تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: طريقة أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,506

    افتراضي طريقة أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات

    الإيمان بالأسماء والصفات :


    وهو الإيمانُ بكل اسمٍ سمَّى اللهُ به نفسَه ؛ في كتابه ، أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - في السنَّة الصحيحة ، من غير تحريف- التحريف: لغة: هو التغيير والتبديل، واصطلاحًا: هو صرفُ اللَّفظ عن المعنى الظاهر منه، بلا دليل، كتحريف اليدين إلى القوة والنعمة- .

    ، ولا تعطيل -التعطيل: لغة: مأخوذ من العطل، الذي هو الخلو والفراغ والترك، واصطلاحًا: هو إنكار ما يجب لله من الأسماء والصفات، وإنكار بعضها، وهو قسمان :- تعطيل كُلي: وهو إنكار كل الصفات. - تعطيل جزئي: وهو إنكار بعض الصفات . -


    ، ومن غير تمثيل - التمثيل: لغة: من المثيل والند والنظير، واصطلاحًا: هو اعتقاد أن صفات الخالق مثل صفات المخلوق .-
    ، ولا تكييف - التكييف: لغة: جعْل الشيء على هيئة معلومة، واصطلاحًا: هو الخوض في هيئة وكُنْهِ الصفات التي أثبتها الله لنفسه، فالتحريف في النصوص، والتعطيل في المعتقد، وأما التكييف والتمثيل في الصفة . -

    ، والإيمان بما دلَّ عليه هذا الاسمُ من معنًى ، وما ترتَّب عليه من آثار ، وبهذا الإيمان يَعرِف الإنسانُ ربَّه ، ويرتبط قلبه به محبة وثناءً وتمجيدًا ؛ فتزكو النفوس ، ويزداد الإيمان ؛ لذلك كان من أشرف العلوم معرفةُ أسمائه وصفاته .
    ولأهل السنة والجماعة طريقةٌ في الأسماء والصفات وسَط بين فِرَق الضلال ، وهي :


    1- طريقتهم في إثبات الأسماء والصفات : فهم يُثبتون ما ثبَت في الكتاب والسنَّة الصحيحة من غير تحريف ولا تعطيلٍ ، ومن غير تمثيلٍ ولا تشبيه .
    2- طريقتهم في النفي : فهم ينفون ما نفاه الله عن نفسه ، وعلى لسان رسوله من صفات النقص ، وإثبات كمال ضد الصفة المنفية ؛ مثل قوله - تعالى -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11] نفي، لكنه يتضمن إثباتَ الكمال لله - عز وجل - فهم ينفون المماثلة للخلق، ويُثبتون الكمال لله - سبحانه وتعالى .
    وكذا قوله - تعالى -: ﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255] نفيٌ، يتضمن كمال القيوميَّة والحياة لله - سبحانه وتعالى .

    3- طريقتهم فيما لا يرِد فيه نفيٌ ولا إثبات - مثل : الجسم والحيِّز والجهة - فهم يتوقَّفون في اللفظ، ويسألون عن المراد عنه، فإن كان يُراد به باطلٌ، ردُّوه، وإن كان يراد به حقٌّ، قبِلوه، مثل الجهة: إن كانوا يقصدون بها أن اللهَ في السماء، فهذا صحيح، وإن كانوا يقصدون أن الله تحويه السماءُ، فهذا باطلٌ .

    • وهذا النوع من التوحيد هو الذي ضلَّ فيه بعضُ الأمَّة الإسلامية ، وانقسموا فيه إلى فِرَق كثيرة من معطِّلة وممثِّلة ومحرِّفة، وغيرهم من فِرَق الضلال، ولكن الله قيَّض لهؤلاء - مِن أهل العلم - مَن يردون عليهم، ويدحضون شبهاتِهم في كل عصر ومصرٍ، ولله الحمد والمنة .
    وقد ارتكز معتقد أهل السنة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته على ثلاثة أسسٍ رئيسية ، هي :


    الأساس الأول : الإيمان بما وردت به نصوصُ القرآن والسنَّة الصحيحة من أسماء الله وصفاته إثباتًا ونفيًا .
    الأساس الثاني : تنزيه الله - جل وعلا - عن أن يشبه شيءٌ من صفاته شيئًا من صفات المخلوقين .
    الأساس الثالث : قطع الطمع عن إدراك كيفية اتِّصاف الله بتلك الصِّفات .


    وهذه الأسس الثلاثة هي التي تفصل وتميِّز عقيدةَ أهل السنة والجماعة في هذا الباب عن عقيدة أهل التعطيل من الفلاسفة وأهل الكلام من جهة، وعن عقيدة أهل التمثيل من الكرَّامية والهِشامية وغيرهم من جهة أخرى .


    فالأساس الأول : فيه تمييزٌ لعقيدة أهل السنَّة عن عقيدة المعطلة، فأهل السنة يجعلون الأصل في إثبات الأسماء والصفات أو نفيِها عن الله - تعالى - هو كتابَ الله وسنَّةَ نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولا يتجاوزونهما ، فما ورد إثباتُه من الأسماء والصفات في القرآن والسنة الصحيحة ، فيجب إثباتُه ، وما ورد نفيُه فيهما، فيجب نفيه .

    أما أهل التعطيل ، فقد جعلوا (العقل) وحده هو أصلَ علْمهم ، فالشُّبَه العقلية هي الأصول الكلية الأولية عندهم ، وهي التي تُثبت وتنفي ، ثم يعرِضون الكتاب والسنة على تلك الشُّبَه العقلية ، فإن وافقتها قُبِلت اعتضادًا لا اعتمادًا ، وإن عارضتها رُدَّت تلك النصوص الشرعية وطُرِحت ، وفي هذا يقول قائلهم : كل ما ورَد السمع به يُنظر ، فإن كان العقل مجوِّزًا له ، وجَب التصديقُ به ، وأما ما قضى العقل باستحالته ، فيجب فيه تأويل ما ورد السمعُ به ، ولا يُتصور أن يشمل السمعُ على قاطع مخالف للمعقول ، وظواهر أحاديث التشبيه - يعني بها أحاديث الصفات - أكثرُها غيرُ صحيح ، والصحيح منها ليس بقاطع ، بل هو قابل للتأويل .الاقتصاد في الاعتقاد؛ لأبي حامد الغزالي (32 - 33 ).



    ومن يُلقِ نظرة على كتب الأشاعرة - مثلاً - يجد أن القوم يقسِّمون أبواب العقيدة إلى إلهيات ، ونبوات ، وسمعيات ، وهم في باب الإلهيات والنبوات لا يعتمدون نصوص الكتاب والسنَّة ؛ ولذلك لن تجد في هذين البابين إلا الشُّبَه العقلية المركَّبة وَفْق القواعد المنطقية .


    وأما باب السمعيات - أي البعث والحشر ، والجنة والنار ، والوعد والوعيد - فهم يَقبَلون النصوص الشرعية ، وبالتالي سمَّوا هذا الباب بالسمعيات في مقابل باب الإلهيات والنبوات ؛ إذ إنهم يعتمدون فيهما على العقليات ، وهؤلاء شابَهوا حال من قال الله - تعالى - فيهم: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85].
    وأما الأساس الثاني : - وهو تنزيه الله عن مشابهة المخلوقين - ففيه تمييزٌ لعقيدة أهل السنة والجماعة عن عقيدة المعطِّلة من جهة، وعن عقيدة المشبِّهة من جهة أخرى، فأهل السنَّة: يعتقدون أن ما اتَّصف الله به من الصفات لا يماثله فيها أحدٌ من خلقه، فالله - عز وجل - قد أخبرنا بذلك بنص كتابه العزيز؛ حيث قال: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].
    أما أهل التعطيل ، فإنهم لم يفهموا من أسماء الله وصفاته إلا ما هو اللائق بالمخلوق ، ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات التي لا وجود لها إلا في أفهامهم الفاسدة، فعقيدةُ هؤلاء المعطِّلة جمعت بين التمثيل والتعطيل ، وهذا الشر إنما جاء من تنجُّس قلوبهم وتدنُّسها بأقذار التشبيه ، فإذا سمعوا صفةً من صفات الكمال التي أثنى اللهُ بها على نفسه - كاستوائه على عرشه ، ومجيئِه يوم القيامة، وغير ذلك من صفات الجلال والكمال - فإن أول ما يخطر في أذهانهم أنَّ هذه الصفةَ تُشبه صفات الخلق .


    وأما عقيدة أهل التمثيل ، فهي تقوم على دعواهم أن الله - عز وجل - لا يخاطبنا إلا بما نعقل ، فإذا أخبرنا عن اليد ، فنحن لا نعقل إلا هذه اليدَ الجارحة ، فشبَّهوا صفاتِ الخالق بصفات المخلوقين ، فقالوا : له يدٌ كأيدينا ونحو ذلك ، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا .
    وأما الأساس الثالث ، ففيه تمييز لعقيدة أهل السنَّة والجماعة عن عقيدة المُشبِّهة ، فأهل السنة يفوِّضون علم كيفية اتصاف البارئ - عز وجل - بتلك الصفات إلى الله - عز وجل - فلا علْم للبشر بكيفية ذات الله - تبارك وتعالى - ولا تفسير كُنْهِ شيء من صفات ربنا - تعالى - كأن يقال : استوى على هيئة كذا ، بخلاف المفوِّضة، فهم يفوِّضون المعنى والكيفَ ، فهم بذلك يخالفون السلف في تفويضهم للكيف فحسب ، فكل مَن تجرَّأ على شيء من ذلك ، فقوله من الغلو في الدين والافتراء على الله - عز وجل - واعتقاد ما لم يأذنْ به الله ولا يليق بجلاله وعظمته، ولم ينطق به كتاب ولا سنة، ولو كان ذلك مطلوبًا من العباد في الشريعة، لبيَّنه الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو لم يدَعْ ما للمسلمين إليه حاجةٌ إلا بيَّنه ووضَّحه، والعباد لا يعلمون عن الله - تعالى - إلا ما علَّمهم؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255].


    فليؤمن العبد بما علَّمه الله - تعالى - وليقف معه، وليُمسك عما جهِله، وليَكِلْ معناه إلى عالمه .


    وأما المشبِّهة فقد تعمَّقوا في شأن كيفيات صفات الله ، وتقوَّلوا على الله بغير علم ؛ حيث يقول أحدهم : له بصرٌ كبصري ، ويد كيدي ، وقدم كقدمي ، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا . انظر : شرح الواسطية (14 - 23) ، والقول المفيد شرح كتاب التوحيد ( 8 - 17) ؛ لابن عثيمين ، وماذا يعني انتمائي لأهل السنة والجماعة ؛ لشيخنا العزازي ( 11 - 46) ، وإتحاف أهل الألباب بمعرفة التوحيد والعقيدة في سؤال وجواب ؛ للشيخ وليد بن راشد بن سعيدان ( 1/ 114 - 119) ، ومواقف الطوائف من توحيد الأسماء والصفات ؛ للشيخ محمد بن خليفة بن علي التميمي (21 - 38 ) .

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: طريقة أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات

    بارك الله فيك أبا البراء، وانظر هنا:
    http://majles.alukah.net/t108772/
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3

    افتراضي رد: طريقة أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات

    بورك فيكم
    الحمد لله رب العالمين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: طريقة أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات

    جزاكم الله خير ابو البراء

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,506

    افتراضي رد: طريقة أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات

    وجزاكم مثله يا ابن الصديق
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,610

    افتراضي

    قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في شرح الحموية:

    ولهذا من القواعد المقررة في هذا الباب -كما سيأتي مفصلا- أننا نقول في باب الصفات:
    نأخذ بظاهر ما دلت عليه النصوص، ونثبت ظاهر ما دلت النصوص، وهذا الظاهر ما دل عليه اللسان العربي في هذا النص.

    يدلنا على ذلك قطعية معلومة بلا نزاع، وهي: أن النبي عليه الصلاة والسلام يأتيه الناس المختلفون في ذكائهم، وفهمهم، وفي علمهم، وإدراكهم، يأتونه من خارج المدينة، ومن خارج مكة، ويأتون ويسألونه، ويتلو عليهم القرآن، ويتكلم عليهم بحديثه عليه الصلاة والسلام، وفي ذلك علم صفات الله جل وعلا.

    ثم لم يتبع ذلك عليه الصلاة والسلام بكلام يدل على أن ظاهر تلك الألفاظ غير مراد، أو أن اللغة التي نفهم بها ما دلت عليه تلك الكلمات في باب الصفات ألا نأخذ بها، وهذه قطعية، يأتيه الجميع، فيتلو عليهم القرآن، ويتلو عليهم ما أنزل الله جل وعلا، ويخبرهم بالسنة، وفي ذلك صفات الله، ولم يعقب ذلك بشيء يصرفها عن ظاهرها.

    فدل ذلك على أمر هام، وهو ظهور المعنى، وأن صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه ليس بجائز؛ لأنه ما علمهم -ولا في مسألة- أن يصرفوا الألفاظ في الصفات، ولا في الغيبيات عن ظاهرها المتبادر منها.
    وإذا قلنا الظاهر فإنه يقابله التأويل، وإذا قلنا الحقيقة فإنه يقابل ذلك المجاز، والمجاز غير التأويل، والظاهر غير الحقيقة.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,506

    افتراضي

    نعم بارك الله فيكم، فالعرب كانوا أصحاب لسان ويتكلمون ويفهمون اللسان العربي بالسليقة، فهم كانوا أقحاح.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,610

    افتراضي رد: طريقة أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات

    للرفع
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •