تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: إذا جئت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة، ونودوا: ليقم من أجره على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فلا يقوم إلَّا من عفا ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي إذا جئت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة، ونودوا: ليقم من أجره على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فلا يقوم إلَّا من عفا ..

    قال أبو الفضل صالح: دخلت على أبي يوفا فقلت: بلغني أن رجلًا جاء إلى فضل الأنماطي، فقال له: اجعلني في حل إذا لم أقم بنصرتك فقال فضل: لا جعلت أحدًا في حل، فتبسم أبي وسكت. فلما كان بعد أيام قال لي: مررت بهذِه الآية {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40]، فنظرت في تفسيرها، فإذا هو ما حدثني به هاشم بن القاسم، حدثني المبارك، حدثني من سمع الحسن يقول: إذا جئت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة، ونودوا: ليقم من أجره على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فلا يقوم إلَّا من عفا في الدنيا.

    ماصحة هذا الأثر؟

  2. #2

    افتراضي رد: إذا جئت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة، ونودوا: ليقم من أجره على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فلا يقوم إلَّا من عفا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    قال أبو الفضل صالح: دخلت على أبي يومًا فقلت: بلغني أن رجلًا جاء إلى فضل الأنماطي، فقال له: اجعلني في حل إذا لم أقم بنصرتك فقال فضل: لا جعلت أحدًا في حل، فتبسم أبي وسكت فلما كان بعد أيام قال لي: مررت بهذِه الآية: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} فنظرت في تفسيرها فإذا هو ما حدثني به هاشم بن القاسم، حدثني المبارك، حدثني من سمع الحسن يقول: إذا جثت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة ونودوا: ليقم من أجره على اللَّه عز وجل، فلا يقوم إلَّا من عفا في الدنيا.

    قال أبي: فجعلت الميت في حل من ضربه إياي، ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب اللَّه تعالى بسببه أحدًا.


    "سيرة الإِمام" رواية ابنه صالح ٦٤ - ٦٥

    ماصحة هذا الأثر؟
    الأثر المروي عن الحسن مشهور.
    واختلف على المبارك بن فضالة، فإنه توبع هاشم أبو النضر فيما أخرجه أسد السنة في الزهد ٨٠، فقال:
    نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ: فذكره.

    ودلسه فيما أخرجه ابن ديزل في تفسيره رواية الأسدي، فقَالَ: نا آدَمُ، قَالَ:
    ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ} [الشورى: ٤٠] قَالَ: فذكره.

    وقد روي من طرق أخرى فيما أخرجه الطبري في تفسيره [6 : 59]، فقال:
    حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: ثنا مُحْرِزٌ أَبُو رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
    "يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لِيَقُمْ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ أَجْرٌ، فَمَا يَقُومُ إِلا إِنْسَانٌ عَفَا، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}" . اهـ.
    قلتُ: محرز بن عبد الجزري وصفه ابن حبان بالتدليس ولم يبين السماع.

    وخرجه هناد في الزهد [1288]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ (وهو ابن عياش)، عَنْ بَعْضِ الْبَصْرِيِّينَ ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: فذكره من قوله.
    ولعلهما تلقياه من المبارك بن فضالة، والله أعلم.

    وروي متصلا فيما خرجه الأبنوسي في مشيخته ١١6، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه، فقال:
    أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا الحسن بن خضر، عن أبيه، قال:
    حدثني رجل، عن المبارك بن فضالة، قال: (وذكر قصة) سمعت الحسن، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "إذا كان يوم القيامة قام مناد من عند الله ينادي ليقم الذين أجرهم على الله عز وجل فلا يقوم إلا من عفا". اهـ.
    قلت: فيه عبد الله بن محمد الأنصاري الإصطخري ضعيف وروايته عن أبي خليفة عن قوم مجهولين غير محفوظة.

    وله طريق أخرى فيما أخرجه البيهقي في الشعب [7134]، فقال:
    أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي التَّارِيخِ، أنا أَبُو مَعْشَرٍ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ فَرْوَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي حُمَيْدُ بْنُ فَرْوَةَ، قَالَ: " لَمَّا اسْتَقَرَّتْ لِلْمَأْمُونِ الْخِلافَةُ دَعَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمَهْدِيِّ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ شَكْلَةَ، فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ الْمُؤَلِّبُ عَلَيْنَا يَدَّعِي الْخِلافَةَ؟ ... فَأَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِقَتْلِهِ وَعِنْدَهُ الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، فَقَالَ الْمُبَارَكُ: إِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَأَنَّى فِي أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ حَتَّى أُحَدِّثَهُ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنَ الْحَسَنِ، قَالَ: إِيهِ يَا مُبَارَكُ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، فذكر الحديث بنحوه مرفوعا.
    قلتُ: هذا باطل، لا المأمون ولا إبراهيم بن المهدي أدركا المبارك بن فضالة.

    وله طريق أخرى فيما أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف [4 : 354]، فقال:
    حَدَّثَنِي هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: دَخَلَ الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ بِالْجِسْرِ الأَكْبَرِ، فَقَالَ لَهُ:
    يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ، قَالَ: بَلَغَنَا عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
    " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ حَقٌّ فَلْيَقُمْ، فَمَا يَقُومُ إِلا الْعَافُونَ عَنِ النَّاسِ ".
    فَقَالَ الْمَنْصُورُ: قَدْ عَفَوْتُ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْبَصْرَةَ". اهـ.
    قلتُ: هدبة وإن كان سمع من المبارك لكن يرويه على الحكاية ولم يدرك أبا جعفر المنصور.
    ولعله تلقاه ممن رواه عن المبارك فيما خرجه الخطيب في تاريخه [15 : 275]، فقال:
    أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحُرْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَوَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ:
    وأبو أمية هو عبد الرحمن بن فضالة أخو المبارك.
    فلعل المبارك سمعه من الحسن مرفوعا، وسمع ممن سمع الحسن من قوله.


    وقال المروزي في الورع [265]: وَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:
    قَدْ سَأَلَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْ أَجْعَلَ أَبَا إِسْحَاقَ فِي حِلٍّ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: قَدْ كُنْتُ جَعَلْتُهُ فِي حِلٍّ.
    ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: تَفَكَّرْتُ فِي الْحَدِيثِ " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ: لا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا "، وَذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّعْبِيِّ: " إِنْ تَعْفُ عَنْهُ مَرَّةً، يَكُنْ لَكَ مِنَ الْأَجْرِ مَرَّتَيْنِ ". اهـ.

    وقال ابن أبي الدنيا في الصبر والثواب عليه ١٢٠:
    حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
    " سَبَّ رَجُلٌ رَجُلًا مِنَ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ، فَقَامَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ، وَهُوَ يَتْلُو: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: ٤٣] ".

    قَالَ الْحَسَنُ: «عَقَلَهَا وَاللَّهِ وَفَهَمَهَا إِذْ ضَيَّعَهَا الْجَاهِلُونَ». اهـ.
    والله أعلم.
    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي رد: إذا جئت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة، ونودوا: ليقم من أجره على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فلا يقوم إلَّا من عفا

    جزاكم الله خيرا.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •