نعم النقل ..
منقول
قال الشيخ صالح الفوزان
أيها الناس، نحمد الله ونشكره على هذا دين القويم الذي بعث الله به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وشهد له بالكمال فقال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)، فلم يتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعدما أكمل الله به الدين، فلم يبقى لأحد بعده أن يحدث شيئا يتقرب به إلى الله لما يأتي به هذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم: "تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِى إِلاَّ هَالِكٌ " وقال عليه صلاة والسلام: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي".
والله جل وعلا قال لنا: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فهذا صراط الله الذي جاء به رسوله ما ترك شيئا يقرب المسلم إلى الله إلا بينه وما ترك شيئا يضر المسلم في دينه ودنياه إلا حذره منه فلم يبقى لنا إلا الإتباع وترك الابتداع فإن الخير كله في الإتباع والشر كله في الابتداع، والله جل وعلا لا يرضى من الدين إلا ما شرعه لعباده فلا يجوز لأحد أن يُشرع مع الله عبادات ويقول هذه من الدين (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)
فالواجب علينا الإتباع وترك الابتداع قال عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: "أتبرعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم"
إن البدعة تبعد عن الله والسنة تقرب من الله، إن البدعة تغضب الله والسنة ترضي الله سبحانه وتعالى لأن الله قال (وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً)، المبتدع يرى أنه على حق فقل أن يتوب المبتدع لأنه يرى أنه على حق وهو شر من العاصي، فالعاصي يعلم أنه مخالف ويستحي من الله ويستحي من الناس فقريب أن يتوب إلى الله عز وجل أما المبتدع فيرى أنه على حق وأنه على هدى فلا يتوب إلى الله عز وجل.
ومن مفاسد البدع ما جاء في الحديث: "مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلاَّ رُفِعَ الله مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ"، فلا تجتمع البدع والسنن إلا ويخرج أحدهم الآخر
وهذا المصدر لمن اراد الزيادة
التحذير من البدع | موقع معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
ويقول الشيخ بن باز
وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته. وفي رواية أخرى لمسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))، وكان يقول في خطبته يوم الجمعة: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)).
ففي هذه الأحاديث تحذير من إحداث البدع، وتنبيه بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظيم خطرها، وتنفيرا لهم عن اقترافها والعمل بها. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}
وهذا المصدر
وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة |
ونزيد
البدعة لا يُقْبَلُ معها عمل
والخطير فى صاحب البدعة أنَّ صاحب البدعة في بعض الأُمور التعبدية أو غيرها قد يجره اعتقاد بدعته الخاصة إلى التأويل الذي يُصيِّر اعتقاده في الشريعة ضعيفاً، وذلك يبطل عليه جميع عمله. بيان ذلك أمثلة:
- منها أن يُشْرِكَ العقلَ مع الشرع في التشريع، وإنَّما يأتي الشرع كاشفاً لما اقتضاه العقل، فيا ليت شعري هل حكَّم هؤلاء في التعبد لله شَرْعَه أم عقولَهم؟ بل صار الشرع في نِحْلَتِهم كالتابع المعين لا حاكماً متبعاً، وهذا هو التشريع الذي لم يبق للشرع معه أصالة، فكلُ ما عمل هذا العامل مبنياً على ما اقتضاه عقله، وإن شَرَّك الشرع فعلى حكم الشركة لا على إفراد الشرع.
- ومنها أنَّ المستحسن للبدع يلزمه عادة أن يكون الشرع عنده لم يكمل بعدُ، فلا يكون لقوله تعالى: الْيَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [ المائدة: 3] معنى يعتبر به عندهم
خطر البدعة على الفرد والمجتمع
1/ لا يقبل معها عمل، رُوي عن الإمام الأوزاعي أنه قال:" كان بعض أهل العلم يقول: لا يقبل الله من ذي بدعة صلاة ولا صياماً ولا صدقة ولا جهاداً ولا حجاً ولا عمرة ولا صرفاً ولا عدلاً". وهذا محمول على من كانت بدعته أصلاً يتفرع عليها سائر عمله كمن ذهب إلى إنكار العمل بخبر الواحد ونحو ذلك، أو تقديم عقله على النقل. وقد يكون المقصود لا يُقبل منه ما ابتدع فيه.
ومما يدل على صحة أن البدعة لا يقبل معها عمل، ما ورد عن ابن عمر وغيره من الصحابة y في القدرية القائلين بأن الأمر أنف، وكذلك ما ورد في الخوارج، الذين وصفهم النبي r:" بأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...الخ"، وذكر r:" تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم...الخ".
2/ عمله عليه مردود وهو مأزو غير مأجور، والدليل على ذلك قول المصطفى r:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه، وفي رواية لمسلم:" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
3/ التوبة محجوبة عن صاحب البدعة ما دام مصراً على بدعته، وقد ورد أن الله سبحانه وتعالى حجر التوبة عن صاحب البدعة حتى يعود عن بدعته، وهذا محمول على الغالب ولا يمنع توبة بعض المبتدعة.
4/ البدعة مانعة من شفاعة المصطفى r، ولذا فالمبتدع لا يرد حوض النبي r، ومحروم من شفاعته.
5/ صاحب البدعة ملعون على لسان الشريعة، قال r:" من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". متفق عليه.
6/ المبتدع عليه إثم من عمل ببدعته إلى يوم القيامة، فإن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
7/ صاحب البدعة لا يزداد من الله إلا بعداً، وهذا يدل عليه حديث الخوارج مع ما فيهم من تعبد واجتهاد.
8/ البدعة رافعة للسنن ومميتة لها، وقد قيل: من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.
9/ البدعة سبب الهلاك، فإذا كان شؤم المعصية على الفرد والمجتمع كبير، كما في غزوة أحد وما حصل من الرماة، وكذلك ما حصل للنبي r عندما خرج ليخبرنا بليلة القدر فوجد رجلين يتلاحيان فنُسيها r، فكيف بشؤم البدعة وهي أشد منها رتبة ودرجة.
10/ البدعة بريد الكفر، لأن المبتدع لا يقف عند حد.
11/ المبتدع متهم للنبي r، كما قال مالك إمام دار الهجرة: من ابتدع في الإسلام بدعة فقد اتهم النبي r بالخيانة وكتمان شيء من الحق.
12/ البدعة تفتح باب الخلاف الذي لم يُبن على دليل بل على الأهواء، وتلقي العداوة والبغضاء بين أهل الإسلام، وما ذلك إلا لأنها تقتضي التفرق شيعاً، وقد أشار القرآن إلى ذلك، كما في قوله تعالىوَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(آل عمران:105).
13/ المبتدع معاند للشرع، ومشاق له، وقد نزل نفسه منزلة المضاهي للشارع؛ لأن الشارع وضع الشرائع، وألزم الخلق الجري على سَنَنَها، وصار هو المنفرد بذلك