دراسة لحديث : ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلغنا رمضان ) .روايةً ودرايةً
لفضيلة الشَّيخ خَالد بنِ قاسم الرَّدَّاديّ
ـ حفظهُ اللَّـهُ تعالى ورعاهُ ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أولاًـ تخريج الحديث :
فقد أخرجه: عبدالله بن أحمد في"زوائدالمسند"(2 59/1)،والبزار في"المسند"(294/1-كشف الأستار)،وابن السني في "اليوم والليلة"(659)،وابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان"(1)،والطبرا ني في "الأوسط"(40/3)،و"الدعاء"(911)،و لبيهقي في"شعب الإيمان"(3815)،و"فض ائل الأوقات"(14)،وأبو عيم في "الحلية"(269/6)،والخطيب البغدادي في"الموضح"(473/2)،والرافعي في "التدوين"(433/3) جميعهم من طرق عن زائدة بن أبي الرقاد،عن زيادالنميري،عن أنس بن مالك _رضي الله عنه_قال:" كان رسول الله صلى الله عليه إذادخل رجب قال :..." فذكر الحديث .
ثانياً ـ الحكم على درجة الحديث :
قال الإمام ابن رجب في"لطائف المعارف"( ص234):
"روي عن أبي إسماعيل الأنصاري أنه قال:لم يصح في فضل رجب غير هذا الحديث.وفي قوله نظر،فإن هذاالإسناد فيه ضعف " .
وقد حكم على هذا الحديث بالضعف جماعة من العلماء وهم :
البيهقي،وأبوشام ة المقدسي في"الباعث"(ص227)،و لنووي في"الأذكار"(ص313)، الذهبي في"ميزان الإعتدال"(65/2)،والهيثمي في"مجمع الزوائد"(165/2)،وابن حجرفي"تبين العجب"(ص37)،والمن وي في"فيض القدير"(131/5)،والألباني في"تعليقه على المشكاة"(432/1)،و"ضعيف الجامع"(4402) .
ثالثا ـ شرح الحديث :
قال ابن رجب :
( في هذا الحديث دليل على استحباب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة،لإدراك الأعمال الصالحة فيها،فإن المؤمن لايزيده عمره إلاّ خيراً،وخيرالناس من طال عمره وحسن عمله،وكان السلف يستحبون أن يموتوا عقب عمل صالح،من صوم رمضان،أورجوعٍ من حجٍ،وكان يقال:من مات كذلك غفر له ) .
وقد كان السلف يجتهدون في الدعاء أن يبلغهم الله مواسم الطاعات ليجتهدوا فيها،قال معلى بن الفضل :"كانوايدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ،ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"،وقال يحى بن كثير :"كان من دعائهم: اللهم سلّمني إلى رمضان ،وسلّم لي رمضان،وتسلمه مني متقبلا" .
اللهم إنانسألك أن تتقبل أعمالنا الصالحة،وأن تبارك لنا في شعبان وأن تبلغنا رمضان،إنك على كل شئ قدير ،وبالإجابة جدير .