-
هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
بسم الله والحمد لله وبه نستعين /
من معتقد أهل السنة والجماعة أن للسحر حقيقة وتأثير على المسحور0
قال القرافي : السحر له حقيقة ، وقد يموت المسحور ، أو يتغير طبعه وعادته ، وإن لم يباشره ، وقال به الشافعي وابن حنبل …
" الفروق " ( 4 / 149 ) .
وخالف في ذلك المعتزلة والقدرية وبعض العلماء ولا اعتبار بخلافهم ، وقد ذكر القرافي وغيره أن الصحابة أجمعوا على أنه حقيقة قبل ظهور من ينكره .
ومن أدلة أهل السنَّة على ذلك :
1. قولـه تعالى : { ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم } البقرة / 102 .
والآية واضحة الدلالة على المطلوب : وهو إثبات أن السحر حقيقة ، وأن الساحر يفرِّق بسحره بين المرء وزجه ، وأنه يضر بسحره الناس لكن لا يقع ضرره إلا بإذن الله .
2. قوله تعالى : { ومن شر النفاثات في العقد } الفلق / 4 .
والنفاثات في العقد : الساحرات اللواتي يعقدن في سحرهن ، وينفثن فيه ، فلولا أن للسحر حقيقة لما أمر الله تعالى بالاستعاذة منه .
3. ومن الأدلة سحره صلى الله عليه وسلم من قِبَل اليهودي لبيد بن الأعصم ، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم .
المصدر للتوثيق
http://islamqa.info/ar/12578
أما القائلون بأن السحر لا حقيقة له - وهو قول عامة المعتزلة وآخرين - فيتلخص رأيهم في أن السحر مجرد تمويه وتخييل فلا تأثير له لا في مرض، ولا حَلٍّ، ولا عَقْدٍ، وبناءً عليه فإنهم يجعلون السحر نوعاً واحداً وهو سحر التخييل.
قلت: ((ومن قال أن ليس للسحر أعراض يُعرف بها ،فكلامه مساوي لمن قال أن ليس للسحر تأثير وأنه أوهام وليس له حقيقة
ومن قال نعم للسحر حقيقة وتأثير وليس له أعراض يُعرف بها فقد وقع في قمة التناقض لأن حقيقة السحر وتأثيره هو الأثر الظاهر على المسحور !
فهو أنكر ما أراد إثباته ، وأثبت ما أراد إنكاره ، وهذه الحالة شاذة ومن الغرابة بمكان ولأول مرة أسمع بها ،وهو ناتج تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على أبناء المسلمين –والله أعلم-! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 0
وذلك لأن السحر إما أن ينكر بالكلية ويناطح المنكر كلام الله ورسوله في هذا الشأن0
وإما أن يثبت وينكر أن له حقيقة بل هو أوهام كالمعتزلة ومن وافقهم على مذهبهم0
وإما أن يثبت وجوده وأن له حقيقة وله تأثير وأثر في المسحور قد يَتوصل المسحور أو من حوله لمعرفتها من خلال الأثر على المسحور والأعراض المرضية والقرائن التي يبنى عليها غلبة الظن ))0
قال الشيخ / ناصر العقل أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بالرياض.
((يقوم بعض الرقاة بتشخيص المرض بظواهر على الجسم على سبيل الظن، فكون الراقي يعرف بعض الأمراض من باب القرائن ومن باب غلبة الظن هذا قد يكون مقبولاً، لكن المشكلة أن بعض القراء يستدل بالصداع على أمر معين ويجزم، أقول: إذا كان من باب غلبة الظن فلا حرج، لكن الجزم ما يجوز.))انتهى
http://shamela.ws/browse.php/book-37729/page-156
وكما يُقال الأثر يدل على المؤثر0
وقد قرأت كلاما لطيفاً للشيخ سعيد بن مسفر حفظه الله يقول فيه0
((فالأثر يدل على المؤثر، البدوي الأعرابي الذكي يقول: سماءٌ ذات أبراج، وأرضٌ ذات فجاج، وبحارٌ تزخر، ونجومٌ تزحف -هذه كلها عوالم تلفت النظر، ويقول- الأثر يدل على المسير، والبعر يدل على البعير، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، أفلا يدل ذلك على السميع البصير؟!!
فأنت بالأثر تستطيع أن تصل إلى الإيمان بحقيقة المؤثر، ولذا هذه الغرفة الآن مليئة بهواء (الأكسجين) ولو أخرجت ورقة من جيبي الآن أمامكم فأنفخها هكذا فتتحرك، لكنكم لا ترون شيئاً خرج من فمي، مدفع حركها، أو عصا خرجت من فمي وقالت لها هكذا، شيء تحرك، هل رأيتم شيئاً خرج من فمي؟ خرج هواء، هناك تيار هوائي لكن لا ترونه بالعين، كيف رأيتموه؟ رأيتموه بأثر حركته على الورقة، نأخذ من هذا قاعدة: أن كل شيء لا ندركه بأعيننا لا ينبغي لنا أن نكذِّب بوجوده، وإذا قلنا: إنه غير موجود فقد ألغينا عقولنا.)) انتهى
المصدر للتوثيق
http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=108724
قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى رحمة واسعه:
فالسحر سُمي سحرًا؛ لأن أسبابه خفية، ولأن السحرة يتعاطون أشياء خفية يتمكنون بها من التخييل على الناس والتلبيس عليهم، والتزوير على عيونهم، وإِدخال الضرر عليهم، وسلب أموالهم إِلى غير ذلك، بطرق خفية لا يفطن لها في الأغلب، ولهذا يسمى آخر الليل: سحرًا؛ لأنه يكون في آخره عند غفلة الناس وقلة حركتهم، ويقال للرئة: سحر؛ لأنها في داخل الجسم وخفية.
ومعناه في الشرع : ما يتعاطاه السحرة من التخييل والتلبيس الذي يعتقده المشاهد حقيقة وهو ليس بحقيقة، كما قال الله سبحانه عن سحرة فرعون : (( قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)) سورة طه الآيات 65 – 69.
والمقصود: أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء: وهو السحر، ويعالج به أيضًا من حُبس عن زوجته، وقد جُرِّب ذلك كثيرًا فنفع الله به، وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى، وقد يعالج بقل هو الله أحد والمعوذتين وحدها ويشفى.
ومن المهم جدًّا أن يكون المُعَالِج والمُعَالَج عندهما إِيمان صادق، وعندهما ثقة بالله، وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور، وأنه متى شاء شيئًا كان، وإِذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى، فالأمر بيده جل وعلا، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فعند الإِيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإِذن الله وبسرعة، وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما يرضيه، إِنه سميع قريب.
الواجب على كل من لديه علم من الكتاب والسنة أن يبلغ في بلاده، وفي مجتمعه، وفي أهله، حتى يكون الناس على علم بهذه
الأمور، وحتى ينتشر العلم؛ ولهذا كان عليه الصلاة والسلام إِذا خطب الناس وذكرهم يقول: فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلَّغ أوعى من سامع ويقول: بلِّغوا عنِّي ولو آية )).
فالواجب على من سمع من أهل العلم أن يبلغ الفائدة التي عقلها وفهمها، وليحذر أن يبلغ ما لم يعقل وما لم يفهم؛ لأن بعض الناس قد يُبَلِّغ أشياء يغلط فيها فيكون كاذبًا ومضرًّا بمن بلَّغ عنه وبالمُبَلَّغين، فلا يجوز له التبليغ إِلاَّ عن علم، وعن تحقق وبصيرة مما سمع حتى يبلغ كما سمع، وكما علم، من دون زيادة ومن دون نقص، وإِلا فليمسك حتى لا يكذب على من بلغ عنه، وحتى لا يضر غيره.))انتهى
المصدر للتوثيق
http://www.alifta.net/fatawa/fatawaD...o=1&PageID=978
وهنا مختصر فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة0
http://www.binbaz.org.sa/mat/8608
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة قولهم :-
((كأن يخيل إليه أنه وطيء زوجاته وهو لم يطأهن، أو أنه يقوى على وطئهن حتى إذا جاء إحداهن فتر ولم يقو على ذلك،))
وقولهم :-
((ومن أنكر وقوع ذلك فقد خالف الأدلة وإجماع الصحابة وسلف الأمة متشبثًا بشبه وأوهام لا أساس لها من الصحة فلا يعول عليها، وقد بسط القول في ذلك العلامة ابن القيم في كتاب [زاد المعاد] والحافظ ابن حجر في [فتح الباري].))
http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaD...eNo=1&BookID=3
يتبع 00
-
طبعاً وجود خطأ في التشخيص أو حتى وجود من يَكذب على المسلمين ويستغل الناس بتشخيصات كاذبة لا يُخرج الأمر عن حقيقته
ولا يكون سبباً في رد تأثير السحر على المسحور ووجود أعراض تظهر على المريض نسأل الله السلامة لنا وللمسلمين من هذا الداء وغيره0
فالكذب يدخل حتى في الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فهناك من يضع الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
عامداً متعمدا ولم يكن سبباً يوماً من الأيام في رد الأحاديث النبوية جملةً وتفصيلا وجود من يكذب ويضع الأحاديث المكذوبة!!
ولكن بحفظٍ من الله عز وجل يميز ذلك أهل الإختصاص في هذا الفن والذين عُرفوا بالأمانة والتقى 0
قلت/ وقد رأيت في هذا المجلس المبارك من يتلقف أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ويفسرها على هواه! ويحتج بها في ما ليس موطن للاحتجاج !
فقد جاء من أحد الأعضاء قوله:-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 766636
نعم أخي ...
ما عاناه النبي عليه من الله الصلاة والسلام من التخييل بفعل شيء لم يفعله ثابت بالنص أنه سحر . ولكن هل هذا العرض أحد أنواع أعراض السحر المتكررة ؟
نحتاج إلى دليل ...
والتخييل هو شطر الشك .
والشك بشطريه يحصل في أغلب الأمور ولأغلب الناس .
يحصل للمصلي وللمتوضأ وللمعتمر ولقارئ القرآن ولأغلب الأمور .
.
فأما القول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;766636
نعم أخي ...
ما عاناه النبي عليه من الله الصلاة والسلام من التخييل بفعل شيء لم يفعله ثابت بالنص أنه سحر . ولكن هل هذا العرض أحد أنواع أعراض السحر المتكررة ؟
نحتاج إلى دليل ...
.
قلت/الأعراض والحكم على الحالة المرضية أياً كانت ليست عبادة يستوجب الكلام فيها دليل شرعي 0
وليست خوض في الغيب فالتشخيص على غلبة الظن 0
وقاعدة العمل بغلبة الظن؛ معمول بها في الشرع ، والعمل بها في أمور الدنيا من باب أولى0
والسحر يؤثر في المسحور والأثر محسوس 0 وإنكار المحسوسات مذهب بعض الفلاسفة!
قال السفاريني في نظمه/
وكل معلوم بحس وحجى ، ، ، فنكره جهل قبيح في الهجا
وقال ابن القيم : والسحر الذي يؤثر مرضاً وثقلاً وعقلاً وحبّاً وبغضاً ونزيفاً موجود ، تعرفه عامة الناس ، وكثير من الناس عرفه ذوقاً بما أصيب به منهم .
" التفسير القيم " ( ص 571 ) .
يتبع 0000
-
ثم القول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 766636
نعم أخي ...
والتخييل هو شطر الشك .
والشك بشطريه يحصل في أغلب الأمور ولأغلب الناس .
يحصل للمصلي وللمتوضأ وللمعتمر ولقارئ القرآن ولأغلب الأمور .
.
قلت /فالتخييل الحاصل لموسى عليه السلام في قوله تعالى ((يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)) 0
هو عبارة عن ظن المُخَيَّل إليه ، وليس الشك وفرق بين الشك الذي ينال المصلي والمعتمر وقارئ القرآن وبين ما يُخَيَّل للمسحور عن طريق السحر0
لأن الشك في هذه الأمور مداره في الغالب على النسيان !أو وسوسة الشيطان !
–الكلام هنا عن مجرد نظر المخَيَّل إليه وقت التخييل أو المُخَيَّل إليه فعل الشيء ولم يفعل-
لذلك السحر له حقيقة تؤثر على المسحور يعتقدها المُخيّل إليه0
فلو كان المُخَيَّل إليه يشك في الذي أمامه هل هو حيات تسعى أو حبال وعُصي لما ثبت على حقيقة ما يدور أمامه قال تعالى(( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى)) 0
والتخييل الحاصل للنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عن عائشة رضي الله عنها ((سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ))
هو عبارة عن ظنه فعل الشيء لأنه كان يُخَيَّل إليه صلى الله عليه وسلم أنه يفعل الشيء )) لذلك للسحر حقيقة يعتقدها المُخَيَّل إليه0
قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
((ومعناه في الشرع -أي السحر- : ما يتعاطاه السحرة من التخييل والتلبيس الذي يعتقده المشاهد حقيقة وهو ليس بحقيقة))0انتهى
يتبع000
-
جاء في مركز الفتوى القطرية قولهم:-
((الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسحر له أعراض تظهر في الغالب، منها أن يتخيل المرء حصول أشياء لم تقع، أو أن ينسى كثيرا.وقد يكون من أعراضه ضيق التنفس، وغيره من الأمور الظاهرة، ومع هذه الأعراض، فقد تكون له أعراض باطنة، كالرؤى المفزعة، والكوابيس ونحوها... لكن لتعلم -أيها الأخ الكريم- أن هذه الأعراض ظاهرة وباطنة لا تدل على السحر بالقطع واليقين، وإلا فكثير من الناس يظهر عليهم ما يشبه هذه الأعراض، دون وجود سحر. وعلى أية حال، فإنه ما أنزل الله تعالى داء إلا جعل له دواء علمه من علمه وجهله ومن جهله، ففي مسند الإمام أحمد وغيره من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء.))
المصدر للتوثيق:-
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=78545
قلت/ولا أعتقد طبعا أن وراء المركز وهذه الفتوى رقاة يمتهنون الرقية لذلك هم يفتون بمثل هذا !!!
-
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث ، وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها , قالوا : وكل ما أدَّى إلى ذلك فهو باطل , وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ ( هناك ) , وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء , قال المازري : وهذا كله مردود ؛ لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ , والمعجزات شاهدات بتصديقه , فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل ، وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض , فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين .
قال : وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن , وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة .
قلت – أي : ابن حجر - : وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة عند البخاري ، ولفظه : ( حتى كان يرى ( أي : يظن ) أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ) وفي رواية الحميدي : ( أنه يأتي أهله ولا يأتيهم ) .
قال عياض : فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده ... .
وقال المهلب : صون النبي صلى الله عليه وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده , ففي الصحيح أن شيطاناً أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه , فكذلك السحر ، ما ناله من ضرره لا يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ , بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام , أو عجز عن بعض الفعل , أو حدوث تخيل لا يستمر , بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين " انتهى .
"فتح الباري" (10/226، 227) باختصار .
-
قال ابن القيم رحمه الله :
" هديه صلى الله عليه وسلم في علاج السحر الذي سحرته اليهود به :
قد أنكر هذا طائفة من الناس ، وقالوا : لا يجوز هذا عليه ، وظنُّوه نقصاً وعيباً ، وليس الأمر كما زعموا ، بل هو من جنس ما كان يعتريه من الأسقام والأوجاع ، وهو مرض من الأمراض ، وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما ، وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( سُحِر رسول الله حتى إن كان ليخيَّل إليه أنه يأتي نساءه ولم يأتهن ، وذلك أشد ما يكون من السحر )
قال القاضي عياض : والسحر مرض من الأمراض ، وعارض من العلل ، يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا يُنكر ، ولا يَقدح في نبوته .
وأما كونه يخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله : فليس في هذا ما يُدخل عليه داخلة في شيء من صدقه ؛ لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا ، وإنما هذا فيما يجوز أن يطرأ عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها ، ولا فُضِّل من أجلها ، وهو فيها عُرضة للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أنه يخيَّل إليه مِن أمورها ما لا حقيقة له ثم ينجلي عنه كما كان " انتهى ."زاد المعاد" (4/124) .
وبعد ، فقد تبيَّن صحة الحديث ، وعدم تنقصه من منصب النبوة ، والله سبحانه وتعالى يعصم نبيَّه صلى الله عليه وسلم قبل السحر وأثناءه وبعده ، ولا يعدو سحره عن كونه متعلقاً بظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي أهله وهو لم يفعل ، وهو في أمرٍ دنيوي بحت ، ولا علاقة لسحره بتبليغ الرسالة البتة ، وفيما سبق من كلام أهل العلم كفاية ، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى "فتح الباري" و "زاد المعاد" .
والله أعلم .
http://islamqa.info/ar/68814
-
قلت ((ولعل عدم معرفة الفرق بين حقيقة تأثير السحر في المسحور وعدم قدرة الساحر في تغيير الشيء عن حقيقته التي خلقه الله عليها كأن يجعل الحبال حيات أو المنديل حمامة حقيقةً لا تخييلاً للمسحور أو الناظر -كما يُفعل في ألعاب السرك مما يحصل في القنوات أو على الطبيعة في مثل هذه المهرجانات المحرمة- من أسباب إنكار المبتدعة هذا الحديث لعدم تفريقهم بين أثر السحر على المسحور وأثر السحر على المادة نفسها 0 ))
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة على جواب طرح عليه
السؤال: هل للسحر حقيقة؟
الإجابة: للسحر حقيقة ولا شك، وهو مؤثر حقيقة، لكن كونه يقلب الشيء أو يحرك الساكن، أو يسكن المتحرك هذا خيال وليس حقيقة انظر إلى قول الله تعالى في قصة السحرة من آل فرعون يقول الله تعالى: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم}، قال: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم}.
كيف سحروا أعين الناس؟ سحروا أعين الناس حين صار الناس ينظرون إلى حبال السحرة وعصيهم كأنها ثعابين تمشي كما قال الله تعالى: {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى}، فالسحر في قلب الأشياء، وتحريك الساكن، أو تسكين المتحرك ليس له أثر، لكن في كونه يسحر أو يؤثر على المسحور حتى يرى الساكن متحركاً والمتحرك ساكناً، أثره ظاهر جداً، إذاً فله حقيقة ويؤثر على بدن المسحور وحواسه وربما يهلكه.
المصدر للتوثيق
http://ar.islamway.net/fatwa/11605/%...8A%D9%82%D8%A9
-
يذكر المشتغلون بالرقية الشرعية شيئاً من الأعراض التي يعرف بها أن الشخص مصاب بمس من الجن أو أنه مصاب بالعين ، وهي علامات ظنية ، قد تتخلف في بعض الحالات ، وقد تزيد أو تنقص في حالات أخرى .
أما أعراض المس فهي :
1- الإعراض والنّفور الشديد من سماع الأذان أو القرآن .
2- الإغماء أو التشنّج أو الصّرع والسقوط عند قراءة القرآن عليه .
3- كثرة الرؤى المفزعة .
4- الوحدة والعزلة والتصرّفات الغريبة .
5- قد ينطق الشيطان الذي تلبّس به عند القراءة عليه .
أما أعراض الإصابة بالعين فيقول الشيخ عبد العزيز السدحان حفظه الله :
" الأعراض إن لم تكن مرضا عضويا فإنها تكون غالبا على هيئة :
صداع متنقل . صفرة في الوجه . كثرة تعرق وتبول . ضعف شهية . تنمل أو حرارة أو برودة في الأطراف . خفقان في القلب . ألم يتنقل أسفل الظهر والكتفين . حزن وضيق في الصدر . أرق في الليل . انفعالات شديدة من خوف غير طبيعي . كثرة تجشؤ وتثاؤب وتنهد . انعزال وحب للوحدة . خمول وكسل . ميل إلى النوم . مشاكل صحية بلا سبب طبي معروف.
وقد توجد هذه العلامات أو بعضها حسب قوة العين وكثرة العائنين " انتهى.
http://islamqa.info/ar/125543
أما بالنسبة للتفريق بين حالة المسّ والسّحر فقد ذكر بعض المجرّبين أن من علامات المسّ ما يلي :
1- الإعراض والنّفور الشديد من سماع الأذان أو القرآن .
2- الإغماء أو التشنّج أو الصّرع والسّقوط حال القراءة عليه .
3- كثرة الرؤى المفزعة .
4- الوحدة والعزلة والتصرّفات الغريبة .
5- قد ينطق الشيطان الذي تلبّس به عند القراءة .
6- التخبّط كما قال تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبّطه الشيطان من المسّ ) .
أمّا السّحر فمن أعراضه :
1- كره المسحور لزوجته أو المسحورة لزوجها كما قال تعالى : ( فيتعلّمون منهما ما يُفرّقون به بين المرء وزوجه ) .
2- اختلاف حاله خارج البيت عن حاله داخله اختلافا كلّيا فيشتاق إلى أهله وبيته في الخارج فإذا دخل كرههم أشدّ الكُره .
3- عدم القدرة على وقاع الزّوجة .
4- توالي إسقاط المرأة الحامل باستمرار .
5- التغيّر المفاجئ في التصرّفات دون أيّ سبب واضح .
6- عدم اشتهاء الطعام بالكلّية .
7- أن يخيّل إليه أنّه فعل الشيء وهو لم يفعله .
8- الطاعة العمياء والمحبّة المفاجئة والمفرطة لشخص معيّن .
هذا ويجب الانتباه إلى أنّ الأعراض المذكورة آنفا لا يُشترط عند توفّر بعضها أن يكون الشّخص مصابا بالسّحر أو المسّ فقد يكون بعضها لأسباب عضوية أو نفسية أخرى .
http://islamqa.info/ar/240
قلت / ومازال أهل العلم يأخذون من أهل الاختصاص الموثوق فيهم ولا مانع من ذلك الأخذ ممن وثق في دينه وأمانته0
-
ثم قول القائل
http://majles.alukah.net/images/metr...quote_icon.png المشاركة الأصلية كتبت بواسطة http://majles.alukah.net/images/metr...wpost-left.png
فمن ربط عرضا ما بأحد تلك الأمراض من غير دليل فقد كذب على الله وعلى الناس .
قلت / هذا القول لا دليل عليه وهو من التحكم بلا دليل !ولازم هذا القول إنكار مسألة نطق الجان على لسان المريض وتكذيب من قال بها !!
قلت/و من أشهر الأعراض ظهورا مسألة نطق الجان على لسان المريض0
قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل : قلت لأبي : إن أقواماً يقولون إن الجن لا يدخل في بدن المصروع فقال : ( يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه ) . قال ابن تيمية معلقاً ( هذا الذي قاله مشهور فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويُضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضُرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ، ولا بالكلام الذي يقوله وقد يَجُر المصروع وغير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور ، ومن شاهدها أفادته علماً ضرورياً بأن الناطق على لسان الإنس ، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان ) ، ويقول رحمه الله : ( وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن بدن المصروع وغيره ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يُكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك )0
فهؤلاء الأئمة يثبتون عرض نطق الجان على لسان المصروع فهل كذبوا على الله وعلى الناس !
وحاشاهم من ذلك
-
ومما يذكر هنا من أقوال العلماء الذين يرون ظهور الأعراض وإمكانية تمييزها وهم كثر سواءً في السحر أو مس فالأمر بشكل عام تحت مظلة المرض الروحي والإيذاء الشيطاني 0
سئل الشيخ عبد الله الجبرين - رحمه الله - :
أعرف شخصاً يشكو أمراً وهو أنه إذا جاء للنوم يشعر - وهو على فراشه - بأن امرأة تجامعه ، ويتكرر ذلك معه كثيراً ، ويحصل منه الإنزال لذلك ، وقد سأل عن ذلك فأخبره البعض أنه ربما كانت تجامعه جنيَّة ، فهل هذا صحيح ؟ وهل يمكن أن يجامِع الإنسُ الجنَّ أو يتزوج منهم ؟ وما حكم ذلك ؟ .
فأجاب :
هذا ممكن في الرجال والنساء ، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل الأعضاء ، ولا مانع يمنعـه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعـاء والأوراد المأثورة ، وقد يغلب على بعض النساء ، ولو استعاذت منه ، حيث يلابسها ويخالطها ، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء ، وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ، ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس بالإنزال .
" الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية " ( ص 199 ) 0
قال زين العابدين بن نجيم – رحمه الله - :
ولو قالت : معي جنِّي يأتيني في النوم مراراً وأجد ما أجد إذا جامعني زوجي : لا غسل عليها ! وفي " فتح القدير " : ولا يخفى أنه مقيد بما إذا لم تر الماء ، فإن رأته صريحاً : وجب ، كأنه احتلام .
" البحر الرائق " ( 1 / 60 ) .
وهو قول الحنفية والمالكية ، كما في " الموسوعة الفقهية " ( 31 / 202 ) .
وقال الشيخ ولي زار بن شاهز الدين – حفظه الله - :
أما القضية من حيث الواقع : فالكل قد جوز وقوعها ، وحيث إن النصوص ليست قاطعة في ذلك – جوازاً أو منعاً - : فإننا نميل إلى عدم الجواز شرعاً ؛ لما يترتب على جوازه من المخاطر التي تتمثل في :
1. وقوع الفواحش بين بني البشر ، ونسبة ذلك إلى عالم الجن ، إذ هو غيب لا يمكن التحقق من صدقه ، والإسلام حريص على حفظ الأعراض وصيانتها ودرء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح ، كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية .
2. ما يترتب على التناكح بينهما من الذرية والحياة الزوجية - الأبناء لمن يكون نسبهم ؟ وكيف تكون خلقتهم ؟ وهل تلزم الزوجة من الجن بعدم التشكل ؟ - 3. إن التعامل مع الجن على هذا النحو لا يسلم فيه عالم الإنس من الأذى ، والإسلام حريص على سلامة البشر وصيانتهم من الأذى .
وبهذا نخلص إلى أن فتح الباب سيجر إلى مشكلات لا نهاية لها ، وتستعصي على الحل ، أضف إلى ذلك أن الأضرار المترتبة على ذلك يقينية في النفس والعقل والعرض ، وذلك من أهم ما يحرص الإسلام على صيانته ، كما أن جواز التناكح بينهما لا يأتي بأية فائدة .
ولذلك فنحن نميل إلى منع ذلك شرعا ، وإن كان الوقوع محتملاً .
وإذا حدث ذلك ، أو ظهرت إحدى المشكلات من هذا الطراز : فيمكن اعتبارها حالة مرضية تعالج بقدرها ، ولا يفتح الباب في ذلك .
" الجن في القرآن والسنة " ( ص 206 ) .
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروقي العتيبي
قلت ((ولعل عدم معرفة الفرق بين حقيقة تأثير السحر في المسحور وعدم قدرة الساحر في تغيير الشيء عن حقيقته التي خلقه الله عليها كأن يجعل الحبال حيات أو المنديل حمامة حقيقةً لا تخييلاً للمسحور أو الناظر -كما يُفعل في ألعاب السرك مما يحصل في القنوات أو على الطبيعة في مثل هذه المهرجانات المحرمة- من أسباب إنكار المبتدعة هذا الحديث لعدم تفريقهم بين أثر السحر على المسحور وأثر السحر على المادة نفسها 0 ))
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة على جواب طرح عليه
السؤال: هل للسحر حقيقة؟
الإجابة: للسحر حقيقة ولا شك، وهو مؤثر حقيقة، لكن كونه يقلب الشيء أو يحرك الساكن، أو يسكن المتحرك هذا خيال وليس حقيقة انظر إلى قول الله تعالى في قصة السحرة من آل فرعون يقول الله تعالى: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم}، قال: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم}.
كيف سحروا أعين الناس؟ سحروا أعين الناس حين صار الناس ينظرون إلى حبال السحرة وعصيهم كأنها ثعابين تمشي كما قال الله تعالى: {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى}، فالسحر في قلب الأشياء، وتحريك الساكن، أو تسكين المتحرك ليس له أثر، لكن في كونه يسحر أو يؤثر على المسحور حتى يرى الساكن متحركاً والمتحرك ساكناً، أثره ظاهر جداً، إذاً فله حقيقة ويؤثر على بدن المسحور وحواسه وربما يهلكه.
المصدر للتوثيق
http://ar.islamway.net/fatwa/11605/%...8A%D9%82%D8%A9
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وإياكم أختنا الفاضلة
-
سؤال: إن رقى المسحور نفسه، وأثناء الرقية بدأ العارض أو المس بضربه وصفعه بشده، هل يتوقف عن الرقية أم يكملها؟؟
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
سؤال: إن رقى المسحور نفسه، وأثناء الرقية بدأ العارض أو المس بضربه وصفعه بشده، هل يتوقف عن الرقية أم يكملها؟؟
مثل هذا عليه أن يستعين بالله ويستمر على تحصين نفسه حتى يتقوى بإذن الله.
وعليه عند رقية نفسه أن يرقيها في وقت قصير حتى لا يصل إلى الحالة المشار إليها شيئاً فشيئاً حتى يتمكن من رقية نفسه بشكل مستمر ووقت أطول تدريجياً .
أما الحالة المشار إليها ؛ فالقرآن الكريم حتى في أثناء الرقية لا بد من تدبر للآيات المقروءة.
ولا يصلح مثل هذا الفعل -أن يقرأ القرآن ويرقي نفسه وهو في هذه الحالة -،ولا بد من راقي متمرس
يستطيع التعامل مع الحالة حتى لا يؤذي نفسه ومن عرف من نفسه مثل هذه الحالة أو أصابته هذه الحالة
أثناء رقية نفسه وما زال يستطيع المقاومة فعليه أن ينهي الرقية خاصة بالدعاء ((اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ ، أَذْهِب الْبَأسَ ، واشْفِ ، أَنْتَ الشَّافي لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ ، شِفاءً لا يُغَادِرُ سقَماً »يكرر هذا الدعاء حتى يهدأ بإذن الله.
هذا حسب معرفتي في هذا المجال وهذه وجهة نظري .
والله أعلم
-
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
-
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
[quote=الروقي العتيبي;769211]
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة على جواب طرح عليه
السؤال: هل للسحر حقيقة؟
الإجابة: للسحر حقيقة ولا شك، وهو مؤثر حقيقة، لكن كونه يقلب الشيء أو يحرك الساكن، أو يسكن المتحرك هذا خيال وليس حقيقة انظر إلى قول الله تعالى في قصة السحرة من آل فرعون يقول الله تعالى: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم}، قال: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم}.
كيف سحروا أعين الناس؟ سحروا أعين الناس حين صار الناس ينظرون إلى حبال السحرة وعصيهم كأنها ثعابين تمشي كما قال الله تعالى: {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى}، فالسحر في قلب الأشياء، وتحريك الساكن، أو تسكين المتحرك ليس له أثر، لكن في كونه يسحر أو يؤثر على المسحور حتى يرى الساكن متحركاً والمتحرك ساكناً، أثره ظاهر جداً، ]
.............................. ..........
قَالَ ابْن مَسْعُود رضي الله عنه رَأَيْت الْقَمَر منشقا شقين بِمَكَّة قيل يخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شقة على جبل أبي قبيس وشقة على السويداء فَقَالَ كفار قُرَيْش يَا أهل مَكَّة هَكَذَا سحركم ابْن أبي كَبْشَة انْظُرُوا السفار فَإِن كَانُوا رَأَوْا مثل مَا رَأَيْتُمْ فقد صدق وَإِن لم يَكُونُوا رَأَوْا مثل مَا رَأَيْتُمْ فَهُوَ سحر قَالَ فَسئلَ السفار وَقدمُوا من كل وَجه فَقَالُوا رَأينَا.
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
الطيبوني ؛ شكرا لمرورك وفقك الله .
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
قال الشيخ صالح الفوزان –حفظه الله-
أما تأثير السحر وما يترتب عليه من إصابات فذلك شيء واقع ويؤثر ويقتل ويمرض ويفرق بين المرء وزوجته ويفسد بين الناس فتأثيره شيء واقع .
http://alfawzan.af.org.sa/ar/node/4795
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
يرجى النظر الى مقالتي (اثبات دخول الجن بدن الإنسان بالقرآن والسنة والإجماع) :
https://majles.alukah.net/t186552/
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
السؤال:
ما حد قدرة الساحر؟ أي: هل يستطيع قلب الأشياء، كأن يقلب قطاً إلى كلب أو كذا؟
الجواب:
الجواب
الساحر يستطيع التوهيم والتخييل؛ قال تعالى: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه:66] أما في الحقيقة فلا، كما جاء في قصة الدجال في آخر الزمان أنه يقطع الشخص نصفين، ويرى الناس أنه فعلاً قطعه نصفين ثم يعيده، فبعد أن يعيده يسأله: هل آمنت بي؟ فيقول: ما ازددت إلا إيماناً بأنك الدجال الأكبر الذي أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالسحر في الغالب هو تخييل، لكن له تأثير، وهذا التأثير لا يُنْكِرْ الواقع، ومن ذلك قصة اليهودي لبيد بن الأعصم، حيث سحر الرسول عليه السلام، وظل الرسول صلى الله عليه وسلم متأثراً بسحره في ضعفه في بدنه نحو ستة أشهر، مثل هذا التأثير ممكن، أما قلب الحقائق توهيماً وتخييلاً، وهذا النوع يستعمله الكثير من الذين يسمون بـ (الحُوّات) ، وهم مشعوذون، خاصة في مصر يوجد من هذا النوع الكثير، وكان بعض الناس يأتون منهم إلى دمشق ورأينا منهم العجب! يأخذ المائة ليرة ورقة ويشعلها أمام الناس ثم يعيدها كما كانت، والخاتم يسحبه من يدك وتراه في كف غيرك، وهكذا فإذاً: للسحر تأثيرٌ لكن لا يبلغ الأمر إلى قلب حقائق الحيوانات التي خلقها الله عز وجل.
(الألباني؛ دروس للشيخ محمد ناصر الدين الألباني؛ ج7؛ ص19)
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
قال الشيخ الألباني -رحمه الله - "... السحر له تأثير لكن تأثيره قد يكون تارة بدنيا وقد يكون فكريا وعقليا فمن حيث التأثير الأول يشمل البشر كافة كما ذكرنا بالنسبة لموسى عليه السلام موسى عليه السلام ونبينا عليه السلام أما من حيث الفكر فلا ينال المصطفين الأخيار..."
https://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=codevi&coid=25122 9
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
قد يجتمع في المسحور سحر التخييل وسحر عضوي!!
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
للسِّحرِ حقيقة ولاشك وهو مؤثر حقيقةً، لكن كونُه يقلب الشيءَ أو يحرك الساكن أو يُسكِّن المتحرك هذا خيال وليس حقيقة؛ انظر إلى قول الله تعالى في قصة السَّحَرةِ من آل فرْعونَ - يقول الله تعالى: ﴿ سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوه ُمْ ﴾ [الأعـرَاف: 116].
كيف سحروا أعين الناس؟ سحروا أعين الناس حين صار الناس ينظرون إلى حبال السحرة وعصيِّهم كأنها ثعابين تمشي - كما قال الله تعالى: ﴿ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ﴾[طـه: 66].فالسحر في قلب الأشياء، وتحريك الساكن، أو تسكين المتحرك ليس له أثر، لكن في كونه يسحر أو يؤثر على المسحور حتى يرى الساكن متحركًا والمتحرك ساكنًا، أثره ظاهر جدًا، إذن فله حقيقة ويؤثر على بدن المسحور وحواسه وربما يهلكه.
للشيخ بن عثيمين - «المجموع الثمين» (ج2 / ص 131، 132)
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروقي العتيبي
أما في الحقيقة فلا، كما جاء في قصة الدجال في آخر آخر الزمان أنه يقطع الشخص نصفين، ويرى الناس أنه فعلاً قطعه نصفين ثم يعيده، فبعد أن يعيده يسأله: هل آمنت بي؟ فيقول: ما ازددت إلا إيماناً بأنك الدجال الأكبر الذي أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم.
(الألباني؛ دروس للشيخ محمد ناصر الدين الألباني؛ ج7؛ ص19)
الاستدلال بقصة الدجال فيه نظر بل غلط مخالف لما ثبت من الاحاديث الصحيحة أنه حقيقة
واليكم بيان ذلك
السؤال
لقد قرأت حديثاً أنّ الدجّال سوف يحيي الموتى ، ولكن ذُكر في القرآن الكريم أن الله سوف يحيي الموتى فقط في يوم القيامة لا أحد آخر يمكنه فعل ذلك ، وعندما تخرج الروح مرةً فلن تعود أبداً ، فكيف سيحيي الدجال الموتى؟
الجواب
الحمد لله.
أولا :
مِن أصول عقيدة المسلمين : الإيمان بأن الله تعالى هو وحده الذي يحيي ويميت ، ومن ادَّعى أن غير الله تعالى قادر على الإحياء والإماتة فقد كفر ، بل إن المشركين في جاهليتهم لم يعتقدوا ذلك في أصنامهم وآلهتهم .
قال الله تعالى : ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة/28 .
وقال تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الحج/6 .
وقد بيَّن الله تعالى عجز الآلهة المزعومة عن الخلق والرزق والإحياء والإماتة .
قال تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الروم/40 .
ثانيا :
قد أقدر الله عز وجل المسيح الدجال على إحياء ميّت ، ولم يَقْدِرْ -عدو الله- على ذلك بقوته وحوله ، وإنما قدر على ذلك بإذن الله وأمره ؛ لا باستقلال منه .
جاء في حديث النواس بن سمعان مرفوعا ، أن الدجال (يَدْعُو رَجُلا مُمْتَلِئًا شَبَابًا ، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ ، رَمْيَةَ الْغَرَضِ ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ) رواه مسلم برقم 5228 .
فكما أقدر الله عز وجل عيسى عليه السلام على أن يحيى الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، وينبئ الناس ببعض المغيبات ، ولم يكن ذلك كله إلا بإذن الله سبحانه وتعالى = كذلك أقدر المسيح الدجال على بعض الخوارق بإذنه سبحانه ؛ فتنة منه ، وابتلاء لعباده سبحانه .
لكن عيسى كان ينسب ذلك إلى قدرة الله وإذنه ، والفاجر الدجال ينسب ذلك إلى نفسه .
قال عليه السلام لبني إسرائيل فيما حكاه الله عنه في كتابه ( قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ) آل عمران/49 .
وقال تعالى : ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي ) المائدة/110 .
قال ابن عطية رحمه الله:
"وكون عيسى عليه السلام خالقا بيده ، ونافخا بفيه : إنما هو ليبين تلبسه بالمعجزة، وأنها جاءت من قبله .
وأما الإيجاد من العدم ، وخلق الحياة في ذلك الطين : فمن الله تعالى وحده لا شريك له.
وقوله (بِإِذْنِ اللَّهِ) معناه : بعلم منه تعالى أني أفعل ذلك ، وتمكين منه لي .
وحقيقة الإذن في الشيء : هي العلم بأنه يفعل ، والتمكين من ذلك " انتهى من "المحرر الوجيز" (1/439)
ولعل السائل استشكل وقوع ذلك من الدجال ، ولم يستشكله من نبي الله عيسى عليه السلام ؛ لأن عيسى عليه السلام يقرر بهذه المعجزات توحيد الله في قلوب الناس ، فكيف يعطاها الدجال وهو يدعي بها الربوبية ؟
أجاب عن ذلك الخطابي رحمه الله ، فقال :
وقد يُسأل عن هذا، فيُقال: كيف يجوز أن يُجري الله تعلى آياته على أيدي أعدائه؟ وإحياء الموتى آية عظيمة من آيات أنبيائه. فكيف مَكَّن منه الدَّجَّال، وهو كذاب مفترٍ على الله يدعي الربوبية لنفسه؟
فالجواب: أن هذا جائز على سبيل الامتحان لعباده ، إذا كان منه ما يدل على أنه مُبطلٌ، غير مُحِقٍّ في دعواه، وهو أن الدَّجَّال أعور عين اليمنى ، مكتوب على جبهته كافر، يقرأه كل مسلم، فدعواه داحضة مع وسم الكفر ، ونقص العَوَر ، الشاهدَين بأنه لو كان ربًّا لقدر على رفع العَوَر عن عينه ، ومحو السِّمة عن وجهه .
وآيات الأنبياء التي أُعطوها الأنبياء بريئة عما يعارضها، ونقائضها، فلا يشتبهان بحمد الله" انتهى من "أعلام الحديث" (4/2331) .
ثالثا :
ورد في بعض الأحاديث الضعيفة أن ما يقع من الدجال إنما هو سحر تخييل ، ولا حقيقة لما يدّعيه من القتل والإحياء .
قال الحافظ ابن حجر :
"وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعْتَمِرٍ (ثُمَّ يَدْعُو بِرَجُلٍ ، فِيمَا يَرَوْنَ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ ، فَيُقْتَلُ ، ثُمَّ يَقْطَعُ أَعْضَاءَهُ كُلَّ عُضْوٍ عَلَى حِدَةٍ ، فَيُفَرِّقُ بَيْنَهَا ، حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ ، ثُمَّ يَجْمَعُهَا ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِعَصَاهُ ؛ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ !! فَيَقُولُ : أَنَا اللَّهُ الَّذِي أُمِيتُ وأحي !!
قَالَ وَذَلِكَ كُلُّهُ سِحْرٌ ؛ سَحَرَ أَعْيُنَ النَّاسِ ، لَيْسَ يَعْمَلُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا) .
وَهُوَ سَنَدٌ ضَعِيفٌ جِدًّا " . انتهى ، من فتح الباري لابن حجر (13/104) .
ومع ضعف هذا الحديث ،
فإن آيات الدجال وخوارقه الأخرى التي أعطاه الله إياها ، تؤيد وقوع ذلك على الحقيقة لا التخييل .
فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال :
"مَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ ؟" قَالَ صلى الله عليه وسلم ( كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ . فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُون َ لَهُ ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ ، وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ - الماشية - أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا - الأعالي والأسنمة - وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ - كناية عن الامتلاء وكثرة الأكل - . ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) رواه مسلم (5228) .
فأمره السماء بأن تمطر، والأرض فتنبت ، وسِمَن بهائم مصدقيه ، وامتلاء ضروعها ، وانتشار زروعهم ، وخصب أراضيهم وانتفاعهم بذلك = يؤكد أن الأمر ليس تخييلا .
ومع أنها خوارق حقيقية ، إلا أن الله جعل فيها نقصا ظاهرا ، ودليلا واضحا على كذب الدجال ، وأنه مبطل في دعواه؛ يراه المؤمن بعين بصيرته، فينجو، ويعمى عنه المفتون المرتاب ، فيهلك.
قال ابن الجوزي رحمه الله :
" لم تتْرك هَذِه الشُّبْهَة حَتَّى دُفعت فِي الْحَال؛ فَإِن فِي هَذَا الحَدِيث أَنه يهم بقتْله مرّة أُخْرَى فَلَا يقدر، وَيَأْمُر بقتْله فَلَا يَصح لَهُ، وَيَأْخُذهُ ليذبحه فَيضْرب على رقبته نُحَاس فَلَا يُمكنهُ !!
فَمَا نَفعه الْفِعْل الأول حِين افتضح فِي الثَّانِي .
فَعلم أَن الأول كَانَ من الله عز وَجل، ليقيم الشُّبْهَة بِإِزَاءِ الْحجَّة، ويفرض على الْعقل دحضها" انتهى من "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (3/117) .
وينظر : "فتح الباري" لابن حجر (13/103) .المصدر الاسلام سؤال وجواب
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال :
" وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لأَعْرَابِيٍّ أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟
فَيَقُولُ : نَعَمْ .
فيتمثل له شيطانانِ في صورة أبيه وأمه فَيَقُولانِ يَا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ "
رواه ابن ماجه برقم 4067 . وصححه الألباني ( صحيح الجامع الصغير / حديث رقم 7752 ) .
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
فيتمثل له شيطانانِ في صورة أبيه وأمه فَيَقُولانِ يَا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ "
.
هذا الحديث لا يتعارض مع ما قررناه لأن من ضمن ما يأتى به الدجال من الخوارق التلبيس والدجل
واستدل بعضهم على نفى حقيقة ما ثبت فى الدجال بمثل ما جئت به اختى الكريمة وحكم على ما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم مما مر سابقا بأنه مدسوس ليرجح ما رجحه الشيخ الالبانى وغيره
وهذا المذهب ينتصر له البعض على المنتديات وهو ضعيف كما تقدم
ولا يرقى لرد ما أثبتناه بل ما يأتى به الدجال من الخوارق منه ما هو حقيقة كما تقرر سابقا ومنه ما هو من قبيل التلبس والدجل ما المانع من اثبات الجميع ليست مشكلة فيما أثبتيه ولكن المشكلة عند المنكرين وأقوالهم تملأ المنتديات فانا لله وانا اليه راجعون
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
سؤال: هل فتنته خاصة بالأحياء أم هي عامة؟
فتنته خاصة بالأحياء، أما الأموات فقد انتهوا وانتهت علاقتهم بالحياة الدنيا، وهو يأتي في الحياة الدنيا.
سؤال: هل هذا يعني أنه لا يستطيع أن يعيد أحدًا منهم بحكم قدرته التي منحه الله إياها لفتنة الناس؟
لا، لم يرد أنه يخرج من في القبور. لكن وردت قصة الرجل الذي يخرج عليه من المدينة فيقول: أتؤمن بي، فيقول: لا، أنت المسيح الدجال، ثم يقطعه نصفين، ثم يقول له: قم فيقوم... إلخ. هذا ورد مع الرجل وهذا حي، ضمن الأحياء، أما أصحاب القبور فليس له قدرة على أن يستخرجهم من قبورهم.
مجموع فتاوى الشيخ صالح الفوزان(1/54-56)
http://fatawapedia.com/فتنة-المسيح-الدجال-وهل-في-مقدوره-إحياء-الأموات-وفتنتهم-11629
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
أما أصحاب القبور فليس له قدرة على أن يستخرجهم من قبورهم.
نعم بارك الله فيك
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
استدل أهل السنة على أن للسحر حقيقة وأثراً بأدلة كثيرة من الكتاب والسنة، ومن الواقع وإليك شيئا منها:
أولا: الأدلة من الكتاب منها ما يلي:
1- قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} ( سورة البقرة: آية 102)
وجه الاستدلال: الآية تدل على أن للسحر حقيقة من وجوه:
الأول: أن الله سبحانه وتعالى قد أخبر فيها عن السحر وأنه مما يعلم ويتعلم وأن متعلمه يكفر بذلك وهذه الصفات لا تكون إلا لماله حقيقة، مما يدل على أن له حقيقة.
الثاني: أن الله تعالى قد أخبر في هذه الآية بأن للسحر آثاراً محسوسة كالتفريق بين المرء وزوجه والأثر دليل على وجود المؤثر وأن له حقيقة.
الثالث: كما أخبر الله تعالى في هذه الآية بأن للسحر ضرراً لا يتحقق إلا بإذنه، والاستثناء دليل على حصول الآثار بسببه والضرر أو الأثر لا يكون إلا مما له حقيقة.
2- قوله تعالى: { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (سورة الفلق: الآية 5)
وجه الاستدلال: أن الله تعالى أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- في هذه السورة بالاستعاذة من شر النفاثات في العقد وهن السواحر كما فسرها جمهور المفسرين مما يدل على أن للسحر حقيقة وأثرا إضافة إلى ذلك أن هذه السورة وسورة الناس باتفاق جمهور المفسرين سبب نزولهما سحر لبيد بن الأعصم اليهودي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ولو لم يكن له حقيقة وأثر لما أنزلت هاتان السورتان لإبطال أثره.
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
ثانياً: الأدلة من السنة وهي كثيرة منها ما يلي:
1-أخرج البخاري بسنده إلى عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم، أو ذات ليلة – وهو عندي لكنه دعا ودعا، ثم قال "يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه. أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل؟ قالا: مطبوب
قال: ومن طبه؟ قال لبيد بن الأعصم. قال في أي شيئ؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر. قال: وأين هو؟ قال في بئر ذروان.فأتاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ناس من أصحابه، فجاء فقال: يا عائشة كأن مائها نقاعة الحنا5 وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين قلت يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال قد عافاني الله فكرهت أن أثير على الناس فيه شراً فأمر بها فدفنت.
وفي رواية لمسلم "فقلت يا رسول الله أفلا أحرقته"
ويقول الإمام النووي عن الروايتين: "كلاهما صحيح: فطلبت أن يخرجه ثم يحرقه والمراد إخراج السحر".
وفي رواية عمرة عن عائشة "فنزل رجل فاستخرجه" وفيه من الزيادة أنه "وجد في الطلعة تمثالاً من شمع تمثال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإذا فيه إبر مغروزة، وإذابه وتر فيه إحدى عشرة عقدة فنزل جبريل بالمعوذتين فكلما قرأ آية انحلت عقدة وكلما نزع إبرة وجد لها ألما ثم يجد بعدها راحة"
وجه الاستدلال: الحديث كما نرى يروي واقعة سحره عليه الصلاة والسلام ابتداءً من تغير عادته -صلى الله عليه وسلم-حتى إنه يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله وانتهاءً بقراءة المعوذتين وحل العقد ونزع الإبر وما بين ذلك من دعائه -صلى الله عليه وسلم- ثم نزول الملكين ونقاشهما فيما حصل له -صلى الله عليه وسلم- ثم ذهابه إلى البئر في جماعة من أصحابه وإخبار عائشة فيما حصل. وطلبها -رضي الله عنها-استخراجه، قوله -صلى الله عليه وسلم- "إن الله شفاني" كل هذا لا يكون إلا فيما له حقيقة وأثر بيّن.
2- ما رواه البخاري بسنده إلى أبي الغيث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات"
وجه الاستدلال: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا باجتناب السبع الموبقات وعد منها السحر بل جعله في المرتبة الثانية بعد الشرك بالله. مما يدل على أن له حقيقة.
3- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "من تصّبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر"
وجه الاستدلال: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى ما فيه وقاية من السحر ولا يتوقى إلا شيء له حقيقة وأثر بين، كما أنه قارنه بالسم والسم متفق بأن له حقيقة وأثراً فكذلك إذاً السحر.
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
ثالثاً: الدليل من الواقع: كذلك من أدلة أهل السنة على أن للسحر حقيقة: الواقع المشاهد وما اشتهر بين الناس من عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها، وحل عقده فيقدر عليها بعد عجز عنها حتى صار متواتراً لا يمكن جحده.
وروى من أخبار السحرة ما لا يكاد يمكن التواطؤ على الكذب فيه.
كل هذا دليل ظاهر على أن للسحر حقيقة والله أعلم.
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
واستدل المخالفون والقائلون:
بأن السحر لا حقيقة له وإنما هو تمويه وتخييل فلا تأثير له لا في مرض ولا حل ولا عقد ولا غير ذلك، وعلى ذلك فهم ينكرون من أنواع السحر ما كان له حقيقة ويجعلونه ضرباً واحداً وهو سحر التخييل.
وهو قول عامة المعتزلة، وجماعة من العلماء كأبي منصور الماتريدي وابن حزم وأبي جعفر الأستراباذي من الشافعية وأبي بكر الجصاص، وغيرهم.
يقول القاضي عبد الجبار: "إن السحر في الحقيقة لا يوجب المضرة لأنه ضرب من التمويه والحيلة..."
ويقول أبو منصور الماتريدي: "والأصل أن الكهانة محمول أكثرها على الكذب والمخادعة والسحر على التشبيه والتخييل"
ويقول ابن حزم: "…وقد نص الله عز وجل على ما قلنا فقال تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (سورة طه: آية 66)
فأخبر الله تعالى أن عمل أولئك السحرة إنما كان تخيلاً لا حقيقة ..."
وقال ابن حجر: "واختلف في السحر: فقيل هو تخييل فقط ولا حقيقة له وهذا اختيار أبي جعفر الاستراباذي من الشافعية وأبي بكر الرازي من الحنفية وابن حزم الظاهري وطائفة"
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
وقد أيدوا قولهم هذا بشبهات نقلية وعقلية.
وإليك شيئاً منها مع المناقشة:
أولا: الشبهات النقلية منها، ما يلي
الشبهة الأولى: قوله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوه ُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} (سورة الأعراف: الآية 116)
وجه الاستدلال: قالوا الآية تدل على أن السحرة حاولوا إرهاب الناس وتخويفهم بأن خيلوا لأعين الناظرين أمراً لا حقيقة له مما يدل على أن السحر لا حقيقة له.
الشبهة الثانية: قوله تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (سورة طه: الآية 66)
الشبهة الثالثة: قوله تعالى: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (سورة طه: الآية 69)
وجه الاستدلال: يقول ابن حزم: "وقد نص الله عز وجل على ما قلنا فقال تعالى {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (سورة طه: الآية 66)
فأخبر تعالى: (أن عمل أولئك السحرة إنما كان تخييلا لا حقيقة له.
وقال تعالى {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (سورة طه: الآية 69)
فأخبر تعالى أنه كيد لا حقيقة له)
الجواب يقال لهم:
أولاً: الآيات دليل على أن للسحر حقيقة إذ إنها دلت على أن للسحر أثراً في نظر المسحور حتى تخيل الشيء على خلاف ما هو عليه وهو تأثير في إحساسهم، وإذا جاز، فما الذي يحيل تأثيره في تغيير بعض أعراضهم وقواهم وطباعهم؟ وما الفرق بين التغيير الواقع في الرؤية والتغيير الواقع في صفة أخرى من صفات النفس والبدن؟ وعليه فالآيات حجة عليكم لا لكم.
ثانياً: على التسليم بدلالة الآيات على التخييل فقط فإن هذا لا يمنع أن يكون غير التخييل من جملة السحر؛ لأنها لم تحصر السحر في التخييل، وإنما دلت على أن سحر سحرة فرعون ونحوهم كان من هذا النوع ونحن لا ننكر أن يكون التخييل من أنواع السحر وعلى ذلك فلا حجة في الآيات على نفي حقيقة السحر وتأثيره-والله أعلم-.
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
ثانياُ: الشبهات العقلية: منها ما يلي:
الشبهة الأولى: قالوا إن في القول بأن للسحر أثراً خارقاً للعادة يلزم منه أن يكون هناك موجوداً مثلاً لله تعالى؛ كما أنه لا يمكن العلم معه بالفرق بين ما يختص الله بالقدرة عليه وبين مقدور العباد.
الجواب:
يقال لهم هذه الشبهة باطلة ولا يلزم من القول بأن للسحر أثراً ما زعمتم، ذلك أن أهل السنة لما قالوا بأن للسحر أثراً لم يطلقوا القول بحصول كل أثر أو بحصول أثر يصل إلى مرتبة الخلق والإيجاد، ذلك أن الموجد الحق هو الله وحده لا شريك له.
قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ....الآية} (سورة الزمر: الآية 62)، وقال تعالى {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} (سورة الفرقان: الآية 2)، وقال تعالى {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ ...الآية} (سورة النحل: الآية 17).
والقول بأن أثر السحر يصل إلى درجة الخلق شرك في الربوبية. أعاذنا الله منه.
وإنما قالوا له أثر على النفس والبدن يؤدي إلى المرض.
فهو سبب قد ربط الله به بعض المسببات في حدود قدرة الخلق من الجن والإنس وبما أن قدرة الشياطين تختلف عن قدرة الإنس لذا قد يظن الجاهل أن حصول الأثر المناقض للعادة فوق قدرة الخلق والواقع أنه في حدود قدرة الخلق من الجن والإنس ولذا يمكن معارضته بمثله وأقوى منه.
وإذا كان كذلك فلن يلزم من القول بان للسحر أثراً ما زعمتم. -والله أعلم-.
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
الشبهة الثانية: يروي الرازي عن القاضي أنه قال: "أنا لو جوزنا ذلك" لتعذر الاستدلال بالمعجزات على النبوات لأنا لو جوزنا استحداث الخوارق بواسطة تمزيج القوى السماوية بالقوى الأرضية لم يمكنا القطع بأن هذه الخوارق التي ظهرت على أيدي الأنبياء عليهم السلام صدرت عن الله تعالى بل يجوز فيها أنهم أتوا بها عن طريق السحر وحينئذ يبطل القول بالنبوات من كل الوجوه.
الجواب:
يقال لهم العادة تنخرق على يد النبي والولي والساحر.
ولكن النبي يتحدى بها الخلق ويستعجزهم عن مثلها ويخبر عن الله تعالى بخرق العادة بها لتصديقه فلو كان كاذباً لم تنخرق العادة على يديه، ولذا لا يمكن معارضته بمثله أو أقوى منه؛ إذ إنّه ليس في مقدور الجن والإنس.
قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} (سورة الإسراء: الآية 88)
أما الولي والساحر: فلا يتحديان الخلق ولا يستدلان على نبوة ولو ادعيا شيئاً من ذلك لم تنخرق العادة لهما.
وأما الفرق بين الولي والساحر فمن وجوه منها:
الأول: وهو المشهور، إجماع المسلمين على أن السحر لا يظهر إلا على فاسق أو كافر، والكرامة لا تظهر إلا على ولي.
الثاني: أن السحر يكون بمعاناة أقوال وأفعال حتى يتم لساحر ما يريد.
والكرامة لا تفتقر إلى شيء من ذلك، وفي كثير من الأوقات تقع الكرامة اتفاقا من غير أن يستدعيها أو يشعر بها.
الثالث: أن ما يأتي به السحرة، يمكن معارضته بمثله وأقوى منه كما هو الواقع بخلاف الكرامات فهي كالمعجزات لا يمكن لأحد أن يعارضها بمثلها أو أقوى منها.
الرابع: إن ما يأتي به السحرة لا يخرج عن كونه مقدوراً للإنس والجن بخلاف الكرامات فهي كالمعجزات لا يقدر عليها إلا الله.
-
رد: هل يؤثر السحر في المسحور ؟!
الشبهة الثالثة: يروي الرازي عن القاضي أنه قال:" ... لو جوزنا أن يكون في الناس من يقدر على خلق الجسم والحياة والألوان لقدر ذلك الإنسان على تحصيل الأموال العظيمة من غير تعب. لكنا نرى من يدعي السحر متوصلا ً إلى اكتساب الحقير من المال بجهد جهيد فعلمنا كذبه."
الجواب:
يقال لهم هذه الشبهة باطلة ولا تلزمنا لأنا لم نطلق الحكم بحصول كل تأثير مهما كان بل قلنا في نطاق معين لا يتجاوز التصرف في الأعراض من باب التأثير على القلوب بالحب والبغض وعلى الأبدان بالألم والسقم. أما أن يقلب الجماد حيواناً أو عكسه أو الحديد ذهباً أو نحوه فليس في مقدور الساحر.
وبذلك يزول اللبس وتبطل هذه الشبهة. -والله أعلم-.
والأظهر في هذه المسألة - والله أعلم - أن السحر المذموم صاحبه ليس كله حقيقة وليس كله تخييلاً. بل منه ما هو حقيقة كما دلت عليه أدلة أهل السنة، ومنه ما هو تخييل كما دلت عليه الآيات التي استدل بها المخالفون. وبذلك يتضح عدم التعارض بين الأدلة النقلية. وعلى هذا جماهير العلماء من المسلمين. -والله أعلم-.
(مصدر المشاركات ابتداء من المشاركة 33 إلى هذه المشاركة)
كتاب: حقيقة السحر وحكمه في الكتاب والسنة
المؤلف: د عواد بن عبد الله المعتق
الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
المكتبة الشاملة