وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرتْ قلوبنا لما شبعَتْ (1) من كلام الله (2).
وكيف يشبع المحِبُّ من كلام محبوبه، وهو غاية مطلوبه! وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا لعبد الله بن مسعود: "اقرأ عليّ"، فقال: أقرأ عليك، وعليك أنزِل؟ فقال: "إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري".
فاستفتح، وقرأ سورة النساء، حتّى إذا بلغ قوله: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41] قال: "حسبك". فرفع رأسه، فإذا عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تذرِفان من البكاء" (3).
(1) س، ف: "ما شبعت".
(2) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على الزهد (678) وفي زوائده على فضائل الصحابة (775) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (7/ 272، 300)، من طريق سفيان بن عيينة قال: قال عثمان بن عفان فذكره. وسنده ضعيف للانقطاع.
(3) أخرجه البخاري في فضائل القرآن، باب البكاء عند قراءة القرآن (5055)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب فضل استماع القرآن (805).
الكتاب: الداء والدواء
المؤلف: أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية