تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    .............................. ...

    ذكر أبو داود في مسائله عن الإمام أحمد أنه سأله عن حكم صلاة الجمعة أيام كان يصلي الجمع خلف الجهمية فقال :
    أنا أعيد ، ومتى ما صليت خلف أحد ممن يقول القرآن مخلوق فأعد .

    و في كتاب السنة لعبد الله بن الامام احمد
    ان يحيى بن معين أنه كان
    يعيد صلاة الجمعة مذ أظهر المأمون ما أظهر ، يعني القرآن مخلوق


    اجاب
    الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ عن هذا فقال

    (ومع ذلك فأهل العلم متفقون على تكفيره ( يقصد المريسي ) وعلى أن الصلاة لا تصح خلف كافر جهمي أو غيره. وقد
    صرح الإمام أحمد فيما نقل عنه ابنه عبد الله وغيره، أنه كان يعيد صلاة الجمعة وغيرها، وقد يفعله المؤمن مع غيرهم من المرتدين، إذا كانت لهم شوكة ودولة والنصوص في ذلك معروفة مشهورة ) الدرر السنية


    .............................. ......................

    و مع ذلك فنكرر السؤال لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة و هو الذي قال في اصول السنة كما هو مشهور عنه ان
    اهل السنة يرون

    ( السمع وَالطَّاعَة للأئمة وأمير الْمُؤمنِينَ الْبر والفاجر وَمن ولي الْخلَافَة وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِ وَرَضوا بِهِ وَمن عَلَيْهِم بِالسَّيْفِ حَتَّى صَار خَليفَة وَسمي أَمِير الْمُؤمنِينَ والغزو مَاض مَعَ الإِمَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة الْبر والفاجر لَا يتْرك وَقِسْمَة الْفَيْء وَإِقَامَة الْحُدُود إِلَى الْأَئِمَّة مَاض لَيْسَ لأحد أَن يطعن عَلَيْهِم وَلَا ينازعهم وَدفع الصَّدقَات إِلَيْهِم جَائِزَة نَافِذَة من دَفعهَا إِلَيْهِم أَجْزَأت عَنهُ برا كَانَ أَو فَاجِرًا وَصَلَاة الْجُمُعَة خَلفه وَخلف من ولاه جَائِزَة بَاقِيَة تَامَّة رَكْعَتَيْنِ من أعادهما فَهُوَ مُبْتَدع تَارِك للآثار مُخَالف للسّنة لَيْسَ لَهُ من فضل الْجُمُعَة شَيْء إِذا لم ير الصَّلَاة خلف الْأَئِمَّة من كَانُوا برهم وفاجرهم فَالسنة بِأَن يُصَلِّي مَعَهم رَكْعَتَيْنِ وَتَدين بِأَنَّهَا تَامَّة لَا يكن فِي صدرك من ذَلِك شَيْء )



  2. #2

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    الفساد المذكور في الأخير هو غير فساد العقيدة، لذلك قال- في آخر الصفحة - :
    (وذهب بعض المبتدعة: إلى أنه لا تجوز الصلاة خلفهم، حتى ولو كان الإمام أميراً أو والياً، وصاروا يعيدون، فيصلي أحدهم خلفه ثم يعيد الصلاة، وهذا من التشدد والتنطع، وقد كان الصحابة يصلون خلف الأئمة والأمراء الذين عليهم، وفيهم شيء من الفسق كـ الحجاج وابن زياد ونحوهما، ولا يعيدون الصلاة). اهـ.
    الحجاج وابن زياد ونحوهما ومثلهما مشهور عنهما فساد الجوارح وفجورهم وهذا ما تردد بشأنه الإمام أحمد بن حنبل حيث ورد عنه :

    قال أبو الحارث: وقد سئل عمن يغتاب الناس أيصلى خلفه؟
    قال: لو كان كل من عصى اللَّه تعالى لا يصلى خلفه متى كان يقوم الناس على هذا؟ !
    ["الانتصار" 2/ 466]

    قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل يقول: إذا عرف الرجل بالكذب فيما بينه وبين الناس، ولا يتوقى في منطقه، فكيف يؤتمن هذا على ما استند فيما بينه وبين اللَّه؟ مثل هذا لا يكون إمامًا ولا يصلى خلفه.
    قلت: يا أبا عبد اللَّه، فيعيد من يصلي خلفه؟ قال: لا أدري، ولكن أحب أن يعتزل الصلاة خلفه.
    ["طبقات الحنابلة" 1/ 179 - 180]

    قال علي بن عبد الصمد: سألت أحمد بن حنبل عن الصلاة خلف من يقرأ بقراءة حمزة؟
    فقال: أكرهه.
    قلت: يا أبا عبد اللَّه: إذا لم يدغم ولم يكسر؟
    قال: إذا لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع، فلا بأس به.
    ["طبقات الحنابلة" 2/ 139]

    أما الفساد في العقيدة فقد ورد عنه :
    قال سعيد الأرطائي: سمعت أحمد بن حنبل -وسئل عن الصلاة خلف المبتدعة؟
    فقال: أما الجهمية؛ فلا. وأما الرافضة الذين يؤدون الحديث؛ فلا.
    ["طبقات الحنابلة" 1/ 445 - 446]


    لذا قال شيخ الإسلام كما في " مجموع الفتاوى " (23/355) :
    " ... لكن إن صلى خلفه ففي صلاته نزاع بين العلماء ، ومذهب الشافعي وأبي حنيفة تصح صلاته . وأما مالك وأحمد ففي مذهبهما النزاع وتفصيل .
    وهذا إنما هو في البدعة التي يعلم أنها تخالف الكتاب والسنة مثل بدع الرافضة والجهمية ونحوهم ، فأما مسائل الدين التي يتنازع فيها كثير من الناس في هذه البلاد مثل " مسألة الحرف والصوت " ونحوها فقد يكون كل من المتنازعين مبتدعا ، وكلاهما جاهل متأول ، فليس امتناع هذا من الصلاة خلف هذا بأولى من العكس ، فأما إذا ظهرت السنة وعلمت فخالفها واحد فهذا هو الذي فيه النزاع والله أعلم " انتهى .
    والله أعلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وأما الرافضة الذين يؤدون الحديث؛ فلا.
    ["طبقات الحنابلة" 1/ 445 - 446]
    لعلها يردون

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    " ... لكن إن صلى خلفه ففي صلاته نزاع بين العلماء ، ومذهب الشافعي وأبي حنيفة تصح صلاته . وأما مالك وأحمد ففي مذهبهما النزاع وتفصيل .
    وهذا إنما هو في البدعة التي يعلم أنها تخالف الكتاب والسنة مثل بدع الرافضة والجهمية ونحوهم

    الشيخ هنا ذكر بدعة الرافضة و الجهمية و هي بلا شك بدع مكفرة - و قال ان الشافعية يصححون الصلاة خلف هؤلاء و لا يوجبون الاعادة ؟

    اما على مذهب الحنابلة فقد ذكر ان في ذلك نزاع و تفصيل و قد نقلت في اصل الموضوع ان الامام احمد كان يعيد الصلاة . فما وجه الاعادة اذا كان يرى ان الامام مسلم لم تخرجه بدعته عن الاسلام ؟

  4. #4

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    لعلها يردون
    وقع لي في "جامع العلوم للإمام أحمد" " يؤدون الحديث "، ثم رجعت إلى كتاب طبقات الحنابلة فوجدتها " يردون الحديث " وهذا هو الصواب.
    وكلاهما قريبان في المعنى " يؤدون " أي بمعناه كما ورد عن ابن عوف قال : "كان إبراهيم النخعي والشعبي والحسن البصري يؤدون الحديث بالمعنى".اهـ.
    والرافضة مقصدهم في المعنى هواهم حيث يحرفون الحديث الذي يتلقونه من الرواة، فقد يكون الحديث في فضل أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما، فيجعلونه محرفين الكلم عن مواضعه في فضل علي رضي الله عنه، فيضعون الكثير من الأحاديث دفاعًا عن مذهبهم الباطل، وهذا مشهور عنهم كثيرًا.
    قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: (لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة).
    وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي، يقول: (ما رأيت في الأهواء قوما أشهد بالزور من الرافضة). [آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم الرازي (ص: 145)].
    أما السؤال الأخر فلا أدري، والله أعلم.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    و هو الذي قال في اصول السنة
    بغض النظر عن مسألتك هل رسالة اصول السنة ثابتة عن احمد ؟!
    فربما تكون ككتاب الرد علي الجهمية لاحمد الذي لا يصح عنه
    فما وجه الاعادة اذا كان يرى ان الامام مسلم لم تخرجه بدعته عن الاسلام

    سُئِلَ عَمَّا قَالَتْهُ الْعُلَمَاءُ فِي الْجَهْمِيَّةِ الضُّلَّالِ وَإِكْفَارِهِمْ وَالصَّلَاةِ خَلْفَهُمْ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ:

    سَمِعْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: " مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ عِنْدَنَا كَافِرٌ، لِأَنَّ الْقُرْآنَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَفِيهِ أَسْمَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "،

    سَمِعْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: الْعِلْمُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ لِأَنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِلْمٌ حَتَّى خَلَقَهُ "
    قال عبدالله بن احمد سَأَلْتُ أَبِي مَرَّةً أُخْرَى عَنِ الصَّ سَمِعْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: " مَنْ قَالَ ذَلِكَ الْقَوْلَ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ الْجُمُعَةَ وَلَا غَيْرَهَا: إِلَّا أَنَّا لَا نَدَعُ إِتْيَانَهَا فَإِنْ صَلَّى رَجُلٌ أَعَادَ الصَّلَاةَ، يَعْنِي خَلْفَ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ "،

    سَأَلْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ الصَّلَاةِ، خَلْفَ أَهْلِ الْبِدَعِ، قَالَ: «لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ مِثْلُ الْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَ ةِ»،

    وقد ورد عنه التفصيل في الصلاة خلف القدري
    سَأَلْتُ أَبِي مَرَّةً أُخْرَى عَنِ الصَّلَاةِ، خَلْفَ الْقَدَرِيِّ فَقَالَ: «إِنْ كَانَ مِمَّنْ يُخَاصِمُ فِيهِ وَيَدْعُو إِلَيْهِ فَلَا نُصَلِّي خَلْفَهُ»
    والله اعلم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة

    بغض النظر عن مسألتك هل رسالة اصول السنة ثابتة عن احمد ؟!
    فربما تكون ككتاب الرد علي الجهمية لاحمد الذي لا يصح عنه

    ينبغي أن ننبه على عدم المجازفة في نفي نسبة الكتب لأهلها.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    ينبغي أن ننبه على عدم المجازفة في نفي نسبة الكتب لأهلها.
    جزاك الله خيرا
    لكني لست اول من قال بنفي صحة كتاب الرد علي الجهمية للامام احمد
    فقد صرح بذلك الذهبي - رحمه الله - في السير ( 11 / 286 )
    فَهَذِهِ الرِّسَالَةُ إِسْنَادُهَا كَالشَّمْسِ، فَانْظُرْ إِلَى هَذَا النَّفَسِ النُّورَانِيِّ، لاَ كَرِسَالَةِ الإِصْطَخْرِيِّ (1) ، وَلاَ كَالرَّدِّ عَلَى الجَهْمِيَّةِ المَوْضُوْعِ عَلَى أَبِي عَبْدِالله ) ا ه
    وسبب ذلك وجود الخضر بن المثني في الاسناد وهو مجهول وعموما ففي المسألة خلاف
    اما رسالة اصول السنة فلا ادري كنت استفسر فقط
    والله اعلم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة


    فَهَذِهِ الرِّسَالَةُ إِسْنَادُهَا كَالشَّمْسِ
    وسبب ذلك وجود الخضر بن المثني في الاسناد وهو مجهول وعموما ففي المسألة خلاف

    منهج الذهبي في نسبة الكتب الى مؤلفيها معروف يشترط لذلك ما يشترطه لقبول الاحاديث من صحة الاسناد
    و غيره يكتفي بالشهرة و الاستفاضة ؟

    و ايا كان ذلك فالعبارة المنقولة من اصول السنة مشهورة عنه كمعتقد له فيما يخص الامام من السمع و الطاعة و الصلاة خلفه . و ان يعتقد ان صلاته صحيحة لا وجه للاعادة ما دام الامام مسلما صلاته لنفسه صحيحة .

    و الله اعلم

  10. #10

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    لذا قال شيخ الإسلام كما في " مجموع الفتاوى " (23/355) :
    " ... لكن إن صلى خلفه ففي صلاته نزاع بين العلماء ، ومذهب الشافعي وأبي حنيفة تصح صلاته . وأما مالك وأحمد ففي مذهبهما النزاع وتفصيل .
    وهذا إنما هو في البدعة التي يعلم أنها تخالف الكتاب والسنة مثل بدع الرافضة والجهمية ونحوهم ، فأما مسائل الدين التي يتنازع فيها كثير من الناس في هذه البلاد مثل " مسألة الحرف والصوت " ونحوها فقد يكون كل من المتنازعين مبتدعا ، وكلاهما جاهل متأول ، فليس امتناع هذا من الصلاة خلف هذا بأولى من العكس ، فأما إذا ظهرت السنة وعلمت فخالفها واحد فهذا هو الذي فيه النزاع والله أعلم " انتهى .
    والله أعلم.

    - البدع المكفرة كبدعة الجهمية، وقولهم بخلق القرءان.
    إذ الكافر بلا شك لا تصح الصلاة خلفه.
    قال الإمام الشافعي رحمه الله :
    " الْكَافِرَ لَا يَكُونُ إمَامًا فِي حَالٍ ، وَالْمُؤْمِنُ يَكُونُ إمَامًا فِي الْأَحْوَالِ كُلِّهَا ، إلَّا أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ إلَّا طَاهِرًا .
    وَهَكَذَا لَوْ كَانَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، فَارْتَدَّ ، ثُمَّ أَمَّ وَهُوَ مُرْتَدٌّ : لَمْ تَجْزِ مَنْ خَلْفَهُ صَلَاتُهُ حَتَّى يُظْهِرَ التَّوْبَةَ بِالْكَلَامِ قَبْلَ إمَامَتِهِمْ ، فَإِذَا أَظْهَرَ التَّوْبَةَ بِالْكَلَامِ قَبْلَ إمَامَتِهِمْ أَجْزَأَتْهُمْ صَلَاتُهُمْ مَعَهُ " .
    انتهى من "الأم" (1/ 195) .
    ـــــــــــــــ ــــــ
    قال الربيع بن سليمان : كنت حاضرا في المجلس، فقال حفص الفرد:القرآن مخلوق، فقال الشافعي: كفرت بالله العظيم ". اهـ. آداب الشافعي ومناقبه [الرازي، ابن أبي حاتم].
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــ
    وورد في الفتوى أنه :
    من صلى خلفه وهو لا يعلم حاله ثم تبين له بعد ذلك، ففي وجوب إعادته خلاف، جاء في الموسوعة الفقهية:
    اتفق الفقهاء على أنه يشترط في الإمام أن يكون مسلما، وعلى هذا لا تصح الصلاة خلف من هو كافر يعلن كفره، أما إذا صلى خلف من لا يعلم كفره، ثم تبين أنه كافر، فإن الحنفية والحنابلة قالوا: إذا أمهم زمانا على أنه مسلم، ثم ظهر أنه كان كافرا، فليس عليهم إعادة الصلاة، لأنها كانت محكوما بصحتها، وخبره غير مقبول في الديانات لفسقه باعترافه،
    وقال الشافعية: لو بان إمامه كافرا معلنا، وقيل: أو مخفيا، وجبت الإعادة، لأن المأموم مقصر بترك البحث،
    وقال الشربيني: إن الأصح عدم وجوب الإعادة إذا كان الإمام مخفيا كفره، ومثله مذهب المالكية حيث قالوا: تبطل الصلاة بالاقتداء بمن كان كافرا سواء أكانت سرية أم جهرية، وسواء أطالت مدة صلاته إماما بالناس أم لا، وصرح الحنابلة، وهو رواية عند المالكية، بعدم جواز إمامة الفاسق وهو الذي أتى بكبيرة كشارب خمر وزان وآكل الربا، أو داوم على صغيرة. اهـ.

    - أما الصلاة خلف أصحاب الأهواء أو البدع المختلف في تكفيره فقد ورد أنه :
    وأما جواز الصلاة خلفهم عند الحنابلة فلا يصح، بل إن الصلاة خلف أهل الأهواء والبدع عندهم وعند طائفة من أهل العلم لا تصح، جاء في الموسوعة الفقهية: اختلف الفقهاء في الاقتداء بأهل الأهواء في الصلاة، فذهب الحنابلة في إحدى الروايتين عندهم إلى أنه لا يجوز الاقتداء بأهل الأهواء مطلقا، فإن اقتدى بهم فصلاته باطلة، وفرقوا في رواية أخرى بين الاقتداء بالمجاهر بهواه وبدعته الداعي إليها، وبين من ليس كذلك، فأجازوا الاقتداء بالمستسرِّ بها، وأبطلوه بالمجاهر والداعي، وذهب المالكية: إلى أنه إن اقتدى بأحد من أهل الأهواء، وجبت عليه الإعادة في الوقت، لأنه مختلف في كفرهم، وذهب الحنفية والشافعية إلى جواز الاقتداء بأهل الأهواء مع الكراهة التنزيهية. اهـ.

    وغاية ما يمكن ذكره هنا أن من خاف أحدا من أهل الأهواء صلى خلفه وأعاد، قال ابن قدامة في المغني عند قول الخرقي:
    من صلى خلف من يعلن ببدعة، أو يسكر، أعاد ـ قال: روي عن أحمد أنه لا يصلى خلف مبتدع بحال، قال في رواية أبي الحارث: لا يصلي خلف مرجئ ولا رافضي ولا فاسق، إلا أن يخافهم فيصلي، ثم يعيد، وقال أبو داود: قال أحمد: متى ما صليت خلف من يقول: القرآن مخلوق، فأعد. اهـ.

    وما ذكره السائل من إمكانية صلاتهم جماعة ثانية داخل الجماعة الأولى، يركعون بركوعهم ويسجدون بسجودهم، وكذلك الصلاة خلفهم مع الإعادة!! لا يصح، ولا مبرر له، إلا إن كانوا مضطرين أو خائفين، كما سبق النقل عن الإمام أحمد في قوله: إلا أن يخافهم فيصلي، ثم يعيد.

    وقد سبق لنا في الفتوى رقم: 36436، أن متابعة الإمام صورة لا حقيقة دون نية الاقتداء، إنما يلجأ لها غالبا من يعلم من حال الإمام ما يقدح في صحة صلاته ويخشى ضررًا لو صلى منفردا عنه، وعلى أية حال ففي صحة صلاة الرجل وراء الإمام ومتابعته إياه دون نية الاقتداء تفصيل وخلاف بين أهل العلم، راجع فيه الفتاوى التالية أرقامها: 20151، 47115، 70439.
    https://www.islamweb.net/ar/fatwa/198873/
    والله أعلم.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    تكفير المأمون فيه نظر--سئل العلامة صالح الفوزان في فتاوى سلسلة الدروس العلمية3/70:

    هل صحّ عن الإمام أحمد رحمه الله أنّه سُئل عن المأمون فقال : كافر بالله العظيم؟

    الجواب : ما صحّ هذا عن الإمام أحمد ولا كفَّر المأمون ، لكنّه خاف عليه ، خاف على المأمون وقال : لا أظن أن الله يغفل عن المأمون فقد أحدث في الإسلام ما ليس منه ، أمّا إنّه كفَّره فلا أعرف إنّه كفَّر المأمون ، ولا أمر بالخروج عليه مع أنّه يضربه ويؤذيه ويسجنه ، صبر عليه والتزم السّمع والطّاعة ولا خرج عليه ولا حثّ الناس على الخروج ، بل لمّا جاءوه يطلبون الخروج أنكر عليهم ؛ لأنّ الخروج والعياذ بالله يلزم منه شرور وسفك للدّماء وضياع للكلمة وتفريق للمسلمين ، هذا من فقهه رحمه الله وغزارة علمه وورعه وتقواه ونصحه الأمّة ،وإلاّ لو هو من هؤلاء الناس الذين ينتصرون لأنفسهم لقال : عندكم إيّاه هذا خبيث هذا كافر اطلعوا عليه*، لكن الرجل فقيه وإمام وجليل ، صبر وتحمل ولا فتح على الناس باب شر وخروج على ولي الأمر .-------------------قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن -ولم يدر هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام، من عهد يزيد بن معاوية - حاشا عمر بن عبد العزيز، ومن شاء الله من بني أمية - قد وقع منهم ما وقع من الجراءة، والحوادث العظام، والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام؛ ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام، والسادة العظام معهم، معروفة مشهورة، لا ينزعون يداً من طاعة، فيما أمر الله به ورسوله، من شرائع الإسلام وواجبات الدين.
    وأضرب لك مثلاً بالحجاج بن يوسف الثقفي، وقد اشتهر أمره في الأمة بالظلم والغشم، والإسراف في سفك الدماء، وانتهاك حرمات الله، وقتل من قتل من سادات الأمة، كسعيد بن جبير، وحاصر ابن الزبير وقد عاذ بالحرم الشريف، واستباح الحرمة، وقتل ابن الزبير، مع أن ابن الزبير قد أعطاه الطاعة، وبايعه عامة أهل مكة والمدينة واليمن، وأكثر سواد العراق.
    والحجاج نائب عن مروان، ثم عن ولده عبد الملك، ولم يعهد أحد من الخلفاء إلى مروان، ولم يبايعه أهل الحل والعقد، ومع ذلك لم يتوقف أحد من أهل العلم في طاعته،والانقياد له فيما تسوغ طاعته فيه، من أركان الإسلام وواجباته. وكان ابن عمر ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينازعونه، ولا يمتنعون من طاعته، فيما يقوم به الإسلام، ويكمل به الإيمان. وكذلك من في زمنه من التابعين، كابن المسيب، والحسن البصري، وابن سيرين، وإبراهيم التيمي، وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة. واستمر العمل على هذا بين علماء الأمة، من سادات الأمة وأئمتها، يأمرون بطاعة الله ورسوله، والجهاد في سبيله مع كل إمام بر أو فاجر، كما هو معروف في كتب أصول الدين والعقائد.
    وكذلك بنو العباس، استولوا على بلاد المسلمين قهراً بالسيف، لم يساعدهم أحد من أهل العلم والدين، وقتلوا خلقاً كثيراً، وجماً غفيراً من بني أمية وأمرائهم ونوابهم، وقتلوا ابن هبيرة أمير العراق، وقتلوا الخليفة مروان؛ حتى نقل أن السفاح قتل في يوم واحد نحو الثمانين من بني أمية، ووضع الفرش على جثثهم، وجلس عليها، ودعا بالمطاعم والمشارب؛ ومع ذلك فسيرة الأئمة، كالأوزاعي، ومالك، والزهري، والليث بن سعد، وعطاء بن أبي رباح، مع هؤلاء الملوك، لا تخفى على من له مشاركة في العلم واطلاع.
    والطبقة الثانية من أهل العلم، كأحمد بن حنبل،ومحمد بن إسماعيل، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن نصر، وإسحاق بن راهويه، وإخوانهم، وقع في عصرهم من الملوك ما وقع، من البدع العظام، وإنكار الصفات، ودعوا إلى ذلك، وامتحنوا فيه، وقتل من قتل، كأحمد بن نصر؛ ومع ذلك فلا يعلم أن أحداً منهم نزع يداً من طاعة، ولا رأى الخروج عليهم.--http://shamela.ws/browse.php/book-3055/page-3606----------قال ابن كثير رحمه الله: وقد ذكرنا فيما تقدم أن المأمون كان قد استحوذ عليه جماعة من المعتزلة فأزاغوه عن طريق الحق إلى الباطل، وزينوا له القول بخلق القرآن ونفي الصفات عن الله عز وجل-------------يقول شيخ الاسلام--( ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وأن الله لا يرى فى الآخرة وغير ذلك ويدعون الناس الى ذلك ويمتحنونهم ويعاقبونهم اذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم حتى أنهم كانوا اذا أمسكوا الأسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وغير ذلك ولا يولون متوليا ولا يعطون رزقا من بيت المال الا لمن يقول ذلك ومع هذا فالامام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بأنهم لمن يبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به ولكن تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك ) مجموع الفتاوى ( 23 / 348 - 349 ) -------- وكلامنا هذا على ولاة الامور فى دولة الاسلام--- اما من يسحب هذا الكلام على الدول العلمانية والديمقراطية التى نحت شريعة وحكمت بنحاته الافكار وزبالة الاذهان فمن لم يعرف كفر هؤلاء فلم يشم رائحة الاسلام ------------سئل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، عمن لم يكفر الدولة، ومن جرهم على المسلمين، واختار ولايتهم وأنه يلزمهم الجهاد معه; والآخر لا يرى ذلك كله، بل الدولة ومن جرهم بغاة، ولا يحل منهم إلا ما يحل من البغاة، وأن ما يغنم من الأعراب حرام؟
    فأجاب: من لم يعرف كفر الدولة، ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين، لم يعرف معنى لا إله إلا الله،؛ فإن اعتقد مع ذلك: أن الدولة مسلمون، فهو أشد وأعظم، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله، وأشرك به; ومن جرهم وأعانهم على المسلمين، بأي إعانة، فهي ردة صريحة.
    ومن لم ير الجهاد مع أئمة المسلمين، سواء كانوا أبرارا أو فجارا، فهو لم يعرف العقائد الإسلامية، إذا استقام الجهاد مع ذوي الإسلام، فلا يبطله عدل عادل ولا جور جائر؛ والمتكلم في هذه المباحث، إما جاهل فيجب تعليمه، أو خبيث اعتقاد، فتجب منافرته ومباعدته.-http://shamela.ws/browse.php/book-3055/page-4595--وسئل أيضا، الشيخ عبد الله، والشيخ إبراهيم ابنا الشيخ عبد اللطيف، والشيخ سليمان بن سحمان رحمهم الله تعالى، عن الجهمية؟
    فأجابوا: أما الجهمية، فالمشهور من مذهب أحمد،وعامة علماء السنة رحمهم الله، تكفيرهم، لأن قولهم صريح في مناقضة ما جاء به الرسل، وأنزلت به الكتب، وحقيقة قولهم: جحود الصانع، وجحود ما أخبر به عن نفسه، بل وجميع الرسل; ولهذا قال الإمام: عبد الله بن المبارك: (إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية) .
    وبهذا كفروا من يقول: القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة، وإن الله ليس على العرش، وإنه ليس له علم ولا قدرة، ولا رحمة، ولا غضب، ولا غير ذلك من صفاته; وهم عند كثير من السلف مثل ابن المبارك، ويوسف ابن أسباط، وطائفة من أصحاب أحمد، ليسوا من الثلاث والسبعين فرقة.
    وقد بينا لك فيما مضى: أن الإمام أحمد، وأمثاله من أهل العلم والحديث، لا يختلفون في تكفير الجهمية، وأنهم ضلال زنادقة مرتدون; وقد ذكر من صنف في السنة: تكفيرهم عن عامة أهل العلم والأثر، كاللالكائي، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة له، وابن أبي ملكية، والخلال في السنة له، وإمام الأئمة ابن خزيمة، قد قرر كفرهم ونقله عن أساطين الأئمة.
    وقد حكى كفرهم شمس الدين ابن القيم في كافيته، عن خمسمائة من أئمة المسلمين وعلمائهم،http://shamela.ws/browse.php/book-30...4595#page-4595

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    فالامام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم
    هذه عبارة مهمة تحتاج الى توثيق من كلامه رحمه الله ؟

    و حبذا لو عززت ذلك بعبارات اخرى للسف فان المشهور المستفيض عنهم خلاف هذا

    و مع ذلك يبقى السؤال مطروح

    اذا كان الامام يترحم عليهم و يستغفر لهم فما سبب اعادته للصلاة و قد صلى وراء مسلم ؟

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟


    و حبذا لو عززت ذلك بعبارات اخرى للسف فان المشهور المستفيض عنهم خلاف هذا
    اظن ان هذا يحل الاشكال
    قال اللالكائي ( وَوَجَدْتُ فِي بَعْضِ كُتِبِ 6806 أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنْظَلِيِّ الرَّازِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ مِمَّا سَمِعَ مِنْهُ , يَقُولُ: مَذْهَبُنَا وَاخْتِيَارُنَا اتِّبَاعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ بِإِحْسَانٍ , وَتَرْكُ النَّظَرِ فِي مَوْضِعِ بِدَعِهِمْ , وَالتَّمَسُّكُ بِمَذْهَبِ أَهْلِ الْأَثَرِ مِثْلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , وَأَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ , وَالشَّافِعِيِّ . وَلُزُومُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , وَالذَّبُّ عَنِ الْأَئِمَّةِ الْمُتَّبِعَةِ لِآثَارِ السَّلَفِ , وَاخْتِيَارُ مَا اخْتَارَهُ أَهْلُ السُّنَّةِ مِنَ الْأَئِمَّةِ فِي الْأَمْصَارِ مِثْلُ: مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي الْمَدِينَةِ , وَالْأَوْزَاعِي ِّ بِالشَّامِ , وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ بِمِصْرَ , وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , وَحَمَّادِ بْنِ زِيَادٍ بِالْعِرَاقِ مِنَ الْحَوَادِثِ مِمَّا لَا يُوجَدُ فِيهِ رِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ . وَتَرْكُ رَأْيِ الْمُلْبِسِينَ الْمُمَوِّهِينَ الْمُزَخْرِفِين َ الْمُمَخْرِقِين َ الْكَذَّابِينَ ... الي قوله وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ مَجْعُولٌ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ كُفْرًا يَنْقُلُ عَنِ الْمِلَّةِ , وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ مِمَّنْ يَفْهَمُ وَلَا يَجْهَلُ فَهُوَ كَافِرٌ
    والله اعلم


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    هذه عبارة مهمة تحتاج الى توثيق من كلامه رحمه الله ؟

    و حبذا لو عززت ذلك بعبارات اخرى للسف فان المشهور المستفيض عنهم خلاف هذا

    و مع ذلك يبقى السؤال مطروح

    اذا كان الامام يترحم عليهم و يستغفر لهم فما سبب اعادته للصلاة و قد صلى وراء مسلم ؟
    اذا كان الامام يترحم عليهم و يستغفر لهم فما سبب اعادته للصلاة و قد صلى وراء مسلم ؟
    قال عبدالله ابنه: سمعت أبي رحمه الله يقول: "من قال ذلك القول لا يصلى خلفه الجمعة ولا غيرها، إلا أنا لا ندع إتيانها، فإن صلى رجل أعاد الصلاة" يعني: خلف من قال: القرآن مخلوق[رواه عبدالله بن الامام احمد رقم4 - البيهقى فى الاسماء ص285]-------------يقول عبد الله بن الإمام أحمد: ( حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول : لو أن خمسين يؤمون الناس يوم الجمعة لا يقولون : القرآن مخلوق ، يأمر بعضهم بعضاً بالإمامة إلا أن الرأس الذي يأمرهم يقول : هذا ، رأيت الإعادة ، لأن الجمعة إنما تثبت بالرأس فأخبرت أبي بقول أبي عبيد فقال : هذا يضيق على الناس إذا كان الذي يصلي بنا لا يقول بشئ من هذا صليت خلفه فإذا كان يصلي بنا يقول بشئ من هذا القول أعدت الصلاة خلفه ) إهــ نقلاً من كتاب حكم الصلاة خلف المبتدع والفاسق. -- -
    هذه عبارة مهمة تحتاج الى توثيق من كلامه رحمه الله ؟
    هى موثقه ----وما ذكرته اخى الطيبونى من كلام الامام احمد هذا درجة صحته---رقم الحديث: 73
    (حديث مقطوع) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ " أَنَّهُ يُعِيدُ صَلاةَ الْجُمُعَةِ مُذْ أَظْهَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ الْمَأْمُونُ مَا أَظْهَرَ يَعْنِي الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ " .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    في السنة لعبد الله بن الامام احمد

    - قال عبد الله
    سَمِعْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ " مَنْ قَالَ ذَلِكَ الْقَوْلَ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ الْجُمُعَةَ وَلَا غَيْرَهَا: إِلَّا أَنَّا لَا نَدَعُ إِتْيَانَهَا فَإِنْ صَلَّى رَجُلٌ أَعَادَ الصَّلَاةَ، يَعْنِي خَلْفَ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ

    حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ، سَمِعْتُ زُهَيْرَ بْنَ الْبَابِيِّ، يَقُولُ: « إِذَا تَيَقَّنْتَ أَنَّهُ جَهْمِيُّ أَعَدْتَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُ الْجُمُعَةَ وَغَيْرَهَا»
    .............................. .............................. ...

    ( إذا تيقنت أنه جهمي ) فقط .


    قلت / ما وجه إعادة الصلاة ؟
    إن كان لكفر الإمام بعينه لقوله بخلق القران فقد اتفقنا.
    و إن كان لغير ذلك . فما وجه الإعادة و هو لا يزال مسلما ؟
    و لما لم يفرق الإمام بين من قال ذلك القول . و جعل الحكم فيهم واحد ؟
    و هل يستجيز من يشترط إقامة الحجة في التكفير الصلاة خلف من لم تقم عليه . فهو لا يزال مسلما عنده

    .............................. .............................. ........

    قال عبد الله حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ السِّجِسْتَانِي ُّ الْبَابِيُّ ثِقَةٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَّامَ بْنَ أَبِي مُطِيعٍ، يَقُولُ: ( الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ )

    و حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ أَبِي ضَمْرَةَ: أُصَلِّي خَلْفَ الْجَهْمِيَّةِ؟ قَالَ: " لَا {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

    .............................. .............................. ......

    قلت / منع السلف الصلاة خلف الجهمية علته أنهم كفار ( كما هو واضح بين )
    فالمنع مربوط بالكفر
    و من يمنع من تكفير الجهمي بعينه حتى تقام عليه الحجة لا بد ان يذكر علة المنع عنده

    و هل يقول بجواز الصلاة خلفه قبل اقامة الحجة و هو يقول بخلق القران ؟

    .............................. ..............................

    -
    حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَنَّهُ « يُعِيدُ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ مُذْ أَظْهَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ الْمَأْمُونُ مَا أَظْهَرَ يَعْنِي الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ »http://majles.alukah.net/t163132/http://majles.alukah.net/t163132/
    يقول شيخ الاسلام رحمه الله

    ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية، إن القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة وغير ذلك، ويدعون الناس إلى ذلك ويمتحنونهم ويعاقبونهم إذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم، حتى أنهم كانوا إذا أمسكوا الأسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية، إن القرآن مخلوق وغير ذلك.

    ولا يولون متوليا ولا يعطون رزقا من بيت المال إلا لمن يقول ذلك
    --------ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بأنهم لم يتبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به،ولكن تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك [مجموع الفتاوى]لماذا يختلف في حكم المعتزلة و السلف كفروا الجهمية اتفاقا بنفس قول هؤلاء في القران و الرؤية و العلو ؟

    ------والمسألة الاخرى المتعلقة بالتأويل هى التى ذكرناها سابقا وهى فى نوع من المقلدين الجهال- وهو المقلد الجاهل العاجز عن السؤال الذى يتابع هذه الفرق ولا يعرف حقيقة ما يؤل اليه قولهم من النفى والانكار ويظنه عين التنزيه طلب الحق وبحث وصنف وقصده التوصل إلى معرفة الحق لكن طلبه للحق ليس هو من بابه بل سلك طرقا تفضي به إلى غير الحق ودرك اليقين وحقائق الإيمان فلم يتبين له الحق من الباطل بل اشتبهت عليه الأمور وموارد الطرق التي تورده إلى الصراط المستقيم وإلى ما كان عليه السلف الصالح فوقف متحيرا لا يدري أين طريق الحق الذي ينجيه من طريق الباطل الذي يرديه مع حسن قصده وعدم شكه في الله ودينه وكتابه ورسوله ولقائه فكلامنا فهذا الضرب وهذا بخلاف العاجز المعرض الذي لم يرفع رأسا بدين الإسلام بل هو راض بما هو عليه لا يؤثر غيره ولا تطلب نفسه سواه ولا طلب الحق ولا أحبه ولا أراده وهؤلاء الأقسام كلهم مجتمعون في البدعة هم نوع من جهال المقلدين لهم لا في جميعهم وهؤلاء الجهال ليسوا بالجهمية الصرف الذين أجمع العلماء على كفرهم بل هم أناس من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم من طوائف أهل البدع والأهواءالذين أحسنوا الظن بمن قلدوه مع تمكنهم من الهدى والعلم ومعرفة الحق فأعرضوا عنه وأحسنوا الظن بمن قلدوه ممن نزع من أئمتهم إلى مذهب الجهمية وأما الجهمية الصرف فلا خلاف فيهم -فالنزاع انما فى الكلام في أهل الأهواء والبدع - لا فى جميع المعتزله والجهمية كما في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك مما قاله أهل الأهواء فإن بعض أقوالهم تتضمن أمورا كفرية من رد أدلة الكتاب والسنة المتواترة النبوية فيكون القول المتضمن لرد بعض النصوص كفرا ولا يحكم على قائله بالكفر لاحتمال وجود مانع كالجهل وعدم العلم بنفس النص أو بدلالته فإن الشرائع لا تلزم إلا بعد بلوغها ولذلك ذكرها في الكلام على بدع أهل الأهواء وقد نص على هذا فقال في تكفير أناس من أعيان المتكلمين بعد أن قرر هذه المسألة قال وهذا إذا كان في المسائل الخفية فقد يقال بعدم التكفير وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية أو ما يعلم من الدين بالضرورة فلا يتوقف في كفر قائله --فهذا المقلد المتأول قال فيه شيخ الاسلام-بأنهم لم يتبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به،ولكن تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك-http://majles.alukah.net/t163082/----

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    يقول شيخ الاسلام رحمه الله

    ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية، إن القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة وغير ذلك، ويدعون الناس إلى ذلك ويمتحنونهم ويعاقبونهم إذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم، حتى أنهم كانوا إذا أمسكوا الأسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية، إن القرآن مخلوق وغير ذلك.

    ولا يولون متوليا ولا يعطون رزقا من بيت المال إلا لمن يقول ذلك
    --------ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بأنهم لم يتبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به،ولكن تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك [مجموع الفتاوى]
    هل هذا ما يقصده الشيخ عبدالعزيز الراجحي ؟ ؟
    ج: القول بخلق القرآن نعم: من قال القرآن مخلوق كفر، قال الإمام أحمد وأهل السنة قالوا: من قال القرآن مخلوق كافر، هذا قول المعتزلة هذا على العموم، أما فلان ابن فلان إذا قال القرآن مخلوق لا نكفره حتى نقيم عليه الحجة لكن على العموم من قال القرآن مخلوق كافر ، من أنكر علم الله وأن الله يعلم كل شيء كفر، لكن فلان ابن فلان قال القرآن مخلوق ما ندري حاله نقوله المقالة كفرية والشخص لا يكفر إلا إذا قامت عليه الحجة ، إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع ، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة تكفير على العموم ، من قال القرآن مخلوق كافر أما فلان ابن فلان قال القرآن مخلوق نقول: المقالة كفرية والشخص لا يكفر إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع نعم
    http://islamport.com/w/aqd/Web/1813/374.htm


  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
    ، لكن فلان ابن فلان قال القرآن مخلوق ما ندري حاله نقوله المقالة كفرية والشخص لا يكفر إلا إذا قامت عليه الحجة ، إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع ،
    بارك الله فيك - أمور الدين ليست على حد سواء، فمنها أمور ظاهرة معلومة من الدين ضرورة كمسائل التوحيد ومعرفة الله – تعالى -بصفاته، ومنها مسائل قد تخفى على بعض الناس كدقيق الصفات ومسائل الرؤية ونحو ذلك. فالجهل في الأمور الظاهرة يختلف عن الجهل في الأمور الخفية.
    ومن أعظم المسائل الظاهرة المعلومة من الدين ضرورة توحيد الله – تعالى -وإفراده بالعبادة، فإن العبد مفطور على معرفة الله – تعالى -والإقرار بربوبيته وألوهيته، والله – تعالى -قد أوضحه في كتابه، وبيّنه النبي – صلى الله عليه وسلم – بياناً شافياً قاطعاً للعذر، إذ هو زبدة الرسالة وأساس الملة وركن الدين الأعظم.
    قال – تعالى – (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[الروم: 30] - قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان دلالة الفطرة على توحيد الله – تعالى -وإبطال الشرك: (جميع بني آدم مقرون بهذا شاهدون به على أنفسهم وهذا أمر ضروري لهم لا ينفك عنه مخلوق وهو مما خلقوا عليه وجبلوا عليه وجعل علما ضروريا لهم لا يمكن أحدا جحده.---فالجهل بأمور التوحيد ليس كالجهل بغيرها من المسائل ولو كانت من العقائد، لأن الفطرة شاهدة بذلك دالة عليه
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن رؤوس المتكلمين: (وقد يحصل لبعضهم إيمان ونفاق ويكون مرتداً: إما عن أصل الدين أو بعض شرائعه، إما ردة نفاق وإما ردة كفر، وهذا كثير غالب؛ لا سيما في الأعصار والأمصار التي تغلب فيها الجاهلية والكفر والنفاق، فهؤلاء من عجائب الجهل والظلم والكذب والكفر والنفاق والضلال ما لا يتسع لذكره المقال.
    وإذا كان في المقالات الخفية فقد يُقال: إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها، لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي يعلم الخاصة والعامة من المسلمين أنها من دين المسلمين، بل اليهود والنصارى والمشركون يعلمون أن محمداً بُعث بها، وكفَّر من خالفها؛ مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله: من الملائكة والنبيين وغيرهم، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ومثل معاداة اليهود والنصارى والمشركين، ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك. ثم تجد كثيرا من رءوسهم وقعوا في هذه الأنواع فكانوا مرتدين وإن كانوا قد يتوبون من ذلك ويعودون) ا. هـ [مجموع الفتاوى 17/54]
    وقال أيضاً: (مسألة: «فمن جحد وجوبها بجهله عرف ذلك وأن جحدها عنادا كفر».
    هذا أصل مضطرد في مباني الإسلام الخمسة وفي جميع الأحكام الظاهرة المجمع عليها من مكلف إن كان الجاحد لذلك معذوراً، مثل أن يكون حديث عهد بالإسلام، أو قد نشأ ببادية هي مظنة الجهل بذلك لم يكفر حتى يُعَرَّف أن هذا دين الإسلام، لأن أحكام الكفر والتأديب لا تثبت إلا بعد بلوغ الرسالة، لا سيما فيما لا يُعلم بمجرد العقل قال الله – تعالى -: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) وقال – تعالى -: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) وقال- تعالى-:(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً) وقال – تعالى -:(وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا) وقال – تعالى -:(لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) فالإنذار لمن بلغه القرآن بلفظه أو معناه فإذا بلغته الرسالة بواسطة أو بغير واسطة قامت عليه الحجة وانقطع عذره.
    فأما الناشئ بديار الإسلام ممن يعلم أنه قد بلغته هذه الأحكام فلا يقبل قوله أي: لم أعلم ذلك، ويكون ممن جحد وجوبها بعد أن بلغه العلم في ذلك، فيكون كافراً كفراً ينقل عن الملة) ا. هـ [شرح العمدة ص51] ----قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في معرض رده على من لم يحكم بالكفر في المسائل الظاهرة بالشبهة ببعض كلام ابن تيمية: (بل عبارته صريحة في إبطال هذا المفهوم، فإنها تفيد قلة ذلك، كما في المسائل التي لا يعرفها إلا الآحاد، بخلاف محل النزاع أي مسائل التوحيد- فإنه أصل الإسلام وقاعدته، ولو لم يكن من الأدلة إلا ما أقرّ به من يعبد الأولياء والصالحين من ربوبيته – تعالى -، وانفراده بالخلق والإيجاد والتدبير لكفى به دليلاً مُبطلاً للشبهة، كاشفاً لها، منكراً لمن أعرض عنه ولم يعمل بمقتضاه من عبادة الله وحده لا شريك له، ولذلك حَكَم على المعينين من المشركين في جاهلة العرب الأميين لوضوح الأدلة وظهور البراهين. وفي حديث المنتفق:((ما مررت عليه من قبر دوسي أو قرشي فقل له: إن محمداً يبشرك بالنار))، هذا وهم أهل فترة، فكيف بمن نشأ من هذه الأمة وهو يسمع الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأحكام الفقهية في إيجاب التوحيد والأمر به، وتحريم الشرك والنهي عنه؟ فإن كان ممن يقرأ القرآن فالأمر أعظم وأطم…) ا. هـ [منهاج التأسيس ص102]----------------يقول الشيخ سليمان بن سحمان-قال شيخنا رحمه الله: وهذا هو قولنا بعينه، فإنه إذا بقيت معه أصول الإيمان، ولم يقع منه شرك أكبر، وإنما وقع في نوع من البدع فهذا لا نكفره، ولا نخرجه من الملة، وهذا البيان ينفعك فيما يأتي من التشبيه بأن الشيخ لا يكفر المخطئ والمجتهد، وأنه مسائل مخصوصة.-----------قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " إن المتأوِّل الذي قصد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفر ، بل ولا يفسق إذا اجتهد فأخطأ ، وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية ، وأما مسائل العقائد : فكثير من الناس كفَّر المخطئين فيها ، وهذا القول لا يُعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين ، وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع " انتهى من " منهاج السنَّة " ( 5 / 239 )--------------- ليس كل تأويل يكون سائغاً في الشرع ؛ فلا تأويل في الشهادتين ووحدانية الله تعالى وثبوت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، والبعث والجنة والنار ، وتسمية هذا تأويلاً ابتداء غير مقبول ، بل هي باطنية وزندقة تعود على الدين بالإبطال .
    قال أبو حامد الغزالي - رحمه الله - : " ولا بد من التنبه لقاعدة أخرى وهي : أن المخالف قد يخالف نصّاً متواتراً ويزعم أنه مؤول ، ولكن ذكر تأويله لا انقداح له أصلا في اللسان ، لا على بُعد ولا على قرب ، فذلك كفر وصاحبه مكذِّب ولو زعم أنه مؤول ، ومثاله : ما رأيته في كلام بعض الباطنية أن الله تعالى واحد بمعنى أنه يعطي الوحدة ويخلقها ، وعالِم بمعنى أنه يعطي العلم لغيره ويخلقه , وموجود بمعنى أنه يوجد غيره , وأما أن يكون واحدا في نفسه وموجوداً وعالماً على معنى اتصافه به : فلا , وهذا كفر صراح ؛ لأن حمل الوحدة على إيجاد الوحدة ليس من التأويل في شيء ، ولا تحتمله لغة العرب أصلا .... فأمثلة هذه المقالات تكذيبات عَبَّر عنها بالتأويلات " انتهى من " فيصل التفرقة " ( ص 66 ، 67 ) .
    وقال ابن الوزير - رحمه الله - : " وكذلك لا خلاف في كفر من جحد ذلك المعلوم بالضرورة للجميع ، وتستر باسم التأويل فيما لا يمكن تأويله ، كالملاحدة في تأويل جميع الأسماء الحسنى ، بل جميع القرآن والشرائع والمعاد الأخروي من البعث والقيامة والجنة والنار " .
    انتهى من " إيثار الحق على الخلق " ( ص 377 ) .
    4. والتأويل السائغ هو ما لا يعود على الدين بالإبطال ، ويكون مقبولا في لغة العرب ، ويكون صاحبه قاله قاصداً أن يصيب الحق ، وقاله وفق قواعد العلم ، ومثل هؤلاء لهم أعذار في وقوعهم في التأويل ، وهي نفسها الأعذار التي ذكرها العلماء في أسباب الاختلاف في المسائل العملية .
    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : " وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها ، قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق ، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده ، أو لم يتمكن من فهمها ، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها ، فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ : فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان ، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية ، هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الإسلام " .
    انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 23 / 346 ) .---------------قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى - فمن جحد ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو جحد بعضه غير متأول من أهل البدع فهو كافر ؛ لأنه كذَّب الله ورسوله واستكبر على الحق وعانده .
    أ. فكل مبتدع من جهمي وقدري وخارجي ورافضي ونحوهم : عرف أن بدعته مناقضة لما جاء به الكتاب والسنة ، ثم أصر عليها ونصرها : فهو كافر بالله العظيم ، مشاق لله ورسوله من بعد ما تبين له الهدى .
    ب. ومن كان من أهل البدع مؤمناً بالله ورسوله ظاهراً وباطناً ، معظماً لله ورسوله ملتزماً ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه خالف الحق وأخطأ في بعض المقالات ، وأخطأ في تأويله من غير كفر وجحد للهدى الذي تبين له : لم يكن كافرا ً، ولكنه يكون فاسقاً مبتدعاً ، أو مبتدعاً ضالاًّ ، أو معفوّاً عنه لخفاء المقالة وقوة اجتهاده في طلب الحق الذي لم يظفر به .
    ولهذا كان الخوارج والمعتزلة والقدرية ونحوهم من أهل البدع أقساماً متنوعة :
    أ. منهم من هو كافر بلا ريب كغلاة الجهمية الذين نفوا الأسماء والصفات ، وقد عرفوا أن بدعتهم مخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهؤلاء مكذبون للرسول عالمون بذلك .
    ب. ومنهم من هو مبتدع ضال فاسق كالخوارج المتأولين والمعتزلة الذين ليس عندهم تكذيب للرسول ، ولكنهم ضلوا ببدعتهم ، وظنوا أن ما هم عليه هو الحق ، ولهذا اتفق الصحابة رضي الله عنهم في الحكم على بدعة الخوارج ومروقهم ، كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة فيهم ، واتفقوا - أيضاً - على عدم خروجهم من الإسلام مع أنهم استحلوا دماء المسلمين وأنكروا الشفاعة في أهل الكبائر وكثيراً من الأصول الدينية ، ولكن تأويلهم منع من تكفيرهم .
    ج. ومن أهل البدع من هو دون هؤلاء ككثير من القدرية وكالكلابية والأشعرية ، فهؤلاء مبتدعة ضالون في الأصول التي خالفوا فيها الكتاب والسنة ، وهي معروفة مشهورة ، وهم في بدعهم مراتب بحسب بُعدهم عن الحق وقربهم ، وبحسب بغيهم على أهل الحق بالتكفير والتفسيق والتبديع ، وبحسب قدرتهم على الوصول إلى الحق واجتهادهم فيه وضد ذلك ، وتفصيل القول فيه يطول جدّاً " انتهى من " توضيح الكافية الشافية " ( 156 - 158 ) .

  18. #18

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    الحمد لله وحده.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    هى موثقه ----وما ذكرته اخى الطيبونى من كلام الامام احمد هذا درجة صحته---
    رقم الحديث: 73
    (حديث مقطوع) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ " أَنَّهُ يُعِيدُ صَلاةَ الْجُمُعَةِ مُذْ أَظْهَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ الْمَأْمُونُ مَا أَظْهَرَ يَعْنِي الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ " .
    هذا فعل يحيى بن معين وليس أحمد بن حنبل فإنَّه لم يصلِّ خلف أحد ممن قال بخلق القرءان أما ما صنعه يحيى بن معين فكان بسبب ما ورد عنه كالتالي :
    قال الإمامُ الذهبيُّ في "سير أعلام النبلاء" (11/87):
    [ قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ: سَمِعْتُ الحَافِظَ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ:
    كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لاَ يَرَى الكِتَابَةَ عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ، وَلاَ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَلاَ عَنْ أَحَدٍ مِمَّنْ امْتُحِنَ فَأَجَابَ.
    قُلْتُ: هَذَا أَمرٌ ضَيِّقٌ، وَلاَ حَرَجَ عَلَى مَنْ أَجَابَ فِي المِحْنَةِ، بَلْ وَلاَ عَلَى مَنْ أُكرِهَ عَلَى صَرِيحِ الكُفْرِ عَمَلاً بِالآيَةِ - وَهَذَا هُوَ الحَقُّ -.
    وَكَانَ يَحْيَى -رَحِمَهُ اللهُ- مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ، فَخَافَ مِنْ سَطْوَةِ الدَّوْلَةِ، وَأَجَابَ تَقِيَّةً ].
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بأنهم لم يتبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به،ولكن تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك
    لذا ورد في مجموع فتاواه؛ (7/ 507 - 508)؛ قال:

    «مع أن أحمد (((لم يكفر أعيان الجهمية)))، ولا ((كل)) من قال إنه جهمي كفره، ولا ((كل)) من وافق الجهمية في بعض بدعهم؛ بل:
    1 - صلى خلف الجهمية الذين ((دعوا إلى قولهم)) وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة ((لم يكفرهم أحمد وأمثاله))؛
    2 - بل كان يعتقد إيمانهم (((وإمامتهم)))، 3 - ويدعو لهم، 4 - ويرى الائتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم،
    5 - و [يرى] المنع من الخروج عليهم (((ما يراه لأمثالهم من الأئمة))).
    وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم (((وإن لم يعلموا))) هم أنه كفر؛ وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان؛ فيجمع بين:
    1 - طاعة الله ورسوله في إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين؛
    2 - وبين رعاية (((حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة)))؛ وإن (((كانوا جهالا))) مبتدعين؛ وظلمة فاسقين».
    انتهى كلامه شيخ الإسلام رحمه الله.
    قلتُ : ومن صور إنكاره
    ما ورد في سير أعلام النبلاء (11/238) : الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبو معمر القطيعي، قال:لما أحضرنا إلى دار السلطان أيام المحنة، وكان أحمد بن حنبل قد أحضر، فلما رأى الناس يجيبون، وكان رجلا لينا، فانتفخت أوداجه، واحمرت عيناه، وذهب ذلك اللين. اهـ.
    قال ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (1/ 196):
    قَالَ حَنْبَلٌ: اجْتَمَعَ فُقَهَاءُ بَغْدَادَ فِي وِلايَةِ الْوَاثِقِ إلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَقَالُوا لَهُ: إنَّ الأَمْرَ قَدْ تَفَاقَمَ وَفَشَا -يَعْنُونَ إظْهَار الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَغَيْر ذَلِكَ- وَلا نَرْضَى بِإِمْرَتِهِ وَلا سُلْطَانه؛ ((فَنَاظَرَهُمْ فِي ذَلِكَ))، وَقَالَ عَلَيْكُمْ بِالإِنْكَارِ بِقُلُوبِكُمْ وَلا تَخْلَعُوا يَدًا مِنْ طَاعَة وَلا تَشُقُّوا عَصَا الْمُسْلِمِينَ، وَلا تَسْفِكُوا دِمَاءَكُمْ وَدِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ مَعَكُمْ، وَانْظُرُوا فِي عَاقِبَةِ أَمْرِكُمْ، وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيح بَرٌّ أَوْ يُسْتَرَاح مِنْ فَاجِر وَقَالَ لَيْسَ هَذَا صَوَاب، هَذَا خِلاف الآثَار». اهـ والأثر موجود في «السنة» للخلال (1/ 133 - 134).

    ثم وجدت أنه قد جاء بعد موت المأمون يشار إلى تكفيره :
    كما ورد في "السنة" (5/95) لأبي بكر بن الخلال بإسناد صحيح قال : [1708] - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَطَرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو طَالِبٍ، قَالَ:
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّهُمْ مَرُّوا بِطَرَسُوسَ بِقَبْرِ رَجُلٍ، فَقَالَ أَهْلُ طَرَسُوسَ:الْكَافِرُ، لَا رَحِمَهُ اللَّهُ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «نَعَمْ، فَلَا رَحِمَهُ اللَّهُ، هَذَا الَّذِي أَسَّسَ هَذَا، وَجَاءَ بِهَذَا». اهـ.

    وقد جاء في " معجم البلدان " 1 / 361، 362:
    [مات المأمون] بالبذندون، قرية بينها وبين طرسوس يوم، من بلاد الثغر، مات بها المأمون فنقل إلى طرطوس، ودفن بها. اهـ.

    هل نقول بأن دعاء أحمد بن حنبل لهم وتكفيره له بعدُ يحمل ذلك على قول الله تعالى :
    وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)
    وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)
    .
    سورة التوبة.

    أو أنه قد علم بكفره فلم يأمر بالخروج عليه للتقيد بالأمر الذي وصله :
    فورد فيمناقب الإمام أحمد لابن الجوزي في باب المنامات فأخرج بإسناده (610) :
    عن علي بن عبد العزيز الطلحي، قال: قال لي الربيع: قال لي الشافعي: يا ربيع، خذ كتابي وامض به وسلمه إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وأتني بالجواب، قال الربيع: فدخلت بغداد ومعي الكتاب، فلقيت أحمد بن حنبل صلاة الصبح، فصليت معه الفجر، فلما انفتل من المحراب، سلمت إليه الكتاب، وقلت له: هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر. فقال أحمد:نظرت فيه؟ قلت: لا، فكسر أحمد الخاتم، وقرأ الكتاب فتغرغرت عيناه بالدموع، فقلت له: أي شيء فيه يا أبا عبد الله؟ فقال: يذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال له: اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، واقرأ عليه مني السلام، وقل: إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن، فلا تجبهم يرفع الله لك علماً إلى يوم القيامة.
    قال الربيع: فقلت: البشارة، فخلع قميصه الذي يلي جلده، فدفعه إلي فأخذته وخرجت إلى مصر، وأخذت جواب الكتاب، وسلمته إلى الشافعي، فقال لي: يا ربيع، أي شيء الذي دفع إليك؟ قلت: القميص الذي يلي جلده. فقال لي الشافعي: ليس نفجعك به، ولكن بله، وادفع إلينا الماء حتى أشركك فيه. اهـ.
    وهذا يشبه ما ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه حين أمره النبي بأنه سيأتيه المنافقون يريدون خلعه من الخلافة فلا يخلع نفسه ففعل ذلك مع مراعاة دماء المسلمين.

    قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/ 116) وعنه الشيخ الشنقيطي في "تفسيره"/طـ المجمع (1/ 81 - 82):
    «قال [أي: ابن التين]: وقد أجمعوا انه أي الخليفة إذا دعا إلى كفر أو بدعة أنه يقام عليه واختلفوا إذا غصب الأموال وسفك الدماء وانتهك هل يقام عليه أو لا انتهى.
    وما أدعاه من الإجماع على القيام فيما إذا دعا الخليفة إلى البدعة
    مردود إلا إن حمل على بدعة تؤدي إلى صريح الكفر وإلا فقد دعا المأمون والمعتصم والواثق إلى بدعة القول بخلق القرآن وعاقبوا العلماء من أجلها بالقتل والضرب والحبس وانواع الاهانة (((ولم يقل أحد))) بوجوب الخروج عليهم بسبب ذلك ودام الأمر بضع عشرة سنة حتى ولي المتوكل الخلافة فأبطل المحنة وأمر بإظهار السنة» اهـ.


    قال الشيخ عبد اللطيف - كما في "الدرر السنية" (8/ 378 - 388) -:
    " ... ولم يَدْرِ هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن مُعَاوِيَة -حاشا عُمَر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بني أمية- قد وقع منهم من الجرأة والحوادث العظام والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام، ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام معهم معروفة مشهورة، لا ينْزعونَ يدًا من طاعة فيما أمر الله به ورسوله من شرائع الإسلام، وواجبات الدين. وأضربُ لك مثلاً ... الطبقة الثانية من أهل العلم، كأحمد بن حنبل، وَمُحَمَّد بن إسْمَاعيل، وَمُحَمَّد بن إدريس، وَأَحْمَد بن نوح، وإسحاق بن راهويه، وإخوانهم ... وقع فِي عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكارالصفات، ودُعُوا إلى ذَلِكَ، وامتُحِنُوا فيه، وقُتِلَ من قُتِلَ، كمحمد بن نصر، ومع ذَلِكَ، (((فلا يُعْلَم))) أنَّ أحدًا منهم نزَعَ يدًا من طاعة ولا رأى الخروج عليهم». اهـ باختصار.

    والله أعلم.

  19. #19

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    وورد في مناقب الإمام أحمد (423) لابن الجوزي :
    قلتُ: وقد بلغنا عن الشافعى - رضى الله عنه - أنه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم, فى المنام يُخبره بما سَيلقى أحمد من الامتحان فى خَلق القرآن, ويأمره أن يُعلم أحمد بذلك, وسيأتى هذا مُسندًا فى باب المنامات التى رئيت لأحمد بن حنبل.

    فورد في باب المنامات فأخرج بإسناده (610) :
    عن علي بن عبد العزيز الطلحي، قال: قال لي الربيع: قال لي الشافعي: يا ربيع، خذ كتابي وامض به وسلمه إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وأتني بالجواب، قال الربيع: فدخلت بغداد ومعي الكتاب، فلقيت أحمد بن حنبل صلاة الصبح، فصليت معه الفجر، فلما انفتل من المحراب، سلمت إليه الكتاب، وقلت له: هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر. فقال أحمد:نظرت فيه؟ قلت: لا، فكسر أحمد الخاتم، وقرأ الكتاب فتغرغرت عيناه بالدموع، فقلت له: أي شيء فيه يا أبا عبد الله؟ فقال: يذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال له: اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، واقرأ عليه مني السلام، وقل: إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن، فلا تجبهم يرفع الله لك علماً إلى يوم القيامة.
    قال الربيع: فقلت: البشارة، فخلع قميصه الذي يلي جلده، فدفعه إلي فأخذته وخرجت إلى مصر، وأخذت جواب الكتاب، وسلمته إلى الشافعي، فقال لي: يا ربيع، أي شيء الذي دفع إليك؟ قلت: القميص الذي يلي جلده. فقال لي الشافعي: ليس نفجعك به، ولكن بله، وادفع إلينا الماء حتى أشركك فيه. اهـ.
    وورد في السنة لأبي بكر الخلال قال :
    [95 ] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فِي أَمْرٍ كَانَ حَدَثَ بِبَغْدَادَ، وَهَمَّ قَوْمٌ بِالْخُرُوجِ، فَقُلْتُ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي الْخُرُوجِ مَعَ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، الدِّمَاءَ، الدِّمَاءَ، لا أَرَى ذَلِكَ، وَلا آمُرُ بِهِ، الصَّبْرُ عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْفِتْنَةِ يُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَيُسْتَبَاحُ فِيهَا الأَمْوَالُ، وَيُنْتَهَكُ فِيهَا الْمَحَارِمُ، أَمَا عَلِمْتَ مَا كَانَ النَّاسُ فِيهِ يَعْنِي أَيَّامَ الْفِتْنَةِ، قُلْتُ: وَالنَّاسُ الْيَوْمَ، أَلَيْسَ هُمْ فِي فِتْنَةٍ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ، فَإِنَّمَا هِيَ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، فَإِذَا وَقَعَ السَّيْفُ عَمَّتِ الْفِتْنَةُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، الصَّبْرَ عَلَى هَذَا، وَيَسْلَمُ لَكَ دِينُكَ خَيْرٌ لَكَ، وَرَأَيْتُهُ يُنْكِرُ الْخُرُوجَ عَلَى الأَئِمَّةِ، وَقَالَ: الدِّمَاءَ، لا أَرَى ذَلِكَ، وَلا آمُرُ بِهِ ". اهـ.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا كان الامام احمد يعيد الصلاة اذا صلى خلف المأمون ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    الحمد لله وحده.

    هذا فعل يحيى بن معين وليس أحمد بن حنبل فإنَّه لم يصلِّ خلف أحد ممن قال بخلق القرءان
    نعم وهذا ما قررناه سابقا-
    قال عبدالله ابنه: سمعت أبي رحمه الله يقول: "من قال ذلك القول لا يصلى خلفه الجمعة ولا غيرها، إلا أنا لا ندع إتيانها، فإن صلى رجل أعاد الصلاة" يعني: خلف من قال: القرآن مخلوق[رواه عبدالله بن الامام احمد رقم4 - البيهقى فى الاسماء ص285]-------------يقول عبد الله بن الإمام أحمد: ( حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول : لو أن خمسين يؤمون الناس يوم الجمعة لا يقولون : القرآن مخلوق ، يأمر بعضهم بعضاً بالإمامة إلا أن الرأس الذي يأمرهم يقول : هذا ، رأيت الإعادة ، لأن الجمعة إنما تثبت بالرأس فأخبرت أبي بقول أبي عبيد فقال : هذا يضيق على الناس إذا كان الذي يصلي بنا لا يقول بشئ من هذا صليت خلفه فإذا كان يصلي بنا يقول بشئ من هذا القول أعدت الصلاة خلفه ) إهــ نقلاً من كتاب حكم الصلاة خلف المبتدع والفاسق.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    لذا ورد في مجموع فتاواه؛ (7/ 507 - 508)؛ قال:

    «مع أن أحمد (((لم يكفر أعيان الجهمية)))، ولا ((كل)) من قال إنه جهمي كفره، ولا ((كل)) من وافق الجهمية في بعض بدعهم؛ بل:
    1 - صلى خلف الجهمية الذين ((دعوا إلى قولهم)) وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة ((لم يكفرهم أحمد وأمثاله))
    كلام شيخ الاسلام هنا فيمن فيه نوع تجهم عن تأويل - وليس عن جحد وتكذيب - كلامه فيمن وافق الجهمية فى بعض بدعهم بتأويل -ويدخل فى ذلك المأمون - كلامه على المعتزلة ومن تأثر بهم ---اذا كلام شيخ الاسلام فيمن فيه نوع تجهم وليس فى الجهمية الخلَّص -هذا الكلام فرضه اهل الاهواء والبدع اما الجهمية فالحكم فيهم هو نفس الحكم فى عباد القبور والمشركين وقد بينا ذلك مرارا وتكرارا فى كلام ائمة الدعوة النجدية يقول الشيخ سليمان بن سحمان فإن هذا فرضه ومحله في أهل الأهواء من هذه الأمة ومن لا تخرجه بدعته من الإسلام كالخوارج ونحوهم فهؤلاء لا يكفرون لأن أصل الإيمان الثابت لا يحكم بزواله إلا بحصول مناف لحقيقته مناقض لأصله والعمدة استصحاب الأصل وجودا وعدما لكنهم يبدعون ويضللون ويجب هجرهم وتضليلهم والتحذير عن مجالستهم ومجامعتهم كما هو طريقة السلف في هذا الصنف
    وأما الجهمية وعباد القبور فلا يستدل بمثل هذه النصوص على عدم تكفيرهم إلا من لم يعرف حقيقة الإسلام وما بعث الله به الرسل ------
    قال الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أن الذي عليه المحققون من العلماء أن أهل البدع كالخوارج والمرجئة والقدرية ونحوهم لا يكفرون وذلك أن الكفر لا يكون إلا بإنكار ما علم بالضرورةوأما الجهمية فالمشهور من مذهب أحمد رحمه الله وعامة أئمة السنة تكفيرهم فإن قولهم صريح في مناقضة ما جاءت به الرسل من الكتاب والسنة وحقيقة قولهم جحودالصانع وجحود ما أخبر به عن نفسه وعلى لسان رسوله بل وجميع الرسل ولهذا قال عبد الله بن المبارك إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية -------------------- الكلام على جهال المقلدين لهم لا في جميعهم وهؤلاء الجهال ليسوا بالجهمية الصرف الذين أجمع العلماء على كفرهم بل هم أناس من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم من طوائف أهل البدع والأهواءالذين أحسنوا الظن بمن قلدوه مع تمكنهم من الهدى والعلم ومعرفة الحق فأعرضوا عنه وأحسنوا الظن بمن قلدوه ممن نزع من أئمتهم إلى مذهب الجهمية وأما الجهمية الصرف فلا خلاف فيهم -فالنزاع انما فى الكلام في أهل الأهواء والبدع - لا فى جميع المعتزله والجهمية كما في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك مما قاله أهل الأهواء فإن بعض أقوالهم تتضمن أمورا كفرية من رد أدلة الكتاب والسنة المتواترة النبوية فيكون القول المتضمن لرد بعض النصوص كفرا ولا يحكم على قائله بالكفر لاحتمال وجود مانع كالجهل وعدم العلم بنفس النص أو بدلالته فإن الشرائع لا تلزم إلا بعد بلوغها ولذلك ذكرها في الكلام على بدع أهل الأهواء وقد نص على هذا فقال في تكفير أناس من أعيان المتكلمين بعد أن قرر هذه المسألة قال وهذا إذا كان في المسائل الخفية فقد يقال بعدم التكفير وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية أو ما يعلم من الدين بالضرورة فلا يتوقف في كفر قائله --فهذا المقلد المتأول قال فيه شيخ الاسلام-بأنهم لم يتبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به،ولكن تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك ------------------يطلق اسم الجهمى على من قال بقول من اقوالهم واذكر ملخص ما ذكره شيخ الاسلام فى التسعينية - الجهمية على ثلاث درجات
    الدرجة الأولى: الجهمية الغلاة، وهم الذين ينفون أسماء الله وصفاته ويجعلون إطلاق الأسماء من باب المجاز.
    الدرجة الثانية: الجهمية الذين يقرون بأسماء الله الحسنى في الجملة ، وينفون صفات الله، وهذا النوع من التجهم هو تجهم المعتزلة ونحوهم، وهم الجهمية المشهورون.
    الدرجة الثالثة: طائفة من الصفاتية المثبتين المخالفين للجهمية، ولكن فيهم نوع من التجهم، وأطلق عليهم: الجهمية لاشتراكهم في رد طائفة من الصفات، وأهل هذه الدرجة على مراتب ثلاث:
    أهل المرتبة الأولى منهم: من يقر بالصفات الخبرية الواردة في القرآن دون الحديث.
    وأهل المرتبة الثانية منهم: الذين يقرون بالصفات الواردة في الأخبار أيضاً في الجملة مع نفيهم وتعطيلهم لبعض ما ثبت بالنصوص، وذلك كأبي محمد بن كلاب ومن تبعه بعد ذلك كأبي الحسن الأشعري.
    وأهل المرتبة الثالثة: تنتسب إلى أهل المرتبة الثانية إلا أنهم قاربوا المعتزلة الجهمية أكثر في النفي وخالفوا من انتسبوا إليه، وفيهم من يتقارب نفيه وإثباته مع كثرة تناقضهم، ومنهم الرازي والغزالي.- فكما ان لهؤلاء درجات فى موقفهم من الصفات فكذلك هم درجات فى الحكم -----لماذا يختلف في حكم المعتزلة و السلف كفروا الجهمية اتفاقا بنفس قول هؤلاء في القران و الرؤية و العلو ؟


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •