" صوفية أهل الحديث " "_____________________
مصطلح يطلقه بعض المشبوهين ، فلا يكتفون بقولهم " نحن صوفية" بل يقولون " صوفية أهل الحديث" أو " التصوف السني" ، وذلك لما يعلمونه من أن مصطلح التصوف صار في زمان الصحوة علامةً على الشرك والخرافات ؛ فيقولون نحن على التصوف الصحيح الخالي من الشرك والخرافات والبدع ، ثم إذا نظرنا في كلامهم وجدناهم من دعاة الشرك والبدع .
ولفظ التصوف في أصله لفظ مجمل ، وقد اختُلف فيه من حيث أصله واشتقاقه ، ومن حيث معناه ومدلوله ، واختلفوا في أول من أطلقه .
وعلى كلٍ ، فهذا اللفظ قد هجره أهل العلم وتركوا استعماله ، حتى صار هذا اللفظ إذا أُطلق لا ينصرف الذهن إلا إلى الصوفية الطرقية ، أو إلى أتباع ابن عربي !
لذا فإن استعمال لفظ " التصوف" قد يكون فيه نوع من التلبيس .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
(وأما الألفاظ المجملة فالكلام فيها بالنفي والاثبات دون الاستفصال ، يوقع في الجهل والضلال والفتن والخبال). منهاج السنة ٢ / ١٣٠
وقد أشار رحمه الله إلى أنّ هذا اللفظ من الألفاظ المجملة
فقال :
" ويجعلون المتحقق الذي يسوّغ التدين بدين المسلمين واليهود والنصارى والمشركين هو أفضل الخلق، وبعده عندهم على ما ذكره ابن سبعين وإخوانه هو (الصوفي) يعنون المتصوف على طريقة الفلاسفة، ليس هو الصوفي الذي على مذهب أهل الحديث والكتاب والسنة .
فلفظ الصوفي صار مشترکا."
[ الصفدية ٢ / ٢٦٩ ]
* وقد بيّن شيخ الإسلام المنهج السديد في التعامل مع الاصطلاحات الحادثة المحتملة .
قال رحمه الله - :
" فليس على أحد أن يقبل مسمی اسم من هذه الأسماء ، لا في النفي ولا في الإثبات ، حتى يتبين له معناه، فإن كان المتكلم بذلك أراد معنى صحيحا ، موافقا لقول المعصوم كان ما أراده حقا ، وإن كان أراد به معنی مخالفا لقول المعصوم كان ما أراده باطلا .
ثم يبقى النظر في إطلاق ذلك اللفظ و نفيه، وهي مسألة فقهية ، فقد يكون المعنى صحيحا و يمتنع من اطلاق اللفظ لما فيه من مفسدة ، وقد يكون اللفظ مشروعا ولكن المعنى الذي أراده المتكلم باطل ، كما قال علي رضي الله عنه - لمن قال من الخوارج المارقين « لا حكم إلا لله » - : « كلمة حق أريد بها باطل . "
[ درء تعارض العقل والنقل ( ٢٩٢/١) ]
هذا وصل اللهم على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .