تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثمرات التوحيد



الصفحات : 1 [2] 3 4 5 6 7

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 11:00 PM
[ 98 ]




س : بماذا اختص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم



عن غيره من الأنبياء ؟




جـ : له صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة

قد أُفردت بالتصنيف

منها :

كونه خاتم النبيين كما ذكرنا ،




ومنها :

كونه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم




كما فسر به قوله تعالى :



{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ

مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :



« أنا سيد ولد آدم ولا فخر » (1) ،




ومنها :

بعثته صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة جنهم وإنسهم




كما قال تعالى :




{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } . الآية ،



وقال تعالى :




{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا } ،




وقال صلى الله عليه وسلم :



« أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي :



نصرت بالرعب مسيرة شهر ،

وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ،




فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ،



وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ،



وأعطيت الشفاعة ،



وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ،



وبعثت إلى الناس عامة » (2) ،




وقال صلى الله عليه وسلم :



« والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة

يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به

إلا كان من أصحاب النار » (3) .




وله صلى الله عليه وسلم من الخصائص

غير ما ذكرنا فتتبعها من النصوص .




==================
(1) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 1 / 281 ، 282 ، 295 ) ،
والترمذي ( 3615 ) ، وابن ماجه ( 4308 ) ،
وأبو يعلى ( 7 / 4305 ) ، وابن حبان ( 2127 ) ،
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وقد صححه الشيخ الألباني ،
وفي مسلم : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة « ( الفضائل / 2278 ) .

(2) رواه البخاري ( 438 ، 3122 ) ، ومسلم ( مساجد / 3 ) .
(3) رواه مسلم ( الإيمان / 240 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 11:06 PM
[ 99 ]




س : ما هي معجزات الأنبياء ؟




جـ : المعجزات هي أمر خارق للعادة

مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة ،

وهي إما حسية

تشاهد بالبصر أو تسمع

كخروج الناقة من الصخرة ،

وانقلاب العصا حية ،

وكلام الجمادات ، ونحو ذلك ،

وإما معنوية

تشاهد بالبصيرة كمعجزة القرآن ،

وقد أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم من ( كل ذلك ) ،

فما من معجزة كانت لنبي

إلا وله صلى الله عليه وسلم أعظم منها في بابها ،

فمن المحسوسات :

انشقاق القمر ، وحنين الجذع ،

ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة ،

وكلام الذراع ، وتسبيح الطعام ،

وغير ذلك مما تواترت به الأخبار الصحيحة

ولكنها كغيرها من معجزات الأنبياء

التي انقرضت بانقراض أعصارهم ولم يبق إلا ذكرها ،

وإنما المعجزة الباقية الخالدة
هي هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه

و { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ

تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-18, 11:14 PM
[ 100 ]





س : ما دليل إعجاز القرآن ؟




جـ : الدليل على ذلك نزوله في أكثر من عشرين سنة




متحديا به أفصح الخلق وأقدرها على الكلام




وأبلغها منطقا وأعلاها بيانا قائلا :






{ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ } ،




{ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } ،






{ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ } ،







فلم يفعلوا ولم يروموا ذلك

مع شدة حرصهم على رده بكل ممكن




مع كون حروفه وكلماته

من جنس كلامهم الذي به يتحاورون ،




وفي مجاله يتسابقون ويتفاخرون ،



ثم نادى عليهم ببيان عجزهم وظهور إعجازه






{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ

عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ

لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ

وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }،





وقال صلى الله عليه وسلم :




« ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات

ما مثله آمن عليه البشر ،

وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي

فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة » (1)،






وقد صنف الناس في وجوه إعجاز القرآن

من جهة الألفاظ والمعاني

والأخبار الماضية والآتية من المغيبات

وما بلغوا من ذلك

إلا كما يأخذ العصفور بمنقاره من البحر .



==================
(1) رواه البخاري ( 4981 ، 7274 ) ، ومسلم ( الإيمان / 239 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-19, 12:00 AM
[ 101 ]



س : ما دليل الإيمان باليوم الآخر ؟




جـ : قال الله تعالى :




{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا



وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ



أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ،




وقال الله تعالى :



{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ } ،




وقال الله تعالى :



{ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا } ،




إلى غير ذلك من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-19, 01:31 AM
[ 102 ]



س : ما معنى الإيمان باليوم الآخر



وما الذي يدخل فيه ؟




جـ : معناه



التصديق الجازم بإتيانه لا محالة ،

والعمل بموجب ذلك .




ويدخل في ذلك الإيمان بأشراط الساعة وأماراتها



التي تكون قبلها لا محالة .



وبالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه



وبالنفخ في الصور وخروج الخلائق من القبور



وما في موقف القيامة من الأهوال والأفزاع




وتفاصيل المحشر :

نشر الصحف ، ووضع الموازين ،



وبالصراط والحوض ، والشفاعة وغيرها ،



وبالجنة ونعيمها

الذي أعلاه النظر إلى وجه الله عز وجل ،



وبالنار وعذابها

الذي أشده حجبهم عن ربهم عز وجل .

أبو فراس السليماني
2015-12-19, 07:11 AM
[ 103 ]




س : هل يعلم أحد متى تكون الساعة ؟



جـ : مجيء الساعة من مفاتيح الغيب

التي استأثر الله تعالى بعلمها ،




كما قال تعالى :




{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ

وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا

وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } ،




وقال تعالى :




{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا

قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ

ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً } . الآية ،




وقال تعالى :




{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا

فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا } . الآيات ،




ولما « قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم :



فأخبرني عن الساعة . قال :



" ما المسئول عنها بأعلم من السائل » (1)




وذكر أماراتها وزاد في رواية :



« في خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى » ،




وتلا الآية السابقة .





==================
(1) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) ، ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-19, 10:51 AM
[ 104 ]




س : ما مثال أمارات الساعة من الكتاب ؟




جـ : مثل قوله تعالى :




{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ

أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ

لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ

أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } . الآية ،




وقوله تعالى :




{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ

تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } ،




وقوله تعالى :




{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ

وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ

وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ } . الآيات ،




وقوله تعالى :




{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ } . الآيات ،




وقوله تعالى :




{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ

إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } . الآيات

وغيرها .

أبو فراس السليماني
2015-12-19, 01:53 PM
[ 105 ]




س : ما مثال أمارات الساعة من السنة ؟




جـ : مثل أحاديث طلوع الشمس من مغربها ،




وأحاديث الدابة ،

وأحاديث الفتن كالدجال والملاحم ،




وأحاديث نزول عيسى ،

وخروج يأجوج ومأجوج ،




وأحاديث الدخان ،

وأحاديث الريح التي تقبض كل نفس مؤمنة ،




وأحاديث النار التي تظهر ،

وأحاديث الخسوف وغيرها .

أبو فراس السليماني
2015-12-19, 08:33 PM
[ 106 ]





س : ما دليل الإيمان بالموت ؟




جـ : قال الله تعالى :




{ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ

ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } ،


وقال تعالى :




{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ

وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ،


وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :




{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } ،


وقال تعالى :




{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ

أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } ،


وقال تعالى :




{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ

وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } ،


وقال تعالى :




{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } ،


قال تعالى :




{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } .




وغير ذلك من الآيات ،

وفيه من الأحاديث ما لا يحصى ،




والأمر مشاهد لا يجهله أحد



وليس فيه شك ولا تردد ، ولكن عناد واستكبار






ولا يعمل على موجب إيمانه به وبما بعده

إلا عباد الله المخلصون ،

ونؤمن أن كل من مات أو قتل أو بأي سبب كان




إن ذلك بأجله لم ينقص منه شيئا ،


قال الله تعالى :




{ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى } ،


وقال تعالى :




{ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ

لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-19, 09:21 PM
[ 107 ]

س : ما دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من الكتاب ؟




جـ : قال الله تعالى :




{ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا




وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ،




وقال تعالى :




{ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ




النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ
أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } ،




وقال تعالى :




{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا

بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } . الآية ،




وقال تعالى :




{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ

وَالْمَلَائِكَة ُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ

الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ } ،




وقال تعالى :




{ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } ،




وغير ذلك من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-19, 09:51 PM
[ 108 ]




س : ما دليل ذلك من السنة ؟




جـ : الأحاديث الصحيحة في ذلك بلغت مبلغ التواتر ،




فمنها حديث أنس رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :




« إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه

وإنه ليسمع قرع نعالهم ،
أتاه ملكان فيقعدانه

فيقولان :




ما كنت تقول في هذا الرجل
محمد صلى الله عليه وسلم ؟




فأما المؤمن فيقول :

أشهد أنه عبد الله ورسوله .




فيقال له :

انظر إلى مقعدك من النار
قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة .

فيراهما جميعا »




- قال قتادة :




وذُكر لنا أنه يفسح في قبره ،




ثم رجع إلى حديث أنس - قال :




« وأما المنافق والكافر فيقال له :

ما كنت تقول في هذا الرجل ؟




فيقول :




لا أدري ،
كنت أقول ما يقول الناس .




فيقال :




لا دريت ولا تليت .

ويضرب بمطارق من حديد ضربة

فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين » (1) .




وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :




« إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي

إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ،

وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ،

فيقال :
هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة » (2) .




وحديث القبرين وفيه :

« إنهما ليعذبان » (3) .


وحديث أبي أيوب رضي الله عنه قال :




« خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس ،

فسمع صوتا فقال :

" يهود تعذب في قبورها » (4) .




وحديث أسماء :




« قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا

فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء ،

فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة » (5) ،




وقالت عائشة رضي الله عنها :




« ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدُ

صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر » (6) .




« وفي قصة الكسوف وأمرهم صلى الله عليه وسلم




« أن يتعوذوا من عذاب القبر » (7) .




وكل هذه الأحاديث في الصحيح ،

وقد سقنا منها نحو ستين حديثا من طرق ثابتة

عن الجماعة من الصحابة يرفعونها

في شرحنا على ( السُلَّم )
فليراجع .




==================


(1) رواه البخاري ( 1338 ، 1374 ) ، ومسلم ( الجنة / 3231 ) .


(2) رواه البخاري ( 1379 ، 3240 ) ، ومسلم ( الجنة / 65 ، 66 ) .


(3) رواه البخاري ( 216 ، 218 ) ، ومسلم ( الطهارة / 111 ) .
(4) رواه البخاري ( 1375 ) ، ومسلم ( الجنة / 69 ) .
(5) رواه البخاري ( 1373 ) .


(6) رواه البخاري ( 1372 ) ، ومسلم ( مساجد / 125 ، 126 ) .


(7) رواه البخاري ( 1050 ) ، ومسلم ( الكسوف / 8 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 03:33 AM
[ 109 ]




س : ما دليل البعث من القبور ؟




جـ : قول الله تعالى :




{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ



فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ



ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ



وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى }




إلى قوله :



{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ

وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى




وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا




وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ } ،




وقوله تعالى :



{ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ

وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } ،




وقوله تعالى :



{ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } ،




وقوله تعالى :



{ وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا



أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ

وَلَمْ يَكُ شَيْئًا } . الآيات ،





وقوله :



{ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ



وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ



يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ



قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ } ،

إلى آخر السورة ،




وقوله تعالى :



{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ



وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى



بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ،

إلى آخر السورة ،




وقوله تعالى :



{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً



فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ



إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .



وغيرها من الآيات ،




وكثيرا ما يضرب الله تعالى لذلك مثلا بإحيائه الأرض بالماء



فتصبح تهتز مخضرة بالنبات بعد موتها بالجدب

إذ كانت قبل هامدة ،





بذلك ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل



في حديث العقيلي الطويل حيث قال :




« ولعمر إلهك ما يدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت



إلا شقت القبر عنه حتى تجعله من عند رأسه فيستوى جالسا ،



فيقول : ربك ( مهيم ) ؟ لما كان فيه .



يقول : رب ، أمس اليوم .

ولعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله .





فقلت : يا رسول الله كيف يجمعنا بعدما



تمزقنا الرياح والبلى والسباع ؟




قال : أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله ،

الأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية فقلت :




لا تحيا أبدا .

ثم أرسل ربك عز وجل عليها السماء

فلم تلبث عليك إلا أياما

حتى أشرفت عليها وهي بشرية واحدة ،




ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء

على أن يجمع نبات الأرض ،

فيخرجون من الأصواء من مصارعهم » (1) . الحديث ،




وغيره كثير .




==================


(1) ( ضعيف ) رواه أحمد ( 4 / 13 ، 14 ) في زوائده ،
قال الهيثمي في المجمع ( 10 / 338 ) :
رواه عبد الله والطبراني بنحوه ، وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل ورجالها ثقات ،
والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط : أن لقيطا . ا هـ .

قال الشيخ البنا في الفتح الرباني ( 24 / 107 ) :
وأورده الحاكم في المستدرك عن طريق يعقوب بن عيسى بنحوه ،
وقال : هذا حديث جامع في الباب ، صحيح الإسناد ، كلهم مدنيون ولم يخرجاه .

وقال الذهبي يعقوب بن عيسى بن عيسى الزهري : ضعيف . ا هـ .

وفي سند أحمد دلهم بن الأسود وعبد الرحمن بن عياش ،
قال الذهبي عن دلهم : لا يعرف .
وقال الحافظ في التقريب : مقبول . وقال أيضا عن عبد الرحمن : مقبول .
قال الألباني عن أبي دلهم وجده : إنهما مجهولان .
وضعف إسناد الحديث بذلك .
( ظلال الجنة 1 / 231 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 04:06 AM
[ 110 ]





س : ما حكم من كذب البعث ؟




جـ : هو كافر بالله عز وجل وبكتبه ورسله




قال الله تعالى :

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا

أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ } ،




وقال تعالى :




{ وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ

أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ

أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ

وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ

وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ،




وقال تعالى :



{ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا

قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ

وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } ،



وغيرها من الآيات ،



وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :



« قال الله تعالى

( كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ،

وشتمني ولم يكن له ذلك ،

فأما تكذيبه إياي فقوله :

لن يعيدني كما بدأني ،

وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ،




وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ،



وأنا الأحد الصمد
لم ألد ولم أولد
ولم يكن لي كفوا أحد » (1) .



==================



(1) رواه البخاري ( 4974 ، 3193 ) ، وأحمد ( 2 / 317 ، 350 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 07:44 AM
[ 111 ]





س : ما دليل النفخ في الصور
وكم نفخات ينفخ فيه ؟




ج : قال الله تعالى :




{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ
ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى
فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ } ،




ففي هذه الآية ذكر نفختين الأولى للصعق والثانية للبعث ،




وقال تعالى :




{ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ
فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } . الآية ،




فمن فسر الفزع في هذه الآية بالصعق
فهي النفخة الأولى المذكورة في آية الزمر ،





ويؤيده حديث مسلم وفيه :



« ثم ينفخ في الصور
فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا (1)




- قال :
وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله -
قال - فيصعق ويصعق الناس ،



ثم يرسل الله ،
أو قال : ينزل الله مطرا كأنه الطل ،
أو قال : الظل ،

- شعبة الشاك -




فتنبت منه أجساد الناس ،
ثم ينفخ فيه مرة أخرى فإذا هم قيام ينظرون » . الحديث ،




ومن فسر الفزع بدون الصعق
فهي نفخة ثالثة متقدمة على النفختين ،




ويؤيده ما في حديث الصور الطويل ،
فإن فيه ذكر ثلاث نفخات :



نفخة الفزع ،
ونفخة الصعق ،
ونفخة القيام لرب العالمين .



==================
(1) رواه مسلم ( الفتن / 116 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 10:27 AM
[ 112 ]





س : كيف صفة الحشر من الكتاب ؟




جـ : في صفته آيات كثيرة ،
منها قوله تعالى :




{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى
كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } . الآية ،




وقوله تعالى :



{ وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } . الآيات ،




وقوله تعالى :



{ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا } . الآيات ،




وقوله تعالى :



{ وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً

فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ

وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ

وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } . الآيات ،




وقوله تعالى :



{ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ

وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ
فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا } ،




وهو نقل الأقدام إلى المحشر . كأخفاف الإبل ،




وقوله تعالى :



{ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي

وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ

وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ } ،




وغير ذلك من الآيات كثير .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 03:35 PM
[ 113 ]





س : كيف صفته من السنة ؟




جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم :




« يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين ،

واثنان على بعير ،
وثلاثة على بعير ،

وأربعة على بعير ،
وعشرة على بعير ،

وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا ،

وتصبح معهم حيث أصبحوا ،
وتمسى معهم حيث أمسوا » (1) .





وعن أنس بن مالك رضي الله عنه




« أن رجلا قال :

يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه ؟

قال :

" أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا

قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة » (2) ،




وقال صلى الله عليه وسلم :



« إنكم محشورون حفاة عراة غرلا



{ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } . الآية ،




وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم » (3) . الحديث ،




« وقالت عائشة رضي الله عنها في ذلك :

يا رسول الله ،

الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض .

فقال :

" الأمر أشد من أن يهمهم ذلك » (4) .




==================
(1) رواه البخاري ( 6522 ) ، ومسلم ( الجنة / 59 ) .
(2) رواه البخاري ( 6523 ) ، ومسلم ( المنافقين / 54 ) .
(3) رواه البخاري ( 6524 ، 6525 ، 6526 ) ، ومسلم ( الجنة / 57 ، 58 ) .
(4) رواه البخاري ( 6527 ) ، ومسلم ( الجنة / 56 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 04:42 PM
[ 114 ]




س : كيف صفة الموقف من الكتاب ؟




جـ : قال الله تعالى :




{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ

إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ

مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ

لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُم هَوَاءٌ } . الآيات ،




وقال الله تعالى :




{ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَة ُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ

إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } . الآيات ،




وقال تعالى :




{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ

إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ

مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } . الآيات ،




وقال تعالى :




{ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } . الآيات ،




وقال تعالى :




{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ } . الآيات ،




وغير ذلك كثير .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 06:32 PM
[ 115 ]


س : كيف صفة الموقف من السنة ؟

جـ : فيها أحاديث كثيرة منها :

عن ابن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم :

«{ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } ،
قال :
" يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه » (1) .

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال :
« يعرق الناس يوم القيامة
حتى يذهب عرقهم في الأرض
سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم » (2) .


وهذه في الصحيح ،

وغيرها كثير .



==================
(1) رواه البخاري ( 6531 ، 4939 ) ، ومسلم ( الجنة / 60 ) .
(2) رواه البخاري ( 6532 ) ، ومسلم ( الجنة / 61 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 06:56 PM
[ 116 ]


س : كيف صفة العرض والحساب من الكتاب ؟


جـ : قال تعالى :

{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ } . الآيات ،

وقال تعالى :

{ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا

لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } . الآيات ،

وقال تعالى :

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا
مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا
فَهُمْ يُوزَعُونَ

حَتَّى إِذَا جَاءُوا
قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا
أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا

فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ } ،


وقال تعالى :

{ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ

وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } ،


وقال تعالى :

{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ
عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ،


وقال تعالى:

{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } . الآيات ،


وغيرها كثيرة .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 08:16 PM
[ 117 ]

س : كيف صفة ذلك من السنة ؟

جـ : فيه أحاديث كثيرة ،
منها قوله صلى الله عليه وسلم :

« من نوقش الحساب عُذِّب » .

« قالت عائشة رضي الله عنها :
أليس يقول الله تعالى :

{ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } ؟

قال : " ذلك العرض » (1) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له :
أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا
أكنت تفتدي به ؟

فيقول : نعم .

فيقال : قد سئلت ما هو أيسر من ذلك »

- وفي رواية :
« فقد سألتك ما هو أهون من هذا
وأنت في صلب آدم
أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك » (2) .

وقال صلى الله عليه وسلم :

« وما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ،
فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله ،
وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ،
وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ،
فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة » ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« يدنو أحدكم - يعني المؤمنين - من ربه

حتى يضع كنفه عليه فيقول :

أعملت كذا وكذا ؟

فيقول : نعم .

ويقول : عملت كذا وكذا ؟

فيقول : نعم ،

فيقرره ،

ثم يقول :

إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم » (3) ،

وغير ذلك من الأحاديث .





==================
(1) رواه البخاري ( 6536 ، 6537 ) ، ومسلم ( الجنة / 79 ، 80 ) .
(2) رواه البخاري ( 1413 ، 1417 ) ، ومسلم ( الزكاة / 67 )

(3) رواه البخاري ( 2441 ، 4685 ) ، ومسلم ( التوبة / 52 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 10:17 PM
[ 118 ]

س : كيف صفة نشر الصحف من الكتاب ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } ،

وقال تعالى :

{ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } ،

وقال تعالى :

{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ
وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا
مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً
إِلَّا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا
وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } ،

وقال تعالى :

{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ }

إلى قوله : { الْخَاطِئُونَ } ،

وفي آية الانشقاق :

{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } ،

وقال :

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } ،

فهذا يدل على أن من يؤتى كتابه بيمينه
يؤتاه من أمامه ،

ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه
من وراء ظهره ،

والعياذ بالله عز وجل .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 10:26 PM
[ 119 ]




س : ما دليل ذلك من السنة ؟





جـ : فيه أحاديث كثيرة منها :

قوله صلى الله عليه وسلم :

« يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه
فيقرره بذنوبه ،
تعرف ذنب كذا ؟

يقول : أعرف ،
يقول : رب أعرف
مرتين ،

فيقول :
سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ،
ثم تطوى صحيفة حسناته ،

وأما الآخرون أو الكفار
فينادى عليهم على رؤوس الأشهاد :

{ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ } ،

وقالت عائشة رضي الله عنها :
قلت يا رسول الله ،
هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة ؟

قال : " يا عائشة أما عند ثلاث فلا ،
أما عند الميزان
حتى يثقل أو يخف فلا ،

وأما عند تطاير الكتب
إما يعطى بيمينه وإما يعطى بشماله فلا ،

وحين يخرج عنق من النار » (1) .

الحديث بطوله رواه أحمد وأبو داود ،

وغير ذلك من الأحاديث .





==================
(1) ( حسن ) رواه أحمد ( 6 / 110 ) ، واللفظ له ، وفي سنده ابن لهيعة ،

وقال الهيثمي في المجمع : قلت عند أبي داود طرف منه - رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف ،
وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح ،
وقال الزبيدي بعد سرد الحديث :
إسناده ثقات سوى ابن لهيعة . ا هـ ( إتحاف 10 / 473 ) ،

ورواه أبو داود ( 4755 ) ، والحاكم ( 4 / 578 ) ،


قال العراقي : رواه أبو داود من رواية الحسن عنها ، ثم قال : وإسناده جيد . ا هـ ( إتحاف 10 / 473 ) ،
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة ،
على أنه قد صحت الروايات أن الحسن كان يدخل وهو صبي منزل عائشة رضي الله عنها وأم سلمة ،
ووافقه على ما قال الذهبي . وقد سكت عنه الإمام أبو داود ،
وضعفه الألباني ، وسكت عنه المزي .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 10:52 PM
[ 120 ]

س : ما دليل الميزان من الكتاب
وكيف صفة الوزن ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ
فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا

وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا
وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } ،

وقال تعالى :

{ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ
بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } ،

وقال تعالى في الكافرين :

{ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } ،

وغير ذلك من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 11:13 PM
[ 121 ]




س : ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟




جـ : فيه أحاديث كثيرة ،



منها حديث البطاقة التي فيها الشهادتان ،
وأنها ترجح بتسعين سجلا (1) من السيئات ،
كل سجل منها مدى البصر ،




ومنها

قوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود رضي الله عنه :

« أتعجبون من دقة ساقيه ،

والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد » (2) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« إنه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة

لا يزن عند الله جناح بعوضة "

- وقال - : " اقرءوا " :

{ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا }» (3) ،

وغير ذلك من الأحاديث .




==================
(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 213 ) ، والترمذي ( 2639 ) ، وابن ماجه ( 4300 ) ،
والحاكم ( 1 / 6 ) ، والبغوي في شرح السنة ( 15 / 133 ، 134 ) ، قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ،
وقد صححه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو صحيح على شرط مسلم ،
وتعقبه الذهبي : ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفردا بل بانضمامه إلى غيره . ا هـ .

(2) ( حسن ) رواه أحمد ( 1 / 420 ، 421 ) ، وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح ،
ورواه أبو يعلى ( 9 / 5310 ) ، وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة ،
قال الهيثمي في المجمع ( 9 / 289 ) :
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق ( وذكر بعض ألفاظه )
وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود ، وهو حسن الحديث على ضعفه ،
وبقية رجال أحمد وأبو يعلى رجال الصحيح . ا هـ .

(3) رواه البخاري ( 4729 ) ، ومسلم ( الجنة والنار / 18 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-20, 11:32 PM
[ 122 ]

س : ما دليل الصراط من الكتاب ؟

جـ : قال الله عز وجل :

{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا
كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا
وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } ،

وقال تعالى :

{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ

يَسْعَى نُورُهُمْ
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبأيمانِهم } . الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 08:09 AM
[ 123 ]




س : ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟




جـ : فيه أحاديث كثيرة منها :

قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة :



« يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم » ،

قلنا : يا رسول الله وما الجسر ؟
قال :

« مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب

وحسكة مفلطحة لها شوكة عُقيفاء تكون بنجد ،

يقال لها السعدان ،

يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح

وكأجاويد الخيل والركاب ،

فناج مسلَّم ، وناج مخدوش ،

ومكدوس في نار جهنم ،

حتى يمر آخرهم يسحب سحبا » (1) .

الحديث في الصحيح ،

وقال أبو سعيد رضي الله عنه :

بلغني أن الجسر أدق من الشّعرة

وأحد من السيف " (2) .



==================

(1) رواه البخاري ( 7439 ) ، ومسلم ( الإيمان / 302 ) .
(2) رواه مسلم ( الإيمان / 302 ) ، وأحمد ( 6 / 110 ) عن عائشة .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 09:45 AM
[ 124 ]

س : ما دليل القصاص من الكتاب ؟




جـ : قال الله تعالى :

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً
يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا } ،

وقال تعالى :

{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ }

إلى قوله :
{ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ } . الآيات ،

وقوله تعالى :

{ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } . الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 10:52 AM
[ 125 ]

س : ما دليل القصاص وصفته من السنة ؟



جـ : فيه أحاديث كثيرة

منها قوله صلى الله عليه وسلم :
« أول ما يقضى بين الناس في الدماء » (1) ،

وقوله صلى الله عليه وسلم :

« من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه اليوم
فإنه ليس ثم دينار ولا درهم
من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته ،
فإن لم يكن له حسنات
أُخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه » (2) .

وقوله صلى الله عليه وسلم :

« يخلص المؤمنون من النار
فيُحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ،
حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة » (3) ،

كلها في الصحيح ، وغيرها كثير .


==================
(1) رواه البخاري ( 6864 ) ، ومسلم ( القسامة / 28 ) .
(2) رواه البخاري ( 6534 ، 2449 ) .
(3) رواه البخاري ( 6535 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 12:34 PM
[ 126 ]

س : ما دليل الحوض من الكتاب ؟

جـ : قال الله عز وجل لنبيه محمد
صلى الله عليه وسلم :

{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } . السورة .


[ 127 ]

س : ما دليل وصفته من السنة ؟

جـ : فيه أحاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر منها :




قوله صلى الله عليه وسلم :

« أنا فرطكم على الحوض » (1) ،

وقوله صلى الله عليه وسلم :

« إني فرط لكم وإني شهيد عليكم ،
وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن » (2) ،

وقوله صلى الله عليه وسلم :

« حوضي مسيرة شهر ،
ماؤه أبيض من اللبن ،
وريحه أطيب من المسك ،
وكيزانه كنجوم السماء ،
من شرب منه فلا يظمأ أبدا » (3) ،

وقوله صلى الله عليه وسلم :

« أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ،
فقلت : ما هذا يا جبريل ؟
قال : هذا الكوثر » (4) .

وغير ذلك من الأحاديث فيه كثيرة .




==================
(1) رواه البخاري ( 6575 ، 6576 ، 6573 ) ،
ومسلم ( الفضائل / 25 ، 26 ، 32 ) .
(2) رواه البخاري ( 1344 ، 4085 ) .
(3) رواه البخاري ( 6579 ) ، ومسلم ( الفضائل / 27 ) .
(4) رواه البخاري ( 4964 ، 6581 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 02:59 PM
[ 128 ]

س : ما دليل الإيمان بالجنة والنار ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ

أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ

وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } . الآية ،

وغيرها ما لا يحصى .

وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم

في صلاة الليل :

« ولك الحمد ،

أنت الحق ووعدك الحق ،

ولقاؤك حق ،

وقولك حق ،

والجنة حق ،

والنار حق ،

والنبيون حق ،

ومحمد صلى الله عليه وسلم حق ،

والساعة حق » (1) . الحديث ،

وقوله صلى الله عليه وسلم :

« من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،

وأن محمدا عبده ورسوله ،

وأن عيسى عبد الله ورسوله ،

وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ،

والجنة حق والنار حق ،

أدخله الله الجنة

على ما كان من العمل » (2) . أخرجاه ،

وفي رواية :

« من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء » .




==================


(1) رواه البخاري ( 1120 ) ، ومسلم ( مسافرين / 199 ) .

(2) رواه البخاري ( 3435 ) ، ومسلم ( الإيمان / 46 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 04:04 PM
[ 129 ]

س : ما معنى الإيمان بالجنة والنار ؟

جـ : معناه التصديق الجازم بوجودهما

وأنهما مخلوقتان الآن ،

وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما

لا تفنيان أبدا ،

ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه

هذه من النعيم

وتلك من العذاب .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 04:27 PM
[ 130 ]

س : ما الدليل على وجودهما الآن ؟

جـ : أخبرنا الله عز وجل أنهما معدتان ،

فقال في الجنة :

{ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } ،

وقال في النار :

{ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } ،

وأخبرنا أنه تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة

قبل أكلهما من الشجرة ،

وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

«اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ،

واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء » (1) . الحديث ،

وتقدم في فتنة عذاب القبر :

« إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده » (2) الحديث ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« أبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم » (3) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت :

ربي أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين :

نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ،

فأشد ما تجدون من الحر ،

وأشد ما تجدون من الزمهرير » (4) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء » (5) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

«لما خلق الله الجنة والنار

أرسل جبريل إلى الجنة فقال : اذهب فانظر إليها » (6) . الحديث ،

وقد عرضتا عليه صلى الله عليه وسلم

في مقامه يوم كسفت الشمس

وعرضت عليه ليلة الإسراء ،

وفي ذلك من الأحاديث الصحيحة

ما لا يحصى .




==================
(1) رواه البخاري ( 3241 ) ، 5198 ) .
(2) رواه البخاري ( 1379 ) ، ومسلم ( الجنة / 65 ، 66 ) .
(3) رواه البخاري ( 533 ، 534 ، 535 ) ، ومسلم ( مساجد / 180 ، 184 ، 186 ) .


(4) رواه البخاري ( 537 ، 3260 ) ، ومسلم ( مساجد 185 ، 186 ) .



(5) رواه البخاري ( 3261 ، 3262 ، 3263 ) ، ومسلم ( السلام / 78 ، 79 ، 80 ) .


(6) ( إسناده حسن ، وهو صحيح لغيره ) رواه النسائي ( 3763 ) ، وأحمد ( 2 / 332 ، 334 ، 354 ) ،
وأبو داود ( 4744 ) وسكت عنه ، والترمذي ( 2560 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ،
ورواه الحاكم ( 1 / 27 ) ، وقال الألباني : حسن صحيح ،


وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 04:53 PM
[ 131 ]


س : ما الدليل على بقائهما لا تفنيان أبدا ؟


جـ : قال الله تعالى في الجنة :

{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ،

وقال تعالى :

{ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ } ،

وقال تعالى فيها :

{ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } ،

وقال تعالى :

{ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ } ،

وقال تعالى :

{ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ } ،

وقال تعالى :

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ }

إلى قوله : { لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى } ،

وغيرها من الآيات ،

فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها ،
وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها ،

وكذلك النار قال تعالى فيها :

{ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } ،

وقال تعالى :

{ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا } ،

وقال تعالى :

{ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } ،

وقال تعالى :

{ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } ،

وقال تعالى :

{ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } ،

وقال تعالى :

{ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا } ،

وقال تعالى :

{ إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا } ،

وغير ذلك من الآيات ،

فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها
أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها ،
أنهم خالدون فيها أبدا ،

فنفى تعالى خروجهم منها

بقوله : { وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } ،

ونفى انقطاعها عنهم بقوله :

{ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } ،

ونفى فناءهم فيها بقوله :

{ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا } ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« أما أهل النار الذين هم أهلها
فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون » (1) . الحديث ،


وقال صلى الله عليه وسلم :

« إذا صار أهل الجنة إلى الجنة
وأهل النار إلى النار
جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار
ثم يذبح
ثم ينادي منادٍ :
يا أهل الجنة لا موت ،
يا أهل النار لا موت ،
فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ،
ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم » (2) ،

وفي لفظ : كل خالد فيما هو فيه ،

وفي رواية « ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ

وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }» ، وهي في الصحيح ،

وفي ذلك أحاديث غير ما ذكرنا .



==================
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 306 ) .

(2) رواه البخاري ( 4730 ، 6548 ) ، ومسلم ( الجنة / 40 ، 43 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 04:57 PM
[ 132 ]

س : ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى
في الدار الآخرة ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } ،

وقال تعالى :

{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ،

وقال تعالى في الكفار :

{ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } ،

فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه ،

وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال :

« كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال :

" إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا ،

لا تضامون في رؤيته ،

فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس

وصلاة قبل غروبها فافعلوا » (1) ،

وقوله :

كما ترون هذا ،

أي كرؤيتكم هذا القمر ،

تشبيه للرؤية بالرؤية

لا للمرئي بالمرئي ،


كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي :

" ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله :

كأنه سلسلة على صفوان " (2) .

وهذا تشبيه للسماع بالسماع ،

لا للمسموع بالمسموع ،

تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه ،

وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم

أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه ،

وهو أعلم الخلق بالله عز وجل ،


وفي حديث صهيب عند مسلم :

« فيُكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم

من النظر إلى ربهم عز وجل » (3) ،

ثم تلا هذه الآية :

{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ،

وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحة
ذكرنا منها في شرح ( سلم الوصول )
خمسة وأربعين حديثا
عن أكثر من ثلاثين صحابيا .

ومن رد ذلك

فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله ،

وكان من الذين قال الله تعالى فيهم :

{ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } .


نسأل الله تعالى العفو والعافية ،

وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه

آمين .



==================
(1) رواه البخاري ( 554 ، 573 ، 4851 ) ومسلم ( مساجد / 211 ) .
(2) رواه البخاري ( 4701 ) .
(3) رواه مسلم ( الإيمان / 297 ، 298 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 05:01 PM
[ 133 ]

س : ما دليل الإيمان بالشفاعة ،

وممن تكون ،
ولمن تكون ،
ومتى تكون ؟

جـ : قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه

في مواضع كثيرة بقيود ثقيلة ،

وأخبرنا تعالى أنها ملك له

ليس لأحد فيها شيء ،

فقال تعالى :

{ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } .

فأما متى تكون ؟

فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه

كما قال تعالى :

{ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } ،

{ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ } ،

{ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا

إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } ،

{ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } .

وأما ممن تكون ؟

فكما أخبرنا تعالى أنه لا تكون إلا من بعد إذنه ،

أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار

كما قال تعالى :

{ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } ،

وقال :

{ لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا } .

وأما لمن تكون ؟

فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى

كما قال تعالى :

{ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } ،

{ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ
إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ
وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا } ،
وهو سبحانه لا يرتضي
إلا أهل التوحيد والإخلاص ،
وأما غيرهم

فقال تعالى :

{ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } ،

وقال تعالى عنهم :

{ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } ،

وقال تعالى فيهم :

{ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } ،

وقد « أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي الشفاعة ،

ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش

ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها ،

لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له :

ارفع رأسك
وقل يُسمع
وسل تُعط
واشفع تُشفع » (1) . الحديث ،

ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة

من أهل التوحيد دفعة واحدة ،

بل قال : « فيُحد لي حدا فأدخلهم الجنة » ،

ثم يرجع فيسجد كذلك
فيُحد له حدا
إلى آخر حديث الشفاعة ،

وقال له أبو هريرة رضي الله عنه :

من أسعد الناس بشفاعتك ؟

قال :

« من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه » (2) .




==================
(1) رواه البخاري ( 3340 ، 4476 ، 4712 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 322 ، 326 ) .


(2) رواه البخاري ( 99 ، 6570 ).

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 05:08 PM
[ 134 ]

س : كم أنواع الشفاعة

وما أعظمها ؟

جـ : أعظمها الشفاعة العظمى في موقف القيامة

في أن يأتي الله تعالى لفصل القضاء بين عباده

وهي خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،

وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل

كما قال تعالى :

{ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } ،

وذلك أن الناس إذا ضاق بهم الموقف وطال المقام

واشتد القلق وألجمهم العرق التمسوا الشفاعة

في أن يفصل الله بينهم

فيأتون آدم ثم نوح ثم إبراهيم

ثم موسى ثم عيسى بن مريم

وكلهم يقول نفسي نفسي

إلى أن ينتهوا إلى نبينا محمد

صلى الله عليه وسلم

فيقول :
« أنا لها » (1) ،

كما جاء مفصلا في الصحيحين وغيرهما .

الثانية : الشفاعة في استفتاح باب الجنة ،

وأول من يستفتح بابها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،

وأول من يدخلها من الأمم أمته .

الثالثة : الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها .

الرابعة : في من دخلها من أهل التوحيد أن يخرجوا منها

فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما ،

فيطرحون في نهر الحياة فينبتون

كما تنبت الحبة في حميل السيل .

الخامسة : الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة

وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا

صلى الله عليه وسلم

ولكنه هو المقدَّم فيها

ثم بعده الأنبياء والملائكة والأولياء والأفراط

يشفعون

ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار أقواما

بدون شفاعة

لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة .

السادسة : الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار ،

وهذه خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم

في عمه أبي طالب

كما في مسلم وغيره :

«ولا تزاد جهنم يلقى فيها وتقول :

هل من مزيد ؟

حتى يضع رب العزة فيها قدمه

فينزوي بعضها إلى بعض وتقول :

قط قط ، وعزتك ،

ويبقى في الجنة فضل عمّن دخلها

فينشئ الله تعالى أقواما فيدخلهم » (2) ،

وفي ذلك من النصوص ما لا يحصى

فمن شاءها وجدها من الكتاب والسنة .





==================
(1) رواه البخاري ( 3340 ) ، ومسلم ( الإيمان / 322 ، 326 ) .
(2) رواه البخاري ( 4848 ، 4849 ، 4850 ) ، ومسلم ( الجنة / 37 ، 38 ، 39 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 05:12 PM
[ 135 ]

س : هل يدخل الجنة أو ينجو من النار أحد بعمله ؟

جـ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« قاربوا وسددوا
واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله -

قالوا : يا رسول الله ولا أنت ؟

قال : ولا أنا
إلا أني يتغمدني الله برحمة منه وفضل » .

وفي رواية :

« سددوا وقاربوا وأبشروا
فأنه لن يدخل الجنة أحد عمله -

قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟

قال : ولا أنا
إلا أن يتغمدني الله منه برحمة
واعلموا أن أحب العمل إلى الله
أدومه وإن قل » (1) .




==================
(1) رواه البخاري ( 5673 ) ، ومسلم ( المنافقين / 71- 78 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 05:15 PM
[ 136 ]


س : ما الجمع بين هذا الحديث
وبين قوله تعالى :

{ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ
أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } .

جـ : لا منافاة بينهما بحمد الله

فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية

لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة ،

لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه ،

والمنفي في الحديث هي باء الثمنية ،

فإن العبد لو عُمِّر عمر الدنيا

وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها

لم يقابل كل عمله

عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة ،

فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة ،

{ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 11:32 PM
[ 137 ]

س : ما دليل الإيمان بالقدر جملة ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } ،




وقال تعالى :

{ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا } ،

وقال تعالى :

{ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا } ،

وقال تعالى :

{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } . الآية ،

وقال تعالى :

{ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ
فَبِإِذْنِ اللَّهِ } ،

وقال تعالى :

{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ

قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ

وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } ،

وغير ذلك من الآيات ،


وتقدم في حديث جبريل :

« وتؤمن بالقدر خيره وشره » (1) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك

وما أخطأك لم يكن ليصيبك » (2) ،


وقال صلى الله عليه وسلم :

« وإن أصابك شيء

فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا

ولكن قل قدر الله وما شاء فعل » (3) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« كل شيء بقدر حتى العجز والكيس » (4) ،

وغير ذلك من الأحاديث .




==================
(1) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) ، ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) .
(2) ( صحيح رواه أحمد ( 5 / 182 ، 183 ، 185 ، 189 ) ، وأبو داود ( 4699 ) ،
وابن ماجه ( 77 ) ، وسكت عنه الإمام أبو داود وقد صححه الألباني .
(3) رواه مسلم ( القدر / 34 ) ، وابن ماجه ( 79 ) .


(4) رواه مسلم ( القدر / 18 ) .


(http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcont ent&contentid=680)

أبو فراس السليماني
2015-12-21, 11:48 PM
[ 138 ]

س : كم مراتب الإيمان بالقدر ؟

جـ : الإيمان بالقدر على أربع مراتب :

المرتبة الأولى :

الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء
الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ،
وأنه تعالى قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم ،
وعلم أرزاقهم وآجالهم وأقوالهم وأعمالهم
وجميع حركاتهم وسكناتهم وأسرارهم وعلانيتهم
ومن هو منهم من أهل الجنة ومن هو منهم من أهل النار .

المرتبة الثانية :

الإيمان بكتابة ذلك ،
وأنه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه أنه كائن ،
وفي ضمن ذلك الإيمان باللوح والقلم .

المرتبة الثالثة :

الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة ،
وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون

ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن ؛
فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة
وما لم يشأ الله تعالى لم يكن
لعدم مشيئة الله إياه
لا لعدم قدرة الله عليه ،
تعالى الله عن ذلك وعز وجل :

{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ
فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ
إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا } .

المرتبة الرابعة :

الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء ،
وأنه ما من ذرة في السماوات ولا في الأرض
ولا فيما بينهما
إلا والله خالقها وخالق حركاتها وسكناتها سبحانه ،
لا خالق غيره ولا رب سواه .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 05:11 AM
[ 139 ]

س : ما دليل المرتبة الأولى وهي الإيمان بالعلم ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ } ،

وقال تعالى :

{ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } ،

وقال تعالى :

{ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ
فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ
وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ } ،

وقال تعالى :

{ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ
لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } . الآيات ،

وقال تعالى :

{ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } ،

وقال تعالى :

{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ } ،

وقال تعالى :

{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } ،

وقال تعالى :

{ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ } ،

وقال تعالى :

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً
قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } ،

وقال تعالى :

{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }

وفي الصحيح قال رجل :
« يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار ؟
قال : " نعم " .
قال : فلم يعمل العاملون ؟
قال : " كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له » (1) ،

« وفيه :
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين ؟

فقال : " الله أعلم بما كانوا عاملين » (2) ،

وفي مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« إن الله خلق للجنة أهلا
خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ،

وخلق للنار أهلا
خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم » (3) ،

وفيه : قال صلى الله عليه وسلم :

« إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس
وهو من أهل النار ،
وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس
وهو من أهل الجنة » (4) ،

وفيه : وقال صلى الله عليه وسلم :
« ما منكم من نفس
إلا وقد علم الله منزلها من الجنة والنار »

قالوا : يا رسول الله ،
فلم نعمل أفلا نتكل ،

قال : « لا
اعملوا فكل ميسر لما خلق له » (5) ،

ثم قرأ { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى }
- إلى قوله - { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } ،

وغير ذلك من الأحاديث .





==================
(1) رواه البخاري ( 6596 ، 7551 ) ، ومسلم ( القدر / 9 ) .
(2) رواه البخاري ( 1383 ) ، ومسلم ( القدر / 27 ، 28 ) .
(3) رواه مسلم ( القدر / 31 ) .
(4) رواه البخاري ( 2898 ، 4202 ، 4207 ) ، ومسلم ( الإيمان / 179 ) .
(5) رواه البخاري ( 1362 ، 4945 ، 4946 ) ، ومسلم ( القدر / 6 ، 7 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:08 AM
[ 140 ]

س : ما دليل المرتبة الثانية ،
وهي الإيمان بكتابة المقادير ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } ،

وقال تعالى :

{ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ } ،

وقال تعالى في محاجة موسى وفرعون :

{ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى
قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ
لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى } ،

وقال تعالى :

{ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ
وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ
إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } ،

وغير ذلك من الآيات .

وقال صلى الله عليه وسلم :

« ما من نفس منفوسة
إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار
وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة » (1) .
رواه مسلم ،

وفيه قال سراقة بن مالك بن جعشم :
يا رسول الله ،
بيِّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن ،
فيم العمل اليوم ؟
أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير
أم فيما نستقبل ؟

قال : «لا ،
بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير » ،

قال : ففيم العمل ؟

فقال : « اعملوا فكل ميسر »

- وفي رواية -
« كل عامل ميسر لعمله » (2) ،

وغير ذلك من الأحاديث .



==================
(1) هو رواية في الحديث السابق.



(2) رواه مسلم ( القدر / 8 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 11:41 AM
[ 141 ]

س : كم يدخل في هذه المرتبة من التقادير ؟





جـ : يدخل في ذلك خمسة من التقادير
كلها ترجع إلى العلم ،

التقدير الأول :

كتابة ذلك قبل خلق السماوات والأرض
بخمسين ألف سنة ،
عندما خلق الله القلم وهو التقدير الأزلي .

الثاني :

التقدير العمري ، حين أخذ الميثاق يوم قال :

{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } .

الثالث :

التقدير العمري أيضا عند تخليق النطفة في الرحم .

الرابع :

التقدير الحولي في ليلة القدر .

الخامس :

التقدير اليومي ،
وهو تنفيذ كل ذلك إلى مواضعه .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 11:57 AM
[ 142 ]

س : ما دليل التقدير الأزلي ؟




جـ : قال الله تعالى :
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا } . الآيات ،

وفي الصحيح :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
« كتب الله مقادير الخلائق
قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ،
قال وعرشه على الماء » (1) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« إن أول ما خلق الله القلم فقال له :
اكتب
فقال : رب وماذا أكتب ؟
قال :
اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة » (2) .

الحديث في السنن ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« يا أبا هريرة جف القلم بما هو كائن » (3) .

الحديث في البخاري ، وغير ذلك كثير .



==================
(1) رواه مسلم ( القدر / 16 ) ، وأحمد ( 2 / 169 ) ، والترمذي ( 2156 ) .

(2) صحيح رواه أحمد ( 5 / 317 ) ، وأبو داود ( 4700 ) ،
والترمذي ( 2155 ) ، وابن أبي عاصم ( 102 ، 103 ، 104 ، 105 )
قال الترمذي : هذا حديث غريب من هذا الوجه ،
وسكت عنه أبو داود ، وقد صححه الشيخ الألباني .

(3) رواه البخاري ( 5076 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 12:13 PM
[ 143 ]

س : ما دليل التقدير العمري
يوم الميثاق ؟




جـ : قال الله تعالى :

{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا } . الآيات ،

وروى إسحاق بن راهويه
« أن رجلا قال : يا رسول الله ،
أتبتدأ الأعمال أم قد مضى القضاء ؟
فقال :

" إن الله تعالى لما أخرج ذرية آدم من ظهره
أشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم في كفيه فقال :

هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ،
فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة ،
وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار » (1) .

وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
سئل عن هذه الآية :

{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا
أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } .

فقال عمر بن الخطاب :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه
حتى استخرج منه ذريته
فقال :

خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ،
ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال :
خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون » (2) .
الحديث بطوله ،

وفي الترمذي
من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي يده كتابان فقال :

« أتدرون ما هذان الكتابان » ؟
فقلنا ، لا يا رسول الله ، إلا أن تخبرنا .
فقال للذي في يده اليمنى :

« هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة
وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم
فلا يزاد فيه ولا ينقص منهم أبدا » (3) ،

فقال أصحابه :

ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه ؟!
فقال :

« سددوا وقاربوا
فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة
وإن عمل أي عمل ،
وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار
وإن عمل أي عمل » ،

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فنبذهما
ثم قال :

« فرغ ربكم من العباد
فريق في الجنة وفريق السعير » .

قال الترمذي :
هذا حديث حسن صحيح غريب .




==================
(1) ( ضعيف ) رواه البيهقي في الأسماء والصفات ( 326 ) ،
ورواه أيضا الطبري في تفسيره ( 9 / 80 ، 81 )


قال الحافظ في المطالب : حديث غريب ،



وعلق عليه الأعظمي بقوله : أخرجه البزار أيضا ،
قال البوصيري : رواه إسحاق والبزار بسند ضعيف ( 1 / 89 ) .

(2) ( صحيح ) رواه أحمد ( 1 / 44 ، 45 ) ، وأبو داود ( 4703 ، 4704 ) ،
والترمذي ( 3075 ) ، والحاكم ( 2 / 324 ، 325 ) ،
والسنة لابن أبي عاصم ( 196 ، 201 ) ،
وقد سكت عنه الإمام أبو داود ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن
وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي ،
وقال الشيخ الألباني بعد أن ساق طرقه في الصحيحة ( 1623 ) :
وجملة القول أن الحديث صحيح بل متواتر المعنى كما سبق ، ا هـ .

(3) ( حسن ) رواه أحمد ( 2 / 167 ) ، والترمذي ( 2141 )
وقال : هذا حديث حسن صحح غريب ،
وقال الشيخ شاكر : إسناده صحيح ،
وقد حسن إسناده الشيخ الألباني في الصحيحة ( 848 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 03:41 PM
[ 144 ]

س : ما دليل التقدير العمري
الذي عند أول تخليق النطفة ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ
فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } .

وفي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم :

« إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة
ثم يكون علقة مثل ذلك ،
ثم يكون مضغة مثل ذلك ،
ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ،

ويؤمر بأربع كلمات :

بكتب رزقه ،
وأجله ،
وعمله ،
وشقي أو سعيد ،

فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب
فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ،

وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب
فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها » (1) .

وفيه روايات غير هذه ،
عن جماعة من الصحابة بألفاظ أخر والمعنى واحد .




==================
(1) رواه البخاري ( 3208 ، 3332 ) ، ومسلم ( القدر / 1 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 04:22 PM
[ 145 ]


س : ما دليل التقدير الحولي
في ليلة القدر ؟


جـ : قال الله تعالى :

{ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا } . الآيات .

وقال ابن عباس رضي الله عنهما :

يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر
ما يكون في السنة
من موت أو حياة ورزق ومطر ،

حتى الحجاج يقال :
يحج فلان ، ويحج فلان ،

وكذا قال الحسن وسعيد بن جبير
ومقاتل
وأبو عبد الرحمن السلمي
وغيرهم .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 04:25 PM
[ 146 ]

س : ما دليل التقدير اليومي ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } .

وفي صحيح الحاكم :
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
إن مما خلق الله تعالى لوحا محفوظا من درة بيضاء ،
دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور
ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة أو مرة ،
ففي كل نظرة منها يخلق ويرزق ويحيي ويميت
ويعز ويذل ، ويفعل ما يشاء ،

فذلك قوله تعالى :
{ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } (1) .

وكل هذه التقادير كالتفصيل من القدر السابق ،
وهو الأزلي الذي أمر الله تعالى القلم عندما خلقه
أن يكتبه في اللوح المحفوظ ،

وبذلك فسر ابن عمر وابن عباس رضي الله عنْهما
قوله تعالى :
{ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (2) .

وكل ذلك صادر عن علم الله ،
الذي هو صفته تبارك وتعالى .




==================
(1) ( ضعيف ) رواه الحاكم ( 2 / 474 ) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ،
وتعقبه الذهبي بقوله : اسم أبي حمزة ثابت وهو واه بمرة .



(2) ( صحيح ) رواه الحاكم ( 2 / 454 ) ، وابن جرير ( 25 / 94 ، 95 )
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 04:26 PM
[ 147 ]





س : ماذا يقتضيه سبق المقادير
بالشقاوة والسعادة ؟

جـ : اتفقت جميع الكتب السماوية والسنن النبوية
على أن القدر السابق لا يمنع العمل
ولا يوجب الاتكال عليه ،

بل يوجب الجد والاجتهاد
والحرص على العمل الصالح ،

ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه
بسبق المقادير وجريانها وجفوف القلم بها

قال بعضهم :

أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل
قال :
« لا ،
اعملوا فكل ميسر »
ثم قرأ :
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } . الآية ،

فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وهيأ لها أسبابا ،
وهو الحكيم بما نصبه من الأسباب في المعاش والمعاد ،
وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والآخرة ،
فهو مهيأ له ميسر له ،

فإذا علم العبد أن مصالح آخرته
مرتبطة بالأسباب الموصلة إليها
كان أشدّ اجتهادا في فعلها والقيام بها
وأعظم منه في أسباب معاشه ومصالح دنياه ،

وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة
لما سمع أحاديث القدر :
ما كنت أشدّ اجتهادا مني الآن .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« احرص على ما ينفعك
واستعن بالله
ولا تعجز » (1) .

وقال صلى الله عليه وسلم
لما قيل له :

« أرأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقيها ،
هل ترد من قدر الله شيئا ؟
قال :
هي من قدر الله » (2) .

يعني أن الله تعالى قدَّر الخير والشر
وأسباب كل منهما .



==================
(1) رواه مسلم ( القدر / 34 ) ، وابن ماجه ( 79 ) .


(2) ( حسن ) رواه أحمد ( 3 / 421 ) ، والترمذي ( 2065 ) ،
وابن ماجه ( 3437 ) قال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ،
ورواه الحاكم ( 4 / 199 ) من حديث حكيم بن حزام وقال :
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .
ورواه أيضا ابن حبان بإسناد حسن من حديث كعب بن مالك ،
وقد ساق الشيخ الألباني عدة طرق ومرويات للحديث ،
ثم قال :
وبالجملة فأرجو أن يصل الحديث إلى مرتبة الحسن ،


ا هـ . ( مشكلة الفقر ح 11 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 04:29 PM
[ 148 ]




س : ما دليل المرتبة الثالثة
وهي الإيمان بالمشيئة ؟

ج : قال الله تعالى :
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } ،

وقال تعالى :
{ وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا
إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } ،

وقال تعالى :
{ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ
وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } ،

{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } ،

{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا } ،

{ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ } ،

وقال تعالى :
{ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } ،

وقال تعالى :

{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا
أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ،

{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ
أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ،

{ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ
يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا } .

وغير ذلك من الآيات ما لا يحصى .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن
كقلب واحد يصرفها كيف يشاء » (1)

وقال صلى الله عليه وسلم
في نومهم في الوادي :
« إن الله تعالى قبض أرواحكم حين شاء
وردها حين شاء » (2)

وقال :
« اشفعوا تؤجروا
ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء » (3) ،

« لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان
ولكن قولوا ما شاء الله وحده » ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« من يرد الله تعالى به خيرا يفقهه في الدين » (4) ،

« وإذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها ،
وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي » (5) .

وغير ذلك من الأحاديث
في ذكر المشيئة والإرادة ما لا يحصى .


==================
(1) رواه مسلم ( القدر / 17 ) .
(2) رواه البخاري ( 595 ، 1471 ) .
(3) رواه البخاري ( 1432 ) ، ومسلم ( البر والصلة / 145 ) .



(4) رواه البخاري ( 71 ، 3116 ، 7321 ) ،
ومسلم ( الأمارة / 175 )


(5) رواه مسلم ( الفضائل / 24 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 04:31 PM
[ 149 ]




س : قد أخبرنا الله تعالى في كتابه
وعلى لسان رسوله وبما علمنا من صفات
أنه يحب المحسنين والمتقين والصابرين ،

ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
ولا يحب الكافرين ولا الظالمين
ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد ،

مع كون كل ذلك بمشيئة الله وإرادته
وأنه لو شاء لم يكن ذلك
فإنه لا يكون في ملكه ما لا يريد ،
فما الجواب لمن قال :

كيف يشاء ويريد ما لا يرضى به ولا يحبه ؟

جـ : اعلم أن الإرادة في النصوص جاءت على معنيين :

إرادة كونية قدرية

وهي المشيئة
ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا
بل يدخل فيها الكفر والإيمان
والطاعات والعصيان
والمرضيّ والمحبوب
والمكروه وضده ،

وهذه الإرادة ليس لأحد خروج منها
ولا محيص عنها

كقوله تعالى :
{ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ
يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا } ،

وقوله تعالى :
{ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ
فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ
أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } .

الآيات ، وغيرها .

وإرادة دينية شرعية

مختصة بمراضي الله ومحابه ،
وعلى مقتضاها أمر عباده ونهاهم

كقوله تعالى :
{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ
وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } ،

وقوله تعالى :
{ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ
وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } .

وغيرها من الآيات ،

وهذه الإرادة لا يحصل اتباعها
إلا لمن سبقت له بذلك الإرادة الكونية ،

فتجتمع الإرادة الكونية والشرعية
في حق المؤمن الطائع

وتنفرد الكونية
في حق الفاجر العاصي ،

فالله سبحانه دعا عباده عامة إلى مرضاته ،
وهدى لإجابته من شاء منهم

كما قال تعالى :
{ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ
وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } .

فعمم سبحانه الدعوة
وخص الهداية بمن شاء

{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى } .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 04:33 PM
[ 150 ]

س : ما دليل المرتبة الرابعة من الإيمان بالقدر
وهي مرتبة الخلق ؟

جـ : قال الله تعالى :



{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } ،




وقال تعالى :
{ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ
يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } ،

وقال تعالى :

{ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ
فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } ،

وقال تعالى :
{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
ثُمَّ رَزَقَكُمْ
ثُمَّ يُمِيتُكُمْ
ثُمَّ يُحْيِيكُمْ
هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ
مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ } ،

وقال تعالى :
{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } ،

وقال تعالى :
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } ،

وقال تعالى :
{ مَنْ يَهْدِاللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي
وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } ،

وقال تعالى :
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ
وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ
الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ } .

وغير ذلك من الآيات ،

وللبخاري في خلق أفعال العباد
عن حذيفة مرفوعا :
« أن الله يصنع كل صانع وصنعته » (1) ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« اللهم آت نفسي تقواها
وزكها أنت خير من زكاها
إنك وليها ومولاها » (2) ،

وغير ذلك من الأحاديث .



==================



(1) رواه البخاري ( 73 ) .
(2) رواه مسلم ( الذكر / 73 )

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 05:33 PM
[ 151 ]

س : ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :
« والخير كله في يديك والشر ليس إليك » (1)
مع أن الله سبحانه خالق كل شيء ؟





جـ : معنى ذلك
أن أفعال الله عز وجل كلها خير محض
من حيث اتصافه بها وصدورها عنه
ليس فيها شر بوجه ،




فإنه تعالى حكم عدل وجميع أفعاله حكمة وعدل
يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها
كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى ،

وما كان في نفس المقدور من شر

فمن جهة إضافته إلى العبد
لما يلحقه من المهالك ،
وذلك بما كسبت يداه جزاءا وفاقا ،

كما قال تعالى :

{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ
فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } ،

وقال تعالى :

{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ
وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ } ،

وقال تعالى :

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا
وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } .




==================



(1) رواه مسلم ( مسافرين / 201 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 06:28 PM
[ 152 ]


س : هل للعباد قدرة ومشيئة
على أفعالهم المضافة إليهم ؟


جـ : نعم للعباد قدرة على أعمالهم ،
ولهم مشيئة وإرادة ،

وأفعالهم تضاف إليهم حقيقة
وبحسبها كلفوا وعليها يثابون ويعاقبون ،

ولم يكلفهم الله إلا وسعهم ،

وقد أثبت لهم ذلك في الكتاب والسنة ووصفهم به ،
ولكنهم لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه ،
ولا يشاءون إلا أن يشاء الله ،
ولا يفعلون إلا بجعله إياهم فاعلين ،
كما تقدم في نصوص المشيئة والإرادة والخلق ،


فكما لم يوجدوا أنفسهم لم يوجدوا أفعالهم ،
فقدرتهم ومشيئتهم وإرادتهم وأفعالهم تابعة
لقدرته ومشيئته وإرادته وفعله ،
إذ هو خالقهم
وخالق قدرتهم وإرادتهم ومشيئتهم وأفعالهم ،

وليس مشيئتهم وإرادتهم وقدرتهم وأفعالهم
هي عين مشيئة الله وإرادته وقدرته وأفعاله ،
كما ليس هم إياه ،
تعالى الله عن ذلك ،
بل أفعالهم المخلوقة لله
قائمة بهم لائقة بهم مضافة إليهم حقيقة ،

وهي من آثار أفعال الله القائمة به
اللائقة المضافة إليه حقيقة ،

فالله فاعل حقيقة ،
والعبد منفعل حقيقة ،

والله هاد حقيقة ،
والعبد مهتد حقيقة ،

ولهذا أضاف كلا من الفعلين إلى من قام به ،

فقال تعالى :
{ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ } .

فإضافة الهداية إلى الله حقيقة
وإضافة الاهتداء إلى العبد حقيقة ،

فكما ليس الهادي هو عين المهتدي ،
فكذلك ليس الهداية هي عين الاهتداء ،

وكذلك يضل الله من يشاء حقيقة
وذلك العبد يكون ضالا حقيقة ،

وهكذا جميع تصرف الله في عباده ،

فمن أضاف الفعل والانفعال إلى العبد كفر ،
ومن أضافه إلى الله كفر ،

ومن أضاف الفعل إلى الخالق
والانفعال إلى المخلوق كلاهما حقيقة ،
فهو المؤمن حقيقة .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 07:13 PM
[ 153 ]


س : ما جواب من قال :

أليس ممكنا في قدرة الله
أن يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين
مع محبته ذلك منهم شرعا ؟


جـ : بلى هو قادر على ذلك

كما قال تعالى :

{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } . الآية ،

وقال :

{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا } ،

وغيرها من الآيات ،

ولكن هذا الذي فعله بهم
هو مقتضى حكمته
وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته ؛


فقول القائل :

لم كان من عباده الطائع والعاصي


كقول من قال :

لم كان من أسمائه الضار النافع ،
والمعطي والمانع ،
والخافض الرافع ،
والمنعم والمنتقم .
ونحو ذلك ؛

إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه وآثار صفاته ،
فالاعتراض عليه في أفعاله
اعتراض عليه في أسمائه وصفاته ،

بل وعلى إلهيته وربَوبيته :

{ فَسُبْحَانَ اللَّهِ
رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ
وَهُمْ يُسْأَلُونَ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:06 PM
[ 154 ]

س : ما منزلة الإيمان بالقدر من الدين ؟

جـ : الإيمان بالقدر نظام التوحيد
كما أن الإيمان بالأسباب التي توصل إلى خيره
وتحجز عن شره هي نظام الشرع ،

ولا ينتظم أمر الدين ويستقيم
إلا لمن آمن بالقدر وامتثل الشرع ،

كما قرر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالقدر
ثم قال لمن قال له :
« أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟

قال :
اعملوا فكل ميسر لما خلق له » ،

فمن نفى القدر زاعما منافاته للشرع
فقد عطل الله تعالى عن علمه وقدرته
وجعل العبد مستقلا بأفعاله خالقا لها ،
فأثبت مع الله تعالى خالقا ،
بل أثبت أن ( جميع المخلوقين خالقون ) ،

ومن أثبته محتجا به على الشرع محاربا له به
نافيا عن العبد قدرته واختياره
التي منحه الله تعالى إياها وكلفه بحسبها
زاعما أن الله كلف عباده ما لا يطاق ،
كتكليف الأعمى بنقط المصحف ،
فقد نسب الله تعالى إلى الظلم

وكان إمامه في ذلك إبليس لعنه الله تعالى
إذ يقول :
{ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي
لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ } .

وأما المؤمنون حقا فيؤمنون بالقدر خيره وشره
وأن الله خالق ذلك كله ،
وينقادون للشرع أمره ونهيه
ويحكمونه في أنفسهم سرا وجهرا ،

والهداية والإضلال بيد الله
يهدي من يشاء بفضله ،
ويضل من يشاء بعدله ،

وهو أعلم بمواقع فضله وعدله

{ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى } .

وله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة ،
وأن الثواب والعقاب مترتب على الشرع
فعلا وتركا على القدر ،

وإنما يعزون أنفسهم بالقدر عند المصائب ،
فإذا وفقوا لحسنه عرفوا الحق لأهله فقالوا :

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا
وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ
لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } .

ولم يقولوا
كما قال الفاجر :
{ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } .

وإذا اقترفوا سيئة
قالوا كما قال الأبوان :
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا
وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .

ولم يقولوا
كقول الشيطان الرجيم :
{ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي } .

وإذا أصابتهم مصيبة قالوا :
{ إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } .

ولم يقولوا
كما قال الذين كفروا :
{ وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ
إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى
لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا
لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ
وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:13 PM
[ 155 ]

س : كم شعب الإيمان ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ

وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ

وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا

وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ
أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« الإيمان بضع وستون » ،

وفي رواية :

« بضع وسبعون شعبة ،
فأعلاها قول لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ،

والحياء شعبة من الإيمان » " (1) .



==================



(1) رواه البخاري ( 9 ) ، ومسلم ( الإيمان / 57 ، 58 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:19 PM
[ 157 ]


س : اذكر خلاصة ما عدوه ؟


جـ : قد لخص الحافظ في الفتح ما أورده ابن حبان بقوله :
إن هذه الشعب تتفرع

من أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال البدن ،


فأعمال القلب

المعتقدات والنيات على أربع وعشرين خصلة ،
الإيمان باللّه ،
ويدخل فيها الإيمان بذاته وصفاته وتوحيده بأنه

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

واعتقاد حدوث ما دونه
والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره ،
والإيمان باليوم الآخر ،
ويدخل فيه المسألة في القبر والبعث والنشور والحساب
والميزان والصراط والجنة والنار ،

ومحبة الله والحب والبغض فيه
ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم واعتقاد تعظيمه ،
ويدخل فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
واتباع سنته

والإخلاص ،
ويدخل فيه ترك الرياء والنفاق والتوبة والخوف والرجاء

والشكر والوفاء والصبر والرضا بالقضاء
والتوكل والرحمة
والتواضع ،
ويدخل فيه توقير الكبير ورحمة الصغير وترك التكبر والعجب
وترك الحسد وترك الحقد وترك الغضب ،


وأعمال اللسان ،

وتشتمل على سبع خصال :
التلفظ بالتوحيد
وتلاوة القرآن
وتعلم العلم وتعليمه ،
والدعاء والذكر
ويدخل فيه الاستغفار
واجتناب اللغو


وأعمال البدن ،

وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة

منها ما يتعلق بالأعيان
وهي خمس عشرة خصلة :

التطهر حسا وحكما
ويدخل فيه إطعام الطعام وإكرام الضيف ،

والصيام فرضا ونفلا والاعتكاف والتماس ليلة القدر
والحج والعمرة والطواف كذلك ،

والفرار بالدين ويدخل فيه الهجرة من دار الشرك
والوفاء بالنذر والتحري في الإيمان وأداء الكفارات ،

ومنها ما يتعلق بالاتباع
وهي ست خصال :

التعفف بالنكاح والقيام بحقوق العيال ،
وبر الوالدين ويدخل فيه اجتناب العقوق

وتربية الأولاد وصلة الرحم
وطاعة السادة والرفق بالعبيد ،


ومنها ما يتعلق بالعامة ،
وهي سبع عشرة خصلة :

القيام بالإمارة مع العدل ومتابعة الجماعة
وطاعة أولي الأمر والإصلاح بين الناس ،

ويدخل فيه قتال الخوارج والبغاة والمعاونة على البر ،
ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وإقامة الحدود والجهاد ، ومنه المرابطة


وأداء الأمانة ،
ومنه أداء الخمس والقرض مع وفائه
وإكرام الجار وحسن المعاملة ،

ويدخل فيه جمع المال من حله وإنفاقه في حقه ،
ويدخل فيه ترك التبذير والإسراف ،

ورد السلام وتشميت العاطس وكف الضرر عن الناس
واجتناب اللهو وإماطة الأذى عن الطريق ،


فهذه تسع وستون خصلة ،
ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة
باعتبار إفراد ما ضم بعضها إلى بعض مما ذكر ،

والله أعلم .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:22 PM
[ 158 ]

س : ما دليل الإحسان من الكتاب والسنة ؟

جـ : أدلته كثيرة منها قوِله تعالى :

{ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ،

{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا
وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } ،

{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ،

{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا
الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ،

{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ
إِلَّا الْإِحْسَانُ } .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« إن الله كتب الإحسان على كل شيء » (1) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« نعما للعبد أن يتوفى يحسن عبادة الله
وصحابة سيده نعما له » (2) .




==================
(1) رواه مسلم ( الصيد / 57 )

(2) رواه البخاري ( 2549 ) ، ومسلم ( 46 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:25 PM
[ 159 ]

س : ما هو الإحسان في العبادة ؟

جـ : فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم

في حديث سؤال جبريل لما قال له :

« فأخبرني عن الإحسان ؟

قال :

أن تعبد الله كأنك تراه
فإن لم تكن تراه
فإنه يراك » (1) ،

فبين صلى الله عليه وسلم

أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين ،

أعلاهما

عبادة الله كأنك تراه ،

وهذا مقام المشاهدة ،

وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه

وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان

حتى يصير الغيب كالعيان ،

وهذا هو حقيقة مقام الإحسان .

الثاني :

مقام المراقبة

وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه

واطلاعه عليه وقربه منه

فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه
فهو مخلص لله تعالى ؛

لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه

من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل ،

ويتفاوت أهل هذين المقامين

بحسب نفوذ البصائر .




==================


(1) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:29 PM
[ 160 ]


س : ما هو ضد الإيمان ؟


جـ : ضد الإيمان الكفر ، وهو أصل له شعب ،

كما أن الإيمان أصل له شعب ،

وقد عرفت مما تقدم

أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني

المستلزم للانقياد بالطاعة ،

فالكفر أصله الجحود والعناد

المستلزم للاستكبار والعصيان ،

فالطاعات كلها من شعب الإيمان

وقد سمى في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا ،

والمعاصي كلها من شعب الكفر

وقد سمى في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي ،

فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران ،

كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية

وهو الكفر الاعتقادي

المنافي لقول القلب وعمله أو لأحدهما ،

وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان

ولا ينافي مطلقه وهو الكفر العملي ،

الذي لا يناقض قول القلب

ولا عمله

ولا يستلزم ذلك .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:31 PM
[ 161 ]


س : بين كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية
وفصِّل ليّ ما أجملته في إزالته إياه ؟


جـ : قد قدمنا لك أن الإيمان قول وعمل :
قول القلب واللسان ،
وعمل القلب واللسان والجوارح ،

فقول القلب هو : التصديق ،

وقول اللسان هو : التكلم بكلمة الإسلام ،

وعمل القلب هو : النية والإخلاص ،

وعمل الجوارح هو الانقياد بجميع الطاعات ،

فإذا زالت جميع هذه الأربعة

قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح

زال الإيمان بالكلية ،

وإذا زال تصديق القلب لم تنفع البقية ،

فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة ،

وذلك كمن كذب بأسماء الله وصفاته

أو بأي شيء مما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه ،

وإنزال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ،

فأهل السنة مجمعون

على زوال الإيمان كله بزواله

وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب ،

وهو محبته وانقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه

واليهود والمشركين

الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول

بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون :

ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:33 PM
[ 162 ]

س : كم أقسام الكفر الأكبر



المخرج من الملة ؟

جـ : علم مما قدمناه أنه أربعة أقسام :

كفر الجهل والتكذيب ،

وكفر جحود ،

وكفر عناد واستكبار ،

وكفر نفاق .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:35 PM
[ 163 ]

س : ما هو كفر الجهل والتكذيب ؟





جـ : هو ما كان ظاهرا وباطنا كغالب الكفار




من قريش ومن قبلهم من الأمم




الذين قال الله تعالى فيهم :




{ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ
وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } ،

وقال تعالى :

{ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ،

وقال تعالى :

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا
مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ
حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي
وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا
أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } . الآيات ،

وقال تعالى :

{ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ
وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ } . الآيات ،

وغيرها .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:37 PM
[ 164 ]

س : ما هو كفر الجحود ؟




جـ : هو ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا
مع العلم به ومعرفته باطنا
ككفر فرعون وقومه بموسى ،

وكفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم .

قال الله تعالى

في كفر فرعون وقومه :
{ وَجَحَدُوا بِهَا
وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا } ،

وقال تعالى

في اليهود :

{ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ } ،

وقال تعالى :

{ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:39 PM
[ 165 ]

س: ما هو كفر العناد والاستكبار ؟

جـ : هو ما كان بعدم الانقياد للحق مع الإقرار به
ككفر إبليس ؛

إذ يقول الله تعالى فيه :



{ إِلَّا إِبْلِيسَ


اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } ،

وهو لم يمكنه جحود أمر الله بالسجود ولا إنكاره ،

وإنما اعترض عليه وطعن في حكمه الآمر به وعدله وقال :
{ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } ،

وقال :

{ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ
خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ } ،

وقال :

{ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ
خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:41 PM
[ 166 ]

س : ما هو كفر النفاق ؟

جـ :




هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله
مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس ،
ككفر ابن سلول وحزبه

الذين قال الله تعالى فيهم :

{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }

إلى قوله تعالى :

{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

وغيرها من الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 08:43 PM
[ 167 ]

س : ما هو الكفر العملي
الذي لا يخرج من الملة ؟

جـ : هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر

مع بقاء اسم الإيمان على عامله ،

كقول النبي
صلى الله عليه وسلم :

« لا ترجعوا بعدي كفارا ،
يضرب بعضكم رقاب بعض » (1) ،

وقوله صلى الله عليه وسلم :

« سباب المسلم فسوق وقتاله كفر » (2)

فأطلق صلى الله عليه وسلم
على قتال المسلمين بعضهم بعضا أنه كفر ،

وسمى من يفعل ذلك كفارا ،

مع قول الله تعالى :

{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا }

إلى قوله :

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } .

فأثبت الله تعالى لهم الإيمان وأخوة الإيمان
ولم ينف عنهم شيئا من ذلك .

وقال تعالى في آية القصاص :

{ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ
فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } .

فأثبت تعالى له أخوة الإسلام ولم ينفها عنه ،

قال النبي صلى الله عليه وسلم :

« لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،
ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ،
ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ،
والتوبة معروضة بعد » .

زاد في رواية :

« ولا يقتل وهو مؤمن

- وفي رواية -

ولا ينتهب نهبة ذات شرف
يرفع الناس إليه فيها أبصارهم » (3) .
الحديث في الصحيحين
مع حديث أبي ذر فيهما أيضا ،

قال صلى الله عليه وسلم :

« ما من عبد قال لا إله إلا الله ،
ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة

قلت :
وإن زنى وإن سرق ؟

قال :
وإن زنى وإن سرق ثلاثا ،

ثم قال في الرابعة :

على رغم أنف أبي ذر » (4) .

فهذا يدل على أنه لم ينف
عن الزاني والسارق والشارب والقاتل
مطلق الإيمان بالكلية مع التوحيد

فإنه لو أراد ذلك
لم يخبر بأن من مات على لا إله إلا الله
دخل الجنة
وإن فعل تلك المعاصي ،
فلن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ،
وإنما أراد بذلك نقص الإيمان ونفي كماله ،

وإنما يكفر العبد بتلك المعاصي
مع استحلاله إياها
المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول
في تحريمها
بل يكفر باعتقاد حلها وإن لم يفعلها ،

والله سبحانه وتعالى أعلم .




==================


(1) رواه البخاري ( 121 ) ، ومسلم ( الإيمان / 118 ، 120 ) .
(2) رواه البخاري ( 48 ، 6044 ) ، ومسلم ( الإيمان / 116 ) .


(3) رواه البخاري ( 2475 ، 5578 ) ، ومسلم ( الإيمان / 100 ، 105


(4) رواه البخاري ( 5827 ) ، ومسلم ( الإيمان / 154 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 09:36 PM
[ 168 ]




س : إذا قيل لنا :

هل السجود للصنم
والاستهانة بالكتاب
وسب الرسول
والهزل بالدين ونحو ذلك

هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر ،

فلم كان مخرجا من الدين
وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟

جـ : اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي
إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس
ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب
من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده ،
لا يبقى معها شيء من ذلك ،




فهي وإن كانت عملية في الظاهر
فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ،
ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد ،
وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن

{ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ
وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ
وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا }

إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا :
{ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } .

قال الله تعالى :
{ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } .

ونحن لم نعرِّف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا ،
بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد
ولم يناقض قول القلب ولا عمله .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 09:38 PM
[ 169 ]


س : إلى كم ينقسم كل من
الظلم والفسوق والنفاق ؟


جـ : ينقسم كل منهما إلى قسمين :

أكبر هو الكفر ،

وأصغر دون ذلك .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 09:42 PM
[ 170 ]


س : ما مثال كل من
الظلم الأكبر والأصغر ؟


جـ : مثال الظلم الأكبر ما ذكره الله تعالى في قوله :

{ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
مَا لَا يَنْفَعُكَ
وَلَا يَضُرُّكَ
فَإِنْ فَعَلْتَ
فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ } ،


وقوله تعالى :
{ إِنَّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ،

وقوله تعالى :
{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } .


ومثال الظلم الذي دون ذلك
ما ذكر الله تعالى بقوله في الطلاق :

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ
لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ
وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ
وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ
وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ
فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } ،


وقوله تعالى :

{ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا

وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 09:45 PM
[ 171 ]

س : ما مثال كل من
الفسوق الأكبر والأصغر ؟




جـ : مثال الفسوق ما ذكره الله تعالى بقوله :

{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } ،

وقوله تعالى :

{ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ
فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } ،

وقوله تعالى :

{ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ } .

ومثال الفسوق الذي دون ذلك
قوله تعالى في القَذَفَة :

{ وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } ،

وقوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } ،

روي أنها نزلت في الوليد بن عقبة .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 09:48 PM
[ 172 ]

س : ما مثال كل من
النفاق الأكبر والأصغر ؟


جـ : مثال النفاق الأكبر
ما قدمنا ذكره في الآيات من صدر البقرة ،

وقوله تعالى :

{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }

إلى قوله :

{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } . الآيات ،

وقوله تعالى :

{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ
قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ
وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } ،

وغير ذلك من الآيات ،

ومثال النفاق الذي دون ذلك
ما ذكره النبي
صلى الله عليه وسلم بقوله :

« آية المنافق ثلاث :
إذا حدث كذب ،
وإذا وعد أخلف ،
وإذا ائتمن خان » (1) .

وحديث :

« أربع من كن فيه كان منافقا » (2) الحديث .




==================
(1) رواه البخاري ( 2682 ، 2749 ) ، ومسلم ( الإيمان / 107 ، 108 ) .
(2) رواه البخاري ( 2459 ، 3178 ) ، ومسلم ( الإيمان / 106 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 09:52 PM
[ 173 ]


س : ما حكم السحر والساحر ؟


جـ : السحر متحقق وجوده وتأثيره مع مصادفة القدر الكوني ،

كما قال تعالى :

{ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ } ،

وتأثيره ثابت في الأحاديث الصحيحة ،


وأما الساحر فإن كان سحره مما يتلقى عن الشياطين ،
كما نصت عليه آية البقرة فهو كافر ،


لقوله تعالى :
{ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ
حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ
فَلَا تَكْفُرْ }


إلى قوله :
{ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ
وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ
مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ } . الآيات .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 09:54 PM
[ 174 ]

س : ما حد الساحر ؟

جـ : روى الترمذي عن جندب قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« حد الساحر ضربه بالسيف » (1)

وصحح وقفه وقال العمل على هذا عند بعض أهل العلم
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ،

وهو قول مالك بن أنس ،
وقال الشافعي رحمه الله تعالى :

إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر
فأما إذا عمل دون الكفر فلم ير عليه قتلا ،

وقد ثبت قتل الساحر
عن عمر وابنه عبد الله وابنته حفصة ،
وعثمان بن عفان ،
وجندب بن عبد الله ، وجندب بن كعب ،
وقيس بن سعد ، وعمر بن عبد العزيز ،
وأحمد ، وأبي حنيفة
وغيرهم رحمهم الله .



==================
(1) ( ضعيف مرفوعا ، صحيح موقوفا ) رواه الترمذي ( 1460 ) ، والدارقطني ( 3 / 114 ) ،



والحاكم ( 4 / 360 ) ، والبيهقي ( 8 / 136 ) ،
والطبراني في الكبير ( 1665 ) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ،
وقال الآبادي تعليقا على الدارقطني :
الحديث أخرجه الحاكم والبيهقي والترمذي ، وفي إسناده إسماعيل بن مسلم المكي ، ا هـ .

قال الحافظ في التقريب : وكان فقيها ضعيف الحديث .
وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ،
وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث ،
وإسماعيل بن مسلم العبدي البصري قال وكيع : هو ثقة ويروي عن الحسن أيضا ،
والصحيح عن جندب موقوف ، ا هـ .
قال البيهقي : إسماعيل بن مسلم ضعيف ،
وقد ضعف الحديث أيضا الحافظ بن حجر ، والشيخ الألباني .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 09:56 PM
[ 175 ]

س : ما هي النشرة
وما حكمها ؟

جـ : النشرة هي حل السحر عن المسحور

فإن كان ذلك بسحر مثله
فهي من عمل الشيطان ،

وإن كانت بالرقى والتعاويذ المشروعة
فلا بأس بذلك .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 09:58 PM
[ 176 ]

س : ما هي الرقى المشروعة ؟

جـ : هي ما كانت من الكتاب والسنة خالصة
وكانت باللسان العربي ،

واعتقد كل من الراقي والمرتقي
أن تأثيرها لا يكون
إلا بإذن الله عز وجل ،

« فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم
قد رقاه جبريل عليه السلام » (1)

ورقى هو كثيرا من الصحابة وأقرهم على فعلها
بل وأمرهم بها
وأحل لهم أخذ الأجرة عليها ،

كل ذلك في الصحيحين وغيرهما .


==================



(1) رواه مسلم ( السلام / 39 ، 40 )

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 10:00 PM
[ 177 ]

س : ما هي الرقى الممنوعة ؟

جـ : هي ما لم تكن من الكتاب ولا السنة ،
ولا كانت بالعربية ،

بل هي من عمل الشيطان واستخدامه
والتقرب إليه بما يحبه ،
كما يفعله كثير من الدجاجلة
والمشعوذين والمخرفين

وكثير ممن ينظر في كتب الهياكل والطلاسم
كشمس المعارف ،
وشموس الأنوار وغيرهما
مما أدخله أعداء الإسلام عليه
وليست منه في شيء ،
ولا من علومه في ظل ولا فيء ،

كما بيناه في شرح السلم وغيره .

أبو فراس السليماني
2015-12-22, 10:02 PM
[ 178 ]




س : ما حكم التعاليق
من التمائم والأوتار
والحلق والخيوط والودع ونحوها ؟

جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

« من علق شيئا وكل إليه » (1) .

« وأرسل صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره رسولا
أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة
من وتر أو قلادة إلا قطعت » (2)

وقال صلى الله عليه وسلم :
« إن الرقى والتمائم والتولة شرك » . (3) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« من علق تميمة فلا أتم الله له ،
ومن علق ودعة فلا ودع الله له » (4) ،

وفي رواية :
« من تعلق تميمة فقد أشرك » (5) ،

« وقال صلى الله عليه وسلم
للذي رأى في يده حلقة من صُفْر :
ما هذا ؟
فقال :
من الواهنة .
قال :
انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا ،
فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا » (6)

وقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل ،
ثم تلا قوله تعالى :
{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ
إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } ،

وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى :
( من قطع تميمة من إنسان
كان كعدل رقبة ) (7) ،

وهذا في حكم المرفوع .




=================

(1) ( حسن ) رواه أحمد ( 4 / 130 ، 311 ) ، والترمذي ( 2072 ) ،
والحاكم ( 4 / 216 ) ، وعبد الرزاق ( 11 / 17 / 1972) عن الحسن مرسلا ،
وقد حسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي ( 1691 )
قال الشيخ البنا في الفتح الرباني ( 17 / 188 ) :
هذا الحديث لا تقل درجته عن الحسن ، لا سيما وله شواهد تؤيده والله أعلم ، ا هـ .

(2) رواه البخاري ( 3005 ) ، ومسلم ( اللباس / 105 ) ،
وأحمد ( 5 / 216 ) ، وأبو داود ( 2552 )

(3) ( صحيح ) رواه أحمد ( 1 / 381 ) ، وأبو داود ( 3883 ) ، وابن ماجه ( 3530 ) ،
والبغوي في شرح السنة ( 12 / 156 ، 157 ) وقد سكت عنه الإمام أبو داود ،
وصححه الألباني وحسن إسناده الشيخ أحمد شاكر
ورواه الحاكم ( 4 / 217 ، 218 ) وقال :
هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .

(4) ( حسن ) رواه أحمد ( 4 / 154 ) ، والحاكم ( 4 / 216 ) وصححه ووافقه الذهبي .
قال الهيثمي في المجمع ( 5 / 103 ) : رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ، ورجالهم ثقات ، ا هـ .
وفي سنده خالد بن عبيد المعافري ،
قال الحافظ في التعجيل عنه : ورجال حديثه موثوقون ( 262 ) ،
وقال المنذري : إسناده جيد .

(5) ( صحيح ) رواه أحمد ( 4 / 156 ) ، والحاكم ( 4 / 219 )
قال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات ( 5 / 103 )
وقال المنذري في الترغيب : ورواة أحمد ثقات ( 4 / 307 )
وصححه الشيخ الألباني ، وصحح له الحاكم ، ا هـ . ( صحيحه 492 ) .

(6) ( حسن على الراجح ) رواه أحمد ( 4 / 445 ) ،
وابن ماجه ( 3531 ) ، وابن حبان ( 1410 ) ،
قلت : وقد حسن إسناد ابن ماجه البوصيري ،
وصحح الحديث الحاكم ، ووافقه الذهبي ،
وقد ضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة ( 1029 )
والراجح أنه حسن فانظر ما قال .

(7) ( ضعيف ) رواه ابن أبي شيبة ( 7 / 375 ) حديث رقم ( 3524 )
وفي سنده الليث بن أبي سليم بن زنيم ،
قال الحافظ في التقريب : صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك ، ا هـ .
ويؤيده ما حكاه ابن أبي شيبة عن جرير قوله في الليث : كان أكثر تخليطا ،
وقال ابن حبان : اختلط آخر عمره ،
قلت : ثم إن رواية مسلم عنه مقرونة بأبي إسحاق الشيباني .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 04:03 AM
[ 179 ]

س : ما حكم المعلق إذا كان من القرآن ؟

جـ : يروى جوازه عن بعض السلف ،

وأكثرهم على منعه
كعبد الله بن عكيم ، وعبد الله بن عمرو ،
وعبد الله بن مسعود وأصحابه
رضي الله عنهم
وهو الأولى ،

لعموم النهي عن التعليق ،
ولعدم شيء من المرفوع يخصص ذلك ،

ولصون القرآن عن إهانته
إذ قد يحملونه غالبا على غير طهارة ،

ولئلا يتوصل بذلك إلى تعليق غيره ،
ولسد الذريعة عن اعتقاد المحظور
والتفات القلوب إلى غير الله عز وجل ،
لا سيما في هذا الزمان .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 04:06 AM
[ 180 ]

س : ما حكم الكهان ؟

جـ : الكهان من الطواغيت
وهم أولياء الشياطين الذين يوحون إليهم

كما قال تعالى :

{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ } . الآية ،

ويتنزلون عليهم ويلقون إليهم الكلمة من السمع
فيكذبون معها مائة كذبة

كما قال تعالى :
{ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ
تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } .

وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي :
« فيسمعها مسترق السمع ،
ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ،
فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ،
ثم يلقيها الآخر إلى من تحته
حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن ،
فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها
وربما ألقاها قبل أن يدركه
فيكذب معها مائة كذبة » (1) .

الحديث في الصحيح بكماله ،

ومن ذلك الخط بالأرض
الذي يسمونه ضرب الرمل ،
وكذا الطرق بالحصى ونحوه .




==================
(1) صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، تفسير سورة سبأ ( 4800 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 04:11 AM
[ 181 ]

س : ما حكم من صدق كاهنا ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ قُلْ لَا يَعْلَمُ
مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } ،

وقال تعالى :

{ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ
لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } . الآية ،

وقال تعالى :

{ أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } ،

وقال تعالى :

{ أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى } ،

وقال تعالى :

{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ

وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« من أتى عرافا أو كاهنا

فصدقه بما يقول

فقد كفر بما أنزل على محمد

صلى الله عليه وسلم » (1) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه

لم تقبل له صلاة أربعين يوما » (2) .




==================
(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 429 ) ، والبيهقي ( 8 / 135 ) ،
والحاكم ( 1 / 8 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرطهما جميعا من حديث ابن سيرين ولم يخرجاه ،
وصححه الألباني ( صحيح الجامع 5815 ) ، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر .


(2) رواه مسلم ( السلام / 125 ) ، وأحمد ( 4 / 68 ، 5 / 380 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 04:16 AM
[ 182 ]

س : ما حكم التنجيم ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا
فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } ،

وقال تعالى :

{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ } ،

وقال تعالى :

{ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ } .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« من اقتبس شعبة من النجوم
فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد » (1) .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« إنما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم
والتكذيب بالقدر وحيف الأئمة » (2)

وقال ابن عباس رضي الله عنهما

في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم :
" ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق " (3) ،

وقال قتادة رحمه الله تعالى :

خلق الله هذه النجوم لثلاث
زينة للسماء ،
ورجوما للشياطين ،
وعلامات يهتدى بها ،
فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ حظه
وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به (4) .




==================


(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 1 / 227 ، 311 ) ،
وأبو داود ( 3905 ) ، وابن ماجه ( 3726 ) ،

والبيهقي ( 8 / 138 ) وقد سكت عنه الإمام أبو داود وصححه الألباني ،
وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح .

(2) ( ضعيف قد يحسن ) وقد روي بمثله وبنحوه عن عدد من الصحابة ،
وكلها لا يخلو من ضعف ،
وقد بين ذلك الشيخ الألباني في الصحيحة ( 1127 )
وسبقه إلى ذلك الحافظ الهيثمي في المجمع ( 7 / 203 ) وقال :
عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم وتكذيب بالقدر وحيف السلطان » .
رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو لين وبقية رجاله وثقوا ، ا هـ .
وذكر الألباني أن للحديث شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الصحة ، ا هـ .

(3) ( صحيح ) رواه البيهقي ( 8 / 139 ) ، وعبد الرزاق ( 11 / 19805 ) ،
وابن أبي شيبة ( 8 / 414 ) ، والدر المنثور ( 3 / 35 ) وسنده صحيح ، رجاله ثقات .
(4) أورده الإمام السيوطي في كتابه الدر المنثور ( 3 / 43 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 04:20 AM
[ 183 ]

س : ما حكم الاستسقاء بالأنواء ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن :
الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب ،
والاستسقاء بالأنواء ، والنياحة » (1)

وقال صلى الله عليه وسلم :

« وقال الله تعالى :
أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ،
فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته
فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ،

وأما من قال :
مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي
مؤمن بالكواكب » (2) .




==================
(1) رواه مسلم ( الجنائز / 29 ) .

(2) رواه البخاري ( 846 ، 1038 ) ، ومسلم ( الإيمان / 125 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 04:29 AM
[ 184 ]

س : ما حكم الطيرة وما يذهبها ؟

جـ : قال الله تعالى :
{ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ } ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر » (1) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« الطيرة شرك ، الطيرة شرك » .

قال ابن مسعود وما منا إلا ،
ولكن الله يذهبه بالتوكل (2) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك » (3)

ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو :
« من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك
قالوا :
فما كفارة ذلك ؟
قال : أن تقول :
اللهم لا خير إلا خيرك
ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك » (4) ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« أصدقها الفأل ولا ترد مسلما ،
فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل :

اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ،

ولا يدفع السيئات إلا أنت ،

ولا حول ولا قوة إلا بك » (5) .




==================
(1) رواه البخاري ( 5707 ) ، ومسلم ( السلام / 101 ، 102 ، 103 ) .
(2) ( صحيح ) رواه أحمد ( 1 / 389 ، 438 ، 440 ) ،
والبخاري في الأدب ( 909 ) ، وأبو داود ( 3910 ) ،
والترمذي ( 1614 ) ، وابن ماجه ( 3538 ) ،
والحاكم ( 1 / 17 / 18 ) ، والبيهقي ( 8 / 139 ) ،
والبغوي في شرح السنة ( 12 / 177 ، 178 )
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
وسكت عنه أبو داود وصححه الحافظ العراقي
وقال الحاكم : صحيح سنده . ثقات رواته ، وأقره الذهبي ،
قال الألباني : وهو كما قال .
قلت : وهو عندهم جميعا مرفوع ولكن قال الإمام الترمذي :
سمعت محمد بن إسماعيل يقول : كان سليمان بن حرب يقول :
هذا الحديث ( وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل )
قال : هذا عندي قول عبد الله بن مسعود ، ا هـ .




(3) ( ضعيف ) رواه أحمد ( 1 / 213 )
قال الشيخ أحمد شاكر :
إسناده ضعيف لانقطاعه ، ا هـ .
وذكر أن ابن علاثة هو محمد بن عبد الله بن علاثة القاضي ،
قال البخاري في الكبير : وهو ثقة يخطئ ،
وثقه ابن معين وأفرط الأزدي وغيره في تضعيفه ورميه بالكذب ،
ورجح الشيخ شاكر أن ما قاله البخاري : في حفظه نظر ، هو الحق ،
ومسلمة الجهني فيه جهالة ،
ترجمه البخاري ولم يخرجه وهو متأخر عن أن يدرك الفضل بن عباس .




(4) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 220 ) ، وابن السني ( 293 )
قال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح ،
قال الهيثمي ( 5 / 105 ) : رواه أحمد والطبراني ،
وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات ،
وقد صححه الألباني في الصحيحة ( 1065 )
وقال : قلت والضعف الذي في حديث ابن لهيعة
إنما هو في غير رواية العبادلة عنه ،
وإلا فحديثهم عنه صحيح كما حققه أهل العلم في ترجمته ،
ومنهم عبد الله بن وهب ، وقد رواه عنه كما رأيت ، ا هـ .
قلت : وهو في مسند ابن السني .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 04:33 AM
[ 186 ]

س : إلى كم قسم تنقسم المعاصي ؟

جـ : تنقسم إلى صغائر هي السيئات ،

وكبائر هي الموبقات .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 04:38 AM
[ 187 ]

س : بماذا تكفر السيئات ؟




جـ : قال الله تعالى :



{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ



نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا } ،

وقال تعالى :
{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }

فأخبرنا الله تعالى
أن السيئات تكفر باجتناب الكبائر وبفعل الحسنات ،

وكذلك جاء في الحديث :
« وأتبع السيئة الحسنة تمحها » (1)

وكذلك جاء في الأحاديث الصحيحة
أن إسباغ الوضوء على المكاره ،
ونقل الخطا إلى المساجد
والصلوات الخمس
والجمعة إلى الجمعة

ورمضان إلى رمضان
وقيام ليلة القدر
وصيام عاشوراء

وغيرها من الطاعات
أنها كفارات للسيئات والخطايا ،

وأكثر تلك الأحاديث
فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر ،
وعليه يحمل المطلق منها
فيكون اجتناب الكبائر شرطا
في تكفير الصغائر بالحسنات وبدونها .




==================
(1) ( حسن ) رواه أحمد ( 5 / 153 ، 158 ، 177 ، 228 ) ،
والترمذي ( 1987 ) ، والحاكم ( 1 / 54 ) من حديث أبي ذر ،
وقال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ،
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ،
ورواه أحمد ( 5 / 236 ) من حديث معاذ بن جبل ، وقد حسنه الألباني .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 04:42 AM
[ 188 ]

س : ما هي الكبائر ؟

جـ : في ضابطها أقوال للصحابة والتابعين وغيرهم

فقيل :
هي كل ذنب ترتب عليه حد ،

وقيل :
هي كل ذنب أتبع بلعنة أو غضب أو نار أو أي عقوبة ،

وقيل :
هي كل ذنب يشعر فعله بعدم اكتراث فاعله بالدين
وعدم مبالاته به وقلة خشيته من الله ،

وقيل غير ذلك ،

وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة
تسمية كثير من الذنوب كبائر على تفاوت درجاتها

فمنها
كفر أكبر كالشرك بالله والسحر ،

ومنها
عظيم من كبائر الإثم والفواحش
وهو دون ذلك
كقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
والتولي يوم الزحف وأكل الربا
وأكل مال اليتيم وقول الزور ،

ومنه قذف المحصنات الغافلات المؤمنات
وشرب الخمر وعقوق الوالدين
وغير ذلك ،

وقال ابن عباس رضي الله عنهما :
( هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع ) (1) ، ا هـ .

ومن تتبع الذنوب التي أطلق عليها أنها كبائر
وجدها أكثر من السبعين ،

فكيف إذا تتبع جميع ما جاء عليه الوعيد الشديد
في الكتاب والسنة
من إتباعه بلعنة أو غضب
أو عذاب
أو محاربة
أو غير ذلك من ألفاظ الوعيد ،

فإنه يجدها كثيرة جدا .



==================
(1) ( صحيح ) رواه عبد الرزاق ( 10 / 19702 ) ، والطبري في تفسيره ( 5 / 27 ) ،
وقد ذكره الحافظ في الفتح مستشهدا به ، وسكت عنه ( فتح الباري 12 / 183 )
وسنده صحيح .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 07:49 AM
[ 189 ]

س : بماذا تكفر جميع الصغائر والكبائر ؟

جـ : تكفر جميعها بالتوبة النصوح ،

قال الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ
تَوْبَةً نَصُوحًا
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } ،

وعسى من الله محققة ،

وقال تعالى :
{ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا
فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } . الآيات ،

وقال تعالى :
{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ
وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ
أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } .
الآيات وغيرها ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« التوبة تجب ما قبلها » ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِه
من رجل نزل منزلا وبه مهلكة
ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه
فوضع رأسه فنام نومة
فاستيقظ وقد ذهبت راحلته
حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله
قال :
أرجع إلى مكاني فنام نومة ثم رفع رأسه ،
فإذا راحلته عنده » (1) .


==================



(1) رواه البخاري ( 6308 ) ، ومسلم ( التوبة / 3 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:11 AM
[ 190 ]

س : ما هي التوبة النصوح ؟

جـ : هي الصادقة
التي اجتمع فيها
ثلاثة أشياء :

الإقلاع عن الذنب

والندم على ارتكابه ،

والعزم على أن لا يعود أبدا ،

وإن كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه إن أمكن ،

فإنه سيطالب بها يوم القيامة ،
إن لم يتحللها من اليوم ويقتص منه لا محالة ،
وهو من الظلم الذي لا يترك الله منه شيئا ،

قال صلى الله عليه وسلم :
« من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم
قبل أن لا يكون دينار ولا درهم
إن كان له حسنات أخذ من حسناته
وإلا أخذ سيئات أخيه فطرحت عليه » (1) .

==================
(1) تقدم

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:16 AM
[ 191 ]

س : متى تنقطع التوبة
في حق كل فرد من أفراد الناس ؟

جـ : قال الله تعالى :
{ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ
لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ
ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ
فَأُولَئِكَ
يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }

أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن كل شيء عصي الله به فهو جهالة
سواء كان عمدا أو غيره
وأن كل ما كان قبل الموت فهو قريب ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » (1) .

ثبت ذلك في أحاديث كثيرة ،

فأما إذا عاين الملَك ،
وحشرجت الروح في الصدر وبلغت الحلقوم
وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم
فلا توبة مقبولة حينئذ
ولا فكاك ولا خلاص
{ وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ } ،

وذلك قوله عز وجل عقب هذه الآية :

{ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ
حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ
قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ } . الآية .



==================
(1) ( حسن ) رواه أحمد ( 2 / 132 ، 153 ) ،
والترمذي ( 3537 ) ، وابن ماجه ( 4253 ) ،
والحاكم ( 4 / 257 ) ، وابن حبان ( 2 / 628 ) بإسناد حسن ،
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب
وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وحسنه الألباني .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:17 AM
[ 192 ]

س : متى تنقطع التوبة من عمر الدنيا ؟

جـ : قال الله تعالى :

{ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ
لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا



لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ
أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } . الآية ،

وفي صحيح البخاري :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ،
فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعين ،
وذلك من حين
{ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا }» (1) ، ثم قرأ الآية

وقد وردت في معناها أحاديث كثيرة
عن جماعة من الصحابة
عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمهات وغيرها ،

وقال صفوان بن عسال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

« إن الله فتح بابا قبل المغرب
عرضه سبعون عاما للتوبة ،
لا يغلق
حتى تطلع الشمس منه » (2) .

رواه الترمذي ، وصححه النسائي ،
وابن ماجه في حديث طويل .




==================
(1) رواه البخاري ( 4636 ) ، ومسلم ( الإيمان / 248 ) .
(2) ( حسن ) رواه أحمد ( 4 / 240 ) ،
والترمذي ( 3536 ) ، وابن ماجه ( 4070 )
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وقد حسنه الألباني .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:19 AM
[ 193 ]

س : ما حكم من مات من الموحدين
مصِّراً على كبيرة ؟

جـ : قال الله عز وجل :

{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ
فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا
وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا
وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } ،

وقال تعالى :

{ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ
بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } ،

وقال تعالى :

{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا
وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ } . الآية ،

وقال تعالى :

{ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا
وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ
وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } ،

وقال تعالى :

{ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ
ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ
وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } ،

وقال تعالى :

{ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } ،

وغير ذلك من الآيات ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« من نوقش الحساب عُذِّب » (1) ،

فقالت له عائشة رضي الله عنها :
أليس يقول الله :
{ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا }
قال :
" بلى
وإنما ذلك العرض
ولكن من نوقش الحساب عُذِّب » .

وقد قدمنا من النصوص
في الحشر وأحوال الموقف والميزان
ونشر الصحف والعرض والحساب
والصراط والشفاعات وغيرها

ما يُعلَم به تفاوت مراتب الناس
وتباين أحوالهم في الآخرة
بحسب تفاوتهم في الدار الدنيا
في طاعة ربهم وضدها
من سابق ومقتصد
وظالم لنفسه ،





==============

(1) تقدم

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:21 AM
إذا عرفت هذا
فاعلم أن الذي أثبتته الآيات القرآنية والسنن النبوية
ودرج عليه السلف الصالح والصدر الأول
من الصحابة والتابعين لهم بإحسان
من أئمة التفسير والحديث والسنة

أن العصاة من أهل التوحيد على ثلاث طبقات :

الأولى :
قوم رجحت حسناتهم بسيئاتهم ،
فأولئك يدخلون الجنة ولا تمسهم النار أبدا .

الثانية :
قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم
فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة
وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار ،

وهؤلاء هم أصحاب الأعراف
الذين ذكر الله تعالى أنهم يقفون بين الجنة والنار
ما شاء الله أن يقفوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة

كما قال الله تعالى بعد أن أخبر
بدخول أهل الجنة الجنة ،
وأهل النار النار ،
وتناديهم فيها ،

قال :
{ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ
وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ
وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ
أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } -

إلى قوله :
{ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ
لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ } .

الطبقة الثالثة :
قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الإثم والفواحش
ومعهم أصل التوحيد والإيمان ،
فرجحت سيئاتهم بحسناتهم ،

فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم ،

ومنهم من تأخذه إلى كعبيه
ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ،
ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ،
حتى أن منهم من لم يحرم الله منه على النار
إلا أثر السجود ،

وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم
لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغيره من بعده
من الأنبياء والأولياء والملائكة ومن شاء الله أن يكرمه ،
فيحد لهم حدا فيخرجونهم ،
ثم يحد لهم حدا فيخرجونهم

وهكذا فيخرجون من كان في قلبه وزن دينار من خير ،
ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار من خير ،
ثم من كان في قلبه وزن برة من خير ،
إلى أن يخرجوا منها من في قلبه وزن ذرة من خير ،
إلى أدنى من مثقال ذرة إلى أن يقول الشفعاء :
ربنا لم نذر فيها خيرا.

ولن يخلد في النار أحد
ممن مات على التوحيد ولو عمل أي عمل ،
ولكن كل من كان منهم أعظم إيمانا وأخف ذنبا
كان أخف عذابا في النار
وأقل مكثا فيها وأسرع خروجا منها ،
وكل من كان أعظم ذنبا وأضعف إيمانا
كان بضد ذلك ،

والأحاديث في هذا الباب لا تحصى كثرة
وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :

« من قال : لا إله إلا الله
نفعته يوما من الدهر
يصيبه قبل ذلك ما أصابه » (1) .

وهذا مقام ضلت فيه الأفهام وزلت فيه الأقدام
واختلفوا فيه اختلافا كثيرا :
{ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ
وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } .




==================
(1) ( صحيح ) رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 1 / 56 ) ، وأبو نعيم ( 5 / 46 ) ،
وقد صححه الشيخ الألباني في الصحيحة ( 1932 ) فلينظر .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:23 AM
[ 194 ]

س : هل الحدود كفارات لأهلها ؟

جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم
وحوله عصابة من أصحابه :

« بايعوني على
أن لا تشركوا باللّه شيئا
ولا تسرقوا ولا تزنوا
ولا تقتلوا أولادكم
ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم
ولا تعصوا في معروف ،
فمن وفى منكم فأجره على الله

ومن أصاب من ذلك شيئا
فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ،

ومن أصاب من ذلك شيئا
ثم ستره الله فهو إلى الله
إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه » ،

يعني غير الشرك ،
قال عبادة :
فبايعناه على ذلك (1) .


==================
(1) رواه البخاري ( 4894 ، 6784 ) ، ومسلم ( الحدود / 41 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:25 AM
[ 195 ]

س : ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث :
« فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه » (1) ،
وبين ما تقدم
من أن من رجحت سيئاته بحسناته دخل النار ؟

جـ : لا منافاة بينهما ،
فإن ما يشاء الله أن يعفو عنه
يحاسبه الحساب اليسير
الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالعرض ،
وقال في صفته :

« يدنو أحدكم من ربه عز وجل
حتى يضع عليه كنفه فيقول :
عملت كذا وكذا ،

فيقول : نعم ،

ويقول :
عملت كذا وكذا ،

فيقول : نعم .

فيقرره ثم يقول :

إني سترت عليك في الدنيا ،
وأنا أغفرها لك اليوم » (2) .

وأما الذين يدخلون النار بذنوبهم
فهم ممن يناقش الحساب ،

وقد قال صلى الله عليه وسلم :
« من نوقش الحساب عُذِّب » .




==================
(1) تقدم
(2) تقدم

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:28 AM
[ 196 ]

س : ما هو الصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى بسلوكه ،
ونهانا عن اتباع غيره ؟

جـ : هو دين الإسلام الذي أرسل به رسله ،
وأنزل به كتبه
ولم يقبل من أحد سواه
ولا ينجو إلا من سلكه ،

ومن سلك غيره تشعبت عليه الطرق وتفرقت به السبل ،

قال الله تعالى :
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } ،

وخط النبي صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال :
« هذا سبيل الله مستقيما » (1) ،

وخط خطوطا عن يمينه وشماله ، ثم قال :
« هذه سبل ليس منها سبيل
إلا عليه الشيطان يدعو إليه » ،

ثم قرأ :

{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
فَاتَّبِعُوهُ
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } ،

وقال صلى الله عليه وسلم :

« ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ،
وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ،
وعلى الأبواب ستور مرخاة ،
وعلى باب الصراط داع يقول :
يا أيها الناس
ادخلوا الصراط المستقيم جميعا ولا تفرقوا ،
وداع يدعو من فوق الصراط ،
فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب
قال : ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه ،
فالصراط الإسلام والسوران حدود الله ،
والأبواب المفتحة محارم الله ،
وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله ،
والداعي من فوق الصراط
واعظ الله في قلب كل مسلم » (2) .




==================
(1) ( حسن ) رواه أحمد ( 1 / 435 ، 465 ) ،
والحاكم ( 2 / 318 ) ، وابن حبان ( 1741 ، 1742 ) ،
والبغوي في شرح السنة ( 1 / 196 ، 197 ) ، وابن أبي عاصم ( 17 )
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ووافقه الذهبي ،
وقد حسنه الشيخ الألباني ، وإسناده حسن عند ابن حبان .



(2) ( صحيح ) رواه أحمد ( 4 / 182 ، 183 ) ،
والترمذي ( 2859 ) ، والحاكم ( 1 / 37 ) ،
والطحاوي في مشكل الآثار ( 3 / 53 ، 36 ) ،
وابن أبي عاصم ( 18 ، 19 ) من حديث النواس بن سمعان ،
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولا أعرف له علة ولم يخرجاه
ووافقه الذهبي ،
وصححه الألباني.

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:30 AM
[ 197 ]

س : بماذا يتأتى سلوكه والسلامة من الانحراف عنه ؟

جـ : لا يحصل ذلك إلا بالتمسك بالكتاب والسنة
والسير بسيرهما والوقوف عند حدودهما

وبذلك يحصل
تجريد التوحيد لله ،
وتجريد المتابعة للرسول
صلى الله عليه وسلم

{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ
وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } ،

وهؤلاء المنعم عليهم المذكورون هاهنا تفصيلا
هم الذين أضاف الصراط إليهم في فاتحة اِلكتاب

بقوله تعالى :
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } ،

ولا أعظم نعمة على العبد
من هدايته إلى هذا الصراط المستقيم ،
وتجنيبه السبل المضلة ،

وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمته على ذلك
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

« تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك » (1) .




==================
(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 4 / 126 ) ،
وابن ماجه ( 43 ) ، والحاكم ( 1 / 96 ) ،
وابن أبي عاصم ( 48 ، 49 ) وقد صححه الألباني .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:34 AM
[ 198 ]

س : ما ضد السنة ؟

جـ : ضدها البدع المحدثة وهي شرع ما لم يأذن به الله ،
وهي : التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :



« من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد » (1) ،

وقوله صلى الله عليه وسلم :
" « عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،
تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ،
وإياكم ومحدثات الأمور ؛
فإن كل محدثة ضلالة » (2) ،




وأشار صلى الله عليه وسلم إلى وقوعها بقوله :
« وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة
كلها في النار إلا واحدة » (3) ،

وعينها بقوله صلى الله عليه وسلم :
« هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي » .

وقد برأه الله تعالى من أهل البدع بقوله :
{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا
لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ
إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ } . الآية .


==================


(1) رواه البخاري ( 2697 ) ، ومسلم ( الأقضية / 17 ) .

(2) ( صحيح ) رواه أحمد ( 4 / 126 ، 127 ) ،
والترمذي ( 2676 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح .
وأبو داود ( 4607 ) ، وابن ماجه ( 42 ) ، والحاكم ( 1 / 95 ، 96 ، 97 ) ،
وابن أبي عاصم ( 31 ، 54 ) وقال البزار : حديث ثابت صحيح ،
وقال ابن عبد البر : حديث ثابت ، وقال الحاكم : صحيح ليس له علة . ووافقه الذهبي
وصححه الضياء المقدسي ، وقد صححه الألباني في صحيح ابن ماجه .

(3) ( إسناده حسن وهو صحيح لغيره ) رواه الترمذي ( 2641 ) ، والحاكم ( 1 / 128 ، 129 )
من حديث عبد الله بن عمرو ،
قال الإمام الترمذي : هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه .
وقد حسنه الألباني ورواه أبو داود ( 4596 ) ،
والترمذي ( 2640 ) ، وابن ماجه ( 3991 )
من حديث أبي هريرة حتى قوله ( فرقة )
وقال الترمذي : حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح ،
وسكت عنه أبو داود ، وقال الألباني : حسن صحيح .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:41 AM
[ 199 ]

س : إلى كم قسم تنقسم البدعة
باعتبار إخلالها بالدين ؟

جـ : تنقسم إلى قسمين :

بدعة مكفرة

وبدعة دون ذلك .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 08:44 AM
[ 200 ]

س : ما هي البدع المكفرة ؟

جـ : هي كثيرة وضابطها

من أنكر أمرا مجمعا عليه متواترا من الشرع
معلوما من الدين بالضرورة ؛

لأن ذلك تكذيب بالكتاب ،
وبما أرسل الله به رسله
كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل ،
والقول بخلق القرآن
أو خلق أي صفة من صفات الله عز وجل ،
وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليلا ،
وكلم موسى تكليما وغير ذلك ،
وكبدعة القدرية في إنكار علم الله وأفعاله وقضائه وقدره ،
وكبدعة المجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه
وغير ذلك من الأهواء ،

ولكن هؤلاء منهم من علم أن عين قصده
هدم قواعد الدين وتشكيك أهله فيه
فهذا مقطوع بكفره
بل هو أجنبي عن الدين من أعدى عدو له ،

وآخرون مغرورون ملبس عليهم
فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم
بعد إقامة الحجة عليهم ،
وإلزامهم بها .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 09:30 AM
[ 201 ]

س : ما هي البدعة التي هي غير مكفرة ؟

جـ : هي ما لم تكن كذلك
مما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب
ولا بشيء بما أرسل الله به رسله ،

كبدعة المروانية التي أنكرها عليهم
فضلاء الصحابة ولم يقروهم عليها ،
ولم يكفروهم بشيء منها
ولم ينزعوا يدا من بيعتهم لأجلها

كتأخيرهم بعض الصلوات إلى أواخر أوقاتها ،
وتقديمهم الخطبة قبل صلاة العيد ،
والجلوس في نفس الخطبة في الجمعة وغيرها ،
وسبهم بعض كبار الصحابة على المنابر ،
ونحو ذلك

مما لم يكن منهم عن اعتقاد شرعية
بل بنوع تأويل
وشهوات نفسانية وأغراض دنيوية .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 09:54 AM
[ 202 ]

س : كم أقسام البدع بحسب ما تقع فيه ؟

جـ : تنقسم إلى :

بدع في العبادات ،

وبدع في المعاملات .


[ 203 ]

س : إلى كم قسم تنقسم البدع في العبادات ؟

جـ : إلى قسمين :

الأول :
التعبد بما لم يأذن الله أن يعبد به البتة ،

كتعبد جهلة المتصوفة بآلات اللهو والرقص
والصفق والغناء وأنواع المعازف وغيرهما
مما هم فيه مضاهئون فعل الذين قال الله تعالى فيهم :

{ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ
إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً } .

الثاني :
التعبد بما أصله مشروع ،
ولكن وضع في غير موضعه
ككشف الرأس مثلا هو في الإحرام عبادة مشروعة ،
فإذا فعله غير المحرم في الصوم أو في الصلاة
أو غيرها بنية التعبد كان بدعة محرمة ،

وكذلك فعل سائر العبادات المشروعة في غير ما تشرع فيه
كالصلوات النفل في أوقات النهي ،

وكصيام يوم الشك ، وصيام العيدين ، ونحو ذلك .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 12:41 PM
[ 204 ]

س : كم حالة للبدعة مع العبادة التي تقع فيها ؟

جـ : لها حالتان :

الأولى :

أن تبطلها جميعا
كمن زاد في صلاة الفجر ركعة ثالثة ،
أو في المغرب رابعة ،
أو في الرباعية خامسة متعمدا ،
وكذلك إن نقص مثل ذلك .

الحالة الثانية :

أن تبطل البدعة وحدها
كما هي باطلة ويسلم العمل الذي وقعت فيه
كمن زاد في الوضوء على ثلاث غسلات

فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ببطلانه بل قال :
« فمن زاد على هذا ،
فقد أساء وتعدى وظلم » (1) .
ونحو ذلك .

==================
(1) ( حسن ) رواه النسائي ( 1 / 88 ) ، وابن ماجه ( 422 ) ، والبيهقي ( 1 / 79 )
قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية : قال الشيخ تقي الدين في « الإمام » :
وهذا الحديث عند من يصحح حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
لصحة الإسناد إلى عمرو ، ا هـ . ( 1 / 29 )
وذكر الحافظ ابن حجر في التلخيص ( 1 / 83 )
صحة طرق الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
عند النسائي وابن خزيمة وابن ماجه وأبي داود .
وذكر الألباني أن إسناده عند النسائي وابن ماجه وأبي داود حسن
إلا في زيادة لفظ ( أو نقص ) فهي زيادة منكرة .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 01:33 PM
[ 205 ]

س : ما هي البدع في المعاملات ؟

جـ : هي اشتراط ما ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ،
كاشتراط الولاء لغير المعتق
كما في قصة بريرة لما اشترط أهلها الولاء

قام النبي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

« أما بعد
فما بال رجال يشترطون شروطا
ليست في كتاب الله ،
فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل
وإن كان مائة شرط ،
فقضاء الله أحق وشرط الله أوثق
ما بال رجال منكم يقول أحدهم :
اعتق يا فلان ولي الولاء
إنما الولاء لمن أعتق » (1) .

وكذلك كل شرط أحل حراما ، أو حرم حلالا .




==================
(1) رواه البخاري ( 456 ، 1493 ، 2155 ) ،
ومسلم ( العتق / 5 ، 14 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 01:39 PM
[ 206 ]

س : ما الواجب التزامه
في أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ؟

جـ : الواجب لهم علينا سلامة قلوبنا وألسنتنا لهم ،
ونشر فضائلهم والكف عن مساويهم وما شجر بينهم ،

والتنويه بشأنهم
كما نوه تعالى بذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن ،
وثبتت الأحاديث الصحيحة
في الكتب المشهورة من الأمهات ،
وغيرها في فضائلهم ،

قال الله عز وجل :

{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ
ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ
كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ
فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ
مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } .

وقال تعالى :
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا
أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ،

وقال تعالى :
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ،

وقال تعالى :
{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ
وَالْمُهَاجِرِي نَ وَالْأَنْصَارِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ } . الآية ،

وقال تعالى :
{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ
وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } .

الآية ، وغيرها كثير .

ونعلم ونعتقد أن الله تعالى اطلع على أهل بدر فقال :
" « اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم » (1) ،
وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر ،

وبأنه « لا يدخل النار ممن بايع تحت الشجرة » (2)
بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه ،
وكانوا ألفا وأربعمائة وقيل : خمسمائة ،

قال الله تعالى :
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } . الآية ،

ونشهد بأنهم أفضل القرون من هذه الأمة
التي هي أفضل الأمم ،
وأن من أنفق مثل أحد ذهبا ممن بعدهم
لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه ،
مع الاعتقاد أنهم لم يكونوا معصومين ،
بل يجوز عليهم الخطأ ،

ولكنهم مجتهدون للمصيب منهم أجران
ولمن أخطأ أجر واحد على اجتهاده ،
وخطؤه مغفور ،

ولهم من الفضائل والصالحات والسوابق
ما يذهب سيئ ما وقع منهم إن وقع ،
وهل يغير يسير النجاسة البحر إذا وقعت فيه ،
رضي الله عنهم وأرضاهم ،
وكذلك القول
في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته
الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ،

ونبرأ من كل من وقع في صدره أو لسانه سوء
على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ،
أو على أحد منهم ،

ونشهد الله تعالى على حبهم وموالاتهم
والذب عنهم ما استطعنا
حفظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته
إذ يقول :
« لا تسبوا أصحابي » (3) .
وقال : « الله الله في أصحابي » (4) ،

وقال : « إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله
فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به » (5) ،

ثم قال :
« وأهل بيتي ،
أذكركم الله في أهل بيتي » .

الحديث في الصحيحين وغيرهما .




==================


(1) رواه البخاري ( 3007 ، 3081 ، 3983 ) ،
ومسلم ( فضائل الصحابة / 161 ) .



(2) رواه مسلم ( فضائل الصحابة / 163 ) ،
وأبو داود ( 4653 ) ، والترمذي ( 3860 ) .
(3) رواه البخاري ( 3673 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 221 ، 222 ) ،
وأحمد ( 3 / 11 ، 54 ) ، وأبو داود ( 4658 ) ،
والترمذي ( 3861 ) ، وابن ماجه ( 161 ) .



(4) ( إسناده ضعيف ) رواه أحمد ( 5 / 54 ، 57 ) ،
والترمذي ( 3862 ) ، وابن حبان ( 16 / 7256 ) ،
وابن أبي عاصم ( 992 ) ، وأبو نعيم ( 8 / 287 )
قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ،
وفي بعض النسخ له : حديث حسن غريب .
وفي سنده : عبد الرحمن بن زياد ويقال : عبد الله بن عبد الرحمن
ويقال : عبد الرحمن بن عبد الله . لم يوثقه غير ابن حبان
ولم يرو عنه غير عبيد الله بن رائطة
ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا ،
وقال الذهبي : لا يعرف . وقال يحيى بن معين : لا أعرفه .
وقال عنه الحافظ في التقريب : مقبول ، ا هـ .
قلت : يعني عند المتابعة ، ولا توجد هنا .



(5) رواه مسلم ( فضائل الصحابة / 36 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 01:54 PM
[ 207 ]

س : من أفضل الصحابة إجمالا ؟

جـ : أفضلهم السابقون الأولون من المهاجرين ،

ثم منِ الأنصار ،

ثم أهل بدر ،

فأحد ،

فبيعة الرضوان ،

فمن بعدهم ،

ثم { مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ

أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً

مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا

وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 01:57 PM
[ 208 ]

س : من أفضل الصحابة تفصيلا ؟

جـ : قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
« كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
لا نعدل بأبي بكر أحدا ،
ثم عمر ،
ثم عثمان ،
ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
لا نفاضل بينهم » (1) ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر في الغار :
« ما ظنك باثنين الله ثالثهما » (2) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« لو كنت متخذا من أمتي خليلا
لاتخذت أبا بكر خليلا ،
ولكن أخي وصاحبي » (3) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت
وقال أبو بكر : صدقت ،
وواساني بنفسه وماله
فهل أنتم تاركو لي صاحبي » (4) مرتين

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« إيها يا ابن الخطاب
والذي نفسي بيده
ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط
إلا سلك فجا غير فجك » (5) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
" « لقد كان فيما قبلكم محدَّثون
فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر » (6)

وقال صلى الله عليه وسلم في تكلم الذئب والبقرة :
« فإني أومن به وأبو بكر وعمر » (7)
وما هما ثَمَّ ،

ولما ذهب عثمان إلى مكة في بيعة الرضوان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى :

« هذه يد عثمان "
فضرب بها على يده
فقال :
" هذه لعثمان » (8) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« من يحفر بئر رومة فله الجنة » (9) .
فحفرها عثمان ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« من جهز جيش العسرة فله الجنة » (10) .
فجهزه عثمان ،

وقال صلى الله عليه وسلم فيه :
« ألا أستحي ممن استحيت منه الملائكة » (11) .

وقال صلى الله عليه وسلم
لعلي رضي الله عنه :
« أنت مني وأنا منك » (12) .

وأخبر صلى الله عليه وسلم عنه
« أنه يحب الله ورسوله ،
ويحبه الله ورسوله » (13) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« من كنت مولاه فعلي مولاه » (14) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ،
إلا أنه لا نبي بعدي » (15) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« عشرة في الجنة :
النبي في الجنة ،
وأبو بكر في الجنة ،
وعمر في الجنة ،
وعثمان في الجنة ،
وعلي في الجنة ،
وطلحة في الجنة ،
والزبير بن العوام في الجنة ،
وسعد بن مالك في الجنة ،
وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ،

قال سعيد بن زيد :
ولو شئت لسميت العاشر يعني نفسه » (16) ،
رضي الله عنهم أجمعين ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ،
وأشدها في دين الله عمر ،
وأصدقها حياء عثمان ،
وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل ،
وأقرؤها لكتاب الله عز وجل أُبيّ ،
وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت
ولكل أمة أمين
وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح » (17) .

وقال صلى الله عليه وسلم
في الحسن والحسين :
" « إنهما سيدا شباب أهل الجنة » (18) ،

« وأنهما ريحانتاه » (19) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« اللهم إني أحبهما فأحبهما » (20)

وقال في الحسن :
" « إن ابني هذا سيد
وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين » (21)
فكان الأمر كما قال ،

وقال في أمهما :
« إنها سيدة نساء أهل الجنة » (22) ،

وقد ثبت لكثير من الصحابة فضائل
على العموم والانفراد كثيرة لا تحصى ،
ولا يلزم من إثبات فضيلة لأحدهم في شيء
أن يكون أفضل من الآخرين من كل وجه
إلا الخلفاء الأربعة ،

أما الثلاثة فلحديث ابن عمر السابق ،
وأما علي فبإجماع أهل السنة
أنه كان بعدهم أفضل من على وجه الأرض .




==================

(1) رواه البخاري ( 3655 ، 3697 ) .
(2) رواه البخاري ( 3653 ، 3922 ) .



(3) رواه البخاري ( 3656 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 3 ) .
(4) رواه البخاري ( 3661 ، 4640 ) .
(5) رواه البخاري ( 3294 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 22 ) .
(6) رواه البخاري ( 3669 ، 3689 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 23 ) .
(7) رواه البخاري ( 2324 ، 3471 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 13 ) ،
وأحمد ( 2 / 245 ، 246 ) ، والترمذي ( 3677 ، 3695 ) .


(8) رواه البخاري ( 3698 ، 4066 ) .
(9) رواه البخاري ( 2778 ) .
(10) رواه البخاري ( 2778 ) .
(11) رواه مسلم ( فضائل الصحابة / 26 ) .
(12) رواه البخاري ( 2699 ، 4251 ) .
(13) رواه البخاري ( 2975 ، 3009 ) ، ومسلم ( الجهاد / 132 ) وفي ( فضائل الصحابة / 32 ، 33 ، 34 ) .




(14) ( صحيح ) رواه أحمد ( 4 / 368 ، 370 ، 372 ) ،
والترمذي ( 3731 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح .
والحاكم ( 3 / 109 ، 110 ) ، وابن أبي عاصم في السنة ( 1365 ، 1367 ) ،
وابن حبان ( 2205 / موارد ) ،
والطبراني ( 3968 ) قال الهيثمي في المجمع ( 9 / 104 ) :
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة ، وهو ثقة ،
وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ، وسكت عنه الذهبي .
وقد ذكر الألباني أن الحديث ورد من طرق كثيرة عن عشرة من الصحابة ،
كلها بين صحيح وحسن ثم قال في آخر بحثه :
أن حديث الترجمة حديث صحيح بشرطيه بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم
( صحيحه / 1750 ) .

(15) رواه البخاري ( 3706 ، 4416 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 30 ، 31 ) .
(16) ( صحيح ) رواه أبو داود ( 4649 ) ، والترمذي ( 3757 ) ،
وابن ماجه ( 134 ) ، وابن أبي عاصم ( 1428 ) من حديث سعيد بن زيد ،
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني ورواه أحمد ( 1 / 193 ) ،
والترمذي ( 3747 ) من حديث عبد الرحمن بن عوف ،
قال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح .

(17) ( صحيح ) رواه أحمد ( 3 / 184 ، 281 ) ، والترمذي ( 3790 ، 3791 ) ،
وابن ماجه ( 154 ) ، والحاكم ( 3 / 422 ) ، ومشكل الآثار ( 1 / 351 ) ،
وأبو نعيم ( 3 / 122 )
قال الحاكم : هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ،
وصححه الألباني ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .
في الأول وقال في الرواية الثانية : حسن صحيح .

(18) ( صحيح ) رواه الترمذي ( 3768 ) ، وأحمد ( 3 / 3 ، 62 ، 64 ، 80 ) ،
والحاكم ( 3 / 167 ) عن أبي سعيد الخدري .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
وقال الحاكم : هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة ، وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه .
وتعقبه الذهبي بقوله قلت : الحكم فيه لين .
قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق سيئ الحفظ .
قلت : قد ورد الحديث عن عشرة من الصحابة منهم أبو سعيد ،
قد ذكرها بطرقها الألباني في الصحيحة ( 796 ) ،
ثم قال : فالحديث صحيح بلا ريب ، بل هو متواتر كما نقله المناوي ، ا هـ .

(19) رواه البخاري ( 3753 ، 5994 ) .


(20) رواه البخاري ( 3747 ) .
(21) رواه البخاري ( 2774 ) .
(22) رواه البخاري ( 3624 ، 6286 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 03:13 PM
[ 209 ]

س : كم مدة الخلافة
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

جـ : روى أبو داود وغيره
عن سعيد بن جُمهان عن سفينة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« خلافة النبوة ثلاثون سنة ،
ثم يؤتي الله الملك من يشاء » (1) . الحديث ،

فكان ذلك مدة خلافة
أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
رضي الله عنهم ،

فأبو بكر سنتان وثلاثة أشهر ،
وعمر عشر سنين وستة أشهر ،
وعثمان اثنتا عشرة سنة ،
وعلي أربع سنين وتسعة أشهر
ويكملها ثلاثين بيعة الحسن بن علي ستة أشهر ،

وأول ملوك الإسلام معاوية رضي الله عنه ،
وهو خيرهم وأفضلهم

ثم كان بعده ملكا عضوضا

إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ،
فعده أهل السنة خليفة خامسا
لسيره بسيرة الخلفاء الراشدين .




==================
(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 5 / 220 ، 221 ) ،
وأبو داود ( 4646 ، 4647 ) ، والترمذي ( 2226 ) ،
والحاكم ( 3 / 71 ، 145 ) ، والطحاوي ( 4 / 363 ) ،
وابن حبان ( 6904 ) ،
وابن أبي عاصم ( 1181 ) قال الترمذي : وهذا حديث حسن .
وقد قال الألباني بعد سرد الحديث وطرقه وشواهده :
وجملة القول أن الحديث حسن من طريق سعيد بن جمهان صحيح بهذين الشاهدين
لا سيما وقد قواه من سبق ذكرهم وهاك أسماءهم :
الإمام أحمد والترمذي وابن جرير الطبري وابن أبي عاصم وابن حبان
والحاكم وابن تيمية والذهبي والعسقلاني . ا هـ ( صحيحه / 460 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 04:25 PM
[ 210 ]





س : ما الدليل على خلافة هؤلاء الأربعة جملة ؟

جـ : الأدلة عليها كثيرة لا تحصى ،
فمنها
حصر مدتها في ثلاثين سنة فكانت مدة ولايتهم ،

ومنها
ما تقدم من تفضيلهم على غيرهم
وتفاضلهم على ترتيب خلافتهم ،

ومنها
ما روى أبو داود وغيره
عن سمرة بن جندب أن رجلا قال :



« يا رسول الله إني رأيت كأن دلوا أُدلي من السماء
فجاء أبو بكر
فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا ،
ثم جاء عمر
فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ،
ثم جاء عثمان
فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع
ثم جاء علي
فأخذ بعراقيها
فانتشطت وانتضح عليه منها شيء » (1) ،

ومنها
وهو أقواها إجماعًا من يعتد بإجماعهم
على خلافة هؤلاء الأربعة ،

ولا يطعن في خلافة أحد منهم
إلا ضال مبتدع .


==================
(1) ( إسناده فيه ضعف ) رواه أحمد ( 5 / 21 ) ، وأبو داود ( 4637 )
، والطبراني ( 6965 ) ، وابن أبي عاصم ( 1141 )
وفي سنده عبد الرحمن الجرمي ذكره ابن حبان في الثقات ،
وقال الحافظ في التقريب : مقبول ،
وقال الذهبي : ما حدث عنه سوى ولده أشعث .
وقال الألباني : فيه جهالة ، وضعف إسناده .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 05:14 PM
[ 211 ]


س : ما الدليل على خلافة الثلاثة إجمالا ؟

جـ : الأدلة على ذلك كثيرة منها ما تقدم ،
ومنها حديث أبي بكر رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم :
« من رأى منكم رؤيا " ؟

فقال رجل :
أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء ،
فوزنت أنت وأبو بكر
فرجحت أنت بأبي بكر ،
ووزن عمر وأبو بكر
فرجح أبو بكر ،
ووزن عمر وعثمان
فرجح عمر
ثم رفع الميزان » (1) ،

وقال صلى الله عليه وسلم :
« أرى الليلة رجل صالح
أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم
ونيط عمر بأبي بكر
ونيط عثمان بعمر » (2) .

وكلا الحديثين في السنن .



==================
(1) ( صحيح ) رواه أبو داود ( 4634 ) ، والترمذي ( 2278 ) ، والحاكم ( 3 / 70 ، 71 )
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وسكت عنه الإمام أبو داود ،
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ،
وتعقبه الذهبي بقوله : أشعث هذا ثقة لكن ما احتجا به ، وصححه الألباني .

(2) ( إسناده ضعيف ) رواه أحمد ( 3 / 355 ) ، وأبو داود ( 4636 ) ، وابن أبي عاصم ( 1134 ) ،
والحاكم ( 3 / 71 ، 72 ) وصححه ووافقه الذهبي ،
وفي سنده عمرو بن أبان قال عنه الحافظ : مقبول ولم يوثقه غير ابن حبان ،
وقال الحافظ في التهذيب : قال ابن حبان : روى عن جابر ولا أدري أسمع منه أم لا
وقال المنذري : فعلى هذا فالإسناد منقطع ، لأن الزهري لم يسمع من جابر ، وضعفه الألباني .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 07:23 PM
[ 212 ]

س : ما الدليل على خلافة أبي بكر وعمر
رضي الله عنهما إجمالا ؟

جـ : على ذلك أدلة كثيرة ،
منها ما في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم :

« بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو ،
فنزعت منها ما شاء الله ،
ثم أخذه ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين
وفي نزعه ضعف ،
والله يغفر له ضعفه ،
ثم استحالت غربا ،
فأخذها ابن الخطاب
فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر
حتى ضرب الناس بعطن » " (1) .




==================
(1) رواه البخاري ( 3633 ، 3676 ، 3682 ) ،
ومسلم ( فضائل الصحابة / 17 ، 19 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 09:47 PM
[ 213 ]

س : ما الدليل على خلافة أبي بكر وتقديمه فيها ؟




جـ : الأدلة على ذلك لا تحصى ، منها ما تقدم ،
ومنها ما في صحيح البخاري ومسلم

« أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم
فأمرها أن ترجع قالت :
أرأيت إن جئت ولم أجدك
- كأنها تقول الموت -

قال صلى الله عليه وسلم :
" إن لم تجديني فأتي أبا بكر » (1) .

ومنها ما في صحيح مسلم
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
« قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا
فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل :
أنا أولى
ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر » (2) .

وهكذا قال صلى الله عليه وسلم
في تقديمه في الصلاة
في مرض موته صلى الله عليه وسلم ،
وأجمع على بيعته
جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من المهاجرين والأنصار فمن بعدهم .




==================


(1) رواه البخاري ( 3659 ، 7220 ، 7360 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 10 ) .
(2) رواه البخاري ( 5666 ، 7317 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 11 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 09:55 PM
[ 214 ]

س : ما الدليل على تقديم عمر
في الخلافة بعد أبي بكر ؟

جـ : أدلته كثيرة منها ما تقدم ،
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم :

« إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم
فاقتدوا بالذين من بعدي » (1) ،

وأشار إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ،

ومنها
ما في حديث الفتنة التي تموج كموج البحر ،
قال حذيفة رضي الله عنه لعمر :
« إن بينك وبينها بابا مغلقا ،
قال أيفتح أم يكسر ؟
قال :
بل يكسر ،

قال عمر :
إذا لا يغلق ،
فكان الباب عمر وكسره قتله ،
فلم يرفع بعده سيف بين الأمة » (2) ،

وقد أجمعت الأمة
على تقديمه في الخلافة بعد أبي بكر رضي الله عنهما .




==================
(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 5 / 382 ) ، والترمذي ( 3662 ، 3663 ) ،
وابن ماجه ( 97 ) ،وابن أبي عاصم ( 1148 ، 1149 ) ،
والحاكم ( 3 / 75 ) ، والطحاوي ( 2 / 83 ، 84 )
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ،
وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وصححه الألباني .
(2) رواه البخاري ( 525 ، 1435 ، 1895 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 231 ) ، وأحمد ( 5 / 386 ، 401 )

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 09:59 PM
[ 215 ]

س : ما الدليل على تقديم عثمان
بعدهما في الخلافة ؟

جـ : الأدلة على ذلك كثيرة منها ما تقدم ،
ومنها حديث كعب بن عجرة قال :

« ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقرَّبها
فمرَّ رجل مقنع رأسه ،

فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" هذا يومئذ على الهدى "

فوثبت فأخذت بضبعي عثمان
ثم استقبلت رسول الله ،
فقلت : هذا .
قال : " هذا »

. رواه ابن ماجه ،

ورواه الترمذي عن مرة بن كعب وقال :
هذا حديث حسن صحيح (1) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
« يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر يوما
فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك
الذي قمصك الله فلا تخلعه "
يقول ذلك ثلاث مرات » (2) .

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ،
والترمذي وحسنه ،
وابن حبان في صحيحه ،

وأجمع على بيعته أهل الشورى
ثم سائر الصحابة ،
وأول من بايعه علي رضي الله عنه
بعد عبد الرحمن بن عوف
ثم الناس بعده .




==================

(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 4 / 235 ، 236 ، 242 ) ،
والترمذي ( 3705 ) ، وابن أبي عاصم ( 1294 ) ،
وابن ماجه ( 111 ) وصححه الألباني .



(2) ( صحيح ) رواه أحمد ( 6 / 75 ، 86 ، 87 ) ، والترمذي ( 3705 ) ،
وابن ماجه ( 112 )
وقال الحاكم : صحيح عالي الإسناد ولم يخرجاه ،
وتعقبه الذهبي بقوله : أنى له الصحة ومداره على فرج بن فضالة .
وصححه الألباني وتعقب قول الذهبي بقوله :
قد توبع ، وبين متابعاته التي صححه بها ،
انظر ظلال الجنة في تخريج السنة ( 1172 )

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 10:10 PM
[ 216 ]

س : ما الدليل على خلافة علي
وأولويته بالحق بعدهم ؟

جـ : أدلة ذلك كثيرة ، منها ما تقدم ،

ومنها قول النبي
صلى الله عليه وسلم :
« ويح عمار تقتله الفئة الباغية ،
يدعوهم إلى الجنة ،
ويدعونه إلى النار » (1) .

فكان مع علي رضي الله عنه
فقتله أهل الشام ،
وهو يدعوهم إلى السنة والجماعة
وطاعة الإمام الحق
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،

والحديث في الصحيح ،
وفيه قال صلى الله عليه وسلم :
« تمرق مارقة على حين فرقة من الناس
يقتلهم أولى الطائفتين بالحق » (2) .

فمرقت الخوارج
فقتلهم علي رضي الله عنه يوم النهروان ،
وهو الأولى بالحق بإجماع أهل السنة قاطبة ،
رحمهم الله تعالى .




==================
(1) رواه البخاري ( 447 ، 2812 ) ،
ومسلم ( الفتن / 70 ، 72 ، 73 ) .
(2) رواه مسلم ( الزكاة / 149 ، 150 ، 151 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 10:14 PM
[ 217 ]

س : ما الواجب لولاة الأمور ؟

جـ : الواجب لهم النصيحة
بموالاتهم على الحق وطاعتهم فيه ،
وأمرهم به وتذكيرهم برفق ،

والصلاة خلفهم والجهاد معهم ،
وأداء الصدقات إليهم ،

والصبر عليهم وإن جاروا ،
وترك الخروج بالسيف عليهم ،
ما لم يظهروا كفرا بواحا ،

وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم ،
وأن يُدعى لهم بالصلاح والتوفيق .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 10:17 PM
[ 218 ]

س : ما الدليل على ذلك ؟

جـ : الأدلة على ذلك كثيرة ،

منها قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } . الآية ،

وقول النبي صلى الله عليه وسلم :
« اسمعوا وأطيعوا وإن تأمَّر عليكم عبد » (1) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« من رأى من أميره شيئا يكرهه
فليصبر عليه
فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات
إلا مات ميتة جاهلية » (2) .

وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه :
« دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه ،
فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة
في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا ،
وأن لا ننازع الأمر أهله
إلا أن تروا كفرا بواحا ،
عندكم من الله فيه برهان » (3) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« إن أمر عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله
فاسمعوا له وأطيعوا » (4) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره
إلا أن يؤمر بمعصية ،
فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة » (5) .

وقال :
« إنما الطاعة في المعروف » (6) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع » (7) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« من خلع يدا من طاعة
لقي الله يوم القيامة لا حجة له ،
ومن مات وليس في عنقه بيعة ،
مات ميتة جاهلية » (8) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهو جميع
فاضربوه بالسيف كائنا من كان » (9) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون
فمن عرف برئ ،
ومن أنكر سلم ،
ولكن من رضي وتابع "

قالوا : أفلا نقاتلهم ؟

قال : " لا ،
ما صلوا » (10) ،

وغير ذلك من الأحاديث ،
وهذه كلها في الصحيح .


==================
(1) رواه البخاري ( 693 ، 696 ، 7142 ) .
(2) رواه البخاري ( 7053 ، 7054 ، 7143 ) ،
ومسلم ( الفتن / 55 ، 56 ) .
(3) رواه البخاري ( 7052 ) ، ومسلم ( الإمارة / 41 ، 42 ) .
(4) رواه مسلم ( الإمارة / 37 ) ، وأحمد ( 4 / 70 ) .
(5) رواه البخاري ( 1724 ، 2955 ) ، ومسلم ( الإمارة / 38 ) .

(6) رواه البخاري ( 4340 ، 7257 ) ، ومسلم ( الإمارة / 39 ، 40 ) .
(7) رواه مسلم ( الإمارة / 52 ) .
(8) رواه مسلم ( الإمارة / 58 ) .
(9) رواه مسلم ( الإمارة / 59 ، 60 ) .
(10) رواه مسلم ( الإمارة / 62 ، 63 ، 64 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-23, 11:01 PM
[ 219 ]

س : على من يجب الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر
وما مراتبه ؟

جـ : قال الله عز وجل :
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ،
فإن لم يستطع فبلسانه ،
فإن لم يستطع فبقلبه ،
وذلك أضعف الإيمان » (1) .
رواه مسلم .

وفي هذا الباب من الآيات القرآنية ،
والأحاديث النبوية ما لا يحصى ،

وكلها تدل
على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
على كل من رآه
لا يسقط عنه إلا أن يقوم به غيره
كلٌّ بحسبه ،

وكل ما كان العبد على ذلك أقدر وبه أعلم
كان عليه أوجب وله ألزم ،
ولم ينج عند نزول العذاب بأهل المعاصي
إلا الناهون عنها ،

وقد أفردنا هذه المسألة برسالة بها وافية
ولطالبي الحق كافية ،
ولله الحمد والمنة .




==================
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 78 ، 79 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 04:49 AM
[ 220 ]

س : ما حكم كرامات الأولياء ؟

جـ : كرامات الأولياء حق ،
وهو ظهور الأمر الخارق على أيديهم الذي لا صنع لهم فيه ،
ولم يكن بطريق التحدي ، بل يجريه الله على أيديهم ،
وإن لم يعلموا به كقصة أصحاب الكهف ،
وأصحاب الصخرة (1) ،
وجريج الراهب (2) ،

وكلها معجزات لأنبيائهم ،
ولهذا كانت في هذه الأمة أكثر وأعظم
لعظم معجزات نبيها ،

وكرامته على الله عز وجل ،
كما وقع لأبي بكر في أيام الردة (3) ،
وكنداء عمر لسارية
وهو على المنبر فأبلغه وهو بالشام (4) ،
وككتابته إلى نيل مصر فجرى (5) ،

وكخيل العلاء بن الحضرمي
إذ خاض بها البحر في غزو الروم ،

وكصلاة أبي مسلم الخولاني في النار
التي أوقدها له الأسود العنسي ،

وغير ذلك مما وقع لكثير منهم
في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
وبعده في عصر الصحابة
والتابعين لهم بإحسان
ومن بعدهم إلى الآن ،
وإلى يوم القيامة ،

وكلها في الحقيقة
معجزات لنبينا صلى الله عليه وسلم
لأنهم إنما نالوا ذلك بمتابعته ،

فإن اتفق شيء من الخوارق لغير متبع النبي
فهي فتنة وشعوذة لا كرامة ،
وليس من اتفقت له من أولياء الرحمن
بل من أولياء الشيطان ،
والعياذ بالله .




==================
(1) رواه مسلم ( الذكر / 100 ) ، والبخاري في الأدب ( 5974 ) .
(2) رواه البخاري ( 3436 ، 2482 ) ، ومسلم ( البر / 7 ، 8 ) .
(3) راجع تاريخ الإسلام للذهبي ( 3 / 20 ، 25 ) .
(4) ( حسن ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة ( 2 / 740 ) ،
وابن كثير في البداية ( 7 / 131 ) ،
وابن حجر في الإصابة ( 3 / 52 ، 53 )
وقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر ، نقله عنه السخاوي في المقاصد ( 1333 ) .



(5) ( إسناده فيه ضعف ) ابن كثير في التفسير ( 3 / 464 )
وفي سنده ابن لهيعة ، وهو مختلف فيه ،
قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق من السابعة ، خلط بعد احتراق كتبه ، ا هـ .

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 04:51 AM
[ 221 ]

س : من هم أولياء الله ؟

جـ : هم كل من آمن بالله واتقاه
واتَّبع رسوله صلى الله عليه وسلم ،

وقال الله تعالى :
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ
لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } ،

ثم بينهم فقال :
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } .
الآيات ،

وقال تعالى :
{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا
يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ

وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ
يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ } . الآية ،

وقال تعالى :
{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« إن آل أبي فلان
ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي المتقون » (1) .

وقال الحسن رحمه الله تعالى :
ادعى قوم محبة الله ،
فامتحنهم الله بهذه الآية :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } . الآية ،

وقال الشافعي رحمه الله تعالى :
" إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء
فلا تصدقوه ولا تغتروا به
حتى تعلموا متابعته للرسول
صلى الله عليه وسلم " .



==================
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 366 ) كلهم بهذا المعنى .

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 04:59 AM
[ 222 ]

س : من هي الطائفة التي عناها النبي
صلى الله عليه وسلم بقوله :

« لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة
لا يضرهم من خالفهم
حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى » " (1) ؟

جـ : هذه الطائفة هي الفرقة الناجية
من الثلاث وسبعين فرقة ،

كما استثناها النبي
صلى الله عليه وسلم من تلك الفرق بقوله :
« كلها في النار إلا واحدة
وهي الجماعة » .
وفي رواية قال :
« هم من كان على مثل
ما أنا عليه اليوم
وأصحابي » ،

نسأل الله تعالى
أن يجعلنا منهم
وأن لا يزيغ قلوبنا
بعد إذ هدانا
وأن يهب لنا من لدنه رحمة
إنه هو الوهاب

{ سُبْحَانَ رَبِّكَ
رَبِّ الْعِزَّةِ
عَمَّا يَصِفُونَ
وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ } .




=================

(1) رواه البخاري ( 3116 ، 3640 ، 3641 ) ،

ومسلم ( الإيمان / 247 ) .

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 05:05 AM
يقول جامعه
غفر الله تعالى له ولوالديه :

فرغت من تسويده نهار الاثنين
أول يوم من شهر شعبان

عام خمسة وستين بعد الثلاثمائة والألف
من هجرة خاتم النبيين
محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه والتابعين
وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .

وفرغت من تبيضه نهار الأحد
رابع عشر من الشهر المذكور ،
جعل الله سعينا
خالصا لوجهه
آمين .






=======================

للحصول على نسخة من كتاب
أعلام السنة المنشورة
لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة





http://islamhouse.com/ar/books/1876/








والحمد لله
الذي بنعمته تتم الصالحات

اللهم لك الحمد
كما ينبغي لجلال وجهك
وعظيم سلطانك

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 08:10 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي

رحمه الله تعالى
http://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single/ar_Salim_AlWosool.pdf

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



بسم الله الرحـمن الرحيم


أَبدَأُ بِاسمِ اللهِ مُستَعينَا ***

رَاضٍ بِهِ مُدَبِّراً مُعِينَا


وَالحَمدُ للهِ كَمَا هَدانا ***

إِلَى سَبيلِ الحَقِّ وَاْجتَبانا


أَحـمَدُهُ سُبحانَهُ وَأَشكُرُهْ ***

وَمِن مَسَاوِي عَمَلِي أَستَغفِرُهْ


وَأَستَعينُهُ عَلَى نَيلِ الرِّضَى ***

وَأَستَمِدُّ لُطفَهُ فِيمَا قَضَى

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 08:20 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

وَبَعدُ : إِنِّي بِاليَقينِ أَشهَدُ ***

شَهادَةَ الإِخلاصِ أَنْ لا يُعبَدُ


بِالْحَقِّ مَألُوهٌ سِوَى الرَّحـمَانِ ***

مَنْ جَلَّ عَن عَيبٍ وَعَن نُقصَانِ

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 08:25 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

وَأَنَّ خَيرَ خَلقِهِ مُحَمَّدَاْ ***

مَن جَاءَنَا بِالبَيِّناتِ وَالهُدَى

رَسُولُهُ إِلَى جَميعِ الْخَلقِ ***

بِالنُّورِ والهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ


صَلَّى عَلَيهِ رَبُّنَا وَمَجَّدَاْ ***

وَالآلِ وَالصَّحبِ دَوَاماً سَرْمَدَاْ

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 08:32 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

وَبَعدُ هَذَا النّظمُ فِي الأُصولِ ***

لِمَنْ أَرادَ مَنهَجَ الرَّسُولِ


سَأَلَنِي إِيَّاهُ مَن لا بُدَّ لِي ***

مِنَ اِمتِثالِ سُؤلِهِ الْمُمتَثَلِ


فَقُلتُ مَعْ عَجزِيْ وَمَعْ إِشْفاقِي ***

مُعتَمِدًا عَلَى القَديرِ البَاقِي

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 09:37 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



مقدمةٌ

تعرِّفُ العبدَ: بماخُلِقَ لهُ،
وبأول ما فرض اللهُ تعالى عليه،

وبما أخذ اللهُ عليه به الميثاقَ
في ظهر أبيه آدم عليه السلام
وبما هو صائرٌ إليه
==================
اعلَم بِأَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلا ***

لَم يَترُكِ الْخَلقَ سُدَىً وَهَمَلا





بَلْ خَلَقَ الخَلْقَ لِيَعبِدُوهُ ***

وَبِالإِلهِيَّة ِ يُفرِدُوهُ





أَخرَجَ فِيمَا قَد مَضَى مِن ظَهرِ ***

آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ كَالذَّرِّ





وَأَخَذَ العَهدَ عَلَيهُمْ أَنَّهُ ***

لا رَبَّ مَعبودٌ بِحَقٍ غَيرَهُ

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 01:18 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




وَبَعدَ هَذا رُسلَهُ قَد أرسَلا ***

لَهُم وَبِالحَقِ الكِتابَ أَنزَلا





لِكَي بِذَا العَهدِ يُذَكِّرُوهُم ***

وَيُنذِرُوهُم وَيُبَشِّرُوهُم





كَيْ لا يَكُونَ حُجَّةٌ للنَّاسِ بَلْ ***

للهِ أَعلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلْ

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 01:26 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



فَمَن يُصَدّقْهُم بِلا شِقاقِ ***

فَقَد وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثاقِ





وَذاكَ ناجٍ مِن عَذابِ النَّارِ ***

وَذلِكَ الوَارِثُ عُقبَى الدَّارِ





وَمَن بِهِم وَبِالكِتابِ كَذَّبَا ***

وَلازَمَ الإِعراضَ عَنهُ وَالإِبَا



فَذَاكَ ناقِضٌ كِلا العَهدَينِ ***

مُستَوجِبٌ لِلخِزيِ فِي الدَّارِينِ

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 01:34 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

فصل

في كونِ التوحيدِ ينقسمُ إلى نوعين
وبيان النوع الأول
وهو توحيدُ المعرفةِ والإثباتِ
===================

أوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد ***

مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ


إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أعْظَمُ ***

وَهُوَ نَوْعَانِ أيَا مَن يَفْهَمُ


إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ ***

أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى


وَأنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ ***

الْخَالِقُ الْبَارِىءُ وَالْمُصَوِّرُ

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 01:58 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


بَاري الْبَرَايَا مُنْشِىءُ الْخَلائِقِ ***

مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثالٍ سَابِقِ


الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ***

والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ


الأحَدُ الفَرْدُ الْقَدِيرُ الأزَليّ ***

الصَّمَدُ الْبَرُّ الْمُهَيْمِنُ العَلِيّ


عُلُوَّ قَهرٍ وَعُلُوَّ الشَّانِ ***

جَلَّ عَنِ الأضْدَادِ وَالأعْوَانِ

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 02:43 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقِيَّهْ ***

عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ


وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ***

بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ


وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ ***

لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيهْ


فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ ***

وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 02:54 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ ***

وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ


لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ ***

وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ


باقٍ فَلاَ يَفْنَي وَلاَ يَبِيدُ ***

وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا ُيرِيدُ

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 03:08 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ ***

وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ


فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ ***

وَمن يَشَأْ أضَلَّهُ بِعَدْلِهِ


فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ ***

وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ


لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا ***

يَسْتَوْجبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا

أبو فراس السليماني
2015-12-24, 04:58 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ ***

في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ


وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ ***

بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ


وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي ***

أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي


وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ***

جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَأنُهُ


وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ ***

وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 02:09 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْليِمَا ***

وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمَا

كَلاَمُهُ جَلَّ عَنِ الإِحْصَاءِ ***

وَالحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ


لَوْ صَارَ أَقلاَماً جَميعُ الشَّجَرِ ***

وَالبَحْرُ تُلقَى فِيهِ سَبْعُ أبْحُرِ





وَالْخَلْقُ تَكتُبْهُ بِكُلِّ آنِ ***

فَنَتْ وَلَيْسَ القَوْلُ مِنهُ فَانِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 04:54 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَالْقَوْلُ في كِتَابِهِ المُفَصَّلْ ***

بِأنَّهُ كَلامُهُ الْمُنَزَّلْ


عَلَى الرَسُولِ المُصْطَفَى خَيْرِ الوَرَى *

لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ولا بِمُفْتَرَى


يُحْفَظُ بِالقَلْبِ وَبِاللَّسَانِ ***

يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بالآذَانِ


كَذَا بِالأَبْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ***

وَبِالأيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ


وَكُلُّ ذِي مَخلُوقَة حَقِيقَةْ ***

دُونَ كَلامِ بَارِيءِ الْخَلِيقَةْ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 04:59 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


جَلَّتْ صِفَاتُ رَبّنَا الرَّحْمنِ ***

عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدثَانِ

فَالصوْتُ والأَلْحَانُ صَوتُ الْقَارِي ***

لكنَّمَا الْمَتلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي

مَا قَاَلهُ لاَ يَقبَلُ التَّبْدِيلاَ ***

كَلاَّ وَلاَ أصْدَقُ مِنهُ قِيلا

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 05:05 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَن خَيْرِ المَلاَ ***

بِأنَّهُ ّعزَّ وَجَلَّ وَعَلا


في ثُلُثِ اللِّيْلِ الأخِيرِ يَنْزِلُ ***

يَقُولُ هَلْ مِن تَائِب فَيُقبِِلُ


هَلْ مَنْ مُسِيءٍ طالِبٍ للْمَغْفِرَهْ ***

يَجِدْ كَرِيماً قَابِلاً لِلْمَعْذِرَهْ

يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ ***

وَيَسْتُرُ العَيْبَ ويُعْطِي السَّائِلْ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 05:13 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَأنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الفَصْلِ ***

كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضاءِ الْعَدْلِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 05:26 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

وأنَّهُ يُرَى بِلاَ إنْكَارِ ***

في جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ بِالأبصَارِ


كلٌّ يَرَاهُ رُؤيَةَ العِيَانِ ***

كَمَا أتَى في مُحْكَمِ القُرآنِ


وَفي حَديثِ سَيِّدِ الأنَامِ ***

مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍّ وَلا إِبْهَامِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 07:29 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


رُؤْيَةَ حَقٍ لَيْسَ يَمْتَرُونَهَا ***

كَالشَّمْسِ صَحْواً لاَ سَحَابَ دُونَهَا


وَخُصَّ بالرُّؤيَةِ أوْلِياؤُهُ ***

فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 07:55 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَكلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ ***

أثْبَتَهَا في مُحْكَمِ الآيَاتِ


أوْ صَحَّ فيمَا قَالَهُ الرَّسُولُ ***

فَحَقُّهُ التَّسلِيمُ وَالقَبُولُ


نمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أتَتْ ***

مَعَ اعْتِقَادِنَا لمَا لَهُ اقْتَضَتْ


مِنْ غَيْرِ تَحْرِيف وَلاَ تَعْطِيلِ ***

وغَيْرِ تَكْيِيف وَلاَ تَمْثيلِ


بَلْ قَوْلُنَا قَوْل أئمةِ الهدَى ***

طُوبَى لِمَنْ بهَدْيِهِمْ قَد اهْتدَى

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 08:10 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَسَمِّ ذَا النَّوْعِ مِنَ التَّوحِيدِ ***

تَوْحِيدَ إثْبَاتٍ بِلا تَرْدِيدِ

قَدْ أفْصَحَ الوَحيُ المُبينُ عَنْهُ ***

فَاْلتَمِسِ الْهُدَى الْمُنِيَرَ منهُ


لاَ تَتَّبِعْ أقوَالَ كلِّ مَارِدِ ***

غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِقٍ مُعانِدِ


فَلَيْسَ بَعْدَ رَدِّ ذَا التِّبْيَانِ ***

مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإيمَانِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 01:14 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

فصل

في بيانِ النوع الثاني

وهو توحيدُ الطلبِ والقصد
وهو معنى ( لا إله إلا الله )
======================

هذا وَثَانِي نَوعَي التوْحِيدِ ***

إفْرادُ رَبِّ الْعرْشِ عنْ نَديدِ

أنْ تَعْبُدَ الله إلهاً وَاحِدَا ***

مُعْتَرِفاً بِحَقِّهِ لاَ جَاحِدَا


وَهوَ الَّذي به الإله أرْسَلا ***

رُسْلَهُ يَدْعُونَ إلَيْهِ أولا


وأنْزَلَ الْكِتَابَ والتِّبْيَانَا ***

مِن أجْلِهِ وَفَرَقَ الْفُرْقَانَا

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 02:36 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وكَلَّفَ الله الرَّسُولَ الْمُجْتَبَى ***

قِتَالَ مَن عَنْهُ تَوَلَّى وَأبَى


حَتَّى يَكُونَ الدِينُ خَالِصا لَهُ ***

سِرّاً وَجَهْرَاً دِقَّةُ وَجِلَّهُ


وَهَكَذَا أمَّتُهُ قَدْ كُلِّفُوا ***

بذَا وَفي نصِّ الْكِتَابِ وُصِفُوا

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 02:41 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَقَدْ حَوَتْهُ لَفْظَةُ الشَّهَادَةْ ***

فَهِيَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالسَّعَادَةْ


مَن قَالَهَا مُعْتَقِداً مَعْنَاها ***

وَكَانَ عَامِلاً بِمُقْتَضَاهَا


في القَوْلِ والفِعْلِ ومَاتَ مُؤمِناً ***

يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشرِ نَاجٍ آمِنَا

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 02:45 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


فَإِنَّ مَعْنَاهَا الَّذِي عَلَيْهِ ***

دَلتْ يَقِينا وَهَدَتْ إِلَيْهِ


أن لَيْسَ بِالْحَقِ إِلهٌ يُعْبَدُ ***

إلاَّ الإلهُ الوَاحِدُ المُنْفَرِدُ


بِالْخَلقِ وَالرِّزْقِ وَبالتَّدْبِيرِ ***

جَلَّ عَنِ الشَّريِكِ وَالنَّظِيرِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 04:41 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ ***

وَفي نُصُوصِ الوَحْيِ حَقاً وَرَدَتْ


فَإنَّهُ لَمْ يَنتَفِعْ قَائِلُهَا ***

بِالنُّطْقِ إلاَّ حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا


الْعِلمُ وَ الْيَقِينُ وَ القَبُولُ ***

وَ الانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أقُولُ


وَ الصِّدْقُ وَ الإِخْلاَصُ وَ الْمَحَبَّة ***

وَفَّقَكَ الله لِمَا أحَبَّه

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 06:23 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



فصل
في العبادة ، وذكرِ بعضِ أنواعها
وأنَّ من صرفَ منها شيئاً لغيرِ الله فقد أشركَ

======================

ثُمَّ الْعِبَادَةُ هيَ اسْمٌ جَامِع ***

لِكُلِّ مَا يَرضَى الإلهُ السَّامِع

وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّهَا الدُعَاءُ ***

خَوْفٌ تَوَكُّلٌ كَذَا الرَّجَاءُ

وَرَغْبَة وَرَهْبَةٌ خشوعُ ***

وَخَشيَةٌ إنَابَة خضُوعُ

وَالاسْتِعَاذَة ُ والاسْتِعَانَهْ ***

كَذَا اسْتِغَاثةٌ بهِ سُبْحَانَهْ

وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ ***

فَافْهَمْ هُدِيْتَ أوْضَحَ الْمَسَالِكْ





وَصَرْفُ بَعْضِهَا لغَيْرِ اللهِ ***

شِرْكٌ وَذَاكَ أقْبَحُ الْمَنَاهِي

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 06:47 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



فصلٌ
في بيانِ ضدِ التوحيدِ، وهو الشركُ
وأنَّهُ ينقسم إلى قسمينِ: أصغرٌ وأكبرٌ
وبيانُ كلٍ منهما
===================

وَالشِّرْكُ نَوْعَانِ : فَشِرْكٌ أَكْبَرُ ***

بهِ خُلودُ النَّارِ إذْ لاَ يُغْفَرُ


وَهُوَ اتِّخَاذُ الْعَبْدِ غَيْرَ اللهِ ***

نِدّاً بهِ مُسَوِّياً مُضَاهِي


يَقْصُدُهُ عِنْدَ نَزَولِ الضُّرِّ ***

لِجَلْبِ خَيْرٍ أوْ لِدَفْعِ الشرِّ





أوْ عِنْدَ أيِّ غَرَضٍ لاَ يَقدِرُ ***

عَلَيْهِ إلاَّ الْمَالِكُ الْمُقتَدِرُ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 06:51 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


مَعْ جَعْلِهِ لِذَلِكَ الْمَدَعُوِّ ***

أوِ المُعَظَّمِ أوِ المرْجُوِّ


في الْغَيْبِ سُلْطَاناً بهِ يَطَّلعُ ***

عَلَى ضَمِيرِ مَنْ إلَيْهِ يَفْزَعُ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 06:57 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




وَالثَّانِ شِركٌ أصْغَرُ وَهْوَ الرِّيَا ***

فَسَّرَهُ بِهِ خِتَامُ الأنْبِيَا



وَمِنهُ إقسَامٌ بِغَيْرِ البَاري ***

كَمَا أتَى في مُحْكَمِ الأخْبَارِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 07:06 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



فصلٌ

في بيانِ أمورٍ يفعلُها العامة؛
منها ما هو شركٌ ومنها ما هو قريبٌ منهُ.
وبيانِ حُكمِ الرُّقَى والتَّمائمِ

==================

وَمَنْ يَثِقْ بوَدْعَةٍ أوْ نَابِ ***

أوْ حَلْقَةٍ أوْ أعْيُنِ الذِّئَابِ


أوْ خيْطٍ أوْ عُضْوٍ منَ النُّسُورِ ***

أوْ وَتَرٍ أو ترْبَةِ القُبُورِ






لأيِّ أمْرٍ كائِنٍ تَعَلّقَهْ ***

وَكَلَهُ الله إلى ما عَلَّقَهْ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 07:17 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


ثُم الرُّقَى منْ حُمَةٍ أوْ عَيْنٍ ***

فَإنْ تكُنْ مِنْ خَالِصِ الوَحْيَيْنِ


فَذَاكَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ وشِرْعَتِهِ ***

وَذَاكَ لاَ اخْتِلافَ في سُنِّيَتِهِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 07:39 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


أمَّا الرُّقَى الْمَجْهُولَةُ الْمَعانِي ***

فَذَاكَ وِسْوَاسٌ مِنَ الشَّيْطَانِ


وَفِيهِ قَدْ جَاءَ الْحَدِيثُ أنَّهْ ***

شِرْكٌ بِلا مِرْيَةٍ فَاحْذَرْنَّهْ


إذْ كُلُّ مَنْ يَقولُهُ لا يَدْرِي ***

لَعَلهُ يَكُونُ مَحْضَ الكُفْرِ


أوْ هُو مِنْ سحْرِ الْيَهُودِ مُقْتَبَسْ ***

عَلَى العَوامِ لبَّسُوهُ فَالْتَبَسْ


فَحذراً ثمَّ حَذَارِ مِنْهُ ***

لا تَعْرِف الْحَقَّ وَتَنْأى عَنْهُ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 08:41 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




وفي التَّمَائِمِ الْمُعَلَّقَاتِ ***

إن تَكُ آياتٍ مُبَيِّناتِ

فَالاخْتِلاَفُ وَاقِعٌ بَيْنَ السَّلَفْ ***

فَبَعْضُهُمْ أجَازَها والْبَعْضُ كَفْ

وإنْ تَكُنْ مِمَّا سوَى الوَحْيَيْنِ ***

فإنَّهَا شِرْكٌ بِغَيْرِ مَيْنِ




بَلْ إنَّهَا قَسيْمَةُ الأزْلاَمِ ***

في الْبُعدِ عَن سِيمَا أُولي الإِسْلاَمِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 08:51 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



فصلٌ:
من الشِركِ فِعلُ مَن يتبركُ بشجرٍ أو حجرٍ
أو بُقعةٍ أو قبرٍ أو نحوها
يتخذُ ذلك المكانَ عيداً

وبيان ُ أنَّ الزيارةَ تنقسمُ إلى:
سُنيةٍ وبدعيةٍ وشركيةٍ

==================

هَذَا ومِنْ أعْمَالِ أهْلِ الشِرْكِ ***

مِنْ غَيْرِ مَا تَرَدُّدٍ أوْ شَكِّ





مَا يَقْصُدُ الجُهَّالُ مِنْ تَعْظِيمِ مَا ***

لَمْ يَأذَنِ الله بِأنْ يُعَظَّمَا

كَمَنْ يَلُذْ بِبقعَةٍ أوْ حَجَرِ ***

أوْ قَبْرِ مَيْتٍ أوْ بِبَعْض الشَّجَرِ





مُتَّخِذَاً لِذَلِكَ المَكَانِ ***

عِيدًا كَفِعْلِ عَابِدِي الأوْثَانِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 09:00 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




ثُمَّ الزِّيارَةُ عَلَى أقْسَامِ ***

ثَلاثَةٍ يَا أُمَّةَ الإسْلامِ


فإنْ نَوَى الزَّائِرُ فيمَا أضمَرَهُ ***

في نَفْسِهِ تَذْكِرَةً بالآخِرَةْ


ثُمَّ الدُّعَا لَهُ ولِلأَمْوَاتِ ***

بِالعَفْوِ والصفْحِ عَنِ الزَّلاَّتِ





وَلَمْ يَكُنْ شَدَّ الرِّحَالَ نَحْوَها ***

وَلَمْ يقُلْ هُجْراً كَقَوْلِ السُّفَهَا




فَتِلْكَ سُنَّةٌ أتَتْ صَرِيحَةْ ***

في السُّنَنِ المُثْبَتَة الصَّحِيحَةْ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 09:10 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


أوْ قَصَدَ الدُّعَاءَ وَالتَّوَسّلاَ ***

بِهِمْ إلى الرَّحْمَنِ جَلَّ وَعَلاَ


فَبِدْعَةٌ مُحْدَثَةٌ ضَلاَلةْ ***

بَعيْدَةٌ عَنْ هَدْيِ ذِي الرِّسَالَةْ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 09:21 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




وإنْ دَعا الْمَقبُورَ نَفْسَهُ فَقَدْ ***

أشْرَكَ بِالله الْعَظِيْمِ وَجَحَدْ


لَنْ يَقْبَلَ الله تَعَالى مِنْهُ ***

صَرْفاً وَلا عَدْلاً فَيَعْفُوا عَنْهُ





إذْ كُلُّ ذَنْبٍ مُوشكُ الغُفْرَانِ ***

إلا اتِّخَاذَ النِّدِّ للرحْمنِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 09:36 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

فصلٌ
في بيانِ ما وقع فيه العامةُ اليومَ
مما يفعلونَهُ عندَ القبورِ
وما يرتكبونهُ من الشركِ الصريحِ
والغلو المفرطِ في الأمواتِ
======================

ومَنْ عَلَى القَبْرِ سِراجاً أوقَدَا ***

أوِ ابْتَنى عَلَى الضَّرِيحِ مَسْجِداً


فإنّه مُجَدِّدٌ جِهَارا ***

لِسُنَنِ الْيَهُودِ والنصَارَى

كَمْ حَذَّرَ الْمُخْتَارُ عَنْ ذَا وَلَعَنْ ***

فَاعِلهُ كَمَا رَوَى أهْلُ السُّنَنْ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 10:26 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



بلْ قَدْ نَهَى عَن ارْتِفَاعِ الْقَبْرِ ***

وَأَنْ يُزَادَ فِيهِ فَوْقَ الشِّبْر




وَكلُّ قَبْرٍ مُشرِفٍ فَقَدْ أمَرْ ***

بِأَنْ يُسَوَّى هَكَذَا صَحَّ الْخَبَرْ


وحذَّرَ الأُمَّةَ عَنْ إطْرَائِهِ ***

فَغَرَّهُمْ إبْلِيسُ باسْتِجْرائِهِ

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 10:38 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


فَخَالَفوهُ جَهْرَةً وارْتَكَبُوا ***

ما قدْ نَهَى عَنْهُ ولَمْ يَجْتَنِبُوا


فَانْظُرْ إليْهِمْ قَدْ غَلوْا وَزَادُوا ***

وَرَفَعُوا بنَاءَهَا وَشَادُوا


بالشِّيدِ والآجُرِّ وَالأحْجَارِ ***

لا سيَّمَا في هَذِه الأعْصَارِ


وَلِلْقَنَادِيل ِ عَلَيْهَا أوْقَدُوا ***

وَكَمْ لِوَاءٍ فَوْقَهَا قَدْ عَقَدُوا

أبو فراس السليماني
2015-12-25, 10:43 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَنَصَبُوا الأعْلاَمَ وَالرَّايَاتِ ***

وَافْتَتَنُوا بِالأعْظُمِ الرُّفَاتِ


بَلْ نَحَروا في سُوحِهَا النَّحَائِرْ ***

فِعْلَ أُولي التَّسْيِيبِ والْبَحَائِرِ


والْتَمَسُوا الْحَاجَاتِ مِنْ مَوْتَاهُم ***

وَاتَّخَذُوا إلَهَهُمْ هَوَاهُمْ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 12:00 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


قَدْ صَادَهُمْ إبْليِسُ في فِخَاخِه ***

بَلْ بَعْضُهُمْ قَدْ صَارَ منْ أفْرَاخِه


يَدْعو إلى عِبَادَةِ الأوْثَانِ ***

بِالْمَالِ والنَّفْسِ وبِاللِّسَانِ


فَلَيْتَ شِعْري مَنْ أبَاحَ ذَلِكْ ***

وَأوْرَطَ الأُمَّةَ في المَهَالِكْ


فَيَا شَدِيدَ الطَّوْلِ والإِنْعَامِ ***

إلَيْكَ نَشْكُو مِحْنَةَ الإسْلاَمِ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 09:59 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



فصلٌ



في بيانِ حقيقةِ السحرِ وحَدِّ الساحرِ

وأنَّ منهُ : علم التنجيم

وذكرُ عقوبة من صدَّقَ كاهنًا

===================


وَالسحْرُ حَقٌّ وَلَهُ تَأْثِيرُ ***

لكِنْ بِما قَدَّرَهُ الْقَدِير

أعْنِي بِذَا التَّقْدِيرِ مَا قَدْ قَدَّرَهْ *

في الْكَوْنِ لا في الشِّرعَةِ الْمُطَهَّرَةِ

واحْكُمْ عَلَى السَّاحِرِ بِالتكْفِيرِ ***

وَحَدُّهُ القَتْلُ بِلا نَكِيرِ


كَمَا أتَى في السُّنَّةِ المُصَرَّحَةْ ***

مِمَّا رَوَاهُ التِّرْمِذِي وَصَحَّحَهْ






عَنْ جُنْدُبٍ وَهَكَذَا في أثَر ***

أمرٌ بِقَتْلِهِمْ رُوِيَ عَنْ عُمَر





وَصَحَّ عَنْ حَفْصَةَ عِندَ مَالِك ***

مَا فِيهِ أقْوَى مُرْشِدٍ للسالِك

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 11:00 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




هَذَا وَمِنْ أنْوَاعِهِ وَشُعَبِه ***

عِلْمُ النُّجُومِ فَادْرِ هَذَا وَانْتَبِهْ




وَحِلُّهُ بِالْوَحْي نَصّاً يُشْرَعُ ***

أمَّا بِسحْرٍ مِثْلهِ فَيُمْنَعُ




وَمَنْ يُصَدِّقْ كَاهناً فَقَدْ كَفَرْ ***

بِمَا أتَى بِهِ الرَّسُولُ المُعْتَبَرْ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 11:27 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




فصلٌ

يجمع ُ معنى حديث جبريل المشهور في تعليمنا الدين
وأنهُ ينقسم إلى ثلاثِ مراتبٍ:
الإسلامُ والإيمانُ والإحسانُ،
وبيانُ أركانِ كلٍّ منها

==================

اعْلَمْ بِأَنَّ الدينَ قوْلٌ وعَمَلْ ***

فَاحْفَظْهُ وَافْهَمْ مَا عَلَيْهِ ذَا اشْتَمَلْ


كَفَاكَ مَا قَدْ قَالَهُ الرَّسُولُ ***

إذْ جَاءَهُ يَسْأَلُهُ جِبْرِيلُ


عَلَى مَرَاتِبٍ ثَلاَثٍ فَصَّلَهْ ***

جَاءَتْ عَلَى جَمِيعِه مُشتَمِلَةْ


الإسْلاَمِ و الإيمَانِ و الإحْسَانِ ***

والْكُلُّ مَبْنِيٌّ عَلَى أرْكَانِ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 11:41 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


فَقَدْ أتَى الإسْلاَمُ مَبْنِيٌّ على ***

خَمْسٍ فَحَقِّقْ وَادْرِ مَا قَدْ نُقِلا


أوَّلُهَا الرُّكْنُ الأسَاسُ الأعْظَمُ ***

وَهُوَ الصِّراطُ المُسْتَقِيمُ الأقوَمُ


رُكن الشَّهَادَتَيْن ِ فَاثْبُتْ وَاعْتَصِمْ**

بالْعُرْوة الْوُثْقَى الَّتي لا تَنْفَصِمْ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 01:03 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وثَانِيًا إقَامَةُ الصَّلاَةِ ***

وَثَالِثًا تَأْدِيَةُ الزَّكَاةِ


وَالرَّابِعُ الصِّيَامُ فَاسْمَعْ وَاتَّبــعْ ***

وَالْخَامِسُ الحَجُّ عَلَى مَنْ يَسْتَطعْ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 01:09 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


فَتِلْكَ خَمْسَةٌ. وللإيمَانِ ***

سِتَّةُ أرْكَانٍ بِلاَ نُكْرَانِ


إيمَانُنَا بِالله ذِي الْجَلاَلِ ***

وَمَا لَهُ مِنْ صِفَةِ الْكَمَالِ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 01:15 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

وَبالْمَلائِكةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَة ***

وَكُتْبهِ الْمُنْزَلَةِ الْمُطَهَّرَة


ورُسْلِهِ الهُدَاةِ لِلأَنَامِ ***

مِن غَيْرِ تَفْرِيقٍ ولا إيهَامِ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 02:38 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


أوَّلُهُمْ نُوحٌ بِلا شِكٍّ كَما ***

أنَّ مُحَمَّدًا لَهُمْ قَدْ خَتَمَا


وَخَمْسَةٌ مِنْهُمْ أُوُلُو الْعَزْمِ الأُلَى**

في سُورَةِ الأحْزَابِ والشُّورَى تَلا

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 03:01 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



وَبالْمَعَاد أيْقِنْ بلاَ تَرَدُّدِ ***

ولا ادَّعَا عِلْمٍ بِوَقْتِ الْمَوْعِدِ

لكِنَّنَا نُؤْمِنُ مِنْ غَيْرِ امْتِرَا ***

بِكُلِّ مَا قَدْ صَحَّ عَنْ خَيْرِ الْوَرَى

مِنْ ذِكْرِ آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَهَا ***

وَهِيَ عَلامَاتٌ وَأشْرَاطٌ لَها

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 06:21 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷





وَيَدْخُلُ الإيمَانُ باِلْمَوْتِ وَمَا ***

مِنْ بَعْدِهِ عَلَى الْعِبَادِ حُتِمَا




وَأَنَّ كُلًّا مُقْعَدٌ مَسْؤُولُ : ***

مَا الرَّبُّ مَا الدِّينُ وَمَا الرَّسُولُ ؟


وعِنْدَ ذَا يُثَبِّتُ الْمُهَيْمِنُ ***

بِثَابِتِ الْقَولِ الَّذينَ آمَنُوا


وَيُوقِنُ الْمُرْتَابُ عِنْدَ ذَلِكَ ***

بِأنَّمَا مَوْرِدُهُ الْمَهَالِك

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 07:25 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷





وَبِاللِّقَا والْبَعْثِ والنُّشُورِ ***

وَبِقِيَامِنَا مِنَ القُبُورِ


غُرْلًا حُفَاةً كَجَرادٍ مُنْتَشِرْ ***

يَقُولُ ذُو الكُفْرَانِ: ذَا يَوْمٌ عَسِرْ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 07:42 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷





وَيُجْمَعُ الْخَلْقُ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ***

جَمِيعُهُمْ عُلْوِيُّهُمْ والسُّفْلِي


في مَوْقِفٍ يَجِلُّ فِيهِ الْخَطْبُ ***

وَيَعْظُمُ الْهَوْلُ بِهِ والْكَرْبُ


وأُحْضِرُوا للْعَرْضِ والْحِسَابِ ***

وَانْقَطَعَتْ عَلائِقُ الأَنْسَابِ


وارْتَكَمَتْ سَحَائِبُ الأهْوَالِ ***

وانْعَجَمَ الْبَلِيغُ في الْمَقَالِ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 09:58 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷






وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْقَـيُّومِ ***

وَاقْتُصَّ مِنْ ذِي الظُّلْمِ لِلْمَظْلُومِ


وَسَاوَتِ الْمُلُوكُ لِلأَجْنَادِ ***

وَجِيءَ بِالكِتَابِ والأَشْهَادِ


وَشَهِدَتِ الأَعْضَاءُ وَالْجَوَارِحُ ***

وَبَدَتِ السَّوْءَاتُ والْفَضَائِحُ


وَابْتُلِيَتْ هُنَالِكَ السَّرَائرْ ***

وانكَشَفَ الْمَخْفِيُّ في الضَّمَائِرْ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 10:09 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷






ونُشِرَتْ صَحَائِفُ الأَعْمَالِ ***

تُؤْخَذُ باليَمِينِ والشِّمَالِ


طُوْبَى لِمَنْ يَأْخُذُ بِالْيمِينِ ***

كِتَابَهُ بشرَى بِحُورٍ عِينِ


وَالْوَيْلُ لِلآخِذِ بالشِّمَالِ ***

وَرَاءَ ظهْرٍ لِلْجَحِيمِ صَالِي

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 10:34 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




وَالْوَزْنُ بِالقِسْطِ فَلاَ ظُلْمَ وَلا ***

يُؤْخَذُ عَبْدٌ بِسِوَى مَا عَمِلاَ


فَبَيْنَ نَاجٍ رَاجِحٍ مِيْزَانُهُ ***

وَمُقْرِفٍ أوْبَقَهُ عُدْوَانُهُ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 10:35 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷






وَيَنْصِبُ الْجِسْرُ بِلاَ امْتِرَاءِ ***

كَمَا أتَى في مُحْكَمِ الأنْبَاءِ

يَجُوزُهُ النَّاسُ عَلَى أحْوَالِ ***

بِقَدْرِ كَسْبِهِمْ مِنْ الأعْمَالِ

فَبَيْنَ مُجْتَازٍ إلى الجِنَانِ ***

وَمُسْرِفٍ يُكَبُّ في النيرَانِ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 10:37 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




والنَّارُ والْجَنَّةُ حَقٌ وَهُمَا ***

مَوْجُودَتَانِ لا فَنَاء لَهُمَا


وَحَوْضُ خَيْرِ الْخَلْقِ حَقٌّ وبِهِ ***

يَشْرَبُ في الأُخْرَى جَمِيعُ حِزْبهِ


كَذَا لَه لِوَاءُ حَمْدٍ يُنْشَرُ ***

وَتَحْتَهُ الرُّسْلُ جَمِيعًا تُحْشَرُ

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 11:33 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷






كَذَا لَهُ الشَّفَاعَةُ العُظْمَى كَمَا ***

قَدْ خصَّهُ اللهُ بِهَا تَكَرُّمَا
مِنْ بَعْد إذنِ اللهِ لا كَمَا يَرَى ***

كُلُّ قُبُوريٍّ عَلَى اللهِ افْتَرَى

أبو فراس السليماني
2015-12-26, 11:55 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷







يَشْفَعُ أوَّلًا إلى الرَّحْمَنِ في ***

فَصْلِ القَضَاءِ بَيْنَ أهْلِ الْمَوْقِفِ




مِن بَعْدِ أنْ يِطْلُبهَا النَّاسُ إلى ***

كُلِّ أُولِي العَزْمِ الهُدَاةِ الفُضَلا

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 12:01 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وثَانِيًا يَشْفَعُ في اسْتِفْتَاحِ ***

دَارِ النَّعِيمِ لأُوليِ الْفَلاحِ


هذَا وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتانِ ***

قَدْ خُصَّتَا بِهِ بِلا نُكرَانِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 12:20 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وثَالِثًا يَشْفَعُ في أقْوَامِ ***

مَاتُوا عَلَى دينِ الهُدَى الإسْلامِ


وأوْبَقَتْهُمْ كَثْرَةُ الآثَامِ ***

فَأُدْخِلُوا النَّارَ بِذَا الإجْرَامِ


أنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا إلى الْجِنَانِ ***

بِفَضلِ رَبِ العَرْشِ ذِي الإحْسَانِ


وَبَعْدَهُ يَشْفَعُ كُلُّ مُرْسَلِ ***

وَكُلُّ عَبْدٍ ذِي صَلاحٍ وَوَلي

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 12:53 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَيُخْرِجُ اللهُ مِنَ النِّيْرَانِ ***

جَمِيــعَ مَنْ مَاتَ عَلَى الإيمَانِ


في نَهْرِ الْحَيَاةِ يُطْرَحُونَا ***

فَحْمًا فَيَحْيَوْنَ وَيَنْبِتُونَا


كَأنَّمَا يَنْبُتُ في هَيْئَاتِهِ ***

حَبُّ حَمِيلِ السِّيْلِ في حَافَاتِهِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 01:59 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


والسَّادِسُ الإيمَانُ بِالأقْدَارِ ***

فَأيْقِنَنْ بِهَا ولا تُمَارِ

فَكُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءٍ وَقَدَرْ ***

والكُلُّ في أُمِّ الكِتَابِ مُسْتَطَرْ

لا نَوْءَ لا عَدْوَى ولا طِيَرَ وَلا ***

عَمَّا قَضَى الله تَعَالى حِوَلاَ

لا غُوْلَ لا هَامَةَ لا ولا صَفَرْ ***

كَمَا بذَا أخْبَرَ سَيِّدُ الْبَشَرْ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 02:44 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وثَالِثٌ مَرْتَبَةُ الإحْسَانِ ***

وَتِلكَ أعْلاَهَا لَدَى الرَّحْمَنِ

وَهُوَ رُسُوخُ الْقَلْبِ في الْعِرْفَانِ ***

حَتَّى يَكُونَ الْغَيْبُ كَالْعِيَان

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 07:33 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

فصلٌ

في كونِ الإيمانِ يزيدُ بالطاعةِ وينقصُ بالمعصيةِ

وأنَّ فاسقَ أهل الملةِ لا يُكفَّرُ بذنبٍ دونَ الشركِ
إلا إذا استحلهُ
وأنهُ تحت المشيئة

وأنَّ التوبةَ مقبولةٌ ما لم يُغرغِر
==================
إيْمَانُنَا يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ ***

وَنَقْصُهُ يَكُونُ بَالزلاَّتِ

وَأهْلُهُ فيهِ عَلَى تَفَاضُلِ ***

هَلْ أنْتَ كَالأمْلاكِ أوْ كَالرُّسُلِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 07:43 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَالْفَاسِقُ الْمِلِّيُّ ذُو الْعِصْيَانِ ***

لَمْ يُنْفَ عَنهُ مُطلَقُ الإيمَانِ

لَكنْ بقَدْرِ الْفِسْقِ والْمعَاصِي ***

إيْمَانهُ مَا زالَ في انْتِقَاصِ


ولاَ نَقُولُ إنَّهُ في النَّارِ ***

مُخَلَّدٌ، بَلْ أمْرُهُ للْبَارِي




تَحْتَ مَشِيئَةِ الإلهِ النَّافِذَةْ ***

إنْ شَا عَفَا عَنْهُ وإنْ شَا آخَذَهْ


بِقَدْرِ ذَنْبِهِ، وإلى الجِنَانِ ***

يُخْرَجُ إنْ مَاتَ عَلَى الإيْمَانِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 07:48 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



والْعَرْضُ تَيْسِيرُ الْحِسَابِ في النَّبَا ***

وَمَنْ يُنَاقَشِ الْحِسَابَ عُذِّبَا


ولا نُكَفِّرُ بِالْمَعَاصِي مُؤْمِنًا ***

إلا مَعَ اسْتِحْلاَلِهِ لماَ جَنَى

وَتُقْبَلُ التَّوْبَةُ قَبْلَ الغَرْغَرَةْ ***

كَمَا أتَى في الشِّرْعَةِ الْمُطَهَّرَةْ

أمَّا مَتَى تُغلَقُ عَنْ طَالِبِهَا ؟ ***

فَبطلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 07:56 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

فصلٌ
في معرفةِ نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم
وتبليغهِ الرسالةَ
وإكمالِ الله لنا به الدينَ
وأنهُ خاتَمُ النبيينَ وسيدُ ولدِ آدمَ أجمعينَ

وأنَّ مَن ادعى النبوةَ بعدهُ فهو كاذبٌ

==================

نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ مِنْ هَاشِمِ ***

إلى الذَّبِيحِ دُونَ شَكٍّ يَنْتَمِي


أرْسَلَهُ اللهُ إليْنَا مُرْشِدَا ***

وَرَحْمَةً للعَالَمِينَ وَهُدَى


مَوْلِدُهُ بَمَكَّةَ الْمُطَهَّرَةْ ***

هِجْرَتُهُ لطَيْبَةَ الْمُنَوَّرَةْ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 08:00 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


بَعْدَ أرْبَعِينَ بَدَأَ الْوحَيُ بِهِ ***

ثُمَّ دَعَا إلى سَبِيِلِ رَبِّهِ


عَشرَ سِنِينَ أيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا ***

رَبًّا تَعَالى شَأنُهُ ووحّدُوا


وَكَانَ قَبْلَ ذَاكَ في غَارِ حِرَا ***

يَخْلُو بِذِكْرِ رَبِّهِ عَنِ الوَرَى

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 08:08 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَبَعْدَ خَمْسِينَ مِنَ الأعْوَامِ ***

مَضَتْ لعُمْرِ سَيّدِ الأنَامِ

أسْرَى بِهِ اللهُ إليِهِ في الظُّلَمْ ***

وَفَرَضَ الخَمْسَ عَلَيْهِ وَحَتَمْ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 08:12 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَبَعْدَ أعْوَامٍ ثَلاثَةٍ مَضَتْ ***

مِنْ بَعْدِ مِعْرَاجِ النَّبِيِّ وانقَضَتْ

أُذِنَ بِالْهِجْرَةِ نَحْوَ يَثْرِبَا ***

مَعَ كُلِّ مُسْلِمٍ لَهُ قَدْ صَحِبَا

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 08:15 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

وَبَعْدَهَا كُلِّفَ بِالقِتَالِ ***

لِشيعَةِ الْكُفْرَانِ والضَّلاَلِ


حتى أتَوْا للدِّينِ مُنْقَادِينَا ***

وَدَخَلُوا في السِّلْمِ مُذْعِنِينَا

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 08:20 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وَبَعْدَ أنْ قَدْ بَلَّـغَ الرِسَالَةْ ***

وَاسْتَنقَذَ الْخَلْقَ مِنَ الْجَهَالَةْ


وأكْـمَلَ اللهُ بِهِ الإسْلاَما ***

وقَام دِينُ الْحَقِ وَاسْتَقَامَا


قَبَضَهُ الله العَليُّ الأعْلَى ***

سُبْحَانَهُ إلى الرَّفِيقِ الأعْلَى

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 08:27 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


نَشْهَدُ بِالْحَقِ بِلاَ ارْتِيَابِ ***

بِأنَّهُ الْمُرْسَلُ بِالِكِتَابِ


وأنَّهُ بَلَّـغَ مَا قَدْ أُرْسِلاَ ***

بِهِ وَكُلُّ مَا إليْهِ أُنْزِلاَ


وكُلُّ مَنْ مِن بَعْدِهِ قَدِ ادَّعى ***

نُبُوَّةً فَكَاَذِبٌ فِيمَا ادَّعَى


فَهْوَ خِتَامُ الرُّسْلِ بِاتِّفَاقِ ***

وأفضَلُ الْخَلْقِ عَلى الإطلاَقِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 09:21 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

فصلٌ

فيمن هوَ أفضلُ الأمةِ بعد الرسول
صلى الله عليه وسلم

وذِكرُ الصحابةِ بمحاسنِهم
والكَفُّ عن مساوئهم وما شَجَرَ بينهم
==================


وَبَعْدَهُ الْخَلِيفَةُ الشَّفِيقُ ***

نِعْمَ نَقِيبُ الأُمَّةِ الصّدّيقُ


ذَاكَ رَفِيقُ المُصْطَفَى في الْغَارِ ***

شَيْخُ الْمُهاجرينَ والأنْصَارِ


وهُوَ الَّذِي بِنَفْسِهِ تَوَلَّى ***

جِهَادَ مَنْ عَنِ الْهُدَى تَولَّى

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 09:26 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

ثَاِنيهِ في الفَضْلِ بِلاَ ارْتيابِ ***

الصَّادِعُ النَّاطِقُ بِالصَّوَابِ


أعني بِهِ الشَّهْمَ أبَا حَفْصٍ عُمَرْ ***

مَنْ ظَاهَرَ الدِّينَ الْقَويمَ ونصَرْ


الصَارِمُ الْمُنْكِي عَلَى الكُفَّارِ ***

وَمُوسِعُ الْفُتُوحِ في الأمْصَارِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 12:39 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


ثَالِثُهُمْ عُثمانُ ذُو النُّورَيْنِ ***

ذو الْحِلمِ والْحَيَا بِغَيْرِ مَيْنِ


بَحْرُ الْعلُومِ جَامِعُ الْقُرْآنِ ***

مِنْهُ اسْتَحَتْ مَلائِكُ الرَّحْمَنِ


بَايَــعَ عَنْهُ سَيّدُ الأَكوَانِ ***

بِكَفِّهِ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 02:23 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


والرَّابِعُ ابْنُ عَمِّ خَيْرِ الرُّسُلِ ***

أعْنِي الإمامَ الْحَقَّ ذا الْقَدْرِ الْعَلي


مُبِيدُ كُلِّ خَارِجيٍّ مَاِرقِ ***

وَكُلِّ خِبٍّ رافِضِيٍّ فَاسِقِ


مَن كَانَ للرَّسُولِ في مَكَانِ ***

هَارُونَ مِنْ مُوسَى بِلاَ نُكْرَان


لاَ في نُبوَّةٍ فَقَدْ قَدمْتُ مَا ***

يَكْفَي لِمَنْ مِنْ سُوْءِ ظَنٍّ سَلِمَا

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 04:11 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

فَالسِّتةُ الْمَكَمِّلُونَ الْعَشرَةْ ***

وَسَائِرُ الصَّحْبِ الكِرَامِ الْبَرَرَةْ


وأهْلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى الأطْهَاِرُ ***

وَتَابِعُوهُ السَّادَةُ الأَخيَارُ


فَكُلُّهُمْ في مُحْكَمِ القُرْآنِ ***

أَثنَى عَلَيْهمْ خَالِقُ الأكْوَانِ


في الفْتَحِ والْحَدِيدِ والْقِتَالِ ***

وَغَيْرِهَا بِأكْمَلِ الْخِصالِ


كَذَاكَ في التَّوْرَاةِ والإنْجِيلِ ***

صِفَاتُهُمْ معلومةُ التفصيلِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 04:17 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


وذكرُهم في سنَّةِ المختارِ ***

قَدْ سَارَ سَيْرَ الشَّمسِ في الأقْطَارِ


ثم السُّكُوتُ واجِبٌ عَما جَرَى ***

بَيْنَهُمُ مِنْ فِعْلِ مَا قَدْ قُدِّرَا


فَكُلُّهُمْ مُجْتَهِدٌ مُثَابُ ***

وَخَطَؤُهُمْ يَغْفِرُهُ الوَهَّابُ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 04:26 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


خاتمةٌ

في وجوبِ التمسك بالكتابِ والسنةِ
والرجوعُ عندَ الاختلافِ إليهما،
فما خالفهما فهوَ رَدٌّ
==================

شَرْطُ قَبُولِ السَّعْي أنْ يَجْتَمِعَا ***

فِيهِ إصَابَةٌ وإخْلاَصٌ مَعَا
للهِ رَبَّ العَرْشِ لا سِوَاهُ ***

مُوَافِقُ الشَّرْعِ الَّذِي ارْتَضَاهُ

وَكُلُّ مَا خَالَفَ لِلوَحْيَيْنِ ***

فَإنَّهُ رَدٌّ بِغَيْرِ مَيْنِ

وكُلُّ مَا فِيهِ الخِلاَفُ نُصِبَا ***

فَرَدُّهُ إليْهِمَا قَدْ وَجَبَا

فَالدِّينُ إنَّمَا أتَى بِالنَّقْلِ ***

ليْسَ بِالأوْهَامِ وَحَدْسِ الْعَقْلِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 04:31 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتّباع الرسول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


ثُمَّ إلى هُنَا قَدْ انْتَهَيْتُ ***

وَتَمَّ مَا بِجَمْعِهِ عَنِيتُ

سَمَّيْتُهُ بِسُلمِ الوُصُولِ ***

إلى سَمَا مَبَاحِثِ الأصُوُلِ




والْحَمْدُ للهِ عَلَى انتِهَائِي

كَمَا حَمِدْتُ اللهَ في ابْتِدَائي


أسْأَلُهُ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ ***

جَمِيعِهَا وَالسَّتْرَ لِلعُيُوبِ


ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أبَدَا ***

تَغْشَى الرَّسُولَ الْمُصْطَفَى مُحَمَّدا


ثُمَّ جَمِيــعُ صَحْبِهِ والآلِ ***

السَّادَةِ الأئِمَّةِ الأبْدَالِ


تَدُومُ سَرمَدَا بِلا نَفَادِ ***

مَا جَرَتِ الأقْلاَمُ بِالْمِدَادِ


ثُمَّ الدُّعَا وَصيَّةُ القُرَّاءِ ***

جَمِيعِهمْ مِنْ غَيْرِ مَا اسْتثْنَاءِ


أبْيَاتُهَا (يُسْرٌ) بِعَدِّ الْجُمَلِ ***

تَأْرِيخُهَا (الْغفْرَانُ) فَافْهَمْ وَادْعُ لي

===========================

رحم الله تعالى الشيخ حافظ حكمي

وجزاه عنا خير الجزاء





ورفع درجته في عليين

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 06:49 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



( 291 ) ومُقتضى الإيمانِ بالرحمنِ




صَرْفُ الوَلَا لعسكرِ الإيمانِ




( 292 ) وحبُّهمْ فيهِ بقَدرِ التقوى




ونصرُهمْ إذا أتَتْهم بَلوى




( 293 ) وبُغضُ أهلِ الكفرِ والإشراكِ




براءةً مِنْ فِعلَةِ الأفَّاكِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 07:12 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




( 294 ) ولا تُعِزَّ الكافرَ العنيدا





ولا تُحاكي فِعلَهُ تقليدا





( 295 ) ولا تُغَرْ بحالِهم وما لهمْ





فاللهُ مولانا ولا مَولَى لهمْ





( 296 ) ونصرُهُم في الجهرِ والسِّرِّيَّةْ





يُناقضُ الإسلامَ بالكُلِّيَّةْ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 07:25 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



( 297 ) ومِنْ فِعَالِ الكُفرِ بالدَّيَّانِ





عبادةُ الأصنامِ والأوثانِ





( 298 ) ومِنهُ سَبُّ الصادقِ الأمينِ





والهَزْءُ بالكتابِ أو بالدِّينِ





( 299 ) والجادُّ في إتيانِها كالمازِحِ





بالقولِ أو بالقلبِ والجوارحِ

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 08:30 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



( 300 ) ومنهُ تَرْكُ المرءِ جِنْسَ العملِ





فاحذَرْ منَ الإرجاءِ وافهمْ واعقلِ





( 301 ) ومن أُصولِ السنةِ المهمةْ





السمعُ للوُلاةِ والأئمةْ





( 302 ) طاعتُهم أوصى بها المختارُ





وإنْ هُمُ تسلطُوا أو جَاروا





( 303 ) إذا أقاموا الشرعَ والصلاةَ





لم يُظهِروا كُفْرًا ولا افْتِئاتَا

أبو فراس السليماني
2015-12-27, 09:51 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول


http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




( 304 ) ومَنْ يُشَرِّعُ غيرَ شَرْعِ الباري





فقدْ هوى في زُمرةِ الكفارِ





( 305 ) لِما أتى مِنْ قاطعِ الأدلةْ





وأجْـمعَ الأئمةُ الأجلَّةْ

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 07:05 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول

http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




( 306 ) وفي اعتقادِ الطائفةِ المنصورةْ




تَوسُّطٌ بالحُجةِ المشهورةْ




( 307 ) هم وسطٌ في نسبةِ الأفعالِ




عدلًا بلا جَبرٍ ولا اعتزالِ

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 07:54 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول
http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




( 308 ) وفي صفاتِ الواحدِ الجليلِ





بينَ أُولي التعطيلِ والتمثيلِ





( 309 ) وفي اعتقادِ النارِ والجزاءِ





بينَ أُولي الوعيدِ والإرجاءِ

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:17 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول
http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



( 310 ) وفي الصحابةِ اعتقادُهمْ وسطْ





بلا غلوٍ أو جفاءٍ أو شَططْ





( 311 ) توَسَّطُوا بينَ اعتقادِ الرافضي





والناصبيِّ المُجحفِ المُباغِضِ





( 312 ) وفي الإيمانِ أوسَطُ المناهجْ



لا مرجئاً عملًا ولا خوارجْ

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:53 AM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول
http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷




( 313 ) فالْزَمْ وردِّدْ : هذه سبيلي




أدعوا لها على هُدَى خليلي




( 314 ) نزيهةً عن الغلوِّ والهوى



ومنْ دعا إلى هوى فقدْ هَوى

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 01:48 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول
http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷


( 315 ) ومنْ أصولِ السنةِ المُشاعَةْ





تصدِيقُهمْ إلى قيام الساعةْ





( 316 ) لأولياءِ اللهِ بالكرامةْ





وأنَّها لصدْقِهِمْ علامَةْ





( 317 ) خوارِقٌ على يَديهمْ تَجري





مُصانَةً عنْ دَجَلٍ وسِحْرِ

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 02:05 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول
http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



( 318 ) واعلمْ بأنَّ الأمرَ بالمعروفِ





إقامةٌ للمنهجِ الحَنيفِي





( 319 ) والنهيَ وفْقَ الحكمةِ الشرعيَّةْ





عَنْ مُنكَرٍ هما عُرَى الخيْريَّةْ





( 320 ) والْزَمْ حُضُورَ الجُمَعِ والجماعةْ





معَ الإمامِ المستحقِ الطاعةْ

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 02:19 PM
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
منظومة
تتمة الفصول لسُلّم ِالوصول
http://www.dorar.net/files/solm_wossol.pdf
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷



( 321 ) والنصحَ عنْ عِلْمٍ لكلِّ الأمةْ





واصبِرْ على الأقدارِ في المُلِمَّةْ





( 322 ) واشْكُرْ لربِّ الناسِ في الرخاءِ





وطِبْ رضًا في مؤلمِ القضاءِ





( 323 ) وأحْسِنْ ففي مكارمِ الأخلاقِ





شواهدُ الإيمانِ بالخلَّاقِ





( 324 ) من قَبَسِ الآياتِ والآثارِ





على هُدَى نبيِّنا المختارِ

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:06 PM
*****************************
نور التوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة

تأليف الفقير إلى الله تعالى
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************
بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،
وسيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له،
ومن يضلل فلا هادي له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وسلم تسليمًا كثيرًا،

أما بعد:

فهذه رسالة مختصرة في:
"نور التوحيد وظلمات الشرك"،

بيّنت فيها: مفهوم التوحيد، وأدلته،
وأنواعه، وثمراته،

ومفهوم الشرك، وأدلة إبطاله،
والشفاعة: المنفية، والمثبتة،

وأسباب ووسائل الشرك،
وأنواعه، وأقسامه،
وأضراره وآثاره.

ولا شك أن التوحيد نور
يوفق الله له من يشاء من عباده،
والشرك ظلمات
بعضها فوق بعض يُزيَّن للكافرين

قال الله عز وجل:
{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ
وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ

كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا

كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }([1])،

وقد بيّن الله عز وجل
أنه أنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم
الآيات الواضحات والدلائل الباهرات،
وأعظمها القرآن الكريم؛

ليخرج الناس بإرسال الرسول صلّى الله عليه وسلّم
وبما أنزل عليه من الكتاب والحكمة:
من ظلمات الضلالة والشرك، والجهل،
إلى نور الإيمان والتوحيد،
والعلم والهدى،
قال سبحانه:

{ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ
لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }([2]).

وقد قسمت البحث إلى مبحثين،
وتحت كل مبحث مطالب
على النحو الآتي:

المبحث الأول: نور التوحيد:

المطلب الأول: مفهوم التوحيد.

المطلب الثاني: البراهين في إثبات التوحيد.

المطلب الثالث: أنواع التوحيد.

المطلب الرابع: ثمرات التوحيد وفوائده.

المبحث الثاني: ظلمات الشرك:

المطلب الأول: مفهوم الشرك.

المطلب الثاني: أدلة إبطال الشرك.

المطلب الثالث: الشفاعة المنفية والمثبتة.

المطلب الرابع: مسبغ النعم المستحق للعبادة.

المطلب الخامس: أسباب ووسائل الشرك.

المطلب السادس: أنواع الشرك وأقسامه.

المطلب السابع: أضرار الشرك وآثاره.

والله سبحانه أسأل باسمه الأعظم
الذي إذا سُئِلَ به أعطى
أن يجعل هذا العمل القليل
مباركًا خالصًا لوجهه الكريم،
وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي،
وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛
فإنه عز وجل خير مسؤول،
وأكرم مأمول،

وهو حسبنا ونعم الوكيل،
والحمد لله رب العالمين،

والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين،
نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

المؤلف
حرر في ظهر يوم الثلاثاء

الموافق 1419/10/16هـ.



************************
([1]) سورة الأنعام، الآية: 122.
([2]) سورة الحديد، الآية: 9.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:15 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************



الفهـرس


المقدمة

المبحث الأول:
نور التوحيد

المطلب الأول: مفهوم التوحيد

المطلب الثاني: البراهين الساطعات في إثبات التوحيد

1- قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}

2- قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا...}

3- قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ...}

4- قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي نِ إِحْسَانًا...}

5- قال تعالى: {يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}

6- قال تعالى: {وَمَا أُمِرُواْ إِلا لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}

7- قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ...}

8- حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا

9- فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله


المطلب الثالث: أنواع التوحيد


1 ـ التوحيد الخبري العلمي الاعتقادي

2 ـ التوحيد الطلبي القصدي الإرادي

أنواع التوحيد على التفصيل ثلاثة أنواع

النوع الأول: توحيد الربوبية

النوع الثاني: توحيد الأسماء والصفات

النوع الثالث: توحيد الألوهية


المطلب الرابع: ثمرات التوحيد وفوائده


1- خير الدنيا والآخرة من فضائل التوحيد

2- التوحيد هو السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة

3- التوحيد الخالص يثمر الأمن التام في الدنيا والآخرة

4- يحصل لصاحبه الهدى الكامل والتوفيق لكل أجر وغنيمة

5- يغفر الله بالتوحيد الذنوب ويكفر به السيئات

6- يُدخل الله به الجنة

7- التوحيد يمنع دخول النار بالكلية إذا كمل في القلب

8- يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى حبة

9- التوحيد هو السبب الأعظم في نيل رضا الله وثوابه

10- جميع الأعمال متوقفة في قبولها وفي كمالها على التوحيد

11- يُسهل على العبد فعل الخيرات وترك المنكرات

12- التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان

13- التوحيد يخفف عن العبد المكاره ويهوِّن عليه الآلام

14- يحرِّر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم

15- التوحيد إذا كمل في القلب وتحقق يصير به القليل

16- تكفَّل الله لأهل التوحيد بالفتح، والنصر في الدنيا

17- الله عز وجل يدافع عن الموحدين


المبحث الثاني: ظلمات الشرك


المطلب الأول: مفهوم الشرك

المطلب الثاني: البراهين الواضحات في إبطال الشرك

1- قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ}

2- قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ}

3- من المعلوم أن كل ما عُبد من دون الله من الآلهة ضعيف

4- ما يعبده المشركون من دون الله:

الأنبياء أو الصالحين
في شغل شاغل عنهم باهتمامهم بالافتقار إلى الله بالعمل

5- ما عُبد من دونه قد توفرت فيهم جميع أسباب العجز

6- قال تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ...}

7- قال تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ}

8- قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللَّهِ...}

9- ضرب الأمثال من أوضح وأقوى أساليب الإيضاح

(*أ) قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ}

(*ب) قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ...}

(*ج) قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ.. .}

10- الذي يستحق العبادة وحده من يملك القدرة على كل شيء

(*أ) التفرد بالألوهية

(*ب) وهو الإله الذي خضع كل شيء لسلطانه

(*ج) وهو الإله الذي بيده النفع والضر

(*د) وهو القادر على كل شيء

(*ه) إحاطة علمه بكل شيء


المطلب الثالث: الشفاعة


أولاً: مفهوم الشفاعة لغة

واصطلاحًا

ثانيًا: يرد على من طلب الشفاعة من غير الله بالأقوال الحكيمة الآتية:

1 ـ ليس المخلوق كالخالق

الوسائط بين الملوك وبين الناس على وجوه ثلاثة

الوجه الأول: الإخبار عن أحوال الناس بما لا يعرفونه

الوجه الثاني: أو يكون الملك عاجزًا عن تدبير رعيته

الوجه الثالث: أو يكون الملك لا يريد نفع رعيته

2 ـ الشفاعة: شفاعتان

( أ ) الشفاعة المثبتة وهي التي تطلب من الله ولها شرطان:

الشرط الأول: إذن الله للشافع أن يشفع

الشرط الثاني: رضا الله عن الشافع والمشفوع له

( ب ) الشفاعة المنفية: وهي التي تطلب من غير الله

3 ـ الاحتجاج على من طلب الشفاعة من غير الله


المطلب الرابع: مسبغ النعم المستحق للعبادة

أولاً: على وجه الإجمال

ثانيًا: على وجه التفصيل


المطلب الخامس: أسباب ووسائل الشرك


1- الغلو في الصالحين هو سبب الشرك بالله تعالى

2- الإفراط في المدح والتجاوز فيه والغلو في الدين

3- بناء المساجد على القبور وتصوير الصور فيها

4- اتخاذ القبور مساجد

5- إسراج القبور وزيارة النساء لها

6- الجلوس على القبور والصلاة إليها

7- اتخاذ القبور عيدًا وهجر الصلاة في البيوت

8- الصور وبناء القباب على القبور

9- شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة

10- الزيارة البدعية للقبور، وزيارة القبور نوعان

النوع الأول: زيارة شرعية

النوع الثاني: زيارة شركية وبدعية وهذا النوع ثلاثة أنواع:

(*أ) من يسأل الميت حاجته

(*ب) من يسأله الله تعالى بالميت

(*ج) من يظن أن الدعاء عند القبور مستجاب

11- الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها


المطلب السادس: أنواع الشرك وأقسامه


أولاً: الشرك أنواع منها:

النوع الأول: شرك أكبر وهو أربعة أقسام

1- شرك الدعوة

2- شرك النية والإرادة والقصد

3- شرك الطاعة

4- شرك المحبة


النوع الثاني: شرك أصغر لا يخرج من الملة

الشرك الأصغر قسمان:

القسم الأول: شرك ظاهر، وهو ألفاظ وأفعال

القسم الثاني: شرك خفي وهو الشرك في الإرادات وهو نوعان:

النوع الأول: الرياء، والسمعة

النوع الثاني: إرادة الإنسان بعمله الدنيا


ثانيًا: الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر

1- الشرك الأكبر يخرج من الإسلام

2- الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار

3- الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال

4- الشرك الأكبر يبيح الدم والمال

5- الشرك الأكبر يوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين


المطلب السابع: أضرار الشرك وآثاره


1- شر الدنيا والآخرة من أضرار الشرك وآثاره

2- الشرك هو السبب الأعظم لحصول الكربات في الدنيا والآخرة

3- الشرك يسبب الخوف وينـزع الأمن في الدنيا والآخرة

4- يحصل لصاحب الشرك الضلال في الدنيا والآخرة

5- الشرك الأكبر لا يغفره الله إذا مات صاحبه قبل التوبة

6- الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال

7- الشرك الأكبر يوجب الله لصاحبه النار ويحرم عليه الجنة

8- الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار

9- الشرك أعظم الظلم والافتراء

10- الله تعالى بريء من المشركين وَرَسُولُهُ صلّى الله عليه وسلّم

11- الشرك هو السبب الأعظم في نيل غضب الله وعقابه

12- الشرك يطفئ نور الفطرة

13- يقضي على الأخلاق الفاضلة

14- يقضي على عزة النفس

15- الشرك الأكبر يبيح الدم والمال

16- الشرك الأكبر يوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين

17- الشرك الأصغر ينقص الإيمان

18- الشرك الخفي وهو شرك الرياء والعمل لأجل الدنيا

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:19 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************






المبحث الأول:
نور التوحيد

المطلب الأول: مفهوم التوحيد:

التوحيد المطلق: هو:

العلم والاعتراف المقرون بالاعتقاد الجازم،
بتفرد الله عزَّ وجلَّ بالأسماء الحسنى،
وتوحده بصفات الكمال،
والعظمة والجلال،
وإفراده وحده بالعبادة ([1])،

قال سبحانه وتعالى:

{ وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }([2])

قال العلامة السعدي رحمه الله:

"أي متوحد منفرد في ذاته،
وأسمائه،
وصفاته،
وأفعاله،

فليس له شريك :
في ذاته،
ولا سمي له
ولا كفء،
ولا مثل،
ولا نظير،
ولا خالق
ولا مدبر غيره؛

فإذا كان كذلك
فهو المستحق،
لأن يؤله
ويُعبد
بجميع أنواع العبادة ،
ولا يشرك به
أحد من خلقه "([3]).



**********************
([1]) انظر: القول السديد في مقاصد التوحيد، للسعدي، ص18.
([2]) سورة البقرة، الآية: 163.
([3]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص60.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:22 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************






المطلب الثاني:

البراهين الساطعات
في إثبات التوحيد:

البراهين الساطعات، والبينات الواضحات
في كتاب الله عز وجل،
وفي سنة النبي صلّى الله عليه وسلّم
على إثبات التوحيد كثيرة لا تحصر،
ولكن منها على سبيل المثال ما يأتي:

1 ـ قال الله عز وجل:

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ
إِلا لِيَعْبُدُونِ ،
مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ،
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ
ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }([1])

والمعنى:
ما خلقت الجن والإنس
إلا ليُوحدونِ ([2]).

2 ـ وقال سبحانه وتعالى:

{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً
أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ
وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ
فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ
وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ } ([3])

يخبر الله عزَّ وجلَّ

أن حجته قامت على جميع الأمم،

وأنه ما من أمة متقدمة، أو متأخرة

إلا وبعث الله فيها رسولاً،

وكلهم متفقون على دعوة واحدة، ودين واحد،

وهو:
عبادة الله وحده
لا شريك له ،

فانقسمت الأمم
بحسب استجابتها لدعوة الرسل قسمين

{ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ }
فاتبعوا المرسلين،

{ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ }
فاتبع سبيل الغي ([4]).

3 ـ وقال عزَّ وجلَّ:

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ
إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ
أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ
فَاعْبُدُونِ }([5])

فكل الرسل عليهم الصلاة والسلام

قبل النبي صلّى الله عليه وسلّم:

زبدة رسالتهم وأصلها،

الأمر بعبادة الله وحده
لا شريك له،
وبيان أنه الإله الحق المعبود،
وأن عبادة ما سواه باطلة ([6])؛

ولهذا قال الله عز وجل:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ
إِلا نُوحِي إِلَيْهِ
أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَاْ
فَاعْبُدُونِ } ([7]).





***********************
([1]) سورة الذاريات، الآيات: 56 – 58.
([2]) الجامع لأحكام القرآن الكريم، للقرطبي، 17/57.
([3]) سورة النحل، الآية: 36.
([4]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص393.
([5]) سورة الأنبياء، الآية: 25.
([6]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 18/427،
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص470.
([7]) سورة الزخرف، الآية: 45.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:26 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************




4 - وقال الله سبحانه وتعالى:




{ وَقَضَى رَبُّكَ
أَلاَّ تَعْبُدُواْ
إِلاَّ إِيَّاهُ

وَبِالْوَالِدَي نِ إِحْسَانًا }([1])

فالله عزَّ وجلَّ قضى، ووصَّى، وحكم، وأمر بالتوحيد

فقال { وَقَضَى رَبُّكَ }

قضاءً دينيًا، وأمرًا شرعيًّا،

{ أَلاَّ تَعْبُدُواْ }
أحدًا:
من أهل الأرض
والسماوات،
الأحياء،
والأموات،

{ إِلاَّ إِيَّاهُ }
لأنه الواحد
الأحد،
الفرد
الصمد ([2]).

5 ـ والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يقولون لأممهم

{ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ
مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }([3])

والمعنى
اعبدوا الله وحده ؛

لأنه
الخالق الرازق،
المدبر لجميع الأمور،

وما سواه مخلوق
مُدبَّر
ليس له من الأمر شيء ([4]).

6 ـ وقال سبحانه وتعالى:

{ وَمَا أُمِرُوا
إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ }([5]).

7 ـ وقال سبحانه وتعالى:

{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
لاَ شَرِيكَ لَهُ

وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ
وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }([6])

أمر الله عزَّ وجلَّ نبيه محمدًا صلّى الله عليه وسلّم
أن يقول للمشركين:
إن صلاتي وذبحي، وحياتي وما آتيه فيها،
وما يجريه الله عليَّ
وما يقدر علي في الجميع
لله رب العالمين،
لا شريك له
في العبادة،
كما أنه
لا شريك له
في الملك والتدبير ،
وبذلك أمرني ربي،
وأنا أول من أقرَّ، وأذعن،
وخضع من هذه الأمة لربه ([7]).




************************
([1]) سورة الإسراء، الآية: 23.
([2]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 17/413،
وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 3/34،
وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص407.
([3]) سورة الأعراف، الآية: 59، 65.
([4]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص255.
([5]) سورة البينة، الآية: 5.
([6]) سورة الأنعام، الآيتان: 162 – 163.
([7]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 12/283،
وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص245.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:28 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************





8 ـ وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه
أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال له:

“يا معاذ
هل تدري ما حق الله على عباده”؟

قال: قلت: الله ورسوله أعلم.

قال:

“ حق الله على عباده
أن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئًا ”

ثم سار ساعة ثم قال:

“يا معاذ،
هل تدري ما حق العباد على الله
إذا فعلوه”

قلت: الله ورسوله أعلم.

قال:

“ حق العباد على الله
أن لا يعذب
من لا يشرك به شيئًا ” ([1])،

وهذا الحديث العظيم يبيّن أن حق الله على عباده
أن يعبدوه وحده لا شريك له
بما شرعه لهم من العبادات،
ولا يشركوا معه غيره،

وأن حق العباد على الله عز وجل
أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا،

ولا شك أن حق العباد على الله:
هو ما وعدهم به من الثواب،

فحق ذلك ووجب بحكم وعده الصدق،
وقوله الحق،

الذي لا يجوز عليه الكذب في الخبر،
ولا الخلف في الوعد،

فهو حق جعله الله سبحانه على نفسه،
تفضلاً وكرمًا،

فهو سبحانه الذي أوجب على نفسه حقًّا
لعباده المؤمنين،
كما حرم الظلم على نفسه،

لم يوجب ذلك مخلوق عليه،
ولا يقاس بمخلوقاته،

بل هو بحكم رحمته، وعدله،
كتب على نفسه الرحمة،
وحرم على نفسه الظلم ([2]).

9 ـ وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه،
يرفعه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم:

“.. فإن الله حرم على النار من قال:
لا إله إلا الله ،
يبتغي بذلك وجه الله ”([3]).





************************
([1]) متفق عليه: البخاري، كتاب اللباس، باب إرداف الرجل خلف الرجل، 7/89، برقم 5967،

ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة، قطعًا، 1/58، برقم 30،
واللفظ للبخاري برقم 2856، ورقم 6500.
([2]) انظر: المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 1/203،
وشرح النووي على صحيح مسلم، 1/345 ومجموع فتاوى ابن تيمية، 1/213.
([3]) متفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت، 1/125، برقم 425،
ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر، 1/455، برقم 33.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:31 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************





المطلب الثالث:
أنواع التوحيد:

الله سبحانه وتعالى:

هو ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين،

فإفراده تعالى
وحده بالعبادة كلها
وإخلاص الدين كله لله
هذا هو
توحيد الألوهية :

وهو معنى "لا إله إلا الله"

وهذا التوحيد يتضمن جميع أنواع التوحيد ([1])
ويستلزمها؛
فإن التوحيد نوعان:

1 ـ التوحيد الخبري العلمي الاعتقادي ([2]):

وهو توحيد في المعرفة والإثبات،

وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات،

وهو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى،

وصفاته، وأفعاله، وأسمائه،

وتكلمه بكتبه لمن شاء من عباده،

وإثبات عموم قضائه، وقدره، وحكمته،

وتنـزيهه عما لا يليق به.

2 ـ التوحيد الطلبي القصدي الإرادي:

وهو توحيد في الطلب والقصد:
وهو توحيد الإلهية أو العبادة ([3]).

وتكون أنواع التوحيد على التفصيل
ثلاثة أنواع على النحو الآتي:

النوع الأول: توحيد الربوبية وهو:

الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو الرب
المتفرد بالخلق،
والملك،
والرزق،
والتدبير،

الذي ربّى جميع خلقه بالنعم،

وربى خواص خلقه
– وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
وأتباعهم المخلصين –
بالعقائد الصحيحة والأخلاق الجميلة،
والعلوم النافعة، والأعمال الصالحة،

وهذه التربية النافعة للقلوب والأرواح
المثمرة لسعادة الدنيا والآخرة.

النوع الثاني: توحيد الأسماء والصفات:

وهو الاعتقاد الجازم بأن الله
هو المنفرد بالكمال المطلق
من جميع الوجوه،
وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه
أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه وسلّم
من جميع الأسماء والصفات،

ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة
على الوجه اللائق بعظمته وجلاله
من غير نفي لشيء منها، ولا تعطيل،
ولا تحريف، ولا تمثيل، ولا تكييف.
ونفي ما نفاه عن نفسه

أو نفاه عنه رسوله صلّى الله عليه وسلّم
من النقائص والعيوب
وعن كل ما ينافي كماله.

وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات

قد وضحه الله في كتابه كما في أول سورة الحديد،
وسورة طه، وآخر سورة الحشر،
وأول سورة آل عمران، وسورة الإخلاص بكاملها،
وغير ذلك ([4]).





************************


([1]) انظر: تيسير العزيز الحميد،
للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، ص74،
والقول السديد، للسعدي، ص17،
وبيان حقيقة التوحيد، للشيخ صالح الفوزان، ص20.

([2]) انظر: مدارج السالكين، لابن القيم، 3/449.

([3]) انظر: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، لابن القيم 2/94 ،
ومعارج القبول، لحافظ حكمي 1/98،
و فتح المجيد ،لعبد الرحمن بن حسن ،ص 17 .

([4]) انظر: فتح المجيد، ص17،
والقول السديد في مقاصد التوحيد لعبد الرحمن السعدي، ص14-17،
ومعارج القبول، 1/99.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:33 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************





النوع الثالث: توحيد الإلهية ،
ويقال له: توحيد العبادة ،

وهو الاعتقاد الجازم
– مع العلم والعمل والاعتراف –
بأن الله
ذو الألوهية والعبودية
على خلقه أجمعين،

وإفراده وحده
بالعبادة كلها،

وإخلاص الدين
كله لله،

وهو يستلزم توحيد الربوبية،
وتوحيد الأسماء والصفات
ويتضمنهما؛

لأن الألوهية التي هي صفة تعم أوصاف الكمال،
وجميع أوصاف الربوبية والعظمة؛

فإنه المألوه المعبود
لما له من أوصاف العظمة والجلال،

ولما أسداه إلى خلقه من الفواضل والإفضال،

فتوحده سبحانه
بصفات الكمال وتفرده بالربوبية،
يلزم منه
أن لا يستحق العبادة
أحد سواه.

وتوحيد الألوهية
هو مقصود دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام

من أولهم إلى آخرهم.

وهذا النوع قد تضمنته

سورة { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ }

و{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ
إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ
وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا
وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا
أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ
فَإِن تَوَلَّوْاْ
فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } ([1])،

وأول سورة السجدة وآخرها،
وأول سورة غافر ووسطها وآخرها،
وأول سورة الأعراف وآخرها،
وغالب سور القرآن.
وكل سور القرآن قد تضمنت أنواع التوحيد،

فالقرآن كله من أوله إلى آخره
في تقرير أنواع التوحيد؛

لأن القرآن كله إما خبر عن الله وأسمائه،
وصفاته، وأفعاله، وأقواله،

فهذا هو التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي:
"توحيد الربوبية والأسماء والصفات"،
وإما دعوة إلى عبادة الله
وحده لا شريك له
وخلع ما يُعبد من دونه،

وهذا هو التوحيد الإرادي الطلبي
–"توحيد الألوهية"-.

وإما أمر ونهي وإلزام بطاعة الله،
وذلك من حقوق التوحيد ومكملاته،

وإما خبر عن
إكرام أهل التوحيد
وما فعل بهم في الدنيا من النصر والتأييد،
وما يكرمهم به في الآخرة،
وهو جزاء توحيده سبحانه،
وإما خبر عن أهل الشرك
وما فعل بهم في الدنيا من النكال
وما يحل بهم في الآخرة من العذاب

فهو جزاء من خرج عن
حُكم التوحيد،

فالقرآن كله
في التوحيد،
وحقوقه ،
وجزائه ،

وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم ([2]).




************************

([1]) سورة آل عمران، الآية: 64.
([2]) انظر: مدارج السالكين، لابن القيم، 3/450،
وفتح المجيد، ص17-18،
والقول السديد، ص16،
ومعارج القبول، 1/98.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:36 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************





المطلب الرابع:
ثمرات التوحيد وفوائده:

التوحيد له فضائل عظيمة،
وآثار حميدة،
ونتائج جميلة،
ومن ذلك ما يأتي:

1 ـ خير الدنيا والآخرة من فضائل التوحيد وثمراته.

2 ـ التوحيد هو السبب الأعظم
لتفريج كربات الدنيا والآخرة،
يدفع الله به العقوبات في الدارين،
ويبسط به النعم والخيرات.

3 ـ التوحيد الخالص
يثمر الأمن التام في الدنيا والآخرة،

قال الله عز وجل:

{ الَّذِينَ آمَنُواْ
وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ
أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } ([1]).

4 ـ يحصل لصاحبه الهدى الكامل،
والتوفيق لكل أجر وغنيمة.

5 ـ يغفر الله بالتوحيد الذنوب ويكفر به السيئات،

ففي الحديث القدسي
عن أنس رضي الله عنه يرفعه:

“ يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا
ثم لقيتني
لا تشرك بي شيئًا
لأتيتك بقرابها مغفرة ” ([2]).

6 ـ يدخل الله به الجنة،

فعن عبادة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

“من شهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له ،
وأن محمدًا عبده ورسوله،
وأن عيسى عبد الله ورسوله
وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه،
وأن الجنة حق، وأن النار حق،
أدخله الله الجنة على ما كان من العمل” ([3])،

وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:

“من مات
لا يشرك بالله شيئًا
دخل الجنة” ([4]).

7 ـ التوحيد يمنع دخول النار بالكلية
إذا كمل في القلب،

ففي حديث عتبان رضي الله عنه
عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:

“... فإن الله حرم على النار من قال:
لا إله إلا الله
يبتغي
بذلك وجه الله”([5]).

8 ـ يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه
أدنى حبة من خردل من إيمان ([6]).

9 ـ التوحيد هو السبب الأعظم
في نيل رضا الله وثوابه،
وأسعد الناس بشفاعة محمد صلّى الله عليه وسلّم:

“ من قال
لا إله إلا الله
خالصًا من قلبه أو نفسه ” ([7]).

10 ـ جميع الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة
متوقفة في قبولها وفي كمالها،
وفي ترتيب الثواب عليها على التوحيد،
فكلما قوي التوحيد
والإخلاص لله
كملت هذه الأمور وتمت.

11 ـ يُسَهِّل على العبد فعل الخيرات،
وترك المنكرات،
ويسلِّيه عن المصائب،
فالموحد المخلص لله
في توحيده
تخف عليه الطاعات ؛
لِمَا يرجو من ثواب ربه ورضوانه،
ويهوِّن عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي؛
لِمَا يخشى من سخط الله وعقابه.

12 ـ التوحيد إذا كمل في القلب
حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه،
وكرَّه إليه الكفر والفسوق والعصيان،
وجعله من الراشدين.

13 ـ التوحيد يخفف عن العبد المكاره،
ويهوِّن عليه الآلام،
فبحسب كمال التوحيد في قلب العبد
يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة،
وتسليمٍ ورضًا بأقدار الله المؤلمة،
وهو من أعظم أسباب انشراح الصدر.

14 ـ يحرِّر العبد من رِقّ المخلوقين والتعلُّقِ بهم،
وخوفهم ورجائهم، والعمل لأجلهم،
وهذا هو العزُّ الحقيقي، والشرف العالي،
ويكون مع ذلك
متعبدًا لله
لا يرجو سواه ،
ولا يخشى إلا إيَّاه ،
وبذلك يتمُّ فلاحه، ويتحقق نجاحه.

15 ـ التوحيد إذا كمل في القلب،
وتحقَّق تحققًا كاملاً
بالإخلاص التام
فإنه يصير القليل من عمل العبد كثيرًا،
وتضاعف أعماله وأقواله الطيبة
بغير حصر، ولا حساب.

16 ـ تكفَّل الله لأهل التوحيد بالفتح،
والنصر في الدنيا،
والعز والشرف، وحصول الهداية،
والتيسير لليسرى،
وإصلاح الأحوال،
والتسديد في الأقوال والأفعال.

17 ـ الله عز وجل يدافع عن الموحدين أهل الإيمان
شرور الدنيا والآخرة،
ويمنُّ عليهم بالحياة الطيبة،
والطمأنينة إليه، والأُنس بذكره.

قال العلامة السعدي رحمه الله:

" وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة
كثيرة معروفة،
والله أعلم " ([8]).

وقال ابن تيمية رحمه الله:

"وليس للقلوب سرور ولذة تامة
إلا في محبة الله تعالى ،
والتقرب إليه بما يحبه ،
ولا تتم محبة الله
إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه،
وهذا حقيقة
لا إله إلا الله"([9]).





************************

([1]) سورة الأنعام، الآية: 82.

([2]) الترمذي، كتاب الدعوات،
باب فضل التوبة والاستغفار، 5/548، برقم 3540،
وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/176،
وسلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 127، 128.

([3]) متفق عليه: البخاري، كتاب الأنبياء،
باب قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ} 4/168، برقم 3252،
ومسلم، كتاب الإيمان،
باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا، 1/57، برقم 28.

([4]) مسلم، كتاب الإيمان،
باب من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، 1/94 برقم 93.

([5]) متفق عليه: البخاري،
كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت، 1/126، برقم 425،
ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر، 1/455-456، برقم 33.

([6]) انظر: صحيح البخاري، كتاب التوحيد،
باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، برقم 7410،
وصحيح مسلم، كتاب الإيمان،
باب معرفة طريق الرؤية، 1/170، برقم 183، ورقم 193.

([7]) البخاري، كتاب العلم، باب الحرص على الحديث، 1/38، برقم 99.
([8]) القول السديد في مقاصد التوحيد ص25.
([9]) مجموع الفتاوى، 28/32.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:39 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************







المبحث الثاني: ظلمات الشرك



المطلب الأول: مفهوم الشرك:




الشِّرْكُ، والشِّرْكَةُ، بمعنى




وقد اشتركا، وتشاركا، وشارك أحدهما الآخر،




وأشرك بالله: كفر

فهو مشركٌ ومشركي،




والاسم الشرك فيهما،




ورغبنا في شرككم:

مشاركتكم في النسب ([1])،


وأشرك بالله:

جعل له شريكًا في ملكه،

أو عبادته،




فالشرك:




هو أن تجعل لله ندًا
وهو خلقك،




وهو أكبر الكبائر،

وهو الماحق للأعمال،
والمبطل لها،




والحارم المانع من ثوابها،




فكل من عدل بالله غيره:

بالحب،
أو التعظيم،
أو اتبع خطواته،




ومبادئه المخالفة لملة إبراهيم

صلّى الله عليه وسلّم
فهو مشرك ([2]).




والشرك شركان:




شرك أكبر يخرج من الملة،




وشرك أصغر لا يخرج من الملة ([3]).




وذكر العلامة السعدي رحمه الله




أن حد الشرك الأكبر

الذي يجمع أنواعه وأفراده




أن يصرف العبد نوعًا أو فردًا
من أفراد العبادة
لغير الله،




فكل: اعتقاد، أو قول،
أو عمل
ثبت أنه مأمور به من الشارع




فصرفه لله وحده
توحيد
وإيمان
وإخلاص ،




وصرفه لغيره
شرك وكفر،




وهذا ضابط للشرك الأكبر لا يشذ عنه شيء





وأما حد الشرك الأصغر فهو:




كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر،




من: الإرادات، والأقوال، والأفعال



التي لم تبلغ رتبة العبادة ([4]).





************************


([1]) انظر: القاموس المحيط، باب الكاف، فصل الشين، ص1240.
([2]) الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة، لعبد الرحمن الدوسري، ص41.
([3]) انظر: قضية التكفير، للمؤلف، ص119.
([4]) انظر: القول السديد في مقاصد التوحيد، لعبد الرحمن بن ناصر السعدي، ص31، 32، 54.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:42 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************





المطلب الثاني:

البراهين الواضحات
في إبطال الشرك:

الأدلة القاطعة الواضحة في
إبطال الشرك،
وذمِّ أهله
كثيرة،
منها ما يأتي:

1 ـ كل من دعا نبيًّا، أو وليًّا، أو ملكًا، أو جنيًّا،
أو صرف له شيئًا من العبادة
فقد اتخذه إلهًا
من دون الله ([1])،

وهذا هو حقيقة الشّرك الأكبر

الذي قال الله تعالى فيه:

{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ
أَن يُشْرَكَ بِهِ

وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء

وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }([2]).

2 ـ من البراهين القطعية التي ينبغي تبيينها وتوضيحها

لمن اتَّخَذَ من دون الله
آلهة أخرى،

قوله تعالى:

{ أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ،
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ
إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا
فَسُبْحَانَ اللَّهِ
رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ،
لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ
وَهُمْ يُسْأَلُونَ } ([3]).

فقد أنكر سبحانه
على من اتخذ من دونه آلهة من الأرض،
سواء كانت أحجارًا أو خشبًا،
أو غير ذلك من الأوثان
التي تُعبد من دون الله!

فهل هم يحيون الأموات
ويبعثونهم ؟

الجواب: كلا،

لا يقدرون على شيء من ذلك،

ولو كان في السَّماوات والأرض
آلهة تستحق العبادة غير الله لفسدتا
وفسد ما فيهما من المخلوقات؛

لأن تعدد الآلهة
يقتضي التمانع والتنازع والاختلاف،
فيحدث بسببه الهلاك،

فلو فُرِضَ وجود إلهين،

وأراد أحدهما أن يخلق شيئًا
والآخر لا يريد ذلك،

أو أراد أن يُعطي
والآخر أراد أن يمنع،

أو أراد أحدهما تحريك جسم
والآخر يريد تسكينه،

فحينئذ يختل نظام العالم،
وتفسد الحياة!

و ذلك :
* لأنه يستحيل وجود مرادهما معًا،
وهو من أبطل الباطل؛

فإنه لو وجد مرادهما جميعًا للزم اجتماع الضدين،
وأن يكون الشيء الواحد حيًّا ميتًا، متحركًا ساكنًا.

* و إذا لم يحصل مراد واحد منهما
لزم عجز كل منهما،
وذلك يناقض الربوبية.

* وإن وُجِدَ مراد أحدهما ونفذ
دون مراد الآخر،

كان النافذ مراده هو
الإله القادر

والآخر عاجز ضعيف مخذول.

* واتفاقهما على مراد واحد
في جميع الأمور غير ممكن.

وحينئذ يتعين
أن القاهر الغالب على أمره
هو الذي يوجد مراده وحده
غير مُمانع
ولا مُدافع،
ولا مُنازع
ولا مُخالف
ولا شريك،
وهو الله الخالق
الإله الواحد،

لا إله إلا هو،
ولا رب سواه؛

ولهذا ذكر سبحانه دليل التمانع
في قوله عز وجل:

{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ
وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ
إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ
وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ

سُبْحَانَ اللَّهِ
عَمَّا يَصِفُونَ،

عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }([4]).

وإتقان العالم العلوي والسفلي،
وانتظامه منذ خلقه، واتساقه،
وارتباط بعضه ببعض في غاية الدقة والكمال:
{مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ }([5]).

وكل ذلك مسخر،
ومدبر بالحكمة لمصالح الخلق كلهم
يدل على أن
مدبره واحد،
وربه واحد،
وإلهه واحد،

لا معبود غيره،
ولا خالق سواه ([6]).




************************


([1]) انظر: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، ص242.
([2]) سورة النساء، الآية: 48.
([3]) سورة الأنبياء، الآيات: 21-23.
([4]) سورة المؤمنون، الآيتان: 91، 92.
([5]) سورة الملك، الآية: 3.

([6]) انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 9/352، 354، 337-382، 1/35-37،
وتفسير البغوي 3/241، 316، وابن كثير 3/255، 176،
وفتح القدير للشوكاني، 3/402، 496،
وتفسير عبد الرحمن السعدي، 5/220، 374،
وأيسر التفاسير لأبي بكر جابر الجزائري 3/99،
ومناهج الجدل في القرآن الكريم
للدكتور زاهر بن عواض الألمعي ص 158-161.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:45 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************






3 ـ من المعلوم عند جميع العقلاء

أن كل ما عُبِدَ من دون الله
من الآلهة ضعيف
من كل الوجوه،
وعاجز
ومخذول،

وهذه الآلهة
لا تملك لنفسها ولا لغيرها
شيئًا من ضر
أو نفع،
أو حياة
أو موت،
أو إعطاء
أو منع،
أو خفض
أو رفع،
أو عزّ
أو ذلّ،

وأنها لا تتصف بأي صفة من الصفات
التي يتصف بها
الإله الحق،
فكيف يُعْبدُ مَنْ هَذه حَالُه ؟
وكيف يُرجى أو يُخاف من هذه صفاته ؟
وكيف يُسئَل من لا يسمع
ولا يبصر
ولا يعلم شيئًا([1]).

وقد بيّن الله عز وجل
ضعف وعجز
كل ما عبد من دونه

أكمل بيان،

فقال سبحانه:

{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا
وَلاَ نَفْعًا
وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } ([2])،

وقال عز وجل:

{ أَيُشْرِكُونَ
مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً
وَهُمْ يُخْلَقُونَ،

وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا
وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ،

وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى
لاَ يَتَّبِعُوكُمْ
سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُ
أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ،

إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ
فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُ واْ لَكُمْ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ،

أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا
أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا
أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا
أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا
قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءَكُمْ
ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ،

إِنَّ وَلِيِّـيَ اللَّهُ
الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ
وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ،

وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ
لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ
وَلا أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ،

وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى
لاَ يَسْمَعُواْ

وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ
وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } ([3])،

وقال عز وجل:

{ وَاتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً
لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا
وَهُمْ يُخْلَقُونَ

وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا
وَلا نَفْعًا
وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا
وَلا حَيَاةً
وَلا نُشُورًا } ([4]).

وهي مع هذه الصفات
لا تملك كشف الضر عن عابديها
ولا تحويله إلى غيرهم

{ قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ
فَلاَ يَمْلِكُونَ
كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ
وَلاَ تَحْوِيلاً } ([5]).




************************


([1]) انظر: تفسير ابن كثير 2/83، 219، 277، 417، 3/47، 211، 310،
وتفسير السعدي 2/327، 420، 3/290، 451 ،5/279 ، 457 ،6/153 ،
و أضواء البيان للشنقيطي ، 2/482، 3/101، 322، 598، 5/44، 6/268.

([2]) سورة المائدة، الآية: 76.
([3]) سورة الأعراف، الآيات: 191-198.
([4]) سورة الفرقان، الآية: 3.
([5]) سورة الإسراء، الآية: 56.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 08:48 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************




4 ـ ومن المعلوم يقينًا
أن ما يعبده المشركون من دون الله:
الأنبياء، أو الصالحين، أو الملائكة،
أو الجن الذين أسلموا،
أنهم في شغل شاغل عنهم
باهتمامهم
بالافتقار إلى الله
بالعمل الصالح،
والتنافس في القُرْبِ من ربهم
يرجون رحمته
ويخافون عذابه،
فكيف يُعبَدُ من هذا حاله ؟ ([1])

قال تعالى:

{ أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ
وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ
وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } ([2]).

5 ـ وقد أوضح وبيّن سبحانه
أن ما عُبِدَ من دونه
قد توفرت فيهم
جميع أسباب العجز
وعدم إجابة الدعاء من كل وجه؛

فإنهم لا يملكون مثقال ذرة
في السَّمَاوات ولا في الأرض
لا على وجه الاستقلال،
ولا على وجه الاشتراك،

وليس لله من هذه المعبودات
من ظهير يساعده على ملكه وتدبيره،
ولا تنفع الشفاعة عنده
إلا لمن أذن له ([3])،

قال عز وجل:
{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ
لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ

وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ
وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ،

وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ
إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } ([4])،

وقال سبحانه تعالى:

{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ

وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ
مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ،
إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُواْ دُعَاءَكُمْ
وَلَوْ سَمِعُواْ مَا اسْتَجَابُواْ لَكُمْ

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ
وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }([5]).



************************


([1]) انظر: تفسير ابن كثير 3/48، وتفسير السعدي 4/291.
([2]) سورة الإسراء، الآية: 57.
([3]) انظر: تفسير ابن كثير 3/37، وتفسير السعدي 6/274.
([4]) سورة سبأ، الآيتان: 22، 23.
([5]) سورة فاطر، الآيتان: 13، 14.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:24 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************





6 ـ وقال عز وجل:

{ قُلْ أَفَرَأَيْتُم
مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ
هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ

أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ
هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ
قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ
عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُو نَ } ([1]).

7 ـ وقال سبحانه وتعالى:

{ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ
مَا لاَ يَنفَعُكَ
وَلاَ يَضُرُّكَ
فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ،

وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ
فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ

وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ
فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ
يُصيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ([2])،

وهذا وصف
لكل مخلوق،
وأنه لا ينفع ولا يضر

وإنما النافع الضار
هو الله ،

ومن دعا ما لا يضره ولا ينفعه
فقد ظلم نفسه
بالوقوع في الشرك الأكبر،

وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام
لو دعا غير الله لكان من الظالمين المشركين،
فكيف بغيره ([3]) ؟،

فالنافع الضار
هو المستحق للعبادة
وحده

{ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ
فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ

وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ
فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } ([4]).




************************


([1]) سورة الزمر، الآية: 38.
([2]) سورة يونس، الآيتان: 106-107.
([3]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص331.
([4]) سورة الأنعام، الآية: 17.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:26 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************





8 ـ وقال عز وجل:

{ وَمَنْ أَضَلُّ ممن يَدْعواْ مِن دُونِ اللَّهِ

مَن لاَ يَسْتَجِيب لَه إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

و هم عن دعائهم غَافِلونَ

وَإِذَا حشََِر الناس كانوا لهم أعداء
و كانوا بعبادتهم كافرين }([1])

فهل هناك أضل من هؤلاء
الذين يعبدون
من لا يستجيب لهم
مدة مقامهم في الدنيا،

لا ينتفعون بهم مثقال ذرة،
وهم لا يسمعون منهم دعاء،
ولا يجيبون لهم نداء،
وهذا حالهم في الدنيا،

ويوم القيامة يكفرون بشركهم،
ويكونون لهم أعداء يلعن بعضهم بعضًا،
ويتبرأ بعضهم من بعض ([2]).




************************


([1]) سورة الأحقاف، الآيتان: 5-6.
([2]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص724.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:29 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************





9 ـ ضرب الأمثال من أوضح وأقوى أساليب الإيضاح والبيان
في إبراز الحقائق المعقولة
في صورة الأمر المحسوس،

وهذا من أعظم ما يُردُّ به
على الوثنيين في إبطال عقيدتهم
وتسويتهم المخلوق بالخالق في العبادة والتعظيم؛

ولكثرة هذا النوع في القرآن الكريم
سأقتصر على ثلاثة أمثلة توضح المقصود
على النحو الآتي:

( أ ) قال الله عز وجل:

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
لَن يَخْلُقُواْ ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ

وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا
لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ
ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ،

مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ([1]).

حق على كل عبد أن يستمع لهذا المثل،
ويتدبره حق تدبره،
فإنه يقطع مواد الشرك من قلبه،

فالآلهة التي تُعبَد من دون الله
لن تقدر على خلق الذباب
ولو اجتمعوا كلهم لخلقه،

فكيف بما هو أكبر منه،

بل لا يقدرون على
الانتصار من الذباب
إذا سلبهم شيئًا مما عليهم من طيب ونحوه،
فيستنقذوه منه ،

فلا هم قادرون على خلق الذباب
الذي هو أضعف المخلوقات،

ولا على الانتصار منه واسترجاع ما سلبهم إياه،

فلا أعجز من هذه الآلهة الباطلة،
ولا أضعف منها،

فكيف يستحسن عاقل
عبادتها من دون الله ؟!

وهذا المثل من أبلغ ما أنزل الله تعالى
في بطلان الشرك
وتجهيل أهله ([2]).




************************


([1]) سورة الحج، الآيتان: 73، 74.
([2]) انظر: أمثال القرآن، لابن القيم، ص47، والتفسير القيم، لابن القيم، ص368،
وتفسير البغوي، 3/298، وتفسير ابن كثير، 3/236،
وفتح القدير للشوكاني، 3/470، وتفسير السعدي، 5/326.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:31 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************




(ب) ومن أحسن الأمثال
وأدلَّها على بطلان الشرك،




وخسارة صاحبه
وحصوله على ضد مقصوده،

قوله تعالى:

{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ
أَوْلِيَاءَ
كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا

وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ
لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ،

إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ،

وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ

وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ } ([1]).

فهذا مثل ضربه الله لمن عَبَدَ معه غيره
يقصد به التعزز والتقَوِّي والنفع،

فبين سبحانه أن هؤلاء ضعفاء،

وأن الذين اتخذوهم أولياء من دون الله
أضعف منهم ،

فهم في ضعفهم وما قصدوه من اتخاذ الأولياء
كالعنكبوت التي هي من أضعف الحيوانات،

اتخذت بيتًا وهو من أضعف البيوت،
فما ازدادت باتخاذه إلا ضعفًا،

وكذلك من اتخذ من دون الله أولياء،
فإنهم ضعفاء،
وازدادوا باتخاذهم
ضعفًا إلى ضعفهم ([2]).




************************
([1]) سورة العنكبوت، الآيات: 41-43.
([2]) انظر: تفسير البغوي 3/468،
وأمثال القرآن لابن القيم ص21،
وفتح القدير للشوكاني 4/204.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:34 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************




( ج ) ومن أبلغ الأمثال التي تُبيّن أن المشرك
قد تشتت شمله واحتار في أمره،

ما بيّنه تعالى بقوله:

{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً
رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ
وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ
هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً
الْحَمْدُ لِلَّهِ
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ } ([1]).

فهذا مثل ضربه الله تعالى للمشرك والموحد،
فالمشرك لَمَّا كان يعبد آلهة شتى
شُبِّهَ بعبد يملكه جماعة متنازعون مختلفون،
سيئة أخلاقهم، يتنافسون في خدمته،
لا يمكنه أن يبلغ رضاهم أجمعين،
فهو في عذاب.

والموحد لَمَّا كان
يعبد الله
وحده لا شريك له ،

فمثله كمثل عبد لرجل واحد،
قد سلم له، وعلم مقاصده،
وعرف الطريق إلى رضاه،
فهو في راحة من تشاحن الخلطاء فيه واختلافهم،
بل هو سالم لمالكه من غير تنازع فيه،
مع رأفة مالكه به،
ورحمته له،
وشفقته عليه،
وإحسانه إليه،
وتوليه لمصالحه،
فهل يستوي هذان العبدان ؟
والجواب: كلا،
لا يستويان أبدًا ([2]).




************************


([1]) سورة الزمر، الآية: 29.
([2]) انظر: تفسير البغوي 4/78، وابن كثير 4/52،
والتفسير القيم، لابن القيم، ص423،
وفتح القدير للشوكاني 4/462،
وتفسير السعدي 6/468، وتفسير الجزائري 4/43.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:38 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************








10 ـ الذي يستحق العبادة
وحده من يملك القدرة على كل شيء،
والإحاطة بكل شيءٍ،
وكمال السلطان
والغلبة
والقهر
والهيمنة
على كل شيءٍ،
والعلم بكل شيء،
ويملك الدنيا والآخرة،
والنفع
والضر،
والعطاء
والمنع
بيده وحده،

فمن كان هذا شأنه
فإنه حقيق بأن يُذكَر فلا يُنسى،
ويُشكر فلا يُكفر،
ويُطاع فلا يُعصى،
ولا يُشرك معه غيره ([1]).

وصفات الكمال المطلق لله تعالى،
لا يحيط بها أحد،
ولكن منها على سبيل المثال:

( أ ) المتفرد بالألوهية:
لا يستحق الألوهية إلا الله وحده ،
الحي الذي لا يموت أبدًا،
القيوم الذي قام بنفسه
واستغنى عن جميع المخلوقات،
وهي مفتقرة إليه في كل شيء،

ومن كمال حياته وقيوميته
أنه لا تأخذه سنة ولا نوم،

وجميع ما في السَّماوات والأرض عبيده،
وتحت قهره وسلطانه:

{ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
إِلّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا،
لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا } ([2]).

ومن تمام ملكه
وعظمته
وكبريائه
أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ،
فكل الوجهاء والشفعاء عبيد له،
لا يقدمون على شفاعة حتى يأذن لهم،
ولا يأذن إلا لمن ارتضى،
وعلمه تعالى محيط بجميع الكائنات،
ولا يطلع أحد على شيء من علمه
إلا ما أطلعهم عليه،
ومن عظمته
أن كرسيه وسع السَّماوات والأرض،
وأنه قد حفظهما وما فيهما من مخلوقات،
ولا يثقله حفظهما،
بل ذلك سهل عليه يسير لديه،
وهو القاهر لكل شيء،
العلي بذاته على جميع مخلوقاته،
والعلي بعظمته وصفاته،
العلي
الذي قهر المخلوقات
ودانت له الموجودات،
العظيم الجامع لصفات العظمة والكبرياء،

وقد دلّ على هذه الصفات العظيمة
قوله تعالى:
{ اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ
لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ

يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } ([3]).





************************



([1]) انظر: تفسير البغوي 1/237، 3/71، 2/88، 372،
وابن كثير 1/309، 2/572، 3/42، 2/127، 435، 570، 1/344، 2/138،
وتفسير السعدي 1/313، 7/686، 2/381، 3/397، 4/204، 6/364، 1/356، 2/372،
وأضواء البيان 2/187، 3/271.

([2]) سورة مريم، الآيتان: 93، 94.
([3]) سورة البقرة، الآية: 255.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:41 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************






(ب) وهو الإله الذي خضع كل شيء لسلطانه،
فانقادت له المخلوقات بأسرها:
جماداتها، وحيواناتها، وإنسها، وجنّها، وملائكتها

{ وَلَهُ أَسْلَمَ
مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
طَوْعًا وَكَرْهًا
وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }([1]).

( ج ) وهو الإله الذي
بيده النفع والضر،

فلو اجتمع الخلق على أن ينفعوا مخلوقًا
لم ينفعوه
إلا بما كـتبه الله له ،

ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء
لم يضروه
إذا لم يُرِد الله ذلك :

{وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ
فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ
وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ
فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ
يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ([2]).

( د ) وهو القادر على كل شيء،
ولا يعجزه شيء :

{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا
أَنْ يَقُولَ لَهُ
كُنْ فَيَكُونُ } ([3]).

(هـ) إحاطة علمه بكل شيء،
شامل للغيوب كلها:
يعلم ما كان،
وما يكون،
وما لم يكن
لو كان كيف يكون ([4]):

{ إِنَّ اللَّهَ
لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ
فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ }([5])،

{ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ
مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ
فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ
وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ
إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }([6])،

{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ
إِلاَّ يَعْلَمُهَا
وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ
وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ
إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }([7])،

{ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }([8]).

ولا شك أن من عرف هذه الصفات
وغيرها من صفات
الكمال والعظمة،
فإنه سيعبد الله وحده ؛
لأنه الإله
المستحق للعبادة.




************************


([1]) سورة آل عمران، الآية: 83.
([2]) سورة يونس، الآية: 107.
([3]) سورة يس، الآية: 82.
([4]) انظر: تفسير ابن كثير 1/344، 2/138، والسعدي 2/356، 2/372.

([5]) سورة آل عمران، الآية: 5.
([6]) سورة يونس: الآية: 61.
([7]) سورة الأنعام، الآية: 59.
([8]) سورة الأنفال، الآية: 75.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:43 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************





المطلب الثالث: الشفاعة:

أولاً:

مفهوم الشفاعة

لغة:

يُقال شفع الشيء:
ضمَّ مثله إليه، فجعل الوتر شفعًا ([1]).

واصطلاحًا:

التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرّةٍ ([2]).

من الحكمة القولية في دعوة من يتعلّق بغير الله تعالى

ويطلب الشفاعة منه

أن يبيّن له
أن الشفاعة
ملك لله وحده:

{ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا
لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }([3]).




************************



([1]) انظر: القاموس المحيط، باب العين، فصل الشين ص947،
والنهاية في غريب الحديث، 2/485، والمعجم الوسيط 1/487.
([2]) انظر: شرح لمعة الاعتقاد للشيخ محمد صالح العثيمين، ص80.
([3]) سورة الزمر، الآية: 44.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:45 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************






ثانيًا:

يُرد على من طلب الشفاعة من غير الله تعالى
بالأقوال الحكيمة الآتية:
1 ـ ليس المخلوق كالخالق،

فكل من قال:
إن الأنبياء والصالحين والملائكة
أو غيرهم من المخلوقين
لهم عند الله جاهٌ عظيمٌ ومقاماتٌ عاليةٌ

فهم يشفعون لنا عنده
كما يتقرّب إلى الوجهاء والوزراء عند الملوك والسّلاطين،
ليجعلوهم وسائط لقضاء حاجاتهم،

فهذا القول من أبطل الباطل؛

لأنه شبَّه الله العظيم ملك الملوك
بالملوك الفقراء المحتاجين للوزراء والوجهاء
في تكميل ملكهم ونفوذ قوتهم،

فإن الوسائط بين الملوك وبين الناس
على أحد وجوه ثلاثة:

الوجه الأول:
إما لإخبارهم عن أحوال الناس بما لا يعرفونه.

الوجه الثاني:
أو يكون الملِكُ عاجزًا عن تدبير رعيته
فلا بد له من أعوان؛
لذُلِّهِ وعجزه.

الوجه الثالث:
أو يكون الملك لا يريد نفع رعيته والإحسان إليهم،
فإذا خاطبهم من ينصحه ويعظه
تحركت إرادته وهمّته في قضاء حوائج رعيته.

والله عز وجل
ليس كخلقه الضعفاء،
فهو تعالى لا تخفى عليه خافية،
وغني عن كل ما سواه،
وأرحم بعباده من الوالدة بولدها،

ومعلوم أن الشافع عند ملوك الدنيا
قد يكون له ملك مستقل،
وقد يكون شريكًا لهم،
وقد يكون معاونًا لهم،

فالملوك يقبلون شفاعته لأحد ثلاثة أمور:
أ ـ تارة لحاجتهم إليه.
ب ـ وتارة لخوفهم منه.
جـ ـ وتارة لجزاء إحسانه إليهم.

وشفاعة العباد بعضهم عند بعض
من هذا الجنس،

فلا يقبل أحد شفاعة أحد
إلا لرغبة أو رهبة،

والله عز وجل
لا يرجو أحدًا
ولا يخافه،
ولا يحتاج إليه ([1])،

ولهذا قطع الله جميع أنواع التعلّقات بغيره، وبيّن بطلانها،

فقال تعالى:
{ قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ
لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ

وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ
وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ،

وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ
إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ

حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ
قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ
قَالُوا الْحَقَّ
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }([2]).

فقد سدّت هذه الآية على المشركين
جميع الطرق التي دخلوا منها إلى الشرك
أبلغ سدٍّ وأحكمه،

فإن العابد إنما يتعلّق بالمعبود لِمَا يرجو من نفعه،
وحينئذ فلا بد أن يكون المعبود
مالكًا للأسباب التي ينتفع بها عابده،
أو يكون شريكًا لمالكها،
أو ظهيرًا أو وزيرًا أو معاونًا له،
أو وجيهًا ذا حرمة وقدر يشفع عنده،

فإذا انتفت هذه الأمور الأربعة من كل وجه
انتفت أسباب الشرك
وانقطعت مواده ([3]).


************************
([1]) انظر: فتاوى ابن تيمية 1/126-129.
([2]) سورة سبأ، الآيتان: 22، 23.
([3]) انظر: التفسير القيم، لابن القيم ص408.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:49 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************








2 ـ الشفاعة: شفاعتان:

( أ ) الشفاعة المثبتة:

وهي التي تطلب من الله ولها شرطان:

الشرط الأول: إِذْن الله للشّافع أن يشفع،

لقوله تعالى:
{ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ
إِلاَّ بِإِذْنِهِ } ([1]).

الشرط الثاني: رضا الله عن الشّافع والمشفوع له،

لقوله تعالى:
{وَلا يَشْفَعُونَ
إِلا لِمَنِ ارْتَضَى } ([2])،

{ يَومَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ
إلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ
وَرَضِيَ لَهُ قَولاً } ([3]).

( ب ) الشفاعة المنفية:

وهي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله،

والشفاعة بغير إذنه ورضاه والشفاعة للكفار:

{ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ }([4])،

ويستثنى شفاعته صلّى الله عليه وسلّم
في تخفيف عذاب أبي طالب ([5]).

3 ـ الاحتجاج على من طلب الشفاعة من غير الله
بالنص والإجماع،

فلم يكن النبي صلّى الله عليه وسلّم ولا الأنبياء من قبله
شرعوا للناس أن يدعوا الملائكة،
أو الأنبياء، أو الصالحين،
ولا يطلبوا منهم الشفاعة،

ولم يفعل ذلك
أحد من الصحابة
ولا التابعين لهم بإحسان،

ولم يستَحِبّ ذلك
أحد من أئمة المسلمين،
لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم،
ولا مجتهد يعتمد على قوله في الدين،
ولا من يعتبر قوله في مسائل الإجماع،

فالحمد لله رب العالمين ([6]).




************************



([1]) سورة البقرة، الآية: 255.
([2]) سورة الأنبياء، الآية: 28.
([3]) سورة طه، الآية: 109.
([4]) سورة المدثر، الآية: 48.




([5]) انظر: البخاري مع الفتح، مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب 7/193، برقم 3883،
ومسلم، كتاب الإيمان، باب أهون أهل النار عذابًا، 1/195، برقم 211.

([6]) انظر: فتاوى ابن تيمية 1/112، 158، 14/399-414، 1/108-165،
14/380، 409، 1/160-166، 195، 228، 229، 241،
ودرء تعارض العقل والنقل، له، 5/147، وأضواء البيان 1/137.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:55 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************







المطلب الرابع:

مُسْبِغ النعم المستحق للعبادة:




من الحكمة في دعوة المشركين إلى الله تعالى
لفت أنظارهم وقلوبهم إلى نعم الله العظيمة:
الظاهرة والباطنة، والدينية والدنيوية.




فقد أسبغ على عباده جميع النعم:



{ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ }([1])،




وسخر هذا الكون وما فيه من مخلوقات لهذا الإنسان.

وقد بيّن سبحانه هذه النعم،
وامتن بها على عباده،
وأنه المستحق للعبادة وحده ،




ومما امتن به عليهم ما يأتي:




أولاً: على وجه الإجمال:




قال الله عز وجل:

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً...}([2])،




{ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم
مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ

وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ
ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً }([3])،




{ وَسَخَّرَ لَكُم
مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ([4]).




فقد شمل هذا الامتنان جميع النعم:
الظاهرة والباطنة، الحسّيّة والمعنوية،

فجميع ما في السماوات والأرض
قد سُخِّر لهذا الإنسان،

وهو شامل لأجرام السماوات والأرض،
وما أودع فيهما من:
الشمس والقمر والكواكب،
والثوابت والسيارات،

والجبال والبحار والأنهار،
وأنواع الحيوانات،
وأصناف الأشجار والثمار،
وأجناس المعادن،

وغير ذلك مما هو من مصالح بني آدم،
ومصالح ما هو من ضروراتهم
للانتفاع والاستمتاع والاعتبار.




وكل ذلك دالّ
على أن
الله وحده
هو المعبود




الذي لا تنبغي العبادة
والذلّ
والمحبة
إلا له،




وهذه أدلة عقلية لا تقبل ريبًا ولا شكًا
على أن
الله هو الحق،
وأن ما يدعى من دونه هو الباطل ([5]):




{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ
هُوَ الْحَقُّ
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ
وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ
الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }([6]).




ثانيًا: على وجه التفصيل:




ومن ذلك قوله تعالى:



{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ

وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ
وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ،

وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ،

وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ

وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ
لاَ تُحْصُوهَا
إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }([7]).




وقال عز وجل بعد أن ذكر نعمًا كثيرة:




{ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا
وَتَسْتَخْرِجُو اْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا

وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ،

وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ
وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً
لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ،

وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ،
أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ
أَفَلا تَذَكَّرُونَ ،

وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ
لاَ تُحْصُوهَا
إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }([8]).




أفمن يخلق هذه النعم
وهذه المخلوقات العجيبة
كمن لا يخلق شيئًا منها ؟




ومن المعلوم قطعًا
أنه لا يستطيع فرد من أفراد العباد
أن يحصي ما أنعم الله به عليه
في خلق عضو من أعضائه،
أو حاسة من حواسه،
فكيف بما عدا ذلك من النعم
في جميع ما خلقه في بدنه،
وكيف بما عدا ذلك من النعم الواصلة إليه
في كل وقت على تنوعها واختلاف أجناسها ؟ ([9]).




ولا يسع العاقل بعد ذلك
إلا أن يعبد الله
الذي أسدى لعباده هذه النعم
ولا يشرك به شيئًا؛
لأنه
المستحق للعبادة
وحده سبحانه.





************************


([1]) سورة النحل، الآية: 53.
([2]) سورة البقرة، الآية: 29.
([3]) سورة لقمان، الآية: 20.
([4]) الجاثية: الآية: 13.

([5]) انظر: تفسير البغوي 1/59، 3/72،
وابن كثير 3/451، 4/149، والشوكاني 1/60، 4/420،
والسعدي 1/69، 6/161، 7/21،
وأضواء البيان للشنقيطي 3/225-253.

([6]) سورة الحج، الآية: 62، وانظر: سورة لقمان، الآية: 30.
([7]) سورة إبراهيم، الآيات: 32-34.
([8]) سورة النحل، الآيات: 14-18، وانظر: الآيات: 3-12 من السورة نفسها.
([9]) انظر: فتح القدير 3/154، 3/110، وأضواء البيان 3/253.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 09:58 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************







المطلب الخامس:

أسباب ووسائل الشرك:

حذر النبي صلّى الله عليه وسلّم
عن كل ما يوصل إلى الشرك ويسبب وقوعه،
وبين ذلك بيانًا واضحًا،
ومن ذلك على سبيل الإيجاز ما يأتي:

1 ـ الغلو في الصالحين
هو سبب الشرك بالله تعالى،

فقد كان الناس منذ أُهبِطَ آدم صلّى الله عليه وسلّم
إلى الأرض على الإسلام،

قال ابن عباس رضي الله عنهما:
“ كان بين آدم ونوح عشرة قرون
كلهم على الإسلام ”([1]).

وبعد ذلك
تعلَّق الناس بالصالحين،
ودبَّ الشرك في الأرض،

فبعث الله نوحًا صلّى الله عليه وسلّم
يدعو إلى
عبادة الله وحده ،
وينهى عن عبادة ما سواه ([2])،

وردّ عليه قومه:
{ وَقَالُواْ لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ
وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا
وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا }([3]).

وهذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح،
فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم
أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا،
وسموها بأسمائهم، ففعلوا،
ولم تُعبد حتى إذا هلك أولئك
ونُسِيَ العلم عُبِدت ([4]).
وهذا سببه
الغلو في الصالحين ؛

فإن الشيطان يدعو إلى الغلو في الصالحين
وإلى عبادة القبور،
ويُلقي في قلوب الناس
أن البناء والعكوف عليها
من محبة أهلها
من الأنبياء والصالحين،
وأن الدعاء عندها مستجاب،

ثم ينقلهم من هذه المرتبة
إلى الدعاء بها
والإقسام على الله بها،

وشأن الله أعظم
من أن يُسأل
بأحد من خلقه،

فإذا تقرر ذلك عندهم
نقلهم إلى
دعاء صاحب القبر
وعبادته
وسؤاله الشفاعة من دون الله،
واتخاذ قبره وثنًا
تُعلَّق عليه الستور،
ويطاف به ،
ويُستلم ويُقبَّل ،
ويُذبَح عنده ،

ثم ينقلهم من ذلك
إلى مرتبة رابعة:

وهي دعاء الناس إلى
عبادته
واتخاذه عيدًا،

ثم ينقلهم إلى أن
من نهى عن ذلك
فقد تَنَقَّصَ أهل هذه الرتب العالية
من الأنبياء والصالحين،
وعند ذلك يغضبون ([5]).

ولهذا حذّر الله عباده من الغلو في الدين،
والإفراط بالتعظيم بالقول أو الفعل أو الاعتقاد،
ورفع المخلوق عن منزلته التي أنزله الله تعالى،

كما قال تعالى:

{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ

وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقِّ

إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ
وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ }([6]).





************************


([1]) أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب التاريخ، 2/546،
وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي،
وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 1/101، وعزاه إلى البخاري،
وانظر: فتح الباري 6/372.

([2]) انظر: البداية والنهاية لابن كثير 1/106.
([3]) سورة نوح، الآية: 23.
([4]) البخاري مع الفتح، كتاب التفسير، سورة نوح، 8/667، برقم 4920.
([5]) انظر: تفسير الطبري 29/62، وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص246.
([6]) سورة النساء، الآية: 171.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 10:01 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************







2 ـ الإفراط في المدح والتجاوز فيه،
والغلو في الدين:

حذَّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الإطراء
فقال:
“ لا تطروني
كما أطرت النصارى ابن مريم،
فإنما أنا عبده ،
فقولوا:
عبدُ الله ورسوله ” ([1])،

وقال صلّى الله عليه وسلّم:
“إياكم والغلو في الدين،
فإنما أهلك من كان قبلكم
الغلو في الدين”([2]).

3 ـ بناء المساجد على القبور،
وتصوير الصور فيها:

حذَّر صلّى الله عليه وسلّم عن اتخاذ المساجد على القبور،
وعن اتخاذها مساجد؛
لأن عبادة الله عند قبور الصالحين
وسيلة إلى عبادتهم ؛

ولهذا لَمَا ذكرت أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما
لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم
كنيسة في الحبشة فيها تصاوير

قال:
“ إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات
بنوا على قبره مسجدًا
وصوروا فيه تلك الصور،
أولئك شرار الخلق
عند الله يوم القيامة ” ([3]).

ومن حرص النبي صلّى الله عليه وسلّم على أمته
أنه عندما نزل به الموت قال:
“ لَعْنَةُ الله على اليهود والنصارى،
اتخذوا قبور
أنبيائهم مساجد ”.

قالت عائشة رضي الله عنها:
يُحذِّر ما صنعوا([4]).

وقال قبل أن يموت بخمس:
“ ألا وإن من كان قبلكم
كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد،
ألا فلا تتخذوا القبور مساجد،
فإني أنهاكم عن ذلك”([5]).




************************


([1]) البخاري مع الفتح بلفظه، كتاب الأنبياء،
باب قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ...}، 6/478، 12/144،
وانظر: شرحه في الفتح 12/149.

([2]) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب التقاط الحصى 5/260،
وابن ماجه، كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي 2/1008، وأحمد 1/347.

([3]) البخاري مع الفتح،
كتاب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد 1/523، 3/208، 7/187،
وأخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
باب النهي عن بناء المساجد على القبور 1/375.

([4]) البخاري مع الفتح، كتاب الصلاة، باب:
حدثنا أبو اليمان 1/532، 3/200، 6/494، 7/186، 8/140، 10/277،
ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها 1/337.

([5]) مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
باب النهي عن بناء المساجد على القبور 1/377.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 10:03 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************





4 ـ اتخاذ القبور مساجد:

حذَّر صلّى الله عليه وسلَّم أمته
عن اتخاذ قبره وثنًا يُعبد من دون الله،

ومن باب أولى غيره من الخلق،

فقال:

“ اللهم لا تجعل قبري
وثنًا يُعبد،
اشتدَّ غضب الله على قوم
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ”([1]).

5 ـ إسراج القبور وزيارة النساء لها:

حذِّر صلّى الله عليه وسلّم عن إسراج القبور؛
لأن البناء عليها، وإسراجها،
وتجصيصها والكتابة عليها،
واتخاذ المساجد عليها
من وسائل الشرك،

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

“ لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زائرات القبور
والمتخذين عليها المساجد والسرج ”([2]).

6 ـ الجلوس على القبور والصلاة إليها:

لم يترك صلّى الله عليه وسلّم بابًا من أبواب الشرك
التي تُوصِّل إليه إلا سدَّه ([3])،

ومن ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم:
“ لا تجلسوا على القبور،
ولا تصلوا إليها ”([4]).





************************
([1]) الموطأ للإمام مالك، كتاب قصر الصلاة في السفر،
باب جامع الصلاة 1/172، وهو عنده مرسل،
ولفظ أحمد 2/246:
"اللهم لا تجعل قبري وثنًا،
ولعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"،
وأبو نعيم في الحلية 7/317، وانظر: فتح المجيد ص150.

([2]) النسائي، كتاب الجنائز، باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور 4/94،
وأبو داود، كتاب الجنائز، باب في زيارة النساء القبور 3/218،
والترمذي، كتاب الصلاة، باب كراهية أن يتخذ على القبر مسجدًا 2/136،
وابن ماجه في الجنائز، باب النهي عن زيارة النساء للقبور 1/502،
وأحمد 1/229، 287، 324، 2/337، 3/442، 443، والحاكم 1/374،
وانظر ما نقله صاحب فتح المجيد في تصحيح الحديث عن ابن تيمية ص276.

([3]) انظر: فتح المجيد ص281.

([4]) مسلم، كتاب الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه 2/668.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 10:07 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************






7 ـ اتخاذ القبور عيدًا، وهجر الصلاة في البيوت،

بيَّن صلّى الله عليه وسلّم
أن القبور ليست مواضع للصلاة،

وأن من صلى عليه وسلم
فستبلغه صلاته سواء
كان بعيدًا عن قبره أو قريبًا،
فلا حاجة لاتخاذ قبره عيدًا:

“ لا تجعلوا بيوتكم قبورًا،
ولا تجعلوا قبري عيدًا،
وصلوا عليّ
فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ” ([1]).

وقال صلّى الله عليه وسلّم:

“ إن لله ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام ” ([2]).

فإذا كان قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم
أفضل قبر على وجه الأرض
وقد نهى عن اتخاذه عيدًا،
فغيره أولى بالنهي
كائنًا من كان ([3]).

8 ـ الصور وبناء القباب على القبور:

كان صلّى الله عليه وسلّم يطِّهر الأرض من وسائل الشرك،
فيبعث بعض أصحابه
إلى هدم القباب المشرفة على القبور،
وطمس الصور،

فعن أبي الهياج الأسدي قال:
قال لي علي بن أبي طالب:

ألا أبعثك على ما بعثني عليه
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؟

“ألا تدع تمثالاً
إلا طمسته،
ولا قبرًا مشرفًا
إلا سويته ”([4]).



************************
([1]) أبو داود، كتاب المناسك، باب زيارة القبور، 2/218 بإسناد حسن،
وأحمد 2/357،
وانظر: صحيح سنن أبي داود 1/383.
([2]) النسائي في السهو، باب السلام على النبي صلّى الله عليه وسلّم 3/43،
وأحمد 1/452،
وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم برقم 21، ص24،
وسنده صحيح.
([3]) انظر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية لعبد الرحمن بن قاسم 6/165-174.
([4]) مسلم، كتاب الجنائز، باب الأمر بتسوية القبر 2/666.

أبو فراس السليماني
2015-12-28, 10:11 PM
*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************






9 ـ شدّ الرّحال إلى غير المساجد الثلاثة:

وكما سدَّ صلّى الله عليه وسلّم
كل باب يوصّل إلى الشرك
فقد حمى التوحيد عما يقرب منه ويخالطه
من الشرك وأسبابه،

فقال صلّى الله عليه وسلّم:
“ لا تشدوا الرحال
إلا إلى ثلاثة مساجد:
مسجدي هذا،
والمسجد الحرام،
والمسجد الأقصى” ([1]).

فدخل في هذا النهي
شدّ الرحال
لزيارة القبور والمشاهد،

وهو الذي فهمه الصحابة رضي الله عنهم
من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم،

ولهذا عندما ذهب أبو هريرة رضي الله عنه إلى الطور،
فلقيه بصرة بن أبي بصرة الغفاري:

فقال: من أين جئت؟
قال: من الطور.
فقال:
لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت إليه،

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:
“ لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد…”([2]).

ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" وقد اتفق الأئمة
على أنه لو نذر أن يسافر إلى قبره
صلّى الله عليه وسلّم
أو غيره من الأنبياء والصالحين
لم يكن عليه أن يوفي بنذره،
بل يُنهى عن ذلك " ([3]).






************************




([1]) البخاري مع الفتح، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة 3/63،
ومسلم بلفظه، كتاب الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره 2/976.

([2]) النسائي، كتاب الجمعة، باب الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة 3/114،
ومالك في الموطأ، كتاب الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة 1/109،
وأحمد في المسند 6/7، 397، وانظر: فتح المجيد ص289، وصحيح النسائي 1/309.

([3]) انظر: فتاوى ابن تيمية 1/234.