عصا سيدنا موسى
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى:"وما تلك بيمينك يا موسى* قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى* وفي هذه الآية الكريمة ما يلي:
1- عندما يلتقي النداء مع السؤال فالأصل أن نقدم النداء لأن فيه تنبيها للمنادى ثم نوجه إليه السؤال ،ولكن عدل الله تعالى عن ذلك ،وجاء السؤال في الآية الكريمة متقدما على النداء لأن السؤال هو الأهم ،ويريد الله تعالى أن يقرره بحقيقة ما في يده قبل أن تتحول إلى أفعى ،كما جاء التقديم للهدف اللفظي وهو تساوي الفواصل ،فالكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل .
2- نستفيد من سيدنا موسى أن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية والاحتياج المعنوي ،والإجابة عن السؤال تكون بتقديم الأهم وذكر الأهم .
3- رتب سيدنا موسى أهدافه من العصا من الخاص إلى العام ومن الأهم إلى الأقل أهمية ،فتحدث بحسب الأهمية ،وذكر الهدف الأهم وهو التوكؤ على العصا ثم ذكر الهدف الأقل أهمية وهو الهش على الغنم ،ثم جاءت الأهداف غير المهمة ثالثا ،وجاءت موجزة.
4- دعت الحاجة المعنوية إلى ذكر الأهداف المهمة ومجيء الأهداف الأخرى موجزة لأنها غير ذات أهمية فلم يذكرها .