الدرس الثامن


علامات الإعراب

سبق أن المعربات ثمانية هي: الاسم المفرد، وجمع التكسير، والأسماء الستة، والمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، والأفعال الخمسة، والفعل المضارع، ونريد أن نجمع علامات الإعراب هنا كي يسهل حفظها.
فللرفع أربع علامات: ( الضمة، والواو، والألف، والنون ).
فالضمة تكون علامة للرفع في أربعة مواضع :
1- الاسم المفرد سواء أكان منصرفا أم غير منصرف، 2- جمع التكسير سواء أكان منصرفا أم غير منصرف، 3- جمع المؤنث السالم، 4- الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكيد أو نون النسوة ولم يكن من الأفعال الخمسة.
والواو تكون علامة للرفع في موضعين: 1- الأسماء الستة، 2- جمع المذكر السالم.

والألف تكون علامة للرفع في موضع واحد هو المثنى.
والنون تكون علامة للرفع في موضع واحد هو الأفعال الخمسة.

وللنصب خمس علامات: ( الفتحة، والألف، والكسرة، والياء، وحذف النون ).

فالفتحة تكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع: 1- الاسم المفرد سواء أكان منصرفا أم غير منصرف، 2- جمع التكسير سواء أكان منصرفا أم غير منصرف ، 3- الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكيد أو نون النسوة ولم يكن من الأفعال الخمسة.
والألف تكون علامة للنصب في موضع واحد هو الأسماء الستة.
والكسرة تكون علامة للنصب في موضع واحد هو جمع المؤنث السالم.
والياء تكون علامة للنصب في موضعين: 1- المثنى، 2- جمع المذكر السالم.
وحذف النون يكون علامة للنصب في موضع واحد هو الأفعال الخمسة.
وللجر ثلاث علامات: ( الكسرة، والياء، والفتحة ).
فالكسرة تكون علامة للجر في ثلاثة مواضع: 1- الاسم المفرد المنصرف، 2- جمع التكسير المنصرف، 3- جمع المؤنث السالم.
والياء تكون علامة للجر في ثلاثة مواضع: 1- الأسماء الستة ، 2- المثنى ، 3- جمع المذكر السالم.

والفتحة تكون علامة للجر في موضعين: 1- الاسم المفرد غير المنصرف، 2- جمع التكسير غير المنصرف.

وللجزم علامتان: ( السكون، والحذف ).
فالسكون يكون علامة للجزم في موضع واحد هو الفعل المضارع الصحيح الآخر الذي لم تتصل به نونا التوكيد أو نون النسوة ولم يكن من الأفعال الخمسة.
والحذف يكون علامة للجزم في موضعين: 1- الفعل المضارع المعتل الآخر الذي لم تتصل به نونا التوكيد أو نون النسوة ولم يكن من الأفعال الخمسة. 2- الأفعال الخمسة.

نواصب المضارع

الفعل المضارع إما أن يكون معربا وإما أن يكون مبنيا.
فيعرب متى ما خلا من نون التوكيد المباشرة، ومن نون النسوة.
وله ثلاث حالات: الرفع، والنصب، والجزم.
فيرفع إذا تجرد من النواصب والجوازم، وينصب إذا سبقه ناصب، ويجزم إذا سبقه جازم.
ونواصب المضارع أربعة أحرف هي: ( لَنْ، إِذَنْ، كَيْ ، أَنْ ).
أولا: لَنْ.
وهي حرف نفي واستقبال، أي تفيد نفي الحدث في الزمن المستقبل، مثل: لنْ أَذْهَبَ لزيدٍ، أي ينتفي ذهابي لزيد في الزمن المستقبل كغد أو بعد غد، فالمضارع يحتمل الحال والاستقبال فإذا دخلت عليه لنْ عينته للمستقبل.
قال تعالى: ( لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ) لَنْ: حرف نصب ونفي واستقبال مبني على السكون، نبرحَ: فعل مضارع ناقص منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن، عاكفينَ: خبر نبرح منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون: عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
وهذا الحرف ملازم لنصب للمضارع دائما بلا شرط.

ثانيا:إِذَنْ.
وهي حرف جواب، أي تقع جوابا لكلام قبلها يقال لك: سأزورُكَ غدًا إن شاء الله، فتقول: إذَنْ أُكْرِمَكَ.
ويشترط لنصب المضارع بها ثلاثة شروط:
1- أن يراد بالمضارع الاستقبال لا الحال، فإن أريد به الحال رفع المضارع بعدها.
مثال: لو قال لك شخص إني أحبُّكَ، فقلتَ: إذَنْ أظنُّكَ صادقًا، رفعت الفعل المضارع أظنُّكَ لأن المراد به الحال فإن الظن بصدقه واقع في الحال بخلاف لو قال لك: سأزوركَ غدا فقلتَ له: إذنْ أكرمَكَ، فإن الإكرام سيقع في المستقبل.
2- أن تقع إذَنْ في صدر الجواب، فإن لم تتصدر الجواب بأن تقدمها لفظ قبلها رفع المضارع بعدها.
مثال: لو قال لك شخص سأزوركَ غدا، فقلتَ: إني إذَنْ أكرمُكَ، رفعت الفعل المضارع أكرمُك لأنه قد تقدم على الجواب كلمة إني أي لم تتصدر إذَنْ جملة الجواب.
3- أن لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل، فإن فصل فاصل بينهما رفع المضارع بعدها.
مثال: لو قال لك شخص سأزوركَ غدا، فقلتَ: إذَنْ إني أكرمُكَ، رفعت الفعل المضارع أكرمُك لأنه قد فصل بين إذن وأكرمك كلمة إني.
ولكن يغتفر الفصل بالقسم فلو قلتَ له: إذنْ واللهِ أكرمَكَ نصبت المضارع ولم يضر وجود القسم بين إذنْ والمضارع.
ومتى ما فقد شرط من شروط نصبها قيل عنها: حرف جواب مهمل، أي لا تعمل النصب.


ثالثا: أنْ المصدرية.

وهي: التي تؤول مع ما بعدها بمصدر، تقول: أردتُ أن أساعِدَكَ، فهنا ( أنْ + أساعدَ ) ينصهران ويخرج منهما مصدر، ومصدر أساعد هو مساعدة، فيكون تأويل الكلام هو: أردتُ مساعدتكَ، ويكون لنا إعرابان، الأول لأن والمضارع، والثاني للمصدر الذي خرج منهما وإعرابه حسب موقعه في الجملة.
نقول في إعراب الجملة السابقة:
أردْتُ: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، أنْ: حرف مصدري ناصب مبني على السكون، أُساعدَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، كَ: ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وأنْ وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به منصوب للفعل أردتُ.
ومثل: يجبُ أنْ تجتهدَ، يجبُ:فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، أنْ: حرف مصدري ناصب، تجتهدَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، وأن وما دخلت عليه بتأويل مصدر فاعل للفعل يجب، والتأويل: يجبُ اجتهادُكَ.
قال تعالى: ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ) أَنْ: حرف مصدري ناصب، تصوموا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو فاعل، وأن وما دخلت عليه بتأويل مصدر هو مبتدأ مرفوع، وخيرٌ خبر، ولكم جار ومجرور والتأويل وصومُكم خيرٌ لكمْ.
ثم إنَّ ( أَنْ ) قد تشتبهُ بـ ( أَنَّ ) بعد تخفيفها، بيانه:
من المعلوم أن ( أَنَّ ) حرف يدخل على المبتدأ والخبر فينصب الأول اسما له ويرفع الثاني خبرا له، ويجوز فيها أن تخفف أي نحذف منها النون المفتوحة فتصير ( أَنْ ) فحينئذ يقع اشتباه بين ( أَنْ ) التي هي من نواصب الفعل المضارع، وبين ( أَنْ ) المخففة التي تنصب الاسم وترفع الخبر فكيف نميز بينهما ؟
الجواب هو: أن لـ ( أَنْ ) ثلاث حالات:
الأولى: إذا وقعتْ بعد ما يدل على يقين مثل علمَ وتبينَ وأيقنَ فيجب رفع المضارع الواقع بعدها لأنها مخففة من الثقيلة.
مثل: علمتُ أَنْ سيقومُ زيدٌ، فهنا (أنْ ) تقدم عليها فعل يدل على اليقين وهو علم، فيتعين أن تكون ( أَنْ ) مخففة من الثقيلة ويكون اسمها ضميرا محذوفا، ويكون المضارع مرفوعا، فنعرب: أنْ: حرف مخفف من أنَّ الثقيلة ينصب الاسم ويرفع الخبر، واسمها ضمير محذوف أي علمتُ أَنْهُ سيقومُ زيدٌ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لـ ( أَنْ).
الثانية: إذا وقعت بعد ما يدل على الظن مثل: ظن وحسب وخال، فيجوز أن تعتبر ناصبة للمضارع وهو الأرجح، ويجوز أن تعتبر مخففة من الثقيلة فيرتفع المضارع بعدها، مثل: حسبتُ أنْ سيقومَ زيدٌ، فهنا أنْ حرف مصدري ناصب بدليل نصب المضارع بعدها، ويجوز أن نقول: حسبتُ أنْ سيقومُ زيدٌ، وهنا اعتبرناها مخففة من الثقيلة واسمها ضمير محذوف، والجملة بعدها في محل رفع خبر.
الثالثة: أن لا يتقدم عليها ما يدل على اليقين أو الظن فحينئذ تكون مصدرية ناصبة، مثل: أرجو أنْ تقرأَ الدرسَ جيدا.

4- كَيْ المصدرية.
وهي: التي تؤول مع ما بعدها بمصدر، تقول: زرتُكَ لكي أستشيرَكَ ، والتأويل: زرتُكَ لاستشارتِكَ.

وهي نوعان:
1
- مصدرية ناصبة.
2- حرف جر. وإليك البيان:
إذا تقدمت اللام الجارة كي فإنها حينئذ تكون مصدرية ناصبة مثل: زرتُكَ لكي أستشيرَكَ، فهنا كي تنصب المضارع وتنسبك معه بمصدر والتأويل جئتك لاستشارتك والمصدر يكون اسما مجرورا باللام وهذه هي التي تدخل في النواصب.
وإذا لم تتقدمها اللام فيجوز:أن نقدرَ اللام أي نقول هي وإن كانت محذوفة إلا أنها منوية فحينئذ تكون كي مصدرية ناصبة مثل: جئتك كي أستشيرك، فهنا لم تتقدم اللام على كي فلنا أن ننويها ويكون التقدير لكي أستشيرك فتعرب كما تقدم.
ويجوز أن لا ننويها فحينئذ تكون كي حرف جر ويكون المضارع بعدها منصوبا بأن مضمرة أي أنه توجد أن مستترة تقوم بنصب الفعل المضارع والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل بعدها بتأويل مصدر يكون اسما مجرور بكي.
فنقول: كي: حرف جر مبني على السكون، أستشيرَ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة والفاعل مستتر تقديره أنا والكاف مفعول به والمصدر المنسبك من أن المضمرة والفعل المضارع أستشير بتأويل مصدر مجرور بكي، والتأويل جئتك كي استشارتِكَ، أي لاستشارتكَ فإن كي هنا حرف يفيد التعليل كاللام.
فاتضح أن ( أنْ ) هي الحرف الوحيد من بين النواصب الذي يمكن أن ينصب المضارع مع كونها غير ظاهرة.
ثم كي قد يفصل بينها وبين المضارع حرف النفي ( لا ) فلا يؤثر في عملها مثل: جئتكَ لكي لا تغضبَ.
قال تعالى: ( لِكَيْلَا تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ ) وإعرابها: اللام: حرف جر، كي: مصدرية ناصبة، لا حرف نفي، تأسوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل، وكي وما دخلت عليه بتأويل مصدر اسم مجرور للام والتأويل لعدم أساكم على ما فاتكم، وقد جعلنا لا النافية بمعنى عدم من أجل أن يستقيم المعنى.

( شرح النص )

فصلٌ: يُرفعُ المضارعُ خاليًا من ناصبٍ وجازمٍ، نحوُ: يقومُ زيدٌ.
ويُنصبُ بلَنْ نحوُ: لَنْ نَبْرَحَ، وبكيْ المصدَرِيَّةِ نحوُ لِكَيْلَا تَأسَوْا، وبإذَنْ مُصَدَّرَةً وهوَ مُسْتَقْبَلٌ مُتَّصِلٌ أَوْ منفصِلٌ بِقَسَمٍ، نحوُ: إِذَنْ أُكْرِمَكَ، وإذَنْ واللهِ نرمِيَهُمْ بِحربٍ، وبأَنْ المصدرِيَّةِ ظاهرةً نحوُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، ما لم تُسبَقْ بعلمٍ نحوُ: عَلِمَ أنْ سيكونُ مِنكُمْ مَرْضَى، فإن سُبِقَتْ بظنٍّ فوجهانِ نحو: وحَسِبُوا أنْ لا تكونَ فتنةٌ.

.
.............................. .............................. .............................. .............................
بدأ ببيان حالات إعراب الفعل المضارع أي متى يرفع ومتى ينصب ومتى يجزم فقال: ( فصلٌ: يُرفعُ المضارعُ خاليًا من ناصبٍ وجازمٍ، نحوُ: يقومُ زيدٌ ) أي يرفع المضارع متى ما تجرد من ناصب أو جازم، ويكون عامل رفعه هو تجرده منهما، فإذا قلنا: لنْ أذهبَ، فالذي نصب أذهب هو لنْ، وإذا قلنا: لمْ أَذهبْ، فالذي جزمه هو لمْ، وإذا قلنا: أَذهَبُ، فما الذي رفعه ولا شيء قبله ؟ الجواب: هو تجرده من النواصب والجوازم وهذا التجرد والخلو أمرٌ معنوي يعرف بالعقل، فظهر أن العوامل لفظية مثل: لنْ، ولمْ وهي الأكثر، ومعنوية مثل: عامل رفع الفعل المضارع فإنه تجرده عن الناصب والجازم.ثم بدأ بالنواصب فقال: ( ويُنصبُ ) المضارعُ ( بلَنْ نحوُ: لَنْ نَبْرَحَ ) قال تعالى: ( لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ) لَنْ: حرف نصب ونفي واستقبال، نبرحَ: فعل مضارع ناقص منصوب ، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن، عاكفينَ: خبر نبرح منصوب.( وبكيْ المصدَرِيَّةِ نحوُ لِكَيْلَا تَأسَوْا ) قال تعالى: ( لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) اللام: حرف جر، كي: مصدرية ناصبة، لا حرف نفي، تأسوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو فاعل، وكي وما دخلت عليه بتأويل مصدر اسم مجرور باللام والتأويل لعدم أساكم على ما فاتكم، وكي المصدرية هي: التي تؤول مع ما بعدها بمصدر، وإنما تكون كذلك إذا سبقت باللام لفظا أو تقديرا، فإن لم تسبق بها لفظا أو تقديرا فهي حرف جر بمنزلة اللام، ويكون المضارع منصوبا بأنْ مضمرة (وبإذَنْ ) وإنما تنصب بشروط ( مُصَدَّرَةً ) هذا هو الشرط الأول وهو أن تتصدر الجواب ولا يسبقها شيء ( وهوَ ) أي المضارع الذي يليها ( مُسْتَقْبَلٌ ) أي دال على الاستقبال وهذا هو الشرط الثاني ( مُتَّصِلٌ ) ذلك المضارع بإذن بلا فاصل( أَوْ منفصِلٌ ) عنها ( بِقَسَمٍ ) وهذا هو الشرط الثالث والأخير وقد أشار إلى مثالي الاتصال والانفصال بقوله ( نحوُ: إِذَنْ أُكْرِمَكَ ) في جواب من قال لك مثلا: سأزوركَ غدا إن شاءَ الله، فالإكرام مستقبل بالنسبة لقولك إذن أكرمَكَ، وقد وقعت إذنْ في صدرِ جوابِكَ، ولم يفصل بينها وبين الفعل ( أُكرمَ ) فاصل، فإن فقد شرط من الشروط المذكورة وجب رفع المضارع وتكون إذنْ مهملة ( وإذَنْ واللهِ نرمِيَهُمْ بِحربٍ ) هذا مثال الفصل بالقسم وهو شطر بيت منسوب لحسان بن ثابت رضي الله عنه وتمامه: تُشيبُ الطفلَ من قبلِ المشيبِ، والشاهد فيه هو أنه قد نصب الفعل نرمي بإذن مع وجود الفصل بلفظ واللهِ.( وبأَنْ المصدرِيَّةِ ) وهي التي تؤول مع ما بعدها بمصدر، وهي تنصب ظاهرة ملفوظة، ومقدرة غير ملفوظة ولذا قال (ظاهرةً نحوُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي ) قال تعالى: ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) فهنا الفعل يغفر منصوب بأن ظاهرة ملفوظة، وإنما تكون ناصبة للمضارع ( ما لم تُسبَقْ بعلمٍ نحوُ: عَلِمَ أنْ سيكونُ مِنكُمْ مَرْضَى ) لأنها إن سبقت بلفظ يدل على العلم كعلم وأيقن فإنها تكون مخففة من الثقيلة فقوله تعالى: علمَ أن سيكونُ مرضى، الأصل هو علم أنَّ سيكون منكم مرضى ثم خففت أن بحذف نونها المفتوحة، وإعرابها: علمَ: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الله، أَنْ: مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر، واسمها ضمير مستتر أي علم أنه أي علم أن الشأن والحال هو سيكون منكم مرضى: السين: حرف استقبال مبني على الفتح، يكونُ: فعل مضارع ناقص مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ، مِنْ: حرف جر مبني على السكون، والكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر، والميم: حرف دال على الجمع، والجار والمجرور في محل نصب خبر مقدم، مرضى: اسم يكون مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وجملة سيكون منكم مرضى خبر لأن المخففة. ( فإن سُبِقَتْ بظنٍّ فوجهانِ ) الرفع والنصب ( نحو: وحَسِبُوا أنْ لا تكونَ فتنةٌ ) قرئ بالوجهين: النصب بجعل أن مصدرية ناصبة للمضارع، والرفع بجعل أن مخففة من الثقيلة، وكلا القراءتين متواترتان، فإن لم يتقدمها ما يدل على اليقين أو الظن فتكون ناصبة كقوله تعالى: ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ).

( تدريب )


أعرب ما يلي:
1- قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً.
2- رَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها.
3- يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ.
4- أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ.