3945 - ( العلم علمان : فعلم ثابت في القلب ؛ فذاك العلم النافع ، وعلم في اللسان ؛ فذاك حجة الله على عباده ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
منكر مرفوعاً
أخرجه إسماعيل الصفار أبو علي في "حديثه" (ق 12/ 2) ، وابن بشران في "الأمالي" (22/ 61/ 2) ، وأبو عبد الرحمن السلمي في "الأربعين الصوفية" (4/ 1) ، والديلمي (2/ 305) عن عبد السلام بن صالح ، عن يوسف ابن عطية ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : عبد السلام بن صالح - وهو أبو الصلت الهروي - ؛ قال الحافظ :
"صدوق ، له مناكير ، وكان يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال : كذاب" .
ويوسف بن عطية ؛ متروك .
ثم رأيت في مسودتي ؛ أن الحافظ ابن رجب قال :
"هذا لا يثبت مرفوعاً ، وأبو الصلت الهروي متروك ، ويوسف بن عطية ضعيف ، ولكن هذا كلام الحسن رضي الله عنه ، روي عنه من غير وجه" .
قلت : أخرجه الدارمي (1/ 102) عن فضيل بن عياض ، والمروزي في "زوائد الزهد" (1161) عن عباد بن العوام ؛ كلاهما ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به . وكذا رواه الصفار وابن بشران .
قلت : وهذا مرسل صحيح الإسناد .
وخالفهما يحيى بن يمان فقال : عن هشام ، عن الحسن ، عن جابر مرفوعاً . فوصله بذكر جابر فيه .
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 346) .
ووصله ضعيف لا يصح ؛ لأن ابن يمان يخطىء كثيراً ، وكان قد تغير ؛ كما قال الحافظ ، ولا أدل على خطئه من مخالفته للثقتين المذكورين ؛ فضيل بن عياض وعباد بن العوام اللذين أرسلاه ، وهو وصله !
وقد تابعهما على إرساله : أبو معاوية ، عن الحسن به .
أخرجه ابن عبد البر (1/ 190) .
فثبت يقيناً أن وصل ابن اليمان إياه خطأ ، فقول المنذري في "الترغيب" (1/ 61) :
"إسناده حسن" غير حسن ، وكذا قول العراقي في "تخريجه" (1/ 52) :
"إسناده جيد" غير جيد .
وقد رواه الدارمي أيضاً : أخبرنا مكي بن إبراهيم : حدثنا هشام ، عن الحسن قال : ... فذكره موقوفاً عليه . وكذلك رواه أبو الحسن بن الصلت (2/ 1) موقوفاً .
ولعله أصح ، وهو الذي رجحه الحافظ ابن رجب كما تقدم ، والله أعلم .