بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اما بعد :
كثر الكلام والاخذ والرّد على تصحيح وتخطئة مواقيت الصلاة لدى الفلكيين خصوصاً في وقت طلوع الفجر مما جعل الكثير في حيرة وانا منهم .
ولكن بعد التتبع والاستقراء في قراءة وسماع الحجج والأدلة من الطرفين وبعد ان قمت بالرّصد عدة مرات بنفسي وبرفقة بعض الاقارب و الاصدقاء وذلك لقطع الشك باليقين تبيّن لي خطأ مواقيت الصلاة في طلوع الفجر ومنها توقيت ام القرى ، ولم اقصد بهذه الرسالة تأييد وإدلاء بشهادة جديدة على خطأ مواقيت الفلكيين لطلوع الفجر فحسب بل ولبيان الفجر الخاطئ الذي يرصده الفلكيين وانه ليس الفجر الكاذب كما يعتقد بعض الناس ولا الفجر البيّن ، ومناقشة العوامل التي يعود لها السبب في وقوعهم بهذا الخطأ .
وقبل أن انقل نتائج رصدي للفجر الصادق أبين ماهو الفجر الذي يرصده الفلكيين ؟
يرصد الفلكيين (( بدايات ظاهرة )) الفجر الصادق وهي أول تباشير لظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود قبل التبيّن والفجر الذي عُلّق عليه الحكم في قوله تعالى : (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) له تدرج فهو يبتدئ بالظهور شيئاً فشيئاً إلى أن يصل مرحلة التبيّن التي بني عليها الحكم لذا الفلكيين يرصدون (( بدايات ظاهرة )) الفجر الصادق قبل أن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود وكأن الله علّق الحكم في بدايات الظهور وليس في التبيّن ، والله سبحانه وتعالى لم يقل في كتابه كلوا واشربوا حتى يظهر لكم الخيط ولم يقل حتى تتبينوا (بمعنى انه غير واضح ويحتاج تحقق) وكذلك لم يقل حتى يبين بل قال حتى يتبيّن . لذا كانت هذه هي المشكلة المعضلة التي جعلت أصحاب الحل والعقد لايتقبلون انتقادات من انتقد توقيت الفلكيين ، وذلك لأن الفلكيين عندما يصفون الفجر الذي يرصدونه بأنه ليس الفجر الكاذب الذي على شكل هرم وإنما هو فجراً يمتد ضوءة على الأفق فيكون حينها وصفهم مشابهاً لصورة الفجر البيّن ومقنع لمن لا يعرف شروطهم عند الرصد ، حيث في شروطهم للرصد دليلاً على انهم يرصدون (( بدايات ظاهرة )) الفجر قبل التبيّن وسيأتي الحديث عنها ومناقشتها .
وبالمناسبة الفلكيين لديهم تفريق بين ظاهرة الفجر الكاذب والفجر الصادق فلكياً حيث ذكر الدكتور محمد شوكت عودة في محاضرة له عن المواقيت يصف فيها الفرق بينهما فلكياً وهذا نص كلامه ( الفجر الكاذب ناتج عن إنعكاس لأشعة الشمس على الحبيبات الغبارية التي تسبح في الفضاء مابين الشمس وخلف مدار المريخ تقريباً . اي في الفضاء مابين الشمس وحتى مابعد المريخ بقليل توجد حبيبات ترابية وغبارية تسبح في الفضاء هذه الحبيبات تعكس أشعة الشمس كما يعكسها القمر هذا الإنعكاس هو الذي يسبب لنا ظهور إضاءة باهتة على شكل هرم قاعدته الأفق تقريباً ورأسه إلى أعلى ، أما الفجر الصادق فهو ناتج عن ظاهرة مختلفة تماماً ، هو ناتج عن إنعكاس وتشتت لأشعة الشمس في غلافنا الجوي . هذا الإنتشار هو الذي يسبب لنا إضاءة الفجر الصادق)انتهى كلامه .
رابط التفريغ النصي لمحاضرة الدكتور محمد شوكت عودة كاملة وفيها ذكر شروط الرصد لطلوع الفجر : http://ia902707.us.archive.org/8/ite...blems_2010.pdf
إذاً تبيّن لنا مما سبق ان الفلكيين يفرقون بين ظاهرة الفجر الكاذب والفجر الصادق ولكن رصدهم معلّق على اول بدايات وتباشير لطلوع الفجر الصادق قبل أن يصل إلى مرحلة التبيّن .
والدليل على ذلك في شروطهم للرصد وسأنقلها لكم مختصرة مع التعليق على كل شرط .
الشروط عددها ست شروط وهي مرتبه حسب التلي :
١- الاتفاق أولا على ماهية الظاهرة المرصودة ، فهل ما نريد رصده هو الغلس أم الأسفار وماهي هيئته ولونه والجهة التي يظهر فيها.
التعليق على هذا الشرط :
أولا الذي نريد رصده هو تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر لا الغلس ولا الإسفار
اما الغلس فليس له مكان في الحكم لرصد الفجر حيث هو ظاهرة متواجدة بين الناس لابجهة الشروق والتي هي المكان المقصود للرصد ثم ان الاحاديث الواردة في ذكر الغلس ومنها حديث عائشةَ رضي الله عنها، قالت: ((كُنَّ نِساءُ المؤمناتِ يَشهدْنَ مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاةَ الفجرِ متلفِّعاتٍ بمُروطِهنَّ، ثم يَنقلِبْنَ إلى بيوتهنَّ حين يَقضِينَ الصَّلاةَ، لا يعرفهنَّ أحدٌ من الغَلَسِ)) رواه البخاري ومسلم.
متلفعات أي ملتحفات ومتجللات
بمروطهن المروط هي الكسوة التي لم تخاط بمعنى قطعة قماش وهي بمثابة الجلال عند النساء.
وكذلك عن عائشة رضي الله عنها قالت (أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبحَ بغلَسٍ، فينصرفن نساءُ المؤمنين، لا يُعرفْن من الغَلَسِ، أو لا يعرفْن بعضُهن بعضًا). رواه البخاري
مثل هذه الاوصاف التي ذكرت في الحديث لاتعتبرهي الظاهرة التي علق عليها الفجر الصادق وانما هي قرائن تساعد على تحري الفجر الصادق ولكن قبل الاستفادة من هذه القرائن لابد من تحليلها تحليلاً صحيحاً حيث هذه الاحاديث محمولة على عوامل ومؤثرات منها ان المدينة المنورة ارضها ذات حجارة سوداء تمتص الإضاءة ومحاطة بالجبال من كل الجهات وقد يكون ظل الجبال ممتداً عند طلوع الفجر فيكون له تأثير في طول مدة الغلس اضف الى ذلك ان ظاهر الاحاديث مبني على وصف عدم معرفة النساء بعضهن بعضا بعد الخروج من المسجد والافتراق بحيث ابتعدن النساء عن بعضهن ومن الإحتمالات أن ظل المروط على وجوه النساء عندما يتلفعن به يحجب الرؤية اضف الى ذلك وجود الغلس مع الظل فلهاذا السبب لايعرفن النساء بعضهن بعضا ولهذا لم يرد ذلك في عدم معرفة الرجال بعضهم بعضا ، فعن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتاه سائلٌ يَسألُه عن مواقيتِ الصَّلاةِ، فلم يَرُدَّ عليه شيئًا، قال: فأقامَ الفجرَ حين انشقَّ الفجرُ، والناس لا يَكادُ يَعرِف بعضُهم بعضًا... ثم أخَّرَ الفجرَ من الغدِ حتى انصرفَ منها والقائلُ يقول: قد طلعتِ الشمسُ، أو كادتْ... ثم أصبح فدعَا السائلَ، فقال: ((الوقتُ بين هَذينِ)) . رواه مسلم .
ولاشك ان قوله لايكاد يعرف بعضهم بعضا دليل على إمكانية المعرفة ولكن بصعوبه مع الاخذ بالاعتبار ان هذا الوصف عند إقامة صلاة الفجر وليس عند الإنصراف منها وسياق الحديث ان هذا في اول الوقت لصلاة الفجر ، فهذا الحديث يبيّن ان حديث عائشة في كون النساء لايعرفن بعضهن بعضا ليس سببه الغلس وحده وانما السبب يعود في إجتماع العوامل والمؤثرات التي سبق ذكرها آنفاً .
وابلغ من هذا مارواه البخاري في صحيحه : دخلتُ أنا وأبي على أبي برزةَ الأسلميّ، فقال له أبي : كيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصلي المكتوبةَ ؟ فقال : كان يصلي الهجيرَ، التي تدعونها الأولى، حين تدحضُ الشمسُ، ويصلي العصرَ، ثم يرجع أحدُنا إلى رَحلهِ في أقصى المدينةِ، والشمسُ حيَّةٌ، ونسيتُ ما قال في المغربِ، وكان يستحب أن يؤخرَ العشاءَ، التي ندعونها العتَمة، وكان يكره النومَ قبلها والحديثَ بعدها، وكان ينفتِل من صلاة الغداةِ حين يعرف الرجلُ جليسَه، ويقرأ بالستين إلى المائةِ .
ولا شك ان في قوله ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه صريح في وصف معرفة الرجال بعضهم بعضا مع العلم ان سياق وصف الصلوات في اول الوقت ماعدا صلاة العشاء التي قال عنها وكان يستحب ان يؤخر العشاء.
وهذا الوصف له عدة محامل منها ان هذا في وصف معرفة الجليس بخلاف الاحاديث السابقة والتي توحي بالحديث عمن يمشون منصرفين من الصلاة ومن المحامل ان الغلس يطول ويقصر حسب فصول السنة، فكان هذا الوصف في فصل تقصر فيه مدة الغلس لكن الإحتمالات على احاديث عائشة اكثر عدداً ووضوحاً واقرب للمنطق .
إذن كيف نترك الظاهرة التي علّق عليها الحكم وهي تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم نذهب الى ظاهرة لها عدة محامل ولم يعلق عليها الحكم ونجعلها اداة لتحريف تفسير معنى تبين الخيط الأبيض من الخيط الاسود من الفجر .
٢- التفريق بين الفجر الصادق (الشفق الفلكي) والفجر الكاذب (الضوء البرجي).
التعليق على هذا الشرط ..
ليست مشكلة الفلكيين في عدم التفريق بين ظاهرة الفجر الصادق الذي يمتد نوره على الأفق وظاهرة الفجرالكاذب الذي يمتد نوره طولا كذنب السرحان ولكن مشكلة الفلكيين عدم التفريق بين ظاهرة الفجر الصادق وظاهرة الفجر الصادق بعد التبيّن نعم هنا مشكلتهم لم يفرقوا بين ظاهرة الفجر الصادق في بدايات ظهوره وبين نفس الظاهرة عندما تتبيّن ، فالذي يجب ان نرصده هو تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر لا بدايات ظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود فهناك فرق بين الظهور والتبيّن .
٣- الرصد في ليالي غير مقمرة اثنا الرصد مهما كان طور القمر وجهته.
التعليق على هذا الشرط .
هذا الشرط من اعجب العجائب كيف يكون عدم وجود القمر مَهْما كان طوره وجهته شرطاً لرصد فجراً قال عنه الله عز وجل حتى يتبيّن ولم يقل حتى يظهر بل ولم يقل حتى يبين بل قال حتى يتبيّن فتأمل .
ثم هل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يوصي الصحابه رضي الله عنهم بهذه الشروط ؟ ! وكيف يتم معرفة طلوع الفجر في الأيام المقمرة في زمانهم !!؟
هذا الشرط من التنطع وما انزل الله به من سلطان ثم ان نتائج رصدي في الليلة المقمرة للفجر الصادق بعد أن يتبيّن لايكاد يوجد فرق بينها وبين الليالي الغير مقمرة وهذا ان يدل على ان الفجر البيّن ليس من السهل ان تؤثر عليه المؤثرات فهو فجراً بيّن يصعب ان يجاريه شيء من الظواهر الفلكية الأخرى فله من اسمه نصيب .
لذا درجة التبيّن التي لا تختلف سواء كان القمر موجود اثناء الرصد او لم يكن موجود هي درجة التبيّن الحقيقية التي يجب الاعتماد عليها مثل درجة ١٤.٣٤° وهي الدرجة التي تبين لي فيها الفجر مع وجود القمر .
٤- الرصد بمكان مظلم بكل معني الكلمة بعيدا عن اي مصدر لاضاءة.
التعليق على هذا الشرط
هذا الشرط نوافقهم عليه لان إضاءة المدن والقرى لها تأثير ظاهر يتفق عليه الراصدون والدليل فرق النتائج بين الرصد داخل المدن او بجوارها وبين خارج المدن وبعيداً عن اضائتها .
٥- عدم استخدام أي نوع من أنواع الإضاءة أثناء الرصد مثل المصباح اليدوي أو ضوء ساعة اليد أو حتى ضوء السجارة.
التعليق على هذا الشرط .
هذا الشرط اعجب من الشرط السابق رقم (٣) وهذا من التنطع الذي ما انزل الله به من سلطان كيف نرصد فجراً قد تبيّن ثم تمنعنا من رؤيته اضاءة ساعة اليد او السيجارة ؟!
وهل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يأمر من أراد أن يرصد بأن لايشعل النار او المصابيح من السرج قبل الرصد بوقت لاجل ان يشاهد الفجر الصادق بعد ان يتبيّن ؟! ومن المعلوم أن الناس يحتاجون لإشعال النار إما للطهي أو للتدفئة ؟؟.
وحقيقة الفجر البيّن لاتؤثر فيه هذه المؤثرات الواهية ولكنها تؤثر على الفجر الذي يرصدونه وهو بداية تباشير ظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود قبل ان يتبيّن ولكن بعد ان يتبيّن فإن الفجر يفرض تبيّنه على هذه المؤثرات الواهية التنطعية .
مع العلم انهم يبررون هذه الشروط في ان سبب اشتراطها هو تلوث الفضاء ولكن هذه مبالغة اثبت الواقع عدم صحتها إذا كنا بعيدين عن المدن ، ومما يدل على ذلك ان ترائي الهلال عند دخول شهر جديد اصعاب بمراحل واحرى ان تمنع رؤيته ظاهرة التلوث البيئي اكثر من تبيّن الفجر ولكن مع ذلك لازال الناس يرون الهلال .
٦- الرصد من مكان مكشوف الأفق فلا يصلح الرصد من مكان أفقه مغطى بالمرتفعات أو الجبال إذ أن أول إضاءة الفجر تظهر على الأفق .
التعليق على هذا الشرط .
أولا رصدنا ولله الحمد تحقق فيه هذا الشرط ولكن مع هذا نحتاج مراجعة العلماء في صحّة هذا الشرط بحيث هل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يأمر بصعود قمم جبال المدينة المنورة لرصد طلوع الفجر وكذلك غروب الشمس مع العلم ان المدينة المنورة تحيط بها الجبال من كل الجهات ؟! ام ان الموضوع اخذ ببساطة وعدم تكلّف ؟؟ أوجه هذا السؤال لأهل العلم حفظهم الله ؟ .
خلاصة ماسبق
1- لاعبرة بظاهرة الفجر الكاذب ولا يتعلق بها أي حكم شرعي .
2- لاعبرة في بدايات ((ظهور)) الخيط الأبيض من الخيط الأسود والذي تمنع من رؤيته المؤثرات االضعيفه نسبةً للفجر البيّن مثل وجود القمر واضاءة ساعة اليد واشعال النار وغيرها من المؤثرات الواهية .
3- ان العبرة ((بتبيّن)) الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر وتعليق الحكم على هذه الظاهرة فقط دون غيرها .
4- ان الفلكيون والمخالفون لهم يرصدون نفس الظاهرة غير ان الفلكيون يرصدون بداية ظهورها قبل ان تتبيّن والمخالفون يرصدون نفس الظاهرة ولكن بعد ان تتبيّن .
اما الآن فسأذكر نتائج رصدي والتي تحرّيت فيها الموقع المظلم الظلام الدامس بعيداً عن المدن والقرى مع الاخذ بالإعتبار صفاء الجو وقد ذكرت فيها تاريخ الرصد مع الموقع والإحداثية ، علماً انه يوجد لدي اكثر من رصد ولكن لم اقم بتوثيقه .
الرصد الأول :
يقع شرق جنوب عرق الهامل قرب شعيب ابومراكي .
تاريخ الرصد : 3/10/1430هـ
إحداثية الموقع :
N27.47.207
E44.14.566
نتيجة الرصد :
تبيّنت رؤية الفجر الصادق الساعة 4.48 عند الدرجة 14.84°
في حين ان توقيت ام القرى للفجر في نفس الموقع الساعة 4.32
الفرق بين توقيت أم القرى وبين رصدي 16 دقيقة
الرصد الثاني :
يقع غرب خشم نفود ام انقي بجوار شعيب احسيكان التابع لوادي الحسكي .
تاريخ الرصد : 4/10/1432هـ
إحداثية الموقع :
N28.06.006
E44.05.045
نتيجة الرصد :
بما ان الرصد هذه المرة كان بمجموعة مكونة من خمسة اشخاص لذا سأذكر نتيجة اول راصد وآخر راصد .
اول راصد تبيّن له الفجر الصادق الساعة 4.36 عند الدرجة 15°
آخر راصد تبيّن له الفجر الصادق الساعة 4.39 عند الدرجة 14.47°
في حين ان توقيت ام القرى للفجر في نفس الموقع الساعة 4.21
الفرق بين توقيت ام القرى وأول راصد 15 دقيقة
الفرق بين توقيت ام القرى وآخر راصد 18 دقيقة
الرصد الثالث :
يقع في شعيب الارطاوية احد شعاب وادي خثال .
تاريخ الرصد : 24/10/1432هـ
وسبب اختيار هذا التاريخ للرصد لأن القمر يكون موجوداً أثناء الرصد . وذلك لكشف مدى تأثير وجود القمر على رصد الفجر الصادق وهل وجوده يفسد الرصد حيث الفلكيين يشترطون عدم وجود القمر في أي طور واي جهة أثناء الرصد .
إحداثية الموقع :
N28.21.322
E43.31.948
.نتيجة الرصد :
تبيّنت رؤية الفجر الصادق الساعة 4.52 عند الدرجة 14.34°
في حين ان توقيت ام القرى للفجر في نفس الموقع الساعة 4.34
الفرق بين توقيت أم القرى وبين رصدي 18 دقيقة
ولذلك لو رصد الفلكيون الفجر اثناء وجود القمر لاختلف توقيتهم كثيراً عن الأيام الغير مقمرة وذلك لانهم يرصدون فجراً غير بيّن .
الخاتمة
أقول فيها لمن احتار امره ولا يستطيع ان يرصد الفجر بنفسه فله ان يكتفي بالقاعدة الأصولية ان الأصل عدم دخول الوقت فلا نخرج عن الأصل الا بيقين ينتفي فيه الشّك ولهذا قل العلماء بناء على هذه القاعدة لو ارسلنا رجلين لرصد طلوع الفجر فقال رجل طلع الفجر وقال الثاني لم يطلع فإننا نأخذ بقول الثاني لان الأصل بقاء الليل فلا نخرج من الأصل الا بيقين ينتفي فيه الشك ولنا ان نأكل ونشرب ولا نصلي صلاة الصبح حتى يقول الثاني طلع الفجر فاختلافهم شك لاعبرة به واتفاقهم زوال للشك .
لذا إذا كان الفلكيون يقولون طلع الفجر والمخالفون يقولون لم يطلع بعد فإننا نأخذ بقول المخالفين لأن الأصل عدم دخول الوقت وقول الفلكيين فيه شك بدليل كثرة المخالفين لهم ممن رصدوا لا من قلدوا .
ومن العلماء وطلاب العلم والفلكيين الذين ادلوا بشهادتهم على خطأ التقاويم وهم كثر فعلا سبيل المثال لا الحصر .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين وكذلك الشيخ المحدث محمد ناصر الالباني و الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان والشيخ عدنان عرعور والشيخ سعد الخثلان ومن الفلكيين عبد العزيز بن سلطان المرمش الشمري
عضو الإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك .
ولو تأملنا ما رواه البخاري في صحيحه لعلمنا ان توقيت التقاويم غير دقيق حيث قال البخاري (حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم ثم قال وكان رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له أصبحت أصبحت) .
لا ينادي حتى يقال له أصبحت أصبحت فيه دليل على ان عامه الناس يشاهدون تبيّن الفجر من غير رصد او ترقب فهو يفرض نفسه وكأنه يناديهم ها قد تبيّنت بخلاف ترائي الهلال الذي يستوجب رصد وترائي لان الحكم علّق على مجرد رؤيته وليس على تبيّنه والله اعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .