تباينتْ مسالكُهُ في حياته، وتنوَّعت أعمالُه في حِياطة مَعِيشته، فالنهجُ في كل دَربٍ من دُروبها هُوَ هُوَ لايتغَّيروالهَد ْي في كل شأن من شؤونها هو هو لا يتخلّفُ(4).
تُولدالذَّرَّة(5 )من النِّمال، وتنمو، وتبدأ سيرتها في الحياة، وتعمل فيها عملَها الجِدَّ، وتَفرغ من حَقِّ وجُودها، ثم تقضي نَحبَها(6) وتموت. هكذا مُذْ كانت الأرضُ وكانت النِّمال :لاتتحوّل عن نَهجٍ، ولا تَمْرقُ(7) من هَدْيٍ. وتاريخ ُأحدثِها مِيلاداً فيمَعْمعةالحياة ، كتاريخ أعَرقِ أسلافها هَلاكاً في حَومِة الفَنَاء. لا هي تُحدِث (8) لنفسها نَهجاً لم يكنْ، ولا هي تبتدعُ لوارثِها هَدْيا لم يتقدَّمْ.
فسَلْ كل حيًّ : كيف تعملُ؟ ولِمَ تعمَلُ؟ ومَنِ الذّي عَلَّمَكَ وهَدَاك؟ ومَنِ الإمامُ الذي سَنَّ لك الطريقَ(9)؟ وبأيّ عبقريّة يأتي إبداعُك؟ ولمَ كان عملُك نَسَقاً(10)مُنْقا دًا لا يتغير؟ وكيف كَانتْ مهَارتُك تُراثاً(11) مُؤَبَّدًا لا يتبدل؟وحذْقُك طَبْعاً راسخا ًلا يتحوَّل؟ ولم صارتْ سُنّة(12) الأوائل منكم لِزَاماً علىالأواخر؟ومِن هاج(13) الغابرين شَرَكاً للوارثين! بل كيف أخطأ الآخرُ منكُمْ أن يَسْتدرِك عَلَى الأوَل؟ والخَلفُ أن يُنَافس صَنعْةَ السَّلَف؟ وعَجَباً إذنْ! كيف صارَكُلّ عملٍ تَعْمَله مُتْقناً، وأنت لم تَجْهَدْ في إتقانه؟ وأنى بلغتَ فيه الغاية،وأنت مسلوبٌ كلّ تدبيرٍ ومَشِيئة؟ وما أنتَ وعملُك؟ أتحبُّه وتألفُه؟ أم تَشْنَؤُه(14) وتسأَمُه؟ أتُخامُرك نَشْوة الإعجابِ؟ أبدعتَ فيه؟ أم تنتَابُك لَوْعةالحُزْن إذ أصابه ما يُتْلِفُه أويؤْذيه؟ ألم تسألْ نفسكَ قطُّ : فيمَأعمَل؟ولمَ خُلِقت؟ وفيمَ أعيشُ؟
وأناعلى يقين من أنّك لن تسمَعَ جواباً إلاالصَّمَت المُستَنِكرَ، والذُّهولَ المُعرضَ، والصمَم المُسْتَخِفَّ الذي لايَعْبَأ.
* * *
إلاّالإنْسانُ!! إلاّ الإنْسان!!
ليتَشِعْري كيف كَانَمَدْرَجُ(15) أوَّله على أمِّه الأرض؟ وأيُّ هَدْيٍ كان لَفَرطه في مَطْلَعِ الفجْر؟
إنّه ككلّ حيّ، لم يُخْلَق سُدًى(16) ولم يُتْرك هَمَلاً. سلَك له ربُّه النَّهْجَ الأوّل(17) حتى يتكاثَر، وآتاهُ الهدْيَ القديمَ حتّى يَسْتَحْكِمَ،وس دَّد يَدَيْه حتى يشتدّ، وأنارَ بَصِيرتَه حتى يَسْتَكِمل، وأنْبَطَ(18) فيه ذخائرالفطْرة حتى يَسْتبحِر، وفَجَّرَ فيه سَرائرَ الإتقان حتى يَسُودَ ويتملَّك،وعلّمه البَيانَ حتى يَسْتَفْهِمَ، وكرَّمه بالفَتْحِ حتى يَتَغلَّب.
فلّما ثَبَتَ عليها وتأيَّد(19)، وتأَثَّل فيها وعَمَر، نَظَر إلى معروفها فاعتَبَر،وهجَم على مَجهولها فاستنكَرَ، فكأنَّهُ من يومئذٍ حادَ(20) عن النهج الذي لايخَتلّ،ومَرَق من الهَدْي الذي لا يتبدّل.
ابتُليَ من يومئذ فتَمرَّس(21)،وأُس لِم لمَشِيئته فتحيَّر. جارَ وعَدَل، فعَرف وجرّبَ. أخطأَ وأصاب، ففكّر وتدبر.نزع(22) إلى النهج الأوّل، فأخفَق وأدرك. تاق إلى الهدي القديمِ، فأعْطِي وحُرِم.احتَفر(23) ذخائر الفِطرة، فأَكْدَت عليه تارَةً ونَبَعْت. التمس شواردَ الإتقان،فنَدّتْ (24) عليه مرَّةً واستقادتْ. وإذا كلُّ صُنْعٍ يتقاضاه حَقُّ إحسانِه، وكلّ عملٍ يَحنُّ بِه إلى قرارِة إتْقانه. فعندئذ حاكَ الشكُّ في صدْر اللاحقِ، حتىقَدَحفي تمام صُنْع السَّابِقِ، فَاسْتدرَك عليه. وقلِقَ الوارثُ، حتى خاف تقصيرَالذاهب،فا ستنكفَ الإذعانَ إليه. فكذلك جاشتْ نفسُه(25)، حتى انْدفقت صُبابةٌ منها فيمايعمل، وتَضَرَّمَ قلبُه، حتى ترك مِيسَمه(26) فيما أنشأ فَتَدَلَّهَ بصُنْع يديْه،لأنّه استودعه طائفة من نفسه، وفُتِن بما اسْتَجَاد(27) منه، لأنه أفْنَىفيه ضِراماً من قْلبه.ِ وإذا هو يَسْتَخِفُّهُ الزَّهْوُ(28) بما حَازَ منه ومَلَك،ويُضنِيه الأَسَى عليه إذا ضاع أوْ هلَك.
هذاهُوَ الإنسان وعملُه. فإذا دبَّت بِينَهما جَفْوة تَخْتل(29) النَّفس حتى تَمَلّ وتَسْأم، أوْ عَدَتْ اليهما(30)نَبْوةت ُراودُ القلبَ حتى يَميل ويُعرضَ، انطمستْ عندئذٍ أعَلامُ(31) النهج الأوّل،وركدتْ بَوارقُ (32) الهدْيِ المُتقادِم، وبقي الإنسانُ وحيداً مَلُوماًمحُسورا ًلا يزال يسْأل نفسَه: فيمَ أعملُ؟ ولم خُلِقت؟ وفيَم أعيش؟ فما يكون جوابُه إلاَ حَيْرةً لا تَهْدَأ، ولهيباً لا يَطفَأ، وظَلاماً لا يَنْقِشع.
* * *
بل حَسْبي وحسُبك. فلقد خشيتُ أن تقول لي: إنّما أنتَ تحدّثني عن الفنّ، ـفهذه صفِة أهله ـ لا عن العمل، فليس هذا من نَعْتِه! وكأنّي بك قد قلتَ: إنَ الفنّ تَرَفٌ مُسْتَحْدَثٌ، أما العمل فشقاء مُتَقادِم. هذا مّما تَعجَّله الإنسانُ وعاناهُ لقَضاء حاجته، وذاك مّما تَأنَّى فيه وصافَاه(33) للاستمتاع بلذّته.والإنسان إذا جوَّدَ العمل، فمُنْتهَى هَمِّه أن يجعلَه على قضاِء مآرِبه أعْوَنَ،أويكونَ له في أسباِب معيشته أنَجح وأربح. أمّا الفنّ، فَثَمَرة لغَير شجرته،يَسْقيها متأنِّق(34) من ينابيعَ ثرَّةٍ في وُجْدانه، وينْضجُها مشغوفٌ بِلاعجٍ منْ وَجْده وافتتانِه، في غير مَخَافةٍ مَرْهوبة، ولا مَنْفعة مَجْلوبَة، فذاك إذن بطبيعته مستهلك مُمتَهن(35)، وهذا لحرمة نَشْأته مَذْخورٌ(36) مُكرَّم.
وأقول : بلأنت تحدّثني عن الإنْسان وقد فَسَق (37) عن تِلاد فطْرته، واسَتْغَواه(38)ال شُّحّ حتى انْسلخ من ركاز جبلَّتَه. غَرَّهُ ما أُوتيَ من التدبير، فاقتحم على غَيْب مُدَبَّر، يَعْتسفُه بسَفاهة جُرأته. واستخفّه ما أُعين به من المَشيئة،فهجَم على خْيرٍ مبذول، يستكثِر منه بضَراوة(39) نَهْمَته. فانْبَتَّ من يومئذ فيفَلاةمَطْموسة بلا دَليل، يَظلُّ يكدح فيها كدْحًا حتى يُنادَى للرَّحيل!
جَاءمُيسَّراًلش يء خُلقَ له، فظلمه حقَه حتى عَضِل(40) بأمره فتعسَّر، وهُديَ مسددًاإلىغاية، فَغَفل عنها حتى تبدّد خَطوه واختلّ. ولو دانَ الإنسانُ بالطاعة لِفطْرته المكنونة فيه منذُ وُلِد، لأفْضى إلى خَبْئها(41) التَّليد إذا ما اسْتوىَ نَبْتُه واستحصَد. ولصارَ كلّ عمل يَعْتَمِلُه(42)، تدريبا لما استْعَصى منه حتَّى يلينَ وَيْنقادَ،وتهذي باً لما تراكم فيه حتى يَرِفَّ(43) ويتوهَّج. فإذا دَرِب عليه وصَبَر،أزال الثرى عن نَبْعٍ مُنْبِثق، فإذا ألحّ ولم يَملَّ، انشَقَّت فطرتُه عن َفْيضٍ متدفّق. ويومئذ يُسْفر(44) لَعينيه مَدَب ُّالنَّهجِ الأوّل، بعد دُرُوسه وعِفائه،ويَسْتَ شْرِي في بَصيرته وَميضُ الهَدْي المتقادِم، بعد رَكْدته وخفائِه.وإذاكلّ عملٍ يَفْصم عنْه مُتْقَنًا، وكأنّه لم يجْهد في إتْقانِه، وإذا هو مُشرفٌ فيه على الغاية، وكأنه مسلوبٌ كلّ تدبيٍر ومَشِيئة، ولكنّه لايَفْصمُ عنه حين يفصِم،إلاّ مَطْويًا على حُشاشةٍ(45) من سِرّ نَفْسه وحياته، موسوماً بلَوْعَةٍ مُتَضرمة،على صَبْوَةٍ(46) فَنِيتْ في عِشرته ومُعَاناته.
فالعملُ كما تَرَى،هوفي إرثِ(47) طَبِيعته فنٌ مُتمكّن، والإنسانُ بَسِليقة(48) فِطْرَتِه فَنَّانمُعْرِقٌ .
* * *
وإنّي لَمُحدِّثك الآنَ عن رجُلٍ من عُرض البشَر(49)،يَتَعي ش بكدِّ يَديْه، صابَرَ(50) الفاقةَ عامَيْن، يعمَل عملاً يُفْلِتُ نَفَسًامن الغنى إليه، أغواهُ ثَراء يَبْهرهُ، فما كاد يُسْلِمه للبَيْع حتى بكَىعليه.
لمأعْرفُه، ولكن حدَثني عنه رجُلٌ مثْلُه عَمَلُه البَيان، ذاك فِطْرتُهفييَدَي ه، وهذا فطْرتُه في اللِّسان.
* * *
هذاعامرٌ أخو الخُضْر :توجَّسَتْ(51) به الوحْشُ من عِرْفانها شدّةَ نِقْمته، جاءتْ ظامئة في بَيْضَةالصيف(52)، فراعَهامَجْثَمه ُ في قُتْرتِه. قليلُ التِّلاد، غيرَ قوسٍ أو أسْهُمٍ،خفيّالِ مهَاد، غيَر مُقْلة تتضرَّم. تبيَّنتْ لَمْحَ عَيْنيه، فانقلبَت عن شريعةالماءهاربة ، ذكرت نِكاية مَرْماهُ، فآثرت مِيتَةَ الظَّمأ على فَتْكة الأسْهُمالصائبة .
وماعامرٌ وقَوْسَه؟!

العاصمي من الجزائر
2008-11-29, 01:21 PM
1 ـ فَدَعِ الشَّمَّاخَ يُنْبِئْكَ عنقَّواسِهاالبَ ائِس في حَيْثُ أَتاَهاَ:

2ـ أيْن كاَنتْ فيِ ضَمِير الغَيْبِ منْ غِيلٍ(53) نَماَهاَ؟
3 ـ كَيْف شقَّتْ عينُهُ الحجْبَ إليْها،فاجْتَبَ اهَا(54)؟
4 ـ كَيْفَ يَنْغَلُّ(55) إلَيْهاَ فيِ حَشاَ عِيصٍوقاَهَا؟
5 ـ كَيْفَ أَنحى(56) نَحْوَها مِبْرَاتَهُ، حتى اخْتَلاَهَا؟
6 ـكَيْفَقَرَّتْ فيِ يديه، واطْمأنَّتْ لِفَتَاهَا؟
7 ـ كَيْفَ يَسْتَودِعُهاال شَّمْسَعَامَيْن .. تَرَاهُ وَيَرَاهَا؟
8 ـ كَيْفَ ذَاقَ البُؤْس.. حتىشَربَتْماَء لِحاَها(57)؟
9 ـ كَيْفَ نَاجَتْهُ.. وَنَاجَاها.. فَلاَنَتْ..فَلوَ اهَا؟
10 ـ كَيْفَ سَوَّاهَا.. وَسـَوَّاهَا.. وَسَوَّاهَا فَقَامَتْ..فَقَض َاهَا؟
11 ـ كَيْفَ أَعطَتْهُ منَ الِّليِن، إذَا ذَاقَ(58)،هَوَاهَ ا؟
12 ـ أيُّ ثَكْلَى أَعَولَتْ إذْ فَارَقَ السَّهْمُ حَشَاهَا؟
13 ـكَيْفَيُرْضِيه ِ شَجَاهَا؟ كَيْفَ يُصْغِي لبُكاَهَا؟
14 ـ كَيْفَ ريعَالوَحْشُمِن هَاتِفِ سَهْم إِذْ رَمَاهَا؟
15 ـ كَيْفَ يَخْشَى طَارِقاً، فيِلَيْلةٍيَهْم ِي(59) نَدَاهَا؟
16 ـ كَيْفَ رَدَّاهَا(60) حَريرَ البَزِّحِرْصاًو َكسَاهَا؟
17 ـ كَيْفَ هَزَّتْهُ فَتَاهَا؟ وَتَعالَى وَتَبَاهى؟
18 ـكَيْفَ وَاَفى مَوْسَم الَحج بِهَا؟.. مَاذَا دَهَاهَا؟
19 ـ أيُّ عَيْنٍ لَمَ حَتْسرَّهُمَا المُضْمَرَ؟.. بَلْ كَيْفَ رَآهَا؟
20 ـ انبَرَىكَالصَّق ْرِيَنْقَضُّ إلَيهَا.. فَأَتَاهَا!!
21 ـ مَسَّهَا ذُو لَهْفَة تَخْفى..، وَإنْ جَازَتْ مَدَاهَا
22 ـ قَالَ: سُبْحَانَ الذيِ سَوَّى!!وأَفْدِي مَنْ بَرَاهَا
23 ـ أَنْتَ..!! بِعْنِيهَا..
ـنَعَمْ إن شِئْتَ!! [تَعْسَا وَسَفَاهَا](61)
24 ـ قَالَ : بِالتِّبْرِ.. وَبالفِضَة، بالخزِّ..وَمَاشِ ئْتَ سِوَاهَا
25 ـ بِثِيَاب الخالِ(62).. بِالعَصْبِ المُوَشَّى..أَتَ راهَا؟
26 ـ وأدِيِمِ(63) الماعزِ المَقْرُوظِ.. أرْبَى مَنْ شَراهَا!
27 ـ [كَيْفَ قَالَ الشَّيخُ؟!.. كَلاَّ! إنَّهَا بعْضِي وَالمَالُ؟. بَل ِالمالُفَدَاهَا
28 ـ إنّها الفاقةُ والبُؤسُ!!.. نَعَمْ!.. هذا غِنًى!!.. كَلاَّوشَاهَا (64)
29 ـ بَلْ كَفَاني فَاقَةً.. لاَ!.. كَيْفَ أَنْساهَا؟..وَأَ نَّى؟! وَهَوَاهَا]
30 ـ لَمْ يَكَدْ.. حَتَّى رَأَى نَاسَا، وَهَمْساً،وَشِف َاهَا:
31 ـ بَايِع الشَّيْخَ! أَخَاكَ الشَّيْخَ!.. قَدْ نِلتَرِضَاهَا!!
32 ـ إنَّهُ رِبْحٌ..! فَلاَ يُفلتْكَ!.. أَعطَى،واشْتَرَ اهَا(65)!
33 ـ وَرَأْى كَفَّيِه صفْراً، وَرَأَى المَالَ...فَتَاه ا(66)
34 ـ لَمْحةً...، ثُمَّ تَجَلى الشَكُ عَنْهُ...،فَبَكَ هَا!
35 ـ وَرَثَاها بدُمُوع، وَيحَهُ! كَيْفَ رَثَاهَا؟1
36 ـفَتَوَلَّى.. وَسَعِيرَ النَّارِ يُخْفِي وَلظَاهَا!
37 ـ حَسْرَةٌ تُطْوَى عَلَى أَخْرَى..، فأَغْضْى... وَطَوَاهَا!

فاسمعْ إذنْ صَدَى صوتِ الشّمَّاخ:

38 ـ تَجَاوبُ عَنْهُ كُهُوفُ القُرُونِ، تَرَدَّدَ فِيها كَأنْ لم يَزَلْ
39 ـ وَأوْفَى عَلَى القِمَم الشَّامخَات: جبَالٌ مِنَ الشِّعْر مِنْهَا اسْتَهلْ(67)
40 ـ تَحَدَّرُ أَنْغْامُه المُرْسَلاَتُ، أَنَغَامَ سَيْل طَغْى وَاحتَفَلْ(68)
41 ـ رَأَى حُمرَ الوَحْشِ، فَابْتَزَّهَا(69) بِلاَبِلَها منْ حَدِيِث الوَجَلْ
42 ـ رَآهَا ظَمَاءً إلَى مَوْرِدٍ، فَفَزَّعَها عَنْه خَوْفٌ مَثَلْ(70)
43 ـ فَطَارتْ سِراعَا إلى غَيِِرِه، بِعَدْوٍ تَضَرَّمَ حَتى اشتَعَل
44 ـ فَلَم تَدْنُ حَتَّى رَأتْ صَائِدَينِ، فَصدَّتْ عَنِ المَوْتِ لما أَهَلّ
45 ـ فَكَالبَرْقِ طَارَتْ إلى مَأمَن عَلَى ذِي الأرَاكَةِ(71) صافيِ النَّهَلْ

.. فحَّلأهَا عَنْ ذِي الأرَاكَةِ عَامِرٌ
أخُو الخُضْر، يَرْمِي حَيْثُ تُكْوَى النَّواحِزُ
ـ قلِيلُ التِّلاَد، غَيَر قَوْسٍ وَأَسْهُمٍ؛
كَأَنَّ الَّذي يَرْمِي منَ الوَحْشِ، تَارِزُ
ـ مُطِلاَّ بزُرْقٍ مِا يُدَاوَى رَمِيُّها،
وَصَفْرَاءَ مِن نَبْعٍ عَلَيْهَا اَلَجلاَئِزُ

46 ـ فَكَيْفَ تَدَسَّسَ هَذَا البَيانُ حَتَّى رَأَى بعُيُونِ الحُمرْ؟
47 ـ وَكَيْفَ تَغَلْغَلَ هَذَا اللسَانُ وَبَيَّنَ عَنْ رَاجِفَاتِ الحَذَرْ(72)
48 ـ لَوَاهَا(73) عَنِ الَّريِّ عِرْفَانَهَا أَخَا الخُضْرِ، عرْفَان مَن قَدْ عَقَلْ!
49 ـ وَعَلَّمهاَ أَيْن تُكْوى اُلُجنُوب بنَارِ الطَّبِيبِ لِدَاءِ نَزَلْ!
50 ـ وَأَنَّ اَلخَصَاصَةَ(74) قَوْسُ البَئِيسِ، إذا انْقَذفَ السَّهْمُ عَنْها قَتَلْ!
51 ـ يُسَابِقُ مُسْتَنْهِضَاتِ (75) الفِرَارِ فَيَقْتُلُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلْ!
52 ـ فَيُدرِكُهَا الَموتُ مَغروسَة قَوائِمُها في الثَّرى..، لَمْ تَزُلْ!
53 ـ وَعَرَّفَهَا أَنَّهُنَّ السِّهَامُ: زُرْقٌ تَلأَلأُ أَوْ تَشْتَعلْ!
54 ـ وَصَفْرَاءُ فَاقِعَة (76)، أَذْ كَرَتْ مَصَارِعَ آبآئِهِن الأول
55 ـ سِهَامٌ تَرَى مَقْتَلَ الحَائمَاتِ(77)، وقَوسٌ تُطلُّ بِحتْفٍ أَظَلّْ!

ـ تَخَّيرَهَا القَوَّاسُ مِنْ فَرْعِ ضَاَلِة
لَهَا شَذَبٌ مِنْ دُونِها وَحَوَاجزُ
ـ نَمَتْ فيِ مَكَانٍ كنهَا، فَاسْتَوتْ بِهِ،
فَمَا دُونَها مِنْ غِيلِهَا مُتَلاَحِزُ
ـ فَمازَالَ يَنْجُو كُلَّ رَطبٍ وَيَابِس
وَيَنْغَلُّ..، حَتَّى نَالـَهَا وَهْوَ بَارِزُ
ـ فأَنْحَى عَلَيْها ذَاتَ حَدّ، غُرَابُهَا
عَدُوٌّ لأِوْسَاط العِضَاهِ مُشَارِزُ
ـ فَلما اطْمَأَنَّتْ في يَديْهِ..، رَأَى غِنًى
أحَاطَ بِهِ، وَأَزْوَرَّ عَمَّنْ يحُاَوِزُ

56 ـ تَخَّيرهَا بَائِسٌ، لَمْ يزل يُمَارِسُ أَمْثَالهَا مُذْ عَقَلْ
57 ـ تَبَيَّنَهَا وَهْيَ مَحْجُوَبةٌ، وَمِنْ دُونِها سِتْرُهَا المُنْسَدِلْ(78)
58 ـ حَمَاهَا العُيُونَ فأَخْطَأنَهَا، إلىَ أنْ أَتَاهَا خَبِيٌر عَضِلْ(79)
59 ـ رَأَى غَادَةَ نُشَّئَتْ في الـظِّلاَل، ظِلالِ النعيِم، فَصَلَّى(80) وهَلّ
60 ـ فَنَادَتْه مِنْ كِنِّهَا(81) فَاسْتَجَابَ: لَبَّيْكِ! [يَاقَدَّها المُعتَدلْ]
61 ـ سُتُورٌ مُهَدَّلَةٌ(82) دُونَهَا، وَحُرَّاسُها كَرِمَاِح الأَسَلْ
62 ـ يَبيسٌ(83) ورَطْبٌ وَذُو شَوكة فأَشَرطَها نَفْسَهُ.. لمُ يَبلْ
63 ـ وَسلَّ لِسَاناً من الباتِرَاتِ،... وَانَغلَّ(84) عاشِقُها اُلمخْتَبَلْ!!
64 ـ يَحُتُّ اليَبِيسَ(85)، ويُرْدِي الرِّطَابَ، ويُغْمِضُ في ظُلَمات تُضِلْ
65 ـ فَهَتَّكَ أَسْتَارَهَا بَارِزاً إلى الشَّمْسِ.. قد نَالَها! حَيَّهَلْ(86)!!
66 ـ فَأَنْحَى إلَيْها الِّلسَان الحَدِيدَ يَبْرُقُ..، وَهْوَ خَصِيمٌ جَدِلْ
67 ـ عَدُوٌّ شرِيس(88)، لَه سَطْوَةٌ بكُلِّ عَتِيٍ قَدِيِمِ الأَجَلْ
68 ـ فَأَثْكل أُمّا غذَتْها النَّعيمَ، ورَاحَ بِهاَ وَهْوَ بَادِي الجَذَلْ(89)
69 ـ فَلَمَّا اُطْمَأَنَّتْ على رَاحَتَيِه، وَعَيْنَاهُ تَسْتَرِقَانِ(90) القَبَلْ
70 ـ رَقَاهَا، فأَحْيَى صَبَابَاتِها بتَعْوِيذَةٍ مِنْ خَفِيِّ الغَزَلْ
71 ـ فَنَاجَتْه..، فَاهتَّز من صَبْوةٍ، وَمِن فَرَح بِالغِنَى المُقْتَبَلْ(91)
72 ـ وَأَعْرَضَ عَنْ كُلّ ذِي خَلّةِ (92)، غِنىً بالّتيِ حَازَهَا... وَانْفَتَلْ...

ـ فَمَظَّعَهَا عَامَيْن ِمـَاءَ لحَائِهَا
وَيَنْظُرُ منهَا : أَيَّهـَا هُو غَامِزُ
ـ أَقَامَ الثِّقافُ وَالطَّرِيدَةُ دَرْأَهَا،
كَمَا قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهَامِزُ

73 ـ مَعَ الشَّمْسِ عَامَيْنِ.. حَتَّى َتِجفَّ وَتَشْرَبَ مَاءَ لِحَاءِ(93) خَضلْ
74 ـ وَفِي البُؤسِ عَامَيْنِ... يَحْيَى لَهَا، وَيُحْييه منها: الغنَى وَالأَمَلْ
75 ـ تَردَّدَ عَامَيْنِ... مِنْ كَهْفِهِ إلَى مَهْدِهَا، عِنْدَ سَفْحِ الجَبَلْ
76 ـ يُغَنِّي لَهَا، وَهُوَ بَادِي الشَّقاءِ، بَادِي البَذاذةِ(94)، حَتَّى هُزِلْ
77 ـ يُقلبها بِيَديْ مُشْفِقٍ لَهِيف (95)، لطِيف، رَفِيق، وَجِلْ
78 ـ يُعَرِّضَها لِلَهيبِ الهَجِيِر، رَؤُوفاً بِهَا، عَاكِفاً لا يَمَلْ
79 ـ فَلَمَّا تَمَحَّصَ(96) عَنْهَا النَّعِيمُ، وَاْشْتَدَّ أُمْلُودُهَا، وَاْنْفَتَلْ
80 ـ عَصَتْهُ، وَسَاءتْهُ أَخْلاَقُهَا نُشُوزا(97)ً.. فَلَمَّا اْلتَوَتْ كَالمُدلْ
81 ـ أَعَدَّ الثِّقَافَ (98) لَهَا عاشِقٌ يُؤدِّبُها أَدَبَ المُمْتَثِلْ
82 ـ وَعَضَّ عَلَيْها.. فَصَاحَتْ لَهُ، فَأَشْفَقَ إشْفَاقَةً، وَانْجَفَلْ(99)
83 ـ فَجَسَّ، فَغَاظَتْهُ وَاْسْتَغْلَظَت ْ، فَعَضَّ بأُخْرَى، فَلَمْ تَمْتَثِلْ
84 ـ فَأَلْقَى الثِّقَافَ...، وَأَوْصى الطَّرِيدَةَ(100) أَنْ تَسْتَبِدَّ بِهَا، لاَ تَكِلْ
85 ـ وَألْقَمَهَا قَدَّها، فَانْبَرَتْ تُخَاشِنُها بغَلِيظٍ مَحِلْ(101)
86 ـ يُجَرِّدُهَا مِنْ ثِيَابِ العِنَادِ، وَمِنْ دِرْعِها الصَّعْبِ، حَتَّى تَذِلْ
87 ـ فَلمَّا تَعَرَّتْ لَهُ حُرَّةً وَمَمْشُوقَةَ القدَّ رَيَّا(102)، جَفَلْ
88 ـ وَسَبَّحَ لَمَّا اسْتَهَلَّتْ لَهُ، وَلاَنَ لَهُ ضِغْنُهَا(103)... وَابْتَهَلْ

ـ وذَاَقَ..، فَأَعْطَتْهُ مِنَ الَّلينِ جَانباً
كَفَى ـ وَلََهَا أَنْ يُغْرِقَ السَّهْمَ حَاجِزُ
ـ إذَا أَنْبَضَ الرَّامُونَ عَنْهَا، تَرَنَّمَتْ
تَرَنُّمَ ثَكْلَى أَوْجَعَتْهَا اَلجنَائـزُ
ـ هَتُوفٌ..، إذَا ماخَالطَ الظَّبْيَ سَهْمُهَا!
وَإنْ رِيعَ مِنْهَا أَسْلَمَتْه النَّوَاقِز

89 ـ أَطَاعَتْهُ مِنْ بَعْدِ أَنْ لَوَّعَتْهُ بَالوجْدِ عَامَيْنِ حَتَّى نَحلْ
90 ـ يُزَلْزِلُهُ أَمَلٌ يَسْتَفِزُّ فِي قَيْدِ بُؤْسٍ يُميِتُ الأَمَلْ
91 ـ فَلَمَّا أَذَاقَتْهُ، إذْ ذَاقَهَا، هَوًى أَضَمَرْتهَُ لَهُ لَمْ يَزَلْ
92 ـ تَبَّينَ إذْ رَامَهَا، حُرَّةً حَصَاناً(104)، تَعِفُّ فَلاَ تُبْتَذلْ
93 ـ تَلِينُ لأِنْبلِ عُشَّاقِهَا، وَتَأْبَى عَلَيْهِ إذَا مَا جَهِلْ(105)
94 ـ فَأَغْضى حَيَاءً..، وَأَفْضَى بِهَا إلَى كَهْفِهِ خَاطِفًا، قدْ عَجِلْ
95 ـ فَأَهْدَى لَهَا حِلْيةً صَاغَهَا بِكَفَّيْهِ، وَهْوَ الرَّفِيقُ العَمِلْ(106)
96 ـ تَخَيَّرَهَا مِنْ حَشَا أَذْؤبٍ (107)، رَآهَا لَدى أَمِّها تَسْتظِلْ
97 ـ أَعَدَّ لَهَا وَتَراً كَالشُّعاعِ حُرَّا..، عَلَى أَرْبَعٍ(108) قَدْ فُتِلْ
98 ـ فَلَمَّا تَحَلتْ بِهِ، مَسَّهَا فَحَنَّتْ(109) حَنِينَ المَشُوقِ المُضِلْ
99 ـ فَكَفَّلَهَا(110) مِنْ بَنِي أُمِّها صَغِيراً، تَرَدى بِرِيشٍ كَمَلْ
100 ـ لَهُ صَلعَةٌ كَبَصِيصِ الَّلهِيبِ مِنْ جَمْرةٍ حَيَّةٍ تَشْتَعِلْ
101 ـ فَضَمَّتْ عَلَيْه الَحشَا رَحْمَةً وَكَادَتْ تُكَلِّمُهُ.. لَوْ عَقَلْ!
102 ـ فَجُنَّ جُنُونُ المُحبِّ الغَيُورِ..! فَأَنْبَضَ(111) عَنْها أَبِيٌّ بَطَل!ّْ
103 ـ أرَنَّتْ(112) تُبَكِّي أَخَاهَا الصَّغِيرَ: وَيْحِي!! أَخِي!! وَيْلَهُ!! أَيْنَ ضَلّْ
104 ـ فَظَلَّ يُفَجِّعُها(113) : أَنْ تَرى جَنَائِزَ إخْوَتِها... وَآ ثَكَلْ!
105 ـ فأَعْرَضَ ظَبْيٌ(114) فَنَادَى بِهِ أَخُوهَا..، وَنَادَتْهُ: هَا! قَدْ قُتِل
106 ـ وَقَفَّاهُ(115) ظَبْيٌ فَصَاحَتْ بِهِ..، فَخَارَتْ قَوَائِمُهُ.. ، فَاضْمَحَلّْ
107 ـ فَآبَا.. يَسَائُلهَا: هَلْ رَضِيتِ بثُكلِ الأَحَبَّةِ؟ قَالَتْ : أَجَلْ
108 ـ فَبَاتَا بلَيْلِة مَعْشُوقَةٍ تُباذِلُ عَاشََقَها مَا سَأَلْ

ـ كـَأَنَّ عَلَيْهَـا زَعْفَرَانَاً تَميرُهُ
خـَوَازِنُ عَطـَّارٍ يَمـَان كَوَانِزُ
ـ إذَا سَقَط الأَنْدَاءُ، صِينَتْ وأُشْعرِتْ
حَبِيرًا، وَلَمْ تُدْرَجْ عَلَيهَا المَعَاوِزُ

109 ـ يُغَازِلُهَا، وَهْيَ مُصْفَرَّةٌ، عَلَيْها بَقِيَّةُ حُزْنٍ رَحَلْ
110 ـ تُنَاسِمُهُ(116) عِطْرَها، وَالشَّذَا شَذَا زَعْفَرانٍ عَتِيقِ الأَجَلْ
111 ـ تَوَارَثْنَهُ الغِيدُ يَكْنِزْنَهُ لِزِينَتِهنَّ، خَفِيَّ المَحَلّْ
112 ـ فَسَاهَرهَا(117) يَزْدَهِيِه الجَمَالُ وَيُسكِرُهُ العَرْفُ، حَتَّى ذَهَلْ
113 ـ فَنَادَتْهُ : وَيْحَكَ! أَهَلَكْتَنِي! أَغِثْنِي... هَذَا النَّدَى قَدْ نَزَلْ
114 ـ فَطَارَ إلَى عَيْبَة(118) ضُمِّنَتْ حَرِيرًا مُوَشَّى نَقِيَّ الخَمَلْ
115 ـ كَسَاهَا حَفِيّ بهَا عَاشِقٌ! إذَا أَفْرَطَ الحُبُّ يَوْمًا قَتَلْ
116 ـ فَأَلْبَسَها الدِّفْءَ ضِنَّا بِها... وَبَاتَ قَرِيرًا(119).. عَلَيْه سَمَلْ!!

ـ فَوَافى بِهَا أَهْلَ المَوَاسِم، فاْنْبَرَى
لَهَا بَيِّع يُغْلي بِهَا السَّوْم رَائِزُ
ـ فَقَالَ لَهُ : هَلْ تَشْتَرِيهَا؟! فَإِنَّهَا
تَبُاَعُ بِمَا بِيعَ التِّلاِدُ الحَرَائِزُ
ـ فَقـَالَ : إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ، وَأَرْبَعٌ
منَ السَّيَرَاءِ، أَوْ أَوَاقٍ نَوَاجِزُ
ـ ثَمَانٍ مِنَ الكُورِيِّ، حُمْرٌ، كَأنَّها
مِنَ الجَمْرِ مَا أَذْكَى عَلَى النَّارِ خَابِزُ
ـ وَبُرْدَانِ مِن خـَالٍ، وَتِسْعونَ دِرْهَمًا،
عَلَى ذاكَ مَقْروظٌ مِنَ الجـِلْدِ مَاعِزُ

117 ـ تَمَتَّع دَهْرًا بأَيَّامِهَا وَلَيْلاَتِهَا نَاعِماً قِدْ ثَمِلْ(120)
118 ـ يَرَاهَا، عَلَى بُؤْسِهِ، جَنَّة تَدَلَّتْ بِأَثْمَارِهَا، فَاسْتَظَلّْ
119 ـ تُصَاحِبُهُ فِي هَجِير القِفَارِ، وَفِي ظُلَم الَّليْلِ أَنَّى نَزَلْ
120 ـ فَيَحْرُسُهَا وَهْو فِي أَمْنَةٍ(121)، وَتَحْرُسُهُ فِي غَوَاشِي الوَجَلْ
121 ـ يَجُوبُ الوِهادَ(122)، وَيَعَلُو النِّجادَ، وَيَأْوِي الكَهُوفَ، وَيَرْقَى القُلَلْ
122 ـ ويُفْضي إلَى مُسْتَقَّر الحُتُوفِ: فِي دَارِ نِمْرِ، وَذِئْبٍ، وَصِلّْ(123)
123 ـ مَنَازِلَ عَادٍ، وَأَشْقى ثَمُودَ، وَحِمْيَرَ، وَالبَائِدَاتِ(1 24) الأُوَلْ
124 ـ مَجَاهِلَ مَا إنْ بِهَا مِنْ أَنِيسٍ، وَلاَ رَسْم دَارٍ يُرَى أَوْ طَلَلْ
125 ـ يُعَلِّمُهَا كَيْفَ كَانَ الزَّمَانُ، وَمَجْدُ القَدِيم، وَكَيْف انَتَقَلْ!
126 ـ وَكَيْفَ تَسَاقَى بِهَا الأَوَّلُونَ رَحِيقَ الحَيَاةِ وَخَمْرَ الأَمَلْ!
127 ـ وَأَيْنَ الأَخِلاَّء كَانُوا بِها يَجُّرونَ ذَيْلَ الهَوَى وَالغَزَلْ!
128 ـ وَملْكٌ تَعَالَى، وَطَاغٍ عَتَا، وَحُر أَبَى وَحَرِيصٌ غَفَلْ!
129 ـ فَدَمْدَمَ(125) بَيْنَهُمُ صَارِخٌ: بَقَاء قَلِيلٌ!! وَدُنْيَا دُوَلْ!!
130 ـ فَعَرْشٌ يَخِرُّ، وَسَاعٍ يَقَرُّ(126)، وَسَاقٍ يَمِيلُ.. وَنَجْمٌ أَفَلْ!!
131 ـ زَهِدْتُ إليْك وَفَارَقْتُهُمْ أَخِلاَّءَ عَهْدِ الصِّبَا وَالجَذَلْ
132 ـ فَنِعْمَ الصَّدِيقُ! وَنِعْمَ الخَلِيلُ وَنِعْمَ الأَنِيسُ.. وَنَعْمَ البَدَلْ!!
133 ـ صَدِيقٌ(127) صَدَاقَتُها حُرَّةٌ، وََخِل خِلاَلَتُهَا لاَ تُمَلّْ
134 ـ وَغَابَا مَعًا عَنْ عُيُونِ الخُطُوبِ، وَعَنْ كَلِّ وَاشٍ وَشى أَوْ عَذَلْ
135 ـ وَعَنْ فِتْنَةٍ تُذْهِلُ العَاشِقَيْن، تُضِيءُ الدُّجَى لِدَبِيبِ المَلَلْ
136 ـ وَطَالَ الزَّمَانُ، فَحَنَّتْ بِهِ إلى الحَجِّ دَاعِيَةٌ تَسْتَهلّ(128)
137 ـ آَذَانٌ مِنَ اللّْهِ! كَيْفَ القَرَارُ؟ وَأَيْنَ الفِرَارُ؟ وَكَيْفَ المَهَلْ(129)
138 ـ تُرَدِّدُهُ البَيدُ بَيْنَ الفِجَاجِ، وَفَوْقَ الجِبَالِ، وَعِنْدَ السُّبُلْ
139 ـ أَصَاخَ لَهُ، وَأصَاخَتْ لَهُ، وَلَبَّتْهُ فَاْمْتَثَلتْ، وَامْتَثَلْ
140 ـ وَطَارَا معًا كَظِمَاءِ القَطَا(130)، إلَى مَوْرِدٍ زَاخِرٍ مُحْتَفِلْ
141 ـ فَوَافى المَوَاسِم. فَاسْتَعْجَلتْ تُسَائلُهُ: مَنْ أَرَى؟.. أَيْن ضَلْ؟
142 ـ أَسَرَّ إلَيْها: أولاَكِ الحَجِيجُ!! فَلَبَّى لِرَبٍ تَعَالَى وَجَلْ
143 ـ وَنَادَتْهُ جَافِلَةً(131): مَا تَرَى! أَجَذْوَة نَارٍ أَرَى أَمْ مُقَلْ؟
144 ـ فَمَا كَادَ... حَتَّى رَأَى كَاسِرًا(132) تَقَاذَف مِن شَعَفَاتِ الجَبّلْ
145 ـ يُدَانِي الخُطَا، وَهْوَ نَارٌ تَؤُجُّ(133)، وَيُبْدِي أَنَاةً تَكْفُّ العَجَلْ
146 ـ وَمَدَّ يَدا لا تَرَاها العُيُونُ، أَخْفَى إذَا مَا سَرَتْ مِنْ أجَلْ
147 ـ وَنَظْرَةَ عَيْنٍ لَهَا رَوْعَةٌ، تُخَالُ صَلِيلَ سُيُوفٍ تُسَلّْ
148 ـ فَلَمَّا أَهَلَّ وَأَلْقَى السَّلاَمَ، واْفتر عَنْ بَسْمِة المخْتَتِلْ(134)
149 ـ وَقَالَ : أذِنْتَ؟! وَيُمنَى يَدَيْه تَمَسُّ أَنَامِلُهَا مَا سَأَلْ
150 ـ رَأَى بَائسا مَالهُ حُرْمةٌ تَكُفُّ أَذىً عنه..، بُؤْسٌ وذُلْ
151 ـ وَقَالَ : فَدَيْتُكَ! مَاذَا حَمَلتَ؟ وَمَاذَا تَنَكَّبْتَ(135) ياَذَا الرِجُلْ؟!
152 ـ وَأَفْدِي الَّذِي قَدْ بَرَى عُودَهَا، وَقَوَّمَ مُنْآدَها(136)، وَاعْتَمَلْ!!
153 ـ فَهَزَّتْهُ مَا كِرَةٌ، (137)لم يَزَلْ يَتِيهُ بِهَا السَّمْعُ، حَتَّى غَفَلْ
154 ـ فَأَسْلمَهَا لِشَدِيد المِحَالِ(138)، ذَلِيقِ الِّلسَانِ، خَفِيِّ الحِيَلْ
155 ـ فَلَمَّا تَرَامَتْ عَلَى رَاحَتَيْه، وَرَازَ(139) مَعَاطِفَهَا وَالثِّقَلْ
156 ـ دَعَتْ: يَاخَلِيليَ! مَاذَا فَعَلْتَ؟! أَأَسْلَمْتَني؟ ! لِسَوَاكَ الهَبَلْ(140)!!
157 ـ فَخَالَسَهَا (141) نَظْرَةً خَفَّضَتْ غَوَارِبَ جَأْشٍ غَلاَ بِالوَهَلْ
158 ـ وَقَالَ : لَكَ الخَيْرُ! فَدَّيْتَنِي بنَفْسِكَ!!

ـ بَارِي قِسِيّ!
ـ أَجَلْ!!

159 ـ فَبِعْنِي إذَنْ!!
ـ هِيَ أغـْلَى عَلَّي، إذَا رُمْتَهَا، مِنْ تِــلاَد(142)ٍ جـــَلَلْ!
160 ـ فَقَالَ : نَعَمْ! لَكَ عِنْدِي الرِّضى، وَفَوْقَ الرِّضَى!
ـ [وَيْلهُ مَنْ مُضِلْ!]
161 ـ فَهَلْ تَشْتَرِيهَا(143) !..

ـ نَعَمْ أَشْتَرِي!
ـ لَكَ الوَيْلُ مِثْلُك يَوْمًا بَخِلْ!

162 ـ فَدَيْتُكَ!! أَعْطَيْتُ مَا تَشْتَهِيهِ!.. مَابِيَ فَقْرٌ ولا بِي بَخَلْ(144)!
163 ـ فَنَادَتْهُ، وَيْحَكَ! هَذَا الَخِبيثُ! خُذْنِي إَليْكَ، وَدَعْ مَا بَذَلْ
164 ـ فَبَاسَمَها(145) نَظْرَةً..، ثُمَّ رَدَّ إلَى الشَّيْخِ نَظْرَةَ سُخْرٍ مُطِلّْ:
165 ـ بكَمْ تَشْتَرِيها؟!..
فَصَاحَتْ بِهِ : حـَذَارِ! حـَذَارِ! دَهَـاكَ الخَبَلْ!!
166 ـ لَهُ رَاحَةٌ نَضَحَتْ(146) مَكْرهَاَ عَلَي، فَدَع عَنْكَ! لاَ تُغْتَفَلْ
167 ـ فَقَالَ : إزَارٌ مِنْ الشَّرْعَبِيِّ(1 47) وَأَرْبَعُ مِنْ سِيَرَاءِ الحُلَلْ
168 ـ بُرُودٌ تَضِنُّ بِهِنَّ التِّجَارُ(148) إذَا رَامَهُنَّ مَلِيكٌ أَجَلّْ
169 ـ وَمِنْ أَرْضِ قَيْصَرَ : حُمْرٌ ثَمَانٍ جَلاَهَا (149) الهِرَقْلِيُّ، مِثْلُ الشُّعَلْ
170 ـ ثَمَان تُضيءُ عَليكَ الدُّجَى! إذا عَمِيَ النَّجْمُ، نعمَ البَِدلْ
171 ـ وَبُرْدَانِ من نَسْجِ خَالٍ(150)، أَشَف وَأَنْعَمُ مِنْ خَدِّ عَذْرَاءَ..، بَلْ
172 ـ إذَا بُسِطَا َتْحَتَ شَمْسِ النَهارِ، فَالشَّمْسُ تَحْتَهُمَا..، لَيْسَ ظِلّْ
173 ـ وَتِسْعُون مِثْلُ عُيُونِ الجَرَادِ..، بَرَّاقَةٌ كَغَدِيرِ(151) الوَشَلْ
174 ـ كَمِرْآةِ حَسْنَاءَ مَفْتُونٍة، كَرَأْسِ سِنَانٍ حَدِيثٍ صُقِلْ
175 ـ أَجَلْ..!! وَأَدِيمٌ(152) كَمِثْلِ الحَرِيرِ، يُطْوَى وَيُرْسَلُ مثْلَ الخَصَلْ
176 ـ وَحَوْلَهُمَا زَفَرَاتُ الزِّحَامِ، وَأَذْنٌ تَمِيلُ، وَرَأْسٌ يُطِلّْ
177 ـ وَغَمْغَمَةٌ(153) وَحَدِيثٌ خَفِيٌ وَنَغْيَةُ زَارٍ، وآتٍ سَأَلْ
178 ـ وَعَاشِقةٌ في إِسَارِ(154) السوَامِ!! وَعَاشقُها في الشَرَاكِ اُحْتُبِلْ
179 ـ تُنَادِيه مَلْهُوفَة تَسْتَغِيثُ، ضَائَعَةُ الصَّوْتِ..، عَنْهَا شُغِلْ

ـ فَظَلَّ يُنَاجِي نَفْسَهُ وَأمِيرِهَا
أيَـأْتِي الَّذِي يُعْطى بِهـَا أَمْ يُجـَاوزُ
ـ فَقـَالوا لـهُ : بَايِعْ أَخـَاكَ.. وَلا يَكُنْ
لَكَ اليَوْمَ عَنْ رِبْحٍ مِنَ البَيْعِ لاَهِزُ

180 ـ [أَعُوذُ بِرَبِّي وَرَبّ السَمَاء وَالأرْض!.. مَاذَا يَقْولُ الرَّجُلْ؟!
181 ـ أَجُنَّ؟! نَعَمْ.. لاَ!.. أَرَى سُورةً(155) مِنْ العَقْل، لاَخَلجَاتِ الخَبَلْ!
182 ـ وَعَيْنَيْ صَفَاءِ كَمَاء القلاَتَ(156)، وَعِرْنِينَ أَنْفٍ سَمَا وَاعتَدَلْ
183 ـ وَجَبْهَةَ زَاك (157)، نَمَاهُ النَّعِيمُ في سُؤْدُدٍ وَسَرَاءٍ نَبُلْ
184 ـ أَيُعْطِي بِهَا المَالَ؟! هَذَا الخَبَالُ! قَوْس وَمَالٌ كَهَذَا؟ ثُكِلْ!!
185 ـ وَيَارَبِّ! يـَارَبِّ! مَاذْا أقَولُ؟.. أقَولُ نَعَـمْ!.لا فَهَذَا خَطَلْ
186 ـ أَبِيعُ!! وَكَيْفَ!.. لَقَدْ كَادَنِي(158) بِعَقْلِي هَذَا الخَبيثُ الَمِحْل
187 ـ أُفَارِقُها! وَيْكَ(159)!! هَذَا السَّفَاهُ! قَوْسِيَ! كَلاَ! خَدَيني وَخِلّْ!!
188 ـ أَجَلْ!! بَلْ هُوَ البؤْسُ بَادٍ عَليَّ! فأَغْراهُ بي! وَيْحَهُ! مَا أَضَلّْ!!
189 ـ يُسَاوِمُنِي المَالَ عَنهَا؟! نَعَمْ!.. إذَا لَبِسَ البُؤْسُ حُرَّا أَذَلّْ
190 ـ إذَا مَا مَشَى تَزْدَرِيِه العُيُونُ، وَإنْ قَالَ رُدّ كَأَنْ لَمْ يَقُلْ
191 ـ نَعَمْ! إنَّهُ البُؤْسُ!! أَيْنَ المَفَرُّ مِنْ بَشَرٍ كَذِئَاب الجَبَلْ؟!
192 ـ ثَعَالبُ نُكْرٍ(160) تُجِيدُ النِّفَاقَ حَيْثُ تَرَى فُرْصةً تُهْتَبَلْ
193 ـ كلاَبٌ مُعَوَّدَةٌ لِلهَوَانِ تُبَصْبِصُ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ بَذلْ
194 ـ فَوَيْحِي مِنَ البُؤْسِ!.. وَيْلٌ لَهُمْ!!. أَرى المَالَ نُبْلاً يُعَلي السِّفَلْ(161)
195 ـ فَخُذْ مَا أَتَيِتَ بِهِ..!! إِنَّه مَلِيك يُخَافُ، وَرَبٌ يُجَلّْ
196 ـ وَسُبْحَانَ رَبِّي! يَدِي! مَا يَدِي؟! بَرِيْتُ القِسِيَّ بها لم أَمَلْ!
197 ـ حَبَاني(162)ِ به فاطِرُ النَيِرِّات وَبَاري النَّباتِ وَمُرْسِي الجَبَلْ!
198 ـ وَأَوْدَعَهَا سِرَّهَا عَالِم خَبِيرٌ بَمكْنُونِها لَمْ يَزَلْ!
919 ـ وَفِي المَالِ عَوْنٌ عَلى مِثْلِها! وَفِي البُؤْسِ هُونٌ(163)، وَذُلٌّ، وَقُلّْ!]
200 ـ تَنَادَوْا بِهِ : أنْتَ؟! مَاذَا دَهَاكَ؟! مَالكَ يَا شَيْخُ؟! قُلْ يَا رَجُلْ!
201 ـ وَآتٍ يَُصِيحُ، وَكَفٌّ تُشِيرُ، وَصَوْتٌ أَجَشُّ(164)، وَصَوْتٌ يَصِلّْ!
202 ـ وَطَنَّتْ مَسَامِعُهُ طَنَّةً..، وَزَاغَتْ نَوَاظِرُهُ وَاخْتُبِلْ
203 ـ .. وَأَفْضَى إِلَيْهِ كَهَمْسِ المَرِيضِ أَشْفَى(165) عَلَى المَوْتِ مَا يَسْتَقِلّْ..
204 ـ تُنَادِيِه: وَيْحَكَ! وَيحِي!! هَلَكْتُ!! أَتَوْكَ بَقَاصِمَةٍ! وَآثَكَلْ!
205 ـ تَلَفتَ يَصْغِي..، وَمِثْلُ الَّلهيبِ ضَوْضَاءُ وَعْوَعَةٍ(166) فِي زَجَلْ
206 ـ فَهَذَا يُؤُجُّ(167)..، وَهـَذَا يَعَجُّ..، وَهَذَا يَخُورُ..، وَهَذَا صَهَلْ!
207 ـ وَدَان يُسِرُّ..، وَدَاعٍ يَحُثُّ..، وَكَفٌّ تُرَبِّتُ: بِعْ يَا رَجُلْ!
208 ـ لَقَدْ بَاعَ! بْع! بَاعَ! لاَ لَمْ يَبِعْ! غِنَى المالِ! وَيْحَكَ! بعْ يَا رَجْل!
209 ـ [وَحَشْرجَةُ(168) الموْتِ: خُذْنِي.. إلِيكَ!!

ـ لَبِّيْكِ!! لَبِّيْكِ!]
بِعْ يَا رَجُلْ!!

210 ـ [أَغِثْنِي!. أَجَلْ!]
بَاعَ! مَاذَا؟! أَبـَاعَ؟! نَعْم بَاعَ قَدْ بـَاعَ! حَقّاً فَعَلْ؟!
211 ـ [أَغِثْنِي! أَغِثْنِي! نَعَمْ!]

قَدْ رَبِحْتَ!!.. بــُورِكَ مــَالُكَ!
أَيْنَ الرَّجـــــــُل ْ؟!

112 ـ مَضَى!.. أَيْنَ!.. لاَ، لَسْتُ أَدْرِي!.. مَتَى؟

لَقَدْ بِعْتَ ؟!.. كــَلاّ وَكَــلاّ.. أَجَلْ!

213 ـ لَقَدْ بِعْتَ! قَدْ بِعْتَ!

ـ كــَلاّ! كَذَبْتَ!
لَقَدْ بِعْتَ! قَدْ بــــَاعَ!
ـ وَيْحِي! أَجـــَلْ

214 ـ لَقَدْ بِعْتُهَا.. بِعْتُهَا.. بِعْتُهَا.. جُزِيتُمْ بَخْيرِ جَزَاء، أَجَلْ!!..
215 ـ أَجَلْ بِعْتُهَا.. بِعْتُهَا. بِعْتُهَا!! أَجَلْ بِعْتُهَا!! لا،َ أَجَلْ لا،َ أَجَلْ

فَلَمَّاَ شَرَاهَا فَاضَتِ العَيْنُ عَبْرَةً،
وَفِي الصَّدرِ حَزَّازٌ مِنَ الوَجْدِ حَامِزُ

216 ـ [أَجَلْ.. لاَ أَجَلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا!. أَجَلْ بعتها! بِعْتُهَا!.. لاَ أَجَلْ
217 ـ وفَاضَتِ دُمُوعٌ كَمِثْلِ الحَمِيم(169)، لَذَّاعَةٌ، نَارُها تَسْتَهِلّْ
118 ـ بُكَاء مِنَ الجَمْرِ جَمْرِ القُلُوبِ، أَرْسَلهَا لاَعِجٌ(170) مِنْ خَبَلْ
219 ـ وَغَامَتْ بِعَيْنَيْهَ، وَاْسْتَنْزَفَت ْ دَمَ القَلْبِ يَهْطِلُ فِيما هَطَل
220 ـ وَخَانِقَةٌ ذَبَحَتْ صَوْتَهُ، وَهيضَ(171) اللِّسَانُ لَهَا وَاعْتقِلْ
221 ـ وَأَغْضَى عَلى ذِلَّة مُطْرِقًا، عَلْيه مِنْ الهَمِّ مِثْلُ الجَبلْ
222 ـ أَقَامَ..، وَمَا إِنْ بِهِ مِنْ حَرَاكٍ، تَخَاذلُ (172) أَعَضَاؤُهُ كَالأَشَلّْ
223 ـ وَفِي أُذَنْيهِ ضَجِيجُ الزِّحَامِ، وَ«بعْ بَاعَ، بعْ بَاعَ، بعْ يَا رَجُلْ»!
224 ـ وَأَخْلَدَ فِي حَيْثُ طَارَ السوَامُ(173) بِمُهْجَتِهِ، كَأرُومٍ مَثَلْ
225 ـ كَأَنْ صَخْرةٌ نَبَتَتْ، حَيْثُ قَامَ، تِمثَال حُزْنٍ صَلُودٍ(174) عُتُلْ
226 ـ وَمِنْ حَوْلِهِ النَّاسُ مِثْلُ الدَّبَى(175) عِجَالاً تَنَزى، دَهَاهُنَّ طلْ
227 ـ فَمِنْ قَائِلٍ : فَازَ! رَدَّت عَلَيْهِ قَائِلَةٌ : لَيْتَهُ مَا فَعَلْ!
228 ـ وَمِنْ هَامِسٍ: وَيْحَهُ مَادَهَاهُ! وَمِنْ مُنْكِرٍ: كَيْفَ يَبْكِي الرَّجُلْ!
229 ـ وَمِنْ ضَاحِكٍ كَرْكَرَتْ(176) ضَحْكَةٌ لَهُ مِنْ مَزُوحٍ خَبِيثٍ هَزَلْ
230 ـ ومِنْ سَاخِر قَالَ : يَا آ كِلاً! تَلَّبسَ فِي سَمْتِ(177) مِنْ قَدْ أُكِلْ!
231 ـ وَمِنْ بَاسـِطٍ كَفَهُ كَالمُعَزِّي وَهَيْنمَةٍ(178) غَمْغَمَتَ لَمْ تُقَلْ
232 ـ وَمِنْ مَشْفِقٍ سـَاقَ إِشْفَاقَهُ وَوَلَّى، وَمُلْتَفِتٍ لَمْ يُوَلّ
233 ـ وَسَالَت جُمُوعُهُمُ فِي الرِّمَالِ.. وَمَاتَ الوَغَى(179).. غَيْرَ حِسّ يَصِلّْ
234 ـ وَأَسْـفَرَ(180) وَانْجَابَ دَاجِي السَّوَادِ عَنْ مُخْبتٍ خَاشِع كَالمُصَلّْ
235 ـ وَظَلَّ طَوِيلاً.. لَهُ سَبْتَةٌ(181) وَإطْرَاقَةٌ، وَأَسىً يَنْهَمِلّْ
236 ـ أَفَاقَ وَقَيذَاً(182)، بَطِيءَ الإِفَاقَةِ.. يَرْفَعُ مِنْ رَأْسِهِ كَالمُطِلّْ
237 ـ وَقَلّبَ عَيْنِيهِ: ماذَا يَرى؟ وَأَيْنَ الزِّحَامُ؟ وَأيْنَ الرَّجُلْ!
238 ـ رَأَى الأرْضَ تَمْشِي بِهِم كَالخَيَال، أَشَبْاحُهُمْ خُشُبٌ تَنْتَقِلْ
239 ـ وَهَامٌ(183) مُحَّلقَةٌ رُجـَّفٌ، وأُخْرى بَدَتْ كَنَزِيعِ البَصَلْ
240 ـ وَأَغْربةٌ (184): بَعْضُها جَاثِم يُحَرِّك رَأْسًا، وَبَعْضٌ حَجَلْ
241 ـ وَحَيَّاتُ وَادٍ، لِشَمْسِ الضُّحَى تُلوّي حَيَازَيمَها(185) والقُلَلْ
242 ـ وَأَزْفَلَةٌ(186) مِنْ ضِبَاع الفَلاَة تَخْمَعُ مِنْ حَوْلِ قتْلَى هَمَلْ
243 ـ وَهَنَّا وَهَنَّا ضِبَابٌ(187) مَرَقْن مِنْ كُلّ جُحْر لسَيْل حَفَلْ
244 ـ وَثَوْبٌ يََطِيرُ بِلاَ لاَبِسٍ، يَمِِيلُ مَعَ الرِّيحِ أَنَّى تَمِلْ
245 ـ تَمَطّى بِهِ البعْثُ مِنْ نَعْسَةٍ، ومِنْ سِنة كَفُتُورِ الكَسَلْ
246 ـ وَدَبَّتْ إِليْه بَقَايَا الحَياةِ، فَرَفَّعَ أَعْطَافَهُ(188) وَاعْتَدَلْ
247 ـ وَظَلَّ يُنَازِعُ كَبْلَ(189) الذُّهُول وَيَحْتَلِجُ النَّفْسَ مِنْ أَسْرِ غُلْ
248 ـ كَنَاشِطِ(190) ثِقْلٍ طَوِيلِ الرِّشَاِء مِنْ هُوّة في حَضِيض الجَبَلْ
249 ـ رُوَيْدَا رُوَيْدَا فَثابَتْ لَهُ مُلَجْلَجَةً(191) يَعْتَرِيهَا هَلَلْ
250 ـ وَمِثْلَ الحَمَامَة بَيْنَ الضّلُوعِ قَدْ انْتَفَضَتْ مِنْ غَواشِي بَلَلْ
251 ـ يُقَلِّبُ جمْجُمَةً، خَالهَا كَجُلمُودِ صَخْرٍ رَكين(192)ٍ حَمَلْ
252 ـ فَلأياً بِلأَي(193)ٍ وَآبَتْ لَهُ مُبَعْثَرَة مِنْ أَقَاصِي العِلَلْ
253 ـ وَنَفَّسَ عَنْ صَدْرِهِ زَفْرَةً، وَخَامَرَهُ(194) البُرْءُ حَتَّى أَبَلّْ
254 ـ أَحَسَّ بكَالجَمْر فِي رَاحَتَيْه: سَعِير تَوَقّد!! مَاذَا احْتَمَل؟
255 ـ وَيَبْسُطُ كَفَيهِ: مَاذَا أَرى جَوَابٌ حَثِيثٌ وَلوْ لَمْ يَسَلْ!!
256 ـ عُيُونٌ تُحَمْلِقُ فِي وَجْهِه، مِنْ الخُبْثِ تَزْهَرُ(195) أَوْ تأتَكِلْ!!
257 ـ [أَجَلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا بِعْتُهَا!.. بَقَاءٌ قَلِيلٌ وَدُنْيَا دُوَلْ!]
258 ـ وَألْقَى الغَنىِ لِلثَّرى! وَانَتَحَى(196) وَنفَّض كَفَيْهِ: [حَسْبي! أَجَلْ]
259 ـ وَألْقَى إلَى غَالِيَاتَ الثِّيَابِ وَالبَزِّ نَظْرَةَ لاَ مُحْتَفلْ!
260 ـ وَوَلى كَئيبًا ذَلِيلَ الخُطَا، بَعيدَ الأَنَاةِ، خَفَّيِ الغُلَلْ(197)!
261 ـ وَأَوْغل فِي مُضْمرَاتِ(198) الغُيُوبِ يَطْوِي البَلاَبلَ طَيَّ السِّجِلّْ
262 ـ أرَادَ لِيَنْسَى وَبَيْنَ الضُّلوُعِ نَوَافِذ مِنْ ذِكَرٍ تَنْتَضِلْ
663 ـ فَأَحْيَتْ صَبَابتَهُ، وَالجِرَاحُ دِمَاءٌ مُفَزَّعَةٌ لَمْ تَسِلْ
264 ـ تُرِيهِ الرُّؤَى وَهْوَ حَيُّ النَّهارِ، وَتسْري بِهِ وَهْوَ لَمْ يَنْتَقِلْ
266 ـ وَيَبْسُطُ كَفَّيه مُسْتَغْرِقًا، فَتَحْسَبُهُ قَارِئًا قَدْ ذَهِلْ
267 ـ يَرَى نِعْمَة لَبِسَتْ نِقْمةً، وَنُورًا تَدَجَّى(199)، وَسِحْرا بَطَلْ
268 ـ وَآيَتَهُ(200) عَاثَ فِيهَا الشُّحُوبُ فَأنَكَرَ مِنْ لَوْنِها مَا نَصَلْ
269 ـ وَأسَرارَهَا(201) فَضَّهَا طَائف لَهُ سَطْوَة وأَذى حَيْثُ حَلْ
270 ـ وَسَحْقَ(202) غِشَاءِ عَلَى أَعْظُمُُ، تَهَّتَك مثْلَ الأدِيم النَّغِلْ
271 ـ وَمَستْ أَنامِلَهُ رَجْفَةٌ، تَسَاقَطَ عَنَها سَنَاهَا(203) وَزَل
272 ـ وَأَفْضَى بَنظْرَتِهِ نَافِذًا إلى غَيْبِ مَاضٍ بَهَيمِ(204) السُبُل
273 ـ تَلاَوَذُ(205) أَشباحُهُ، كَالذَّليلِ، بِلُغْزِ نَخِيلٍ، وَدَاجِي دَغَلْ
274 ـ وَأَسْوِدَةً خَطِفَتْ فِي الظلاَم هَارِبة مِنْ صَيُودٍ خَتَلْ
275 ـ وَطْيرًا مُرَوَّعَةً أَجْفَلَت، وَآمِنَ طَيْرٍ وَدِيعٍ هَدَلْ(206)
276 ـ وَشقَّت لَهُ السُّدَفَ(207) الغَاشِيَاتِ حَسْنَاء ضالٍ عَلَيهْا الحُلَلْ
277 ـ أَضَاءَ الظَلاَمُ لَهَا بَغْتَةً، وَقَوَّضَ خَيْمتَهُ وَاُرْتَحَل
278 ـ أَطَلَّتْ لَهُ مِنْ خِلاَل الغُصُونِ عَذْرَاء مَكْنُونَة لَمْ تُنَلْ
279 ـ «رَأى غَادَةً نُشّئَتْ فِي الظِّلاَلِ، ظِلاَل النَّعِيم»، عَلَيْهَا الكللْ(208)
280 ـ عَروسٌ تَمَايَلُ مُخْتَالَةً، تُمِيتُ بدَلّ، وَتُحْيِي بِدَلَ
281 ـ وَنَادَتْه، فَاَرَتـَدَّ مُسْتَوفِزًا(209) بَجُرْحٍ تَلَظى وَلمْ يَنْدمِلْ:
282 ـ أفِق! قَدْ أَفَاقَ بِها العَاشِقُون قَبْلَكَ، بَعْدَ أَسىً قَدْ قَتَلْ!
283 ـ أَفِقْ! يَا خَلِيلِي! أفِق! لاَ تَكُنْ حَلِيف الهُمُومِ، صَرَيع العِلَلْ
284 ـ فَهَذَا الزَّمَانُ، وَهَذِي الحيَاةُ، عَلّمْتِِنيها قَدِيمًا: دُوَلْ!!
285 ـ أَفِقْ! لاَ فَقَدْتُكَ! مَاذَا دَهَاكَ؟! تَمَّتعْ! تَمَتَّع! بِهَا! لاَ تَبلْ!
286 ـ بِصُنْع يديْك تَرَاني لَدَيْكَ، فِي قَد أخْتِي! وَنِعْمَ البَدَلْ!
287 ـ صَدَقْتِ! صَدَقْتِ!. وَأَيْنَ الشبَابُ؟ وَأَيْنَ الوَلْوعُ؟ وَأَيْنَ الأَمَلْ
288 ـ صَدَقْتِ صَدَقْتِ!!.. نَعْمَ قَدْ صَدَقْتِ! وَسِر يَدَيْك كَأنْ لَمْ يَزَلْ
289 ـ حَبَاكَ بِهِ فَاطِر النَيِّراتِ، وَبَارِي النَّبَاتِ، وَمَرْسِي الجَبلْ
290 ـ فَقُمْ! وَاسْتَهِلَّ(210) وَسَبِّحْ لَهُ! وَلبّ لِرَبٍ تَعالىَ وَجَلّْ


.... وَأستغْفِر اللَّه، فإلا تكنْ رَضيتَ فقد أَمْلَلْتك، وَإذَا أنا قد أسأتُ من حيثُ أردْتُ الإحسان.. ولكنَّكَ بعثتَ كَوامِنَ نفسِي مُنْذ رأيتُك، فتوَسَّمْتُ وَجْهك، وعرفتُ فيه شيئًا أخطأتُه في وُجوه كثير من أهلِ زَماننا، فأحببتُ أن أعِظك وَأعظَ نفسي بِنْعمة اللَّه عَلَى عباده، إذ جَعَل بعضَهم لبعضٍ قُدوة ًوَعِبْرَةً، وَآتاهُم من مكنونِ عِلْمه مالا يغُفلُ عَنْه إلاّ هالكٌ، ولا يُضَّيعه إلاّ مُسْتَهينٌ لا يبالي. وقد بلّغنَا رسولُ اللَّه عن ربهِّ بلاغًا يُضيء لكَل حَيِّّ نَهْجَ حياتِه، ويُمْسِكُ عليه هَدْي فِطْرته، إذ قال: «إنّ اللَّه يُحِبُّ إذَا عَمِل أَحَدُكُم عملاً أن يُتْقِنَه» وقال: «إنّ اللَّه كتَبَ الإحْسانَ على كُلِّ شيء، فإذَا قَتَلْتم فأحسِنُوا القِتلة، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنُوا الذِّبْحة، وَليُحدَّ أحدُكُمْ شَفْرتَه، ولْيُرِحْ ذَبِيحتَه» فَانْظُر إلى أين كتب اللَّه عَلَينا أن نبلُغَ في إتقان ما نَصْنع، وإحسانِ ما نَعْمَل!
اللهُم إنَّا نسألُك الثباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشْد، والإتقَان في العَمَل، وَالإحسانَ فيما نأتي وما نَذر. وَنسْأَلُكَ منْ خير ما تَعْلم، ونعوذُ بك من شَرّ ما تَعْلم. وَنسألُك قَلْبا سَلِيمَا، ولسانًا صادقًا، وعملاً صالحًا، وسَداداً في الخير. والسلامُ على مِنْ اتَّبَع الهُدَى.

من أخيك..
محمود محمد شاكر
القاهرة: 17 ربيع الآخر سنة 1371هـ
15 يناير سنة 1952م
ـــــــــــــــ ــــــــــــــ

عبدالقادر بن محي الدين
2008-11-29, 09:05 PM
حلم مزعج

قالت : غفوتُ هنيهة في حضن ليلٍ مُعتمِ
فرأيتُ في فمي يداً سرقت طعامي من فمي
ولهذه اليد ألفُ ظُفرٍ مثل ظُفر الضّيغم
نهشتْ بها لحمي وعظمي نهش جبّارٍ عَمِ
ولها فمٌ يسعُ الورى طُرّاً به شربت دمي
وظننتُ أنّ مدينتي بدأت مراسمَ مأتمي
فإذا بها تلقى معي نفس المصير المؤلمِ
فصرختُ أيّتها اليدُ اجتنبي سياطَ تظلُّمي
فرمتْ إليّ بعظمةٍ في خفيةٍ وتكتّم
فقبلتُ عظمتها ولم أحفل بخسّةِ مغنمي
مهما فعلتُ فما لمثلي غيرُها من مطعم
حتى هممتُ بأخذها فإذا بها من أعظُمي
قل لي أفي تأويلها بشرى بخيرٍ مُقدِم ؟
أم أنّها نقمٌ ستولدُ في طريقي المظلمِ ؟
فأجبتها : لا شيئ في رؤياكِ كي تستفهمي ؟
رؤياكِ صورةُ حالنا المألوفِ دون تبرُّمِ
ونُقبّلُ الكفَّ التي نبتتْ بمعصمِ مُجرمِ
وتمُصُّ مصَّ الأفعوانِ دمَ الفقير المُعدمِ
وعلى جماجمنا يكونُ صعودها للأنجُمِ
فمضتْ وأعينُها تقول بلهجةِ المتهكّمِ
إن كان ذاحقّاً فأنتم في عدادِ النُّوَّمِ
عاطف عكاشة

عدنان البخاري
2008-12-01, 09:41 PM
/// بارك الله في الإخوة المباركين جميعًا "الأنصاري، الواحدي، صالح، عبدالقادر، الشهري، العاصمي" إضاءتهم الموضوع بمشاركاتهم اللطيفة النافعة .. ونأمل منهم المزيد

/// وقال الأحيمر السعدي:

عَوى الذِئبُ فَاِستَأنَستُ بِالذِئبِ إِذ عَوى /// /// /// وَصَوَّتَ إِنسانٌ فَكِدتُ أَطيرُ
يَـرى اللهُ إِنّي لِلأَنيـسِ لَكـارِهٌ /// /// /// وَتُبغِضُهُـم لي مُقلَـةٌ وَضَمـيرُ
فَلِلَّيـلِ إِن واراني اللَيـلُ حكمُهُ /// /// /// وَلِلشَمسِ إِن غابَت عَلَيَّ نُـذورُ
وَإِنّي لَأستَحيـي مِـنَ اللهِ أَن أُرى /// /// /// أُجَرِّرُ حَبـلاً لَيسَ فيـهِ بَعيرُ
وَأَن أَسأَلَ المَـرءَ اللَئيـمَ بَعيرَهُ /// /// /// وَبَعـرانُ رَبّي في البِـلادِ كَثيرُ
لَئِن طالَ لَيلـي بِالعِـراقِ لَرُبَّما /// /// /// أَتى لِيَ لَيـلٌ بِالشَـآمِ قَصيرُ

صالح غيث
2008-12-02, 01:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت في نسبة الأبيات للأحيمر ، فبعضهم ينسبه للمجنون ، ولكن نسبته للأحيمر أصح ، وهو شاعر فصيح محتجّ بشعره ، له قصائد في الحماستين الكبرى والصغرى ، وفي نوادر أبي زيد إذ لم تخنّي الذاكرة .

عدنان البخاري
2008-12-03, 11:23 AM
/// بارك الله فيك، ونفع بك ..
/// ومن شعر الأحيمر السَّعدي:


أَرَانِى وذِئْبَ القَفْرِ إِلْفَيْنِ بَعْدَما /// /// /// بَدَأنا كِلاَنا يَشْمَئِزُّ ويُذْعَرُ
تَأَلَّفَني لَمَّا دَنَـا وأَلِفْتُهُ /// /// /// وأَمْكَنَنى للرَّمْـىِ لَوْ كُنْتُ أَغْدِرُ
ولكِنَّني لم يَأْتَمِنِّي صاحِبٌ /// /// /// فيَرْتـابَ بي ما دام لا يَتَغَيَّرُ !

العاصمي من الجزائر
2008-12-03, 11:58 AM
/// يقول الأخطل الصغير:


شكت فقرها فبكت لؤلؤا /// /// /// تساقط من جفنها وانتشر
فقلت وعيني على دمعها /// /// /// أفقر وعندك هذي الدرر

صالح غيث
2008-12-03, 05:44 PM
أخذه من قول الوأواء الدمشقي (وقد سُبِقَ ) :

قالتْ وَقَـدْ فَتَكَتْ فينَا لَـوَاحِظُهَا """ كَمْ ذَا أَمَا لِقَتِيْلِ اللّحْظِ منْ قَوَدِ
وأَمطَرَتْ لُؤْلُؤاً مِنْ نَرْجسٍ وسَقَتْ """ وَرْدَاً وعَضَّتْ على العُنَّابِ بِالبَرَدِ

عدنان البخاري
2008-12-03, 05:47 PM
/// بارك الله فيك، لستُ ناقدًا .. ولكن لم يظهر لي سرقة هذا المعنى من الوأواء، إذ غاية ما يربط بينهما تشبيه الدمع باللُّؤلؤ، وبس، وهذا القدر لا يرتقي كونه أخذًا. والله أعلم.

عدنان البخاري
2008-12-03, 06:10 PM
/// وعلى ذكر اللُّؤلؤ فقد تذكَّرتُ أبيات البارودي الرَّائعة في الحكمة، وأكثر ديوانه حكمة:


أَمطِري لُؤلُؤاً جِبالَ سَرَنديـ /// /// /// ـبَ وَفيضي آبارُ تَكرورَ تِبْرا
أَنا إِن عِشتُ لَستُ أَعدَمُ قوتاً /// /// /// وَإِذا مُتُّ لَستُ أَعدَمُ قَبْرا
هِمَّتي هِمَّةُ المُلـوكِ وَنَفسي /// /// /// نَفسُ حُرٍّ تَرى المَذَلَّةَ كُفْـرا
وَإِذا ما قَنِعـتُ بِالقوتِ عُمري /// /// /// فَلِماذا أَزورُ زَيداً وَعَمْرا

صالح غيث
2008-12-03, 08:35 PM
حسن الاعتذار
قال جرير الخطفي :
بسيفِ أبي رغوانَ سيـفِ مجاشعٍ ،،، ضَرَبْتَ ولمْ تَضْرِبْ بسيف ابن ظالمِ
ضَرَبْتَ بهِ عِنْدَ الإمامِ فَأَرْعَشَتْ ،،، يَدَاكَ وقالـوا مُحدثٌ غـيرُ صَارِمِ
وقصة البيتين هي أنه جيء بأسير رومي في مجلس الخليفة سليمان بن عبد الملك ، فأمَرَ الفرزدقَ - وكان من بين الحاضرين - أن يضرب عنقه ، وَأُحْضِرَ السيف والنطع ، فامتنع الفرزدق أن يضربه إلا بسيفِ جدهِ مجاشعٍ ، فلمّا ضربه لم يعمل شيئاً ، وضحك من كان في المجلس فقال جرير يعيِّره ....البيتين
فرد الفرزدق عليه بقصيدة منها قوله :
ولا نقتُل الأسرى ولكنْ نفُكُهُم ،،، إذ أثقلَ الأعناقَ حمـلُ الغارمِ
فهلْ ضربةُ الرُّوميِّ جاعِلةٌ لكمْ ،،، أباً عن كُلَيْبٍ أو أخاً مثلَ دارمِ
( أرجو التصحيح إذا وقع خطأ فهي من حفظي )

الواحدي
2008-12-04, 06:38 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أخذه من قول الوأواء الدمشقي (وقد سُبِقَ ) :

قالتْ وَقَـدْ فَتَكَتْ فينَا لَـوَاحِظُهَا """ كَمْ ذَا أَمَا لِقَتِيْلِ اللّحْظِ منْ قَوَدِ
وأَمطَرَتْ لُؤْلُؤاً مِنْ نَرْجسٍ وسَقَتْ """ وَرْدَاً وعَضَّتْ على العُنَّابِ بِالبَرَدِ
وورد الشطر الثاني من البيت الأول بهذا اللفظ:
ما إن أرى لقتيلِ اللَّحظِ من قودِ
وما أوردتَه أكثر انسجاماً مع السياق.
ولست أدري لماذا كلما قرأت هذا البيت، بدا لي أنّ صوابه أن يقال "وقد فتكت فيها لواحظنا"؟! ولست أدري لماذا يظل يقيني أنّ صوابه كذلك؟!
ولعل الوأواء الدمشقي نظر في بيتيه هذين إلى قول أبي نواس:
يا قمراً أبْصَرْتُ في مأتمٍ - - - - يَندب شجواً بين أتْرابِ
يَبكي فيُذري الدُّرَّ مِن نرجسٍ - - - - ويلطم الوَرْدَ بِعُنَّابِ
وإذا كان الوأواء قد فعلها حقا، فلا جناح عليه، وإنما سرق كما سرق أخ له من قبل.. فقد نظر قبله أبو نواس إلى قول بشار:
مَن راقَب الناسَ لم يَظفَرْ بِحاجَته ---- وفاز بالطيِّبات الفاتِكُ اللهِجُ
فاختصره بلفظ أرق في وزن أخف، وقال:
مَن راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً ---- وفاز باللذَّةِ الجَسورُ
فمحا بيت بشّار، وخلَّد بيته!
ودار الزمان دورته، وابتلي أبو نواس بمن أتى إلى بيته وزاد فيه، فخرج بخمس تشبيهات أدهشت النقاد، حتى قيل: لن يزيد عليها أحد! فالأول سطا مختزلا، والثاني سطا مطوِّلا؛ لكن كلاهما كان مبدِعاً مذهلا...
والوأواء لم يكن في "نظره" إلى شعر غيره بسيطا، بل كان يقوم في صنعته بتركيبات كيماوية، لا ينتبه إليها إلا مَن أكثر التردد على "سوق العطّارين"... فقوله: "وعضَّت على العُنَّابِ بالبَرَدِ" - وهو المعنى الخامس الذي أضافه إلى بيت أبي نواس- إنما سلخه سلخاً من قول ديك الجن الحمصي:
وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ وانصرفَتْ - - - - تعضُّ مِنْ غَيْظها العُنَّابَ بالبَرَدِ
وللمتنبي معنى قريب من معاني الوأواء، وذلك في قوله:
تَرْنُو إليَّ بِعَيْنِ الظبْيِ مُجْهِشَةً - - - - وتَمْسَحُ الطَّلَّ فوق الوَرْدِ بالعَنَمِ
ولعل الوأواء "رنا" إليه، لكن بعين ليست بعين ظبي!
أمّا الأخطل الصغير، فلعله نظر إلى بيتي الوأواء.. ولعله كان "كيماويا" أيضا.. ومن الوارد أنه قرأ قول ابن المعتز:
ولَطْمَة خَدٍّ تجعل الوَرْدَ خُرَّما ... وتَنْثُر دمعاً لا يباع بأثمانِ
فأضافه إلى بيتي الوأواء، ثم حرَّك قارورته السحرية، فاستخلص منها بيتيه البديعين؛ وهما من السهل الممتنع...
والمتأمل لشعر الوأواء، يستنتج أنه كان شديد النظر إلى قصائد ابن المعتز، وأنه "عضَّ على بعض معانيها "بالبَرَدِ"، فاستخرج منها من المعاني ما أنقذه من "سوق البطيخ" بدمشق...
وظني أن السطو لم يكن ديدن فحول الشعراء، فللذاكرة مسارات غريبة عجيبة؛ وأعجز الناس عن سبر أغوارها صاحبها ومغذِّيها!
وبما أنّ الحديث جرَّنا إلى العيون ودموعها، أضيف هذه الأبيات التي قالها بعصهم، وتُنسَب إلى السري الرَّفَّاء:
بِنَفْسيَ مَن رَدَّ التحيَّة ضاحكاً - - - - فجَدَّدَ بَعدَ اليأسِ في الوصل مطمعي
إذا ما بدا، أبدى الغرامُ سرائري - - - - وأَظْهَرَ لِلعُذَّال ما بَين أضلُعي
وحالت دموعُ العينِ بيني وبينه - - - - كأنَّ دموع العينِ تعشقه معي!
والبيت الأخير طريف المعنى، يذكِّرنا برسول المتنبي؛ عفا الله عنّا وعنه...

عبدالله الشهري
2008-12-04, 12:48 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
البيتان لأبي صخر الهذلي. والمحفوظ:
أَمَا والذي أبْكَى وأَضْحَكَ والذي --- أمات وأحيا والذي أَمْرُه الأمْرُ
لقد تركَتْنِي أَحْسدُ الوَحْشَ أنْ أرى --- أَلِيفَيْنِ منها لا يرُوعُهما الذُّعْرُ



جزاك الله خيرا وما كتبته من جود الذاكرة مع بعد العهد. قال محقق الكتاب (الدكتور على المفضل ، ط. دار الفكر) : "وفي الشعراء ص567 أنها كانت مما ينحل لقيس المجنون" وأشار أن في بعض النسخ : أغبط الوحش ، وفي البعض الآخر : لا يروعهما الذعر ، وأثبتَ ما ذكرتُ.

عبدالله الشهري
2008-12-04, 01:02 PM
ومن الشمقمقية [1]، وهي من أشهر الأراجيز وأفصحها مع تأخرها في الزمن ، يصف سير الإبل في تصوير جميل :



ولَـمْ تَــزَلْ تَـقْـطَـعُ جِـلْبـابَ الـدُّجَـى = = بِـجَـلَـمِ اليد وسَيـفِ الـعُـنُـقِ
فمَـا اسْتَـرَاحَـتْ مِــنْ عُـبُـورِ جَعْـفَـر = = ٍومِـنْ صُــعُــودٍ بِـصَـعِـيـدٍ زَلَـــقِ
إلاَّ وفِــي خَضْـخَـاضِ دَمْــعِ عَيْـنِـهـا = = خَـاضَـتْ وغَـابَــتْ بِـسَـرابٍ مُـطْـبِـقِ
كَـأَنَّـمَـا رَقْــرَاقُــهُ بَــحْـرٌ طَـمَـا = = والـنُّـوقُ أمْــواجٌ عَـلَـيْـهِ تَـرْتَـقِــي
وكُـــلُّ هَــوْدَجٍ عَــلـى أقْـتـابِـهـا = = مِــثْـلُ سَـفـينٍ مــاخِــرٍ أوْ زَوْرَقِ
مَـرَّتْ بِهـا هُـوْجُ الرِّيـاحِ فَهْـيَ فِــي = = تَــفَــرُّقٍ حِـيـنـاً وحِـيـنـاً تَـلْـَتـقِـي
وَكَـمْ بِسَـوْطِ البَـغْـيِ سُـقْـتَ سُوقَـهَـا = = سَــوْقَ المُـعَـنِّـفِ الـذي لَــمْ يَـتّـقِ
حَتَّـى غَـدَتْ خُوصـاً عِجـافـاً ضُـمَّـرا = = ًأَعْـنَـاقُـهَ ـا تَـشْـكُـو طَـويـلَ الـعَـنَـقِ

...ما أجمل وأبلغ هذه الأوصاف.
= = = = = = = = = = =
[1] لا يكاد يوجد من له اهتمام بالأدب والعلم في موريتانيا ، بل حتى بعض العوام ، إلا ويحفظها كاملة أو بعضها.

الواحدي
2008-12-04, 10:53 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.



جزاك الله خيرا وما كتبته من جود الذاكرة مع بعد العهد. قال محقق الكتاب (الدكتور على المفضل ، ط. دار الفكر) : "وفي الشعراء ص567 أنها كانت مما ينحل لقيس المجنون" وأشار أن في بعض النسخ : أغبط الوحش ، وفي البعض الآخر : لا يروعهما الذعر ، وأثبتَ ما ذكرتُ.

الفاضل الشهري: جزاك الله خيرا على اهتمامك.
والمثبت في شرح الحماسة، لا هو ما ذكرتُ ولا الذي ذكرتَ؛ بل جاء فيها:
أمَا والذي أبكى وأضحَكَ والذي ---- أمات وأحيا والذي أمْرُه الأمْرُ
لقد تركَتْني أحسد الوحشَ أنْ أرى ---- ألِيفَيْن منها لا يَروعُهما الزَّجْرُ

علي الغامدي
2008-12-04, 11:54 PM
علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ
وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا
لا يحجمون ولا يدرون ما الهربُ
قوم لبوسهم في كل معترك
بيضٌ رقاقٌ وداوُدية ٌ سُلَبُ
البيضُ فوق رؤوس تحتها اليلبُ
و في الأنامل سمر الخطَّ والقضب
وأَيُّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ لَيْسَ لَهُم
فيهِ مِنَ الفِعْلِ ما مِنْ دُونِهِ العَجَبُ
الأَزْدُ أزيَدُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ
فضلاً وأعلاهم قدراً إذا ركبوا
يَا مَعْشَر الأَزْدِ أَنْتُمْ مَعْشَرٌ أُنُفٌ
لا يضعفون إذا ما اشتدت الحقب
وفيتم ووفاء العهد شيمتكم
وَلَمْ يُخالِطْ قديما صِدْقَكُمْ كَذِبُ
إذا غَضِبْتُمُ يَهَابُ الخَلْقُ سَطْوَتَكُم
و قد يهون عليكم منهم الغضب
يا مَعْشَر الأزْدِ إِنِّي مِنْ جَمِيْعِكُمُ
راضٍ وأنتم رؤوس الأمر لا الذنب
لَنْ يَيْأَسَ الأَزْدُ مِنْ رُوْحٍ وَمَغْفِرَة ٍ
وَاللُه يَكْلأُهُم مِنْ حَيْثُ ما ذَهَبُوا
طِبْتُم حَدِيثا كما قَدْ طابَ أَوَّلُكُمْ
والشَّوْكُ لا يُجْتَنَى مِنْ فَرْعِهِ العِنَبُ
و الأزد جرثومة إن سوبقوا سبقوا
أو فوخروا فخروا أو غولبوا غلبوا
أَو كُوثروا كَثروا أو صُوبرُوا صبروا
أو سُوهِموا سَهَموا أو سُولِبوا سَلَبوا
صفوا فأصفاهم الباري ولا يته
فلم يشب صفوهم لهو ولا لعب
من حسن أخلاقهم طابت مجالسهم
لا الجَهْلُ يَعْرُوْهُمْ فيها ولا الصَّخَبُ
الغَيْثُ ما رُوِّضُوا مِنْ دُوْنِ نائِلِهِمْ
و الأسد ترهبهم يوماً إذا غضبوا
أندى الأنام أكفّاً حين تسألهم
وَأَرْبَطُ النَّاسِ جَأْشا إنْ هُمُ نُدِبوا
فَاللُه يَجْزِيْهِمُ عَمَّا أَتَوا وَحَبَوا
بِهِ الرَّسولَ وَمَا مِنْ صَالِحٍ كَسَبُوا

صالح غيث
2008-12-05, 01:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجب الحذر من التعامل مع الشعر المنسوب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فكثير منه منحول وملفّق ، ويعرفه النقاد وأصحاب العلم بالشعر ومن له خبرة بمذاهب الشعر القديم .

عبدالله الشهري
2008-12-05, 01:56 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الفاضل الشهري: جزاك الله خيرا على اهتمامك.
والمثبت في شرح الحماسة، لا هو ما ذكرتُ ولا الذي ذكرتَ؛ بل جاء فيها:
أمَا والذي أبكى وأضحَكَ والذي ---- أمات وأحيا والذي أمْرُه الأمْرُ
لقد تركَتْني أحسد الوحشَ أنْ أرى ---- ألِيفَيْن منها لا يَروعُهما الزَّجْرُ


أحسن الله إليك. قصدت بالمثبت قوله "يروعهما الزجر" . وأما الباقي فقد ذكرت أنه من إملاء الذاكرة مع طول العهد.

عدنان البخاري
2008-12-10, 11:05 AM
وَاليَأسُ إِحدى الراحَتَينِ وَلَن تَرى /// /// /// تَعَباً كَظَنِّ الخائِبِ المَكدودِ!

العاصمي من الجزائر
2008-12-10, 11:29 AM
قال أعرابي في امرأته:

لها جسم برغوث وساقا بعوضة ////// وجه كوجه القرد بل هو أقبحُ
وتفتح – لا كانت – فما لو رأيته ////// تـوهـمته بابا من النار يفتحُ
إذا عاين الشيطان صورة وجهها ////// تعوذ منها حين يمسي ويصبحُ
لها منظر كالنار تحسـب أنهـا ////// إذا ضحكت في أوجه الناس تلفحُ

عدنان البخاري
2008-12-10, 11:39 AM
/// الله المستعان.. الهجاء باب واسعٌ، ولولا ..
/// يقول أبونواس:

رَأَيتُ الفَضلَ مُكتَئباً /// /// يُناغي الخُبزَ وَالسَمَكا
فَقَطَّـبَ حينَ أَبصَرَني /// /// وَنَكَّسَ رَأسَهُ وَبَكى
فَلَمّا أَن حَلَفـتُ لَهُ /// /// بِأَنّي صائِمٌ ضَحِـكا

العاصمي من الجزائر
2008-12-10, 12:16 PM
/// آسف .. لعلي لم احسن الاختيار وان كان القصد حسنا
/// هدية بسيطة لعلها تشفع لما تقدم
يقول الاديب الكبير محمد صادق الرافعي كما في "اوراق الورد"

قال القمر
ياليل : هيجت أشواقا أداريها .....فسل بها البدر :إن البدر يدريها
رأى حقيقة هذا الحس غامضة ....فجاء يظهرها للناس تشبيها
في صورة من جمال البدر ننظرها...وننظر البدر يبدو صورة فيها

*************
يأتي بملء سماء من محاسنه....لمهجتي وأراه ليس يكفيها
وراحة الخلد تأتي في أشعته ..... تبغي على الأرض من في الأرض يبغيها
وكم رسائل تلقيها السماء بها .....للعاشقين فيأتيهم ويلقيها
*************
يقول للعاشق المهجور مبتسما :......خذني خيالا أتى ممن تسميها
وللذي أبعدته في مطارحها ......يد النوى ، أنا من عينيم أدنيه
وللذي مضه يس الهوى فسلا:......أنظر إلى ولا تترك تمنيها
*********
أما أنا فأتاني البدر مزدهيا .....وقال جئت بمعنى من معانيها
فقلت : من خدها ، أم من لواحظها .....أم من تدللها أم من تأبيها
أم من معاطفها أم من عواطفها..........أم من مراشفها ام من مجانيها
أم من تفترها ، أم من تكسرها .......أم من تلفتها أم من تثنيها!؟
كن مثلها لي .جذبا في دمي وهوى ...أو كن دلالا وكن سحرا وكن تيها
فقال وهو حزين : ما استطعت سوى ........أني خطفت ابتساما لاح من فيها

عدنان البخاري
2008-12-10, 12:19 PM
/// بارك الله فيك يا أخانا الكريم، بل أسعدتني مشاركتك، وأردُّت بتعقيبي السابق مداعبتك حسبُ.

الحُميدي
2008-12-10, 03:15 PM
بارك الله فيكم ..،ولي عودة إن شاء الله ..،مع نوادر وطرف الشعر الأندلسي ..،

عدنان البخاري
2008-12-13, 02:04 AM
/// نحن بانتظارك يا أخانا الكريم..

/// قال لبيد بن ربيعة:

طرب الفؤاد وليته لم يطربِ /// /// /// وعناه ذِكْرى خُلَّة لم تصقبِ
سفهاً، ولو أني أطعت عواذلي /// /// /// فيما يشرْنَ به بسفح المذنبِ
لزجرت قلباً لا يريع لزاجر /// /// /// إن الغَويَّ إذا نُهِيْ لم يعتبِ
فتعزَّ عن هذا، وقُلْ في غيره /// /// /// واذكر شمائل من أخيك المنجبِ
يا أربد الخير الكريم جدوده /// /// /// أفردَّتني أمشي بقرنٍ أعضبِ
إنَّ الرزيَّة لا رزيَّة مثلها /// /// /// فقدان كل أخٍ كضوء الكوكبِ
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم /// /// /// وبقيت في خلفٍ كجِلد الأجربِ
يتأكَّلون مغالةً وخيانةً /// /// /// ويُعاب قائلهم وإن لم يشغبِ
ولقد أراني تارة من جعفر /// /// /// في مثل غيث الوابل المتحلَّبِ
من كلِّ كهلٍ كالسنان وسيِّد /// /// /// صعب المقادة كالفنيق المصعبِ
من معشر سنَّت لهم آباؤهم /// /// /// والعِزُّ قد يأتي بغير تطلُّبِ
فبرى عظامي بعد لحمي فقدهم /// /// /// والدهر إن عاتبت ليس بمعتبِ!

عدنان البخاري
2008-12-13, 02:37 AM
/// وقال لبيد بن ربيعة:

فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا /// /// /// وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ
فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ /// /// /// وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ
وما المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ /// /// /// يَحُورُ رَماداً بَعْدَ إِذْ هو ساطِعُ!
وما النَّاسُ إلاّ كالدِّيارِ وأَهْلِها /// /// /// بها يومَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ
أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت /// /// /// أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ
فأَصْبَحْتُ مِثْلَ السَّيْفِ أَخْلَقَ جَفْنَهُ /// /// /// تَقادُمُ عَهْدِ القَيْنِ، والنَّصْلُ قاطِعُ
وقَد كنتُ في أَكْنافِ دارِ مَضَنَّةٍ /// /// /// فَفارَقَنِي جارٌ بأَرْبَدَ فاجِعُ
فلا تَبْعَدَنْ، إنَّ المَنِيَّةَ مَوْعِدٌ /// /// /// عَلَيْنا، فَدانٍ للطُّلُوعِ وطالِعُ
أَتَجْزَعُ مِمّا أَحْدَثَ الدِّهْرُ بَيْنَنا /// /// /// وأَيُّ كَرِيمٍ لم تُصِبْهُ القَوارِعُ ؟!
تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى /// /// /// أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ

عدنان البخاري
2008-12-13, 09:38 PM
/// وقال السَمَوْأل بن عادياء (1):

إِذا المَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِن اللُّؤْمِ عِرْضَهُ /// /// /// فكُلُّ رِداءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ
وإِنْ هُو لَمْ يَحْمِلْ على النَّفْسِ ضَيْمَها /// /// /// فَلَيْسَ إلى حُسْنِ الثَّناءِ سبيلُ
وقائِلَةٍ: ما بالُ أُسْرَةِ عادِيا /// /// /// تَبارَى، وفِيهمْ قِلَّةٌ وخُمُولُ
تُعَيِّـرُنا أَنَّا قَلِيلٌ عَدِيدُنا! /// /// /// فقلتُ لها: (إِنَّ الكِـرَامَ قَلِيلُ)!
وما ضَـرَّنا أَنَّا قَلِيلٌ وجَارُنا /// /// /// عَزِيزٌ، وجارُ الأَكْثَرِينَ ذَلِيلُ!
وما قَلَّ مَنْ كانَتْ بَقاياهُ مثْلَنا /// /// /// شَبابٌ تَسامَى لِلْعُلا وَكُهُولُ
لَنا جَبَلٌ يَحْتَلُّه مَنْ نُجِيره /// /// /// مُنِيفٌ، يَردُّ الطَّرْفَ وهْوَ كَلِيلُ
رَسَا أَصْلُه تَحْتَ الثَّرَى، وسَما بِهِ /// /// /// إِلى النَّجْمِ فَرْعٌ لا يُنال طَويل
هو الأَبْلَقُ الفَرْدُ الذي سارَ ذِكْرُهُ /// /// /// يَعِزُّ على مَنْ رَامهُ فيَطُولُ
وإِنَّا لَقَوْمٌ ما نَرَى القَتْلَ سُبَّةً /// /// /// إِذا ما رَأَتْهُ عامِرٌ وَسُلُولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوْتِ آجالنَا لَنا /// /// /// وتَكْرَهُهُ آجالُهُمْ فتَطُولُ
وما ماتَ مِنَّا سَيِّدٌ حَتْفَ أَنْفِهِ /// /// /// ولا طُلَّ مِنَّا حَيْثُ كانَ قَتِيلُ
تَسِيل على حَدِّ الظُّباتِ نُفُوسنا /// /// /// ولَيْسَتْ على غَيْرِ الظُّباتِ تَسِيلُ
صَفَوْنا فَلَمْ نَكْدَرْ، وأَخْلَصَ سِرَّنا /// /// /// إِناثٌ أَطابَتْ حَمْلَنا وفُحُولُ
عَلَوْنا إِلى خَيْرِ الظُّهُورِ، وحَطَّنا /// /// /// لِوَقْتٍ إِلى خَيْرِ البُطُونِ نُزُولُ
فنَحْنُ كماءِ المُزْنِ، ما فِي نِصابِنا /// /// /// كهَامٌ، ولا فِينا يُعَدُّ بَخِيلُ
ونُنْكِرُ إِنْ شِينَا على النَّاسِ قَوْلَهُمْ /// /// /// ولا يُنْكِرُونَ القَوْلَ حِينَ نَقُولُ
إِذا سَيِّدٌ مِنَّا خَلا قامَ سَيِّدٌ /// /// /// قَؤُولٌ لِما قال الكِرامُ فَعُولُ
وما أُخْمِدَتْ نارٌ لنَا دُونَ طارِقٍ /// /// /// ولا ذَمَّنا في النَّازِلِينَ نَزِيلُ
وَأيَّامُنا مَشْهُورَةٌ في عَدُوِّنا /// /// /// لَها غُرَرٌ مَعْلُومَةٌ وحُجُولُ
وأَسْيافُنا في كُلِّ شَرْقٍ ومَغْرِبٍ /// /// /// بِها مِن قِراعِ الدَّارِعينَ فُلُولُ
مُعَوَّدَةً أَلاَّ تُسَلَّ نِصالُها /// /// /// فتُغْمَدَ حتَّى يُسْتَباحَ قَبِيلُ
سَلِي، إِنْ جَهِلْت، النَّاسَ عَنَّا وعَنْهُمُ /// /// /// فلَيْسَ سَواءً عالِمٌ وجَهُولُ
فإِنَّ بَنِي الدَّيّان قُطْبٌ لقَوْمِهِمْ /// /// /// تَدُورُ رحَاهُمْ حَوْلَهُمْ وتَجُولُ

---------------------------
(1): وتُنسب لغيره.

علي الغامدي
2008-12-13, 10:04 PM
ابن عبد ربه







قصدَ المنونُ لهُ فماتَ فقيدا ,,,,, ومضى على صوفِ الخطوبِ حميدا

بأبي وأمي هالكاً أفردتهُ ,,,,,, قَدْ كَانَ في كُلِّ العُلومِ فَريدا

سودُ المقابر أصبحتْ بيضا بهِ ,,,,,, وَغَدَتْ لَهُ بِيضُ الضَّمائِرِ سُودا

لم نُرْزَهُ لما رُزِينَا وَحْدَهُ ,,,,,, وَإِنْ اسْتَقَلَّ بِهِ المَنُونُ وَحِيدا

لكنْ رُزينا القاسِمَ بن محمدٍ ,,,,, في فضلهِ والأسودَ بنَ يزيدا

وَابْنَ المُبَارَكِ في الرقائِقِ مُخْبِراً ,,,,,, وَابْنَ المُسَيَّبِ في الحديْثِ سَعيدا

والأخفشينِ فصاحة ً وبلاغة ً ,,,,,, والأعشَيينِ رواية ً ونشيدا

كانَ الوصِيَّ إذا أرَدْتُ وَصِيَّة ,,,,,,, والمستفادَ إذا طلبتُ مفيدا

وَلَّى حَفيظاً في الأَذمَّة ِ حَافِظاً ,,,,,, ومضى ودوداً في الوَرى مودودا

ما كانَ مثلي في الرَّزيَّة ِ والداً ,,,,,, ظفرتْ يداه بمثلهِ مولودا

حتَّى إذا بذَّ السوابقَ في العُلا ,,,,,, وَالعِلْمِ ضُمِّنَ شِلْوُهُ مَلْحُودا

يا مَنْ يُفَنِّدُ في البُكاءِ مُوَلَّهاً ,,,,,, ما كانَ يَسْمَعُ في البُكا تَفْنيدا

تأبى القلوبُ المستكينة ُ للأسى ,,,,,, منْ أنْ تكونَ حجارة ً وحديدا

إنَّ الذي بادَ السرورُ بموتهِ,,,,,, ما كانَ حزني بعدهُ لِيَبيدا

الآنَ لمَّا أنْ حويتَ مآثراً ,,,,, أَعْيَتْ عَدُوّاً في الوَرَى وحَسُودَا

ورأيتُ فيكَ منَ الصَّلاحِ شمائلاً,,,,,, ومنَ السَّماحِ دلائِلاً وشُهودا

أَبْكِي عَلَيْكَ إذا الحمامَة ُ طَرَّبَتْ ,,,,,, وَجْهَ الصَّباحِ وَغَرَّدَتْ تَغْريدا

لولا الحياءُ وأنْ أُزَنَّ ببدعة ٍ,,,,,, مِمَّا يُعَدِّدُهُ الوَرَى تَعْديدا

لَجَعَلْتَ يَوْمَكَ في المَنائحِ مَأتَماً ,,,,,, وَجَعَلْتُ يَوْمَكَ في المَوَالِدِ عِيدا

عدنان البخاري
2008-12-15, 07:26 PM
/// وقال العباس بن مرداس:


أَراني كُلَّما قـارَبتُ قَومي /// /// /// نَأَوا عَنّي وَقَطعُهُـمُ شَـديـدُ
وَإِنّي لا أَزالُ أُريـدُ خَـيراً /// /// /// وَعِندَ اللهِ مِن نَعَمٍ مَزيـدُ
أَقولُ لَهُم -وَقَد لَهِجوا بِشَتمي-: /// /// /// تَرَقَّوا يا بَني عَوفٍ وَزيدوا
فَما شَتمي بِنافِـعِ حَيِّ عَوفٍ /// /// /// وَلا مِثلي بِضائِرِهِ الوَعيـدُ !
فَما أَدري وَما يُدريهِ عَـوفٌ /// /// /// أَيَنفَعُني الهُبوطُ أَمِ الصُعـودُ؟!

الحُميدي
2008-12-16, 12:01 AM
شكر الله لكم ..،

ولعل في هذه المشاركة نفع ..،إن شاء الله ..،

بسم الله الرحمن الرحيم :

هذه نتف من أشعار حفاظ الأندلس ، ولم أذكر من الشعر إلا ما يعزى لحافظ من حفاظ الاندلس ومحدثيها الأكابر ،الذين يعدون من اهل العناية بالحديث والرواية ، مع سعة الحفظ وتمام الضبط ، غير ملتزم بالاستيعاب :

فقد أنشد حافظ المغرب الإمام الأشم أبو محمد ابن حزم –رحمه الله – في الزهد :

هل الدهر إلا ماعرفنا و أدرْكنا *** فجـائعُهُ تبقـى ولـــذَّاتُه تفنـى

إذا امكنتْ فيه مسرة ســاعة *** تولت كمر الطرف واستخلفتْ حُزنا

إلى تَبعـــاتٍ في المعـــاد وموقف*** نَوَدُّ لديــه أننا لم نكـن كـنا

حَصَلنا على هــم وإثم وحسرة *** و فـات الذي كنـا نقر به عينـا

حنينٌ لِما ولَّى وشغلٌ بما أتـى*** وغم لِما يرجى ، فعيشك لا يهنــا

كـأن الذي كنا نُسَرُّ بكونــه ***إذا حققته النفـس ، لفـظ بلا معنى


وأنشد حافظ المغرب –أيضا- أبو عمر ابن عبدالبر القرطبي - رحمه الله- فقال مفتخرا :

إذا فاخرتَ فافخر بالعلــومِ *** ودع ما كان من عظمٍ رميـــمِ

فكم أمسيت مُطَّرحًا بجهـــلٍ ***وعلمي حل بي بين النجـــوم

وكائن من وزير سار نحــوي ***فــلازمني ملازمة الغـــريم

وكــم اقبلــت مُتئدا مُهابــا *** فقـام إلي من ملك عظـيم

وركبٌ سار في شرقٍ وغربٍ ***بذكريَ مثـــلَ عرفٍ في نسيم

صدق رحمات ربي عليه ، انظر (المُغرب في حلى المغرب) لابن سعيد "ج2/329" دار الكتب العلمية.


وقال تلميذهما الحافظ أبو عبد الله الحُميدي المُيُورقي-رحمه الله-:


الفقه في الدين بالآثار مقترن ***فاشغل زمانك في فقه وفي أثر

فالشغل بالفقه والآثار مرتفع *** بقاصد الله فوق الشمس والقمر

انظر "الإلماع، ص236" للقاضي عياض .

وقال – رحمه الله – ناصحا :

لقاء الناس ليس يفيد شيئا ***سوى الهذيان من قيل وقال

فأقلل من لقاء الناس إلا***لأخذ العلم إو إصلاح حــال

أنظر (المٌغرب،ج2/381).


وأنشد الحافظ الفقيه الأصولي أبو الوليد الباجي المالكي –رحمه الله - :

إذاكنت أعلم علما يقينــا*** بأن جميع حيــاتي كساعهْ
فلم لا أكون ضنينا بها *** وأجعلها في صلاح وطـــاعهْ


انظر (المُغرب ،ج1/327) لابن سعيد ،وقد أنشده عنه الخطيب البغدادي في (اقتضاء العلم العمل ص104)مكتبة المعارف.


وقد قال –رحمه الله – مُرثيا لابنيه المتوفيين وهما مغتربين عنه -وهي تنضح بنمير الأسى و الحزن -:

يقِرُّ بعيني ان أزور ثراهمــــا *** وأُلصِـق مكنــون الترائب فــي التُّرْبِ

وأَبكــي وأُبكـي سـاكنيْها لعلني*** سأُنجِد من صَحـب و أُسعد من سُحـب

فما ساعدتْ وُرْقُ الحمام أخا أسى *** ولا روَّحتْ ريحُ الصبا عن أخــي كرب

ولا استعذبتْ عينــاي بعدهما كـرى*** ولا ظمئت نفسـي إلى البارد العذب

أحنُّ ويُثني اليأس نفسي عن الأسى*** كما اضطُرَّ محمولٌ على المركب الصعب

(نفس المرجع)
.........

هذا الجزء الأول ..،

الحُميدي
2008-12-16, 12:06 AM
نسيت ..، ولم أذكر إلا بعض ما تخيرته من شعر كل حافظ ..،

عدنان البخاري
2008-12-16, 07:07 PM
/// بارك الله فيك، ونفع بك.

/// وقال العباس بن مرداس أيضًا:

إِنّي أَتَتْنِي عَن يَسـارٍ مَقالَةٌ ••• وَجَهلٌ، وَكانَ المَرءُ لَيسَ بِجـاهِلِ
فَإِنَّكَ قَد حاوَلتَ جَهلاً وَفِتنَةً ••• وَإِنَّكَ تَسْعَى إِن سَعيتَ بِخامِلِ
وَكَيفَ أُعادي مَعشَراً يَأدِبونَكُم ••• عَلى الحَقِّ أَن لا يَأشِبُوهُ بِباطِلِ؟
أَبَت كَبِدي -لا أَكذِبَنْكَ- قِتالَهُم ••• وَكَفِّي، وَتأباهُ عَلَيَّ أَنامِليْ!

علي الغامدي
2008-12-17, 10:27 AM
وقال العباس بن مرداس أيضًا:

بذي لجـــب رســـــول الله فيـهـــــم = بالحــق كل هـدى السبيـل هداكــا

إن الإلـه بنــى عليــك مـحبــة = في خلقــــه و محــمـداً سماكــــا

ثم الـذين و فــوا بمــا عاهــدتـــم = جنـد بـعـثـت عليهـم الضحـــاكـا

رجــلاً بـه ذرب الســـلاح كــأنــه = لمـا تـكنـفـــه العـــدو يـراكـا

يغشــى ذوي النسـب القـريـــــــب = و إنما يبغي رضا الرحمن ثم رضاكا

أنبئــك أنـي قـد رأيــت مـكـــره = تــحـــت العــجــاجة يدمغ الإشراكا

طـوراً يعــانق باليــدين و تـــارة = يفـــري الجمــاجــم صـارمـاً فتـاكــا

يغشى به هام الكماة و لــو تــــرى = منــه الـذي عــاينت كــان شفـاكـــا

وبنو سـليــم معـنـقـون أمـامـــه = ضربــاً و طعنـاً فـي العـــدو دراكــا

يمشــون تـحـت لـوائه و كأنهـــم = أســـد العـــريــن أردن ثم عـراكـا

ما يــرتجــون مــن القــريـب قـرابــة = إلا لطـاعة ربهــم و هـواكـــا

هـذي مشــاهـدنا التـي كـانــــت = لنــا معـروفـة و وليـنــا مـولاكــا

عدنان البخاري
2008-12-17, 02:31 PM
/// وقال العبَّاس بن مرداس أيضًا:

تَرى الرَجُلَ النَحيفَ فَتَزدَريهِ • • • وَفي أَثوابِهِ أَسَدٌ مُزيرُ
وَيُعجِبُكَ الطَريرُ فَتَبتَليهِ • • • فَيُخلِفُ ظّنَّكَ الرَجُلُ الطَريرُ
فَما عِظَمُ الرِجالِ لَهُم بِفَخرٍ • • • وَلَكِن فَخرُهُم كَرَمٌ وَخَيرُ
بُغاثُ الطَيرِ أَكثَرُها فِراخاً • • • وَاُمُّ الصَقرِ مِقلاتٌ نَزورُ
ضِعافُ الطَيرِ أَطوَلُها جُسوماً • • • وَلَم تَطُلِ البُزاةُ وَلا الصُقورُ
ضِعافُ الأُسدِ أَكثرُها زَئيراً • • • وَأَصرَمُها اللَواتي لا تَزيرُ
لَقَد عَظُمَ البَعيرُ بِغَيرِ لُبٍّ • • • فَلَم يَستَغنِ بِالعِظَمِ البَعيرُ
يُصَرِّفُهُ الصَبيُّ بِكُلِّ وَجهٍ • • • وَيَحبِسُهُ عَلى الخَسفِ الجَريرُ
وَتَضرِبُهُ الَوليدَةُ بِالهَراوى • • • فَلا غِيَرٌ لَدَيهِ وَلا نَكيرُ
فَإِن أَكُ في شِرارِكُمُ قَليلاً • • • فَإِنّي في خِيارِكُمُ كَثيرُ

علي الغامدي
2008-12-17, 04:45 PM
وقال العبَّاس بن مرداس أيضًا:


ما بـال عينك فيها عائر سهر = مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر

عين تأوبها من شجوها أرق = فالماء يغمرها طوراً و ينحدر

كـأنه نظم در عند ناظمه = تقطع السلك منه فهو منتثر

يا بعد منزل من ترجــوا مودتـه = و من أتى دونه الصمان فالحـفر

دع ما تقدم من عهد الشباب فقد = ولى الشباب و زار الشيب و الزعر

و اذكر بلاء سليم في مواطنهـا = و في سليم لأهل الفخر مفـتخـر

قوم هموا نصروا الرحمـن و اتبعــوا = دين الرسول و أمر الناس مشتجر

لا يغرسون فسيل النخل وسطهم = و لا تخـــاور في مشتـاهـم البقـر

إلا سوابح كـالعـقـبان معـريـة = في دارة حـولها الأخطـار و العكر

تدعى خفاف و عوف في جوانبها = و حـي ذكـوان لا ميـل و لا ضجـر

الضـاربون جنـود الشـرك ضاحية = ببطـن مكـة و الأرواح تبـتـدر

حتى رفعنـا و قتـلاهـم كأنهـم = نخـــل بظاهـــرة البطحاء منقعر

ونحـن يـوم حنيـن كـان مشهدنـا = للديـن عـزاً وعنـد الله مدخـر

إذ نــــركب المــوت مخضراً بطائنه = و الخيـل ينـجاب عنهـا ساطع كدر

تحت اللواء مـع الضحاك يقدمنا = كما مشى الليث في غاباته الخدر

في مأزق من مجر الرزب كلكلها = تكاد تأفل منه الشمس و القمر

و قد صبرنا بأوطاس أسنتنا =لله ننصر من شئنا و ننـتـصـر

حتى تأوب أقوام منـازلهم لولا = المليك و لولا نحن ما صدروا

فما ترى معشراً قلوا و لا كثروا = إلا و قـد أصبح منا فيهم أثر

عدنان البخاري
2008-12-20, 08:14 PM
إذا أمن الجُهَّال جهلك مرَّةً /// /// /// فعرضك للجُهَّال غُنمٌ من الغُنمِ
ولا تتعـرَّض للسَّفيه وداره /// /// /// بمنزلةٍ بين العـداوة والسِّلمِ
فيخشاك تاراتٍ ويرجوك مرَّةً /// /// /// وتأخذ فيما بين ذلك بالحزمِ

علي الغامدي
2008-12-21, 03:56 AM
إذا خَافَكَ القوْمُ اللِّئامُ وَجَدْتّهُمْ ////// سراعاً إلى ما تشتهي وتريدُ

وإن أمنوا شرَّ امرىء ٍ نصبوا لهُ ////// عداواتهم إمّا رأوهُ يحيدُ

فداوِهِمْ بالشَّرِّ حتّى تُذِلَّهُمْ ////// وأنت إذا ما رمتَ ذاك حميدُ

وهُمْ إنْ أصابوا مِنْكَ في ذاك غَفْلَة //////ًأتاك وعيدٌ منهمُ ووعيدُ

فلا تخشهمْ واخشنْ عليهم فإنَّهمْ ////// إذا أمنوا منك الصِّيال أسودُ

الأمل الراحل
2008-12-21, 05:39 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/2008/12/40.jpg (http://www.lovely0smile.com/ICard822.html)


http://majles.alukah.net/imgcache/2008/12/41.jpg (http://www.lovely0smile.com/ICard823.html)


http://majles.alukah.net/imgcache/2008/12/42.jpg (http://www.lovely0smile.com/ICard824.html)
*************


http://majles.alukah.net/imgcache/2008/12/43.jpg


********


http://majles.alukah.net/imgcache/2008/12/44.jpg
*****
http://majles.alukah.net/imgcache/2008/12/45.jpg
*****

http://majles.alukah.net/imgcache/2008/12/46.jpg
******
من مجموعه ( لفلي سمايل ) البريدية
http://www.lovely0smile.com/

عدنان البخاري
2008-12-23, 08:43 PM
خُذ من زمانِك ما صَفا • • • وَدَعِ الَّذي فيه الكَدَر
فَالعُمرُ أَقصَرُ من معـا • • • تَبةِ الزَّمانِ على الغِيَر

الواحدي
2008-12-24, 01:05 AM
خُذ من زمانِك ما صَفا • • • وَدَعِ الَّذي فيه الكَدَر
فَالعُمرُ أَقصَرُ من معـا • • • تَبةِ الزَّمانِ على الغِيَر

دَع مِن زمانك ما كدر ///////// وخُذ الذي فيه الصَّفا
فالعمر أفْسَحُ مِنْ مُعا ///////// تبَة الزمان على الوفَا

عدنان البخاري
2008-12-24, 02:56 PM
دَع مِن زمانك ما كدر ///////// وخُذ الذي فيه الصَّفا
فالعمر أفْسَحُ مِنْ مُعا ///////// تبَة الزمان على الوفَا
/// بارك الله فيكم يا أخانا الكريم.. أهذا من نظمك أونقلك؟ ولا يبعد أولهما عنك. (ابتسامة)

الواحدي
2008-12-25, 01:48 AM
/// بارك الله فيكم يا أخانا الكريم.. أهذا من نظمك أونقلك؟ ولا يبعد أولهما عنك. (ابتسامة)
هو شيء على البال وَرَد، فلم يُصدَّ ولم يُرَدّ.. وتنطبق عليه أحكام المشتركة. فالنظم نظمي، والمعنى لمن تفضَّلت بذكره. وقد أعجبني (ابتسامة) فأثبتُّه، وما أعجبني إلا لأنه دليل على إدانتي بالجرم المشهود. والتهمة: سرقة "على المكشوف"!
بارك الله في جهدك ووقتك.
واعذرني، فقد سمحت لنفسي بسرقة شيء مِن مِدادك.. (ابتسامة)

عدنان البخاري
2008-12-25, 04:25 PM
/// بارك الله فيك، ونفع بك.. سرقاتك جميلة، كثَّر الله منها. (ابتسامة)

/// وقال أحد أصحابنا قديمًا:

إن كان ودُّك قولًا • • • من اللِّسان يَسِيْلُ
وليس ثَمَّـة فِعلٌ • • • فبـاطلٌ ما تقُولُ!

الواحدي
2008-12-25, 05:00 PM
/// بارك الله فيك، ونفع بك.. سرقاتك جميلة، كثَّر الله منها. (ابتسامة)
/// وقال أحد أصحابنا قديمًا:

إن كان ودُّك قولًا • • • من اللِّسان يَسِيْلُ
وليس ثَمَّـة فِعلٌ • • • فبـاطلٌ ما تقُولُ!


بارك الله فيك!
أظنني عرفت صاحبك ذاك! (ابتسامة)
وأظنه من مدمني أشعار أبي الطيِّب...
وأظنه حذف الجيم من "الجود"، فاستقام له المعنى!!

عدنان البخاري
2008-12-25, 06:59 PM
/// عجبًا والله! (ابتسامة) من صاحبي هذا؟ ثم إنِّي نسيتُ لطول البعد بيننا هل كان من مدمني شعر أبي الطَّيِّب أم لا..
/// على كلٍّ -أظنُّك بالغلبة- لا تعرفه، لكن.. هات الحرف الأول والثاني من اسمه وأكمل لك الباقي، وإلَّا فسيصيب ظنِّي الغالبُ بخطئك، وخيرها في غيرها إن شاء الله. (ابتسامة)

الواحدي
2008-12-26, 09:21 AM
/// عجبًا والله! (ابتسامة) من صاحبي هذا؟ ثم إنِّي نسيتُ لطول البعد بيننا هل كان من مدمني شعر أبي الطَّيِّب أم لا..
/// على كلٍّ -أظنُّك بالغلبة- لا تعرفه، لكن.. هات الحرف الأول والثاني من اسمه وأكمل لك الباقي، وإلَّا فسيصيب ظنِّي الغالبُ بخطئك، وخيرها في غيرها إن شاء الله. (ابتسامة)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
غلبتني بظنك الغالب، فقد ظننتك هو، أو ظننتُه أنت...
وفقدي لك من كوكبة الشعراء، هو أشد عليَّ من أسفي على خطئي في تحديد قائل البيتين.
وبما أنه ليس أنت، ولست هو، إليك مطلع القصيدة التي استقى من أحد أبياتها ذلك الشاعر الـمُجيد بيتيه:
عِيدٌ بِأيَّةِ حال عُدْتَ ياعِيدُ؟ --- بما مضى؟ أَمْ لأمرٍ فيك تجديد؟
بورك فيك، أستاذنا الفاضل..
وسأظل أختلس من مدادك، كلّما خالستني الجواب بمليح خطابك

عدنان البخاري
2008-12-26, 09:24 AM
أمَّا الأحبَّة فالبيداء دونهمُ... !
/// سأزيد بيان خطئك وأؤكِّده (ابتسامة) .. لستُ بشاعرٍ ولا شويعرٍ؛ بل لم أقل في حياتي بيتًا واحدًا، كانت هناك محاولات قديمة فاشلة أصابت صاحبك بإحباط..
/// على كلِّ حال نحن من القوم الذي قيل فيهم: أحب الصالحين ولستُ منهم. (ابتسامة)

الواحدي
2008-12-26, 09:29 AM
وأخوك أيضا يحبُّهم...
وقد وجدت في البيتين معنى قول المتنبي:
جُودُ الرِّجال مِن الأيدي وجُودُهمُ --- من اللسان.. فلا كانوا ولا الجُودُ
ولست أدري إن كنت مصيبا في هذا...

أبو حسن الشامي
2008-12-29, 07:34 PM
يقول الإمام أبو زكريا يحيى بن يوسف الصرصري رحمه الله:


إذا الفتى لم يكن بالفقه مشتغلا * ولا الحديث ولم يتل الكتاب لغا
وكل من أهمل التقوى فليس له * من حرمة بالغا في العلم ما بلغا
وليس يجني من العلم الثمار سوى * من أصله في بساتين التقى نبغا
وكل خل جفى يوما وكنت له * تبغي الصفاء ولم يُعط الليان بغا

عدنان البخاري
2009-01-01, 12:17 AM
ممَّا يزهِّـدني في أرض أنـدلسٍ /// /// /// سمـاع مقتدرٍ فيها ومعتضـدِ
ألقاب مملكةٍ في غير موضعها /// /// /// كالهِرِّ يحكي انتفاخًا صولة الأسدِ !

أم معاذة
2009-01-02, 03:10 PM
إن الفقيه إذا غوى وأطاعه ... قوم غووا معه فضاع وضيعا
مثل السفينة إن هوت في لجة ... تغرق ويغرق كل ما فيها معا

أبو المظَفَّر السِّنَّاري
2009-01-02, 04:00 PM
إِن الفقيهَ هو الفقيهُ بفعلِهِ ... ليس الفقيهُ بنطقِه ومقالهِ
وكذا الرئيسُ هو الرئيسُ بخلقِه ... ليس الرئيسُ بقومهِ ورجالهِ
وكذا الغني هو الغني بحالِه ... ليس الغَنِيُّ بملكهِ وبمالهِ
هذه الأبيات تنسب للشافعي ، ولا تثبتُ عنه !!

صالح غيث
2009-01-02, 05:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لغز ظريف :
يا مَنْ تَسَمَّى باسمِ مَنْ جَمَعَ الصَّحِيحْ
قُـلْ لي بربِّكَ عَـلَّ قلـبي يستريحْ
مَنْ قَادَ جمعاً يَـوْمَ كانتْ فَيْفَ رِيحْ ؟
هـو شاعرٌ هـو فارسٌ لكنْ قبيحْ
هـو عامريٌّ ذَروة النَّسَبِ الصَّريحْ

صالح غيث
2009-01-02, 05:57 PM
اللغز للبخاري وغيره

أم معاذة
2009-01-03, 02:58 PM
إذا المرء لا يرعـاك إلا تكلفــا * * * فدعه ولا تكثر عليه التأسفــــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة * * * وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا
فما كل من تهـواه يهواك قلبـه * * * ولا كل من صافيته لك قد صفــا
إذا لم يكـن صـفو الود طبيعـة * * * فلا خيـر في ود يجيء تكلفـــا
ولا خير في خِل ٍ يخـون خليـله * * * ويلقـاه من بعـد المودة بالجـفـا
وينـكر عيشا ً قد تقـادم عهـده * * * ويظهـر سرا ً كان بالأمس قد خفا
سلام ٌ على الدنيا إذا لم يكـن بها * * * صديق ٌصدوق ٌصادق الوعد منصفا

صالح غيث
2009-01-03, 04:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي أم معاذة ، يوجد خلل في الشطر الأول من البيت الرابع ، فلعل سقطا قد حصل ، أرجو المراجعة .

أبو حسن الشامي
2009-01-03, 04:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي أم معاذة ، يوجد خلل في الشطر الأول من البيت الرابع ، فلعل سقطا قد حصل ، أرجو المراجعة .

البيت هو:

إذا لم يكـن صـفو الوداد طبيعـة * * * فلا خيـر في ود يجيء تكلفـــا

أبو حسن الشامي
2009-01-03, 04:57 PM
يقول الإمام أبو زكريا يحيى بن يوسف الصرصري رحمه الله:


فيا رب قد عودت وجهي صيانة * وأهلي غنى والقلب منك تعففا
فزدني وأهلي من صنيعك نعمة * تدوم وصنّي واكف يا خير من كفى
وصلني ولا تقطع بلطف ورحمة * فلست أبالي إن وصلت بمن جفا

أم معاذة
2009-01-03, 05:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل صالح ، أنا نقلت الأبيات كما وجدتها ، ولم أكن لأميز إذا ما كان بها سقط أم لا ، لأنه لا معرفة لي بهذا العلم ، فبارك الله فيك على الملاحظة . والشكر موصول للفاضل حسن الشامي على نقله البيت الصحيح.

صالح غيث
2009-01-03, 08:19 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله .

صالح غيث
2009-01-04, 04:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن الجميع مشغول بأحداث غزة ، فلا نرى أثرا للبخاري وزملائه ، حسبنا الله ونعم الوكيل

نداء الأقصى
2009-01-05, 07:51 PM
يُعاتِبُنِي فِي الدَّيـنِ قَومـي وَإِنَّمـا دُيونِيَ فِي أَشياءَ تُكسِبُهُـم حَمـدَا
أَلَمْ يَرَ قَومِي كَيـفَ أوسِـرَ مَـرَّة وَأُعسِرُ حَتَّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهـدَا
فَمَا زَادَنِي الإِقتَـارُ مِنهُـم تَقَرُّبـاًوَلا زَادَنِي فَضلُ الغِنَى مِنهُم بُعـدَا
أَسُدُّ بِهِ مَـا قَـدْ أَخَلّـوا وَضَيَّعـوا ثُغورَ حُقوقٍ مَا أَطَاقوا لَهَـا سَـدَّا
وَفِي جَفنَةٍ مَا يُغلَق البَـابُ دُونَهـا مُكلَّلـةٍ لَحـمـاً مُدَفِّـقـةٍ ثَــردَا
وَفِي فَـرَسٍ نَهـدٍ عَتِيـقٍ جَعَلتُـهُ حِجَاباً لِبَيتِي ثُـمَّ أَخدَمتُـه عَبـدَا
وَإِن الَّذِي بَينِي وَبَيـنَ بَنِـي أَبِـي وَبَينَ بَنِي عَمِّـي لَمُختَلِـفُ جِـدَّا
أَرَاهُم إِلى نَصري بِطـاءً وَإِن هُـمُ دَعَونِي إِلى نَصـرٍ أَتيتُهُـم شَـدَّا
فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لُحومَهُـم وَإِن يَهدِموا مَجدِي بَنَيتُ لَهُمْ مَجدَا
وَإِن ضَيَّعوا غَيبِي حَفَظتُ غيوبَهُـم وَإِن هُمْ هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُمْ رُشدَا
وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ دَعونِي إِلى نَصِيـرٍ أَتَيتُهُـم شَـدَّا
وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بِـي زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِـم سَعـدَا
وَإِن هَبَطوا غـوراً لأَمـرٍ يَسؤنِـي طَلَعـتُ لَهُـم مَـا يَسُرُّهُـمُ نَجـدَا
فَإِن قَدحوا لِي نَارَ زنـدٍ يَشينُنِـي قَدَحتُ لَهُم فِي نَـارَ مكرُمـةٍ زَنـدَا
وَإِن بَادَهونِي بِالعَـداوَةِ لَـمْ أَكُـن أَبادُهُـم إِلاَّ بِمَـا يَنعَـت الرُشـدَا
وَإِن قَطَعوا مِنِّي الأَواصِـر ضَلَّـةً وَصَلتُ لَهُم مُنّي المَحَبَّـةِ وَالـوُدَّا
وَلا أَحمِلُ الحِقـدَ القَديـمَ عَلَيهِـم وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدَا
فَذلِكَ دَأبِـي فِـي الحَيـاةِ وَدَأبُهُـم سَجين اللَيالِي أَو يُزيرونَنِي اللَحـدَا
لَهُم جُلُّ مَالِي إِن تَتابَعَ لِـي غَنَّـى وَإِن قَلَّ مَالِـي لَـمْ أُكَلِّفهُـم رِفـدَا
وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ مَـا دَامَ نـازِلاً وَمَا شيمَةٌ لِي غَيرُهَا تُشبهُ العَبـدَا
عَلَى أَنَّ قَومِي مَا تَرى عَين نَاظِـر كَشَيبِهِم شَيبـاً وَلاَ مُردهـم مُـرداً
بِفَضـلٍ وَأَحـلام وجـودِ وَسُـؤدُد وَقَومِي رَبيع فِي الزَّمـانِ إِذَا شَـدَّا

أم معاذة
2009-01-06, 03:11 PM
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني ... أو كنت تعلم ما تقول عذلتُكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني ... وعلمت أنك جاهل فعذرتكا

أبوزكرياالمهاجر
2009-01-12, 12:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت والله أود أن اشارك اخوانى بكثير من القصائد لكن نفسى لاتنشط فى هذه الايام للكتابة فقلت اكتفى بأن اتحفكم الان بهذا الديوان الذى هو فى نظر العبد الفقير اكثر من رائع وهو للشاعر المصرى عاطف عكاشه واسم الديوان اعترافات عاشق به العديد من القصائد الرائعه التى قد تحكى شيئا من الواقع الذى يعيشه المسلمين من الذل والمهانة ووترك الجهاد
كما يوجد به ايضا كثير من قصائد الحب الرائعة
فدونكم الديوان تجدونه بالمرفقات

الأمل الراحل
2009-01-12, 02:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت والله أود أن اشارك اخوانى بكثير من القصائد لكن نفسى لاتنشط فى هذه الايام للكتابة فقلت اكتفى بأن اتحفكم الان بهذا الديوان الذى هو فى نظر العبد الفقير اكثر من رائع وهو للشاعر المصرى عاطف عكاشه واسم الديوان اعترافات عاشق به العديد من القصائد الرائعه التى قد تحكى شيئا من الواقع الذى يعيشه المسلمين من الذل والمهانة ووترك الجهاد
كما يوجد به ايضا كثير من قصائد الحب الرائعة
فدونكم الديوان تجدونه بالمرفقات

الله يعطيك العافية .. في الكتاب قصيدة بعنوان : عودة زليخا .. من هي زليخا ؟

أبو محمد الطنطاوي
2009-01-12, 06:59 AM
الله يعطيك العافية .. في الكتاب قصيدة بعنوان : عودة زليخا .. من هي زليخا ؟
يقال ويشتهر أنه اسم إمرأة العزيز ((وراودته التى هو في بيتها عن نفسه)) وسياق الأبيات يؤكد أنه يقصد هذا .

أم معاذة
2009-01-12, 08:26 PM
برئت من الإسلام إن كان ذا الذي *** أتاك به الواشون عني كما قالوا
ولكنهم لما رأوك سريعة *** إلي تواصوا بالنميمة واحتالوا
فقد صرت أذناً للوشاة سميعة *** ينالون من عرضي ولو شئت ما نالوا

أبوزكرياالمهاجر
2009-01-12, 09:09 PM
الله يعطيك العافية .. في الكتاب قصيدة بعنوان : عودة زليخا .. من هي زليخا ؟
جزاك الله خيرا اختى
كلمة زليخا عندنا بمصر تطلق احيانا على المرأة السيئة سواء فى خلقها ولبسها ـ استهزاء بهاـ وهذا ما عناه الشاعر حيث وجه هذه القصيدة الى المتبرجات والداعيات اليه كما هو واضح فى القصيدة

أم معاذة
2009-01-14, 01:42 AM
سكت فقالت: قد سكت عن الحق *** ففهت فقالت ما دعاك إلى النطق؟
فأومأت هل من حالة بين ذا وذا؟*** فقالت: وذا الإيماء أيضاً من الحمق
فلم أر لي إذ حلت الغرب راحةً *** من الشر إلاّ في المسير إلى الشرق
فلما أتيت الشرق ألفيتها به *** و قد قعدت بي منه في أضيق الطرق

أبوزكرياالمهاجر
2009-01-15, 12:47 AM
جزاك الله خيرا اختى
كلمة زليخا عندنا بمصر تطلق احيانا على المرأة السيئة سواء فى خلقها ولبسها ـ استهزاء بهاـ وهذا ما عناه الشاعر حيث وجه هذه القصيدة الى المتبرجات والداعيات اليه كما هو واضح فى القصيدة
على انه ايضا قد قصد تشبيه ما يقع من المتبرجات بما وقع من امرأة العزيز(زليخا ) ليوسف عليه السلام من الدعوة الى الرذيلة

أم معاذة
2009-01-16, 11:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا أبلغ لديك أبا دلامة*** فلست من الكرام ولا كرامة
جمعت دمامة وجمعت لؤماً *** كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
فإن تك يا عليج أصبت مالاً *** فيوشك أن تقوم بك القيامة
إذا لبس العمامة قلت قرد *** وخنزير إذا وضع العمامة

سؤال لأهل الإختصاص :- بالنسبة للبيت الأخير، أليس الصواب أن نقول "قردا "؟

أبوزكرياالمهاجر
2009-01-17, 12:40 AM
[size="5"][color="purple"][center] بالنسبة للبيت الأخير، أليس الصواب أن نقول "قردا "؟
وما الاشكال لو كان تقدير الكلام هكذا
إذا لبس العمامة قلت( هو) قرد
أى ان قرد خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو

صالح غيث
2009-01-17, 04:57 PM
سكت فقالت: قد سكت عن الحق *** ففهت فقالت ما دعاك إلى النطق؟
فأومأت هل من حالة بين ذا وذا؟*** فقالت: وذا الإيماء أيضاً من الحمق
فلم أر لي إذ حلت الغرب راحةً *** من الشر إلاّ في المسير إلى الشرق
فلما أتيت الشرق ألفيتها به *** و قد قعدت بي منه في أضيق الطرق
الشطر الثاني من البيت الأول مكسور ، فلعل الصواب : ( وقلت فقالت ...) أو ( نطقت فقالت ...) ، وعلى كل حال فالأبيات من بحر الطويل ، العروض فيه مقبوضة والضرب صحيح ، ووقع تصريع في البيت الأول فجاءت العروض فيه صحيحة .

أم معاذة
2009-01-17, 11:55 PM
يا إخوتي أوصيكُمُ كُلَّكمْ *** وصيّةَ الوالدِ والوالدَه
لا تنفلوا الأقدامَ إلاّ إلى *** من لكُمُ في قَصده فائده
إما لعِلمٍ تستفيدونَهُ *** أو لنَوالٍ أو إلى مائده
فإنْ عدِمتُم هذه كلَّها *** فانقطِعوا عن ذاك بالواحده

الفاضل صالح، وما الفرق ؟

عدنان البخاري
2009-01-19, 09:06 PM
/// بارك الله فيكم جميعًا..

يا من تيَمَّمَ عَمْـرًا يَسْتَجيرُ بهِ • • • أَمَا سمعْتَ ببيت فيه سَيَّارِ ?
المستجيرُ بعَمْرٍ عند كربته • • • كالمستجير من الرَّمْضاءِ بالنَّارِ !

صالح غيث
2009-01-20, 12:15 AM
السلام عليكم
الحمد لله على سلامتك يا بخاري ، أين كنت طوال الأيام الماضية ؟ أرجو منك قراءة التعليقات السابقة للرد عليها .

صالح غيث
2009-01-20, 12:25 AM
الأخت الفاضلة أم معاذة
لقد أخطأتُ في قراءة البيت الأول فقرأت ( فَفُهْتُ ) ( فَفَهِمْتُ ) فأرجو المعذرة ، ولم يكن غرضي ظ ز و ة 21 ذ ء\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\||؟\ز\\\\\|\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\ط\كم\ن\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\
\\\\\\\\\\\\\

صالح غيث
2009-01-20, 12:33 AM
أرجو المعذرة على الخطأ الفني الذي وقع

عبدالقادر بن محي الدين
2009-01-21, 12:32 AM
ومخرِّقٍ عنه القميـص تخالـه *** وسْط البُيوتِ من الحياءِ سَقِيمَـا


حتّى إذا رَفَـعَ اللـواءَ رأيتَـهُ *** تَحْتَ اللواءِ على الخَميسِ زَعِيمَا

العاصمي من الجزائر
2009-01-22, 04:03 PM
يقول الاديب الكبير محمد صادق الرافعي
متفجّعا لمجد الشرق القديم .. وضاربا الأمثال للشرقيين لعلهم يتذكرون ..
تمايل دهرك حتى اضطـــــرب ........ وقد ينثني العِطف لا مِن طــرب
ومرّ زمانٌ وجــــاء زمــــــــــــا نٌ ... وبين الزمانين كلّ العــــــــجب
فقوم تدلّوا لتحــــــت الثـــــرى ..... وقوم تعالوا لفوق الشهـــــب
لقد وعظتنا خطوب الزمــــــان ..... وبعض الخطوب كبعض الخُطـب
ولو عرف الناس لم تهدهـــــم ...... سبيل المنافع إلا النـــــــــــو بْ
فيــــا رَبّ داء يكــــــــــون دواءً ... إذا عجز الطبّ والمستــــــطبّ
ومن نكد الدهر أنّ الــــــــذي ...... أزاح الكروب غدا في كُــــــــــرب
وانّ امرأ ً كان في السالبيـــن ... فأصبح بينــــهم ُ يستـلــــــــــ ـب
ألست ترى العرب الماجديــن ... وكيف تهدّم مجــــد العــــــــرب ؟!
فأين الذي رفعتــــــــه الرماح ... وأين الذي شيّدته القضــــــــب ؟!
وأين شواهــــق عز لنــــــــا ... تكاد تمسّ ذراها السـحــــــــــ ـب ؟!
لقد أشرق العلم من شرقنـا ... وما زال يضؤل ختى غــــــــــــــ ـرُب
وكنا صعدنا مراقي المعالـــــي ... فأصبح صاعدنا في صَبَـــــــــبْ
وكم كان منّا ذوو همـــــــــــة ٍ ... سمت بهم لمعالي الرّتــــــــــ ـب
وكم من هِزَبْر تهز البرايـــــــــ ا ... بوادرُه إن ونى أو وثـــــــــــــ ـب
وأقسم لولا اغترار العقـــــــول ... لما كفّ أربـــــابـــــ ــــها عن أرب
ولولا الذي دبّ ما بينهــــــــــم ... لما استصعبوا في العـلا ما صعب
ومن يطعم النفس ما تشتهي ... كمن يطعم النار جــــــــزل الحطب
إلا رحِم الله دهــــرا مضــــــى ... وما كاد يبسَــــــم حتى انتــــــحب
وحيّا ليالي كنــــّـا بهـــــــــــــ ا ... رعاة على من نأى واقتـــــــــــ رب
فملكا نُقيل إذا ما كبــــــــــــا ... وعرشا نقيم إذا ما انقلـــــــــــ ــــب
سلو ذلك الشرق ماذا دهــــــاه ... فأرسله في طريق العطـــــــــــ ب
لَوَ ان بنيه أجلّـــــــوا بنيــــــــــه ... لأصبح خائبهم لم يخـــــــــــــ ـب
فقد كان منهم مقرّ العلــــــــــو م ... كما كان فيــــهم مقـــــــــرّ الأدب
وهل تنبت الزهر أغصانــــــــــ ــه ... إذا مـــــــاء كل غدير نضــــــــب ؟!
وكم مرشــــد بات ما بينــــــــــهم ... يسام الهوان وسوء النصــــــــب !
كأن لم يكن صدره منبعـــــــــــ ــــا ... لما كان من صدره ينســـــــــــك ب
ومن يستبق للعــــــلا غايــــــــــة ... فأولى به من سواه التعـــــــــــ ب
وليس بضائر ذي نطـــــــــــــ ــــلب ... إذا كفه الناس عمّا طلـــــــــــب
فكم من مصابيح كانت تضـــــــــيء ... (م) بين الرياح إذا لم تهـــــــــب
وما عِيب من صدف لؤلــــــــــــ ــؤٌ ... ولا عاب قدر التراب الذهـــــــــب
بني الشرق أين الذي بينـــــنــــا ... وبين رجال العلا من نســــــــــب ؟!
لقد غابت الشمس عن أرضكـــــــم ... إلى حيثُ لو شئتم ُ لم تغــــــب
إلى الغرب حيثُ أولاءِ الرجـــــــــال ُ ... وتيك العلوم وتلك الكتـــــــــب
فّن كان هذا بحكم الزمـــــــــــ ــــان ... فتبّت يدا ذا الزمان وتــــــــــــب ّ
وإن كان مما أردتم فمـــــــــــــ ــــــا ... تنال العلا من وراء الحجـــــــــب
فدوروا مع الناس كيف استـــــــداروا ... فإن لحكم الزمان الغــــــــلــَ ب
ومن عاند الدهر فيما يُحــــــــــــ ـــبّ ... رأى من أذى الدهر ما لا يحب

أم معاذة
2009-01-23, 01:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عدوك من صديقك مستفاد *** فأقلل ما استطعت من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه *** يكون من الطعام أو الشراب

أبو محمد الطنطاوي
2009-01-23, 03:16 AM
أنائم أنت عن كتب الحديث وما***أتى على المصطفى فيها من الدين
لمسلم والبخارى اللذين هما***شدا عرى الدين فى نقل وتبيين
أولى بأجر وتعظيم ومحمدة***من كل قول أتى من رأى سحنون
هيهات رأى أمرئِِ من وحى خالقنا***قياس هذا بذا رأى المجانين
يا من هدى بهما اجعلنى كمثلهما***فى نصر دينك محضاً غير مفتون
لا تقطعن بى رب العرش دونهما***يوم الحساب وفى وضع الموازين
أبو محمد بن حزم

أبو محمد الطنطاوي
2009-01-23, 03:27 AM
يقول ابن جرير الطبري رحمه الله

عليك بأصحاب الحديث فإنهم******على نهج للدين ما زال معلما
وما الدين إلا في الحديث وأهله*****إذا ما أدلج الليل البهيم وأظلما
واعلم البرايا من إلى السنن اعتزى*****وأغوى البرايا من إلى البدع انتما
ومن ترك الآثار ضلل سعيه*****وهل يترك الآثار من كان مسلما

العاصمي من الجزائر
2009-01-23, 11:36 AM
هذه القصيدة من شعر ابي القاسم الشابي ..
.. الطفولة ..
لله .. ما احلى .. الطفولة انها حلم الحياة
عهد كمعسول الرؤى .. ما بين اجنحة السبات
ترنوا الى الدنيا وما .. فيها بعين باسمة
وتسير في عدوات- .. واديها بنفس حالمة
ان الطفولة زهرة .. تهتز في قلب الربيع
ريانة من ريق .. الانداء في الفجر الوديع
غنت لها الدنيا - .. اغاني حبها وحبورها
فتأودت نشوى - .. باحلام الحياة ونورها
ان الطفولة حقبة .. شعرية بشعورها
ودموعها وسرورها .. وطموحها وغرورها
لم تمش في دنيا - .. الكآبة والتعاسة والعذاب
فترى على اضوائها .. ما في الحقيقة من كذاب
......................... كانون الثاني - يناير 1928 (12 رجب 1346)

عدنان البخاري
2009-01-25, 06:45 AM
لَو أنَّ كُلَّ يَسـيرٍ رُدَّ مُحتَقَـراً • • لم يَقبَـلِ اللهُ يَومـًا لِلوَرى عَمَلا
فالمرءُ يُهدي على مِقدارِ قُدرَتِهِ • • والنَملُ يُعذَرُ في القَدرِ الذي حَمَلا

العاصمي من الجزائر
2009-01-25, 06:48 PM
من شعر ابي القاسم الشابي ..
.. رثاء الفجر ..
يا ايها الغاب - .. المنمق بالاشعة والورود
يا ايها النور النقي ...وايها الفجر البعيد
اين اختفيت وما الذي .. اقصاك عن هذا الوجود
آه لقد كانت - ..حياتي فيك حالمة تميد
بين الخمائل - .. والجداول والترنم والنشيد
تصغي لنجواك الجميلة- .. وهي اغنية الخلود
وتعيش في كون - .. من الغفلات فتان سعيد
آه لقد غنى الصباح .. فدمدم الليل العتيد
وتالم النجم الوضئ .. فاعتم الغيم الركود
ومضى الردى بسعادتي -.. وقضى على الحب الوليد
....... 14 ايلول - سبتمبر 1931 (جمادى الاولى 1350)

أم معاذة
2009-01-26, 12:07 AM
لو كنت تعلم كل ما علم الورى *** طراً لصرت صديق كل العالم
لكن جهلت فقلت إن جميع من *** يهوى خلاف هواك ليس بعالم

تعارف
2009-01-26, 02:18 AM
كان بينى وبين زوجى شىء وسافر وفى نفسه شىء وارسلت له اعتذارات كثيرة فأرسل لى ابيات على الجوال ومنذا ايام ابحث عن قائلها فياليت مشايخى واخوانى يسعفونى بها وهذه الابيات التى طرت بها فرحا هى

ولقد هممت بقتلها من حبها 000 كيما تكون خصيمتى فى المحشر

حتى يطول على الصراط وقوفنا00 وتلذ عينى من لذيذ المنظر

بارك الله فيكم

المقدادي
2009-01-26, 03:06 AM
لو كنت تعلم كل ما علم الورى *** طراً لصرت صديق كل العالم
لكن جهلت فقلت إن جميع من *** يهوى خلاف هواك ليس بعالم

هذه الأبيات قالها ابن المطهر الحلي الرافضي لما وصله رد شيخ الإسلام على كتابه منهاج الكرامة فما احتمل قوة الرد و جزالته و قال كلاما معناه : لو كان يعرف كلامي لرددت عليه ! و قد رد على أبياته هذه العلامة شمس الدين محمد بن الموصلي الشافعي رحمه الله فقال :

يا من يموه في السؤال مسفسطاً *** إن الذي ألزمتَ ليس بلازم

هذا رسول الله يعلم كل ما *** علموا وقد عاداه جل العالم

أبوزكرياالمهاجر
2009-01-26, 03:55 AM
ولقد هممت بقتلها من حبها 000 كيما تكون خصيمتى فى المحشر
حتى يطول على الصراط وقوفنا00 وتلذ عينى من لذيذ المنظر
بارك الله فيكم
هما لمجنون بنى عامر أو مجنون ليلى ان شئت (قيس)

أم معاذة
2009-01-27, 11:32 PM
هذه الأبيات قالها ابن المطهر الحلي الرافضي لما وصله رد شيخ الإسلام على كتابه منهاج الكرامة فما احتمل قوة الرد و جزالته و قال كلاما معناه : لو كان يعرف كلامي لرددت عليه ! و قد رد على أبياته هذه العلامة شمس الدين محمد بن الموصلي الشافعي رحمه الله فقال :
يا من يموه في السؤال مسفسطاً *** إن الذي ألزمتَ ليس بلازم
هذا رسول الله يعلم كل ما *** علموا وقد عاداه جل العالم

جزاك الله خيرا على التنبيه ، أنا أنقل من الأبيات ما يعجبني ، وما يجعلني أشعر أنها تحكي الواقع الذي نعيشه ، بدون النظر إلى صاحبها ، ولا أدري إن كان هذا عيبا أم لا ، فأرجو ممن لديه علم إفادتنا . وعلى كل حال، فلم أعد راغبة في أن تبقى هذه الأبيات هنا ، بما أن ناظمها رافضي، والمردود عليه بها شيخ الإسلام .

العاصمي من الجزائر
2009-01-28, 11:16 AM
السير إلى الله والدار الآخرة
للعلامة السعدي رحمه الله
سعد الذين تجنبوا سبل الردى .. وتيمموا لمنازل الرضوان
فهموا الذين اخلصوا في مشيهم .. متشرعين بشرعة الايمان
وهم الذين بنوا منازل سيرهم .. بين الرجا والخوف للديان
وهم الذين ملا الإله قلوبهم .. بوداده ومحبة الرحمن
وهم الذين أكثروا من ذكره .. في السر والإعلان والأحيان
يتقربون الى المليك بفعلهم .. طاعاته والترك للعصيان
فعل الفرائض والنوافل دأبهم .. مع رؤية التقصير والنقصان
صبروا النفوس على المكاره كلها .. شوقا إلى مافيه من إحسان
نزلوا بمنزلة الرضى فهم بها .. قد أصبحوا في جنة وأمان
شكروا الذي أولى الخلائق فضله .. بالقلب والاقوال والأركان
صحبوا التوكل في جميع أمورهم .. مع بذل جهد في رضى الرحمن
عبدوا الإله على إعتقاد حضوره .. فتبوءوا في منزل الإحسان
نصحوا الخليقة في رضى محبوبهم .. بالعلم والإرشاد والأحزان
صحبوا الخلائق بالجسوم وإنما .. أرواحهم في منزل فوقاني
بالله دعوات الخلائق كلها ..خوفا على الإيمان من نقصان
عزفوا القلوب عن الشواغل كلها .. قد فرغوها من سوى الرحمن
حركاتهم وهمومهم وعزومهم .. لله لا للخلق والشيطان
نعم الرفيق لطالب السبل التي .. تفضي إلى الخيرات و الإحسان

العاصمي من الجزائر
2009-01-30, 06:45 PM
من شعر ابي القاسم الشابي ..
من أغاني الرعاة
أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصبا ترقص أوراق الزهو ر اليابسة
وتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة
.............................

أقبل الصبح جميلا يملأ الأفق بهاه
فتمطى الزهر والطير وأمواج المياه
قد أفاف العالم الحي وغنى للحياة
فأفيقي ياخراف وهلمي يا شياه
............................
واتبعيني ياشياهي بين اسراب الطيور
واملئي الوادي ثغاء ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي يغشيه الضباب المستنير
..........
واقطفي من كلأ الأرض ومرعاها الجديد
واسمعي شبابتي تشدوا بمعسولي النشيد
نغم يصعد من قلبي كأنفاس الورود
ثم يسموا طائرا كالبلبل الشادي السعيد
............................
وإذا جئنا لى الغاب وطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب وزهر وثمر
أرضعته الشمس بالضوء وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل في وقت السحر
....................
وامرحي ماشئت في الوديان أو فوق التلال
واربضي في ظلها الوارف إن خفت الكلال
وأمضغي الأعشاب والأفكار في صمت الظلال
واسمعي الريح تغني في شماريخ الجبال
.........................
إن في الغاب أزاهيرا وأعشابا عذاب
ينشد النحل حواليها أهازيجا طراب
لم تدنس عطرها الطاهر أنفاس الذئاب
لا ولا طاف بها الثعلب في بعض الصحاب
..............
وشذا حلوا وسحرا وسلاما وظلال
ونسيما ساحر الخطوة موفور الدلال
وغصونا يرقص النور عليها والجمال
وإخضرارا أبديا ليس تمحوه الليال
...........
لن تملي ياخرافي في حمى الغاب الظليل
فزمان الغاب طفل لاعب عذب جميل
وزمان الناس شيخ عابس الوجه ثقيل
يتمشى في ملال فوق هاتيك السهول
..............
لك في الغاب مرعاك ومسعاك الجميل
ولي الإنشاد والعزف إلى وقت الأصيل
فإذا طالت ظلال الكلإ الغص الضئيل
فهلمي نرجع المسعى إلى الحي النبيل
6 شباط - فبراير 1933 (10 شوال 1351)

أبو محمد الطنطاوي
2009-01-31, 09:43 PM
أبيات قالها الإمام الصنعاني رحمه الله في ديوانه :
و أقـبـح مـن كـل ابـتـداع سـمـعته ** و أنكاه للقلب المولع بالرشد
مـذاهـب مـن رام الـخـلاف لـبـعـضها ** يعض بأنياب الأساود و الأسد
و يعزى إلـيه كل مالا يقولوه لتنقيصه ** عـنـد الـتـهـامـي و النجدي
و لـيـس لـه ذنـب سـوا أنـه غدى ** يتابع قول الله في الحل و العقد
لئن عده الجهال ذنبا فحبذا ** به حبذا يوم انفرادي في لحدي
ألا ما جعلتم أيها الناس ديننا ** لأربعة لا شك في فضلهم عندي
هم علماء الأرض شرقا و مغربا ** و لكن تقليدهم في غد لا يجدي
و لا زعموا حاشاهم أن قولهم ** دليل فيستهدي به كل من يهدي
بلى صرحوا أنا نقابل قولهم ** إذا خالف المنصوص بالقدح و الرد
سلام على أهل الحديث فإنني ** نشأت على حب الأحاديث من مهدي
هم بذلوا في حفظ سنة أحمد ** و تنقيحها من جهدهم غاية الجهد
و أعني بهم أسلاف سنة أحمد ** أولئك في بيت القصيد هم قصد
أولئك أمثال البخاري و مسلم ** و أحمد أهل الجد في العلم و الجد
بحور و حاشاهم عن الجزر إنما ** لهم مدد يأتي من الله بالمد
رووا و ارتووا من بحر علم محمد ** و ليست لهم تلك المذاهب من ورد

أبو محمد الطنطاوي
2009-01-31, 09:43 PM
و يحكي المنذر بن سعيد البوطي معاناته مع مالكية الأندلس , فيقول :
عـذيـري مـن قـوم يـقـولـون كـلما ** طـلـبـت دلـيـلا هـكـذا قـال مالكُ
فإن عدت قالوا قال سحنون مثله ** و قد كان لا تخفى عليه المسالك
فإن زدت قالوا قال أشهب مثله ** و مـن لـم يـقل مـا قـال فهو آفك
فإن قلت قال الله ضجوا و أكثروا ** و قـالوا جميعا أنت قرن مماحك
فإن قلت قد قال الرسول فقولهم ** أتت مالكا في ترك ذلك المسالك

أبو محمد الطنطاوي
2009-01-31, 09:44 PM
و يقول الإمام المقبلي رحمه الله لأحد معاصريه :
فمن مبلغ عني الـوجـيـه رسـالـة ** و إن كان لا تـجـدي لديه الرسائل
تمذهبت للنعمان بعد ابن حـنـبـلٍ ** و ذلـك لـمـا أعـوزتـك الـمآكلُ
و ما اخترت قول الشافعي ديانة ** و لكـن تـبـغـي الـذي هـو حـاصـل
و عــمـا قـلـيـل لا شــك صـائــر ** إلـى مـالـك فـانـظر إلى منت قائل

الأمل الراحل
2009-02-07, 09:25 PM
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif[/URL (http://[URL]http://up1.m5zn.com)]

http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif[/URL (http://[URL]http://up1.m5zn.com)]

العاصمي من الجزائر
2009-02-08, 12:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بمناسبة خروج العلاَّمة ابن جبرين حفظه الله سليماً معافى من العملية ووصول الأنباء السارَّة من أخينا الحبيب سلمان عبد القادر كتبت هذه الأبيات المتواضعة تعبيراً عمّا جاش في صدري حينها فلتقبلوها هدية من أخيكم ولعلَّ عذره أنها من محاولاته الأولى في عالم الشعر الفسيح ..

لعمري القلب يعتصر .. على شيخي وينتظر ...
وصول السعد بالأخبار ... والأفراح تنتشر ..

.............................. ..............

ألا يا إخوتي هيا .. إلى الجنات نستبق ..
بسحر الفلّ و الرمّان ... والأشواق نعتبق ...

.............................. .............

نرى للورد ألونا .. كمثل العطر تنهمر ..
وتسقي جنّة المرجان .. والأحلام تنفطر

.............................. ..........

كنوزالحب والمرمر ... وروض الياس والعنبر
ونور الفجر ياشيخي .. ..ووجه باسمٍ أزهر

عدنان البخاري
2009-02-08, 11:48 PM
إِنَّما الدُنيـا فَناءٌ /// /// /// لَيسَ لِلدُّنيـا ثُبوت
إِنَّما الدُنيا كَبَيتٍ /// /// /// نَسَجَتهُ العَنكَبوت
وَلَقَد يَكفيكَ مِنها /// /// /// أَيُّها الطالِبُ قوت
وَلَعَمري عَن قَليلٍ /// /// /// كُلُّ مَن فيها يَموت

أم معاذة
2009-02-09, 01:51 AM
تخاصمني بجيلة ثم تقضي *** لأنفسها لبئس الحكم ذاكا
إذا ما كان خصمك يا ابن عمرو *** هو القاضي الذي يقضي علاكا
وحسبك من بلاء أن تولي *** قضاءً في أمورك من دهاكا

أحمد العراقي
2009-02-09, 09:35 PM
جزى الله خيرًا الأخ عدنان على الموضوع .
مما يذكر هنا قول صردر :
تموت النفوس بأوصابها /// و لم تشك عوادها ما بها
و ما أنصفت مهجة تشتكي /// أذاها إلى غير أحبابها
و قد ذكر الصفدي في " الوافي " أن ابن تيمية كان يردد هذين البيتين ، و ذكر أن ذلك يدل على علو همته ، رحمه الله تعالى .

و لو تفضل أحد الاخوة بنقل لامية العجم لمؤيد الدين الطغرائي .

الالوكي
2009-02-09, 10:47 PM
أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم

أم هبت الريح من تلقاء كاظمة وأومض البرق في الظلماء من إضم

فما لعينيك إن قلت أكففا همتا وما لقلبك إن قلت استفق يهم

أيحسب الصب أن الحب منكتم ما بين منسجم منه ومضطرم

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طلل ولا أرقت لذكر البان والعلم

فكيف تنكرحباً بعد ما شهدت به عليك عدول الدمع والسقم

وأثبت الوجد خطي عبرة وضنى مثل البهار على خديك والعنم

نعم سرى طيف من أهوى فأرقني والحب يعترض اللذات بالألم

يا لائمي في الهوى العذري معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلم

عدتك حالي لا سري بمستتر عن الوشاة ولا دائي بمنحسم

محضتني النصح لكن لست أسمعه إن المحب عن العذال في صمم

إني اتهمت نصيح الشيب في عذل والشيب أبعد في نصح عن التهم

فإن أمارتي بالسوء ما اتعظت من جهلها بنذير الشيب والهرم

ولا أعدت من الفعل الجميل قرى ضيف ألم برأسي غير محتشم

من لي برد جماح من غوايتها كما يرد جماح الخيل باللجم

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النهم

والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

فاصرف هواها وحاذر أن توليه إن الهوى ما تولى يصم أويصم

وراعها وهي في الأعمال سائمة وإن هي استحلت المرعى فلا تسم

كم حسنت لذة للمرء قاتلة من حيث لم يدر أن السم في الدسم

واخش الدسائس من جوع ومن شبع فرب مخمصة شر من التخم

واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت من المحارم والزم حمية الندم

وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم

ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم

أستغفر الله من قول بلا عمل لقد نسبت به نسلاً لذي عقم

أمرتك الخير لكن ما ائتمرت به وما استقمت فما قولي لك استقم

ولا تزودت قبل الموت نافلة ولم أصل سوى فرض ولم أصم

ظلمت سُنَّة من أحيا الظلام إلى أن اشتكت قدماه الضر من ورم

وشد من سغب أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم

وراودته الجبال الشم من ذهب عن نفسه فأراها أيما شمم
وأكدت زهد فيها ضرورته أن الضرورة لا تعدو على العصم
جميلة لكن قبحها بالشرك في بعضها
وعارضها أمير الشعراء بالرائعة التي لا أمل من سماعها من شريط الحمين ( مختارات من شعر شوقي)
ريم على القاع بين البان و العلم *** احل سفك دمي في الاشهر الحرم

رمى القضاء بعيني جؤذر اسدا *** يا ساكن القاع ادرك ساكن الاجم

لما رنا حدثتني النفس قائلة: *** يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي

جحدتها و كتمت السهم في كبدي *** جرح الاحبة عندي غير ذي الم

رزقت اسمح ما في الناس من خلق *** اذا رزقت التماس العذر في الشيم

يا لائمي في هواه و الهوى قدر *** لو شفك الوجد لم تعذل و لم تلم

لقد انلتك اذنا غير واعية *** و رب منصت و القلب في صمم

يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى ابدا *** اسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم

افديك الفا و لا الو الخيال فدا *** اغراك بالبخل من اغراه بالكرم

سرى فصادف جرحا داميا فاسا *** و رب فضل على العشاق للحلم

من الموائس بانا بالربى و قنا *** اللاعبات بروحي السافحات دمي

السافرات كامثال البدور ضحا *** يغرن شمس الضحى بالحلي و العصم

القاتلات باجفان بها سقم *** و للمنية اسباب من السقم

العاثرات بالباب الرجال *** و قد اقلن من عثرات الدل في الرسم

المضرمات خدودا اسفرت و جلت *** عن فتنة تسلم الاكباد للضرم

الحاملات لواء الحسن مختلفا *** اشكاله و هو فرد غير منقسم

من كل بيضاء او سمراء زينتا *** للعين و الحسن في الارام كالعصم

يرعن للبصر السامى و من عجب *** اذا اشرن اسرن الليث بالعنم

و ضعت خدي و فسمت الفؤاد ربى *** يرتعن في كنس منه و في اكم

يا بنت ذا اللبد المحمي جانبه *** القاك في الغاب ام القاك في الاطم؟

ما كنت اعلم حتى عن مسكنه *** ان المنى و المنايا مضرب الخيم

من انبت الغصن من صمصامة ذكر؟ *** و اخرج الريم من ضرغامة قرم؟

بيني و بينك من سمر القنا حجب *** و مثلها عفة عذرية العصم

لم اغشى مغناكك الا في غضون كرى *** مغناك ابعد للمشتاق من ارم
إلى أن قال:
مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ
وَبُغيَةُ اللَهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ

وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ
مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي

سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً
فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ

قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ
مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ

نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفاً
وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي

حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ
نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ

لَمّا رَآهُ بَحيرا قالَ نَعرِفُهُ
بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ

سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما
مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ

كَم جيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَت بِهِما
بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ

وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما
أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ

يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ
وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ

لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ
فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ

وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ
غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ

مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها
قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ

إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها
يُغرى المادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ

وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللَهُ قائِلُها
لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ

هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلَأَت
أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ

فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها
وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ

تَساءَلواعَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِم
رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ

ياجاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ
هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ

لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ
وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ

فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَم
بِالخُلقِ والخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ

جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَت
وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ

آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ
يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ

يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ
يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ

يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُ
كَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ

حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جيدَ البَيانِ بِهِ
في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ

بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ
تُحـ
يِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ

سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ
في الشَرقِ والغَربِ مَسرىالنورِ في الظُلَمِ

تَخَطَّفَت مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ
وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ

ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَت
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِالقُدُمِ

أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِم
إِلّا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ

وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَوراً مُسَخَّرَةٌ
لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ

مُسَيطِرُالفُرس ِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ
وَقَيصَرُالرومِ مِن كِبرٍأَصَمُّ عَمِ

يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ
وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ

وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُم بِأَضعَفِهِم
كَاللَيثِ بِالبَهمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ

أَستتتترى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ
والرُسلُ في المَسجِدِالأَقص ى عَلى قَدَمِ

لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِم
كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ

صَلّى وَراءَكَ مِنهُم كُلُّ ذي خَطَرٍ
وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللَهِ يَأتَمِمِ

جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِم
عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ

رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ
لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ

مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ
وَقُدرَةُ اللَهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ

حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ

وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ
وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاِستَلِمِ

خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما
يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ

أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَاِنكَشَفَت
لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ

وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ
بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ

سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ

هَل أَبصَروا الأَثَرَالوَضّا ءَ أَم سَمِعوا
هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ

وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُم
كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ

فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُم
كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ

لَولا يَدُ اللَهِ بِالجارَينَ ما سَلِما
وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ

تَوارَيا بِجَناحِ اللَهِ وَاِستَتَرا
وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللَهِ لا يُضَمِ

صالح غيث
2009-02-10, 02:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجاهلتم شعري الذي قلته ملغزا عن إحدى الشخصيات التاريخية ......... سامحكم الله
انظروه في الصفحة السابقة

أم معاذة
2009-02-20, 12:07 AM
بلاءٌ ليس يشبهه بلاءٌ ***عداوة غير ذي حسب ودينِ
يبيحك منه عرضاً لم يصنه *** ويقدح منك في عرض مصونِ

عدنان البخاري
2009-02-20, 01:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجاهلتم شعري الذي قلته ملغزا عن إحدى الشخصيات التاريخية ......... سامحكم الله
انظروه في الصفحة السابقة
/// بارك الله فيك.. كان ميقات شعرك في وقت الصَّوارف، ثم تُنُوسِي بعدُ، وعلى كلٍّ فلم يتبيَّن لي حلُّ لغزك.
/// فهات معناه. جزيت خيرًا.

عدنان البخاري
2009-02-20, 02:06 PM
/// وههنا شعرُ أندلسيٌ مغربي -حتى نوازي بين المشارقة والمغاربة (ابتسامة)-، لابن حمديس:
أيا خُلُجَ المدامِعِ لا تغيضي /// /// /// وَذُوبي غَيْرَ جامدةٍ وَفيضي
فقد قُلِبَ التّأسِّي بالرَّزايا /// /// /// أسىً ملأ التراقِيَ بالجريضِ
أراكَ على الرّحيلِ بأرْضِ مَحْلٍ /// /// /// فقيرَ الرّحْلِ من زادٍ عريضِ
فَدَعْ أشَرَ الجَموحِ وكُنْ ذليلاً /// /// /// لعِزِّ الله كالعَوْدِ المروضِ!
وأشقى الناس في الأُخرى ابنُ دنيا /// /// /// يقول لِنَفسِهِ في الغيِّ خُوضي
أَما شَرَحَتْ له عِبَرُ اللَّيالي /// /// /// معانِيَ بَعْدَ مُلْتَبِسِ الغموضِ
وناحتْ هَذِهِ الدُّنْيا عَلَيه /// /// /// فظنَّ نياحَها شَدْوَ القريضِ
فلا يَغتَرَّ بالحدثانِ غَمْرٌ /// /// /// لذيذُ النوم في طَرْفٍ غضيضِ
فقَد يُصْمي الرَّدى في الوكدِ فَرخاً /// /// /// فَيَرْتَعُ منه في لحمٍ غريضِ
وَيُبلْي غَيْرَ مُستَبقٍ حيَاةً /// /// /// لِقَشْعَمِ شاهِقٍ مَيْتِ النهوضِ
وساعاتُ الفَتى سُودٌ وَبِيضٌ /// /// /// تُرَحِّلُ سُودَ لِمّتِهِ ببيضِ
يذوقُ المرءُ في مَحْياهُ موتاً /// /// /// جفُوفَ الزّهْرِ في الروضِ الأَريضِ!
وأشراكُ الرّدى في الغيب تخفى /// /// /// كما يَخْفَيْنَ في تُرْبِ الحضيضِ
عجبتُ لجَمْعِهِ فيهنّ صَيدًا /// /// /// بها بينَ القشاعِمِ والبَعوضِ
رأيتُ الخلقَ مرْضَى لا يُداوَى /// /// /// لهم كَلَبٌ مِنَ الزّمَنِ العضوضِ!
وَلا آسٍ لهم إِلّا مريضٌ /// /// /// فهل يُجْدي المريضُ على المريضِ؟!
يواصلُ فيهمُ فتكُ ابن آوى /// /// /// وهم في غَفْلَةِ البَهَمِ الرَّبِيضِ
وما ينجو امرُؤٌ من قَبضَتَيهِ /// /// /// يُدِلُّ بِسَبق مُنْجَرِدٍ قبيضِ

صالح غيث
2009-02-20, 09:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضعنا الحل في مجلس اللغة العربية منذ ثلاثة أيام أو أكثر ، والحل باختصار : عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، وهو سيد بني عامر في وقته وأحد فرسانها وشعرائها المشهورين ، وابن عم الشاعر والصحابي الجليل لبيد بن ربيعة ، و ( فيف الريح ) المذكور في الأبيات هو من أيام بني عامر في الجاهلية ، وفيه فُقِئت عين الشاعر .

عدنان البخاري
2009-02-21, 10:41 AM
/// لابن حمديس أيضًا:

أراك ركبتَ في الأهوال بحراً • • • عظيماً ليس يُؤمن من خطوبهْ
تُسَيّرُ فلْكهُ شرْقـاً وغَرْبـاً • • • وتُدْفَعُ من صَبَـاهُ إلى جنوبهْ
وأصعبُ من ركوبِ البحر عندي • • • أُمُورٌ ألجأتكَ إلى ركوبهْ!

أم معاذة
2009-02-21, 10:08 PM
هون عليك فلن أريدك في وغى *** لتطاعن وتناوش وضراب
كن واقفاً في الجيش آخر آخر *** فإن انهزمتُ مضيت في الهراب

عدنان البخاري
2009-02-21, 11:03 PM
• لابن حمديس أيضًا:
وَجَـدْتُ الحِلْمَ ينصُرُني على مَنْ • • أسُـلُّ لحَرْبِه ظُبةَ الحُسَامِ
ولي كَلِمٌ كأنَّ اللَّفْظَ منها • • يَـرُشّ السَّمعَ منه بالسّهامِ
ولكنِّي أُكَفْكِفها بِحِلْمٍ • • يُلاثُ البُرْدُ منه على شمامِ
ولستُ أُعيدُ من حَنَـقٍ عليه • • مخاطبةً لتجديدِ الخِصامِ
ويقْصُـرُ في الحقيقة كلُّ شيءٍ • • ثَنَيْتَ جمِيعَـهُ غَيْرَ الكَلامِ

أم معاذة
2009-02-22, 01:41 AM
عرضت نصيحة مني ليحيى *** فقال غششتني والنصح مر
ومالي أنَّ أكون أعيب يحيى *** و يحيى طاهر الأثواب بر
ولكن قد أتانا أنَّ يحيى *** يقال عليه في نقعاء شر
فقلت له: تجنب كل شيء *** يعاب عليك إنَّ الحر حر

عدنان البخاري
2009-03-02, 05:00 PM
/// لابن رشيق القيرواني:
يا خيبة الحرِّ الذي • • لم يلقَ فوقَ الأَرض حرّا
بكَّرتُ للحظِّ الذي • • صادفْتُه في اللَّيلِ أَسْرَى
وطَفِقْت أَجْرِي خَلفَه • • من ساعَتي وهلُمَّ جرّا
جَاريْتُ هذا الدَّهرَ لكِـ • • ـنْ ما وجدْتُ عليه نصرا
ورجعتُ والآمال قَتْـ • • ـلى منه والأَطماعُ أَسْرَى
لا بَطْشَتي كُبْرى ولا • • تُغْني على اللأْواءِ صُغْرَى
وأَظلُّ في سوق الكَسَا • • دِ أُباع فيه ولَسْتُ أُشْرى
في معشر خَسُّوا ولـ • • ـكن قد أَهانُوا الحرّ قهرا
صُفر الوجوهِ وربما • • لاحت لك الأَقفاءُ حمرا
ولربما كان القفا • • باعاً وكان القدُّ شبرا
مَرْضَى ولا يَبْرَوْنَ؛ إِذ • • داءُ الخَسَاسَةِ لَيْسَ يَبْرى
الكلبُ يُكسى عندهُم • • بالوَشْي والضِّرغامُ يَعْرَى
والحُّر بينهمُ يمو • • تُ مجاعةً لو كان خِضْرَا
ما فيهم إِلا مُعا • • رُ المجدِ مَعْمُولٌ مُطرَّى
يا قلبُ ويحك! ما كذا • • عوَّدتني ذلاَّ وذُعْرا
والحزن يقتلُ كلَّ من • • لا يقتلُ الأَحزانَ صَبْرَا
كم خِلَّةٍ ليَ أَعْرَضَتْ • • فتركتُها وعَشِقْتُ أُخرى
وتركتُها.. لا القلبُ مُكْتـ • • ـئِبٌ ولا الأَجفانُ عَبْرَى
ما النيلُ من ماءِ الحيا • • ةِ ولا جميعُ الأَرضِ مِصْرَا
ولكم غَرَبْتُ من السُّرى • • في ليلةٍ وطلعت فَجْرَا
ولكم وجدت الموتَ حلواً • • حين ذُقْتُ الذُّلْ مُرّا
ولكمْ أُعيَّر بالغُرو • • رِ، نعم فَطِنْتُ وكُنْت غِرّا !
والمجدُ مرٌّ طَعْمُه • • لا تحسبنَّ المجْدَ تمرَا
واطمعْ ولا تَهْزِم رجَا • • ءَك إِنَّ بعد العُسْر يُسْرا
والدَّهر يجمعُ ثم يسـ • • ـمَحُ قد رأَينا ذاكَ دَهْرا
وأَنا الذي ما عِشْتُ حتَّى • • قد قَتَلْتُ الدَّهر خُبْرا
والموتُ أَولى بالفَتى • • من عِيشَةٍ في الذُّلِّ غَبْرَا
وإِذا تملَّكَتِ اللِّئَا • • مُ فإِنَّ مَوْتَ الحُرِّ أَحْرَى !

عدنان البخاري
2009-03-03, 02:37 PM
/// لمصطفى لطفي المنفلوطي:


لعمركَ ما راحت بِلُبّى صَبَابةٌ • • ولا نازعتني مُهجَتِي سورةُ الخَمرِ
ولا هاجَني وجدٌ ولا رسمُ مَنزلٍ • • عَفاءٍ ولكن هكذا سنَّةُ الشِّعرِ
ومَن كان ذَا نفسٍ كنفسي قريحةٍ • • من الهمّ لا يُعنى بوصلٍ ولا هجَرِ
كأني ولم أسلخ ثلاثين حِجّةً • • ولم يَجرِ يوماً خاطرُ الشيّبِ في شَعري
أخو مائةٍ تَمشي الهُوَينا كأنَّه • • إذا ما مشى في السّهلِ في جَبَلٍ وَعر
إذا شابَ قلبُ المرءِ شابَ رجاؤُه • • وشابَ هواهُ وهوَ في ضَحوةِ العُمرِ
حَييتُ بآمالي فلمّا كَذَبنَنِي • • قنعتُ فلم أحفِل بِقُلٍّ ولا كُثرِ
وأصبحت لا أرجو سِوَى الجَرعةِ التي • • أذوقُ إذا ما ذقتها راحةَ القبر
وليسَت حياةُ المرءِ إلا أمانيًا • • إذا هي ضاعت فالحياة على الإِثر
جزى اللهُ عني اليأسَ خيراً فإنه • • كفاني ما ألقى من الأملِ المر
وراضَ جماحي للزمان وحُكمِه • • بما شاءَ من عدلٍ وما شاءَ من جُور
فما أنا إن ساءَ الزمانُ بساخطٍ • • ولا أنا إن سر الزمانُ بِمُغتَر
إذا ما سفيهٌ نالني منه قادِحٌ • • من الذمّ لم يُحرِج بموقِفه صَدري
أعودُ إلى نفسي فإن كان صادِقاً • • عَتَبتُ على نفسي واصلحت من أمري
وإلا فما ذنبي إلى الناس إن طغى • • هواها فما ترضى بخيرٍ ولا شر
أمولاي عذراً إن للهم صرعةً • • تطير بسر المرءِ من حيث لا يدري
وإني لأتحيي لقاءَكَ شاكياً • • وأنت الذي ألهمتني خلق الصبرِ
وأوردتني من بحرِ علمِكَ مَورِداً • • أمنتُ به الكفرانَ في موضعِ الشُّكرِ

عبدالقادر بن محي الدين
2009-03-03, 03:39 PM
محمد بن غالب الرفاء الرصافي - رصافة بلنسية -


إيهٍ وهَلْ مَعَ إيهٍ يا أبَا عُمَرٍ ** مِن تُحْفَةٍ غَيْرَ إِعْظَامٍ وَإِكْبَارِ

وَغَيْرَ عَقْدِ صَفَاءٍ قَدْ قَسَمَتُ لَكُمْ ** مَعِينَهُ بَيْنَ إِعْلانٍ وَإِسْرَارِ

عَجِبْتُ مِنْ مَعْشَرٍ تُمْطَى مَآثِرُهُمْ ** مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهَا ظَهْرَ طَيَّارِ

مَا بَالُهُمْ رَقَدُوا في لَيْنِ عَيْشِهِمُ ** عَنْ جَارِهِمْ وَهْوَ مَحْسُومٌ بإِقْتَارِ

مَاكَانَ أَقْدَرَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا لَكُمُ ** عَلَى البَدِيهِ مِنَ الأَيَّامِ بالثَارِ

وَالحُرُّ أَكْثَرُ مَا يُزْرِي بِحَاجَتِهِ ** تَوَسُّطٌ مِنْ خَبِيثِ النَّفْسِ خَوَّارِ

صَوْنُ الفَتَى وَجْهَهُ أَبْقَى لِهِمَّتِهِ ** والرِّزْقُ جَارٍ عَلى حَدٍّ وَمِقْدَارِ

قَنِعْتُ وامْتَدَّ مَالي فَالسَّمَاءُ يَدِي ** وَنَجْمُهَا دِرْهَمِي والشَّمْسُ دينَاري

عدنان البخاري
2009-03-04, 07:15 PM
/// وقال عمرو بن معديكرب الزبيدي:


لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَر • • • فاعْلَمْ وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا
إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ • • • ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا
كُلُّ امْرِىءٍ يَجْرِي إلى • • • يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَدَّا
كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِحٍ • • • بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدا
ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِعْـ • • • ـتُ ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْدا
أَلْبَسْتُهُ أَثْوابَـهُ • • • وخُلِقْتُ يومَ خُلِقْتُ جَلْدا
أُغْنِي غَناء الذَّاهِبيـ • • • ـنَ أُعَدُّ لِلأَعْداءِ عَدّا
ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ • • • وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا

أبو الفداء أحمد بن طراد
2009-03-04, 09:22 PM
حيا الله المعارف والله إنكم من قوم ألسنتهم للكرم مغارف

عدنان البخاري
2009-03-06, 09:57 AM
/// بارك الله فيك، وحيَّاك وبيَّاك.


والمرء ممتحنٌ بخُلَّة دهرهِ • • طورًا بها يشقى، وطورًا يسعدُ
وعلى كلا الحالين لا يبقى بها • • سعْدٌ يقيم ولا شقاء يقعدُ
وأخو الوفاء قليلة إخوانه • • وأخو الحياء بها عديمٌ مُفرَدُ
لا تدْعُ للمعروف إلَّا أهلَه • • فالجود في الشِّيم السليمة يوجدُ
واللؤمُ في الطَّبع اللَّئيم مركَّبٌ • • كالزند في طرفيه نارٌ توقدُ
ولرُبَّ معتذرٍ إليك ودونه • • قاسي الطَّبيعة أفعوان أربدُ
وإذا رأيت العيش راقك صفوه • • فتوقَّهُ، ما كُلُّ ماءٍ يوردُ !
كرِّر لحاظك في الزَّمان أما ترى • • أنَّ النفوس عليه زرع يحصدُ
وكأنَّما الدُّنيا تقول لمن بها: • • عيشي وعيشُك عن قليلٍ ينفدُ
والنَّفس لا تنفكُّ من خُدَع المنى • • العمر يبلى والمُنَى تتجدَّدُ
إنَّ الحياة لذي الضَّلال منيةٌ • • والموت للنَّفس الزَّكيَّة مولدُ
يحيى الذي يحيا بسقياه النَّدَى • • حتى يكاد بما سقاه يخلدُ
ولئن بَكَتْهُ المكرمات فقد بَكَت • • فقدَ امرىءٍ هو مقلتاها واليدُ

الهجرة
2009-03-10, 11:15 PM
قال محمود سامي البارودي -رحمه الله-
لأَيِّ خَلِيلٍ فِي الزَّمَانِ أُرَافِقُ ***وأكثرُ من لاقيتُ خبٌّ مُنافِقٌ ؟
بَلَوْتُ بَنِي الدُّنْيَا، فَلَمْ أَرَ صَادِقاً*** فَأَيْنَ لَعَمْرِي الأَكْرَمُونَ الأَصَادِقُ؟
أُحاوِلُ أمراً قَصَّرت دونَهُ النُهى ***وشابَت ولَم تَبلُغُ مَداهُ المَفارِقُ
وأعظَمُ ما تَرجوهُ ما لا تَنالُهُ*** وأكثرُ مَنْ تَلقاهُ مَنْ لا يوافِقُ
وَمَا كُلُّ مَنْ حَدَّ الرَّوِيَّة َ حَازِمٌ ***وَلاَ كُلُّ مَنْ رَامَ السَّوِيَّة َ فَارِقُ
أَضَعْتُ زَمَانِي بَيْنَ قَوْمٍ لَوَ انَّ لِي ***بِهِم غَيرَهُم ما أرهَقَتنى البَوائقُ
فإن أكُ مُلقَى الرَحلِ فيهِم فإنَّنى ***لَهُمْ بِالْخِلالِ الصَّالِحاتِ مُفَارِقُ
مَعَاشِرُ سادُوا بِالنِّفَاقِ، وَمَا لَهُمْ*** أُصُولٌ أَظَلَّتْهَا فُرُوعٌ بَوَاسِقُ
فَأَعْلَمُهُمْ عِنْدَ الْخُصُومَة ِ جاهِلٌ*** وأَتْقَاهُمُ عِنْد الْعَفَافَة ِ فَاسِقُ
طَلاَقَة ُ وَجْهٍ تَحْتَهَا الْغَيْظُ كَاشِرٌ*** وَنَغْمَة ُ وُدٍّ بيْنَهَا الْغَدْرُ نَاعِقُ
وأخلاقُ صِبيانٍ إذا ما بَلوتَهُم ***عَلِمْتَ بِأَنَّ الْجَهْلَ فِي النَّاسِ نَافِقُ
تَعَلَّمتُ كَظمَ الغيظِ فيهِم ، وإنَّهُ ***لَحِلمٌ ، ولَكِن لِلحَفيظة ِ ماحِقُ
دَعونِى إلى الجُلَّى ، فَقُمتُ مُبادِراً ***وإنِّى إلى أمثالِ تِلكَ لَسابِقُ
فَلَمَّا اسْتَمَرَّ الْجِدُّ سَاقُوا حُمُولَهُمْ ***إلى حيثُ لو يَبلُغهُ حادٍ وسائقُ
فَلا رَحِمَ اللهُ امرأً باعَ دِينَهُ ***بِدُنيا سِواهُ وهوَ لِلحقِّ رامِقُ
عَلَى أَنَّنِي حَذَّرْتُهُمْ غِبَّ أَمْرِهِمْ*** وأنذرتهم لو كان يفقهُ مائقُ
وَقُلْتُ لَهُمْ: كُفُّوا عَنِ الشَّرِّ تَغْنَمُوا*** فَلِلشرِّ يومٌ-لامَحالة َ-ماحِقُ
فَظَنُّوا بِقولِى غَيرَ ما فى يَقينهِ ***عَلَى أَنَّنِي فِي كُلِّ مَا قُلْتُ صَادِقُ
فَهَلْ عَلِمُوا أَنِّي صَدَعْتُ بِحُجَّتِي ***وَقَدْ ظَهَرَتْ بَعْدَ الْخَفَاءِ الْحَقَائِقُ؟
فتبَّا لَهُم مِن مَعشَرٍ ليسَ فيهمً ***رَشِيدٌ، وَلاَ مِنْهُمْ خَلِيلٌ مُصَادِقُ
ظَنَنْتُ بِهِمْ خَيْراً، فَأُبْتُ بِحَسْرَة ٍ ***لَها شجنٌ بينَ الجوانِحِ لاصِقُ
فياليتنِى راجَعتُ حِلمِى ، ولم أكن ***زعيماً ، وعاقَتنِى لِذَاكَ العوائقُ
وَيَا لَيْتَنِي أَصْبَحْتُ فِي رَأْسِ شَاهِقٍ*** ولم أرى ما آلت إليهِ الوثائقُ
هُمُ عَرَّضُونِي لِلْقَنَا، ثُمَّ أَعْرَضُوا ***سِراعاً ولم يَطرُق منِ الشرِّ طارِقُ
وَقَدْ أَقْسَمُوا أَلاَّ يَزُولُوا، فَمَا بَدَا*** سنا الفجرِ إلاَّ والنِساءُ طَوالِقُ
مَضَوْا غَيْرَ مَعْذُورِينَ، لاَ النَّقْعُ سَاطِعٌ ***وَلاَ الْبيضُ فِي أَيْدِي الْكُمَاة ِ دَوَالِقُ
وَلَكِنْ دَعَتْهُمْ نَبْأَة ٌ، فَتَفَرَّقُوا ***كَمَا انْقَضَّ فِي سِرْبٍ مِنَ الطَّيْرِ بَاشِقُ
فَكَمْ آبِقٍ تَلْقَاهُ مِنْ غَيْرِ طَارِدٍ ***وكَم واقِفٍ تَلقاهُ والعقلُ آبِقُ
إِذَا أَبْصَرُوا شَخْصاً يَقُولُونَ جَحْفَلٌ ***وَجُبْنُ الْفَتَى سَيْفٌ لِعَيْنَيْهِ بَارِقُ
أُسودٌ لَدى الأبياتِ بينَ نِسائهِمْ ***وَلَكِنَّهُمْ عِنْدَ الْهِيَاجِ نَقَانِقُ
إذا المرءُ لم يَنهَض بِقائمِ سَيفهِ ***فيا ليتَ شِعرِى ، كيفَ تُحمَى الحقائقُ ؟

العاصمي من الجزائر
2009-03-11, 01:28 PM
علي بن عبد الله المالكي (667 هـ) :

عذبت قلبي بهجر منك متصل ... يا من هواه ضمير غير منفصل
ما زال من غير تأكيد صدودك لي ... فما عدولك من عطف إلى بدل

عدنان البخاري
2009-03-12, 12:13 PM
فَرَسْتَ شُوَيْهَتي وفَجَعْت طفلاً • • • ونسواناً وأنت لهم ربيبُ
نَشَأتَ مع السِّخَال وأنت طفلٌ • • • فما أدراك أنَّ أباك ذئبُ ؟
إذا كان الطِّباع طباع سوءٍ • • • فليس بمصلح طبعاً أريبُ !