تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثمرات التوحيد



الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 08:45 AM
ثمرات التوحيد


عبد العزيز كحيل


عندما سادت ثقافة عصور التخلف
أصبح التوحيد
_وهو الركن الركين
وقطب الرحى في العقيدة الإسلامية_

أقرب إلى مباحث لاهوتية ومسائل كلامية
لا تبعث على الحركة والإيجابية

لهذا يجب الرجوع إلى المعنى الأصيل للتوحيد

وهو معنى حي لخدمة المسلم في تعبده لله
وخدمة الإسلام وإصلاح الآفاق والأنفس
بأحكامه وآدابه ،

وإذا تجاوزنا التعقيدات الكلامية
واستقينا المفاهيم من القرآن والسنة

فإن التوحيد يبدو لنا حركة إيجابية
تربط المسلم بربه
وبغيره من الناس
وكذلك بالكون.

قال تعالى:

{ وما أرسلنا من قبلك من رسول

إلا نوحي إليه

أنه لا إله إلا أنا
فاعبدون }.

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 08:55 AM
علاقة الإنسان بالله:


إذا صلحت هذه العلاقة وتمتنت
أثمرت الحرية في أبهى صورها،

ذلك أن من رضي بالله ربًّا
وفهم معنى "لا إله إلا الله"
تحرر من جميع قيم الأرض وقيودها

وغدا خاضعاً لله وحده
محبًا له
غير مبال بأسباب الرغبة والرهبة

إلا ما كان في الله
ومنه سبحانه وتعالى.

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 08:58 AM
إن الموحد ليس فيه شركاء متشاكسون
إنما هو سلم لواحد هو الله

وبذلك يعيش في طمأنينة تامة
لا تتجاذبه تيارات مختلفة
ولا تؤرقه شخصية ممزقة،

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 09:02 AM
وصدق شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله إذ قال:

"فإن العبودية لله هي عين الحرية."...

أجل ،

الموحد حر لا يخاف على أجله
و لا على رزقه

فكيف يذل من أجلهما لغير ربه ؟

أم رفيدة المسلمة
2015-12-05, 09:06 AM
وصدق شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله إذ قال:

"فإن العبودية لله هي عين الحرية."...

أجل ،

الموحد حر لا يخاف على أجله
و لا على رزقه

فكيف يذل من أجلهما لغير ربه ؟

جزاك الله خيراً ... ورحم الله شيخ الإسلام .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 09:15 AM
إن هذا التحرر الوجداني الذي تنشئه
عقيدة التوحيد

يبعث في حياة المسلم طاقة إيجابية هائلة

تجعله يعبد ويبني ويصنع الحياة

ولا يرهب لقاء الله

بل يكون شعاره

" الله غايتنا وخير الأيام يوم لقائه " ،

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 09:32 AM
كما أن التوحيد يتيح للمؤمن
مقاييس ربانية وموازين سماوية
يحاكم اليها جميع حركاته واختياراته
من حب وبغض
وجمال وقبح
وولاء وبراء

ويعمر قلبه بالخوف
والرجاء
والمراقبة
والتوكل
والإخلاص

ونحوها من القيم الرفيعة
التي تجلب
رضا الله سبحانه

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 10:01 AM
علاقة الإنسان بالإنسان:


إذا استشعر المؤمن وحدانية ربه

وهيمنته تعالى على الخلق

والغرض الذي أنشأهم من أجله

كان الأصل في علاقته بغيره من الناس

هو الحب والتجاوب والتعاون

باعتبار أن الناس لآدم وآدم من تراب

بناءً على ذلك الوجدان الحي الحر المطمئن

الذي أثمره فيه توحيده لله،

وهذا سواء بالنسبة لمجال أصرة العقيدة

أو مجال أصرة الإنسانية

لأن الأولى وإن كانت أهم وأوثق

إلا أنها لا تلغي الثانية ولا تهمشها

{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين

ولم يخرجوكم من دياركم

أن تبروهم وتقسطوا إليهم

إن الله يحب المقسطين }

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 10:15 AM
التوحيد هنا يعني
خضوع كل الناس طوعاً أو كرهاً،
اختياراً أو قدراً
إلى جانب تكليفهم جميعاً
بوظيفة الخلافة والعمارة والعبادة

فيغلب على المؤمنين منهم

عاطفة المحبة والعطف والشفقة

وتنتفي من القلوب الموحدة

مشاعر القسوة والغلظة والبغض،

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 10:22 AM
ويثمر التوحيد
حركة دعوية تتجه نحو الجميع
بوصفات علاجية مختلفة
تنشر الهداية والإرشاد

وتعبيد الناس لله

والتعاون ولو المصلحي

لتعمير الأرض وصناعة الحياة

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 12:49 PM
ولا يسع المسلم الواعي بأبعاد
عقيدة التوحيد
وهو يتعامل مع الأتقياء والمنحرفين
والكفار المسالمين

سوى أن يكون شعاره ومنطلق عمله

قول الله تعالى:

- "وافعلوا الخير"

- "وقولوا للناس حُسنا"

- "وتعاونوا على البر والتقوى"

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 12:53 PM
وحينئذ لا تؤثر فيه التشنجات
التي تعتري علاقته بغيره

وإنما يوجهها بنفس مطمئنة
ونظر بصير
فلا تكون عاقبتها بالنسبة له إلا خيرا

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 12:55 PM
أما من كان صدره ضيقاً

فهل يمكنه أن يقطع صلته بغيره

وهو يعيش معهم في كون فسيح

ولكنه واحد ؟...

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 12:59 PM
ويبقى المسلم
مستعليا بإيمانه
شامخا بدينه

أمام الكفار المعتدين
والمتربصين بالإسلام
وشريعته وثوابته وأرضه

فلا يوالي إلا في الله
ويبرأ من كل علاقة مع الكافرين
فيها انتقاص لدينه وأخلاقه ونبيه،

لا يبدأ بعدوان
ولكن لا يسكت عن عدوان
سواء اتخذ شكلا عسكريا أو فكريا أو فنيا
أو غير ذلك ،

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 01:03 PM
قال تعالى :

{ فمن اعتدى عليكم
فاعتدوا عليه
بمثل ما اعتدى عليكم }

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 01:06 PM
{ ولله العزة
ولرسوله وللمؤمنين }

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 01:11 PM
{ إنما ينهاكم الله
عن الذين قاتلوكم في الدين
وأخرجوكم من دياركم
وظاهروا على إخراجكم
أن تولوهم
ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون }

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 01:15 PM
علاقة الإنسان بالكون:


ومن ثمرات التوحيد
ربط صلة الإنسان بالكائنات جميعاً
من حيوان وطير وجماد
بل ومخلوقات غيبية

{ تُسبحُ له
السماوات السبع
والأرض ومن فيهن

وإن من شيء
إلا يُسبحُ بحمده }.

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 01:18 PM
فهو إذاً كون حي مأنوس ودود

يتجه إلى الخالق الذي تتجه إليه روح المؤمن

ويتجلى أنس الكون في جبل أحد
وهزة الطرب التي اهتزها
لرسول الله وصحبه الثلاثة

وفي قوله عليه الصلاة والسلام:

"أحد جبل يحبنا ونحبه"،

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 01:24 PM
كما يتجلى إن أردنا أمثلة
في احتضان الكهف للفتية الفارين بدينهم
واحتضان البحر لموسى وهو رضيع مطارد
وفي تجاوب الجبال مع داود

وتعاون الحجر مع المسلمين
وإرشادهم إلى وجود اليهود خلفه..

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 01:27 PM
إن انسجام الكون مع الإنسان
يثمر الراحة والثقة وهدوء النفس
واطمئنان السريرة
وهي خصال تجمع بين الجلال والجمال
فتكون الكمالَ الذي لا يحققه
سوى التوحيد،

وهكذا ينطلق المؤمن يبتغي الدارين
وفق سنن كونية صديقة له
وفي محيط مساعد
يدعو إلى السعي والبذل والاكتشاف.

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 01:31 PM
وهذا الذي نقول في علاقة المسلم بالكون
لا علاقة له
بالعقائد الباطلة
كوحدة الوجود والحلول والاتحاد ،

فالله عز وجل مستو على عرشه
{ ليس كمثله شيء
وهو السميع العليم }

وجميع المخلوقات عبيد له
يتفاعل معها المسلم باعتبارها مخلوقات مثله
لا يحتقرها ولا يعبدها
بشكل من الأشكال

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 01:40 PM
وبعد،

فلعل الذي سبق
يكشف لنا طرفاً من معنى الآية

{ وهو الذي في السماء إله
وفي الأرض إله }

فيفقه المؤمن أبعاد العقيدة الإسلامية

ويبحث عن ثمراتها من حوله

وهي تعمل في أكثر من مجال ...

فهي عقيدة للضمير
وتفسير للوجود
ومنهج للحياة.

ا. هـ مختصرا

http://www.daawa-info.net/article.php?id=885

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 02:43 PM
قال الإمام عبد الرحـمن السعدي
رحـمه الله تعالى:


[ وليس شيء من الأشياء

له من الآثار الحسنة والفضائل المتنوعة مثل
التوحيد

فإن خير الدنيا والآخرة
من ثمرات هذا التوحيد وفضائله .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 02:45 PM
ومن فضائله

أنه السبب الأعظم
لتفريج كربات الدنيا والآخرة
ودفع عقوباتهما .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 02:47 PM
ومن أجل فوائده

أنه يمنع الخلود في النار
إذا كان في القلب منه
أدنى مثقال حبة خردل


وأنه إذا كَمُلَ في القلب
يمنع دخول النار بالكلية

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 02:48 PM
ومنها

أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل

والأمن التام في الدنيا والآخرة

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 02:50 PM
ومنها

أنه السبب الوحيد
لنيل رضا الله وثوابه

وأن أسعد الناس بشفاعة محمد
صلى الله عليه وسلم

من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 02:52 PM
ومن أعظم فضائله

أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة

متوقفة
في قبولها
وفي كمالها
وفي ترتب الثواب عليها
على التوحيد .

فكلما قوي
التوحيد والإخلاص لله
كمُلت هذه الأمور
وتمَّت .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 02:53 PM
ومن فضائله

أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات

ويسليه عن المصيبات :

فالمخلص لله
في إيمانه وتوحيده
تخف عليه الطاعات

لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه

ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي

لما يخشى من سخطه وعقابه.

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 02:55 PM
ومنها

أن التوحيد إذا كمُل في القلب

حبَّبَ الله لصاحبه الإيمان
وزيَّنهُ في قلبه

وكرَّهَ إليه الكفر والفسوق والعصيان

وجعله من الراشدين ,

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 02:57 PM
ومنها


أنه يخفف على العبد المكاره
ويهون عليه الآلام ,

فبحسب تكميل العبد
للتوحيد والإيمان

يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح ,
ونفس مطمئنة ,
وتسليم ورضى
بأقدار الله المؤلمة .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 02:59 PM
ومن أعظم فضائله


أنه يُحرِّر العبد
من رقِّ المخلوقين
والتعلُّق بهم ,
وخوفهم ورجائهم ,
والعمل لأجلهم ,

وهذا هو العزُّ الحقيقي ,
والشرفُ العالي ,

ويكون مع ذلك
متألها متعبدا لله
لا يرجو سواه
ولا يخشى إلا إياه ,
ولا ينيب إلا إليه ,

وبذلك يتم فلاحه
ويتحقق نجاحه .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 03:03 PM
ومن فضائله
التي لا يلحقه فيها شيء

أن التوحيد إذا تمَّ وكمُلَ في القلب

وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام

فإنه يصير القليل من عمله كثيرا
وتضاعف أعماله وأقواله
بغير حصر ولا حساب


ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد

بحيث لا تقابلها السماوات والأرض ,

وعمارها من جميع خلق الله

كما في حديث أبي سعيد المذكور في الترجمة

وفي حديث البطاقة ( 1 ) التي فيها
لا إله إلا الله

التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب ,

كل سجل يبلغ مد البصر ,

وذلك
لكمال إخلاص قائلها ,

وكم ممن يقولها ولا تبلغ هذا المبلغ ,

لأنه لم يكن في قلبه
من التوحيد والإخلاص الكامل

مثل ولا قريب
مما قام بقلب هذا العبد .



=====================

1 / حديث البطاقة رواه أحمد (2/213، 221)
والترمذي برقم ( 2639) وحسنه ،
والحديث صحيح .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 03:05 PM
ومن فضائل التوحيد


أن الله تكفَّل لأهله
بالفتح والنصر
في الدنيا

والعزِّ والشرَف
وحصول الهداية
والتيسير لليسرى ,

وإصلاح الأحوال ,
والتسديد في الأقوال والأفعال .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 03:07 PM
ومنها

أن الله يدافع
عن الموحدين أهل الإيمان

شرور الدنيا والآخرة ,

ويمنُّ عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه

والطمأنينة بذكره ,


وشواهد هذه الجُمَل من الكتاب والسنة
كثيرة معروفة



والله أعلم .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 03:09 PM
باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب


وهذا الباب تكميل للباب الذي قبله وتابع له ,

فإن تحقيق التوحيد
تهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر ,

ومن البدع القولية الاعتقادية ,

والبدع الفعلية العملية ,
ومن المعاصي ,

وذلك
بكمال الإخلاص لله
في الأقوال والأفعال والإرادات ,

وبالسلامة من الشرك الأكبر المناقض لأصل التوحيد ,

ومن الشرك الأصغر المنافي لكماله ,

وبالسلامة من البدع والمعاصي
التي تكدِّر التوحيد
وتمنع كماله ,

وتعوقه عن حصول آثاره .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 03:11 PM
فمن حقق توحيده
بأن امتلأ قلبه من
الإيمان والتوحيد والإخلاص ,

وصدقته الأعمال
بأن انقادت لأوامر الله طائعة منيبة مخبتة إلى الله ,

ولم يجرح ذلك بالإصرار على شيء من المعاصي ,

فهذا الذي
يدخل الجنة بغير حساب :

ويكون من السابقين إلى دخولها
وإلى تبوء المنازل منها .

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 03:12 PM
ومن أخص ما يدخل في تحقيقه
كمال القنوت لله
وقوة التوكل على الله :

بحيث لا يلتفت القلب إلى المخلوقين
في شأن من شئونه ,

ولا يستشرف إليهم بقلبه ,
ولا يسألهم بلسان مقاله أو حاله ,

بل يكون ظاهره وباطنه
وأقواله وأفعاله وحبه وبغضه ,
وجميع أحواله كلها
مقصود بها وجه الله
متبعا فيها رسول الله .

والناس في هذا المقام العظيم درجات
( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )
[ سورة الأنعام : الآية 132 ]

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 03:17 PM
وليس تحقيق التوحيد
بالتمني ولا بالدعاوي الخالية من الحقائق ,
ولا بالحلي العاطلة ,

وإنما ذلك بما وقر في القلوب
من عقائد الإيمان وحقائق الإحسان
وصدقته الأخلاق الجميلة ,
والأعمال الصالحة الجليلة ,

فمن حقق التوحيد
على هذا الوجه
حصلت له جميع الفضائل المشار إليها
في الباب السابق ( 2 ) بأكملها

والله أعلم .



=====================
2 / القول السديد في مقاصد التوحيد
( باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب )

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 03:26 PM
عقيدة التوحيد

وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر
والتعطيل والبدع
وغير ذلك


لفضيلة الشيخ
صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان
جزاه الله تعالى خير الجزاء



http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=353864

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 05:05 PM
القول السديد
في مقاصد التوحيد

فضيلة الشيخ
عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله تعالى رحمة واسعة

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=353184

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 05:19 PM
جهود شيخ الإسلام ابن تيمية
في توضيح
توحيد العبادة


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=351688

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 05:24 PM
التوحيد




وبيان العقيدة السلفية النقية



تأليف


سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد


رحمه الله تعالى


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=359923

أبو فراس السليماني
2015-12-05, 10:28 PM
درة البيان في أصول الإيمان

للشيخ الدكتور محمد يسري

جزاه الله تعالى خيرا




http://ia301528.us.archive.org/2/items/DorratBayan_2/DorratBayan_2.pdf (http://ia301528.us.archive.org/2/items/DorratBayan_2/DorratBayan_2.pdf)

أبو فراس السليماني
2015-12-06, 02:23 AM
منهج شيخ الإسلام ابن تيمية


في تقرير
عقيدة التوحيد


المؤلف:
إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان


نبذة عن الكتاب: -
أصل هذا الكتاب رسالة علمية.


http://waqfeya.com/book.php?bid=5794

أبو فراس السليماني
2015-12-06, 06:25 AM
المطلب الحميد
في بيان
مقاصد التوحيد


الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
رحمه الله تعالى


http://waqfeya.com/book.php?bid=10574

أبو فراس السليماني
2015-12-06, 08:52 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/2015/12/199.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-06, 01:06 PM
شرح كتاب التوحيد
من صحيح البخاري


الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://waqfeya.com/book.php?bid=1385

أبو فراس السليماني
2015-12-06, 07:11 PM
البراهين العقلية على
وحدانية الرب
ووجوه كماله


للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله تعالى رحمة واسعة



http://www.al-tawhed.net/Books/Show.aspx?ID=593

أبو فراس السليماني
2015-12-07, 08:26 AM
http://vb.noor-alyaqeen.com/imgcache/13621.imgcache.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-07, 10:01 PM
96083:

كيف أحقق التوحيد ، وما هو الجزاء الموعود ؟

السؤال:

كيف يمكن للعبد أن يحقق التوحيد لله تعالى ؟

الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :

فقد سألتَ ـ وفقك الله ـ عن أمر عظيم ،
وإنه ليسير على من يسره الله عليه ،
نسأل الله أن ييسر لنا ولإخواننا المسلمين كل خير .

اعلم أن تحقيق التوحيد
إنما يكون بتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله ،
وشهادة أن محمداً رسول الله

وهذا التحقيق له درجتان :
( درجة واجبة ، ودرجة مستحبة )

فالدرجة الواجبة تتحقق بثلاثة أمور :

1) ترك الشرك بجميع أنواعه الأكبر والأصغر والخفي .
2) ترك البدع بأنواعها .
3) ترك المعاصي بأنواعها .

والدرجة المستحبة وهي التي يتفاضل فيها الناس
ويتفاوتون تفاوتاً عظيماً وهي :

أن لا يكون في القلب شيء من التوجه لغير الله أو التعلق بسواه ؛

فيكون القلب متوجهاً بكليته إلى الله
ليس فيه التفات لسواه ،
نطقه لله ، و فعله وعمله لله ،
بل وحركة قلبه لله جل جلاله ،

وهذه الدرجة يعبر بعض أهل العلم عنها بأنها :

ترك ما لا بأس به حذراً مما به بأس ،
وذلك يشمل أعمال القلوب واللسان والجوارح .

ولابد لتحقيق هاتين الدرجتين من أمور :

أولها : العلم ،
وإلا فكيف يحقق التوحيد ويعمل به من لا يعرفه ويفهمه ، فواجب على كل مكلف أن يتعلم من توحيد الله ما يُصَحِّحُ به معتقده وقوله وعمله ، ثم ما زاد فهو فضلٌ وخيرٌ.

ثانيها : التصديق الجازم واليقين الراسخ
بما ورد عن الله وعن نبيه صلى الله عليه وسلم من أخبار ، وأقوال .

ثالثها : الانقياد والامتثال لأوامر الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم
بفعل المأمورات ، و ترك المحظورات والمنهيات .

وكلما كان الإنسان أكثر تحقيقاً لهذه الأمور
كان توحيده أعظم وثوابه أكبر .

وقد بين لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم
أن من حقق الدرجة العليا من التوحيد
فهو موعود بأن يكون مع السبعين ألفاً
الذين يدخلون الجنة بغير حساب ـ
نسأل الله من فضله ـ

ففي صحيح البخاري (5705)
ومسلم (220)

عن ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ
وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ
وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ
إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي
فَقِيلَ لِي هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْمُهُ

وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَنَظَرْتُ
فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ
فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي هَذِهِ أُمَّتُكَ
وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ

ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ
فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ

فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ
وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ

وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ
فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ
فَأَخْبَرُوهُ
فَقَالَ هُمْ الَّذِينَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ
ولا يكتوون وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ

فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ
فَقَالَ أَنْتَ مِنْهُمْ
ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ
فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "

قوله : ( لَا يَسْتَرْقُونَ ) أي لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم .
وإن كان طلب الرقية جائزاً لكنه خلاف الأولى والأفضل .

وقوله :( وَلَا يَتَطَيَّرُونَ ) أي لا يقعون في التشاؤم بالطير
أو بغيرها مما يتشاءم منه الناس
فيتركون بعض ما عزموا على فعله بسبب هذا التشاؤم .
والتشاؤم محرم وهو من الشرك الأصغر .

وقوله :(وَلَا يَكْتَوُونَ ) فيتركون الاكتواء بالنار في علاج أمراضهم
ولو ثبت لهم نفعه لكراهة النبي صلى الله عليه وسلم له .
ولأنه لا يعذب بالنار إلا رب النار .

فالصفة المشتركة في هذه الصفات الثلاثة أن أصحابها
( على ربهم يتوكلون )
أي حققوا أكمل درجات التوكل وأعلاها ،
فلم يعد في قلوبهم أدنى التفات للأسباب ،
ولا تعلق بها
بل تعلقهم بربهم وحده سبحانه .

والتوكل هو جماع الإيمان كما قال سعيد بن حبيب ،
بل هو الغاية القصوى كما يقول وهب بن منبه رحمه الله .

وتجد في السؤال رقم ( 4203 )
مزيدا من الكلام على هذا الحديث فراجعه لأهميته .
والله أعلم وأحكم .

وبعد : فليس تحقيق التوحيد بالتمني ،ولا بالتحلي ،
ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق ،
وإنما بما وقر في القلوب من عقائد الإيمان ،
وحقائق الإحسان؛
وصدقته الأخلاق الجميلة والأعمال الصالحة الجليلة .

فعلى المسلم أن يبادر لحظات العمر ،
ويسابق ساعات الزمن في المبادرة إلى الخيرات ،
والمنافسة في الطاعات ،
وليستهون الصعب ،
وليستلذ الألم ،

فإن سلعة الله غالية .
إن سلعة الله الجنة .

ينظر ( القول السديد على مقاصد كتاب التوحيد
للشيخ عبد الرحمن السعدي ـ
رحمه الله ـ20-23 )

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.info/ar/96083

أبو فراس السليماني
2015-12-08, 06:26 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/2015/12/230.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-08, 08:31 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/2015/12/231.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-08, 09:43 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/2015/12/232.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-08, 12:22 PM
83837:

معرفة أحوال الطقس
هل تدخل في التنجيم أو ادعاء علم الغيب ؟

هناك بعض مواقع أحوال الطقس على الإنترنت تعرض أحوال الطقس المتوقعة مابين 5-10 أيام فهل يجوز لي مشاهدتها ؟
أنا سألت هذا السؤال لأنني أخاف أنهم يدعون علم الغيب أو ينجمون وأنه يحرم علي مشاهدتها .

الحمد لله

معرفة أحوال الطقس لا تدخل في التنجيم أو ادعاء علم الغيب ،
وإنما تبنى على أمور حسية وتجارب ، ونظر في سنن الله الكونية .
وكذلك معرفة أوقات الكسوف والخسوف ،
أو توقع هبوب الرياح ، أو نزول الأمطار .

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة :

" قد يعرف وقت خسوف القمر وكسوف الشمس
عن طريق حساب سير الكواكب ،
ويعرف به كذلك كون ذلك كليا أو جزئيا ،
ولا غرابة في ذلك ؛
لأنه ليس من الأمور الغيبية بالنسبة لكل أحد ،
بل غيبي بالنسبة لمن لا يعرف علم حساب سير الكواكب ،
وليس بغيبي بالنسبة لمن يعرف ذلك العلم ،
ولا ينافي ذلك كون الكسوف أو الخسوف آية من آيات الله تعالى
التي يخوف بها عباده
ليرجعوا إلى ربهم ويستقيموا على طاعته "

وجاء فيها أيضاً :

" معرفة الطقس أو توقع هبوب رياح أو عواصف
أو توقع نشوء سحاب أو نزول مطر في جهة
مبني على معرفة سنن الله الكونية،
فقد يحصل ظن لا علم لمن كان لديه خبرة بهذه السنن
عن طريق نظريات علمية أو تجارب عادية عامة
فيتوقع ذلك ويخبر به عن ظن لا علم فيصيب تارة ويخطئ أخرى "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة".

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" وليس من الكهانة في شيء من يخبر عن أمور تدرك بالحساب ؛
فإن الأمور التي تدرك بالحساب ليست من الكهانة في شيء ،
كما لو أخبر عن كسوف الشمس أو خسوف القمر ؛
فهذا ليس من الكهانة لأنه يدرك بالحساب ،

وكما لو أخبر أن الشمس تغرب في 20من برج الميزان مثلا
في الساعة كذا و كذا ؛
فهذا ليس من علم الغيب ،
لأنه من الأمور التي تدرك بالحساب ؛
فكل شيء يدرك بالحساب ،
فإن الإخبار عنه ولو كان مستقبلا لا يعتبر من علم الغيب ،
ولا من الكهانة .

وهل من الكهانة ما يخبر به الآن من أحوال الطقس
في خلال أربع وعشرين ساعة أو ما أشبه ذلك ؟

الجواب : لا ؛ لأنه أيضا يستند إلى أمور حسية ،
وهي تكيف الجو ؛
لأن الجو يتكيف على صفة معينة تعرف بالموازين الدقيقة عندهم ؛
فيكون صالحا لأن يمطر ، أو لا يمطر ،

ونظير ذلك في العلم البدائي
إذا رأينا تجمع الغيوم والرعد والبرق وثقل السحاب ،
نقول : يوشك أن ينزل المطر .

فالمهم أن ما استند إلى شيء محسوس ؛
فليس من علم الغيب ،

وإن كان بعض العامة يظنون أن هذه الأمور من علم الغيب ،
ويقولون : إن التصديق بها تصديق بالكهانة .

" انتهى من "القول المفيد شرح كتاب التوحيد".

وينظر :
"الفتاوى الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (4/424)
فيما يتعلق بمعرفة أهل التقاويم والحساب
لأوقات الكسوف والخسوف ،
وأول الربيع ، وأول الشتاء
ونحو ذلك مما يعرف بالحساب ،
ولا يدخل في علم الغيب .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.info/ar/83837

أبو فراس السليماني
2015-12-08, 04:54 PM
188402: ( مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ،


وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ ) .

السؤال :
لدي سؤال بخصوص الآية 68 ، والآية 69 من سورة الفرقان فهي بخصوص جريمة الشرك والزنا وعقوبتهما وما يترتب عليهما ، وفي سورة النساء آية 48 كان الشرك وحده هو الذي لا يغفر ، أرغب في توضيح هل هناك تعارض ؟ . فهي مقرونة بجريمة الزنا في سورة الفرقان ومرتبطة بالعقوبة ، أما في النساء فذكر العقوبة على جريمة الشرك فقط ، بينما باقي الذنوب فهي تحت مشيئة الله يغفر لمن يشاء .


الجواب :
الحمد لله
نسأل الله أن يعينك على طاعته ، وييسر لك أمر الدعوة إلى دينه .
وبخصوص ما سألت عنه فلا إشكال فيه بحمد الله ،
قال الله تعالى في سورة النساء :
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) النساء/ 48 .

وقال سبحانه :
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) النساء/ 116 .



وقال سبحانه في سورة الفرقان :
( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) الفرقان: 68 – 71 .



فالذي جاء في سورة النساء هو في حق من مات على الشرك ولم يتب منه في الحياة الدنيا ، فمن لقي الله مشركا فهذا الذي لا يغفر الله له ؛ وهذه العقوبة : الحرمان من المغفرة الأبدية ، خاصة بهذه الجريمة : أن يموت مشركا بالله تعالى .

وأما الذي جاء في سورة الفرقان فهو في حق من أشرك بالله ، أو فعل الكبائر الموبقات ؛ فمن فعل من ذلك شيئا ، ثم تاب من ذلك قبل أن يدركه الموت ، تاب الله عليه ، وغفر ذنبه ؛ فهؤلاء ـ من وقع في الشرك ، أو في شيء من الكبائر المذكورة معه ـ شركاء في أمرين :


الأول : أن من فعل ذلك منهم ، فقد توعده الله بالعذاب في نار جهنم ، جزاء على ذنبه ، سواء كان ذنبه ذلك شركا أو غيره من الذنوب .

الثاني : أن من تاب منهم قبل موته ، تاب الله عليه ، وغفر له ذنبه بمنه وكرمه ؛ لأن الإسلام يجبّ ما قبله ، والتوبة تجب ما قبلها . وقال تعالى ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ) الأنفال/ 38 .


فتحصل مما ذكرناه أمور :
الأول : أن من مات وهو يشرك بالله شيئا ، فقد حرم الله عليه الجنة ، ومأواه النار .


الثاني : أن من تاب ، تاب الله عليه ، ولو كان مشركا ، أو فعل من الكبائر ما فعل .

الثالث : أن من مات من أهل الكبائر ، لم يشرك بالله شيئا ، فهو في مشيئة الله ، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له ، غير أنه إن عذب ، فليس مخلدا في النار ، بل مآله إلى الجنة .
روى البخاري (4810) ومسلم (122) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : "أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً ، فَنَزَلَ : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ) ،

وَنَزَلَتْ : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ) " .
وروى الترمذي (3540) وحسنه عن أَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ... يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِ ي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي .
وروى البخاري (1238) ومسلم عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ ) .
وروى مسلم (93) عَنْ جَابِرٍ قَالَ : "أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟ فَقَالَ : ( مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ ) .

قال الشوكاني رحمه الله :
" لا خلاف بين المسلمين أن المشرك إذا مات على شركه لم يكن من أهل المغفرة التي تفضل الله بها على غير أهل الشرك حسبما تقتضيه مشيئته ، وأما غير أهل الشرك من عصاة المسلمين فداخلون تحت المشيئة يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " انتهى من "فتح القدير" (1 /717) .

وقال أيضا :
" التوبة من المشرك يغفر الله له بها ما فعله من الشرك بإجماع المسلمين " انتهى من "فتح القدير" (4 /667) .
راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (31174 (http://islamqa.info/ar/31174)) ، (34171 (http://islamqa.info/ar/34171)) .
والله تعالى أعلم .


الإسلام سؤال وجواب (http://islamqa.info/ar/188402)

أبو فراس السليماني
2015-12-08, 05:58 PM
21738:

معنى شهادة التوحيد

ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟.

الحمد لله

وبعد : فمعنى شهادة أن لا إله إلا الله :
نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله تعالى ،
وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له ،

قال الله تعالى :
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ
وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)

الحج/62 .

فـ ( لا إله ) تنفي جميع ما يعبد من دون الله
و ( إلا الله ) تثبت جميع أنواع العبادة لله وحده .
فمعناها :
لا معبود حقٌّ إلا الله .

فكما أن الله تعالى ليس له شريك في ملكه ؛
فكذلك لا شريك له في عبادته سبحانه .

ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم :

هو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان
بأن محمدا عبده ورسوله إلى الخلق كافة إنسهم وجنِّهم ،
فيجب تصديقه فيما أخبر به من أنباء ما قد سبق ،
وأخبار ما سيأتي ، و فيما أحل من حلال ، وحرم من حرام ،
والامتثال و الانقياد لما أمر به ،
والانتهاء والكف عما نهى عنه ،
واتباع شريعته، والتزام سنته في السر والجهر ،
مع الرضا بما قضاه والتسليم له ،
والعلم بأن طاعته هي طاعة الله و معصيته هي معصية الله ،
لأنه مبلغ عن الله رسالته ،
ولم يتوفه الله حتى أكمل به الدين ،
وبلغ البلاغ المبين ،

فجزاه الله عنا
خير ما جزى نبيا عن قومه
ورسولا عن أمته .

ولا يدخل العبد في الدين إلا بهاتين الشهادتين ،
وهما متلازمتان ،
ولذا فشروط شهادة ( لا إله إلا الله )
هي نفس شروط شهادة أن محمدا رسول الله ،
وهي مذكورة بأدلتها
في السؤال رقم (9104 (http://islamqa.info/ar/9104)) و (12295 (http://islamqa.info/ar/12295)) .

والله أعلم .

http://islamqa.info/ar/21738

أبو فراس السليماني
2015-12-09, 12:08 AM
128172:
الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام هي الإسلام

السؤال :
دين إبراهيم عليه السلام هو الحنيفية..
ماذا تعني الحنيفية ؟
وهل يوجد أحد على دين إبراهيم إلى الآن ؟

الجواب:
الحمد لله
الحنيفية مذكورة في آيات عديدة في القرآن الكريم ،
يصف الله سبحانه وتعالى بها نبيه إبراهيم عليه السلام ،
ومن يقرآ الآيات يستطيع أن يعرف معنى الحنيفية الواردة فيها ،
ونحن نسوقها في جوابنا هنا
كي نشحذ ذهن القارئ لفهمها من سياقها :

يقول الله تعالى :


( وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا
قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )

البقرة/135.

وقال سبحانه :

( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ
وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ .

هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ

فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ .

مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا

وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .

إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ

وَهَذَا النَّبِيُّ
وَالَّذِينَ آَمَنُوا
وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ )

آل عمران/65-68.


وقال عز وجل :

( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

آل عمران/95.


وقال تعالى :

( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ

وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)


النساء/125.


ويقول جل شأنه :

( فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ

فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ .

إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا

وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

الأنعام/78-79.


ومنها أيضا قوله تعالى :


( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .

قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

لَا شَرِيكَ لَهُ

وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)

الأنعام/161-163.


وقوله تعالى :


( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ

حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .

شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ

اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .

وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ .

ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ

حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )

النحل/121-123.


فمن تأمل في الآيات السابقات
يدرك أن الحنيفية التي كان عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام

هي دين التوحيد والاستسلام لله عز وجل ،

ونبذ الشرك والكفر وكل ما يعبد من دون الله ،


وهذا هو دين الأنبياء جميعهم ،

واعتقاد الرسل كلهم ،

لم يختلفوا فيما بينهم إلا في الشرائع والأحكام ،

أما الاعتقاد والإيمان بالله ،

فقد كانوا كلهم على التوحيد .


يقول القرطبي رحمه الله :


" ( حَنِيفاً ) مائلاً عن الأديان المكروهة إلى الحق دين إبراهيم ؛
وهو في موضع نصب على الحال ؛ قاله الزجاج .

أي : بل نتبع ملّة إبراهيم في هذه الحالة .


وسُمِّيَ إبراهيم حنيفاً لأنه حَنِف إلى دين الله ، وهو الإسلام .


والحَنَف : المَيْل ؛ ومنه رِجْلٌ حَنْفاء ،

ورَجُل أَحنف ،
وهو الذي تميل قدماه كل واحدة منهما إلى أختها بأصابعها .

قالت أمّ الأَحْنَف :

واللَّهِ لولا حَنَفٌ بِرجْلِه ... ما كان في فِتيانكم مِن مِثلِه

وقال الشاعر :

إذا حوّل الظّل العشيّ رأيتَه ... حَنِيفاً وفي قَرْن الضحى يَتنصّرُ

أي : الحِرْباء تستقبل القِبْلة بالعشيّ ، والمَشْرِقَ بالغداة ، وهو قِبلة النصارى .


وقال قوم : الحَنَف : الاستقامة ؛

فسُمّيَ دين إبراهيم حنيفاً لاستقامته "

انتهى.


" الجامع لأحكام القرآن " (1/358).


ويقول العلامة السعدي رحمه الله :


" أي : مقبلا على الله ، معرضا عما سواه ،

قائما بالتوحيد ، تاركا للشرك والتنديد ،

فهذا الذي في اتباعه الهداية ،

وفي الإعراض عن ملته الكفر والغواية " انتهى.


" تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " (ص/67)


ويقول العلامة ابن عاشور رحمه الله :


" المراد الميل في المذهب ،
أن الذي به حنف يميل في مشيه عن الطريق المعتاد ،
وإنما كان هذا مدحا للملة
لأن الناس يوم ظهور ملة إبراهيم
كانوا في ضلالة عمياء ،
فجاء دين إبراهيم مائلا عنهم ،
فلقب بالحنيف ،

ثم صار الحنيف لقب مدح بالغلبة .

وقد دلت هذه الآية
على أن الدين الإسلامي من إسلام إبراهيم " انتهى.


" التحرير والتنوير " (1/717)


ويقول أيضا رحمه الله :


" قوله : ( وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )

أفاد الاستدراك بعد نفي الضد حصرا لحال إبراهيم
فيما يوافق أصول الإسلام ،


ولذلك بيَّنَ ( حنيفا ) بقوله : ( مسلما )
لأنهم يعرفون معنى الحنيفية ،
ولا يؤمنون بالإسلام ،

فأعلمهم أن الإسلام هو الحنيفية ،


وقال : ( وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
فنفي عن إبراهيم موافقة اليهودية ،
وموافقة النصرانية ،
وموافقة المشركين ،

وإنه كان مسلما ، فثبتت موافقة الإسلام ،


وقد تقدم في سورة البقرة في مواضع
أن إبراهيم سأل أن يكون مسلما ،
وأن الله أمره أن يكون مسلما ،
وأنه كان حنيفا ،
وأن الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
هو الذي جاء به إبراهيم ،

( وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا
قُلْ بَلْ مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )،


وكل ذلك لا يُبقِي شكا في أن الإسلام هو إسلام إبراهيم .


فقد جاء إبراهيم بالتوحيد ،

وأعلنه إعلانا لم يترك للشرك مسلكا إلى نفوس الغافلين ،
وأقام هيكلا وهو الكعبة ،
أول بيت وضع الناس ،
وفرض حجه على الناس :

ارتباطا بمغزاه ،

وأعلن تمام العبودية لله تعالى

بقوله :

( وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً)

الأنعام/80،


وأخلص القول والعمل لله تعالى


فقال :

( وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ
وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً )

الأنعام/81،


وتطَلَّب الهدى بقوله :

( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ )

البقرة/128،


( وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا )

البقرة/128،


وكسر الأصنام بيده

(فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً)

الأنبياء/58،


وأظهر الانقطاع لله بقوله :

( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ )

الشعراء/78- 81،


وتصدى للاحتجاج على الوحدانية وصفات الله

قال إبراهيم :

( فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ )

البقرة/258،

( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إبراهيم عَلَى قَوْمِه )

الأنعام/83،ِ


( وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ )

الأنعام/80 "

انتهى.


" التحرير والتنوير " (3/122-123)


ومما يؤكد أن معنى الحنيفية هو الإسلام آيات أخرى

يأمر الله تعالى فيها جميع المسلمين

بأن يوحدوه عز وجل ، ويفردوه بالعبادة ،

ويكونوا حنفاء له مائلين عن الشرك إلى التوحيد ،


وذلك في قوله جل وعلا :


( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي

فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ

وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .

وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .

وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ

فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ )


يونس/104-106.


وقوله سبحانه :

( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )

الروم/30.


ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه إنما جاء بالملة الحنيفية :

عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ ) .


رواه أحمد في المسند (24334) ،
وصححه الألباني في الصحيحة (1829) ،
وحسنه محققو المسند .


وأخبر أن ذلك أحب الطرق إلى الله عز وجل :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ :

( قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ : الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ . ) .

رواه أحمد (2108)
وصححه الألباني في الصحيحة (881) .


وبوب الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه :

( بَاب الدِّينُ يُسْرٌ
وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ ) .


وقد بقيت بقايا من دين إبراهيم عليه ،

وصلت إلى العرب قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكانت قلة من العرب يدينون ـ قبل البعثة ـ بالحنيفية ،
دين إبراهيم عليه السلام .


عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ،
أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ يَسْأَلُ عَنْ الدِّينِ وَيَتْبَعُهُ ،
فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ الْيَهُودِ فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ ،
فَقَالَ : إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ ، فَأَخْبِرْنِي ؟!


فَقَالَ : لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ !!

قَالَ زَيْدٌ : مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ ،

وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا ،

وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ !! فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ ؟

قَالَ : مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا .

قَالَ زَيْدٌ : وَمَا الْحَنِيفُ ؟

قَالَ : دِينُ إِبْرَاهِيمَ ؛ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا ،

وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ .

فَخَرَجَ زَيْدٌ ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ النَّصَارَى ،
فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَقَالَ :

لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ !!

قَالَ : مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ ،
وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ ،
وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا ،
وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ ؟!
فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ ؟


قَالَ : مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا .
قَالَ : وَمَا الْحَنِيفُ ؟

قَالَ : دِينُ إِبْرَاهِيمَ ؛ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا ،
وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ .

فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام خَرَجَ ،
فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ !!


[ قال البخاري : ]
وَقَالَ اللَّيْثُ كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ :

رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ :
يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ ،
وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي .


وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ ،
يَقُولُ لِلرَّجُلِ : إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ لَا تَقْتُلْهَا ،
أَنَا أَكْفِيكَهَا مَئُونَتَهَا ؛ فَيَأْخُذُهَا ،
فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا :
إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا .

رواه البخاري (3828) .

وانظر جواب السؤال رقم: (13043) (http://islamqa.info/ar/13043)

والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.info/ar/128172

أبو فراس السليماني
2015-12-09, 07:47 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/2015/12/243.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-09, 06:38 PM
82857:

هل النطق بالشهادتين كافٍ لدخول الجنة ؟

هل صحيح أنه إذا كانت عائلة الشخص تؤمن
أنه " لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسوله "
فإن ذلك يكون كافياً لدخول المذكور الجنة ؟ .

الحمد لله

ليس الإسلام هو النطق بالشهادتين فقط ،
بل لا بدَّ من تحقيق شروطٍ في هاتين الشهادتين
حتى يكون الناطق بهما مسلماً حقّاً ،
وأركان الإسلام : الاعتقاد والنطق والعمل .

عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ
وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ
أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ ) .

رواه البخاري ( 3252 )
ومسلم ( 28 ) .

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب
– رحمه الله - :

قوله ( من شهد أن لا إله إلا الله ) أي :
من تكلم بها عارفاً لمعناها عاملاً بمقتضاها باطناً وظاهراً ،
فلابدَّ في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها
كما قال الله تعالى :
( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ الله ) .

وقوله ( إِلاَّ من شهد بالحق وهم يعلمون )

أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه :
من البراءة من الشرك
وإخلاص القول والعمل :
قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح :
فغير نافع بالإجماع .

قال القرطبي في " المفهم على صحيح مسلم " :

" باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين ،
بل لابدَّ من استيقان القلب "
هذه الترجمة تنبيه على فساد مذهب غلاة المرجئة
القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كافٍ في الإيمان ،
وأحاديث هذا الباب تدل على فساده ،
بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة لمن وقف عليها ؛
ولأنه يلزم منه تسويغ النفاق ،
والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح ،
وهو باطل قطعاً ا.هـ

وفي هذا الحديث ما يدل على هذا وهو قوله :
( من شهد )
فإن الشهادة لا تصح إلا إذا كانت عن علم ويقين وإخلاص وصدق .

" فتح المجيد " ( ص 36 )

وشروط " شهادة أن لا إله إلا الله " سبعة شروط ،
لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ؛
وهي على سبيل الإجمال ‏:‏

الأول‏ :‏ العلم المنافي للجهل‏ ،
الثاني ‏:‏ اليقين المنافي للشك‏ ،
الثالث‏ :‏ القبول المنافي للرد ‏،‏
الرابع ‏:‏ الانقيادُ المنافي للترك‏ ،
الخامس‏ :‏ الإخلاص المنافي للشرك‏ ،‏
السادس‏ :‏ الصدق المنافي للكذب ‏،
السابع ‏:‏ المحبة المنافية لضدها ، وهو البغضاء‏ .‏

وشروط " شهادة أن محمَّداً رسول الله "
هي نفسها شروط " شهادة أن لا إله إلا الله " ،
وهي مذكورة بأدلتها في جواب السؤالين
( 9104 ) و ( 12295 ) .

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.info/ar/82857

أبو فراس السليماني
2015-12-09, 08:32 PM
http://www.traidnt.net/vb/images/imgcache/2011/02/2527.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-09, 10:22 PM
134921:

شهادة التوحيد متضمنة لأنواع التوحيد الثلاثة

السؤال:
هل شهادة أن (لا إله إلا الله وحده لا شريك له)
تشمل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ،

أم توحيد العبودية فقط ؟

لأنني قرأت في معنى ( أشهد أن لا إله إلا الله )
أنه ( لا معبود بحقٍ إلا الله ،
وإنني أُقر بأنني أثبت على عبادة الله وحده
وأتقي عبادة غيره ) ،
وهذا المعنى الذي أستحضره عند قولها عندما أريد أن أتوب ،
فهل شهادتي ناقصة ؛
لعدم استحضاري لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ،
مع أنني مؤمنٌ بهما ،
فهل تصح توبتي ؟

الجواب :

الحمد لله

كلمة الإخلاص ، وشهادة التوحيد هي أصل الدين ،
وعنوان النجاة ، وبرهان الفلاح ،

والتي ما خلق الجن والإنس إلا للقيام بها حق القيام .

وهي متضمنة لأنواع التوحيد الثلاثة :

توحيد الربوبية ،
وتوحيد الألوهية – وهو توحيد العبادة - ،
وتوحيد الأسماء والصفات .

وعلى المتلفظ بها أن يؤمن بذلك ويستحضره عند النطق بها ،
وأن يستقر ذلك في نفسه استقرارا تاما
غير مدخول ولا مشوش عليه ،
دون أدنى تكلف أو معاناة .

فحاجة النفس إلى التوحيد ومعرفته
أشد من حاجتها إلى الطعام والشراب والنفس ،
وهي حاجة فطرية تلقائية ،
وإنما الواجب على المكلف
أن يسعى في تحقيق المعرفة وتحصيل العلم
الذي به تتحقق فيه شرائطها ،
وتنتفي عنه موانع الإخلاص والصدق فيها .

ولمعرفة شروط كلمة التوحيد عند التلفظ بها
يرجى مراجعة جواب السؤال
رقم : (9104 (http://islamqa.info/ar/9104)) ،
ورقم : (12295 (http://islamqa.info/ar/12295)) .

وأنواع التوحيد الثلاثة متلازمة ،
فمن أقر بواحد منها لزمه الإقرار بجميعها ،

يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :

" توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ويدل عليه ويوجبه ،

وتوحيد الأسماء والصفات : توحيد الربوبية يستلزمه ;

لأن من كان هو الخلاق الرزاق والمالك لكل شيء ,
فهو المستحق لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى ,
وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ,
لا شريك له , ولا شبيه له ,
ولا تدركه الأبصار وهو السميع العليم .

ومن أتقن أنواع التوحيد الثلاثة ,
وحفظها واستقام على معناها ,
علم أن الله هو الواحد حقا ,
وأنه هو المستحق للعبادة دون جميع خلقه ,
ومن ضيع واحدا منها أضاع الجميع فهي متلازمة ,
لا إسلام إلا بها جميعا "

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (1 / 38-39) .

وما دمت على إيمان بذلك كله ،
وعلى يقين منه ،
فليس في شهادتك نقص ولا خلل ،
وليس في توبتك شيء ،
بحيث تحتاج إلى تجديدها ؛
والمرء قد يعزب عنه بعض ما يعلمه في موقف من المواقف ،
وقد يغلب عليه في موقف
استحضار معنى اسم من أسماء الله تعالى ،
أو صفة من صفاته ،
دون أن يكون في ذلك خلل في إيمانه
بباقي الأسماء والصفات .


وهكذا قد يكون في مقام العبودية والطاعة ،
فيغلب عليه استحضار معنى توحيد العبودية ،
وإخلاص العمل لله .

وقد يكون في مقام طلب الرزق ،
أو كشف الضر ،
فيغلب عليه شهود ربوبية الله لخلقه ،
وتفرده بالتدبير والتصريف ،
وهكذا .

والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.info/ar/134921

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 10:27 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/2015/12/265.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 11:53 AM
13532: وحدانية الله



السؤال :

هل يمكن أن تعطي المشركين دليلاً على وحدانية الله تعالى ؟.



الحمد لله

إن الكون كله خلقاً وتدبيراً يشهد بوحدانية الله ..

( ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين )
الأعراف / 54 .

خلق السماوات والأرض .. واختلاف الليل والنهار ..
وأصناف الجماد والنبات والثمار ..
وخلق الإنسان والحيوان ..
كل ذلك يدل على أن الخالق العظيم واحد لا شريك له ..

( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء
لا إله إلا هو فأنى تؤفكون )

غافر/62 .

وتنوع هذه المخلوقات وعظمتها .. وإحكامها وإتقانها ..
وحفظها وتدبيرها
كل ذلك يدل على أن الخالق واحد
يفعل ما يشاء .. ويحكم ما يريد ..

( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل )
الزمر/62 .

وكل ما سبق يدل على أن لهذا الخلق خالقاً ..
ولهذا الملك مالكاً .. ووراء الصورة مصور ..

( هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى )
الحشر/24 .

وصلاح السماوات والأرض .. وانتظام الكون ..
وانسجام المخلوقات مع بعضها ..
يدل على أن الخالق واحد لا شريك له ..

( لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا
فسبحان الله رب العرش عما يصفون )
الأنبياء/22 .

وهذه المخلوقات العظيمة إما أنها خلقت نفسها وهذا محال ..
أو أن الإنسان خلق نفسه ثم خلقها وهذا محال أيضاً ..

( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون
أم خلقوا السماوات و الأرض بل لا يوقنون )

الطور/35 - 36 .

وقد دل العقل والوحي والفطرة على أن لهذا الوجود موجداً ..
ولهذه المخلوقات خالقاً ..
حي قيوم .. عليم خبير ..
قوي عزيز .. رؤوف رحيم ..
له الأسماء الحسنى و الصفات العلى
.. عليم بكل شيء .. لا يعجزه ولا يشبهه شيء ..

( وإلهكم إله واحد
لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )
البقرة/ 163 .

ووجود الله معلوم بالضرورة وبداهة العقول ..

( قالت رسلهم أفي الله شك
فاطر السماوات والأرض )

إبراهيم/10.

وقد فطر الله الناس على الإقرار بربوبيته ووحدانيته
ولكن الشياطين جاءت إلى بني آدم ..
وصرفتهم عن دينهم ..

وفي الحديث القدسي
( إني خلقت عبادي حنفاء كلهم
وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم
وحرمت عليهم ما أحللت لهم )

رواه مسلم برقم 2865.

فمنهم من أنكر وجود الله ..
ومنهم من يعبد الشيطان ..
ومنهم من يعبد الإنسان .

ومنهم من يعبد الدينار أو النار أو الفرج أو الحيوان .

ومنهم من أشرك به حجراً من الأرض ..
أو كوكباً في السماء .

وهذه المعبودات من دون الله ..
لم تخلق ولم ترزق ..
ولا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر ..
فكيف يعبدونها من دون الله ..

( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار )
يوسف/ 39 .

وقد نعى الله على من عبد تلك الأصنام
التي لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل بقوله

( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم
فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين
- ألهم أرجل يمشون بها
أم لهم أيد يبطشون بها
أم لهم أعين يبصرون بها
أم لهم آذان يسمعون بها )

الأعراف/ 194 - 195 .

وقوله
( قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً
والله هو السميع العليم )
المائدة/76 .

ألا ما أجهل الإنسان بربه الذي خلقه ورزقه ..
كيف يجحده وينساه ويعبد غيره ..

( فإنها لا تعمى الأبصار
ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )

الحج/ 46.

فسبحان الله وتعالى عما يشركون ..
والحمد لله رب العالمين ..

( قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
آلله خير أما يشركون -
أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء
فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها
أءله مع الله
بل هم قوم يعدلون -

أمن جعل الأرض قرراً وجعل خلالها أنهاراً
وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً
أءله مع الله
بل أكثرهم لا يعلمون -

أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
ويجعلكم خلفاء الأرض
أءله مع الله
قليلاً ما تذكرون-

أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر
ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته
أءله مع الله
تعالى الله عما يشركون -

أمن يبدؤ الخلق ثم يعيده
ومن يرزقكم من السماء والأرض
أءله مع الله
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )

النمل / 59 - 64 .



من كتاب أصول الدين الإسلامي :
تأليف الشيخ محمد بن ابراهيم التويجري

http://islamqa.info/ar/13532

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 04:39 PM
@wyhkm:

في الغار
﴿ إن الله معنا ﴾

في بطن الحوت
﴿ لا إله إلا أنت ﴾

في السجن
﴿ ما كان لنا أن نشرك ﴾

في الكهف
﴿ لن ندعوَ من دونه إلها ﴾

‫‏التوحيد ‬نجاة وسعادة

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 05:27 PM
http://majles.alukah.net/imgcache/2015/11/179.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 06:47 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى



http://islamhouse.com/ar/books/2397/

*******************


اعلم رحـمك الله
أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:


الأولى:

العلم، وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه،

ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.



الثانية:
العمل به.



الثالثة:
الدعوة إليه.



الرابعة:
الصبر على الأذى فيه.



والدليل قوله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم:

{ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)

إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُ وا الصَّالِحَاتِ

وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

[العصر:1-3].


قال الشافعي رحمه الله تعالى:

( لو ما أنزل الله حجة على خلقه
إلا هذه السورة لكفتهم ).



وقال البخاري رحمه الله تعالى:

( باب العلم قبل القول والعمل،

والدليل قوله تعالى:

{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ }

[محمد:19].

فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ).

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 06:55 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


اعلم رحـمك الله
أنه يجب على كل مسلم ومسلمة،
تعلم هذه الثلاث مسائل، والعمل بهن:


الأولى:

أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً،

بل أرسل إلينا رسولاً،

فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.


والدليل قوله تعالى:

{ إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً
شَاهِداً عَلَيْكُمْ

كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15)
فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ
فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً }

[المزمل:16،15].

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 07:02 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


الثانية:

أن الله لا يرضي أن يُشرك معه أحد في عبادته

لاملَك مقرب ولا نبي مرسل.


والدليل قوله تعالى:

{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }

[الجن:18].

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 07:11 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



الثالثة :

أن من أطاع الرسول ووحّد الله
لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله،

ولو كان أقرب قريب.

والدليل قوله تعالى:

{ لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ
أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ

أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ
وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ

وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ

أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ
أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }

[المجادلة:22].

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 07:20 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


اعلم أرشدك الله لطاعته

أن الحنيفية ملة إبراهيم،


أن تعبدالله وحده
مخلصاً له الدين ،


وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها،



كما قال تعالى:


{ وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ
إِلّا لِيَعْبُدُوِن }


[الذاريات:56]،


ومعنىِ يَعْبُدُوِن يُوحدون ،

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 07:30 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************

وأعظم ما أمر الله به:


التوحيد


وهو
إفراد الله بالعبادة



وأعظم ما نهى عنه:


الشرك ،


وهو
دعوة غيره معه.



والدليل قوله تعالى:


{ وَاعْبُدُوا اللَّه
وَلاَ تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً }


[النساء:36].

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 09:06 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


فإذا قيل لك:



ما الأصول الثلاثة
التي يجب على الإنسان معرفتها؟



فقل :
معرفة العبد ربه،
ودينه،
ونبيه محمد.

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 09:12 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



الأصل الأول:

معرفة الرب :




فإذا قيل لك:من ربك ؟



فقل:
ربي الله
الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه،


وهو معبودي ليس لي معبود سواه.


والدليل قوله تعالى:


{ الحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِيْن }


[الفاتحة:2]


وكل من سوى الله عالَم،

وأنا واحد من ذلك العالَم.

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 09:18 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



فإذا قيل لك: بمَ عرفت ربك؟



فقل بآياته ومخلوقاته،


ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر،


ومن مخلوقاته السموات السبع،

والأرضون السبع،


ومن فيهن وما بينهما.



والدليل قوله تعالى:


{ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ


لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ


وَاسْجُدُوا لِلَّهِ
الَّذِي خَلَقَهُنَّ


إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }


[فصلت:37]،

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 09:25 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



وقوله تعالى:


{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ


ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ


يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً


وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ
مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ


أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ
تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }


[الأعراف:54].

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 09:32 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



والرب هو: المعبود.



والدليل قوله تعالى:


{ يَأيُّهَا النَّاسُ
اعبُدُوا ربَّكُمُ


الذَِّي خَلَقَكُم وَالذِّينَ مِن قَبلكُم
لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ (21)


الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرضَ فِرَاشًا
وَالسَّمآءَ بِنآءً


وَأنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَاَءً
فَأخرَجَ بِهِ مِن الثَّمراتِ رِزقًا لّكُم


فَلاَ تَجعَلُواْ لَلَّهِ أندَادًا
وَأنتُم تَعَلُمونَ }


[البقرة:22،21].


قال ابن كثير رحمه الله تعالى:


( الخالق لهذه الأشياء هو
المستحق للعبادة ).

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 09:40 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



وأنواع العبادة التي أمر الله بها،


مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان،


ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء،
والتوكل، والرغبة،


والرهبة، والخشوع، والخشية،
والإنابة،والاست عانة،


والاستعاذة، والاستغاثة،
والذبح، والنذر،


وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها


كلها لله تعالى.


والدليل قوله تعالى:


{ وَأنَّ المَسَاجِد لِلَّهِ
فَلا تَدعُوا معَ اللَّهِ أحَداً }


[الجن:18].

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 09:47 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************




فمن صرف منها شيئاً لغير الله
فهو مشرك كافر.


والدليل قوله تعالى:


{ وَمَن يَدْعُ معَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ
لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ


فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ

إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}


[المؤمنون:117].

أبو فراس السليماني
2015-12-10, 09:51 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



وفي الحديث:
{ الدعاء مخ العبادة }.



والدليل قوله تعالى:


{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ


إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي


سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }


[غافر:60].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 12:23 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


ودليل الخوف

قوله تعالى:

{ فَلاَ تَخَافُوهُمْ
وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

[آل عمران:175].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 12:50 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



ودليل الرجاء

قوله تعالى:

{ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً

وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }

[الكهف:110].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 01:13 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



ودليل التوكل

قوله تعالى:

{ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ
إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

[المائدة:23]،

وقوله:

{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
فَهُوَ حَسْبُهُ }

[الطلاق:3].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 01:17 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



ودليل الرغبة والرهبة والخشوع

قوله تعالى:

{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }

[الأنبياء:90].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 01:23 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



ودليل الخشية

قوله تعالى:

{ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي }

[البقرة:150].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 01:36 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



ودليل الاستعانة

قوله تعالى:

{ إِيّاكَ نَعْبُدُ
وَإِيّاكَ نَسْتَعِيْن }

[الفاتحة:4].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 07:44 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************




ودليل الاستغاثة

قوله تعالى:

{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ
فَاسْتَجَابَ لَكُمْ }

[الأنفال:9].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 08:19 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************




ودليل الذبح

قوله تعالى:


{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }



[الأنعام:162].




ومن السنة

{ لعن الله من ذبح لغير الله }.

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 08:27 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



ودليل النذر

قوله تعالى:

{ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً }

[الإنسان:7].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 08:33 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



معرفة دين الإسلام بالإدلة



وهو الاستسلام لله بالتوحيد،

والانقياد له بالطاعة،

والبراءة من الشرك وأهله،


وهو ثلاث مراتب:

الإسلام، و الإيمان، و الإحسان،

وكل مرتبة لها أركان.

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:45 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************




المرتبة الأولى:



فأركان الإسلام خـمسة:

شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمداً رسول الله،

وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،

وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:50 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



فدليل الشهادة

قوله تعالى:

{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ
لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ

وَالْمَلاَئِكَة ُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ

لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

[آل عمران:18].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:54 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************




ومعناها:
لا معبود بحق إلا
الله وحده

(لا إله) نافياً ما يعبد من دون الله.



(إلا الله) مثبتاً العبادة لله وحده

لا شريك له في عبادته،

كما أنه ليس له شريك في ملكه.

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 11:48 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************




وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى:

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ
إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26)

إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27)

وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ

لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

[الزخرف:26-28].




وقوله تعالى:

{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ

أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ
ولاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً

وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ

فَإِن تَوَلَّوْاْ
فَقُولُواْ
اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }

[آل عمران:64].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 01:41 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************




ودليل شهادة أن محمداً رسول الله

قوله تعالى:

{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ

عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ

حَرِيصٌ عَلَيْكُم

بِالْمُؤْمِنِين َ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }

[التوبة:128].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 07:25 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************




ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله:

طاعته فيما أمر،

وتصديقه فيما أخبر،

واجتناب ما نهى عنه وزجر،

وأن لا يعبد الله
إلا بما شرع.

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 08:13 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد

قوله تعالى:

{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ

مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء

وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ

وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }

[البينة:5].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 08:15 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



ودليل الصيام

قوله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ

لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

[البقرة:183].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 08:19 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************




ودليل الحج

قوله تعالى:

{ ولِلَّهِ عَلَى الناسِ حِجُّ البَيِت

مِنَ استَطَاعَ إلَيهِ سَبِيلاً

وَمَن كَفَرَ

فَإنَّ اللهَ غَنيٌّ عنِ العَالَمِينَ }

[آل عمران:97].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 08:22 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



المرتبة الثانية:

الإيمان: وهو بضع وسبعون شعبة،

فأعلاها قول: لا إله إلا الله ،

وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،

والحياء شعبة من الإيمان.

وأركانه ستة:

أن تؤمن بالله ،
وملائكته، وكتبه، ورسله،

واليوم الآخر، وبالقدر خيره شره.

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 08:26 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



والدليل على هذه الأركان الستة

قوله تعالى:

{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ

وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ

وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ }

[البقرة:177].


ودليل القَدَر

قوله تعالى:

{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ
خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }

[القمر:49].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 08:32 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



المرتبة الثالثة:


الإحسان: ركن واحد، وهو:

( أن تعبد الله كأنك تراه،

فإن لم تكن تراه
فإنه يراك ).


والدليل قوله تعالى:

{ إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ
وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }

[النحل:128].

وقوله تعالى:

{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِالرَّ حِيمِ (217)

الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218)

وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيــعُ الْعَلِيمُ }

[الشعراء:217 ـ220].


وقوله تعالى:

{ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ

وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ

إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً
إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ }

[يونس:61].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 08:46 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



والدليل من السنة:

حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب قال:

( بينا نحن جلوس عند النبي

إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر،

لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد،

فجلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه،

ووضع كفيه على فخذيه،

وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام.

قال:

{ أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،

وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان،

وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا }.

قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه.

قال: أخبرني عن الإيمان.

قال:

{ أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله،

واليوم الآخر،وبالقدر خيره وشره }

قال: أخبرني عن الإحسان.

قال:

{ أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك }

قال أخبرني عن الساعة.

قال:

{ ما المسؤول عنها بأعلم من السائل }.

قال: أخبرني عن أماراتها.

قال:

{ أن تلد الأمة ربتها،

وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء

يتطاولون في البنيان }

قال: فمضى. فلبثنا ملياً.

فقال:

{ يا عمر أتدرون من السائل }

قلنا: الله ورسوله أعلم.

قال:

{ هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم }.

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:02 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************




الأصل الثالث:

معرفة نبيكم عليه الصلاة والسلام



وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم.

وهاشم من قريش، وقريش من العرب،

والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل،

عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.

وله من العمر ثلاث وستون سنة،

منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبياً رسولاً.

نُبىء بـاقْرَأْ وأرسل بـالْمُدَّثِّرُ . وبلده مكة،


بعثه الله بالنذارة عن الشرك،

ويدعو إلى التوحيد.

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:06 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



والدليل قوله تعالى:

{ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2)

وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)

وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)

وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)

وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ }

[المدثر:1ـ7].




ومعنى { قُمْ فَأَنذِرْ }

ينذر عن الشرك

ويدعو إلى التوحيد

{ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } عظمه بالتوحيد

{ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } أي طهر أعمالك من الشرك

{ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } الرجز: الأصنام،

وهجرها تركها وأهلها

والبراءة منها وأهلها،

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:09 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


أخذ على هذاعشر سنين
يدعو إلى التوحيد ،


وبعد العشر عُرج به إلى السماء،

وفرضت عليه الصلوات الخمس،

وصلى في مكة ثلاث سنين،

وبعدها أُمر بالهجرة إلى المدينة.

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:13 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


والهجرة فريضة على هذه الأمة

من بلد الشرك إلى بلد الإسلام،

وهي باقية إلى أن تقوم الساعة:


والدليل قوله تعالى:

{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ

قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ

قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ

قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا

فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً (97)

إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِ ينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ

لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98)

فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ

وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً }

[ النساء:97 ـ99].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:16 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



وقوله تعالى:

{ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ

فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ }

[العنكبوت:56]


قال البغوي رحمه الله:

( سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين في مكة

لم يهاجروا، ناداهم الله باسم الإيمان ).

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:21 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



والدليل على الهجرة من السنة قوله:

{ لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة،

ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها }.



فلما استقر في المدينة، أمر ببقية شرائع الإسلام،

مثل الزكاة، والصوم، والحج،والأذان، والجهاد،

والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر،

وغير ذلك من شرائع الإسلام.

أخذ على هذا عشر سنين،


وبعدها توفي،
صلوات الله وسلامه عليه،

ودينه باقٍ.

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:24 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



وهذا دينه لا خير إلا دلَّ الأمة عليه،


ولا شر إلا حذرها منه،


والخير الذي دلها عليه:


التوحيد، وجميع ما يحبه الله ويرضاه.



والشر الذي حذرها منه:


الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه،

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:28 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


بعثه الله إلى الناس كافة،


وافترض طاعته على جميع الثقلين: الجن والإنس.



والدليل قوله تعالى :


{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً }


[ الأعراف:158].

أبو فراس السليماني
2015-12-11, 09:30 PM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


وأكمل الله به الدين.


والدليل قول تعالى:

{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ


وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي


وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }


[المائدة:3].

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 01:27 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


والدليل على موته صلى الله عليه وسلم


قوله تعالى:


{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ



ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }


[الزمر:31،30].

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 01:30 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


والناس إذا ماتوا يبعثون،


والدليل قوله تعالى:


{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ

وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }


[طه:55].



وقوله تعالى:


{ وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً



ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً }


[ نوح:18،17].

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 01:33 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم.


والدليل قول تعالى:


{ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ


لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا


وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى }


[النجم:31].

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 01:47 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


ومن كذب بالبعث كفر.


والدليل قوله تعالى:


{ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا


قُل ْبَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ
ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ


وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }


[التغابن:7].

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 01:53 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين.


والدليل قوله تعالى:


{ رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ


لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ
بَعْدَ الرُّسُلِ }


[النساء:165]

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 01:55 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************


وأولهم نوح عليه السلام،


وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم
وهو خاتم النبيين.


والدليل على أن أولهم نوح


قوله تعالى:


{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ

وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ }


[النساء:163].

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 01:59 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



وكل أمة بعث الله إليها رسولاً من نوح إلى محمد


يأمرهم بعبادة الله وحده،

وينهاهم عن عبادة الطاغوت.


والدليل قوله تعالى:


{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً

أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ

وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }

[النحل:36].

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 02:15 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



وافترض الله على جميع العباد

الكفر بالطاغوت،

والإيمان بالله.

قال ابن القيم رحمه الله:

( معنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده


من معبود، أو متبوع، أو مطاع ).

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 02:22 AM
*******************
الأصول الثلاثة وأدلتها

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى

*******************



والطواغيت كثيرون،

رؤوسهم خمسة:

إبليس لعنه الله،

ومن عُبد وهو راض،

ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه،

ومن ادعى شيئاً من علم الغيب،

ومن حكم بغير ما أنزل الله.


والدليل قوله تعالى:

{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْد مِن الْغَي

فَمَن يَكْفُرْ بالطَّاغُوت وَيُؤْمِن بِاللّهِ

فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انَفِصَام لَهَا

وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

[البقرة:256].


وهذا هو معنى ( لا إله إلا الله ).



وفي الحديث:

{ رأس الأمر الإسلام،
وعموده الصلاة،
وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله }.



والله أعلم


وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم

http://waqfeya.com/book.php?bid=397

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 02:42 AM
مؤلفات شيخ الإسلام
محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى


http://waqfeya.com/book.php?bid=3697


فهرس الكتاب


المجلد الأول: العقيدة والآداب الإسلامية
الجزء الأول: العقيدة
1- كتاب التوحيد
2- كتاب كشف الشبهات
3- كتاب ثلاثة الأصول
4- كتاب القواعد الأربع
5- كتاب فضل الإسلام
6- كتاب أصول الإيمان
7- كتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد
8- مجموعة رسائل في التوحيد والإيمان

الجزء الثاني: كتاب الكبائر

المجلد الثاني: الفقه ج 1: مختصر الإنصاف والشرح الكبير

المجلد الثالث: الفقه 2
1- أربع قواعد تدور الأحكام عليها
ويليها نبذة في اتباع النصوص مع احترام العلماء
2- مبحث الإجتهاد والخلاف
3- كتاب الطهارة
4- شروط الصلاة وأركانها وواجباتها
5- كتاب آداب المشي إلى الصلاة
6- أحكام تمني الموت

المجلد الرابع: مختصر السيرة والفتاوى
1- مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
2- فتاوى ومسائل

المجلد الخامس: التفسير
1- تفسير آيات من القرآن الكريم
2- كتاب فضائل القرآن

المجلد السادس: مختصر زاد المعاد

المجلد السابع: الرسائل الشخصية

المجلد الثامن: قسم الحديث ج 1

المجلد التاسع: قسم الحديث ج 2

المجلد العاشر: قسم الحديث ج 3

المجلد الحادي عشر: قسم الحديث ج 4

المجلد الثاني عشر: قسم الحديث ج 5

المجلد الثالث عشر: ملحق المصنفات
1- المسائل التي لخصها الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب
من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

2- مختصر تفسير سورة الأنفال
3- بعض فوائد صلح الحديبية
4- رسالة في الرد على الرافضة
5- الخطب المنبرية

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 08:39 AM
شرح
القواعد الأربــع
والأصول الثلاثة
ونواقض الإسلام
وكشف الشبهات

المؤلف:
فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://waqfeya.com/book.php?bid=10552

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:23 AM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى
http://islamhouse.com/ar/books/497019/

*******************


أسأل الله الكريم رب العرش العظيم
أن يتولاك في الدنيا والآخرة
وأن يجعلك مباركاً أينما كنت

وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر
وإذا ابتلى صبر

وإذا أذنب استغفر


فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة .

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:31 AM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحـمه الله تعالى
*******************

اعلم أرشدك الله لطاعته

أن الحنيفية ملة إبراهيم

أن تعبد الله وحده

مخلصاً له الدين

كما قال تعالى :

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ

إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }

(الذريات:56)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:36 AM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته

فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة

إلا مع التوحيد

كما أن الصلاة لا تسمى صلاة

إلا مع الطهارة

فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت

كالحَدَث إذا دخل في الطهارة

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:43 AM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة

أفسدها وأحبط العمل

وصار صاحبه من الخالدين في النار

عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك

لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة

وهي الشرك بالله

الذي قال الله تعالى فيه :

{ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ
أَنْ يُشْرَكَ بِهِ

وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }


(النساء: من الآية48)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 02:02 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************


وذلك بمعرفة أربع قواعد
ذكرها الله تعالى في كتابه :

- القاعدة الأولى :

أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مقّرون بأن الله تعالى هو الخالق المدبر
وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام

والدليل قوله تعالى :

{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ
وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ

فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ
فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ }



(يونس:31) .

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 03:14 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************



- القاعدة الثانية :

أنهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا إليهم
إلا لطلب القربة والشفاعة

فدليل القربة قوله تعالى:

{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ

مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى

إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ
كَاذِبٌ كَفَّارٌ }

(الزمر: من الآية3)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 04:38 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************



ودليل الشفاعة

قوله تعالى :

{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ

وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّه }

(يونس: من الآية18)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 05:01 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************


الشفاعة شفاعتان :

شفاعة منفية وشفاعة مثبتة

فالشفاعة المنفية

ما كانت تطلب من غير الله
فيما
لا يقدر عليه إلا الله

والدليل قوله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ

مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ

وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ

وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ }


(البقرة:254)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 07:18 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

والشفاعة المثبتة
هي التي تُطلب من الله
والشافع مكرم بالشفاعة
والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن

كما قال تعالى :

{ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ
إِلَّا بِإِذْنِهِ }




(البقرة: من الآية255) .

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 07:27 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

- القاعدة الثالثة :

أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس
متفرقين في عبادتهم

منهم من عَبَدَ الملائكة
ومنهم يعبد الأنبياء والصالحين
ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار
ومنهم من يعبد الشمس والقمر

وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يُفرّق بينهم

والدليل قوله تعالى :

{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ

وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ }


(الأنفال: من الآية39)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 07:33 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

ودليل الشمس والقمر

قوله تعالى :

{ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ
وَاسْجُدُوا لِلَّهِ
الَّذِي خَلَقَهُنَّ
إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }

(فصلت:37)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 07:37 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

ودليل الملائكة

قوله تعالى :

{ وَلا يَأْمُرَكُـمْ
أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً }

(آل عمران: من الآية80)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 07:54 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

ودليل الأنبياء

قوله تعالى :

{ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ

أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ

قَالَ سُبْحَانَكَ

مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقّ

إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ

تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي

وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ

إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }

(المائدة:116)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 08:04 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

ودليل الصالحين

قوله تعالى:

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ
وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ
وَيَخَافُونَ عَذَابَه }


(الاسراء: من الآية57)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 08:20 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

ودليل الأشجار والأحجار

قوله تعالى :

{ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى }

(النجم:19)


{ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى }

(النجم:20)

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 08:25 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************


وحديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال :

" خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلي حنين

ونحن حدثاء عهد بكفر

وللمشركين سدرة يعكفون عندها

وينوطون بها أسلحتهم

يقال لها ذات أنواط

فمررنا بسدرة

فقلنا :

يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط

كما لهم ذات أنواط

الحديث .

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 08:40 PM
*******************
القواعد الأربــع

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

- القاعدة الرابعة :

أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين

لأن الأولين يشركون في الرخاء

ويخلصون في الشدة

ومشركو زماننا شركهم دائم
في الرخاء والشدة

والدليل قوله تعالى:

{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ

دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ

فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }

(العنكبوت:65)

تمت
وصلى الله على محمد
وآله وصحبه وسلم

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:21 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى

http://islamhouse.com/ar/books/314813/
*******************


من أعجب العجاب،
وأكبر الآيات الدالة على قدرة
الملك الغلاب
ستة أصول
بيّنها الله تعالى بيانًا واضحًا للعوام
فوق ما يظن الظانون،

ثم بعد هذا غلط فيها كثير من أذكياء العالم
وعقلاء بني آدم
إلا أقل القليل‏.‏

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:27 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

الأصل الأول

إخلاص الدين لله تعالى
وحده لا شريك له ،

وبيان ضده الذي هو الشرك بالله،
وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل
من وجوه شتى بكلام يفهمه أبلد العامة،

ثم لما صار على أكثر الأمة ما صار
أظهر لهم الشيطان الإخلاص
في صورة تنقص الصالحين
والتقصير في حقوقهم،

وأظهر لهم الشرك بالله
في صورة محبة الصالحين واتّباعهم‏.‏

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:33 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

الأصل الثاني

أمر الله بالاجتماع في الدين
ونهى عن التفرق فيه،

فيبين الله هذا بيانًا شافيًا تفهمه العوام،

ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا،

وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين

ونهاهم عن التفرق فيه،

ويزيده وضوحًا ما وردت به السنة
من العجب العجاب في ذلك،

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:38 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************


ثم صار الأمر إلى أن الافتراق
في أصول الدين وفروعه
هو العلم والفقه في الدين،

وصار الاجتماع في الدين
لا يقوله إلا زنديق أو مجنون‏.‏

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:44 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************


الأصل الثالث

إن من تمام الاجتماع
السمع والطاعة لمن تأمر علينا
ولو كان عبدًا حبشيًا،

فبيّن الله هذا بيانًا شائعًا كافيًا
بوجوه من أنواع البيان شرعًا وقدرًا،

ثم صار هذا الأصل
لا يُعرف عند أكثر من يدّعي العلم
فكيف العمل به‏.‏

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:51 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

الأصل الرابــع

بيان العلم والعلماء، والفقه والفقهاء،
وبيان من تشبه بهم وليس منهم،

وقد بين الله هذا الأصل
في أول سورة البقرة من قوله‏:‏

‏{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ
وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ‏ }

‏ ‏[‏سورة البقرة، الآية‏:‏ 40‏]‏

إلى قوله‏:‏

‏{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ
وَأَنّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ‏ }‏،

‏[‏سورة البقرة، الآية‏:‏ 47‏]‏‏.

‏ ويزيده وضوحًا ما صرّحت به السُنة
في هذا الكلام
الكثير البيّن الواضح للعامي البليد،

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 09:56 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

ثم صار هذا أغرب الأشياء،
وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات،

وخيار ما عندهم لَبْس الحق بالباطل،

وصار العلم الذي فرضه الله تعالى على الخلق ومدحه
لا يتفوه به إلا زنديق أو مجنون،

وصار من أنكره وعاداه
وصنّف في التحذير منه والنهي عنه
هو الفقيه العالم‏.‏

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 10:01 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************


الأصل الخامس

بيان الله سبحانه لأولياء الله
وتفريقه بينهم
وبين المتشبهين بهم
من أعداء الله المنافقين والفجار،

ويكفي في هذا آية من سورة آل عمران
وهي قوله‏:‏

‏{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏ }

‏ ‏[‏سورة آل عمران، الآية‏:‏ 31‏]‏ ‏.‏ الآية،

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 10:07 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

و آية في سورة المائدة وهي قوله‏:

‏{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ

فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ

يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }

‏ ‏[‏سورة المائدة، الآية‏:‏ 54‏]‏ ‏.‏الآية،

وآية في يونس وهي قوله ‏:‏

‏{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ

لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ‏ }

‏ ‏[‏سورة يونس، الآية‏:‏ 62‏]‏،

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 10:14 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

‏ثم صار الأمر عند أكثر من يدّعى العلم
وأنه من هداة الخلق وحفاظ الشرع
إلى أن الأولياء
لا بد فيهم من ترك اتّباع الرسل
ومن تبعهم فليس منهم

ولا بد من ترك الجهاد
فمن جاهد فليس منهم،

ولا بد من ترك الإيمان والتقوى
فمن تعهدبالإيمان والتقوى فليس منهم

يا ربنا نسألك العفو والعافية
إنك سميــع الدعاء‏.

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 11:10 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************

الأصل السادس

رد الشبه التي وضعها الشيطان
في ترك القرآن والسنة
واتّباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة،

وهي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق،
والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا
أوصافا لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر،

فإن لم يكن الإنسان كذلك
فليعرض عنهما فرضًا حتمًا
لا شك ولا إشكال فيه،

ومن طلب الهدى منها فهو إما زنديق،
وإما مجنون
لأجل صعوبة فهمها

أبو فراس السليماني
2015-12-12, 11:17 PM
*******************
الأصول الستة

لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله تعالى
*******************





فسبحان الله وبحمده
كم بيّن الله سبحانه شرعًا وقدرًا،
خلقًا وأمرًا
في رد هذه الشبهة الملعونة
من وجوه شتى بلغت إلى حد الضروريات العامة
ولكن أكثر الناس لا يعلمون

{ لقد حق القول على أكثرهم
فهم لا يؤمنون

إنا جعلنا في أعناقهم أغلالًا
فهي إلى الأذقان فهم مقمحون

وجعلنا من بين أيديهم سدًا
ومن خلفهم سدًا
فأغشيناهم فهم لا يبصرون

وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

إنما تنذر من اتّبــع الذكر
وخشي الرحمن بالغيب
فبشّره بمغفرة وأجركريم }‏‏.

‏ ‏[‏سورة يس، الآيات‏:‏ 7 ـ 11‏]‏ ‏.

‏آخره

والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه
وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين‏.‏

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 06:17 AM
حاشية
ثلاثة الأصول



فضيلة الشيخ
عبد الرحـمن بن محمد بن قاسم
رحـمه الله تعالى




http://waqfeya.com/book.php?bid=8235

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:36 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/2015/12/339.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 10:40 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/2015/12/340.jpg

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 05:27 PM
113177:

الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة

ما الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة ؟

الحمد لله

تستعمل كلمة "الدعاء" للدلالة على معنيين اثنين :

1- دعاء المسألة ، وهو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر ، بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة ، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة .

كالدعاء بالمغفرة والرحمة ، والهداية والتوفيق ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار، وأن يؤتيه الله حسنة في الدنيا ، وحسنة في الآخرة ... إلخ .

2- دعاء العبادة ، والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى ، بأي نوع من أنواع العبادات ، القلبية أو البدنية أو المالية ، كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه ، والصلاة والصيام والحج ، وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ، والزكاة والصدقة والجهاد في سبيل الله ، والدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... إلخ .

فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى .

انظر : "القول المفيد" (1/264) ،
"تصحيح الدعاء" (ص 15- 21) .

والغالب أن كلمة (الدعاء) الواردة في آيات القرآن الكريم يراد بها المعنيان معاً ؛ لأنهما متلازمان ، فكل سائل يسأل الله بلسانه فهو عابد له ، فإن الدعاء عبادة ، وكل عابد يصلي لله أو يصوم أو يحج فهو يفعل ذلك يرد من الله تعالى الثواب والفوز بالجنة والنجاة من العقاب .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :

"كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء ، والنهي عن دعاء غير الله ، والثناء على الداعين ، يتناول دعاء المسألة ، ودعاء العبادة" انتهى .

"القواعد الحسان" (رقم/51) .

وقد يكون أحد نوعي الدعاء أظهر قصدا من النوع الآخر في بعض الآيات .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
- في قول الله عزّ وجلّ : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف/55-56- :

" هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعَيِ الدُّعاء :
دعاء العبادة ، ودعاء المسألة :

فإنّ الدُّعاء في القرآن يراد به هذا تارةً وهذا تارةً ،
ويراد به مجموعهما ؛ وهما متلازمان ؛

فإنّ دعاء المسألة : هو طلب ما ينفع الدّاعي ، وطلب كشف ما يضره ودفعِه ،... فهو يدعو للنفع والضرِّ دعاءَ المسألة ، ويدعو خوفاً ورجاءً دعاءَ العبادة ؛

فعُلم أنَّ النَّوعين متلازمان ؛
فكل دعاءِ عبادةٍ مستلزمٌ لدعاءِ المسألة ،
وكل دعاءِ مسألةٍ متضمنٌ لدعاءِ العبادة .

وعلى هذا فقوله : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ) يتناول نوعي الدُّعاء ... وبكل منهما فُسِّرت الآية .

قيل : أُعطيه إذا سألني ،
وقيل : أُثيبه إذا عبدني ،
والقولان متلازمان .

وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه كليهما ،
أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ؛
بل هذا استعماله في حقيقته المتضمنة للأمرين جميعاً .

فتأمَّله ؛ فإنّه موضوعٌ عظيمُ النّفع ،
وقلَّ ما يُفطن له ،
وأكثر آيات القرآن دالَّةٌ على معنيين فصاعداً ،
فهي من هذا القبيل .

ومن ذلك قوله تعالى :
(قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ)
الفرقان/77
أي : دعاؤكم إياه ، وقيل : دعاؤه إياكم إلى عبادته ،
فيكون المصدر مضافاً إلى المفعول ،
ومحل الأول مضافاً إلى الفاعل ،
وهو الأرجح من القولين .

وعلى هذا ؛ فالمراد به نوعا الدُّعاء ؛
وهو في دعاء العبادة أَظهر ؛
أَي : ما يعبأُ بكم لولا أَنّكم تَرْجُونَه ،
وعبادته تستلزم مسأَلَته ؛ فالنّوعان داخلان فيه .

ومن ذلك قوله تعالى :
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
غافر/60 ،
فالدُّعاء يتضمن النّوعين ، وهو في دعاء العبادة أظهر ؛

ولهذا أعقبه (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) الآية ،
ويفسَّر الدُّعاء في الآية بهذا وهذا .

وروى الترمذي عن النّعمان بن بشير رضي الله عنه قال :
سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول على المنبر :
إنَّ الدُّعاء هو العبادة ،
ثمّ قرأ قوله تعالى :
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) الآية ،

قال الترمذي : حديث حسنٌ صحيحٌ .
وأمَّا قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) الآية ، الحج/73 ،

وقوله : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا) الآية ،
النّساء/117 ،

وقوله : (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) الآية ،
فصلت/48 ،

وكل موضعٍ ذكر فيه دعاءُ المشركين لأوثانهم ،
فالمراد به دعاءُ العبادة المتضمن دعاءَ المسألة ،
فهو في دعاء العبادة أظهر ...

وقوله تعالى : (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ)
غافر/65 ،
هو دعاء العبادة ،
والمعنى :
اعبدوه وحده وأخلصوا عبادته لا تعبدوا معه غيره .

وأمَّا قول إبراهيم عليه السّلام :
(إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاء)
إبراهيم/39 ،

فالمراد بالسمع هنا السمع الخاص وهو سمع الإجابة والقبول
لا السمع العام لأنه سميع لكل مسموع

وإذا كان كذلك فالدعاء هنا يتناول دعاء الثناء ودعاء الطلب
وسمع الرب تبارك وتعالى له إثابته على الثناء وإجابته للطلب
فهو سميع لهذا وهذا. .

وأمَّا قولُ زكريا عليه السّلام :
( ولم أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا )
مريم/4 ،

فقد قيل : إنَّه دعاءُ لسّمع الخاص ،
وهو سمعُ الإجابة والقبول ، لا السّمع العام ؛
لأنَّه سميعٌ لكل مسموعٍ ،
وإذا كان كذلك ؛

فالدُّعاء : دعاء العبادة ودعاء المسألة ،
والمعنى : أنَّك عودتَّني إجابتَك ،
ولم تشقني بالرد والحرمان ،

فهو توسلٌ إليه سبحانه وتعالى بما سلف من إجابته وإحسانه ،
وهذا ظاهرٌ ههنا .

وأمَّا قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ) الآية ،
الإسراء/110 ؛

فهذا الدُّعاء : المشهور أنَّه دعاءُ المسألة ،

وهو سببُ النّزول ،
قالوا : كان النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعو ربه فيقول مرَّةً :
يا الله . ومرَّةً : يا رحمن .
فظنَّ المشركون أنَّه يدعو إلهين ،
فأنزل اللهُ هذه الآيةَ .

وأمَّا قوله : ( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ )
الطّور/28 ،
فهذا دعاءُ العبادة المتضمن للسؤال رغبةً ورهبةً ،

والمعنى: إنَّا كنَّا نخلص له العبادة؛
وبهذا استحقُّوا أنْ وقاهم الله عذابَ السّموم ،

لا بمجرد السّؤال المشترك بين النّاجي وغيره :
فإنّه سبحانه يسأله من في السّموات والأرض ،

(لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا)
الكهف/14 ،
أي : لن نعبد غيره ،

وكذا قوله : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) الآية ،
الصّافات/125 .

وأمَّا قوله :
(وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ)
القصص/64 ،

فهذا دعاءُ المسألة ،
يبكتهم الله ويخزيهم يوم القيامة بآرائهم ؛
أنَّ شركاءَهم لا يستجيبون لهم دعوتَهم ،

وليس المراد : اعبدوهم ،

وهو نظير قوله تعالى :

(وَيَوْمَ يَقولُ نَادُوا شُرَكائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فلمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ)
الكهف/52 "
انتهى .

"مجموع فتاوى ابن تيمية" (15/10-14) باختصار .
وانظر أمثلة أخرى في "بدائع الفوائد" لابن القيم (3/513-527) .

والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب


http://islamqa.info/ar/113177

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 07:27 PM
أعلام السُنة المنشورة




لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة





المؤلف :

حافظ بن أحمد الحكمي
رحمه الله تعالى



(المتوفى : 1377هـ)




تحقيق :




حازم القاضي






الطبعة : الثانية




الناشر :



وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد




- المملكة العربية السعودية




تاريخ النشر :1422هـ



http://islamhouse.com/ar/books/1876/





================




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض
وجعل الظلمات والنور
ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ،
هو الذي خلقكم من طين
ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده
ثم أنتم تمترون ،

وهو الله في السماوات وفي الأرض
يعلم سركم وجهركم
ويعلم ما تكسبون .





وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
أحد صمد ،
لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحد ،

بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ،
بديع السماوات والأرض
وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ،
وربك يخلق ما يشاء ويختار ،
ما كان لهم الخيرة
سبحان الله وتعالى عما يشركون ،
لا يسئل عما يفعل وهم يسألون .





وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ،
أرسله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون ،

صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه الذين قضوا بالحق
وبه كانوا يعدلون ،

وعلى التابعين لهم بإحسان ،
الذين لا ينحرفون عن السنة
ولا يعدلون ،
بل إياها يقتفون
وبها يتمسكون
وعليها يوالون ويعادون ،
وعندها يقفون ،
وعنها يذبون ويناضلون ،
وعلى جميع من سلك سبيلهم
وقفا أثرهم إلى يوم يبعثون .

أما بعد :





فهذا مختصر جليل نافع ،
عظيم الفائدة جم المنافع ،
يشتمل على قواعد الدين ،
ويتضمن أصول التوحيد
الذي دعت إليه الرسل
وأنزلت به الكتب ،
ولا نجاة لمن بغيره يدين ،
ويدل ويرشد إلى سلوك المحجة البيضاء
ومنهج الحق المستبين ،

شرحت فيه أمور الإيمان وخصاله ،
وما يزيل جميعه أو ينافي كماله ،
وذكرت فيه كل مسألة مصحوبة بدليلها ،
ليتضح أمرها
وتتجلى حقيقتها ويبين سبيلها ،





واقتصرت فيه على مذهب
أهل السنة والاتباع ،

وأهملت أقوال
أهل الأهواء والابتداع ؛

إذ هي لا تذكر إلا للرد عليها ،
وإرسال سهام السنة عليها ،

وقد تصدى لكشف عوارها الأئمة الأجلة ،
وصنفوا في ردها وإبعادها المصنفات المستقلة ،

مع أن الضد يعرف بضده
ويخرج بتعريف ضابطه وحده ،

فإذا طلعت الشمس

لم يفتقر النهار إلى استدلال ،

وإذا استبان الحق واتضح

فما بعده إلا الضلال ،

ورتبته على طريقة السؤال ليستيقظ الطالب وينتبه ،

ثم أردفه بالجواب الذي يتضح الأمر به ولا يشتبه ،





وسميته




( أعلام السنة المنشورة ،



لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة )





والله أسأل أن يجعله ابتغاء وجهه الأعلى ،
وأن ينفعنا بما علمنا ،
ويعلمنا ما ينفعنا ،
نعمة منه وفضلا ،
إنه على كل شيء قدير




وبعباده لطيف خبير ،
وإليه المرجع والمصير ،

وهو مولانا
فنعم المولى ونعم النصير .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 07:31 PM
[ 1 ]




س : ما أول ما يجب على العباد ؟




جـ : أول ما يجب على العباد

معرفة الأمر الذي خلقهم الله له ،




وأخذ عليهم الميثاق به ،

وأرسل به رسله إليهم وأنزل به كتبه عليهم ،




ولأجله خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار ،



وبه حقت الحاقة ووقعت الواقعة ،



وفي شأنه تنصب الموازين وتتطاير الصحف ،




وفيه تكون الشقاوة والسعادة ،



وعلى حسبه تقسم الأنوار ،



ومن لم يجعل الله له نورا

فما له من نور .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 07:33 PM
[ 2 ]




س : ما هو ذلك الأمر
الذي خلق الله الخلق لأجله ؟





جـ : قال الله تعالى :



{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ



مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ





وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } ،







وقال تعالى



{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا

ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا } ،




وقال تعالى :



{ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ

وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ

وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } ،




وقال تعالى :



{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ

إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } ، الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 07:36 PM
[ 3 ]




س : ما معنى العبد ؟




جـ : العبد إن أريد به المعبد أي المذلل المسخر ،



فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات

من العوالم العلوية والسفلية :




من عاقل وغيره ، ورطب ويابس ، ومتحرك وساكن ،



وظاهر وكامن ،
ومؤمن وكافر ،
وبر وفاجر ،
وغير ذلك .




الكل مخلوق لله عز وجل ،

مربوب له ،




مسخر بتسخيره ،

مدَّبر بتدبيره ،

ولكل منها رسم يقف عليه ، وحد ينتهي إليه ،




كل يجري لأجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة




{ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } ،

وتدبير العدل الحكيم .





وإن أريد به العابد المحب المتذلل

خُصَّ ذلك بالمؤمنين




الذي هم عباده المكرمون وأولياؤه المتقون



الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 07:56 PM
[ 4 ]


س : ما هي العبادة ؟




جـ : العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه




من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة



والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده .






[ 5 ]




س : متى يكون العمل عبادة ؟




جـ : إذا أكمل فيه شيئان

وهما كمال الحب
مع كمال الذل ،




قال تعالى :

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا




أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } ،




وقال تعالى :

{ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ




رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ } ،




وقد جمع الله تعالى بين ذلك
في قوله :




{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ




وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 07:59 PM
[ 6 ]



س : ما علامة محبة العبد ربه عز وجل ؟




جـ : علامة ذلك ،

أن يحب ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه ،



فيمتثل أوامره ويجتنب مناهيه ،



ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه ،




ولذا كان أوثق عرى الإيمان

الحب في الله والبغض فيه .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:02 PM
[ 7 ]




س : بماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه ؟




جـ : عرفوه بإرسال الله تعالى الرسل وإنزاله الكتب ،




آمرا بما يحبه الله ويرضاه ، ناهيا عما يكرهه ويأباه ،



وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة ،

وظهرت حكمته البالغة ،




قال الله تعالى :



{ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ



لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } ،




وقال تعالى :



{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ

فَاتَّبِعُونِي

يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ

وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ

وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:05 PM
[ 8 ]





س : كم شروط العبادة ؟




جـ : ثلاثة :




الأول

صدق العزيمة
وهو شرط في وجودها ،




والثاني




إخلاص النية ،




والثالث




موافقة الشرع

الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ،




وهما شرطان في قبولها .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:07 PM
[ 9 ]




س : ما هو صدق العزيمة ؟




جـ : هو ترك التكاسل والتواني



وبذل الجهد في أن يصدق قوله بفعله ،




قال الله تعالى :



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ

كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:10 PM
[ 10 ]




س : ما معنى إخلاص النية ؟




جـ : هو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله




الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى ،




قال الله عز وجل :




{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } ،




وقال تعالى :




{ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى




إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى } ،




وقال تعالى :



{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ




لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } ،




وقال تعالى :




{ مَنْ كَانَ




يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ




وَمَنْ كَانَ



يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا



وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } ،




وغيرها من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:13 PM
[ 11 ]




س : ما هو الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ؟



جــــ :




هي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام ،




قال تبارك وتعالى :



{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ




الْإِسْلَامُ } ،




وقال تعالى :



{ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ




وَلَهُ أَسْلَمَ
مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا } ،





وقال تعالى :



{ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ
إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ } ،





وقال تعالى :




{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا
فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ




وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ،




وقال تعالى :



{ أَمْ لَهُمْ




شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ




مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } ،




وغيرها من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:17 PM
[ 12 ]





س : كم مراتب دين الإسلام ؟




جـ : هو ثلاث مراتب :

الإسلام والإيمان والإحسان ،




وكل واحد منها إذا أطلق شمل الدين كله .





[ 13 ]

س : ما معنى الإسلام ؟




جـ : معناه

الاستسلام لله بالتوحيد ،




والانقياد له بالطاعة ،




والخلوص من الشرك ،




قال الله تعالى :




{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ




أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } ،





وقال تعالى :




{ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ

فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ،





وقال تعالى :




{ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ




فَلَهُ أَسْلِمُوا

وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:36 PM
[ 14 ]





س : ما الدليل على شموله الدين كله عند الإطلاق ؟





جـ : قال الله تعالى :





{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } ،





وقال النبي صلى الله عليه وسلم :





« بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ » (1) ،





وقال صلى الله عليه وسلم :





« أفضل الإسلام إيمان بالله » (2) .





وغير ذلك كثير .





==================





(1) رواه مسلم ( الإيمان / 232 ) ، والترمذي ( 2629 ) ،





وابن ماجه ( 3986 ، 3987 ) ، وغيرهم .




(2) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ،
قال : « سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟
قال : إيمان بالله . . » . ( الإيمان 135 ) ،

ورواه أحمد ( 4 / 114 ) ،

وعبد الرزاق ( 11 / 127 ) من حديث عمرو بن عتبة .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:42 PM
[ 15 ]




س : ما الدليل على تعريفه بالأركان الخمسة
عند التفصيل ؟




جـ : قوله صلى الله عليه وسلم

في حديث سؤال جبريل إياه عن الدين :




« الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،




وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ،




وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا » (1)،

وقوله صلى الله عليه وسلم :




« بني الإسلام على خمس » (2) ،





فذكر هذه غير أنه قدم الحج على صوم رمضان




وكلاهما في الصحيحين .





==================



(1) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) ، وغيرهما .

(2) رواه البخاري ( 4514 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 19 ) ، وغيرهما .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:44 PM
[ 16 ]





س : ما محل الشهادتين من الدين ؟




جـ : لا يدخل العبد في الدين إلا بهما ،




قال الله تعالى :




{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




« أُمرت أن أقاتل الناس

حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله

وأنَّ محمدا عبده ورسوله » " (1) . الحديث ،





وغير ذلك كثير .




==================



(1) رواه البخاري ( 25 ، 1399 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 32 ، 33 ، 34 ، 35 ، 37 ) ، وغيرهما .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:47 PM
[ 17 ]




س : ما دليل شهادة أن لا إله إلا الله ؟




جـ : قول الله تعالى :




{ شَهِدَ اللَّهُ

أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

وَالْمَلَائِكَة ُ وَأُولُو الْعِلْمِ

قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ،




وقوله تعالى :




{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } ،




وقوله تعالى :




{ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ } ،




وقوله تعالى :




{ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ
وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ } . الآيات ،




وقوله تعالى :




{ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ

إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا } . الآيات ،




وغيرها .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:50 PM
[ 18 ]





س : ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ؟




جـ : معناها نفي استحقاق العبادة
عن كل ما سوى الله تعالى




وإثباتها لله عز وجل وحده

لا شريك له في عبادته ،



كما أنه ليس له شريك في ملكه ،




قال الله تعالى :




{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ




وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ




وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:52 PM
[ 19 ]



س : ما هي شروط شهادة أن لا إله إلا الله




التي لا تنفع قائلها - إلا باجتماعها فيه ؟



جـ : شروطها سبعة :


الأول :

العلم بمعناها نفيا وإثباتا .


الثاني :

استيقان القلب بها .


الثالث :

الانقياد لها ظاهرا وباطنا .


الرابع :

القبول لها
فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها .


الخامس :

الإخلاص فيها .


السادس :

الصدق من صميم القلب
لا باللسان فقط .


السابع :

المحبة لها ولأهلها ،
والموالاة والمعاداة لأجلها .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:54 PM
[ 20 ]

س : ما دليل اشتراط العلم من الكتاب والسنة ؟





جـ : قول الله تعالى :




{ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ } ،



أي بلا إله إلا الله ،




{ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }



بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم ،




وقول النبي صلى الله عليه وسلم :




« من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله
دخل الجنة » " (1) .




==================



(1) رواه مسلم ( الإيمان / 43 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 08:57 PM
[ 21 ]




س : ما دليل اشتراط اليقين من الكتاب والسنة ؟




جـ : قول الله عز وجل :

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا }

إلى قوله { أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } ،

وقول النبي صلى الله عليه وسلم :

« أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ،

لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما

إلا دخل الجنة» (1) ،

وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة :

« من لقيت وراء هذا الحائط
يشهد أن لا إله إلا الله
مستيقنا بها قلبه
فبشره بالجنة» (2) .

كلاهما في الصحيح .





==================



(1) رواه مسلم ( الإيمان / 44 ، 45 ).

(2) رواه مسلم ( الإيمان / 52 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:00 PM
[ 22 ]

س : ما دليل اشتراط الانقياد من الكتاب والسنة ؟





جـ : قال الله تعالى :




{ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ

فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ،





وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به » " (1) .





==================
(1) ( إسناده حسن إن شاء الله ) ، رواه الحسن بن سفيان في الأربعين له ،
ورواه الإمام البغوي في شرح السنة ( 1 / 213 ) ،




وتاريخ بغداد ( 4 / 369 ) من حديث عبد الله بن عمرو ، وإسناده ضعيف لضعف نعيم بن حماد ،
وقال ابن عساكر : وهو حديث غريب ، قال الألباني : يعني ضعيف ، اهـ .
( تعليقه على السنة لابن أبي عاصم 15 )



وقد صحح إسناده الإمام النووي ( ونعيم بن حماد يخطى كثيرا ، فقيه عارف بالفرائض ) ،



قال الحافظ : وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال : باقي حديثه مستقيم .



وانظر ترجمة نعيم بن حماد في كتاب التنكيل جـ 1 ص 507 ،



وقال الحافظ أيضا : وقال أبو أحمد الحاكم : ربما يخالف في بعض حديثه ،



وقد مضى أن ابن عدي يتتبع ما وهم فيه فهذا أفضل القول فيه .



وقد ذكر الذهبي في الميزان ثمانية أحاديث
وكأنها أشد ما انتقد على نعيم ، وليس هذا الحديث منها .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:02 PM
[ 23 ]





س : ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة ؟





جـ : قال الله تعالى في شأن من لم يقبلها :




{ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ

وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ }




إلى قوله :
{ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
يَسْتَكْبِرُونَ }




{ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } . الآيات ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




« مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم

كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا



فكان منها نقية قبلت الماء

فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ،



وكان منها أجادب أمسكت الماء

فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ،



وأصاب منها طائفة أخرى

إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ،



فذلك مثل من فقه في دين الله

ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ،



ومثل من لم يرفع بذلك رأسا

ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به » . (1) .





==================





(1) رواه البخاري ( 79 ) ، ومسلم ( الفضائل / 15 ) ،
وأحمد ( 4 / 399 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:05 PM
[ 24 ]





س ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب والسنة ؟




جـ : قال الله تعالى :




{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } ،




وقال تعالى :




{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ } .




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




« أسعد الناس بشفاعتي

من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه » (1) ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




«إن الله تعالى حرم على النار

من قال لا إله إلا الله




يبتغي بذلك وجه الله » " (2) .






==================



(1) رواه البخاري ( 99 ) ، وأحمد ( 2 / 373 ).




(2) رواه البخاري ( 425 ) ، ومسلم ( مساجد / 263 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:08 PM
[ 25 ]





س : ما دليل الصدق من الكتاب والسنة ؟





جـ : قال الله تعالى :




{ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا
وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ




وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا

وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }

إلى آخر الآيات ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




« ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله

وأن محمدا رسول الله
صدقًا من قلبه
إلا حرَّمه الله على النار » (1) ،





وقال للإعرابي الذي علمه شرائع الإسلام

إلى أن قال :




« والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها ،



فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :




" أفلح إن صدق » " (2) .





==================



(1) رواه البخاري ( 128 ) ، ومسلم ( الإيمان / 53 ).




(2) رواه البخاري ( 46 ، 1891 ) ، ومسلم ( الإيمان / 8 ، 9 ،
وأحمد ( 1 / 162 ) ، وأبو داود ( 391 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:11 PM
[ 26 ]





س : ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة ؟



جـ : قال الله تعالى :




{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ

فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :



« ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان :



أن يكون الله ورسوله
أحبَّ إليه مما سواهما ،




وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،



وأن يكره أن يعود في الكفر
بعد إذ أنقذه الله منه



كما يكره أن يقذف في النار » " (1) .




==================





(1) رواه البخاري ( 16 ، 21 ، 6941 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 67 ، 68 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:13 PM
[ 27 ]




س : ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله ؟




جـ : قال الله عز وجل




{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ

بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ }




إلى قوله :

{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا }

إلى آخر الآيات ،




وقوله تعالى :




{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ

إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ } الآيتين ،




وقال تعالى :




{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } الآية ،




وقال تعالى :



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ }

إلى آخر السورة ،

وغير ذلك من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:15 PM
[ 28 ]


س : ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟


جـ : قول الله تعالى :

{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ

يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ

وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } الآية ،

وقوله تعالى :


{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ

عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ

حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ

بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ،


وقوله تعالى :

{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } ،

وغيرها من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:18 PM
[ 29 ]

س : ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟

جـ : هو التصديق الجازم من صميم القلب
المواطئ لقول اللسان

بأن محمدا عبده ورسوله
إلى كافة الناس إنسهم وجنهم

{ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا }

{ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا }

فيجب تصديقه في جميع ما أخبر به

من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي ،

وفيما أحل من حلال وحرم من حرام ،

والامتثال والانقياد لما أمر به ،

والكف والانتهاء عما نهى عنه ،

واتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر

مع الرضا بما قضاه والتسليم له ،

وأن طاعته هي طاعة الله ومعصيته معصية الله ؛

لأنه مبلغ عن الله رسالته

ولم يتوفه الله حتى أكمل به الدين وبلغ البلاغ المبين

وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها

لا يزيغ عنها بعده إلا هالك ،




وفي هذا الباب مسائل ستأتي إن شاء الله .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:22 PM
[ 30 ]


س : ما شروط شهادة أن محمدا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
وهل تقبل الشهادة الأولى بدونها ؟


جـ : قد قدمنا لك أن العبد
لا يدخل في الدين إلا بهاتين الشهادتين
وأنهما متلازمتان ،

فشروط الشهادة الأولى
هي شروط في الثانية ،




كما أنها هي شروط في الأولى .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:24 PM
[ 31 ]


س : ما دليل الصلاة والزكاة ؟


جـ : قال الله تعالى :

{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ } ،

وقال تعالى :

{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ } ،

وقال تعالى :

{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ } الآية ،

وغيرهما .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:26 PM
[ 32 ]

س : ما دليل الصوم ؟


جـ : قال الله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } ،


وقال تعالى :

{ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } الآيات ،


وفي حديث الأعرابي :

أخبرني ما فرض الله عليّ من الصيام .

فقال :
« شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا » . الحديث .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:28 PM
[ 33 ]

س : ما دليل الحج ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } ،

وقال تعالى :

{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« إن الله تعالى كتب عليكم الحج » (1) .

الحديث في الصحيحين ،

وتقدم حديث جبريل وحديث :

« بني الإسلام على خمس » (2) ،

وغيرها كثير .


==================


(1) رواه مسلم ( الحج / 412 ) ،
وأحمد ( 1 / 371 ، 2 / 508 ) .


(2) تقدم تخريجه .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:33 PM
[ 34 ]



س : ما حكم من جحد واحدا منها
أو أقر به واستكبر عنه ؟

جـ : يقتل كفرا كغيره من المكذبين والمستكبرين

مثل إبليس وفرعون .


[ 35 ]





س : ما حكم من أقر بقواعد الإسلام الخمس
ثم تركها لنوع تكاسل أو تأويل ؟




جـ : أما الصلاة
فمن أخرها عن وقتها بهذه الصفة فإنه يستتاب ،




فإن تاب وإلا قتل حدا





لقوله تعالى :

{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ } ،

وحديث :

« أمرت أن أقاتل الناس » (1) . الحديث وغيره ،





وأما الزكاة
فإن كان مانعها ممن لا شوكة له




أخذها الإمام منه قهرا ونكله بأخذ شيء من ماله ؛

لقوله صلى الله عليه وسلم :

« ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله معها » (2) . الحديث ،




وإن كانوا جماعة ولهم شوكة وجب على الإمام قتالهم حتى يؤدوها




للآيات والأحاديث السابقة وغيرها ،




وفعله أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم أجمعين .

وأما الصوم

فلم يرد فيه شيء ولكن يؤدبه الإمام أو نائبه

بما يكون زجرا له ولأمثاله .

وأما الحج

فكل عمر العبد وقت له لا يفوت إلا بالموت ،

والواجب فيه المبادرة ،

وقد جاء الوعيد الأخروي في التهاون فيه ،




ولم ترد فيه عقوبة خاصة في الدنيا .






==================



(1) رواه البخاري ( 25 ، 1399 ) ، ومسلم ( الإيمان / 32 ، 37 ) .


(2) ( حسن ) رواه أبو داود ( 1575 ) ، والنسائي ( 2292 ) أ ، ( 2297 ) أ ،
وابن الجارود ( 174 ) ، والحاكم ( 1 / 398 ) ، والبيهقي ( 4 / 105 ) ،
وأحمد ( 4 / 2 ، 4 ) من طرق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ،

وقد قال الحاكم : صحيح الإسناد . ووافقه الذهبي ،

وقد حسن الحديث الشيخ الألباني للخلاف المعروف على بهز بن حكيم ،

وقال الشافعي : ليس بحجة ، وهذا الحديث لا يثبته أهل العلم بالحديث ولو ثبت لقلنا به ،

وكان الشافعي قد قال به في مذهبه القديم ثم رجع عن ذلك في الجديد ،

أما عن شرح مسألة « أخذ نصف ماله معه » فقد تقرر عن كثير من علماء الأمة

أن الغلول في الصدقة والغنيمة لا يوجب غرامة في المال .

ولذلك فإنهم اتجهوا إلى تأويل هذا الحديث بما يلي :

( 1 ) أن الحديث منسوخ ،
ورد ذلك بأن دعوى النسخ غير مقبولة إلا مع وجود الدليل على ذلك
مع العلم بتاريخ الأسبق ، وهذا غير محقق في مسألتنا .

( 2 ) أن الحديث فيه وهم قد وقع في سياق متنه

وأن الصحيح « فإنا آخذوها من شطر ماله » أي يجعل ماله شطرين فيتخير عليه المصدق
ويأخذ الصدقة من خير الشطرين عقوبة لمنعه الزكاة ، فأما ما لا يلزمه فلا .

( 3 ) أن الحديث صحيح ويجب أن يؤخذ به على ظاهره ،

وأنه قد ثبت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شرعية العقوبات المالية لم يثبت نسخها بحجة .

( 4 ) أن الحديث ضعيف باعتبار أن بهزا لا يحتج به ،

وقد ذهب إلى ذلك بعض العلماء وخالفهم آخرون ،

والقول الثاني هو الأقرب عندنا ،





والله تعالى أعلم .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:35 PM
[ 36 ]





س : ما هو الإيمان ؟

جـ : الإيمان قول وعمل :

قول القلب واللسان ،

وعمل القلب واللسان والجوارح ،

ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ،

ويتفاضل أهله فيه .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:37 PM
[ 37 ]

س : ما الدليل على أنه قول وعمل ؟


جـ : قال الله تعالى :

{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } . الآية ،

وقال تعالى :

{ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } .

وهذا معنى الشهادتين

اللتين لا يدخل العبد في الدين إلا بهما ،

وهي من عمل القلب اعتقادا

ومن عمل اللسان نطقا لا تنفع إلا بتواطئهما ،

وقال تعالى :

{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }

يعني صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة ،
سمى الصلاة كلها إيمانا ،

وهي جامعة لعمل القلب واللسان والجوارح ،

وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر

وصيام رمضان وقيامه وأداء الخمس وغيرها من الإيمان ،

وسئل النبي صلى الله عليه وسلم

« أي الأعمال أفضل ؟




قال : " إيمان بالله ورسوله » " (1) .




==================



(1) رواه البخاري ( 26 ، 1519 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 135 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:38 PM
[ 38 ]





س : ما الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ؟

جـ : قوله تعالى :
{ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ } -

{ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } -

{ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى } -

{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى } -

{ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا } -

{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا } -

{ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا } -

{ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا } ،

وغير ذلك من الآيات ،


وقال صلى الله عليه وسلم :

« لو أنكم تكونون في كل حالة كحالتكم عندي
لصافحتكم الملائكة » (1) ،

أو كما قال




==================
(1) رواه مسلم ( التوبة / 12 )
وابن ماجه ( 4239 ) واللفظ له .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:40 PM
[ 39 ]

س : ما الدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه ؟





جـ : قال تعالى :




{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } -




إلى : { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ } ،




وقال تعالى :




{ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ

وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } ،





وقال تعالى :




{ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } . الآيات ،




وفي حديث الشفاعة :

«أن الله يخرج من النار
من كان في قلبه وزن دينار من إيمان ،

ثم من كان في قلبه
نصف دينار من إيمان » .




وفي رواية :




« يخرج من النار من قال لا إله إلا الله

وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ،

ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله

وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ،

ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله

وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة » " (1) .



==================



(1) رواه البخاري ( 44 ، 7410 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 325 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:42 PM
[ 40 ]





س : ما الدليل على أن الإيمان
يشمل الدين كله عند الإطلاق ؟




جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم

في حديث وفد عبد القيس :




« آمركم بالإيمان بالله وحده " ،




قال : " أتدرون ما الإيمان بالله وحده " .




قالوا : الله ورسوله أعلم .




قال : " شهادة أن لا إله إلا الله

وأن محمدا رسول الله ،




وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ،

وأن تؤدوا من المغنم الخمس » " (1) .





==================



(1) رواه البخاري ( 53 ، 87 ، 523 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 23 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:45 PM
[ 41 ]





س : ما الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة
عند التفصيل ؟

جـ : قول النبي صلى الله عليه وسلم
لما قال له جبريل عليه السلام :




« أخبرني عن الإيمان قال :

" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ،

وتؤمن بالقدر خيره وشره » " (1) .





[ 42 ]




س : ما دليلها من الكتاب جملة ؟




جـ : قال الله تعالى :




{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ

وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } ،




وقوله تعالى :



{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } ،




وسنذكر إن شاء الله دليل كل على انفراده .




==================



(1) رواه البخاري ( 50 / 4777 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:50 PM
[ 43 ]





س : ما معنى الإيمان بالله عز وجل ؟





جـ : هو التصديق الجازم من صميم القلب




بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد ولم يعقب به ،



هو الأول فليس قبله شيء ،



والآخر فليس بعده شيء ،



والظاهر فليس فوقه شيء ،



والباطن فليس دونه شيء ،



حي قيوم ، أحد صمد




{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } ،




وتوحيده بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 09:53 PM
[ 44 ]

س : ما هو توحيد الإلهية ؟





جـ : هو إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة




الظاهرة والباطنة قولا وعملا ،



ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تعالى كائنا من كان ،



كما قال تعالى :



{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } ،




وقال تعالى :




{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ

وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } ،




وقال تعالى :



{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا



فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } ،




وغير ذلك من الآيات ،




وهذا قد وفت به
شهادة أن لا إله إلا الله .





[ 45 ]




س : ما هو ضد توحيد الإلهية ؟




جـ : ضده


الشرك ، وهو نوعان :




شرك أكبر ينافيه بالكلية ،




وشرك أصغر ينافي كماله .

أبو فراس السليماني
2015-12-13, 10:00 PM
[ 46 ]





س : ما هو الشرك الأكبر ؟

جـ : هو اتخاذ العبد من دون الله
ندًا يسويه برب العالمين




يحبه كحب الله
ويخشاه كخشية الله




ويلتجئ إليه
ويدعوه ويخافه ويرجوه




ويرغب إليه ويتوكل عليه ،



أو يطيعه في معصية الله ،
أو يتبعه على غير مرضاة الله ،
وغير ذلك ،





قال تعالى :




{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ

وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ

وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ

فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } ،




وقال تعالى :




{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ

فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } ،




وقال تعالى :




{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ



فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } ،




وقال تعالى :




{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ
فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ
أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } ،

وغير ذلك من الآيات ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




« حق الله على العباد
أن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئا ،




وحق العباد على الله
أن لا يعذب
من لا يشرك به شيئا » (1) ،




وهو في الصحيحين .




ويستوي في الخروج بهذا الشرك عن الدين

المجاهر به ككفار قريش وغيرهم ،



والمبطن له
كالمنافقين المخادعين




الذين يظهرون الإسلام

ويبطنون الكفر ،




قال الله تعالى :



{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ

وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا



إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا
وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ
وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ
فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } .


وغير ذلك من الآيات .




==================
(1) رواه البخاري ( 2856 ، 5967 ، 6267 ، 6500 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 48 ، 51 ) ،
وأحمد ( 3 / 260 ، 261 ) ،
والترمذي ( 2643 ) ،
وابن ماجه ( 4269 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 05:13 AM
[ 47 ]



س : ما هو الشرك الأصغر ؟

جـ : هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى ،

قال الله تعالى :

{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا

وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ،



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر » (1) ،



فسئل عنه فقال : ( الرياء ) ،

ثم فسره بقوله صلى الله عليه وسلم :


« يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته

لما يرى من نظر رجل إليه » (2) .


ومن ذلك الحلف بغير الله

كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها ،

قال صلى الله عليه وسلم :

« لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد » (3) ،


وقال صلى الله عليه وسلم :


« لا تقولوا والكعبة ، ولكن قولوا ورب الكعبة » (4) .


وقال صلى الله عليه وسلم :


" « لا تحلفوا إلا بالله » (5) ،


وقال صلى الله عليه وسلم :


« من حلف بالأمانة فليس منا » (6) ،


وقال صلى الله عليه وسلم :


« من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك » (7) ،


وفي رواية : ( وأشرك ) .


ومنه قوله : ما شاء الله وشئت .




وقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي قال ذلك :

« أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده » (8) .


ومنه قول : لولا الله وأنت ،


وما لي إلا الله وأنت ،

وأنا داخل على الله وعليك ، ونحو ذلك .

قال صلى الله عليه وسلم :


« لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ،

ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان » (9) .


قال أهل العلم :

ويجوز لولا الله ثم فلان ،


ولا يجوز لولا الله وفلان .





==================



1) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 5 / 428 ، 429 ) ،
والبغوي في شرح السنة ( 14 / 324 ) عن عمرو بن أبي عمرو ،
وعن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث ،
وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات ،
رجال الشيخين غير محمود بن لبيد فإنه من رجال مسلم وحده .
قال الحافظ : وهو صحابي صغير وجُلّ روايته عن الصحابة
( أفاده الشيخ الألباني في الصحيحة 951 ) .




(2) ( حديث حسن . والجزء الذي احتج به الحافظ الحكمي « صحيح لغيره » أو نقول صحيح المتن ) ،
رواه ابن ماجه ( 4204 ) بسند حسن على الراجح ،

وقد قال الإمام البوصيري عن سند ابن ماجه :
« هذا إسناد حسن . كثير بن زيد وربيع بن عبد الرحمن مختلف فيهما » ،
رواه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد أيضا والبيهقي ،
ورواه أحمد بن منيع ثنا كثير ،
فذكره بزيادة في أوله كما أوردته في زوائد المسانيد العشرة . ا هـ .

قلت : وكثير بن زيد صدوق يخطئ ،
وربيع مقبول كما قال الحافظ ، يعني عند المتابعة ،
وقد توبع خاصة في الجزء المحتج به في الحديث
لما رواه ابن خزيمة ( 937 ) ، وصححه بإيراده أيضا محتجا به ،
وقد احتج به أيضا الحافظ المنذري في الترغيب بتصديره بـ « عن » ،
وهو من حديث محمود بن لبيد قال :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
« أيها الناس ، إياكم وشرك السرائر ،
قالوا : يا رسول الله ، وما شرك السرائر ؟
قال : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا
لما يرى من نظر الناس إليه ، فذلك شرك السرائر » .




(3) ( صحيح ) ، رواه أبو داود ( 3248 ) ، والنسائي ( 7 / 5 ) ،
وسكت عنه الإمام أبو داود ، وصححه الألباني .




(4) ( صحيح ) ، رواه النسائي ( 3773 ) ،
قال الحافظ في الإصابة ( 4 / 329 ) : أخرجه النسائي وسنده صحيح ،
وقد رواه النسائي في الكبرى ( 3 / 329 ) . أخرجه النسائي وسنده صحيح ،
وقد رواه النسائي في الكبرى ( 3 / 124 )
وفيه « . . فأمرهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة . . » .
ولم نره واللفظ الذي أورده المؤلف .




(5) تقدم رقم ( 3 ) .



(6) ( صحيح ) ، رواه أبو داود ( 3253 ) حدثنا أحمد بن يونس ، ثنا زهير ،
ثنا الوليد بن بن ثعلبة الطائي ، عن أبي بريدة ، عن أبيه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحديث .
وقد قال الشيخ الألباني : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ا هـ .




(7) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 34 ، 67 ، 69 ، 86 ، 125 ) ،
ورواه أبو داود ( 3251 ) ، والترمذي ( 1535 ) ،
والحاكم ( 4 / 297 ) ، والبيهقي ( 10 / 29 ) ،
وقد سكت عنه الإمام أبو داود ،
وقال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن ،
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ،
وقد صححه أيضا الألباني .




(8) ( سنده حسن وهو صحيح لغيره ) ،
رواه أحمد ( 1 / 214 ، 224 ، 283 ، 347 ) ، وابن ماجه ( 2117 ) ،
والنسائي ( في الكبرى ) ، والطحاوي ( 1 / 90 ) ،
وأبو نعيم ( 4 / 99 ) ، ورواه أيضا البخاري في الأدب ( 783 ) ،

قال الحافظ العراقي : رواه النسائي في الكبرى وابن ماجه بإسناد حسن ، ا هـ . ( إتحاف 7 / 574 )
وقد جاء الحديث عن طرق عن الأجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس
إلا أن ابن عساكر قال : « الأعمش » بدل « الأجلح » ،
والأجلح هذا هو ابن عبد الله أبو حجية الكنزي ،
وهو صدوق شيعي كما في التقريب ،
وبقية رجاله ثقات ، رجال الشيخين ،
فالإسناد حسن وله شواهد تصححه .




(9) ( صحيح ) من حديث حذيفة . رواه أحمد ( 5 / 384 ، 394 ، 398 ) ،
وأبو داود ( 4980 ) ، والبيهقي ( 3 / 216 ) ،
والطحاوي ( 1 / 90 ) من طرق عن شعبة عن منصور بن المعتمر سمعت عبد الله بن يسار عن حذيفة به ،
وهذا سنده صحيح ، رجاله كلهم ثقات ،
رجال الشيخين ، غير عبد الله بن يسار وهو الجهني وهو ثقة ،
وثقه النسائي وابن حبان .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 09:18 AM
[ 48 ]





س : ما الفرق بين الواو وثم




في هذه الألفاظ ؟





جـ : لأن العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية ،




فيكون من قال : ما شاء الله وشئت ،



قارنًا مشيئة العبد بمشيئة الله مسويا بها ،



بخلاف العطف بثم المقتضية للتبعية ،



فمن قال : ما شاء الله ثم شئت ،



فقد أقر بأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى،



لا تكون إلا بعدها ،




كما قال تعالى :




{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } ،




وكذلك البقية .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 10:22 AM
[ 49 ]




س : ما هو توحيد الربوبية ؟



جـ : هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه




وخالقه ومدبره والمتصرف فيه ،



لم يكن له شريك في الملك ،



ولم يكن له ولي من الذل ،



ولا راد لأمره ولا معقب لحكمه ،



ولا مضاد له ولا مماثل ،



ولا سمي له ولا منازع في شيء من معاني ربوبيته ،



ومقتضيات أسمائه وصفاته ،




قال الله تعالى :



{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ



وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ } . الآيات ،



بل السورة كلها ،




وقال تعالى :




{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ،




وقال تعالى :



{ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ



قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم ْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ




لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا



قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ




أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ



أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ

خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ




قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ

وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } . الآيات ،





وقال تعالى :



{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ

ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ




هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ

سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ،




وقال تعالى :



{ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ




فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } ،




وقال تعالى :



{ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ



أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ } .

الآيات ،





وقال تعالى :



{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا

فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ

هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ،




وقال تعالى :



{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ،




وقال تعالى :




{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا

وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ




وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ



وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا } ،




وقال تعالى :



{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ



لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ

فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ




وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ




وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ



وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ




حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ

قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ




قَالُوا الْحَقَّ

وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 11:25 AM
[ 50 ]





س : ما ضد توحيد الربوبية ؟

جـ : هو اعتقاد متصرف مع الله عز وجل

في أي شيء من تدبير الكون

من إيجاد أو إعدام أو إحياء أو إماتة
أو جلب خير أو دفع شر
أو غير ذلك من معاني الربوبية ،

أو اعتقاد منازع له في شيء من مقتضيات أسمائه وصفاته
كعلم الغيب والعظمة والكبرياء ونحو ذلك ،




وقال الله تعالى :



{ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ
فَلَا مُمْسِكَ لَهَا




وَمَا يُمْسِكْ
فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ



يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ



هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ
يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } . الآيات ،




وقال تعالى :

{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ
فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ

وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ
فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ } . الآية ،





وقال تعالى :
{ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ




إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ




هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ



أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ



هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ
قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ
عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُو نَ } ،





وقال تبارك وتعالى :



{ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ

لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } . الآيات ،




وقال تعالى :




{ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } ،




وقال تعالى :




{ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




« يقول الله تعالى :



" العظمة إزاري ،
والكبرياء ردائي ،




فمن نازعني واحدا منهما

أسكنته ناري » (1) .

وهو في الصحيح .





==================


(1) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 2 / 248 ، 376 ، 414 ، 427 ، 442 ) ،



وأبو داود ( 4090 ) ، وابن ماجه ( 4174 ) ،
الحديث صححه الألباني وسكت عنه أبو داود ،
ورواه مسلم من حديث أبي سعيد وأبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه ( البر 2620 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 04:22 PM
[ 51 ]





س : ما هو توحيد الأسماء والصفات ؟




جـ : هو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه




ووصف به رسوله صلى الله عليه وسلم
من الأسماء الحسنى والصفات العلى ،



وإمرارها كما جاءت بلا كيف ،




كما جمع الله تعالى بين إثباتها ونفي التكييف عنها



في كتابه في غير موضع




كقوله تعالى :



{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } ،




وقوله تعالى :




{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ،



وقوله تعالى :



{ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ



وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ، وغير ذلك ،




وفي الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه



« أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم



- يعنى لما ذكر آلهتهم - أنسب لنا ربك ،



فأنزل الله تعالى :



{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ }»




والصمد الذي { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } ؛



لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ،




وليس شيء يموت إلا سيورث ،



وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث




{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } .



قال : لم يكن له شبيه ولا عديل ،



وليس كمثله شيء (1) .



==================

(1) ( حسن ) ، رواه أحمد ( 5 / 134 ) ، والترمذي ( 3364 ) ،
ورواه عن أبي العالية مرسلا ( 3365 ) ، والحاكم ( 2 / 540 ) ،
والبيهقي ( في الأسماء والصفات / 354 ) ، وابن أبي عاصم ( 1 / 298 ) ،

وفي سنده أبو بكر الرازي ،
قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق سيئ الحفظ ،
وقد نوه الترمذي إلى أن المرسل أصح ،

قال الحافظ في الفتح ( 8 / 739 ) :
وصحح الموصول ابن خزيمة والحاكم ،
وله شاهد من حديث جابر عن أبي يعلى والطبري والطبراني في الأوسط ، ا هـ .

وقد حسن إسناده السيوطي في الدر المنثور ( 6 / 410 ) من حديث جابر ، ا هـ .
قال الهيثمي ( 7 / 146 ) : رواه الطبراني في الأوسط ، ا هـ .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 06:15 PM
[ 52 ]




س : ما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة ؟




جـ : قال الله عز وجل :




{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى

فَادْعُوهُ بِهَا




وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ } ،




وقال سبحانه :




{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ




أَيًّا مَا تَدْعُوا

فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } ،




وقال عز وجل :




{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }




- وغيرها من الآيات ،





وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




« إن لله تسعة وتسعين اسما

من أحصاها دخل الجنة » (1) .
وهو في الصحيح ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




« أسألك اللهم بكل اسم هو لك




سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ،




أو علمته أحدا من خلقك ،




أو استأثرت به في علم الغيب عندك ،




أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي » (2) . الحديث .




==================
(1) رواه البخاري ( 2736 ، 7392 ) .


(2) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 1 / 391 ، 452 ) ، وابن حبان ( 968 ) ،
والحاكم ( 1 / 509 ) ، وأبو يعلى ( 5297 ) ،

وقد عدد الشيخ الألباني طرقه في الصحيحة ( 199 )
وناقش ما دار حولها من خلاف ثم قال :


وجملة القول أن الحديث صحيح من رواية .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 06:28 PM
[ 53 ]





س : ما مثال الأسماء الحسنى من القرآن ؟





جـ : مثل قوله تعالى :

{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } -

{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا } -

{ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا } -

{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا } -

{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا } -

{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا } -

{ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } -

{ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ } -

{ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ } -

{ إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } -

{ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ } -

{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } -

{ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } -

{ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } -

{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا } -

{ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } -

{ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ } -

وقال تعالى :

{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } ،

وقال تعالى :

{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ،




وقوله تعالى :

{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ
الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } ،

وغيرها من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 06:47 PM
[ 54 ]





س : ما مثال الأسماء الحسنى من السنة ؟




جـ : مثل قوله صلى الله عليه وسلم :




« لا إله إلا الله العظيم الحليم ،

لا إله إلا الله رب العرش العظيم ،

لا إله إلا الله رب السماوات
ورب الأرض
ورب العرش الكريم » (1) ،

وقوله صلى الله عليه وسلم :




« يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام

يا بديع السماوات والأرض » (2) ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :




« بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء

في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم » (3) ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :




« اللهم عالم الغيب والشهادة ،

فاطر السماوات والأرض ،

رب كل شيء ومليكه » (4) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :




« اللهم رب السماوات السبع ،

ورب العرش العظيم ،

ربنا ورب كل شيء ،

فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ،

أعوذ بك
من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ،

أنت الأول فليس قبلك شيء ،

وأنت الآخر فليس بعدك شيء ،

وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،

أنت الباطن فليس دونك شيء » (5) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :




« اللهم لك الحمد ،

أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ،

ولك الحمد

أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن » (6) . الحديث ،





وقوله صلى الله عليه وسلم :




« اللهم إني أسألك بأني أشهد

أنك أنت الله لا إله إلا أنت

الأحد الصمد

الذي لم يلد ولم يولد

ولم يكن له كفوا أحد » (7) .




وقوله صلى الله عليه وسلم :




« يا مقلب القلوب » (8) . الحديث ،

وغير ذلك كثير .





==================
(1) رواه البخاري ( 7431 ، 7426 ) ، ومسلم ( الذكر / 83 ) .




(2) ( صحيح ) من حديث أنس ولفظه :
« . . بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم . . »
رواه أحمد ( 3 / 120 ، 158 ، 245 ) ، وأبو داود ( 1495 ) ،
والنسائي ( 3 / 52 ) ، وسكت عنه الإمام أبو داود ،
وقد صححه الشيخ الألباني ورواه الحاكم ( 1 / 504 )
وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .




(3) ( صحيح ) من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه ،
رواه أحمد ( 1 / 62 ، 66 ، 72 ) ، وأبو داود ( 5088 ) ، والترمذي ( 3388 ) ، وابن ماجه ( 3869 ) ،



قال الإمام الترمذي : حسن صحيح غريب وسكت عنه الإمام أبو داود ،
وقال الحافظ العراقي : رواه أصحاب السنن وابن حبان والحاكم وصححه من حديث عثمان ، ا هـ .



قال الزبيدي : وكذلك رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن السني
وأبو نعيم في الحلية والضياء في المختارة ، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف بلفظ :
« من قال ذلك إذا أصبح وإذا أمسى ثلاث مرات . . » ( إتحاف 5 / 131 ، 132 ) ،
وقد صححه الشيخ الألباني .



(4) ( صحيح ) من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو . رواه أحمد ( 1 / 9 ، 10 ، 14 ، 2 / 196 ، 297 ) ،
وأبو داود [ 5067 ] ، والترمذي [ 3529 ] ، والدارمي [ 6292 ] ، والحاكم [ 1 / 513 ] ،



وقد صححه الألباني وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ،

قال الشيخ شاكر : إسناده صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه .



(5) رواه مسلم ( الذكر 61 ، 62 ، 63 ) ، وأحمد ( 2 / 381 ، 404 ، 536 ) .




(6) رواه البخاري ( 1120 ، 6317 ) ، ومسلم ( مسافرين / 199 ) .



(7) ( صحيح ) رواه ابن ماجه ( 3857 ) ، والترمذي ( 3475 ) ،
وأحمد ( 5 / 349 ، 350 ، 360 ) من حديث بريدة الأسلمي ،
ورواه الحاكم ( 1 / 267 ) ، والنسائي ( 1301 ) من حديث محجن بن الأدرع ،
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ،
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ،
وقد صححه الألباني .


(8) ( صحيح ) ، رواه الترمذي ( 3522 ) ، وأحمد ( 6 / 294 ، 315 ) من حديث أم سلمة ،

ورواه أحمد ( 4 / 182 ) من حديث نواس بن سمعان ،
ورواه الحاكم ( 2 / 288 ) من حديث جابر بن عبد الله ،
ورواه أحمد أيضا ( 6 / 91 ، 251 ) من حديث عائشة رضي الله عنها ،
ورواه الترمذي أيضا ( 2140 ) من حديث أنس بن مالك ،
قال الإمام الترمذي : ( هذا حديث حسن ) قلت : قال ذلك الترمذي على حديث أم سلمة وحديث أنس ،
لكنه عقب على حديث أنس بقوله : وحديث أبي سفيان عن أنس أصح .

قال الألباني معقبا على تحسين الترمذي :

قلت : وهو على شرط مسلم ( مشكاة 102 ) ،



وقد صححه في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم ( 1 / ح 225 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 06:58 PM
[ 55 ]



س : على كم نوع دلالة الأسماء الحسنى ؟




جـ : هي على ثلاثة أنواع ،




دلالتها على الذات مطابقة ،




ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمنا ،




ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاما .




[ 56 ]




س : ما مثال ذلك ؟




جـ : مثال ذلك

اسمه تعالى الرحمن الرحيم يدل على ذات المسمى ،

وهو الله عز وجل مطابقة ،

وعلى الصفة المشتق منها وهي الرحمة تضمنا ،

وعلى غيرها من الصفات التي لم تشتق منها

كالحياة والقدرة التزاما ،

وهكذا سائر أسمائه ،

وذلك بخلاف المخلوق ،




فقد يسمى حكيما وهو جاهل ،




وحكما وهو ظالم ،




وعزيزا وهو ذليل ،




وشريفا وهو وضيع




وكريما وهو لئيم ،




وصالحا وهو طالح ،




وسعيدا وهو شقي ،




وأسدا وحنظلة وعلقمة وليس كذلك ،





فسبحان الله وبحمده
هو كما وصف نفسه ،
وفوق ما يصفه به خلقه .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 07:05 PM
[ 57 ]





س : على كم قسم دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن ؟




جـ : هي على أربعة أقسام ،




الأول :

الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الأسماء الحسنى
وهو الله ،




ولهذا تأتي الأسماء جميعها صفات له



كقوله تعالى :



{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ } ، ونحو ذلك ،



ولم يأت هو قط تابعا لغيره من الأسماء .



الثاني :

ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل




كاسمه تعالى السميع
المتضمن سمعه ، الواسع جميع الأصوات ،




سواء عنده سرها وعلانيتها ،



واسمه البصير المتضمن بصره النافذ



في جميع المبصرات سواء دقيقها وجليلها ،



واسمه العليم المتضمن علمه المحيط




الذي { لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ
فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ
وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ } .




واسمه القدير المتضمن قدرته على كل شيء إيجادا وإعداما ،



وغير ذلك .



الثالث :

ما يتضمن صفة فعل الله كالخالق الرازق البارئ المصور
وغير ذلك .




الرابع :

ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص
كالقدوس السلام .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 07:59 PM
[ 58 ]





س : كم أقسام الأسماء الحسنى
من جهة إطلاقها على الله عز وجل ؟




جـ : منها ما يطلق على الله مفردا أو مع غيره ،

وهو ما تضمن صفة الكمال بأي إطلاق ،



كالحي القيوم الأحد الصمد ونحو ذلك ،




ومنها
ما لا يطلق على الله إلا مع مقابله ،

وهو ما إذا أفرد أوهم نقصا



كالضار النافع ، والخافض الرافع ،



والمعطي المانع ، والمعز المذل ،
ونحو ذلك ،




فلا يجوز إطلاق الضار ولا الخافض
ولا المانع ولا المذل على انفراده ،




ولم يطلق قط شيء منها في الوحي كذلك



لا في الكتاب ولا في السنة ،




ومن ذلك اسمه تعالى المنتقم ،

لم يطلق في القرآن إلا مع متعلقه




كقوله تعالى :



{ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ } ،




أو بإضافة ذو إلى الصفة المشتق منها




كقوله تعالى :

{ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 08:37 PM
[ 58 ]





س : تقدم أن صفات الله تعالى منها ذاتية وفعلية ،
فما مثال صفات الذات من الكتاب ؟





جـ : مثل قوله تعالى :




{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } ،




{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } ،




{ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } ،




{ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } ،




{ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } ،




{ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } ،




{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } ،




{ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } ،




{ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ،




{ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ } ،




{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ } ،




وغير ذلك .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 09:13 PM
[ 59 ]





س : ما مثال صفات الذات من السنة ؟




جـ : كقوله صلى الله عليه وسلم :




« حجابه النور لو كشفه
لأحرقت سبحات وجهه ،




ما انتهى إليه بصره من خلقه » (1) .




وقوله صلى الله عليه وسلم :




« يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة ،

سحاء الليل والنهار ،

أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ،

فإنه لم يغض ما في يمينه ،

وعرشه على الماء ،

وبيده الأخرى الفيض أو القبض ،

يرفع ويخفض » (2) ،




وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال :



« إن الله لا يخفى عليكم
إن الله ليس بأعور » (3) ،




وأشار بيده إلى عينه . الحديث ،




وفي حديث الاستخارة :




« اللهم إني أستخيرك بعلمك ،

وأستقدرك بقدرتك ،




وأسألك من فضلك العظيم ،



فإنك تقدر ولا أقدر ،




وتعلم ولا أعلم ،

وأنت علام الغيوب » (4) .




الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :




« إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ،

تدعون سميعا بصيرا قريبا » (5) .




وقوله صلى الله عليه وسلم :



« إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلَّم بالوحي » (6).
الحديث ،




وفي حديث البعث :




« يقول الله تعالى :
يا آدم ،
فيقول : لبيك » (7) . الحديث ،

وأحاديث كلام الله لعباده في الموقف ،
وكلامه لأهل الجنة
وغير ذلك ما لا يحصى .




==================
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 293 ) .
(2) رواه البخاري ( 4684 ، 7411 ) ، ومسلم ( الزكاة / 993 ) .
(3) رواه البخاري ( 3057 ، 3337 ) ، ومسلم ( الفتن / 95 ، 100 ) .
(4) رواه البخاري ( 1162 ) ، وأبو داود ( 1538 ) ، والترمذي ( 480 ) .
(5) رواه البخاري ( 2992 ، 4205 ) ، ومسلم ( الذكر / 44 ، 45 ) .



(6) ( إسناده فيه ضعف ) ،
رواه ابن أبي عاصم في السنة ( 515 ) ، والآجري في الشريعة ( 126 ) ،
وفي سنده نعيم بن حماد ، وقد مضى القول فيه قريبا ،
وفي سند الحديث الوليد بن مسلم وهو يدلس تدليس تسوية ،
وقد عنعن الحديث عن شيخ شيخه .


(7) رواه البخاري ( 4741 ) ، ومسلم ( الإيمان / 379 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 09:31 PM
[ 60 ]





س : ما مثال صفات الأفعال من الكتاب ؟




جـ : مثل قوله تعالى :




{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ } ،




وقوله :



{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ } . الآية ،




وقوله تعالى :



{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ




وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ




وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } ،




وقوله تعالى :



{ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } ،




وقوله تعالى :



{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } ،




وقوله تعالى :



{ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا } ،




وقوله تعالى :



{ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } ،




وغيرها من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 09:37 PM
[ 61 ]





س : ما مثال صفات الأفعال من السنة ؟





جـ : مثل قوله صلى الله عليه وسلم :




« ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا



حين يبقى ثلث الليل الآخر » (1) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة :




« فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول :



أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا » (2) . الحديث ،

ونعني بصفة الفعل هنا الإتيان
لا الصورة فافهم ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :

« إن الله


يقبض يوم القيامة الأرض ،

وتكون السماوات بيمينه ،
ثم يقول أنا الملك » (3) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :




« لما خلق الله الخلق


كتب بيده على نفسه

إن رحمتي تغلب غضبي » (4) ،




وفي حديث احتجاج آدم وموسى :




« فقال آدم : يا موسى ،

اصطفاك الله


بكلامه
وخط لك التوراة بيده » (5) ،




فكلامه تعالى ويده صفتا ذات ،

وتكلمه صفة ذات وفعل معا ،

وخطه التوراة صفة فعل .




وقوله صلى الله عليه وسلم :




« إن الله تعالى


يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار

ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل » (6) . الحديث ،




وغيرها كثير .




==================



(1) رواه البخاري ( 1145 ، 6321 ) ، ومسلم ( مسافرين / 168 ، 169 ، 170 ) .
(2) رواه البخاري ( 6573 ، 7437 ) ، ومسلم ( الإيمان / 299 ) .
(3) رواه البخاري ( 4812 ، 6519 ، 7382 ) ، ومسلم ( صفة الجنة والنار / 23 ) .
(4) رواه البخاري ( 3194 ، 7422 ) ، ومسلم ( التوبة / 14 ، 15 ، 16 ) .
(5) رواه البخاري ( 6614 ، 3409 ، 4736 ) ، ومسلم ( القدر / 13 ) .
(6) رواه مسلم ( التوبة / 31 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-14, 09:48 PM
[ 62 ]




س : هل يشتق من كل صفات الأفعال أسماء

أم أسماء الله كلها توقيفية ؟





جـ : لا بل أسماء الله تعالى كلها توقيفية ،




لا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه




أو أطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم ،



وكل فعل أطلقه الله تعالى على نفسه



فهو فيما أطلق فيه مدح وكمال ،




ولكن ليس كلها وصف الله به نفسه مطلقا



ولا كلها يشتق منها أسماء ،




بل منها ما وصف به نفسه مطلقا



كقوله تعالى :




{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ
ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } ،




وسمى نفسه الخالق الرازق
المحيي المميت المدبر،




ومنها أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه




على سبيل الجزاء والمقابلة ،



وهي فيما سيقت له مدح وكمال




كقوله تعالى :



{ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } ،



{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } ،



{ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } ،




ولكن لا يجوز إطلاقها على الله في غير ما سيقت فيه من الآيات ،




فلا يقال أنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ونحو ذلك ،



وكذلك لا يقال ماكر مخادع مستهزئ ،




ولا يقوله مسلم ولا عاقل ،




فإن الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والكيد والخداع



إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ،





وقد عُلم أن المجازاة على ذلك بالعدل حسنة من المخلوق ،




فكيف
من الخلاق العليم
العدل الحكيم .

أبو فراس السليماني
2015-12-15, 12:32 AM
[ 63 ]

س : ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى
وما في معناه كالظاهر والقاهر والمتعال ؟


جـ : يتضمن اسمه الأعلى الصفة المشتق منها ،

وهو ثبوت العلو له عز وجل بجميع معانيه ،

علو فوقيته

تعالى على عرشه عال على جميع خلقه ،

بائن منهم ، رقيب عليهم ، يعلم ما هم عليه ،

قد أحاط بكل شيء علما ، لا تخفى عليه منهم خافية .

وعلو قهره

فلا مغالب له ولا منازع ولا مضاد ولا ممانع ،

بل كل شيء خاضع لعظمته ،

ذليل لعزته ،

مستكين لكبريائه ، تحت تصرفه وقهره ،

لا خروج له من قبضته .

وعلو شأنه ،

فجميع صفات الكمال له ثابتة ،

وجميع النقائص عنه منتفية ،

عز وجل وتبارك وتعالى ،

وجميع هذه المعاني للعلو متلازمة

لا ينفك معنى منها عن الآخر .

أبو فراس السليماني
2015-12-15, 01:19 AM
[ 64 ]


س : ما دليل علو الفوقية من الكتاب ؟


جـ : الأدلة الصريحة عليه لا تعد ولا تحصى ،

فمنها هذه الأسماء وما في معناها ،

ومنها قوله :

{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }

في سبعة مواضع من القرآن ،

ومنها قوله تعالى :

{ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } ،

ومنها قوله تعالى :

{ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ } ،

ومنها قوله تعالى :

{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ

وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } ،

وقوله تعالى :

{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } ،

وقوله :

{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ } ،

وقوله تعالى :

{ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ

وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } ،


وغير ذلك كثير .

أبو فراس السليماني
2015-12-15, 01:43 AM
[ 65 ]




س : ما دليل ذلك من السنة ؟




جـ : أدلته من السنة كثيرة لا تحصى ،



منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال :




« والعرش فوق ذلك ، والله فوق العرش ،



وهو يعلم ما أنتم عليه » (1) ،




وقوله لسعد في قصة قريظة :




« لقد حكمت فيهم بحكم الملك
من فوق سبعة أرقعة » ،




وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية :



« أين الله ؟ قالت في السماء .



قال : " اعتقها فإنها مؤمنة » (2) ،




وأحاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم ،

وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعاقب الملائكة :

« ثم يعرج الذين باتوا فيكم
فيسألهم وهو أعلم بهم » (3) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :



« من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب

ولا يصعد إلى الله إلا الطيب » (4) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي :



« إذا قضى الله الأمر في السماء
ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله
كأنه سلسلة على صفوان » (5) . الحديث ،




وغير ذلك كثير ،



وقد أقر بذلك جميع المخلوقات إلا الجهمية .



==================



(1) ( ضعيف جدا ) ، رواه ابن أبي عاصم في السنة ( 577 ) ، وأبو داود ( 2724 ) ،
والترمذي ( 3320 ) ، وابن خزيمة في التوحيد ( 68 )




من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله الرازي ، ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن سماك ،
عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس عن العباس مرفوعا . . ) ،




وفيه عبد الله بن عميرة ، قال الذهبي : فيه جهالة ،
وقال البخاري : لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس .



والحديث أخرجه أبو داود أيضا وابن ماجه ( 193 ) ،
والآجري في الشريعة ص ( 292 )
من طريق أخرى عن عمرو بن أبي محسن ،
وعمرو هذا صدوق له أوهام وله بعض المتابعات الأخرى وهي واهية ،




ومنها ما أخرجه أحمد ( 1 / 206 ، 207 ) في سنده يحيى بن العلاء متهم بالوضع .



(2) رواه مسلم ( مساجد 33 ).



(3) رواه البخاري ( 555 ، 3223 ) ، ومسلم ( مساجد / 210 ) .



(4) رواه البخاري ( 7430 ، 1410 ) ، ومسلم ( الزكاة / 63 ) .



(5) رواه البخاري ( 4701 ، 4800 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-15, 01:47 AM
[ 66 ]



س : ماذا قال أئمة الدين من السلف الصالح
في مسألة الاستواء ؟




جـ : قولهم بأجمعهم رحمهم الله تعالى :

الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ،

والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ،

ومن الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ ،

وعلينا التصديق والتسليم ،





وهكذا قولهم

في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها :




{ آمَنَّا بِهِ
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } ،




{ آمَنَّا بِاللَّهِ
وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-15, 07:50 AM
[ 67 ]




س : ما دليل علو القهر من الكتاب ؟




جـ : أدلته كثيرة ،




منها قوله تعالى :



{ وَهُوَ


الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } ،




وهو متضمن لعلو القهر والفوقية ،




وقوله تعالى :



{ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ



الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ،




وقوله تعالى :



{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ



لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } ،




وقوله تعالى :



{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ
وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ
الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ،




وقوله تعالى :



{ مَا مِنْ دَابَّةٍ


إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا } ،




وقوله تعالى :



{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } ،




وغير ذلك من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-15, 10:52 AM
[ 68 ]




س : ما دليل ذلك من السنة ؟




جـ : أدلته من السنة كثيرة ،




منها قوله صلى الله عليه وسلم :



« أعوذ بك من شر كل دابة
أنت آخذ بناصيتها » (1) ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :



« اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ،




ناصيتي بيدك ،

ماض في حكمك ،




عدل في قضاؤك » (2) . الحديث ،





وقوله صلى الله عليه وسلم :



« إنك تقضي ولا يقضى عليك ،

إنه لا يذلّ من واليت

ولا يعز من عاديت » (3) ،




وغير ذلك كثير .




==================
(1) رواه مسلم ( الذكر / 61 ، 62 ، 63 ) .



(2) رواه أحمد ( 1 / 391 ، 452 ) ، تقدم هامش 3 س 52 .



(3) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 1 / 199 ، 200 ) ، وأبو داود ( 1425 ، 1426 ) ، والترمذي ( 464 ) ،
وابن ماجه ( 1178 ) ، والحاكم ( 3 / 172 ) ، والنسائي ( 1746 ، 1178 ) ،

قال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وسكت عنه الإمام أبو داود مشيرا إلى قبوله ،

وقال الشيخ شاكر رحمه الله : إسناده صحيح .
قال الشيخ الألباني : زاد النسائي في آخر القنوت ( وصلى الله على النبي الأمي ) وإسنادها ضعيف ،
وقد ضعفها الحافظ بن حجر العسقلاني والزرقاني وغيرهم ، ا هـ . ( صفة صلاة النبي 160 ) ،

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين إلا أن محمد بن جعفر بن أبي كثير
قد خالف إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة في إسناده ،



وقد صححه ابن خزيمة ( 1095 ) والألباني .

أبو فراس السليماني
2015-12-15, 11:44 AM
[ 69 ]



س : ما دليل علو الشأن



وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل ؟




جـ : اعلم أن علو الشأن هو ما تضمنه اسمه




القدوس السلام

الكبير المتعال

وما في معناها ،




واستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله ،




فتعالى في أحديته أن يكون لغيره ملك أو قسط منه ،
أو يكون عونا له ،
أو ظهيرا أو شفيعا عنده بدون إذنه أو عليه يجير ،




وتعالى في عظمته وكبريائه وملكوته وجبروته
عن أن يكون له منازع أو مغالب
أو ولي من الذل أو نصير ،




وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد
والوالد والكفؤ والنظير ،




وتعالى في كمال حياته وقيوميته وقدرته
عن الموت والسنة والنوم والتعب والإعياء ،




وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان
وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه
في الأرض أو في السماء ،




وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا
وعن ترك الخلق سدى
بلا أمر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء ،




وتعالى في كمال عدله عن أن يظلم أحدا مثقال ذرة
أو أن يهضمه شيئا من حسناته ،




وتعالى في كمال غناه عن أن يُطعَم أو يُرزَق
أو يفتقر إلى غيره في شيء ،




وتعالى في جميع ما وصف به نفسه
ووصفه به رسوله عن التعطيل والتمثيل ،



وسبحانه وبحمده
وعز وجل وتبارك وتعالى
وتنزه وتقدس




عن كل ما ينافي إلهيته وربوبيته
وأسماءه الحسنى وصفاته العلى




: { وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى

فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ




وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ،




ونصوص الوحي من الكتاب والسنة

في هذا الباب معلومة مفهومة

مع كثرتها وشهرتها .

أبو فراس السليماني
2015-12-15, 04:26 PM
[ 70 ]




س : ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى
« من أحصاها دخل الجنة » ؟




جـ : قد فُسِّر ذلك بمعاني

منها :

حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ،




ومنها

أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم

فيمرن العبد نفسه
على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به




وما كان يختص به نفسه تعالى
كالجبار والعظيم والمتكبر ،




فعلى العبد الإقرار بها
والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها ،




وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور

العفو الرؤوف الحليم الجواد الكريم ،

فليقف منه عند الطمع والرغبة ،




وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام

شديد العقاب سريع الحساب ،

فليقف منه عند الخشية والرهبة .




ومنها

شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية ،




مثاله

من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم

واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم

علما وقدرة وغير ذلك ،


وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا

يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه

وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز ،




فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه

فيستحي أن يصعد إليه من كلمه وعمله

ما يخزيه ويفضحه هنالك ،




ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية

إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف

من الإماتة والإحياء والإعزاز والإذلال ،

والخفض والرفع والعطاء والمنع

وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس




إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة

التي لا يتصرف فيها سواه ،




فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء

{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ

ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ

فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ

أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } ،





فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية
فقد استغنى بربه وكفاه ،

وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره
وحياته وقيوميته وغيرها

ولا يُرزق هذا المشهد
إلا السابقون المقربون .

أبو فراس السليماني
2015-12-15, 11:49 PM
[ 71 ]


س : ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟


جـ : ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته ،
وهو ثلاثة أنواع :

الأول :

إلحاد المشركين

الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه
وسموا بها أوثانهم ،
فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله
والعزى من العزيز
ومناة من المنان .

الثاني :

إلحاد المشبهة

الذين يكيفون صفات الله تعالى ،
ويشبهونها بصفات خلقه
وهو مقابل لإلحاد المشركين ،

فأولئك سووا المخلوق برب العالمين ،

وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها
تعالى وتقدس .

الثالث :

إلحاد النفاة المعطلة ،

وهم قسمان :

قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى
ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا :

رحمن رحيم بلا رحمة ، عليم بلا علم ،
سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ،
قدير بلا قدرة ،
وأطردوا بقيتها كذلك .

وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ،
ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة ،
سبحان الله وتعالى
عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا

{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا

فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ،

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ

وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ،


{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ

وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } .

أبو فراس السليماني
2015-12-16, 12:08 AM
[ 72 ]

س : هل جميع أنواع التوحيد متلازمة

فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟

جـ : نعم هي متلازمة ،

فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية ،

مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله

ما لا يقدر عليه إلا الله ،

فدعاؤه إياه عبادة بل مخ العبادة ،

صرفها لغير الله من دون الله ،

فهذا شرك في الإلهية ،


وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر

معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك ،

هذا شرك في الربوبية

حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته ،


ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله

إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب

في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك ،

وهو شرك في الأسماء والصفات

حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات ،

لا يحجبه قرب ولا بعد ،


فاستلزم هذا الشرك في الإلهية




الشرك في الربوبية والأسماء والصفات .

أبو فراس السليماني
2015-12-16, 06:24 AM
[ 73 ]


س : ما الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة ؟

جـ : أدلة ذلك من الكتاب كثيرة ،

منها قوله تعالى :

{ وَالْمَلَائِكَة ُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ

وَيَسْتَغْفِرُو نَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ } ،

وقوله تعالى :

{ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ

وَيُسَبِّحُونَه ُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } ،

وقوله تعالى :

{ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ

فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ } ،

وتقدم الإيمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره ،

وفي صحيح مسلم
أن الله تعالى خلقهم من نور (1) ،

والأحاديث في شأنهم كثيرة .



==================


(1) رواه مسلم ( الزهد / 60 ) ، وأحمد ( 6 / 153 ، 168 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-16, 07:59 AM
[ 74 ]


س : ما معنى الإيمان بالملائكة ؟


جـ : هو الإقرار الجازم بوجودهم

وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون

و { عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ
وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } ،

{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ،

{ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ }

{ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ } ،

ولا يسأمون ولا يستحسرون .

أبو فراس السليماني
2015-12-16, 09:38 AM
[ 75 ]




س : اذكر بعض أنواعهم
باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به ؟




جـ : هم باعتبار ذلك أقسام كثيرة ،




فمنهم
الموكل بأداء الوحي إلى الرسل وهو
الروح الأمين جبريل عليه السلام ،




ومنهم
الموكل بالقطر وهو ميكائيل عليه السلام ،




ومنهم
الموكل بالصور وهو إسرافيل عليه السلام ،




ومنهم
الموكل بقبض الأرواح وهو ملك الموت وأعوانه ،




ومنهم
الموكل بأعمال العباد وهم الكرام الكاتبون ،




ومنهم
الموكل بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه وهم المعقبات ،




ومنهم
الموكل بالجنة ونعيمها وهم رضوان ومن معه ،




ومنهم
الموكل بالنار وعذابها وهم مالك ومن معه من الزبانية ،

ورؤساؤهم تسعة عشر ،




ومنهم
الموكل بفتنة القبر وهم منكر ونكير ،




ومنهم حملة العرش ،




ومنهم الكروبيون ،




ومنهم
الموكل بالنطف في الأرحام من تخليقها وكتابة ما يراد بها ،




ومنهم
الملائكة يدخلون البيت المعمور

يدخله كل يوم سبعون ألف ملك
ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم ،




ومنهم
ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر ،




ومنهم
صفوف قيام لا يفترون ،




منهم
ركع سجد لا يرفعون ،




ومنهم غير من ذكر





{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ
وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } ،

ونصوص هذه الأقسام من الكتاب والسنة لا تخفى .

أبو فراس السليماني
2015-12-16, 10:32 AM
[ 76 ]




س : ما دليل الإيمان بالكتب ؟




جـ : أدلته كثيرة منها قوله تعالى :




{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ

وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ } ،

وقوله تعالى :




{ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا

وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ

وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ

لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ } . الآيات ،




وغيرها كثير ،




ويكفي في ذلك قوله تعالى :




{ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-16, 11:36 AM
[ 77 ]

س : هل سميت جميع الكتب في القرآن ؟






جـ : سمى الله منها في القرآن :



هو ، والتوراة ، والإنجيل ، والزبور ،



وصحف إبراهيم وموسى ، وذكر الباقي جملة

فقال تعالى :

{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ



نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ



وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ } ،

وقال تعالى :

{ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا } ،

وقال تعالى :

{ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى



وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } ،

وقال تعالى :

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ



وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } ،

فما ذكر الله منها تفصيلا



وجب علينا الإيمان به تفصيلا ،

وما ذكر منها إجمالا



وجب علينا الإيمان به إجمالا ،

فنقول فيه ما أمر الله به رسوله :




{ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-16, 12:04 PM
[ 78 ]




س : ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل ؟




جـ : معناه التصديق الجازم

بأن جميعها منزل من عند الله عز وجل ،




وأن الله تكلم بها حقيقة ،




فمنها



المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي ،




ومنها



ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري ،




ومنها



ما كتبه الله تعالى بيده




كما قال تعالى :




{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا
أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ

أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا
فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ } ،

وقال تعالى لموسى :




{ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي } ،




{ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } ،

وقال تعالى في شأن التوراة :




{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ } ،

وقال في عيسى :




{ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ } ،




وقال تعالى :




{ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا } ،




وتقدم ذكرها بلفظ التنزيل ،




وقال تعالى في شأن القرآن :




{ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ

وَالْمَلَائِكَة ُ يَشْهَدُونَ
وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } ،




وقال تعالى فيه :




{ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى

النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ

وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا } ،




وقال تعالى :




{ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ

نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ

عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ

بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } . الآيات ،




وقال تعالى فيه :




{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ

وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ

تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } . الآيات ،




وغيرها كثير .

أبو فراس السليماني
2015-12-16, 04:52 PM
[ 79 ]




س : ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة ؟




جـ : قال الله تعالى فيه :




{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ



مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } ،




وقال تعالى :




{ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ



وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ



وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ،




وقال تعالى :




{ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ



وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ،




قال أهل التفسير :




مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها ،




يعني يصدق : ما فيها من الصحيح ،



وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ،



ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير ،



ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة



ممن لم ينقلب على عقبيه ،




كما قال تبارك وتعالى :




{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ



وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا



إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } ،




وغير ذلك .

أبو فراس السليماني
2015-12-16, 07:07 PM
[ 80 ]




س : ما الذي يجب التزامه في حق القرآن



على جميع الأمة ؟




جـ : هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه ،




قال الله تعالى :



{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا } ،




وقال تعالى :




{ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ



وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } ،




وقال تعالى :




{ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ



إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } ،




وهي عامة في كل كتاب والآيات في ذلك كثيرة ،



وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال :




« فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به » (1) ،




وفي حديث علي مرفوعا :



« إنها ستكون فتن » (2) .




« قلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟



قال : " كتاب الله » . وذكر الحديث .




==================
(1) رواه مسلم ( فضائل الصحابة / 36 ) ، وأحمد ( 4 / 366 ، 367 ) .



(2) ( ضعيف ) ، رواه أحمد ( 1 / 91 ) ، والترمذي ( 2906 ) ، والدارمي ( 3334 ) ،
قال الإمام الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ،
وإسناده مجهول وفي الحارث مقال .



وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده ضعيف جدا من أجل الحارث الأعور .

أبو فراس السليماني
2015-12-16, 08:48 PM
[ 81 ]





س : ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟




جـ : حفظه وتلاوته
والقيام به آناء الليل والنهار





وتدبر آياته
وإحلال حلاله
وتحريم حرامه
والانقياد لأوامره ،




والانزجار بزواجره
والاعتبار بأمثاله
والاتعاظ بقصصه




والعمل بمحكمه
والتسليم لمتشابهه
والوقوف عند حدوده ،




وينفون عنه تحريف الغالين
وانتحال المبطلين ،




والنصيحة له بكل معانيها
والدعوة إلى ذلك على بصيرة .

أبو فراس السليماني
2015-12-17, 07:37 AM
[ 82 ]






س : ما حكم من قال بخلق القرآن ؟








جـ : القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ،





ليس كلامه الحروف دون المعاني ،
ولا المعاني دون الحروف ،





تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا ،





وآمن به المؤمنون حقا ،





فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان





وسمع بالآذان وأبصرته العينان
لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن ،





فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة ،





والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة ،





والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق ،





والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق ،





والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق ،

قال الله تعالى :





{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } ،






وقال تعالى :
{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } ،

وقال تعالى :
{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } ،

وقال تعالى :

{ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ
فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } ،

وقال ابن مسعود رضي الله عنه :
" أديموا النظر في المصحف " .

والنصوص في ذلك لا تحصى ،

ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق
فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية ؛

لأن القرآن كلام الله تعالى
منه بدأ وإليه يعود ، وكلامه صفته ،





ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد

يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام
فإن رجع وإلا قتل كفرا
ليس له شيء من أحكام المسلمين .

أبو فراس السليماني
2015-12-17, 09:21 AM
[ 83 ]




س : هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟




جـ : أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل

واتصافه تعالى بها ،

فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه ،

وأنزله بعلمه ، وهو أعلم بما ينزل ،

وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل ،

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

« إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي » (1) . الحديث -

ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام :

إنها صفة ذات وفعل معا ،
فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا
وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته ،

فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء
بكلام يسمعه من يشاء وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء

{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ
قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } ،

{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ
وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ
مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ } ،

{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا
لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .




==================

(1) تقدم وهو ضعيف .

أبو فراس السليماني
2015-12-17, 10:35 AM
[ 84 ]





س : من هم الواقفة وما حكمهم ؟




جـ : الواقفة هم الذين يقولون في القرآن :




لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق .




قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :




( من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ،




ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا جهلا بسيطا



فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان ،



فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق ،



وإلا فهو شر من الجهمية ) (1) .


==================
(1) انظر كتاب السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله ( 1 / 179 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-17, 12:22 PM
[ 85 ]



س : ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟




جـ : هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ؛




لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد ،



وبين الملفوظ به الذي هو القرآن ،



فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني ،



ورجع إلى قول الجهمية ،




وإذا قيل :




غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ،




وهذا من بدع الاتحادية ،




ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى :




من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ،




ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع (1) .


==================


(1) انظر كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل ( 1 / 164 ، 165 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-17, 03:44 PM
[ 86 ]





س : ما دليل الإيمان بالرسل ؟




جـ : أدلته كثيرة من الكتاب والسنة ،




منها قوله تعالى :




{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ




وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ




وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ




وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا




أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا




وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا




وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ



وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ




أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } ،





وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




« آمنت بالله ورسله » (1) .




================
(1) رواه البخاري ( 1354 ، 6173 ) ، ومسلم ( الفتن95 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-17, 04:31 PM
[ 87 ]



س : ما معنى الإيمان بالرسل ؟







جـ : هو التصديق الجازم

بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا منهم

يدعوهم إلى
عبادة الله وحده
والكفر بما يُعبد من دونه ،

وأن جميعهم صادقون مصدقون بارون



راشدون

كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون ،

وبالبراهين الظاهرة والآيات الباهرة من ربهم مؤيدون ،

وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به ،

لم يكتموا ، ولم يغيروا ،

ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه ،

{ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } ،

وأنهم كلهم على الحق المبين ،

وأن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا ،

واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا

وكلَّم موسى تكليما ،

ورفع إدريس مكانا عليا ،

وأن عيسى عبد الله ورسوله

وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه

وأن الله فضل بعضهم على بعض

ورفع بعضهم درجات .

أبو فراس السليماني
2015-12-17, 07:26 PM
[ 88 ]




س : هل اتفقت دعوة الرسل



فيما يأمرون به وينهون عنه ؟



جـ : اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم

على أصل العبادة وأساسها ،

وهو التوحيد

بأن يُفرَد الله تعالى بجميع أنواع العبادة

اعتقادا وقولا وعملا ،

ويُكفَر بكل ما يُعبَد من دونه ،

وأما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء

من الصلاة والصوم ونحوها مالا يفرض على الآخرين ،

ويحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين ،

امتحانا من الله تعالى

{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } .

أبو فراس السليماني
2015-12-17, 09:32 PM
[ 89 ]



س : ما الدليل على اتفاقهم في أصل العبادة المذكورة ؟


جـ : الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين

مجمل ومفصل .

أما المجمل فمثل قوله تعالى :


{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا
أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ
وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } ،


وقوله تعالى :

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ

إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ

أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا
فَاعْبُدُونِ } ،


وقوله تعالى :

{ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا

أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } . الآيات ،


وأما المفصل فمثل قوله تعالى :


{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ

فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،


{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا

قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،


{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا

قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،


{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا

قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،


{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ

إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي } ،


وقال موسى :

{ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا } ،


{ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ

اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ

إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ

فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ } ،


{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ

وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } .

وغيرها من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 07:47 AM
[ 90 ]




س : ما دليل اختلاف شرائعهم

في فروعها من الحلال والحرام ؟





جـ : قول الله عز وجل :




{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً

وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ

فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ } .




قال ابن عباس رضي الله عنهما :




( شرعة ومنهاجا ) : سبيلا وسنة .




ومثله قال مجاهد وعكرمة والحسن البصري

وقتادة والضحاك والسدي وأبو إسحاق السبيعي ،




وفي صحيح البخاري :




قال النبي صلى الله عليه وسلم :




« نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ، ديننا واحد » (1) .



يعني بذلك التوحيد
الذي بعث الله به كل رسول أرسله




وضمنه كل كتاب أنزله ،




وأما الشرائع

فمختلفة في الأوامر والنواهي والحلال والحرام




{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } .




==================
(1) رواه البخاري ( 3443 ) ، ومسلم ( الفضائل / 143 ، 144 ، 145 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 08:44 AM
[ 91 ]




س : هل قص الله جميع الرسل في القرآن ؟




جـ : قد قص الله علينا من أنبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة ،



ثم قال تعالى :



{ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ

وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ } .




فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل ،



وإجمالا فيما أجمل .

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 01:21 PM
[ 92 ]



س : كم سمى منهم في القرآن ؟




جـ : سمى منهم فيه آدم ونوح وإدريس



وهود وصالح وإبراهيم وإسماعيل



وإسحاق ويعقوب ويوسف ولوط



وشعيب ويونس وموسى وهارون



وإلياس وزكريا ويحيى واليسع



وذا الكفل وداود وسليمان وأيوب ،



وذكر الأسباط جملة ،



وعيسى ومحمد
صلى الله عليه وسلم
وعليهم أجمعين .

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 04:30 PM
[ 93 ]




س : من هم أولو العزم من الرسل ؟




جـ : هم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفرادهم



في موضعين من كتابه :



الموضع الأول :



في سورة الأحزاب - وهو قوله تعالى :



{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ



وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ } . الآية ،




الموضع الثاني :

في سورة الشورى وهو قوله تعالى :




{ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ

مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ



وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى



أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } . الآية .

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 04:59 PM
[ 94 ]




س : من أول الرسل ؟




جـ : أولهم بعد الاختلاف نوح عليه السلام ،




كما قال تعالى :




{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ

كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ } ،




وقال تعالى :



{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ

وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 05:52 PM
[ 95 ]



س : متى كان الاختلاف ؟




جـ : قال ابن عباس رضي الله عنهما :




كان بين نوح وآدم عشرة قرون



كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا ،



" فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين " (1) .




==================
(1) ( صحيح ) ، رواه الحاكم ( 2 / 546 ، 547 ) ،
وقال : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ،
والألباني في كتابه « تحذير الساجد ».

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 08:33 PM
[ 96 ]




س : من هو خاتم النبيين ؟



جـ : خاتم النبيين
محمد
صلى الله عليه وسلم .

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 10:29 PM
[ 97 ]



س : ما الدليل على ذلك ؟




جـ : قال الله تعالى :


{ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ

وَلَكِنْ
رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :




« إنه سيكون بعدي كذابون ثلاثون

كلهم يدعي أنه نبي

وأنا خاتم النبيين

ولا نبي بعدي » (1) .




وفي الصحيح قوله لعلي رضي الله عنه :



« ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى




إلا أنه لا نبي بعدي » (2) .




وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال :




« وأنا خاتم النبيين

ولا نبي بعدي » (3) .




وغير ذلك كثير .




==================
(1) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 5 / 278 ) ، وأبو داود ( 4252 ) ،


والترمذي ( 2219 ) قال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ،
وقد صححه الألباني وسكت عنه الإمام أبو داود ،
وفي مسلم : « لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون
قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله ) . ( الفتن / 84 ) .


(2) رواه البخاري ( 3706 ، 4416 ) ،
ومسلم ( فضائل الصحابة / 31 ) ،
وأحمد ( 1 / 182 ، 184 ، 3 / 32 ) ،
والترمذي ( 3724 ، 3731 ) .


(3) رواه البخاري ( 3535 ) ، ومسلم ( الفضائل / 22 ) ،

وأحمد ( 2 / 398 ) .