تمايز صحة نظم التراكيب في إطار الرتبة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث صحة النظم في إطار الرتبة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب :
نقــول:معلوم أنك فاضل .
ولا نقول:أنك فاضل معلوم .
التركيب الأول خبر مقدم ،والمصدر المؤول من أنَّ واسمها وخبرها مبتدأ مؤخر ،والتقدير :معلوم فضلُك ، وهذا الخبر واجب التقديم حتى لا تلتبس إنَّ المفتوحة بالمكسورة ، كما أن تأخير الخبر يفقده العلاقة المعنوية مع "أنَّ واسمها وخبرها"، بكونها مبتدأ مؤخرا له، حيث سيكون هذا المصدر المؤول مطلوبا بفعل علاقة الاحتياج المعنوي لشيء سابق عليه لأن "إنَّ المفتوحة لا تأتي في بداية الكلام ،بل لا بد أن يسبقها طالب وتكون هي مطلوبة له بحسب الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ،ولهذا يجب أن يتقدم الخبر للإبقاء على العلاقة المعنوية بينه وبين إنَّ واسمها وخبرها "المصدر المؤول" ،فالأهمية المعنوية بين أجزاء التركيب تجبرنا على تقديم الخبر وتأخير المبتدأ أمنا للبس، ولهذا يجب أن نقول:معلوم أنك فاضل ،و"معلوم " خبر مقدم وما بعده مبتدأ مؤخر ، ولا يجوز أن نقول:أنك فاضل معلوم،حيث لا تسمح منزلة المعنى بذلك . وهذا يعني أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن كل العمليات التي تحدث داخل اللغة تعتمد على منزلة المعنى ، وأن فتح وكسر همزة إنَّ نابع من الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ، وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز صحة نظم التراكيب.