تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من لا يرحم لا يرحم ومن لا يغفر لا يغفر له

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,705

    افتراضي من لا يرحم لا يرحم ومن لا يغفر لا يغفر له

    483 - " من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له، ومن لا يتب لا يتب عليه ".
    قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها

    أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1 / 180 / 1) وأبو الحسن الحربي في
    " الفوائد المنتقاة " (3 / 155 / 1) عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء حدثني
    أبي أنبأنا المفضل بن صدقة أبو حماد الكوفي عن زياد (بن علاقة) قال سمعت
    جريرا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
    قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات غير المفضل بن صدقة فهو مختلف فيه
    فقال ابن معين: ليس بشيء.
    وقال أبو حاتم: ليس بقوى يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
    وقال النسائي: متروك.
    وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأسا، وكان أحمد بن محمد بن شعيب يثني
    عليه ثناء تاما.
    وقال الأهوازي: كان عطاء بن مسلم يوثقه.
    وقال البغوي: صالح الحديث.
    قلت: فمثله يستشهد به إن شاء الله تعالى، وقد تابعه ثلاثة:
    الأول: قيس بن الربيع عن زياد بن علاقة به. أخرجه الطبراني.
    وقيس هذا ضعيف أيضا لسوء حفظه فيستشهد به.
    الثاني: سليمان بن أرقم عن زياد بن علاقة به دون الجملة الثالثة.
    أخرجه أحمد (4 / 365) . وسليمان أيضا ضعيف كسابقيه.
    الثالث: الوليد بن أبي ثور عن زياد به كالذي قبله. أخرجه الطبراني.
    والوليد ضعيف أيضا،لكن اجتماع هؤلاء الأربعة على روايته عن زياد مما يدل
    على صحة الحديث، لأنهم غير متهمين في صدقهم، وليس فيهم من كان يسرق الحديث،
    فيبعد عادة أن يتفقوا على الخطأ. والله أعلم.
    والجملة الأولى من الحديث أخرجها الشيخان في " صحيحيهما " وأحمد والطبراني
    وغيرهم من طرق عن جرير. وقد خرجته في " مشكلة الفقر " (108) .
    والجملة الثانية يشهد لها الحديث الذي قبله.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,705

    افتراضي رد: من لا يرحم لا يرحم ومن لا يغفر لا يغفر له


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,705

    افتراضي رد: من لا يرحم لا يرحم ومن لا يغفر لا يغفر له

    مَن لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ ، ومَن لا يَغْفِرْ لا يُغْفَرْ له ، ومَن لا يَتُبْ لا يُتَبْ عليه
    الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
    الصفحة أو الرقم: 6600 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


    أقرَبُ النَّاسِ مِن رَحمْةِ اللهِ تَعالى أرحمُهُم بخَلقِهِ، وهي منَ الأسْبابِ التي تُنالُ بها رَحْمةُ اللهِ سُبحانَهُ، ويَتوبُ اللهُ على مَن تابَ، ويَغفِرُ له الذَّنبَ؛ فإنَّه سُبحانَه وتَعالى واسِعُ الرَّحْمةِ.
    وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن لا يَرحَمْ" فلا يَتعطَّفْ على غيرِه، ولا يَرأَفْ بهم، إنْسانًا كان أو حَيَوانًا، "لا يُرحَمْ"، فلا يَستحِقَّ أنْ يَرحَمَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ، والظَّاهِرُ أنَّه إخْبارٌ بأنَّه لا يَرحَمُهُ اللهُ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ دُعاءً، والمَعْنى: أنَّه لا يَكونُ مِن الفائِزينَ بالرَّحْمةِ الكامِلةِ، والسَّابِقينَ إلى دارِ الرَّحْمةِ، وإلَّا فرحْمتُهُ وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ، والرَّحْمةُ نَوْعانِ:
    رَحْمةٌ غَريزيَّةٌ، وقد جبَلَ اللهُ بَعضَ العِبادِ عليها، وجعَلَ في قُلوبِهِم الرَّأْفةَ والحَنانَ والرَّحْمةَ على الخَلْقِ؛ ففَعَلوا بمُقتَضى هذه الرَّحْمةِ ما يَقدِرونَ عليه من نَفْعِهِم بحَسَبِ استِطاعَتِهِم؛ فهُم مَحْمودونَ مُثابونَ على ما قاموا به، مَعْذرونَ على ما عَجَزوا عنه. ورَحْمةٌ مُكتَسبَةٌ بسُلوكِ كُلِّ طريقٍ ووَسيلةٍ تَجعَلُ القَلبَ على هذا الوَصفِ، وهذا مِن أجَلِّ مَكارِمِ الأخْلاقِ وأكمَلِها، وعلى العَبدِ أنْ يُجاهِدَ نفسَهُ على الاتِّصافِ به، وهذه الرَّحْمةُ التي في القُلوبِ تَظهَرُ آثارُها على الجَوارِحِ واللِّسانِ في السَّعيِ في إيصالِ الخَيرِ والمَنافِعِ إلى النَّاسِ، وإزالةِ الأضْرارِ والمَكارِهِ عنهم، "ومَن لا يَغفِرْ" لِغَيرِهِ زلَّاتِهِ وخُصوماتِهِ، "لا يُغفَرْ له" فلا يَستحِقَّ أنْ يَغفِرَ اللهُ عزَّ وجلَّ ذَنْبَهُ، "ومَن لا يَتُبْ" ومَن لا يَتطلَّبِ التَّوبةَ مِن ذَنْبِهِ الذي اقترَفَهُ، "لا يُتَبْ عليه"، فلا يَستحِقَّ أنْ يَغفِرَ اللهُ له، وأنْ يَتوبَ عليه، فإنَّ اللهَ يُحِبُّ التوَّابينَ، ويَقبَلُ توبةَ التَّائِبينَ.
    ودلَّ هذا الحَديثُ بلَفظِهِ وبمَنْطوقِهِ على أنَّ مَن لم يكُنْ رحيمًا لا يَرحَمْهُ اللهُ، وأنَّ عَلامةَ وُجودِ الرَّحْمةِ في القَلبِ أنْ تكونَ مُحِبًّا لِوُصولِ الخَيرِ لكُلِّ الخَلْقِ وللمُؤمِنينَ خُصوصًا، وأنْ تَكرَهَ حُصولَ الشَّرِّ والضَّرَرِ عليهم، ومَن لا يَغفِرْ للنَّاسِ لا يَغفِرِ اللهُ له، ودَلَّ بعَكسِ مَفْهومِهِ أنَّ مَن كان رحيمًا يَرحَمْه اللهُ، ومَن يَغفِرْ للنَّاسِ ويَصفَحْ عنهم يَغفِرِ اللهُ له، ومَن يَستغفِرْ ويَرجِعْ إلى اللهِ؛ فإنَّ اللهَ يَتوبُ عليه.
    وفي الحَديثِ: الحَثُّ على الرَّحْمةِ مع المَخْلوقاتِ.
    وفيه: أنَّ كَمالَ الرَّحْمةِ أنْ تَتَعامَلَ مع الخَلْقِ بما يُمليهِ عليك دِينُكَ.
    وفيه: أنَّ كاشِفَ وُجودِ الرَّحْمةِ في القَلبِ هو إرادةُ الخَيرِ للخَلْقِ.
    وفيه: الحَثُّ على العَفْوِ والمَغفِرةِ مع مَن أساءَ.
    وفيه: الحثُّ على التَّوْبةِ والرُّجوعِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ( ).

    الدرر السنية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •