مع كل احترامي وتقديري لنور الهدي ، لكني أشك بقوة في أن تصدر هذه الفتوى عن العلامة ( الشيخ ) ابن عثيمين رحمه الله تعالى .
وليس معنى أنا نقول في الصلاة ( التحيات لله ) أن هذا اللفظ مقصور عليه جل جلاله ، والتحيات جمع تحية .
قال ابن منظور في لسان العرب 12 / 289 ( ط. صادر ) : " قال أبو الهيثم : السلام والتحية معناهما واحد ، ومعناهما : السلامة من جميع الآفات " ، ولم يقل أن التحية هي البقاء والملك والعظمة لله ، ولو قبل معنى ( البقاء ) فيكون لا بمعنى الخلود لكن بمعنى البقاء سالما من الآفات .
وهذا ما في لسان العرب أيضا : 14 / 216 :
" والتحية : السلام ، وقد حياه تحية ، وحكى اللحياني : حياك الله تحية المؤمن .
والتحية : البقاء .
والتحية : الملك ، وقول زهير بن جناب الكلبي : ولكل ما نال الفتى قد نلته إلا التحية قيل : أراد الملك ، وقال ابن الأعرابي : أراد البقاء لأنه كان ملكا في قومه ".
فإقحام لفظ ( لله ) لا دليل عليه ، وإنما وقع التداخل هنا من قوله : " قال الليث في قولهم في الحديث ( التحيات لله ) قال : " معناه البقاء لله " ويقال : " الملك لله " ، فهو يفسر لفظ التشهد لا اللفظ على إطلاقه .
ونحن نقول في التشهد ( السلام عليك أيها النبي ... ) ، فهي يحرم أن نقول السلامات مثلا لغيره صلى الله عليه وسلم . هذا كلام غير مقبول ولا حجة عليه .
معذرة على الإطالة ، وإنما دفعني للرد خوف تعلق بعض الإخوة بهذا الكلام ، فنحن في غنى عن ظهور آراء وأفكار غير صحيحة .
تحياتي .