الدين كله توحيد وحمد
"الحمد لله"
جمعت التوحيد والحمد، وهذا هو الدين كله،
وبالنظر إلى المشركين تجد الشركَ وسخطَ الكافر السماتِ العميقةَ بتفكيره وتصرفاته، أول شيء لديه الشرك، فلان، وفلان، وفلان، يرجو فلاناً، يخاف فلاناً، يتمنى رضاء فلان، يحسب لفلان حساباً، يعيش بدوامة الشرك، قلبه فارغ، يكاد ينفطر خوفاً من فلان، يكاد يذوب حباً بفلان، النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((لو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً.))
[البخاري والبيهقي عن ابن عباس]
ليس هناك إنسان أحبَّ إنساناً على وجه الأرض كحبِّ سيدنا أبي بكر لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام،
ومع ذلك "الحمد لله"، من سخر هذا الصديق لهذا النبي العظيم ؟
الله عز وجل، لو خُلِق الصِّديق عام ألف وخمسمئة وخمسين لما التقى معه،
من جعله بعصره ؟
الله عز وجل، إذاً الحمد لله رب العالمين.
نسأل كل واحد منا:
من جمعك بهذه الزوجة ؟
الله سبحانه وتعالى هو الذي قدَّر وجمع، من رزقك هؤلاء الأولاد ؟
الله سبحانه وتعالى،
من أعطاك هذا الذكاء فحصلت، وأصبحت لك خبرات ترتزق منها ؟
الله سبحانه وتعالى،
طبيب، محامٍ، مهندس، مدرس، خبير ببعض الحاجات، بيده مصلحة بأعلى مستوى تدر عليه أرباحاً طائلة،
"الحمد لله"،
لو أن نقطة دم كرأس الدبوس تجمدت في أحد شرايين الدماغ لفقدت كل ذاكرتك وخبراتك.
كل إنسان يتلقى من الله عز وجل تربيتين ؛
تربية لجسمه، وتربية لنفسه
الحمد لله رب العالمين على عطائه، وعلى منعه، عطاؤه عطاء، ومنعه عطاء،
كل أنواع المصائب مشتقة من قولـه تعالى:
(الحمد لله رب العالمين)
الأب مثل مصغر، يمد ابنه بكل ما يحتاج، حاجاته، أدواته، كتبه، دفاتره، ألبسته الصيفية والشتوية، غرفته بما فيها من تدفئة، طاولة إنارة، سرير، وسائد مثلاً، فرش وثيرة، أغطية مناسبة صيفية وشتوية، هذا إمداد، فإذا ضبطه يكذب فقد يضربه، والضرب أيضاً تربية
فالتربية لها معنيان ؛ معنى الإمداد بما تحتاجه من مواد،
والمعنى الثاني التربية النفسية،
فكل إنسان يتلقى من الله عز وجل تربيتين ؛ يتلقى تربية لجسمه، ويتلقى تربية لنفسه، فكل ما يحدث لك فهو من الله عز وجل، بناءً على واقعك، وعلى نفسيتك، الحمد لله رب العالمين.
بعض الناس يتمنى الغنى، بعض الناس يتمنى الصحة، لو كُشفت لك الحقائق لن تتمنى إلا أن تكون كما كنت لأن الله عز وجل يعلم ما كان، ويعلم ما يكون، ويعلم ما سيكون، ويعلم ما لم يكن، لو كان كيف كان يكون ؟
لذلك ليس في الإمكان أبدع مما كان.
يهتدي إنسان عن طريق الفقر، ويهتدي آخر عند موت أحد أقاربه، وثالث يهتدي بمصيبة مؤلمة، أو بإكرام كبير، هذا الذي ساقه الله إليك مبني على علم، وحكمة، وخبرة، ورحمة، "الحمد لله"، الله المسير الذي لا إله إلا الله، لا مسير غيره، لا رافع، ولا خافض، ولا معز، ولا مذل، ولا معطي، ولا مانع، ولا قابض، ولا باسط إلا الله عز وجل، الحمد لله رب العالمين.
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
لو أن الله عز وجل قال: نعبد إياك لاختلف الأمر، إذا سبق المفعول به الفعل فهذا أسلوب الحصر ؛ أيْ نعبدك ولا نعبد أحداً معك،
إذاً أنت عبد لله، وإن لم تكن عبداً لله فلا بد أن تكون عبداً لشهواتك:
(( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ))
[ البخاري عن أبي هريرة ]
إن لم تكن عبداً لله فأنت عبد لشهوتك، وإن لم تكن عبداً لشهوتك فأنت عبد لعبد من عبيد الله، كن للهِ عبداً فعبد الله حر.
العلة الكبرى لخلق الإنسان على وجه الأرض أن يعبد الله:
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )
إن العبادة طاعة تامة، مبنية على معرفة، ومنتهية بسعادة، التعريف الدقيق: طاعة تسبقها معرفة، وتعقبها سعادة، وإلا لما كانت لها هذه الأهمية، قال تعالى:
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )
(سورة الذاريات)
العلة الكبرى لخلق الإنسان على وجه الأرض أن يعبد الله، أي أن يعرفه فيطيعه ويسعد بقربه،
لا نعبد إلا إياك، قال تعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25))
(سورة الأنبياء)
وقال تعالى:
( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16))
(سورة طه)
والله هذه الآية تكفي، الكافر عنده أمل طويل.
لكن العبادة لله عز وجل تحتاج إلى عون من الله عز وجل، فأنت في الركوع تعلن عن خضوعك لله، وفي السجود تطلب العون منه، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( لكل سورة حظها من الركوع والسجود.))
[البيهقي عن أبي العالية]
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
وما أمرك أن تستعين به إلا ليعينك, فالعبء ليس عليك, عليك أن تسأله الإعانة.
فالإنسان واقعه لا بقدر قدراته, ولكن بقدر استعانته, والخلل الذي يعاني منه لا لنقص قدراته, ولكن لنقص استعانته, ولو طلبت من الله أن تزيح هذا الجبل من مكانه, هذا الشيء مستحيل, جبل قاسيون لو طلبت من الله أن تزيح هذا الجبل صادقاً, لأزيح الجبل.أي لا يوجد شيء صعب, الله موجود, كل شيء بيده, وكل شيء خاضع لأمره, وأنت معه.
فكل إنسان يعاني من نقص في حياته, نقول: هذا نقص في استعانتك لا نقص في قدراتك, وكل إنسان حقق شيئاً نقول له: هذا ليس من ذكائك ولا من قدراتك, ولكن من توفيق الله لك. فإذا كان كل الأمر بيد الله؛ والله على كل شيء قدير, وسميع, وبصير, ورحيم, وودود, فما الذي يعيقك على أن تستعين به؟
أن تكون من أعلى الناس إيماناً ومن أعظم الناس أعمالاً؟
العبادة طاعة ومحبة والاستعانة ثقة واعتماد :
العبادة طاعة ومحبة, والاستعانة ثقة واعتماد.
يمكن أن تعتمد على إنسان, ولا تثق به, ولكنك مضطر, مثلاً هناك مشكلة كبيرة جداً, ولا يوجد غير محام واحد وكلته, فأنت مضطر أن تعتمد عليه, ولكنك لست واثقاً منه, وقد تثق بإنسان ثقة مطلقة, ولا تعتمد عليه؛ لأنك مستغن عنه, إلا أنك مع الله, إن استعنت به فأنت تثق به كل الثقة, وتعتمد عليه كل الاعتماد.
فالعبادة طاعة ومحبة, والاستعانة ثقة واعتماد, والناس حيال هذه الآية:
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
الناس أربعة أقسام :
قسم عبده, واستعان به, وهؤلاء صفوة الله من خلقه.
وقسم لم يعبده, ولم يستعن به, وهؤلاء أشرار الخلق.
وقسم لضعف توحيدهم, ولضعف إيمانهم, وهذا القسم يعنينا كثيراً؛ لأنه مع شديد الأسف ينطبق على معظم المسلمين.
وقسم عبده, ولم يستعن به, لضعف توحيده؛ صلى, وصام, وغض بصره, لكن ضعُف أمام قوى البشر, فظن أن هذه القوى قوى حقيقية, وأنه لا يستطيع أن يواجهها, فعبدهم, لكن لم يغلب على يقينه أن الأمر بيد الله, فما استعان به.
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
لو أن الله عز وجل قال: نعبد إياك لاختلف الأمر، إذا سبق المفعول به الفعل فهذا أسلوب الحصر ؛ أيْ نعبدك ولا نعبد أحداً معك،
إذاً أنت عبد لله، وإن لم تكن عبداً لله فلا بد أن تكون عبداً لشهواتك:
(( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ))
[ البخاري عن أبي هريرة ]
إن لم تكن عبداً لله فأنت عبد لشهوتك، وإن لم تكن عبداً لشهوتك فأنت عبد لعبد من عبيد الله، كن للهِ عبداً فعبد الله حر.
العلة الكبرى لخلق الإنسان على وجه الأرض أن يعبد الله:
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )
إن العبادة طاعة تامة، مبنية على معرفة، ومنتهية بسعادة، التعريف الدقيق: طاعة تسبقها معرفة، وتعقبها سعادة، وإلا لما كانت لها هذه الأهمية، قال تعالى:
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )
(سورة الذاريات)
العلة الكبرى لخلق الإنسان على وجه الأرض أن يعبد الله، أي أن يعرفه فيطيعه ويسعد بقربه،
لا نعبد إلا إياك، قال تعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25))
(سورة الأنبياء)
وقال تعالى:
( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16))
(سورة طه)
والله هذه الآية تكفي، الكافر عنده أمل طويل.
لكن العبادة لله عز وجل تحتاج إلى عون من الله عز وجل، فأنت في الركوع تعلن عن خضوعك لله، وفي السجود تطلب العون منه، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( لكل سورة حظها من الركوع والسجود.))
[البيهقي عن أبي العالية]
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
وما أمرك أن تستعين به إلا ليعينك, فالعبء ليس عليك, عليك أن تسأله الإعانة.
فالإنسان واقعه لا بقدر قدراته, ولكن بقدر استعانته, والخلل الذي يعاني منه لا لنقص قدراته, ولكن لنقص استعانته, ولو طلبت من الله أن تزيح هذا الجبل من مكانه, هذا الشيء مستحيل, جبل قاسيون لو طلبت من الله أن تزيح هذا الجبل صادقاً, لأزيح الجبل.أي لا يوجد شيء صعب, الله موجود, كل شيء بيده, وكل شيء خاضع لأمره, وأنت معه.
فكل إنسان يعاني من نقص في حياته, نقول: هذا نقص في استعانتك لا نقص في قدراتك, وكل إنسان حقق شيئاً نقول له: هذا ليس من ذكائك ولا من قدراتك, ولكن من توفيق الله لك. فإذا كان كل الأمر بيد الله؛ والله على كل شيء قدير, وسميع, وبصير, ورحيم, وودود, فما الذي يعيقك على أن تستعين به؟
أن تكون من أعلى الناس إيماناً ومن أعظم الناس أعمالاً؟

العبادة طاعة ومحبة والاستعانة ثقة واعتماد :
العبادة طاعة ومحبة, والاستعانة ثقة واعتماد.
يمكن أن تعتمد على إنسان, ولا تثق به, ولكنك مضطر, مثلاً هناك مشكلة كبيرة جداً, ولا يوجد غير محام واحد وكلته, فأنت مضطر أن تعتمد عليه, ولكنك لست واثقاً منه, وقد تثق بإنسان ثقة مطلقة, ولا تعتمد عليه؛ لأنك مستغن عنه, إلا أنك مع الله, إن استعنت به فأنت تثق به كل الثقة, وتعتمد عليه كل الاعتماد.
فالعبادة طاعة ومحبة, والاستعانة ثقة واعتماد, والناس حيال هذه الآية:
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
الناس أربعة أقسام :
قسم عبده, واستعان به, وهؤلاء صفوة الله من خلقه.
وقسم لم يعبده, ولم يستعن به, وهؤلاء أشرار الخلق.
وقسم لضعف توحيدهم, ولضعف إيمانهم, وهذا القسم يعنينا كثيراً؛ لأنه مع شديد الأسف ينطبق على معظم المسلمين.
وقسم عبده, ولم يستعن به, لضعف توحيده؛ صلى, وصام, وغض بصره, لكن ضعُف أمام قوى البشر, فظن أن هذه القوى قوى حقيقية, وأنه لا يستطيع أن يواجهها, فعبدهم, لكن لم يغلب على يقينه أن الأمر بيد الله, فما استعان به.
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) (6) سورة الفاتحه
الصراط المستقيم هو القرآن الكريم، كونٌ ناطق، والكون قرآنٌ صامت،
والنبي عليه الصلاة والسلام قرآنٌ يمشي.
(وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )[ سورة النور ]
الاستقامة فعل تكليفي، وكل فعل تكليفي أنت مخير أن تستقيم أو ألا تستقيم، أن تصدق أو ألا تصدق، أن تكون أميناً أو ألا تكون أميناً،
في عالم ضاعت فيه الحقيقة ، وعمّ فيه الضلال ، يحتاج البحث عن الحق إلى جهد كبير ، لذلك لا نعجب إذا طلب الله من المؤمنين في الصلوات الخمس ، وفي كل ركعة حصراً - وهذه الآية جزء من الفاتحة الكريمة - :
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )[ سورة الفاتحة : 6 ـ 7 ]
أن تهتدي إلى الحقيقة ، وأن تثمر الحقيقة ، وأن تسلك الصراط المستقيم ، هذه هي النعمة المطلقة ، التي ما بعدها نعمة أن تهتدي إلى الحقيقة ، وأن تثمر هذه الحقيقة ، وأن تسير على الصراط المستقيم .
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )
ما العبادة إذاً؟
العبادة أن تتبع الطريق المستقيم، العبادة ليست أن تصلي فقط، في الحلال والحرام، في العطاء والمنع، في الصلة والقطع، في الرضا والغضب، هناك صراطٌ مستقيم، إذا توهم الإنسان أن العبادة هي أداء العبادات الشعائرية فهو واهمٌ جداً، يكاد يكون منهج الله يزيد عن خمسمئة ألف بند، الاستقامة أن تتبع منهج الله في كل شيء، في زواجك، في تجارتك، في رحلاتك، في عطائك، في أفراحك، في أتراحك
فالعبادة اتباع الصراط المستقيم.
من لم يحمله إيمانه على طاعة الله فلا قيمة لهذا الإيمان إطلاقاً :
( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ)
[ سورة فصلت الآية: 6 ]
فاستقيموا إليه، أي أن تعتقد أن الله إلهٌ واحد دون أن تستقيم إليه لا قيمة لهذا الإيمان إطلاقاً

(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)
هؤلاء الذين أنعمت عليهم بنعمة الهدى، و بنعمة الإيجاد، وبنعمة الإمداد، وبنعمة الهدى والرشاد، هؤلاء النبيون قمم البشر، والصديقون، والشهداء، والصالحون،
(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)
الفرق بين " المغضوب عليهم" و "الضالين":
هناك أناس عرفوا وعصوا هؤلاء الذين غضب الله عليهم، وهناك أناس ما عرفوا الله عز وجل فهؤلاء هم الضالون:
هناك فريقان: فريق ملحد، ما عرف الله أصلاً، وفريق عرف وانحرف، فالذي ما عرف الله أصلاً هو الضال، والذي عرف وانحرف هو المغضوب عليه
الذين عرفوا وانحرفوا، ولا الضالين الذين ما عرفوا فانحرفوا، إذاً المنهج الوسط المنهج المستقيم، والأمة الوسط الأمة العادلة، والوسط تعني الخيرية،
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا )[ سورة البقرة: 143]
يعني جعلنا في العدل والاستقامة وجعلنا في الخيرية،
وقلت لكم من قبل هناك فرق بين التطرف وبين التفوق فمن يأخذ بكليات الدين معاً، الكلية العلمية والكلية السلوكية والكلية الانفعالية يتفوق، ومن يأخذ بأحد كليات الدين ويغلبها على كلياته فقد تطرف