نظرت إلى عينيه,قبلت رأسه الندي ,وهمست في أذنه سألحق بك قريبا إن شاء الله ،غادر على عجل يرفل بثياب سندسية خضراء وابتسامة حالمة إلى حيث سيحيا خالدا كما وعده كتاب الله ،بعد أيام صرخة أخرى من البيت ذاته ،صرخة لطيمة فقدت أمها ،علت أصوات التكبيرتنعي الشهيدة، هذه أم عصام لقد استشهدت ،قتلتها شظية غاشمة سحقت القلب والروح،قال من رأى الموقف أن أم عصام اعترضت طريق الشظية لتحمي مجموعة من أطفال المدارس اجتمعوا أمامها ليشتروا بعض الحلوى ،أمر طبيعي في أزقة غزة أن تكون الأجساد جدران حماية ،أمر طبيعي لأم دفنت شهيدا منذ أيام أن تسعى للحاق به، فهي ليست أقل وطنية ممن أرضعته حليبا آمن أن الكرامة لاتشترى إلا بدماء الطاهرين .أم عصام لحقت بابنها إلى جنة عرضها السموات والأرض بإذن الله .لإن الأمهات في غزة تصنع الرجال وتحذو حذوهم .(حق القصة محفوظ)