"لم أترجم لهم لشهرتهم"
هذه العبارة لا تكاد تخلو منها مقدمة بحث علمي وكتاب في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوى شهرتهم
ومع تطاول العمر وتقادم الزمن إذا بنا أصبحنا نجهل معلومات أساسية عن كبار الصحابة فضلاً عن غير المشهور منهم بسبب هذه الفكرة العقيمة
أذكر أن زميلاً لي أيام الجامعة لم يترجم لابن عباس في أحد البحوث المطلوبة فسأله الدكتور عن السبب فكرر نفس العبارة : لا نترجم للمشهورين ، فسأله الدكتور عن المعلومات الأولية عن ابن عباس فوالله لم يزد على أنه عبدالله بن عباس !!
حان الوقت ن لا نمر في كتبنا وأبحاثنا على صحابي مشهور أو غير مشهور إلا ترجمناه وذكرنا أهم المعلومات عنه إحياء لذكرهم في القلوب وإشهاراً لمناقبهم وفضائلهم .. بل إن المشهورين الكبار أولى بذلك من غيرهم إذ هم حملة الشريعة ومبلغوا الدين فمعرفتهم وحفظ تراجمهم ونشرها في كل مناسبة علمية أو وعظية أو غيرها هو من أجل القربات ..
قواعد البحث العلمي المعاصر ليست قرآناً لا يغير ..
والمنهج المعاصر منهج علمي صرف يفتقر إلى الهدف التربوي في التصنيف والبحث لهذا فهو يهتم بالهيكل أكثر من المضمون ..
وعلماؤنا القدامى لديهم منهج علمي تربوي في التصنيف والبحث العلمي فما يكررونه ليس معناه فقرهم من الجديد وعدم القدرة على الإبداع بل لهم أهداف تربوية من خلال التكرار للمعلومات في مصنفات متنوعة لأنّ هذا تربية للأمة على حفظ كنوزها في قوالب عديدة ونشر علمها بطرق متنوعة ..
ومن أهم المهمات نشر منهج الصحابة الكرام الذين هم وحدهم حجة على من بعدهم .. وضمن ذلك نشر سيرهم وتراجمهم ..
حشرنا الله بمنه وكرمه في زمرة الصحابة بحبّنا لهم والمرء مع من أحب ..