تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم،

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم،

    شرح رياض الصالحين-76b
    شرح حديث عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. حفظ

    الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
    قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين فيما نقله في باب أذكار الصباح والمساء فيما نقله عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ما من عبد يقول حين يمسي وحين يصبح بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع ثلاث مرات إلا وقاه الله تعالى شر ذلك اليوم ) وهذه الكلمات كلمات يسيرة لكن فائدتها عظيمة ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) لأن الله سبحانه وتعالى بيده ملكوت السماوات والأرض واسمه مبارك إذا ذكر على الشيء، ولهذا يسن ذكر الله تعالى بالتسمية على الأكل إذا أردت أن تأكل تقول: بسم الله، إذا أردت أن تشرب تقول: بسم الله، إذا أردت أن تأتي أهلك تقول: بسم الله، فالتسمية مشروعة في أماكن كثيرة لكنها على القول الراجح عند الأكل والشرب واجبة، يجب على الإنسان إذا أراد أن يأكل أن يقول: بسم الله، وإذا أراد أن يشرب أن يقول: بسم الله، لأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك، ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر أن من لم يسم الله على أكله شاركه الشيطان في ذلك، فلا تنس أن تقول كل صباح وكل مساء: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، وقوله: ( وهو السميع العليم ) السميع من أسماء الله والعليم من أسماء الله، فالسميع من أسماء الله تعالى ولها معنيان، الأول: السمع الذي هو إدراك كل صوت والله تعالى لا يخفى عليه شيء كل صوت فالله يسمعه مهما بعد ومهما ضعف لما أنزل الله تعالى: (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير )) وهي امرأة جاءت تشتكي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام تقول إن زوجها ظاهر منها يعني قال لها: " أنت عليّ كظهر أمي " وهذا القول يعد في الجاهلية طلاقًا بائنًا مثل الطلاق الثلاثة وهو كذب ومنكر كما قال تعالى: (( وإنهم ليقولون منكرًا من القول وزورًا )) فجاءت تشتكي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فأنزل الله هذه الآية: (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله )) قالت عائشة رضي الله عنها: " الحمدلله الذي وسع سمعه الأصوات والله لقد جاءت المجادلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمه وإني لفي الحجرة ويخفى علي بعض حديثها " والله تعالى فوق سبع سماوات يسمع كلامها، فالله تعالى يسمع كلامك وإن خفي (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون )) فإياك أن تسمع الله عز وجل ما لا يرضاه منك من القول واحرص على أن تسمع الله ما يرضاه منك، ومن معاني السمع السميع أنه سميع الدعاء أي مجيب الدعاء كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (( إن ربي لسميع الدعاء )) أي مجيبه فهو جل وعلا يجيب الدعاء، يجيب دعاء المضطر وإن كان كافرًا، ولهذا يجيب الله تعالى دعاء المضطرين في البحر: (( إذا غشيهم موج كالظلل دعو الله مخلصين له الدين )) فينجيهم، ويجيب جل وعلا دعوة المظلوم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) ويجيب سبحانه وتعالى من تعبد له وحمده وأثنى عليه كما يقول المصلي: " سمع الله لمن حمده " وأما العليم فهو من أسمائه أيضًا، وعلم الله تعالى علم واسع محيط بكل شيء، قال الله تعالى: (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) يعلم ما في الأرحام وهو مفاتح الغيب خمس مذكورة في قوله تعالى: (( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت )) فالله عز وجل عنده مفاتح الغيب ما تسقط من ورقة من شجرة إلا يعلمها إذا سقطت ورقة من شجرة في أبعد الفيافي ولو كانت الورقة الصغيرة فالله يعلمها، وإذا كان يعلم الساقط فهو جل وعلا يعلم الحادث الذي يخلقه فكل شيء فالله به عليم.



    https://alathar.net/home/esound/inde...vi&coid=214672

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم،



    446 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ
    عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ " (1) .

    (1) إسناده حسن، عبيد بن أبي قرة قال ابن معين: ما به بأس، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وهو مترجم في " تعجيل المنفعة " و" تاريخ بغداد " 11 / 95 - 97، و" لسان الميزان " 4 / 122 - 123، وابن أبي الزناد - وهو عبد الرحمن - صدوق حسن الحديث، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
    وأخرجه الطيالسي (79) ، ومن طريقه البخاري في " الأدب المفرد " (660) ، وابن ماجه (3869) ، والترمذي (3388) ، والنسائي في " اليوم والليلة " (346) ، وأخرجه النسائي (347) من طريق يزيد بن فراس، وأخرجه الحاكم 1 / 514 من طريق عبد الله بن مسلمة (وقد تحرف في المطبوع منه إلى: عبد الله بن سلمة) ، ثلاثتهم (الطيالسي ويزيد وعبد الله) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وسيأتي برقم (474) و (528) .
    قال الدارقطني في " العلل " 3 / 9 عن هذا الطريق بعد أن ذكر الخلاف في طرق هذا الحديث كما سيأتي في رقم (528) : هذا متصل، وهو أحسنها إسناداً.
    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم،

    474 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ (1) ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ:
    سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي أَوَّلِ يَوْمِهِ، أَوْ فِي أَوَّلِ لَيْلَتِهِ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَوْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ " (2) .

    __________
    (1) تصحف في (م) إلى: شريح.
    (2) إسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد واسمه عبد الرحمن. وقد تقدم برقم (446) .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم،

    • 528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ
    عَنْ عُثْمَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى اللَّيْلِ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ إِنْ شَاءَ اللهُ(1)

    .(1) حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مودود - واسمه عبد العزيز بن أبي سليمان المدني قاص أهل المدينة - فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ووثقه أحمد وابن معين وأبو داود وابن المديني وابن نمير، وذكره ابنُ حبان في " الثقات "، وأخطأ الحافظ في " التقريب " خطأ مبيناً فقال في حقه: مقبول، وهي لفظة يطلقها على الذي لا يقبل حديثه إلا في المتابعات والشواهد. محمد بن كعب: هو القُرظي.

    وأخرجه أبو داود (5089) ، والبزار (357) ، والنسائي في " اليوم والليلة " (15) ، والطحاوي في " مشكل الآثار " 4 / 171، وابن حبان (852) و (862) ، وابن السني في " اليوم والليلة " (44) ، والبغوي (1326) من طرق عن أبي ضمرة أنس بن عياض، بهذا الإسناد.
    وأخرجه ابن أبي شيبة 10 / 238 عن زيد بن الحباب، وأبو داود (5088) عن عبد الله بن مسلمة، كلاهما عن أبي مَودود، عمن سمع أبان، عن أبان، به.
    وأخرجه النسائيُّ في " اليوم والليلة " (16) عن محمد بن علي، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو نعيم في " الحلية " 9 / 42 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن أبي مودود، عن رجل، عمن سمع أبان بن عثمان، عن أبان، به.
    قال الدارقطني في " العلل " 3 / 8: وهذا القولُ - يعني الأخير - هو المضبوطُ عن أبي مودود، ومن قال فيه: عن محمد بن كعب القرظي فقد وهم. وانظر ما تقدم برقم (446) .

    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل

    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم،

    1456 - وعن عبد الله بن خبيب بضم الخاء المعجمة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .
    1457 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شيء رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .


    هذان الحديثان في بيان أذكار الصباح والمساء ذكرهما النووي رحمه الله في كتابه ( رياض الصالحين ) الأول حديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ قل هو الله أحد و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } في الصباح والمساء ثلاث مرات وبين أن هذا يكفيه كل شيء .
    أما السورة الأولى فهي سورة الإخلاص { قل هو الله أحد } التي أخلصها الله تعالى لنفسه فلم يذكر فيها شيئا إلا يتعلق بنفسه جل وعلا ما فيها ذكر لأحكام الطهارة أو الصلاة أو البيع أو غير ذلك كلها مخلصة لله عز وجل ثم الذي يقرأها يكمل إخلاصه لله تعالى فهي مخلصة ومخلصة تخلص قارئها من الشرك وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن ولكنها لا تجزئ عنه تعدله ولا تجزئ عنه الشيء قد يكون عديلا للشيء ولكن لا تجزئ عنه ألم تروا أن الإنسان إذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل ومع ذلك لا يجزئ عن عتق رقبة ففرق بين المعادلة في الأجر وبين الإجزاء في الكفارة ولهذا لو قرأ الإنسان { قل هو الله أحد } في الصلاة ثلاث مرات ما أجزأت عن الفاتحة مع أنه لو قرأها ثلاث مرات كأنما قرأ القرآن كله لأنها تعدل ثلث القرآن .
    وأما { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } فهما السورتان اللتان نزلتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سحره الخبيث لبيد بن الأعصم اليهودي فأنزل الله هاتين السورتين فرقاه بهما جبريل فأحل الله عنه السحر قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تعوذ متعوذ بمثلهما تستعيذ { برب الفلق } فالفلق فلق الإصباح وهو فالق الحب والنوى جل وعلا { من شر ما خلق } كل ما خلق { ومن شر غاسق إذا وقب } يعني الليل إذا دخل لأن الليل تكثر فيه الهوام والوحوش وغير ذلك فتستعيذ بالله من شر غاسق إذا وقب { ومن شر النفاثات في العقد } أي الساحرات اللاتي يعقدن عقد السحر وينفثن فيها بالطلاسم والتعوذات والاعتصام بالشياطين والاستعانة بهم والعياذ بالله { ومن شر حاسد إذا حسد } هو العائن يصيب بعينه لأن الساحر يؤثر والعائن يؤثر فأمرت أن تستعيذ { برب الفلق } جل وعلا { من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد } وتأمل تناسب هذه الآيات الثلاثة { ومن شر غاسق إذا وقب } الليل لأن البلاء يكون فيه خفيا والسحر كذلك خفي والعين كذلك خفية فنستعيذ برب الفلق الذي يفلق الإصباح حتى يتبين ويفلق النوى حتى يظهر ويبرز فهذه من مناسبة المقسم به والمقسم عليه .
    أما { قل أعوذ برب الناس } فهي السورة الأخرى أيضا التي بها الاستعاذة بالله عز وجل { قل أعوذ برب الناس ملك الناس } فهو الرب الملك ذو السلطان الأعظم الذي لا يمانعه شيء ولا مبدل لكلماته جل وعلا { ملك الناس إله الناس } أي معبودهم الذي يعبد بحق فلا معبود حق إلا الله عز وجل { من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس } هذه وساوس الصدور التي يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم وما أكثر ما يلقي الشيطان في هذا العصر من الوساوس العظيمة التي تقلق الإنسان وسبحان الله العظيم الدنيا اسم على مسمى دنيئة لا تتم من وجه إلا نقصت من وجوه ترفنا في هذه الأيام في هذا العهد لا يوجد نظير فيما سبق النعم متوافرة والأموال والبنون وكل شيء والترف الجسدي ظاهر لكن كثرت في الناس الآن كثرة الوساوس والأمراض النفسية والبلاء حتى لا تتم الدنيا فيركن الإنسان إليها لأن الدنيا لو تمت من كل وجه أنست الآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم والله عز وجل إذا فتح الدنيا من جانب صار صفوها كدرا من جانب آخر أو من جوانب أخرى والشاعر الجاهلي يقول
    فيوم علينا ويوم لنا ...
    ويوم نساء ويوم نسر
    فالحاصل أن هذه السورة فيها الاستعاذة من الوسواس والوسواس يقع في الإنسان أحيانا في أصول الدين وفي ذات الرب وفي القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يوسوس الإنسان في أشياء يحب أن يكون فحمة ولا يتكلم بها وسواس أيضا في الطهارة بعض الناس يصاب بالوسواس والعياذ بالله يدخل الحمام للوضوء الذي لا يستغرق خمس دقائق يبق خمس ساعات نسأل الله العافية وفي الصلاة تجده يكرر تكبيرة الإحرام يكرر الكاف عشرين مرة الله أكبر وربما يعجز حتى إن بعضهم يقول إني ما أستطيع أن أصلي إطلاقا فيؤدي به الوسواس إلى ترك الصلاة يقع الوسواس في معاملة الأهل حتى إن بعضهم يخيل إليه أن أهله وضعوا له سحرا في أكله وشربه فيأكل من المطاعم وحتى إن الرجل ليتكلم لأهله فيقول يا أم فلان ( زوجته ) فيقول له الشيطان طلقتها وينكد عليه الحال حتى إن بعضهم إذا فتح المصحف ليقرأ كلما قلب ورقة خيل له الشيطان أنه قال لامرأته طالق فترك قراءة القرآن فالوساوس عظيمة لكن طردها سهل جدا بينه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه الله جوامع الكلم وفواتح الكلم وخواتم الكلم حين شكي إليه هذا الأمر فقال صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينته كلمتان يستعذ بالله يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولكن يقولها بصدق وإخلاص وأنه ملتجأ إلى الله حقا لا مفر له من الله إلا إليه ولينتهي يعرض عن هذا ويقول لنفسه لماذا أتوضأ وأصلي ألست أرجو الله وأخافه فينتهي عن هذا ويعرض إطلاقا إذا استعمل هذا وإن كان سوف يكبس على نفسه وسوف يتعلم وسوف يتعذب لكن هذا في أول الأمر ثم بعد ذلك يزول بالكلية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى قال فليستعذ ولينته { قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس } هذه الجمل الثلاثة الآيات الثلاث يمكن أن يقال إنها استوعبت أقسام التوحيد { رب الناس } توحيد الربوبية { ملك الناس } الأسماء والصفات لأن الملك لا يستحق أن يكون ملكا إلا بتمام أسمائه وصفاته { إله الناس } الألوهية { من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس } .
    قال العلماء الخناس هو الذي يخنس عند ذكر الله ولهذا جاء في الحديث إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان الغيلان هي الأوهام والخيالات التي تعرض للإنسان في سفره ولاسيما في الأسفار الأولى على الإبل أو الإنسان الذي يسافر وحده فتتهول له الشياطين تتلون بألوان مزعجة مثل أسد ذئب ضبع شياطين جن إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان يعني قولوا ( الله أكبر ) فتتلاشى لأن الشيطان يخنس عند ذكر الله عز وجل { من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس } يعني هذا الوسواس يكون من الجنة ويكون من الناس الجنة هي الجن والمراد بهم الشياطين توسوس في الصدور والناس أيضا شياطين بني آدم وما أكثر الشياطين في زماننا وقبل زماننا وإلى يوم القيامة { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين } الآية كذلك لأتباع الأنبياء أعداء من الشياطين يأتون إلى الناس يوسوسون هذا كذا وهذا كذا ربما يوسوسون على السذج من العوام سواء في مذاهب باطلة وملل كاذبة أو غير ذلك المهم عندهم وسواس شياطين الإنس أحذرهم أحذر شياطين الإنس الذين يوسوسون لك في أمور يزينونها في نفسك وهي فاسدة .
    فالمهم أن هذه السور الثلاث ينبغي للإنسان أن يقرأها كل صباح وكل مساء لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها والله الموفق .
    الكتاب : شرح رياض الصالحين
    المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •