بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: حكم العمل بالحديث الضعيف:
لما كان الحديث الضعيف على احتمال أن يكون راويه قد حفظه وأداه على وجهه الصحيح، فقد كان ذلك مثار اختلاف كبير بين العلماء في العمل به، دارت به مناقشات طويلة. (منهج النقد في علوم الحديث ، لنور الدين محمد عتر الحلبي ط.دار الفكر دمشق-سورية الطبعة الثالثة 1418هـ -1997م) ص291
*مذاهب العلماء في هذه المسألة :
المذهب الأول: العمل بالحديث الضعيف مطلقا ، بشرط أن لا يوجد غيره.
أصحاب هذا القول : الإمام أحمد وأبي داود وغيرهما.وهذا محمول على ضعيف غير شديد الضعف، لأن ما كان ضعفه شديدا فهو متروك عند العلماء، وأن لا يكون ثمة ما يعارضه. (منهج النقد في علوم الحديث ، لنور الدين محمد عتر الحلبي ط.دار الفكر دمشق-سورية الطبعة الثالثة 1418هـ -1997م) ص 291
وجهة هذا القول: أن الحديث الضعيف لما كان محتملا للإصابة ولم يعارضه شيء فإن هذا يقوي جانب الإصابة في روايته فيعمل به.وكذلك أن الحديث الضعيف أقوى من قول الرجال ، كما نقله السيوطي . (تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي, جلال الدين السيوطي . تحقيق: أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي. ط. دار طيبة) ( /351/1)
المذهب الثاني: لا يجوز العمل بالحديث الضعيف مطلقا.
أصحاب هذا القول: نسب ذلك إلى القاضي أبي بكر بن العربي، وقال به الشهاب الخفاجي والجلال الدواني، ومال إليه بعض العصريين. (منهج النقد في علوم الحديث ض 294)
وجهة هذا القول: أن فضائل الأعمال ( التي قال جمهور العلماء بجواز العمل بها كما سيأتي) أنها: كالفرض والحرام لأن الكل شرع، وأن في الأحاديث الصحاح والحسان مندوحة عن الأحاديث الضعيفة.
المذهب الثالث: يجوز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال إ(ذا توفرت فيه شروط سيأتي بيانها)
أصحاب هذا القول: وهو مذهب جماهير العلماء من لمحدثين والفقهاء وغيرهم، وحكى الاتفاق عليه بين العلماء الإمام النووي والشيخ علي القاري وابن حجر الهيتمي. (منهج النقد ص 293)
ثانيا/ شروط العمل بالحديث الضعيف: (تدريب الراوي (351/1)
1- أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب، ومن فحش غلطه، نقل العلائي الاتفاق عليه.
2- أن يندرج تحت أصل معمول به.
3- أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط.