-
ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
بسم الله الرحمن الرحيم
ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
روى عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عن مَعْمَرٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ : يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ, قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ, فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مِثْلَ ذَلِكَ, فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى, فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا, فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى ،فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ تَبِعَهُ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ـ رضي الله عنهما ـ فَقَالَ : إِنِّي لاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ قَالَ نَعَمْ .
قَالَ أَنَسٌ : فكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ, فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا, غَيْرَ أَنَّهُ إِذَاتَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَحَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا. فَلَمَّا مَضَتْ الثلاث لَيَالٍي, وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ, قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! إِنِّي لَمْ يَكـُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلا هَجْرةٌ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَاتٍ : " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلاثَ مرَات, فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ؟ فَأَقْتَدِيَ بِهِ, فَلَمْ أَرَكَ عملتَ كبيرَ عَمَلٍ, فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَارَأَيْتَ : قَالَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَارَأَيْتَ, غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا, وَلا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ .
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ " .
أخرجه أحمد في المسند ( زوائد عبد الله ) (3/645) حديث رقم (12405) حدَّثني أبي، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك قال: فذكره .
والطبراني في مكارم الأخلاق : ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، ثنا عبد الرزاق ، ح أنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني أنس بن مالك قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكره بنحوه .
والخرائطي في مساوئ الأخلاق ( باب ماء في ذم الحسد والتعوذ منه ) ، وفي مكارم الأخلاق : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا عبد الرزاق ، أنبا معمر ، عن الزهري ، حدثني أنس بن مالك قال: كنا جلوسا يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم ، بنحوه .
وأخرجه عبد بن حميد في المنتخب ( 1 / 350 ) حديث رقم ( 1159 ) قال : أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري ، أن أنس بن مالك أخبره قال : كنا يوما جلوسا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنحوه .
و النسائي في الكبرى ( 6/215) حديث رقم (10597) وفي عمل اليوم والليلة (863) ، قال : أخبرنا سويد بن نصر قال : أخبرنا عبد الله ،عن معمر ، عن الزهري ،عن أنس بن مالك ، قال: فذكره بنحوه .
وأبو منصور السمعاني في أدب الإملاء والإستملاء (111 ) حديث رقم (351) من طريق النسائي به .
وعبد الله بن المبارك في مسنده ( 1 / 13 ) و في الزهد والرقائق (694) ،عن معمر بن راشد ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ ، قال : كنا جلوسا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فذكره بنحوه .
وابن السني في عمل اليوم والليلة : أخبرنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا سويد بن نصر ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ ، قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : فذكره بنحوه .
وابن عبد البر في التمهيد ( 6 / 115 ) : حدثنـي عبد الرحمن بن مروان ، قال : حدثنـي احمد بن سليمان بن عمرو البغدادي بمصر ، قال : حدثنا أبو عبد اللـه الـحسن بن مـحمد بن عفـير الأنصاري ، قال : حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات الأصبهانـي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أنس ، قال : كنا جلوسا عند النبـي ـ صلى اللـه عليه وسلم ـ ،فذكره بنحوه .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 150 ) : " رواه أحمد والبزار بنحوه.
غير أنه قال : فطلع سعد بدل قوله: فطلع رجل، وقال في آخره فقال سعد: ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي، إلا أني لم أبت ضاغناً على مسلم، أو كلمة نحوها.
ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي البزار إلا أن سياق الحديث لابن لهيعة ".
وقال الشيخَ الألباني ـ رحمه الله ـ في ضعيف الترغيب والترهيب (2/245، 247): " أخرجه عبد الرزاق في المصنف, ومن طريقه جماعة منهمأحمد: قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك . وهذا إسناد ظاهر الصحة وعليه جرى المؤلف والعراقي وجرينا على ذلك برهة من الزمن, حتى تبينت العلة, فقال البيهقي في الشعب عقبه : ورواه ابن المبارك عن معمر, فقال: عن معمر عن الزهري عنأنس . ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري, قال: حدثني من لا أتهم عن أنس.., وكذلكرواه عقيل بن خالد عن الزهري ولذلك قال الحافظ عقبه في النكت الظراف علىالأطراف: فقد ظهر أنه معلول".
وهذا الحديث مما تراجع الشيخ العلامة الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ عن تصحيحه إلى تضعيفه ! كما تقدم .
وقد أشار إلى هذه العلة الإمام المزي في ( تحفة الأشراف ) (ز) : قال حمزة بنمحمد الكنانيُّ الحافظ : لم يسمعه الزهريُّ من أنس ؛ رواه عن رجلٍ، عن أنس ؛ كذلك رواه عُقيل وإسحاق بن راشد وغيرُ واحد عن الزُّهريِّ ، وهو الصواب. (1550) .
وجاء بهامش سنن النسائي الكبرى ( 6/216 ) ، وهو كتابعمل اليوم والليلة : "قال الحافظ حمزة الكناني: هذا الحديثلم يسمعه الزهري من أنس ، رواه عن رجل عن أنس ، ورواه غير واحد عن الزهري كذلك ،رواه عنه عقيل وإسحاق بن يزيد ،وهو الصواب انتهى" .
قال الحافظ ابن كثير في التفسير : ( 8 / 98 ) : " ورواه النسائي في اليوم والليلة عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن معمر به، وهذا إسناد صحيح على شرط الصحيحين لكن رواه عقيل وغيره عن الزهري عن رجل عن أنس، فالله أعلم ".
فسماع الزهري ـ رحمه الله ـ من أنس ـ رضي الله عنه ـ مما لا يشك فيه ولكن هذا الحديث لم يسمعه منه . والله أعلم .
قال أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي في (الجامع لشعب الإيمان 9/8، 9)أخبرناأبوعبدالله الحافظ ، أخبرني أبومحمد أحمد بن عبدالله المزني ـ ببخارى ـ أخبرنا عليـيعني ابن محمد بن عيسى ، حدثنا الحكم بن نافع أبواليمان ، أخبرنا شعيب عن الزهري، قال : حدثني من لا أتهم، عن
أنس بن مالك أنه قال :فذكره .
وقال الخرائطي في مساوئ الأخلاق ( باب ماء في ذم الحسد والتعوذ منه ) :
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، عن الهقل بن زياد، عن الصدفي يعني معاوية بن يحيى، حدثني الزهري، حدثني من لا أتهم، عن أنس، مثل حديث معمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. يطلع عليكم رجل » فذكره بنحوه .
والصدفي أبو روح الدمشقي ، ضعيف ، كما في التقريب ص (538) .
والحديث في متنه نكارة :
الأولى : ما ذكره الشيخ محمد تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ في تقويم اللسانين, ص(83 ): " ولكن عندنا هنا إشكالاً فيادعاء عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أنه خاصم أباه فغضب عليه, واتخذ ذلك وسيلةإلى أن يكون ضيفاً عند الأنصاري ليراقب عمله بالليل من صلاة, وقراءة قرآن ودعاء ،فهل كان جائزاً أن يتذرع المرء بالكذب البحت,ليتوصل إلى خير, وهو ما يسمونه في لغةأهل هذا الزمان المأخوذة من اللغات الأجنبية !: (الغاية تسوغ الواسطة!), والذي نفهمهمن أدلة الكتاب والسنة أن الكذب في مثل هذا لا يجوز, فهي هفوة ارتكبها هذا الصحابيالناشئ,حرصاً منه على الخير..." أهـ
هذا على فرضية صحة الحديث وما دام أنه لم يصح فلم يرتكب هذا الصحابي الناشئ هذه الهفوة ( وهي الكذب البين ) وما ينبغي له ، وحاشا أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنيقعوا في مثل هذا وتحريمه معلوم لهم .
الثانية :قول عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ : " هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق " . وهذا مستبعدٌ ومستغرب أيضاً عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيف لا يطيقون ذلك ؟ !. وهم العدول الصادقون :
قال تعالىعنهم: }لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْوَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَاللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون َ{ (سورة الحشر 8) .
كيف يكون هذا منهم والله تعالى يقول عنهم : } وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَوَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَفِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُالْمُفْلِحُونَ { . (سورة الحشر 9) .
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( 8 / 69 ) : " قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : " وَلا يَجِدُونَ فِيصُدُورِهِمْ حَاجَةً " يعني: الحسد " .
والله تعالى أعلم .
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
بارك الله فيكم ضيدان بن عبد الرحمن اليامي وجزاكم الله خير الجزاء
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
أخي اليامي أشكر لك هذا الجهد المبذول في بيان ضعف هذا الحديث الذي بحثت عنه كثيرا وقد وجدت في عملك هذا ماروى غلتي ........ولكن أخي العزيز كان من الواجب عليك في نهاية هذا البحث أن تلخص نتائجه في نقاط محددة جمعا للفائدة وإفادة للذين لا يصبرون على قراءة البحث في طرق الحديث المتعددة
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
لكن الحديث مما اشتهر علي ألسنة الناس وله أثر عظيم في نفوس الناس وله شواهد كثيرة من القرآن والسنة كقوله تعالي (يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم)
وقد يكون حكم المحدثين قديما وحديثا عليه مختلف فيه
وإلا لازلنا نسمع من الدعاة والعلماء من يحدث به والله أعلم
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
السلام عليكم
أخي أبو صلاح الدين كون الحديث منتشر على ألسنة الناس أو يحدث به بعض الأفاضل من الدعاة أو طلاب العلم ليس بدليل على صحته وليس أيضاً حجه في تصحيح الحديث
بل هناك أحاديث منتشره ضعيفه بل موضوعة مثال ( الجنة تحت أقدام الامهات )
ومثله ( لا كلام على طعام ) وغيرها كثير
ولكن العبرة بسند الحديث فيعرف الحديث الصحيح من سقيمه فنحن أمة إسناد .
بارك الله بأخينا اليامي وبك أخي أبو صلاح
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
أخي العزيز ! لقد كان أكثر ما اعتمدت عليه في تضعيف الحديث هو أن الزهري قال " حدثني من لا أتهم عن أنس " فما تقول في هذه الأسانيد التي صرح فيها الزهري أنه سمع هذا الحديث من أنس-رضي الله عنه - مباشرة دون واسطة:
1. روي في مسند أحمد : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته....0
2. و في مسند عبد بن حميد :"أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري أن أنس بن مالك أخبره قال كنا يوما جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة قال فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته...........0
3. أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور الرمادي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
4. وفي شعب الإيمان للبيهقي: " يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة...0
5. وفي كتاب ( مساوئ الأخلاق للخرائطي):" أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور الرمادي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة...0
وليكن في المعلوم أن ليس في هذه الأسانيد متهم البتة بل كلهم ثقات
والحمد لله
وما أخطأت فمن نفسي والشيطان وما أصبت فمن الكريم المنان
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
ياأخي ـ بارك الله فيك ـ اقرأ المشاركة من أولها ترى أنني صدرتها برواية السماع ، وليس ذلك بخاف ، ولقد اطلعنا على ما ذكرت قبل أن تذكره فلا تعجل ، لكن نص أهل التحقيق أن هذا الإسناد فيه اضطراب سنداً ومتناً .
وقد نقلت لك أقوال الأئمة المحققين في ذلك ، ولو صح اسناده ولا يصح ، فالمتن منكر .
ولابأس من إعادة أقوال الأئمة في ذلك .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في ضعيف الترغيب والترهيب (2/245-247) :
" أخرجه عبد الرزاق في المصنف ، ومن طريقه جماعة منهم أحمد : قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك . وهذا إسناد ظاهر الصحة, وعليه جرى المؤلف والعراقي وجرينا على ذلك برهة من الزمن ، حتى تبينت العلة, فقال البيهقي في الشعب عقبه : ورواه ابن المبارك عن معمر, فقال : عن معمر عن الزهري عن أنس. ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري , قال : حدثني من لا أتهم عن أنس.., وكذلك رواه عقيل بن خالد ، عن الزهري .
ولذلك قال الحافظ عقبه في النكت الظراف على الأطراف : " فقد ظهر أنه معلول".
وقال الحافظ حمزة الكناني : " هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أنس : رواه عن رجل عن أنس ، ورواه غير واحد عن الزهري ، كذلك رواه عنه عقيل وإسحاق بن يزيد، وهو الصواب ".
وقال ابن كثير بعد ذكره رواية أحمد والنسائي : " لكن رواه عقيل وغيره عن الزهري ، عن رجل ، عن أنس . فالله أعلم " . فتوقف فيه ـ رحمه الله ـ .
وقال البوصيري بعد أن روى طريق عبد بن حميد : "وهذا إسناد صحيح مرسل " . قال الشيخ المحدث أبو أسامة سليم الهلالي : " صحح شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في (الضعيفة 1/26) هذا الحديث على شرط الشيخين تبعا للمنذري في (الترغيب والترهيب 4/13)، لكنه تراجعته ـ رحمه الله ـ ؛ كما سمعته منه .
ثم رأيته صرح بذلك في (ضعيف الترغيب والترهيب رقم 1728) ؛ فقال معقباً على قول المنذري في (الترغيب والترهيب) : رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم ؛ قلت : هو كما قال ؛ لولا أنه منقطع بين الزهري وأنس ، بينهما رجل لم يسم ؛ كما قال الحافظ حمزة الكناني على ما ذكره الحافظ المزي في (تحفة الأشراف (1/395) ، ثم الناجي ؛ وقال : وهذه العلة لم يتنبه لها المؤلف . ثم أفاد أن النسائي إنما رواه في (اليوم والليلة) لا في (السنن) على العادة المتكررة في الكتاب ، فتنبه. أهـ
قلت ـ الهلالي ـ : وهذا إسناد ظاهره الصحة ، وعليه جرى المؤلف والعراقي في (تخريج الإحياء 3/187)، وجرينا على ذلك برهة من الزمن ، حتى تبينت العلة " .
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
أما معمراً فهو رحمه الله من أوثق وأثبت من روى عن الزهري رحمه الله تعالى.. وهو مقدم على غيره فيها حتى على عقيل بن خالد رحمه الله.. وحتى تعرف ضبطه رحمه الله لها أنه قد روى عن الزهري من غير حديث أنس هذا التعبير عنه = حدثني من لا أتهم. فتأمل
أما شعيب بن دينار ومعاوية بن يحيى فلا يصلان إلى درجة معمر ولا كرامة.
وأما إسحاق بن راشد فهو على ثقته إلا أنه في الزهري ليس بذاك، كما صرح به الأئمة الأعلام وعلى رأسهم يحيى بن معين. فتنبه
ومن زعم أنه صححه واهماً، فهو قد ضعفه واهماً أيضاً إن لم يكن مخطئاً.
وعليه: فالحديث من طريق معمرٍ صحيحٌ ثابت لا يشق له غبار بإذن الله تعالى.
وكنت قد تكلمت على هذا الحديث وملابساته في مشاركة سابقة يعلم الله تعالى لا أدري أين هي ولا هو عنوانها؛ فالله المستعان.
فائدة متممة:
وحتى تعرف ضبط معمرٍ للرواية عن الزهري رحمهما الله؛ روى عبد الرزاق قال: (لما قدم علينا معمراً قال: إني غلطت بالبصرة في حديثين حدثتهم عن الزهري عن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة؛ وإنما حدثنا الزهري عن أبي أمامة بن سهل مرسل، وحدثتهم عن الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة..).
ولم يذكر منها هذا الحديث. فتنبه
قال ابن عساكر رحمه الله معلقاً على هذا: (وذلك أنه لم يكن معه كتاب فغلط).
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
أما شعيب بن دينار ومعاوية بن يحيى فلا يصلان إلى درجة معمر ولا كرامة.
شعيب بن دينار من أوثق من روى عن الزهري
بل وليس فيه ما نسب لمعمر من أغلاط وأوهام
فكيف وقد تابعه عقيل بن خالد وهو من أوثق الناس في الزهري أيضا
وليس فيه أيضا مانسب لمعمر
قال يحي بن معين (شعيب من اثبت الناس فِي الزهري كَانَ كاتبا)
وقال أَبُو اليمان كَانَ عسرا فِي الحديث فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة , فقال: هذه كتبي قد صححتها فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض، ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها فإنه قد سمعها مني
وقال أَبُو زرعة الدمشقي , عن أحمد بْن حنبل رأيت كتب شعيب بْن أبي حمزة فرأيت كتبا مضبوطة مقيدة , ورفع من ذكره قلت: أين هو من يونس ؟ قال: فوقه قلت: فأين هو من الزبيدي ؟ قال: مثله
وقال عُثْمَان بْن سَعِيد الدارمي: قلت ليحيى بْن معين فشعيب، أعني بْن أبي حمزة ؟ فقال: ثقة مثل يونس، وعقيل يعني فِي الزهري , وقال: كتب عَنِ الزهري إملاء للسلطان، وكَانَ كاتبا .
وقال إبراهيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجنيد، عَنْ يحيى بْن معين شهد الإملاء يعني من الزهري للسلطان .
ومعاوية بن يحيى
على ما قال فيه يحبى بن معين والنسائي وغيرهم
فقد قال البخاري
أحاديثه عن الزهري مستقيمة كأنها من كتاب
ولاسيما ما روى الهقل عنه
قال ابن خراش
رواية الهقل عنه صحيحة تشبه نسخة شعيب
وقال الدارقطني
يكتب ماروى الهقل عنه ، ويتجنب ما سواه
وقال أبو حاتم الرازي
روى عنه هقل بن زياد أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب
وخالف أبو أحمد الحاكم فقال
روي عنه الهقل بن زياد عن الزهري أحاديث منكرة شبيهة بالموضوعة
ولعل العلة هنا ليست من معاوية وإنما هي من ما فوق الزهري -كما في حديثنا-
والله أعلم
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
ولعل العلة هنا ليست من معاوية وإنما هي من ما فوق الزهري -كما في حديثنا-
هذا من كلامي وليس من كلام أبي أحمد
وللتوضيح أكثر أقول لعل نكارة تلك الأحاديث ليست بسبب معاوية بن يحيى وإنما بسبب من روى عنهم الزهري -كما في حديثنا -
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
يا أخي الحبيب (عبد الرحمن).. سامحني لكن هذه هي عادتك رحمك الله.. تاخذ جزئية عن الموضوع المطروح وتترك جزئيات هي أهم منها ومفسرة لها وموضحة ومبينة.
كلامنا هنا رحمك الله في الرواية عن الزهري فقط.. ولا دخل لنا فيما سواه من أحوال الرواة رعاك الله فهذا مبثوث معروف لا يجهل.. إنما الذي يجهل هو معرفة المقدم في الرواية عن إمام من الأئمة.. وهذا قد أخبرتك به في المشاركة السابقة، وبينت لك ما قرره الأئمة في ذلك.
فإنه من تتبع كلام الأئمة بروية، وجمع متفرقه، عرف أنهم لا يقدمون هؤلاء على معمر عند الرواية عن الزهري. فتنبه
كيف وقد ذكرت لك من الأدلة والبراهين ما يعضدها.. ومن شعيب ويحيى رحمك الله عند معمر!!!
هنا أمور يحسن التنبة لها:
- رواية الزهري عن أنس نسبة اللقاء فيها عالية جداً إن لم تكن متيقنة.
- ورد التصريح بهذا اللقاء في رواية إمام من أوثق وأثبت من روى عن الزهري.
- بعد فترة من رجوعه إلى موطنه صرح بأنه أخطأ هناك في حديثين وهذا من أمانته؛ ولم يذكر منهما هذا الحديث بالمرة.
- وإن كان شعيب وعقيل قد خالفا معمراً؛ لكن قرائن صحة رواية معمرٍ أقوى منهما مجتمعين.. ومحاولة التسوية بينهما في الرواية خاصة شعيب أمر مجازف فيه لا يقبل ممن تصدر لهذا العلم الشريف.. وعذر أنهم كانوا يحدثون من كتاب فمعمر أيضاً كان يحدث من كتاب على ما قرره وأبانه الأئمة رحمهم الله.
- قد استخدم معمراً هذه الصيغة في روايته عن الزهري، فما الذي جعله هنا لا يستخدمها؟! إلا أنه كان ضابطاً لها عارفاً بها مما قاله له الزهري نفسه.
- تتبَّعَ الأئمة الرواة عن الزهري ويعلم الله تعالى ما رأيت عندهم في المفاضلة بينهم تقديم هؤلاء على معمر، بل يكون هو مقدمهم.
- مما يقوي أن رواية معمر هي الصواب.. أن جل من خالفه من الرواة عندما روى هذا الحديث جعل الرجل (سعدا).. وهذا لمن تدبر وعرف الروايات يجعل الرواية بهذا الوجه من الأوهام، فلا يعرف لسعدٍ دخل في هذه القصة.. كيف وقد ورد شاهد ضعيف يفيد أن الرجل شابٌ من قبيلة نسيتها الآن لا علاقة لها بسعد رضي الله عنه.
لا أريد الإطالة.. فما كتبته هو اليقين بالنسبة لي.. ولا ألزم أحداً به، لكن يحسن أن لا أترك توضيحه. والله أعلم
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
لعل نكارة تلك الأحاديث ليست بسبب معاوية بن يحيى وإنما بسبب من روى عنهم الزهري -كما في حديثنا -
وهذه علة أخرى رحمك الله.. فكثيراً ما تستنتج استنتاجات بعيدة جداً تكاد تكون خرصاً غير مستند لمبرر أو دليل أو علة غفر الله لك.
وهل عرفت حال معاوية بن يحيى نفسه حتى تتجاوزه وتجعل الخطأ من غيره؟!!
الزهري لا يروي إلا عن صحابي، او عمن شاهد صحابي، أو عن ثقة عنده.. ونربأ بالزهري نزول مكانته وانحطاط حديثه.. والخطأ في مثل هذه الأحوال قليل.
كان الصدفي رحمه الله كثير الخطأ والوهم، حتى أنه وصفت روايته من بعض الطرق بالنكارة، بل وكثيراً ما كان يخطئ بالرواية عن الزهري أيضاً ويهم فيه، بل ورد أنه اشترى كتاباً من السوق للزهري فجعل يرويه عنه.
قال ابن معين: ضعيف ليس بشيء، وفي مرة قال: هالك. وقال غيره: ذاهب الحديث.
وقد ضعفه غير ما واحد من أئمة الحديث وأقطابه.. فكيف نتجاوزه ونجعل البلاء من غيره؟!! فتأمل
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
أخي الحبيب
والله ما منع بعض الأحبة-كما أرسلوا لي على الخاص- من الرد على ما تطرحه حفظك الله سوى ما سوف تقوله عنهم مثل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
يا أخي الحبيب (عبد الرحمن).. سامحني لكن هذه هي عادتك رحمك الله.. تاخذ جزئية عن الموضوع المطروح وتترك جزئيات هي أهم منها ومفسرة لها وموضحة ومبينة.
ومثل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
فكثيراً ما تستنتج استنتاجات بعيدة جداً تكاد تكون خرصاً غير مستند لمبرر أو دليل أو علة غفر الله لك.
وهل عرفت حال معاوية بن يحيى نفسه حتى تتجاوزه وتجعل الخطأ من غيره؟!!
فلو لينت عبارتك أكثر حفظك الله
فالجاهل قد يقتنع بمثل هذا الخطاب -ويعتقد أن كل ما تقوله صحيح-
لأنه يظهر منه كأنه شيخ يخاطب تلميذه ويوجهه
وهذا التلميذ عادته أنه متصف بالصفات التي ذكرت وكثير العجلة واستنتاجاته بعيده وو....
أمالعالم المتمكن فلايتهم مطلقا بمثل ذلك الكلام بقدر إهتمامه بما سوف أنقله وأطرحه من أدلة واضحة كالشمس -على الأقل في نظري-
ولا أظن طالب علم فكيف بعالم يعتقد بعد النظر فيما طرحه الأحبة وطرحته أن هذ الحديث صحيح
وسامحني إن كنت قسوت فيعلم الله أنك من أحب الناس إلي
كيف وأنت جزاك الله خيرا من يتفاعل معي كثيرا
وأدعولك عن ظهر قلب
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
ويعلم الله هذه طامة ثالثة أخرى يا أخي (عبد الرحمن)..
دائماً ما تعرض بخوطبت على الخاص، واخبرت على الخاص..
أخي الحبيب.. ليتقدم هذا الذي أخبرك على الخاص ويدلي بدلوه هنا أمام الجميع.. فلست ممن يتعصب لقوله او لا يرى إلا رأيه.
ولست شيخاً أدراسك كتلميذ.. ولكن بإذن الله عارفٌ يناقش آخر مثله قد لمس منه أمراً يستحق التعليق والتنبيه.
وليس خطابي لجاهلٍ لا يعرف؛ إنما هو توضيحٌ لعارفٍ قد زل.. وإن كان الجاهل بإذن الله سيستفيد إن اطلع.
وكونك عالماً متمكناً يستلزم منك غفر الله لك المتانة في الطرح لا هذه الهشاشة.
الكلام سهل أخي الكريم.. وكلامي أمام الجميع ظاهر غير خفي.. ومن أراد الرد عليه فهذا ما نريد، ولسنا ممن يحتكر الأمر أو يتعصب له أو لا يرى غيره.
فإن لمستَ في كلامي قسوة صادقة من القلب غرضها النصح والتنبيه، فإني قد لمست في كلامك لمزاً وتهجماً واتهاماً تابعت به من أتوك من الخفاء لا يطلع على وسوستهم أحد غير الله ومن وسوسوا له.. وقد تكون موافقاً لهم في هذا، وما كلامك هنا إلا دليل ذلك.
ومتى كان المجلس مجلس أبي حتى أتهجم على الناس فيه؟!! وهل لو كان مجلس أبي يحسن أن أتهجم على ضيوفه؟!!!
دائماً ورب البيت ما كنت أتردد في الدخول معك في نقاش خشية مثل هذا.. وفعلاً قد حصل. فسامحك الله وجزاك الله كل خير.
وأعتذر عن المواصلة هنا أخي الحبيب وإن أحضرت على كلامك أدلة تربوا على أوجه ما يعترض به شيخ الإسلام وتلميذه في كتبهم.
وأعيد وأكرر: هذا الحديث من مفاريد الزهري روي عنه بالسند المتصل الصحيح الثابت.
آخره.. والحمد لله على جميعه.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
أخي الحبيب الفاضل أبو عصام التميمي
أرسلت لك رسالة على الخاص
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
وكنت قد تكلمت على هذا الحديث وملابساته في مشاركة سابقة يعلم الله تعالى لا أدري أين هي ولا هو عنوانها؛ فالله المستعان.
فالحمد لله قد وقفت عليه هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36580
وثق ثقة تامة يا أخي (عبد الرحمن) أننا نحبكم في الله فوق حبكم وزيادة بإذن الله.. والود والاحترام محفوظ إن شاء الله.. فلا تبتئس.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
ياأخي ـ بارك الله فيك ـ اقرأ المشاركة من أولها ترى أنني صدرتها برواية السماع ، وليس ذلك بخاف ، ولقد اطلعنا على ما ذكرت قبل أن تذكره فلا تعجل ، لكن نص أهل التحقيق أن هذا الإسناد فيه اضطراب سنداً ومتناً .
وقد نقلت لك أقوال الأئمة المحققين في ذلك ، ولو صح اسناده ولا يصح ، فالمتن منكر .
(ص)
[justify]
جزاك الله خيرا يا أخي العزيز، أنا لم أتعجل بل قرأت المشاركة كاملة ، لكن الإشكال عندي الآن هو كيف يصار إلى القول بأن الزهري لم يسمعه من أنس وقد صرح بذلك مرارا ، فإن في النفس شيء من هذا فإذا أنكرنا تصريح الزهري بالسماع نكون قد جرحناه وهذا بعيد عنه رحمه الله؟
أما عن المتن فلا يخفى أنه فيه شيء من الغرابة... لا أنكر ذلك ولكن الآن أنا أناقش صحة الإسناد بداية ، وأما عن النكارة في المتن فلعلي أنظر في أقوال الأئمة مرار عسى الله أن يهدني لما اختلف فيه من الحق.
بارك الله فيكم
وأسأل الله أن يظهر الحق ولا أبالي على لساني أو على لسان أحد إخوتي ظهر فمهم أنه الحق
والحمد لله في الأولى والآخرة
[/justify]
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
الأظهر -والله أعلم- أن لا خلاف بين معمر وأصحاب الزهري، وأن هذا ليس موطن البحث؛ لأن لفظة تصريح الزهري بالسماع من أنس لم تصح عن معمر.
فقد خولف عبدُالرزاق في انفراده بها مخالفةً قوية، وأيَّد ذلك: وجود الواسطة في رواية غير معمر عن الزهري (رواية عقيل وشعيب ومعاوية بن يحيى وإسحاق بن راشد).
وقد أشار إلى هذا الأمر عينِهِ: الدارقطني ثم البيهقي.
ولا ينبغي النظر في هذا إلى قرائن داخلية وإهمال القرائن الخارجية، ولا بد من نظرة شاملة لملابسات الرواية ومتابعاتها والخلاف فيها.
ولو سُلِّم بأن معمرًا حكى التصريح بالتحديث؛ فهو وإن كان من أثبت أصحاب الزهري؛ فإن الذي خالفه لم يكن واحدًا من ثقات أصحاب الزهري، بل اجتمع اثنان من أولئك على مخالفته، وتابعهما بعض الرواة، ولا يُسَلَّم مع هذا تقوية رواية معمر على روايات الجماعة المتعاضدة.
وقد حكم الأئمةُ في أحاديثَ برجحان إدخال الواسطة، وربما كان راويها ضعيفًا، أو مخالفًا لمن هو أوثق منه، وقد صرَّح بهذا أبو حاتم الرازي في موطن، وذكر أن الرواية إذا جاءت بزيادة رجل فهي أدعى للضبط من إسقاطه، وهو حكمٌ أغلبيٌّ -كما لا يخفى-.
هذا، وقد حكى ابنُ أبي حاتم الروايةَ ذات الواسطة بين الزهري وأنس لأبيه، وحكم أبوه بتفرد الزهري بالحديث، ولم يلتفتا إلى الرواية المتصلة صراحةً ولا احتمالاً، وكأنها كانت كلا شيء.
ورجح الحفاظُ الانقطاعَ بين الزهري وأنس، ووجودَ واسطة بينهما، منهم: الحافظ حمزة الكناني، والحافظ الدارقطني، والحافظ البيهقي -بشبه تصريح-، والحافظ ابن كثير -إشارةً-، والحافظ ابن حجر.
والله أعلم.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
بارك الله فيك ياشيخ محمد بن عبد الله أجدت وأفدت كعادتك
كثر الله من أمثالك
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
أحسن الله إليك يا شيخ محمد.. وتبقى مدارسة لا مساجلة (هذا أمر مهم).
- لكن رعاك الله؛ وهل كون معمراً خولف يعطينا حكماً بعدم صحة طرق التصريح بالسماع؟!
- وهل وافقت هذه المخالفة طريق معمر في المتن؟!
- وهل يصح أن نصفها (بقوية) وحالتها أنها إما من طريق من معمر أثبت منه، أو من طريق من خالفه في متنه؟!
- ومن قرأ المشاركة التي وضعت رابطها عرف أننا بإذن الله ما تركنا لا قرينة داخلية ولا خارجية إلا كانت تحت النظر، والأخذ بالحسبان.
- وما قدمنا رواية معمراً على هؤلاء الجماعة وهو لا يستحق التقديم، وما فعلنا ذلك إلا لما نظرنا للقرائن داخليها وخارجيها.
- وهل يحسن أن نساوي رواية من تفرد _ واهماً _ بذكر سعدٍ في المتن بمن أتى بها على الجادة؟!
- وأما ما سأل ابن أبي حاتم لأبيه من هذا الحديث، فإنك لو تبينت الأمر لوجدته ما سأل إلا عن الطريق الغريب الخطأ، وما سألة عن طريق معمر لعدم حاجته لذلك، وحتى يتبين لك كلامي انظر على المتن المسؤول عنه؛ تجده بعينه المتن الذي ورد فيه اسم (سعد) وهماً وخطأ. فتأمل
- وإن كان من الأئمة من رجح الواسطة، فهناك غيرهم من قبل الحديث بلا تردد بدون واسطة، بل ولم يتعرض أصلاً لطرق الواسطة. فتأمل أخرى
- في مشاركتي السابقة في الموضوع الآخر في المجلس كلام يحسن الوقوف عليه.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه
إخوتي الكرام:
ألا يمكن التوفيق بين الاسنادين بأن الزهري روى الحديث من الوجهين:
مرة عن أنس رضي الله عنه عبر فيها بالسماع .
ومرة بالواسطة التي يعبر عنها بمن لا يتهم؟؟
أقول هذا الكلام لأن الجمع بين الروايتين مقدم على ترجيح بعضهما على بعض..
ولأن الجمع بينهما يسد باب اتهام من في الاسنادين من الثقات.
وبالله التوفيق.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
وإليك أحسن الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
- لكن رعاك الله؛ وهل كون معمراً خولف يعطينا حكماً بعدم صحة طرق التصريح بالسماع؟!
- وهل وافقت هذه المخالفة طريق معمر في المتن؟!
- وهل يصح أن نصفها (بقوية) وحالتها أنها إما من طريق من معمر أثبت منه، أو من طريق من خالفه في متنه؟!
- ومن قرأ المشاركة التي وضعت رابطها عرف أننا بإذن الله ما تركنا لا قرينة داخلية ولا خارجية إلا كانت تحت النظر، والأخذ بالحسبان.
- وما قدمنا رواية معمراً على هؤلاء الجماعة وهو لا يستحق التقديم، وما فعلنا ذلك إلا لما نظرنا للقرائن داخليها وخارجيها.
عد إلى المقطع الذي تناقشه من كلامي فتأمله -أخي الكريم-، فإنه في أمر، وأنت تتحدث في أمر آخر.
وأما قولك: (إما من طريق من معمر أثبت منه، أو من طريق من خالفه في متنه)، فإني أرجو التدقيق في الأمر، وعدم الخلط أو التلبيس، فليست هذه القسمةُ حاصرةً البتة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
- وهل يحسن أن نساوي رواية من تفرد _ واهماً _ بذكر سعدٍ في المتن بمن أتى بها على الجادة؟!
كنتَ قبلُ قلتَ:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
- أن جل من خالفه من الرواة عندما روى هذا الحديث جعل الرجل (سعدا)..
فهل تفرد أحدٌ بذكر سعد؟ أم رواه جُلُّ من خالف معمر؟
والحق أن عقيلاً ذكر سعدًا، ولم يذكره معمر وشعيب وغيرهما، ورواية الجماعة هي الصواب، لكن التعلق بهذا ليس بذي فائدة في تخطئة عقيل في الإسناد؛ لأنه متابَعٌ فيه، ولأنني تحدثت عن اتفاق معمر مع الجماعة على عدم تصريح الزهري بسماعه من أنس، فلا حاجة لتخطئة عقيل كي نرجح رواية معمر؛ لأنه لا خلاف -كما ذكرتُ-.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
- وأما ما سأل ابن أبي حاتم لأبيه من هذا الحديث، فإنك لو تبينت الأمر لوجدته ما سأل إلا عن الطريق الغريب الخطأ، وما سألة عن طريق معمر لعدم حاجته لذلك، وحتى يتبين لك كلامي انظر على المتن المسؤول عنه؛ تجده بعينه المتن الذي ورد فيه اسم (سعد) وهماً وخطأ. فتأمل
هذا نص الكلام:
قال ابن أبي حاتم: وسألت أبي... عن حديث رواه الزهري، عمن لا يتهم، عن أنس بن مالك، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة"، فطلع سعد...، فقال أبي: (قد تفرد الزهري برواية هذا الحديث، وأحاديث معه).
الكلام هنا عن الزهري، وكلا الإمامين ينسب الحديث بهذا الوجه إلى الزهري، وأبو حاتم ينصُّ على تفرُّد الزهري بهذا الحديث وليس يتكلم إلا عن هذا الوجه، فلا يصح كون هذا دليلاً على خطأ رواية الواسطة، بل هو دليل على أنها الرواية المعروفة التي رواها الزهري متفردًا بها.
وأما قضية الخلاف عن الزهري فليس في نص أبي حاتم تطرق إليها من قريب ولا بعيد، بل الكلام على تفرد الزهري بالحديث حسب.
ملاحظة: تصرفات الأئمة مع زيادة الرجل في الإسناد دلالتها ظاهرة، ولم تتطرق لها.
والله أعلم.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من أهل شنقيط
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه
إخوتي الكرام:
ألا يمكن التوفيق بين الاسنادين بأن الزهري روى الحديث من الوجهين:
مرة عن أنس رضي الله عنه عبر فيها بالسماع .
ومرة بالواسطة التي يعبر عنها بمن لا يتهم؟؟
أقول هذا الكلام لأن الجمع بين الروايتين مقدم على ترجيح بعضهما على بعض..
ولأن الجمع بينهما يسد باب اتهام من في الاسنادين من الثقات.
وبالله التوفيق.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
في علم العلل: الجمع بمثل هذا يكون عند تكافؤ الروايات، أو تقاربها، أو دلالة القرائن على ذلك، وليس في هذا الحديث من ذلك شيء -على الصواب-.
أما الحكم المطلق بتقديم الجمع على الترجيح في الأسانيد المختلفة؛ فخطأ، بل قوام علم العلل على الترجيح.
والله أعلم.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
عد إلى المقطع الذي تناقشه من كلامي فتأمله -أخي الكريم-، فإنه في أمر، وأنت تتحدث في أمر آخر.
وأما قولك: (إما من طريق من معمر أثبت منه، أو من طريق من خالفه في متنه)، فإني أرجو التدقيق في الأمر، وعدم الخلط أو التلبيس، فليست هذه القسمةُ حاصرةً البتة.
قد قلت سابقاً رعاك الله: (مدارسة لا مساجلة)..
كلامك رحمك الله في الأعلى واضح لا يحتاج أن أخلط فيه أو أن ألبس غفر الله لك.. أنا أعلم رحمك الله أنك ما قصدت إلا لفظة التصريح مع إسقاط الواسطة.. لكن لازم كلامك ومدلول لفظه يلزمه ما رددت به.. فلم نلبس على أحد ولا هي عادتنا ولله الحمد.
اقتباس:
والحق أن عقيلاً ذكر سعدًا، ولم يذكره معمر وشعيب وغيرهما، ورواية الجماعة هي الصواب، لكن التعلق بهذا ليس بذي فائدة في تخطئة عقيل في الإسناد؛ لأنه متابَعٌ فيه، ولأنني تحدثت عن اتفاق معمر مع الجماعة على عدم تصريح الزهري بسماعه من أنس، فلا حاجة لتخطئة عقيل كي نرجح رواية معمر؛ لأنه لا خلاف -كما ذكرتُ-.
هنا أجد تناقض بارك الله فيك.. فكيف تقبل متابعة الجماعة لعدم ذكر سعد، بينما ترفضها في الوصل وتجعلها مما يؤيد الإرسال؟!!
ولم نتعلق بهذا رحمك الله في تخطئة عقيل وغيره للإسناد.. بل غايته أننا قلنا: أنه لم يضبط الحديث كما رواه الجماعة، وبان أن وهم فيه، ومن تابعه على السند وخالفه في المتن أقل من أن يساووا بمعمر.. فبان الاضطراب العام بالرواية كلها من جميع طرقها.. يبقى أي القرائن تقوي؟ فكانت رواية معمر هي المرجحة لما تقدم.
اقتباس:
الكلام هنا عن الزهري، وكلا الإمامين ينسب الحديث بهذا الوجه إلى الزهري، وأبو حاتم ينصُّ على تفرُّد الزهري بهذا الحديث وليس يتكلم إلا عن هذا الوجه، فلا يصح كون هذا دليلاً على خطأ رواية الواسطة، بل هو دليل على أنها الرواية المعروفة التي رواها الزهري متفردًا بها.
وأما قضية الخلاف عن الزهري فليس في نص أبي حاتم تطرق إليها من قريب ولا بعيد، بل الكلام على تفرد الزهري بالحديث حسب.
لا يخفاني كلام الإمام رحمه الله في كتابه جزاك الله خيرا.. ولا أعتقد أنه ألف كتاباً في علل الأحاديث حتى يسأل أباه عن أحاديث ثابتة صالحة لم يعترض عليها أحد أو لم تشتهر بعلة قادحة.
ومن قال أنهما يتكلمان عن غير الزهري وأنه لم يتفرد بهذا الحديث؟! وكونه لم يتكلم إلا عن هذا الوجه فلأنه لم يسأل إلا عنه، وليس شرطاً.. ولا أعتقد أنه رحمه الله تعالى قد خفيت عنه طريق معمر، ولو كان يعتقد فيها شيئاً لأبانه كما يفعله في استطراداته في بعض أجوبته هنا.. وهذا يفسر عدم تعرضه لها في جوابه.
اقتباس:
ملاحظة: تصرفات الأئمة مع زيادة الرجل في الإسناد دلالتها ظاهرة، ولم تتطرق لها.
لأني عرفت أن ليس هذا مقامها.. وليس حديثنا من مداخيلها.. كيف وهذه الصيغة (حدثني من لا أتهم) قد رويت بها أحاديث عديدة قد مشاها أهل الحديث وقبلوها بل وجعلوها مما يتابع به ويستشهد ويتقوى.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
وفقك الله.
رددتَ للمرة الثانية دون أن تتأمل في كلام مُدارِسِك مع أنه دعاك للتأمل والتدقيق.
وإذن سأترك تلك النقطة؛ لأن مرادي بها واضح للمتأمل، بل ولغير المتأمل، هذا مع أني كررت المراد وما يلزم منه غير مرة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
هنا أجد تناقض بارك الله فيك.. فكيف تقبل متابعة الجماعة لعدم ذكر سعد، بينما ترفضها في الوصل وتجعلها مما يؤيد الإرسال؟!!
لأن الخطأ في المتن لا يستلزم الخطأ في الإسناد، وإن كان ذلك قرينة على ذلك غالبًا، إلا أن الراوي متابَعٌ على كل شيء إلا على تسمية رجلٍ في المتن، فقد غلط فيه دون غيره، وهذه فائدة المتابعات، وهي تبين ما أصاب فيه الراوي وما غلط، إلا أن نقول بأن متابعة من وافقه على الإسناد لا تنفعه ولا تفيده شيئًا البتة، وكأنه أو كأنها لا شيء!
والحكم بالاضطراب لا مجال له هنا.
ثم قد ذكرتُ أننا لا نحتاج إلى غلط عقيل في المتن لكي نضعِّف الوجه الإسنادي الذي رواه؛ لأنني أقول: إنه لا يوجد أصلاً خلاف مؤثر في الوصل والإرسال بين أصحاب الزهري في هذا الحديث -وهذا هو الذي تكلمتُ عنه ولم تتأمل فيه أخي الفاضل-.
وبالتالي: فلا خلاف إلا في ذكر سعد، وقد انفرد به أحد الرواة غلطًا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
لأني عرفت أن ليس هذا مقامها.. وليس حديثنا من مداخيلها.. كيف وهذه الصيغة (حدثني من لا أتهم) قد رويت بها أحاديث عديدة قد مشاها أهل الحديث وقبلوها بل وجعلوها مما يتابع به ويستشهد ويتقوى.
هذا كلامي أخي الكريم:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله
وقد حكم الأئمةُ في أحاديثَ برجحان إدخال الواسطة، وربما كان راويها ضعيفًا، أو مخالفًا لمن هو أوثق منه، وقد صرَّح بهذا أبو حاتم الرازي في موطن، وذكر أن الرواية إذا جاءت بزيادة رجل فهي أدعى للضبط من إسقاطه، وهو حكمٌ أغلبيٌّ -كما لا يخفى-.
كنت أتكلم عن خلاف بين راويين أو رواة:
بعضهم لم يذكر واسطةً،
وذكر أحدهم واسطةً وزاد رجلاً،
وأقول: إن الأئمة يرجحون رواية الثاني، وأحيانًا يرجحون روايته مع ضعفه أو مخالفته للأوثق... إلخ.
هذه الطريقة من طرق الأئمة منطبقة تمام الانطباق على الحديث الذي يدور النقاش حوله، بل تُسلَكُ هذه الطريقة في حديثنا من باب أولى وأحق، فكيف كانت "ليس هذا مقامها.. وليس حديثنا من مداخيلها.."؟!
بالنسبة لكلام أبي حاتم؛ فهو أكَّد على رواية مخالفي معمر -إن سلمنا بمخالفتهم-، وأكَّد تفرُّد الزهري بالوجه الذي رووه، وهذا هو المقصود من النقل عن أبي حاتم: تأكيده على أن الزهري روى الوجه الذي رواه الجماعة لا الذي رواه معمر.
بل لو تأملنا: فلو كان الإمام أبو حاتم يرجِّح رواية معمر أو يقوِّيها على الرواية التي سأله عنها ابنُه، لكان صاح بأن هذه الرواية غلط، وأن معمرًا رواه متصلاً بصيغة السماع، وأن روايته هي الصحيحة، ولا يُظن به -كما ذكرتَ وفقك الله- أن رواية معمر تفوته أو تخفى عليه، لكنه لم يذكر علَّةً في الرواية المسؤول عنها إلا تفرد الزهري.
ولم أرك تعرضت في ردك الأخير لـ:
- حصرك مخالفي معمر بمن هو دونه أو بمن خالفه في المتن، وقولي بأن هذه القسمة غير حاصرة (وهذا لا غير الذي أردتُه بكلامي عن الخلط والتلبيس)،
- وقولك مرةً بحصول التفرد بذكر سعد، ومرةً برواية جماعة له.
وفقك الله.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
- ما دام الأمر مدارسة رحمك الله.. فكان الأولى أن تطرح ما تريد مباشرة رحمك الله لا أن تجعل دونه (أعمال طرق وتحويلات).. ثم تقول لمدارسك: لم تدقق ولم تتأمل!! وتقول موضحاً بعد هذا كله: [لأنني أقول: إنه لا يوجد أصلاً خلاف مؤثر في الوصل والإرسال بين أصحاب الزهري فيهذا الحديث - وهذا هو الذي تكلمت عنه ولم تتأمل فيه أخي الفاضل -].
فأقول لك أخي الحبيب: هذا ما أردت أنا جاهداً إيصاله للإخوة الأفاضل ممن قال بضعف الحديث، وقد نافحت أشد المنافحة عن هذا الأمر لأثبت هذا، وما قُلْتَهُ أنت هنا رحمك الله هو ما أقوله أيضاً موافقاً لك عليه 100%.
ومثله قولك: (وبالتالي: فلا خلاف إلا في ذكر سعد، وقد انفرد به أحد الرواة غلطاً).
فأقول: وهذا ما حاولت ترديده مراراً وتكرارا في التنبيه على طريق عقيل، فكلامك هنا موافقتي له 100%.
- وبالنسبة لما يتعلق بمسألة تصرفات الأئمة، فكونها ليست من مجال حديثنا، هو ما قصدته في التعليق الأول من عدم التأثير والحالة هذه، بغض النظر عن كونه متصلاً أم منقطعاً مع إمكان السماع.. ولا أتكلم عن أمر عام أبداً، فكلامي محصور فقط هنا وبهذه الصيغة بالذات بهذا الشرط. فتنبه
- وبالنسبة لمسألة الخلط؛ فإن كنتُ غفلت فلا تثريب عليّ إن شاء الله، وقد يكون الكلام قد تداخل بعضه ببعض، وإلا ما خالف في المتن إلا عقيلاً، وأكثر من خالف معمراً في السند _ غير عقيل _ أقل منه في الزهري؛ نعم.. بغض النظر عن كونهم جماعة اتفقوا.
ويعلم الله تعالى أيها الحبيب القريب من القلب.. لأننا نفرح فرحاً شديداً على من أوقفنا على خطأ اقترفناه، أو غفلة وقعنا فيها.. ولسنا ممن يتعصب ويتحجر بإذن الله تعالى؛ وحفظنا الله من هذا.
كتابتنا عبارة عن (أصابع تضرب أزرارا) و(أعيناً عليها مكبرات للتقريب والتوضيح) فإن حصل ما يوهم التداخل والخلط فالتمس العذر، واطلب التحرير تجده بإذن الله، بلا حيدة ولا مكابرة.
وفقك الله أخي الفاضل العزيز، وأيدك وسددك قولاً وعملاً.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
أحسن الله إليك، وبارك فيك، ونفع بك، وجزاك خيرًا.
لا يوجد أعمال طرق ولا تحويلات:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله
لأن لفظة تصريح الزهري بالسماع من أنس لم تصح عن معمر.
فقد خولف عبدُالرزاق في انفراده بها مخالفةً قوية، وأيَّد ذلك: وجود الواسطة في رواية غير معمر عن الزهري (رواية عقيل وشعيب ومعاوية بن يحيى وإسحاق بن راشد).
وقد أشار إلى هذا الأمر عينِهِ: الدارقطني ثم البيهقي.
معمر اختُلف عنه، فذكر عبدالرزاق عنه تصريح الزهري بالسماع من أنس، وخولف عبدالرزاق، ورواية من خالف أرجح، وأيَّدها إدخال غير معمر الواسطة بين الزهري وأنس، وقد أعلَّ رواية عبدالرزاق إشارةً: الدارقطني والبيهقي.
هذا غاية في الوضوح، وما دونه أعمال طرق ولا تحويلات!
ولا بد إذن أن أوضح قولي بأنه لا خلاف مؤثرًا بين معمر وأصحاب الزهري -وإن كان واضحًا من المشاركة الأولى لي-، فأقول:
إن معمرًا رواه عن الزهري، عن أنس معنعنًا على الراجح -كما سبق-، دون ذكر لفظ السماع،
ورواه جماعة عن الزهري فبيَّنوا أنه لم يسمعه من أنس، وأن الزهري أدخل بينهما رجلاً.
فاتفقوا على عدم التصريح بالسماع، وزاد الجماعة ذكر الواسطة، وهذا ما أريده بأنه لا يوجد خلاف مؤثر، بل هذا يشبه الاتفاق.
ثم لو سلمتُ بأن معمرًا رواه متصلاً، ورواه الجماعة بالواسطة؛ فتصرفات الأئمة التي ذكرتُ تدل على أنهم يرجحون رواية من يدخل رجلاً ولو كان واحدًا أحيانًا، فكيف لو كانوا جماعة ثقات؟
ومن ثم؛ فالصواب الرواية بالواسطة، وضعف الحديث.
والله أعلم.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
وهل ذكرت هذا:
اقتباس:
معمر اختُلف عنه، فذكر عبدالرزاق عنه تصريح الزهري بالسماع من أنس، وخولف عبدالرزاق، ورواية من خالف أرجح، وأيَّدها إدخال غير معمر الواسطة بين الزهري وأنس، وقد أعلَّ رواية عبدالرزاق إشارةً: الدارقطني والبيهقي.
في أول مشاركة لك حتى يقال:
اقتباس:
وما دونه أعمال طرق ولا تحويلات!
لا بأس أيها الشيخ الفاضل، فقد طويت هذه الصفحة.
لكن تبقى مسألة تضعيف الحديث هذا من أجل جهالة الواسطة، عليها مدخل.. فكون إمام حجة كالزهري يروي هذا الحديث عن الثقة عنده الذي لا يتهمه فهذا قد فعله الأئمة المعتبرين المتبَعين المقلَدين بعده وقبل منهم هذا، فهذا الإمام مالك وهذا الشافعي يحدثان عن الثقة عندهما ويقبل منهما.
وأنا لا أتكلم عن أي راوٍ روى هذه الصيغة؛ فهذا معروف ما قررة الأئمة من عدم قبول هذا اللفظ منه في تصحيح روايته، إنما كلامي كما هو مبين = إمام، حجة، ثبت، متبعٌ، لا يعرف منه تدليس ولا كذب.
فهذا الذي ارتضى روايته جمع من الأئمة وأهل الحديث كما هو مقرر في كتب المصطلح لا يخفى.
وعليه: فالحكم بالضعف مباشرة على هذا الحديث لا يقبل، بل يلزم التريث وعدم التعجل.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
بارك الله فيك.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
وهل ذكرت هذا:
اقتباس:
معمر اختُلف عنه، فذكر عبدالرزاق عنه تصريح الزهري بالسماع من أنس، وخولف عبدالرزاق، ورواية من خالف أرجح، وأيَّدها إدخال غير معمر الواسطة بين الزهري وأنس، وقد أعلَّ رواية عبدالرزاق إشارةً: الدارقطني والبيهقي.
في أول مشاركة لك
هذا البيان يعرف من مشاركتي الأولى بأدنى تأمل، وهو ما دعوتُ إليه مرة بعد مرة.
وأقول أيضًا: لا بأس أيها الشيخ الفاضل، فقد طويت هذه الصفحة.
وإن كان لم يتبين لي بوضوح موقفك من هذا الذي ذكرتُ، لكن كلامك عن الإعلال بالواسطة المجهولة يدل على اتضاح علة رواية معمر، وهذا إن كان فبفضل الله، وله الحمد.
وأما بخصوص قول الزهري: (حدثني من لا أتهم)، فأرى أن كونه إمامًا ثبتًا حجة لا يكفي في تمشية من لا يتهمه ما دام مجهول العين والحال، ولا يخفى أن أجلَّ من الزهري أو مثله قال: (حدثني من لا أتهم)؛ وكان تحت ذلك متروك الحديث متهم بالكذب.
وليراجع كلام الأئمة في هذه المسألة، وهل فرقوا بين الأئمة الأثبات أو غيرهم... إلخ.
ولا بد أن للمتن دورًا في هذا، فإن ثبتت نكارته فلا بد من تحميلها هذه الواسطة المجهولة.
والله أعلم، وجزاكم الله خيرًا.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد بن عبد الله على تكملة الحوار مع الشيخ أبي عصام التميمي
والذي يظهر لي ولله الحمد والمنة أن الشيخ التميمي تبين له أن الواسطة بين الزهري وأنس ثابتة أوراجح وقوعها
أما قضية قول الزهري( حدثني من لا أتهم) فهل هذا أصلا توثيق للرواي
أم أنه إشارة إلى عدم معرفة بحال الرجل فمن لايعرف حال رجل كيف يتهمه ولو سبر مروياته أو عرف حاله وتبين له صدقه وضبطه لقال حدثني الصادق أو الثقة و نحو ذلك والنفي لايعني الإثبات- ولهم في الموضوع كلام-
قال إمام الحرمين: "إذا قال أحد أئمة الجرح والتعديل حدثني الثقة أو حدثني من لا أتهم ونحـو ذلـك وكـان ممن يقبـل تعـديله ويرجع إليه فهو مقبول محتج به بالرغم من إرساله وذلك لأنه لا يقول ذلك إلا عند تحققه من ثقة ذاك الراوي وصدقه.......إلى أ ن قال
وأما من يرسل عن غير المشهورين، وإن كانوا عنده ثقات فاحتمال جواز كونه ضعيفاً يبقى قائـماً
وقال الحاكم
وممن أرسل الحديث من ثقات التابعين: سعيد بن جبير، مجاهد، طاووس، عمرو بن دينـار، ومرسـلات مالك بن أنس أصحهم. واختلف في مراسيل الزهري لكن الأكثر على تضعيفها، قال يحي بن معين: مراسيل الزهري ليست بشيء، وهو قول الشافعي أيضاً .
أقول:
ولو كان ذلك توثيقا قطعا لما أعل الحديث غالب من تبينت عنده الواسطة
قال : ابن حجر في النكت (ورويناه في مكارم الأخلاق وفي عدة أمكنة عن عبدالرزاق وقد ظهر أنه معلول)
اقتباس:
ولا يخفى أن أجلَّ من الزهري أو مثله قال: (حدثني من لا أتهم)؛ وكان تحت ذلك متروك الحديث متهم بالكذب.
نعم كما قال الربيع عن الشافعي في أنه إذا قال:( أخبرني من لا أتهم ) فهو يعني بها إبراهيم بن أبي يحيى الضعيف المتروك عند بقية أهل الحديث
.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
إضافة
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله العقيل
كما في موقع شبكة السنة وعلومها
فإن قيل: ألا يكفي قول الزهري: (حدثني من لاأتهم ) في توثيقه؟
يقال: هذا توثيق على الإبهام, ولا يعتد به على الراجح عند علماء الحديث, ولابد من تسميته ومعرفة كلام أئمة الجرح والتعديل فيه، لأنا نعلم أن النقاد يختلفون في النقلة فربما لو سمّى ذلك الراوي شيخه لكان مجروحاً بقادح عند غيره من أئمة الحديث. قال ابن الصلاح: بل إضرابه عن تسميته مريب يوقع في القلوب فيه تردداً أ.هـ. أي إن عدوله عن تسميته شبهة في إنه ربما علم أنه لو سماه لرد أهل العلم روايته. وهذا الذي رجحه الخطيب من أئمة الحديث، وأبو بكر الصيرفي وغيره من علماء الأصول.
ثم إن نفي التهمة لا ينفي الضعف بسوء الحفظ ونحوه من موجبات رد الرواية. قال الذهبي: ليس بتوثيق لأنه نفيٌ للتهمة، وليس فيه تعرضٌ لإتقانه ولا لأنه حجة. (تدريب الراوي1/522تحقيق طارق عوض الله)
تصحيح بسيط لمشاركه سابقه
اقتباس:
أمالعالم المتمكن فلايتهم مطلقا بمثل ذلك الكلام بقدر إهتمامه بما سوف أنقله وأطرحه من أدلة
قلت: فلا يتهم وهو سبق قلم وإنما أعني فلا يَهتم
.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله
معمر اختُلف عنه، فذكر عبدالرزاق عنه تصريح الزهري بالسماع من أنس، وخولف عبدالرزاق، ورواية من خالف أرجح، وأيَّدها إدخال غير معمر الواسطة بين الزهري وأنس،
أحسن الله إليك.
الظاهر أن عبدالرزاق اختُلف عنه -أيضًا-؛ فلا يُسلَّمُ أن رواية عبد بن حميد فيها التصريح بالإخبار، فروايته في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (رقم: 7248 ط. الرشد) ليس فيها التصريح بالإخبار!، ولا شك أن الحافظ البوصيري قد اعتمد على نسخ عتيقة للمسانيد التي في إتحافه، فلعل التصريحَ مقحمٌ في مطبوعتي مسند عبد بن حميد ولا أدري ممن؟!. وكذا رواية ابن عبدالبر في التمهيد (15/75 ط الفاروق) ليس فيها التصريح بالإخبار -وإن كان في سنده من لم أعرفه-. ولا أشك أن الراجح عن عبدالرزاق -بعد هذا- رواية عدم التصريح، والتي يؤكدها متابعة ابن المبارك له على عدم التصريح والله أعلم.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
بارك الله فيكما أخويَّ عبدالرحمن وفوازًا.
أخي فواز: هذا وإن كان محتملاً؛ فأرى فيه بعدًا؛ إذ إن الرواية التي في مصنف عبدالرزاق نفسه جاءت بإثبات السماع، وكذا رواية الإمام أحمد بن حنبل، والحافظ أحمد بن منصور الرمادي، وغيرهما.
وأما عبد بن حميد؛ فالصحيح أنه رواه كما رواه غيره بإثبات السماع، وقد وقع سقط في طبعة الرشد من إتحاف الخيرة -التي نقلتَ منها-، فقد جاء فيها: (... عن الزهري، أن أنس بن مالك قال:...)، وصوابه -كما في طبعة الوطن (5383/1)-: (... عن الزهري، أن أنس بن مالك أخبره، قال:...)، وجاء مثل ذلك حرفًا بحرف في المنتخب من المسند.
ولا يخفى اعتمادُ الأئمة أن في رواية عبدالرزاق إثباتَ السماع.
والله أعلم.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
بارك الله فيكم
مباحثة طيبة
هذا كلام حافظ مصر حمزة الكِناني:
/// لم يسمعه الزهريُّ من أنس، رواه عن رجل، عن أنس، كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد، عن الزهريِّ، وهو الصواب.
/// وهذا كلام حافظ الدنيا أبي الحسن الدارقطني سئل عنه فأجاب :
اختلف فيه على الزُّهْرِي
فرواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزُّهْرِي ، قال : حدثني أنس.
وقال ابن المبارك : عن معمر ، عن الزُّهْرِي ، عن أنس.
وكذلك قال إبراهيم بن زياد العبسي (لعلها القرشي)، عن الزُّهْرِي.
وهذا الحديث لم يسمعه الزُّهْرِي ، عن أنس.
رواه شعيب بن أبي حمزة ، وعقيل ، عن الزُّهْرِي قال : حدثني من لا أتهم ، عن أنس . وهو الصواب. ا.هـ
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــ
/// ولا أرى إلزاق الوهم بعبد الرزاق هنا
قال أحمد في رواية إبراهيم الحربي : (( إذا اختلف (عن) معمر في شئ فالقول قول ابن المبارك ))
ذكره ابن رجب في شرح العلل
وقال أبو أيوب سليمان الجلاب سئل إبراهيم الحربي إذا اختلف أصحاب معمر فالقول قول من؟ قال القول قول ابن المبارك.
أسندها الخطيب في تاريخه
وقال أحمد في رواية حنبل وابن عسكر: إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق.
فلا أدري وهم ابن رجب في النقل أم لا؟
وقال أبو زرعة الدمشقي: قلتُ لأحمد بن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر؟ قال: نعم
وقال ابن معين: كان عبد الرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف.
وقال أيضا: ما كان أعلم عبد الرزاق بمعمر، وأحفظه عنه
وقال إبراهيم بن موسى : كنت عند يحيى بن معين، فجاءه رجل، فقال: من أثبت في معمر ؟ ابن المبارك أو عبد الرزاق ؟ وكان يحيى متكئا فجلس، وقال: كان ابن المبارك خيرا من عبد الرزاق ومن أهل قريته، كان عبد الله سيدا من سادات المسملين تضم عبد الرزاق إلى عبد الله
وقال يعقوب بن شيبة: ((عبد الرزاق متثبت في معمر ، جيد الاتقان((.
وقال الدار قطني : (( أثبت أصحاب معمر هشام بن يوسف وابن المبارك (( .
وقال ابن حزم في الإحكام :"قد روينا عن عبد الرزاق بن همام قال كان معمر يرسل لنا أحاديث فلما قدم عليه عبد الله بن المبارك أسندها له".
فهذا يدل على مزيد عناية بابن المبارك
وقد لازم عبد الرزاق معمرا ثماني سنين
فإذا كانت حال ابن المبارك وعبد الرزاق في معمر ما تقدم
فالأولى أن يرفع الخلاف إلى شيخهما معمر
ويؤيده أن معمرا لم يكن يؤدي الألفاظ كما يجب كما سيأتي
وموطن الوهم هنا في الأداء لا في شيء آخر
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــ
إذا تقرر هذا
/// فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن معمرا كثير الغلط على الزهري.ا.هـ
قلت لعل هذا مأخوذ من:
1_ أن معمرا كثير الحديث عن الزهري فليس هو كمالك ومن أكثر من الرواية كان اكثر خطأ ممن أقلّ منها
2_ أن المقصود بهذا الكلام هو المقارنة بين معمر والطبقة الأولى من أصحاب الزهري وهم مالك وشعيب ويونس وعقيل والزبيدي
لا مع أصحاب الطبقة الثانية كالأوزاعي والليث فهو أقل خطأ منهم
وهو المراد بكلام الجوزجاني الآتي.
فتبين من ذلك إن شاء الله مقدار نسبة الخطأ المذكورة في حديث معمر عن الزهري وسببها
/// وسئل الجوزجاني : من الثبت في الزهري ؟ قال : مالك من أثبت الناس فيه . وكذلك أبو أنس ، وكان سماعهما من الزهري قريباً من السواء ، إذ كانا يختلفان إليه جميعاً ، ومعمر ، إلا أنه يهم في أحاديث.
/// وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله _عن أصحاب الزهري: (( أثبتهم مالك ، ثم ابن عيينة . قال : وأكثرهم رواية عنه يونس ، وعقيل ، ومعمر ، وقال : يونس وعقيل يؤديان الألفاظ
وفي رواية ابنه عبد الله عنه قلت له أيما أثبت أصحاب الزهري فقال لكل واحد منهم علة إلا أن يونس وعقيلا يؤديان الألفاظ وشعيب بن أبي حمزة وليس هم مثل معمرمعمر يقاربهم في الإسناد .
قلت فمالك قال مالك أثبت في كل شيء ولكن هؤلاء الكثرة كم عند مالك ثلاثمائة حديث أو نحو ذا وابن عيينة نحو من ثلاثمائة حديث ثم قال هؤلاء الذين رووا عن الزهري الكثير يونس وعقيل ومعمر قلت له شعيب قال شعيب قليل هؤلاء أكثر حديثا عن الزهري
وفي رواية ابن عساكر لرواية عبد الله أن يونس وعقيلا يوجبان الألفاظ وشعيب وليس هو مثل معمر يقاربه في الإسناد.
وقال ابن هانئ: قيل له (يعني أحمد): فأي أصحاب الزهري أحب إليك ؟ قال: مالك أحبهم إلي في قلة روايته، وبعده معمر، وما يضمن إلى معمر أحد، إلا أصبت معمرًا يفوقه، وأطلب منه للحديث، وقال: هذا أول من رحل إلى اليمن وإلى الجزيرة.
قيل له: يونس، وعقيل ؟ قال: هؤلاء يحدثون من كتاب، وكان معمر يحدث حفظًا فيحذف منها، من الأحاديث، وكان أطلبهم للعلم.
وقال الفضل بن زياد: قال له أبو جعفر (يعني لأحمد بن حنبل): فأيهم أحب إليك في حديث الزهري ؟ فقال: مالك في قلة روايته، ثم معمر، ولست تضم إلى معمر أحدًا إلا وجدته فوقه، رحل في الحديث إلى اليمن، وهو أول من رحل، فقال له أبو جعفر: والشام ؟ فقال: لا، الجزيرة، قال: ويونس، وهؤلاء يجيئون بألفاظ أخبار، أصحاب كتب، وكان معمر يحدث حفظًا فيحرف، وكان أطلبهم للعلم
وقال أبو داود: قال أحمد: معمر كان يحفظ الألفاظ لا يؤدي.
وهذا لا يعارض ما :
قال ابن هانئ: سألت أبا عبد الله: أيما أثبت عندك في حديث الزهري معمر، أو ابن عيينة، أو مالك، أو يونس، أو إبراهيم بن سعد، أو محمد بن الوليد الزبيدي، أو عقيل ؟ قال: معمر أحبهم إلي، وأحسنهم حديثًا وأصح بعد مالك.
فإنه يحمل على غير الإسناد وألفاظ الأداء
فعام وخاص أو جهة وجهة
/// وقدم ابن معين معمرا على عقيل وغيرِه
لكن سئل أبو زرعة عن عقيل بن خالد فقال ثقة صدوق وسئل عن عقيل ومعمر أيهما أثبت فقال عقيل أثبت كان صاحب كتاب وكان الزهري يكون بأيلة وللزهري هناك ضيعة.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
/// فإذا كان معمر دون مالك وعقيل ويونس وشعيب في الزهري من ناحية الإسناد
ويخطيء في أداء الألفاظ
وكان حال ابن المبارك وعبد الرزاق في معمر ما تقدم
فالأقرب في نظري أن يجعل الخلاف من جهة معمر
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
فإذا تقرر ذلك فجملة ما يقال في ترجيح رواية الجماعة على معمر مما ذكره الإخوة وغيره ما يلي:
/// الأصل أن ذكر الواسطة إعلال لرواية من لم يذكرها بدليل أنهم _اي النقاد_ كانوا يعلون بها وإن كان راويها ضعيف ما لم تقم القرائن على خلاف ذلك
/// المخالفة في حلقتين من حلقات الإسناد:
الأولى: في حلقة الزهري : وهم شعيب وعقيل وهما من الطبقة الأولى في الزهري وأهل النقد مختلفون في ترجيح كل واحد منهما منفردا على معمر
لكن هنا اجتمعا فيشبه أن يرتفع الخلاف في كونهما أرجح
بالإضافة إلى متابعتهما من بعض أصحاب الزهري من غير الطبقة الأولى ممن تكلم في روايتهم عن الزهري وهم: إسحاق ابن راشد ومعاوية بن يحيى الصدفي وإبراهيم بن زياد القرشي
فهؤلاء خمسة في مقابل معمر
/// أن الإمام أحمد نص على أن معمرا لا يؤدي الألفاظ عن الزهري كما يجب بخلاف عقيل وغيره كما تقدم
والخطأ هنا في أداء الألفاظ
/// أن في المتن نكارة كما تقدم
/// حكاية شيخ الإسلام اتفاق أهل المعرفة على أن معمرا كثير الغلط على الزهري
وقد بينت معنى ذلك.
والله أعلم
ـــــــــــــــ ــــ
/// لكني أنازع في شيئين _وإن كنت لا أشك أن الوجه الراجح عن الزهري الرواية بالواسطة_:
الأول: أنه ليس المتن نكارة فإن قضية الكذب المذكورة جعلها بعض العلماء دليلا على التورية .
الثاني: أن قول الزهري : (حدثني من لا أتهم)
إما أن يكون معروفا عندنا حاله (وليس كذلك فإننا لا نعرفه) فإن كان ثقة فالحديث صحيح وإن كان ضعيفا فالحديث ضعيف في الظاهر
وإما أن يكون مجهولا عندنا _نحن كباحثين متأخرين_ فالأليق بنا أن نأخذ بقول الزهري (الراوي عنه) فيه
لأننا لا نملك فيه إلا قوله وهو أعلم به منا
فليس هو كإبراهيم بن يحيى شيخ الشافعي وغيره من المبهمين ممن عرفنا حاله
ويعترض عليه بأن الاحتياط يوجب ذلك
وهذا مشكل أيضا
ثم الحديث في الزهد والرقاق فيتساهل فيه
وهذا قد يشكل عليه أن في المتن نكارة
فالله أعلم
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
أخي الكريم أمجد بارك الله فيك
ما قلته في أن السبب في العلة هو في أداء معمر لالفاظه محتمل
وإن كان ذلك الإحتمال يكون أكثرقوة عند مخالفة واحد أو اثنان فقط لاخمسة رواة
اقتباس:
/// لكني أنازع في شيئين _وإن كنت لا أشك أن الوجه الراجح عن الزهري الرواية بالواسطة_
الأول: أنه ليس المتن نكارة فإن قضية الكذب المذكورة جعلها بعض العلماء دليلا على التورية .
حتى لو سلمنا أن المتن ليس فيه أي نكاره فذلك لا أثر له إطلاقا على عدم وجود الواسطة
ولا أثرله كبير في قوة السند
اقتباس:
وإما أن يكون مجهولا عندنا _نحن كباحثين متأخرين_ فالأليق بنا أن نأخذ بقول الزهري (الراوي عنه) فيه
قد جعله معلولا باحثون غير متأخرين كابن حجر في(النكت) والعراقي كما وجد بخطه في هامش تخريج الإحياء ذكر ذلك الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين )
والناجي في (عجالة الإملاء المتيسرة)
اقتباس:
لأننا لا نملك فيه إلا قوله وهو أعلم به منا
فليس هو كإبراهيم بن يحيى شيخ الشافعي وغيره من المبهمين ممن عرفنا حاله
نقلت في ما سبق
واختلف في مراسيل الزهري لكن الأكثر على تضعيفها، قال يحي بن معين: مراسيل الزهري ليست بشيء، وهو قول الشافعي أيضاً .
قال ابن الصلاح: بل إضرابه عن تسميته مريب يوقع في القلوب فيه تردداً أ.هـ. أي إن عدوله عن تسميته شبهة في إنه ربما علم أنه لو سماه لرد أهل العلم روايته. وهذا الذي رجحه الخطيب من أئمة الحديث، وأبو بكر الصيرفي وغيره من علماء الأصول.
قال الذهبي: ليس بتوثيق لأنه نفيٌ للتهمة، وليس فيه تعرضٌ لإتقانه ولا لأنه حجة.
أقول: ولا حتى فيه تعرض لضبطه
وكما قلتَ سلمك الله
ويعترض عليه بأن الاحتياط يوجب ذلك
.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
أحسن الله إلى الشيخ أمجد، ونفع به.
وما زالت تقوية ابن المبارك على عبدالرزاق في معمر أقوى عندي وأظهر، خاصةً في هذا الحديث، والأمر مباحثة ومدارسة.
* فقد قوَّى عددٌ من الأئمة ابنَ المبارك في معمر عمومًا وعلى عبدالرزاق خصوصًا، ونقل الشيخ أمجد طرفًا من ذلك، ومنه: قول الطحاوي -في بيان مشكل الآثار (14/70)- في حديثٍ: (فغلط فيه عبدُالرزاق؛ فجعله: عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر؛ بذلك الكلام، والدليل عليه: أن من هو أحفظ من عبدالرزاق -وهو: ابن المبارك- قد رواه عن معمر بخلاف ذلك...)، ثم أسند رواية ابن المبارك.
وقد غلَّط الدارقطني -في موضع من العلل (10/76)- روايةَ عبدالرزاق عن معمر حديثًا، وصوَّب روايةَ ابن المبارك.
وهذا خاضع للقرائن في كل حديثٍ بعينه -بلا ريب-، إلا أنه يفيد أن لعبدالرزاق غلطًا عن معمر مقابل إصابةٍ لابن المبارك، وهذا وأمثاله دعا غيرَ واحدٍ لتقوية ابن المبارك في معمر وتقديمه على أصحابه، ولا يخفى هؤلاء كثرةُ حديث عبدالرزاق عن معمر واختصاصُه به.
* ثم إن لدينا إشارتين ظاهرتين من إمامَين على تخطئة عبدالرزاق في هذا الحديث، وتصويبِ رواية ابن المبارك، وما حمَّلوا معمرًا ذلك:
فالدارقطني يقول: (رواه عبدُالرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: حدثني أنس، وقال ابن المبارك: عن معمر، عن الزهري، عن أنس، وكذلك قال إبراهيم بن زياد العبسي، عن الزهري).
والبيهقي يقول: (هكذا قال عبدالرزاق: عن معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أنس، ورواه ابن المبارك، عن معمر، فقال: عن الزهري، عن أنس).
وهذا كالتصريح بخطأ عبدالرزاق وصواب ابن المبارك.
ووجود مثل هذين النصَّين في مثل هذا الموطن الضيق أدعى للتمسك بهما.
ومن باب المباحثة والمدارسة أيضًا:
أن الإمام أحمد قال -في رواية الفضل بن زياد-: (... ويونس وهؤلاء يجيئون بألفاظ أخبار، أصحاب كتب، وكان معمر يحدث حفظًا فيحرف)، وقيل له -كما في رواية ابن هانئ-: يونس، وعقيل؟ قال: (هؤلاء يحدثون من كتاب، وكان معمر يحدث حفظًا فيحذف منها؛ من الأحاديث...).
فهذا السياق يشير إلى أن المقصود: أن هؤلاء يأتون بمتون الحديث تامة الألفاظ؛ لأنهم كانوا كتبوها عن الزهري، ويحدِّثون من كتبهم، وهذا أدعى لأداء المتن بتمامه، وأما معمر فكان "يحدِّث من حفظه، فيحذف منها"، ولعل المراد بالحذف: اختصار المتن وعدم سياقته تامًّا كما يؤديه غيرُهُ ممن كَتَبَهُ ورواه من كتابه.
ويدل على ذلك: أن الإمام أحمد قال -في رواية أبي داود-: (عقيل ويونس يؤدُّون الألفاظ، معمر كان يحفظ الألفاظ، لا يؤدي)، والأداء مقابل الحفظ في عُرفهم: تحديث الراوي بما سمع كما سمعه تامًّا دون تصرُّف واختصار، ولا يكون التصرُّف والاختصار إلا لأنه يحدِّث من حفظه، ومن ذلك: قول سليمان بن حرب: (... ولكن أيوب يؤدي الحديث بطوله كما يسمع، ومالك يختصر ويترك من الحديث ما لا يقول به، فأيوب أرجح من غيره)، وقال الفضل بن زياد: قلت لأبي عبدالله -يعني: الإمام أحمد- في إسرائيل وشريك، فقال: (إسرائيل صاحب كتاب، يؤدي ما سمع، وليس على شريك قياس؛ كان يحدث بالحديث بالتوهم)، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (سعد بن سعيد الأنصاري مؤدي)، قال ابن أبي حاتم: (يعني: أنه كان لا يحفظ، يؤدي ما سمع)، وقال أبو حاتم في غندر: (كان صدوقًا، وكان مؤديًا، وفي حديث شعبة ثقة)، وإنما فُضِّل غندر في شعبة بسبب كتابته عنه وإتقانها وصحتها، لا بسبب مزيد حفظ، بل كانت فيه غفلة، وإنما كان -كما قال أبو حاتم- "مؤديًا"، يروي من كتابه كما سمع وكتب وصحح.
وهذا -بضمِّ بعضه إلى بعض- يدلُّ على أن هذه المسألة عند معمر تخصُّ سياق ألفاظ المتن والتصرُّف والاختصار في أدائها، لا الإتيان بألفاظ السماع والتحديث.
وحتى لو كان الأمر كذلك؛ فقول أحمد: (فيحذف منها)، و: (لا يؤدي)؛ لا يتواءم مع كونه يأتي بألفاظ التحديث والإخبار: حدثنا، أخبرنا -كما في هذا الحديث-؛ لأن هذه إضافةٌ وتجويدٌ وتمام؛ لا حذفٌ واختصارٌ وعدم أداء.
والله أعلم.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
مباحثة طيبة مفيدة أجاد فيها الشيخ محمد بن عبد الله.
والحقيقة علم العلل فضّاح!
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
لا شك أن رواية من رواه عن الزهري عن أنس بالواسطة هي الراجحة
للفائدة :
اقتباس:
روى عبد الرزاق في مصنفه 11/287ـ 288(20559) قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك قال كنا يوما جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة) قال: فاطلع رجل من أهل الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال فسلم فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل على مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول فلما قام النبي تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت ألا ادخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت قال: نعم قال أنس: كان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار انقلب على فراشه وذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت يا عبد الله: لم يكن بيني وبين والدي هجرة ولا غضب ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاث مرات (يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة) فاطلعت ثلاث مرات فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما هو إلا ما رأيت قال: فانصرفت عنه فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه إليه فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك هي التي لا نطيق .
ورواه الإمام أحمد 3/166 وعبد بن حميد (3/83 ـ 84 المنتخب) وأحمد بن منصور الرمادي (عند البيهقي في شعب الإيمان 5/264حديث رقم6605 والبغوي في شرح السنة13/112ـ 114 حديث رقم 3535وغيرهما) كلهم عن عبد الرزاق به . وقد تفرد عبد الرزاق بإثبات سماع الزهري من أنس.
ورواه أحمد بن الفرات الأصبهاني ( عند ابن عبد البر في التمهيد 6/121) وزهير بن محمد ( عند البزار كما في كشف الأستار2/410 حديث رقم1981) عن عبد الرزاق به لكن قالا: عن أنس بدون تصريح بالإخبار .
ورواه ابن المبارك في الزهد (رقم 694) عن معمر فقال عن الزهري عن أنس, ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة (863) عن ابن المبارك به.
فيكون عبد الله بن المبارك متابعا لعبد الرزاق على الوجه الثاني ( بالعنعنة ).
وتابع معمراً إبراهيم بن زياد القرشي -كما سيأتي في كلام الدارقطني- وهو ضعيف.
والإمام الزهري على جلالته وإتقانه إلا إنه كان يدلّس في النادر (الميزان 4/40) . وقد وصفه بالتدليس الشافعي والدار قطني وغير واحد, وذكر العلماء جماعه من الرواة روى عنهم الزهري ولم يسمع منهم، وإذا كان تدليسه نادراً فالنادر لاحكم له, إلا أن يثبت في حديث بعينه أنه دلّسه .
والزهري تابعي صغير أكثر روايته عن كبار التابعين, ويروي أحيانا عن صغار الصحابة كأنس , ومع هذا فقد دلس هذه القصة عن أنس, كما سيتبين فيما يأتي .
وخالف معمراً شعيبُ بن أبي حمزة وعقيل بن خالد وغيرهما فروياه عن الزهري عن رجل عن أنس به, وهو الصواب.
قال البيهقي في شعب الإيمان 5/264(6605) : هكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني أنس , ورواه ابن المبارك عن معمر فقال عن الزهري عن أنس , ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ببخارى أنا علي يعني محمد بن عيسى نا الحكم بن نافع أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري قال : حدثني من لا أتهم عن أنس بن مالك أنه قال فذكر الحديث بنحوه
وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري في الإسناد غير أنه قال في متنه فطلع سعد بن أبي وقاص لم يقل رجل من الأنصار .
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق 20/325ـ327 أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة بن يحيى التجيبي ثنا ابن وهب أخبرني عقيل عن ابن شهاب حدثني من لا أتهم عن أنس قال بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فأطلع سعد بن أبي وقاص....الحديث بطوله.
وقال الخرائطي في مساؤى الأخلاق (771) حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح عن الهقل بن زياد عن الصدفي – يعني معاوية بن يحيى – حدثني الزهري حدثني من لا أتهم عن أنس مثل حديث معمر. والصدفي هذا وإن ضعفه أهل العلم إلا أن رواية الشاميين عنه أصح - وهذه منها -
قال أبو زرعة: والذي حدّث بالشام أحسن حالاً. وبنحوه قال ابن حبان وابن حجر.
بل نص الحفاظ على استقامة أحاديثه عن الزهري –كما ذكر البخاري- ونصوا على أن الهقل بن زياد روى عنه أحاديث مستقيمة –كما ذكر أبو حاتم- وقالا: كأنها من كتاب, وقال الدارقطني: يكتب ما روى الهقل عنه, ويتجنب ما سواه.(ينظر الجرح والتعديل والتاريخ الكبير والمجروحين)
قال الدارقطني في العلل (المخطوط 4/ق26 أ) : اختلف فيه على الزهري: فرواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال حدثني أنس , وقال ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن أنس , وكذلك قال إبراهيم بن زياد العبسي(لعل صوابه القرشي) عن الزهري عن أنس . وهذا الحديث لم يسمعه الزهري من أنس .ورواه شعيب بن أبي حمزة وعقيل عن الزهري قال حدثني من لا أتهم عن أنس . وهو الصواب .أ.هـ وهو في تكملة العلل بتحقيق الدباسي12/203 .
وقال المزي في تحفة الأشراف 1/395: قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لم يسمعه الزهري من أنس ؛ رواه عن رجل عن أنس , كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد عن الزهري, وهو الصواب.
وقال ابن حجر في النكت الظراف على الأطراف: وذكر البيهقي في الشعب أن شعيباً رواه عن الزهري حدثني من لا أتهم عن أنس . ورواه معمر عن الزهري أخبرني أنس؛ كذلك أخرجه أحمد في المسند عنه .
ورويناه في مكارم الأخلاق ، وفي عدة أمكنة عن عبد الرزاق. وقد ظهر أنه معلول .
فهؤلاء ثلاثة (عقيل بن خالد وشعيب بن أبي حمزة ومعاوية بن يحيى الصدفي) يضاف إليهم إسحاق بن راشد الجزري الذي ذكره الكناني كما سبق كلهم ذكروا الواسطة المبهمة بين الزهري وأنس .
وإسحاق بن راشد وإن اختلف فيه العلماء, وترجح أنه ضعيف في الزهري, وثقة في غيره إلا أنه يعتبر به ولذا أخرج له البخاري عن الزهري ما شاركه فيه غيره في مواضع يسيرة.
وقد تفرد الزهري بروايته هذا الحديث كما قال أبو حاتم الرازي (العلل رقم2611), وعقيل وشعيب ثقتان من أثبات أصحاب الزهري.
قال ابن كثير في تفسير سورة الحشر: وهذا إسناد صحيح على شرط الصحيحين لكن رواه عقيل وغيره عن الزهري عن رجل عن أنس .
وقد صححه العراقي في تخريج الإحياء فقال: رواه أحمد بسند صحيح على شرط الشيخين, ثم تبين له أن ذلك غير صحيح كما ذكر الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين 8/51) أنه وجد بخطه في هامش التخريج المذكور عند قوله (صحيح): له علة ؛ فإن الزهري لم يسمعه عن أنس فيما يقال.
وكذلك المنذري في الترغيب والترهيب جعل إسناده على شرطهما, وتعقبه الناجي في عجالة الإملاء المتيسرة ص 464 فقال (بعد أن نقل كلام الكناني والمزي): وهذه العلة التي فيه لم ينتبه لها المصنف .
وقد جرى على هذا الألباني برهة من الزمن حتى تبيّنت له العلة كما ذكر ذلك في تخريجه للترغيب والترهيب.
وبما سبق يتبين رجحان الوجه الأخير لكثرة الرواة له عن الزهري وفيهم ثقتان من أثبت أصحابه, وقد رجحه من الأئمة: الدارقطني والكناني والبيهقي والعراقي وابن حجر والناجي, ومن المتأخرين الألباني.
وهذا الوجه يؤيد رواية الزهري عن أنس بالعنعنة, وتقدّم أن الزهري دلّسه وأسقط الواسطة.
فإن قيل: ألا يكفي قول الزهري: (حدثني من لاأتهم ) في توثيقه؟
يقال: هذا توثيق على الإبهام, ولا يعتد به على الراجح عند علماء الحديث, ولابد من تسميته ومعرفة كلام أئمة الجرح والتعديل فيه، لأنا نعلم أن النقاد يختلفون في النقلة فربما لو سمّى ذلك الراوي شيخه لكان مجروحاً بقادح عند غيره من أئمة الحديث. قال ابن الصلاح: بل إضرابه عن تسميته مريب يوقع في القلوب فيه تردداً أ.هـ. أي إن عدوله عن تسميته شبهة في إنه ربما علم أنه لو سماه لرد أهل العلم روايته. وهذا الذي رجحه الخطيب من أئمة الحديث، وأبو بكر الصيرفي وغيره من علماء الأصول.
ثم إن نفي التهمة لا ينفي الضعف بسوء الحفظ ونحوه من موجبات رد الرواية. قال الذهبي: ليس بتوثيق لأنه نفيٌ للتهمة، وليس فيه تعرضٌ لإتقانه ولا لأنه حجة. (تدريب الراوي1/522تحقيق طارق عوض الله)
قال المعلق على المسند (ط الرسالة) : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
كتبه
عبد العزيز بن عبد الله العقيل
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوصلاح الدين
لكن الحديث مما اشتهر علي ألسنة الناس وله أثر عظيم في نفوس الناس وله شواهد كثيرة من القرآن والسنة كقوله تعالي (يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم)
وقد يكون حكم المحدثين قديما وحديثا عليه مختلف فيه
وإلا لازلنا نسمع من الدعاة والعلماء من يحدث به والله أعلم
لكن ...
استمعت منذ قرابة عشرين سنة
إلى تخريج هذا الحديث
وبيان ضعفه سنداً ومتناً
في ثلاثة أشرطة
للشيخ أبي الحسن المأربي ..
النكارة في المتن كون الصحابة يقرون من أنفسهم أنهم يعجزون عن ترك حمل الغل على بعضهم ..
وكون الصحابي يكذب على أخيه ليضيفه والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينكر الكذب
هذا ما أذكره والأشرطة ليست بجانبي الآن وإلا رفعتها لكم لتستمعوا إليها
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سلمى رشيد
لكن ...
استمعت منذ قرابة عشرين سنة
إلى تخريج هذا الحديث
وبيان ضعفه سنداً ومتناً
في ثلاثة أشرطة
للشيخ أبي الحسن المأربي ..
النكارة في المتن كون الصحابة يقرون من أنفسهم أنهم يعجزون عن ترك حمل الغل على بعضهم ..
وكون الصحابي يكذب على أخيه ليضيفه والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينكر الكذب
هذا ما أذكره والأشرطة ليست بجانبي الآن وإلا رفعتها لكم لتستمعوا إليها
من عشرين سنة الشيخ بعد طالب عند الشيخ مقبل !!
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أسماء الحنبلي النصري
من عشرين سنة الشيخ بعد طالب عند الشيخ مقبل !!
ولنفرض انه من عشرين سنة كان يطلب العلم عند الشيخ مقبل - رحمه الله - وهو لا يزال يطلب العلم إلى يومنا هذه
لو سمحتَ .. وين الإشكال عندك أنت ؟
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
انا لا أرى اعلال الحديث
ويحتمل ان يكون الزهري قد سمعه من المجهول مرة
وسمعه من انس بن مالك مرة
ولاضرر هاهنا
اما عن الاعلال لأن البعض رووه عن الزهري عن رجل , فلا يصح الاعلال من هذا الوجه !
لماذا ؟
لأن غالب الروايات فيها تصريح الزهري بالسماع من أتس , والمثبت مقدم على المنفي
وان كان الزهري لم يسمعه من انس وقال ( حدثنا او اخبرني ) لزمنا أن نكذب الزهري ولا يصح ذلك ابداً
فالصحيح عندي انه سمعه من الرجل مرة , وسمعه من أنس مرة
فتراجع الزهري عن قوله ( عن رجل ) بعدما تأكد و سمعه مباشرة من انس بن مالك ويشهد لذلك ان طريق معمر عنه لا تثبت ذلك الرجل لا سيما ان سماع معمر منه كان متأخراً عن غيره
وقد ذكر الشيخ احمد شاكر رحمه الله في شرحه الباعث الحثيث :(( اذا تلاعب الرواي بصيغ الاداء فقال حدثنا ولم يسمع فهو كاذب فاسق انتهى امره ))
فالتصريح بالسماع ثابت وان رواه الزهري مرة عن رجل عن انس فربما ذلك كان قبل ان يسمعه من انس , ولذلك عندما سمعه قرر ان يرويه عن انس بدون ذلك الرجل لانه سمعه من انس وتاكد وكما قلت يشهد لذلك ان سماع معمر من الزهري كان متأخراً عن غيره
هذا والله الموفق
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
قول السائل
نسمع كثيرًا من الخطباء يَذْكُر حديث الرجل الذي وَصْفَهُ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بأنه من أهل الجنة , وذهب إليه عبد الله بن عمرو بن العاص ؛ ليطلع على عمله الذي بلغ به هذه المنـزلة , فوجده لا يُكْثِر من العمل , إلا أنه ليس في قلبه حسد لأحد من المسلمين , فهل هذا صحيح أم لا ؟
قال الشيخ أبو الحسن حفظه الله
الجواب : هذا الحديث قد كتبت فيه بحثا موسعا , وانتهيت فيه إلى أن الحديث ضعيف في السند , وفي متنه نكارة , ويحسن بي أن أسوق الحديث هنا : فقد أخرجه عبدالرزاق , وأحمد , وابن عساكر , والبيهقي في " الشعب " وغيرهم من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كنا يوما جلوسا عند رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال " يَطْلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة " قال : فطلع رجل من الأنصار , تنطف لحيته من وضوئه , قد علق نعليه في يده الشمال , فَسَلَّم , فلما كان من الغد ؛ قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مثل ذلك , فطلع ذلك الرجل على مثل المرة الأولى , فلما كان اليوم الثالث ؛ قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مثل مقالته أيضًا , فطلع الرجل على مثل حاله الأول , فلما قام النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - تبعه عبدالله بن عمرو بن العاص , فقال : إني لاحيت – أي خاصمت – أبي , فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا , فإن رأيت أن تُؤْويني إليك حتى تمضي الثلاث ؟ قال : نعم , قال أنس : كان عبدالله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال , فلم يره يقوم من الليل شيئا , غير أنه إذا تعارَّ من الليل ؛ انقلب عن فراشه , وذَكَرَ الله وكَبَّرَ , حتى يقوم لصلاة الفجر , قال عبدالله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا , فلما مضت الثلاث , وكدت أحتقر عمله ؛ قلت : يا عبدالله , لم يكن بيني وبين والدِي هجرة ولا غضب , لكنني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يقول ثلاث مرات : " يَطْلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة " فطَلَعْتَ ثلاث مرات , فأردت أن آوي إليك ؛ لأنظر ما عملك , فأقتدي بك , فلم أرك تعمل كبير عمل , فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت ، قال : فانصرفت عنه ، فلما ولِّيتُ دعاني ، قال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غِشًّا , ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه , فقال عبدالله : هذه التي بلغت بك , وهي التي لا نطيق .
فهذا الحديث رواه الزهري عن أنس , وفي رواية قال : أخبرني أنس , وفي رواية قال : حدثني من لا أتهم عن أنس , والراجح في الاختلاف عليه أن أكثر الرواة عنه والأحفظ رووه عن الزهري عمن لا يتهم عن أنس , وهذه الواسطة المبهمة لا يحتج بها ، وقد صرح جماعة من الأئمة بعدم سماع الزهري هذا الحديث من أنس: كالدارقطنيّ , وحمزة بن محمد الكناني , والحافظ ابن حجر , وقد أشار أبو حاتم لضعفه , وغمز العراقي في صحته , وتوقف فيه ابن كثير , ومن صححه فباعتبار النظر إلى بعض أسانيده التي فيها التصريح بالإخبار بين الزهري وأنس , ومن ضعفه فباعتبار جمع الطرق للحديث , والوقوف على علته , والباب إذا لم تُجْمَع طرقه لم تُعْرَف علته , هذا من جهة السند , ومن جهة المتن ففيه نكارة أيضا لوجوه :
1- قول عبد الله بن عمرو : " لاحيت أبي , فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا " ... الخ ، هذا كذب , يجب أن ننـزه الصحابي العابد الناسك عنه , لاسيما وقد استدل بذلك من ينتسب للدعوة اليوم , فقال : الغاية تبرر الوسيلة , ومن أجل هذا ارتكب المحرمات ليصل إلى غايته , فلا سلم دينه من ارتكاب المعاصي , ولا وصل إلى غاية تُحْمَد , ولا سلمت أمته من الفتن , والله المستعان .
2- قول عبدالله بن عمرو : " كدت أحتقر عمله " ليس هذا الأسلوب من المعهود عن السلف , أنهم يحتقرون من المعروف شيئا وإن كان يسيرا , وقد أنكر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – على الثلاثة الذين تقالوا عمل رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعَدَّ ذلك رغبة عن سنته , فقال : " ... ومن رغب عن سنتي ؛ فليس مني " متفق عليه .
3- قول عبدالله بن عمرو عندما أخبره الرجل بسلامة صدره من الحسد : " وهي التي لا نطيق " فيستبعد ذلك من الصحابة , الذين هم أبر الأمة قلوبًا , وأصفاها أفئدة , وأعمقها علمًا , وأقلها تكلفًا – رضي الله عنهم جميعًا - فكيف لا يطيقون ذلك ، وهم الذين بلغوا ما لم يبلغه هذا الرجل وأمثاله من المنازل ؟
وعلى كل حال فهكذا تعمل الأحاديث الضعيفة في الناس , ونحن في غنى عنها - ولله الحمد - بالأحاديث الصحيحة التي تحذر من : الحسد والغش للمسلمين , لكن من كانت بضاعته في علوم السنة مزجاة ؛ احتج بكسير , وعوير , وثالث ما فيه خير , والله المستعان
الشيخ أبو الحسن المأربي
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
هذا هو الصواب نكارة الحديث . وقد أعله غير واحد من أهل العلم كأبي حاتم والدارقطني وأشار إليه البيهقي وغيرهم . وشعيب بن أبي حمزة من أوثق الناس في الزهري وتابعه عقيل بن خالد .
فالحديث معلول من جهتين:
الأول : من جهة سنده.
والثاني : من جهة متنه.
فأما من جهة السند فهو مختلف فيه على الزهري:
1 ـ فرواه معمر بن راشد، واختلف عليه فيه:
فرواه عبدالرزاق كما في الجامع (11: 278/ برقم 20559) (ومن طريقه جماعة): أخبرنا معمر عن الزهري ، قال: أخبرني أنس بن مالك ..فذكره.
2 ـ ورواه عبدالله بن المبارك في مسنده (ص3) ، وفي الزهد (241/ برقم 694): عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس .. فذكره.
فالاضطراب فيه من معمر وإن كان معدودًا في ثقات أصحاب الزهري إلا أنه ربما وهم في بعض حديثه. كما هو منصوصٌ عليه في ترجمته.
وروايته بالعنعنة هي الراجحة دون التي فيها الإخبار، كما سيأتي.
3 ـ ورواه شعيب بن أبي حمزة كما في الشعب للبيهقي برقم (6606)، وعقيل بن خالد كما في تاريخ دمشق (7: 155)، وغيرهما : عن الزهري حدثني من لا أتهم عن أنس ..فذكره.
وهذا إسناد ثابت صحيح عن الزهري، وعليه تحمل رواية عبدالله بن المبارك ، عن معمر عن أنس. فقد بان انقطاعها وأن مرد ذلك إلى الزهري دلس الرواية.
وقد سئل عنه الدارقطني في علله فقال: اختلف فيه على الزهري:
فرواه عبدالرزاق عن معمر ، عن الزهري، قال: حدثني أنس.
وقال ابن المبارك : عن معمر ، عن الزهري ن عن أنس.
وكذلك قال: إبراهيم بن زياد القرشي: عن الزهري ، عن أنس.
ورواه شعيب بن أبي حمزة ، وعُقيل ، عن الزهري ، قال: حدثني من لا أتهم ، عن أنس، وهو الصواب. اهـ.
وأما من جهة المتن ففي رواية معمر ، وشعيب بن أبي حمزة وآخرين رجل من الأنصار.
ووقع في رواية عقيل : فطلع سعد بن أبي وقاص.
وناهيك عن مسائل أخرى تتعلق بالمتن كالكذب .
وذكره ابن أبي حاتم في العلل : سألت أبي عن حديث رواه الزهري عن يزيد بن وديعة ابن خزام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الانصار أعفه صبر وعن حديث رواه الزهري عن من لايتهم عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع سعد وعن حديث رواه الزهري عن السائب عن يزيد قال ذكر عبدالله بن شريح الحضرمي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك رجل لا يتوسد القرآن فقال أبي قد تفرد الزهري برواية هذا الحديث وأحاديث معه .
وكذلك كلام الحافظ حمزة الكناني ، حيث جاء في تحفة الأشراف (1/395) وفي حاشية السنن الكبرى للنسائي(6/216) طبعة الرسالة: قوله : هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أنس رواه عن رجل عن أنس ورواه غير واحد عن الزهري كذلك رواه عنه عقيل واسحاق بن يزيد وهو الصواب . أهـ كلامه رحمه الله
وزاد الحافظ في النكت الظراف : قلت: وذكر البيهقي في الشعب أن شعيبا رواه عن الزهري حدثني من لا أتهم عن أنس ورواه معمر عن الزهري أخبرني أنس كذلك أخرجه أحمد في المسند عنه ورويناه في مكارم الأخلاق وفي عدة أمكنة عن عبدالرزاق وقد ظهر أنه معلول .أهـ كلام ابن حجر رحمه الله .
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
وقد تراجع العلامة الألباني في تصحيحه ، فصححه في الضعيفة 1/26في المقدمة وهو يرد على إسماعيل الأنصاري ، ثم ضعفه في ضعيف الترغيب والترهيب .
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
ومن باب الأمانة العلمية فقد قال المشرف العام على تحقيق المسند فضلية الشيخ شعيب الأرنؤوط :
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20559) ، ومن طريقه أخرجه البزار (1981- كشف الأستار) ، والبيهقي في "الشعب" (6605) ، وابن عبد البر 6/121-122، والبغوي (3535) .
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (863) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1981) من طريق ابن لهيعة عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، به. غير أنه قال في متنه: فطلع سعد، بدل قوله: فطلع رجل من الأنصار. وابن لهيعة سيئ الحفظ.
وجاءت تسمية الرجل بسعد بن مالك في حديث ابن عمر عند البزار (1982) ، والبيهقي (6607) . وهو ضعيف، ورواية البزار مختصرة جداً اهـ .
فائدة مهمة :
إذا اختلف العلماء في التصحيح والتضعيف فطالب العلم بين أمرين :
أ / إن كان طالب العلم متمكنا فلينظر إلى حجة الفريقين ، ثم يأخذ ما أدى إليه اجتهاده بعيدا عن الهوى وتقليد الأشخاص .
ب / وإن كان طالب العلم من المبتدئين فليقلد الأعلم والأتقى في نظره الخاص لكن بلا تعصب ،
والله تعالى أعلم .
والتصحيح والتضعيف من الأمور الإجتهادية ، لكن بشرط أن يكون المشتغل في هذا الفن من أهل التخصص ، وكل علم يسأل عنه أهله .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : فمتى وجدنا حديثا قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم بتعليله، فالأولى اتباعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه، وهذا الشافعي مع إمامته يحيل القول على أئمة الحديث في كتبه فيقول : وفيه حديث لا يثبته أهل العلم بالحديث ( النكت 2/711) .
وقال الإمام السخاوي رحمه الله : فمتى وجدنا في كلام أحد المتقدمين الحكم به كان معتمدا لما أعطاهم الله من الحفظ الغزير وإن اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح اهـ ( فتح المغيث 1/237) .
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
أخبرني بعض الأخوة الكرام ، أن الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف _رحمه الله_ ، أعلَّ هذا الحديث سنداً ومتناً . وهو الصواب فيما أعلم ، والله أعلم.
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
كان شيخنا محمد عمرو رحمه الله يعل الحديث .
-
رد: ضعف حديث " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .
جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم حميعا .
-
الكلام على حديث عبد الله بن عمرو : ( هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ )
السؤال: أود رجاء أن أسألكم عن السند الكامل للحديث التالي ومدى صحته ونصه الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مع جماعة من الصحابة رضي الله عنهم بالمسجد وقال : ( سيدخل الآن رجل من أهل الجنة ) ، ودخل صحابي ، وتكرر ذلك ثانية ثم تكرر للمرة الثالثة. ، فأراد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن يعرف ما الذي يتميز به هذا الرجل ولهذا فقد طلب منه أن يقيم معه في منزله 3 أيام ، وأوجد لذلك عذرا). وسمح له الرجل بأن يقيم معه. ولاحظ عبد الله بأن الرجل لم يفعل شيئا غير اعتيادي ، فهو لم يصم طوال الوقت وكان ينام جزءا من الليل ويصلى في الجزء الآخر وهكذا. ، ولهذا فقد أخبره عبد الله بعد مرور 3 أيام بالسبب الحقيقي لطلبه بأن يقيم معه وسأله عن السبب وراء كونه من أهل الجنة. فلم يذكر الرجل رضي الله عنه شيئا ، لكن بعد وهلة قال : إني كل ليلة قبل خلودي للنوم أعفو عمن ظلمني ، وأتخلص من أية ضغينة أحملها في قلبي تجاه أي أحد". .
الجواب :
الحمد لله
قال الإمام أحمد رحمه الله في مسنده (12720) :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ : إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ . قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا . فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ، قَالَ : فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ : مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ؛ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ .
وهكذا رواه عبد الرزاق في "المصنف" (20559) وابن المبارك في "الزهد" (694) والنسائي في "الكبرى" (10699) وعبد بن حميد في "مسنده" (1157) والضياء في "المختارة" (2619) والبيهقي في "الشعب" (6605) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (754) والسمعاني في "أدب الإملاء" (ص 122) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/122) كلهم من طريق معمر عن الزهري عن أنس به .
وقد اختلف العلماء في هذا الحديث :
فقال الهيثمي في "المجمع" (8/79) : " رجال أحمد رجال الصحيح " .
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3 / 348) :
" رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم " .
وقال البوصيري في "اتحاف الخيرة المهرة" (6 / 25) :
"هذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم" .
وصححه الألباني ـ أولاـ في "الضعيفة" (1/25) .
وأعله غير واحد :
فقال الدارقطني في "العلل" (12/204) :
" هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أنس .
رواه شعيب بن أبي حمزة ، وعُقيل ، عن الزهري ، قال: حدثني من لا أتهم ، عن أنس ، وهو الصواب " انتهى .
وقال حمزة الكناني الحافظ :
" لم يسمعه الزهريُّ من أنس ، رواه عن رجل عن أنس . كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد عن الزهريِّ ، وهو الصواب " .
"تحفة الأشراف" (1/394) .
وقال البيهقي :
" هكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني أنس ، ورواه ابن المبارك عن معمر فقال عن الزهري عن أنس ، ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال : حدثني من لا أتهم عن أنس بن مالك .
وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري في الإسناد ، غير أنه قال في متنه : فطلع سعد بن أبي وقاص لم يقل رجل من الأنصار " انتهى مختصرا .
"شعب الإيمان" (5 / 264-265)
وكذا أعله الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (1 / 394).
وقد اضطرب فيه عبد الرزاق ، فكان تارة يقول عن معمر عن الزهري أخبرني أنس ، وتارة يقول عن معمر عن الزهري عن أنس ، وهي رواية ابن المبارك وغيره عن معمر ، وهو الصحيح .
ومعمر بن راشد – وإن كان من أوثق الناس في الزهري - إلا أنه كان يحدث أحيانا فيخطئ.
قال أبو حاتم : ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط وهو صالح الحديث .
وقال الذهبي : له أوهام معروفة .
وقال أحمد : كان يحدثهم بخطأ بالبصرة .
وقال يعقوب بن شيبة : سماع أهل البصرة من معمر حين قدم عليهم فيه اضطراب ، لأن كتبه لم تكن معه .
وقال ابن رجب :
حديثه بالبصرة فيه اضطراب كثير ، وحديثه باليمن جيد .
وقال ابن حجر : ثقة ثبت فاضل ، إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا ، وكذا فيما حدث به بالبصرة .
"التهذيب" (10/245) – "الجرح والتعديل" (8/256) – "ميزان الاعتدال" (4 / 154)
"شرح علل الترمذي" (ص 237) – "تقريب التهذيب" (ص 961) .
وقد خالفه الجماعة : عقيل بن خالد وشعيب بن أبي حمزة وإسحاق بن راشد فرووه كلهم عن الزهري عن رجل عن أنس ، مما يدل على أن الزهري لم يسمعه من أنس ، وأن بينهما رجلا مجهولا .
فالحديث معلول بجهالة الواسطة بين الزهري وأنس رضي الله عنه .
وإلى القول بإعلال الحديث عاد الشيخ الألباني رحمه الله ، بعد ما كان يصححه أولا .
قال رحمه الله ـ تعليقا على تصحيح الحافظ المنذري لإسناده :
" هو كما قال ، لولا أنه منقطع بين الزهري وأنس ، بينهما رجل لم يسم ، كما قال الحافظ حمزة الكناني ... ثم الناجي ، وقال [ أي : الناجي ] : وهذه العلة لم يتنبه لها المؤلف [يعني : الحافظ المنذري] .." . ثم قال الشيخ الألباني رحمه الله ، بعد ما نقل إسناده عن عبد الرزاق :
" وهذا إسناد ظاهره الصحة ، وعليه جرى المؤلف والعراقي في "تخريج الإحياء" (3/187) ، وجرينا على ذلك برهة من الزمن حتى تبينت العلة ؛ فقال البيهقي عقبه (5/265) : "ورواه ابن المبارك عن معمر، فقال : عن معمر، عن الزهري، عن أنس . ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ، قال : حدثني من لا أتهم عن أنس ... ، وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري" . وانظر: أعلام النبلاء(1/109) ، ولذلك قال الحافظ عقبه في "النكت الظراف على الأطراف": فقد ظهر أنه معلول" . انتهى .
"ضعيف الترغيب" (2/247) هامش (1) .
وللحديث شاهد رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6607) من طريق معاذ بن خالد أنا صالح عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة ... الحديث بنحوه .
وهذا إسناد ضعيف جدا :
معاذ بن خالد قال الذهبي : له مناكير ، وقد احتمل .
"ميزان الاعتدال" (4 / 132)
وصالح هو ابن بشير بن وادع المعروف بالمري متروك ، قال ابن معين وابن المديني وصالح بن محمد : ليس بشيء . وقال عمرو بن علي : ضعيف الحديث يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات . وقال الجوزجاني : كان قاصا واهي الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال ابن عدي : عامة أحاديثه منكرات تنكرها الأئمة عليه .
"تهذيب التهذيب" (16 / 4) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله عن هذا الشاهد :
"فيه صالح المري ، وهو ضعيف ، وهو مخالف للحديث قبله من وجوه ، كما هو ظاهر"اهـ "ضعيف الترغيب" (2/247) هـ(2) .
والخلاصة : أن هذا الحديث مختلف في تصحيحه بين أهل العلم ، فمن أهل العلم من يصححه ، ومنهم من يعله ، وقد رجح غير واحد من نقاد الحديث ، وعلماء العلل ضعف الحديث وانقطاعه ، ولعل القول بتضعيف الحديث أقرب وأولى بالصواب .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
-
-
-
قال الكتاني: (لم يسمعه الزهريُّ من أنس؛ رواه عن رجلٍ، عن أنس؛ كذلك رواه عُقيل وإسحاق بن راشد وغيرُ واحد عن الزُّهريِّ، وهو الصواب).
وقال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف: (فقد ظهر أنه معلول).
نهيك عن تلك النكارة التي في متنه من وسم عبد الله بن عمرو بالكذب، وعدم طاقته لتنقية قلبه من الغل والحقد والحسد، وقد تراجع الألباني عن تصحيحه كما أسلف.
ويغني عنها ما ورد في مناقب عبد الله بن سلام عند البخاري: (7010)، قَالَ: قَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ: كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ فِيهَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ وَابْنُ عُمَرَ، فَمَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ قَالُوا كَذَا وَكَذَا، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا مَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّمَا رَأَيْتُ كَأَنَّمَا عَمُودٌ وُضِعَ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فَنُصِبَ فِيهَا، وَفِي رَأْسِهَا عُرْوَةٌ، وَفِي أَسْفَلِهَا مِنْصَفٌ، وَالمِنْصَفُ الوَصِيفُ، فَقِيلَ: ارْقَهْ، فَرَقِيتُهُ حَتَّى أَخَذْتُ بِالعُرْوَةِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَمُوتُ عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ آخِذٌ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى).
-
وقد أبعد النخعة الشيخ أحمد فريد -الاسكندري- في تحقيقه لكتاب الزهد لابن المبارك: (291) طـ ابن الجوزي مصر: حيث قال معلقًا على تلك القصة: (لم أجد من خرجه غير ابن المبارك؛ لكن وردت أحاديث صحاح في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن سلام أنه من أهل الجنة، فمن ذلك ما رواه البخاري: (7/ 161)، المناقب، وذكر ابن حبان في مناقب عبد الله بن سلام جملة من ذلك: (16/ 117 ، 124)، الإحسان.
قلت: (أبو البراء): على هامش الكتاب المشار إليه وقتها: (بل رواه أحمد في المسند: (12697)، وعبد الرزاق في المصنف: (20559)، والبيهقي في الشعب: (6605)، وجاءت تسميت الرجل أنه: (سعد بن مالك)، عند البزار: (1982)، والبيهقي: (6607)، من حديث ابن عمر، فلا أدري ما دخل عبد الله بن سلام في هذا القصة، إلا أن يكون ذكرها استغناء بها عن تلك القصة الضعيفة، وهذا ينافيه تصحيحه للقصة، والله أعلم.
وللأمانة حديث عبد الله بن عمر ضعيف.
-
ساتلكلم عن دعوى تعليل متن الحديث فقط لا إسناده:
عللوه بأمور منها:
أن هذا الصحابي عبد الله رضي الله عنه قد كذب على الرجل ، وهذا غير وارد في حق الصحابة .
وأقول: ليس في هذه القصة أن هذا الصحابي رضي الله عنه قد كذب أو تعمد الكذب، فإن الظن بهم أنهم استعملوا التورية والمعالريض كما هو معروف، ومعنى ذلك هنا أنه ربما لاحى أباه ظاهرا فقط ، من غير قصد او خصومة حقيقية ففعل ذلك لأجل المصلحة ومعرفة حال الرجل للاقتداء به ، كما أنه اقسم حقيقة أن لا يدخل على والده، وقد بر بقسمه وما كذب، فإنه لم يبت عنده تلك الثلاث، بل باتها عند المبشر بالجنة . وفي الأخير يتبين أن عبد الله قد أخبر الرجل بأنه لم يلاح والده أي عمدا او حقيقة، وإنما هي معاريض كما كان الصحابة والسلف ، وقد وردت الأحاديث بجواز المعاريض، هذا هو الظن بهم رضي الله عنهم .
وأما تعليله بقول الرجل: غير أني لا أجدُ في نفسي لأحد من المسلمين غِشّا، ولا أحسدُ أحدًا على خير أعطاه الله إياه. قال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا تطاق "، فليس فيه أن الصحابة فيهم هذه الصفات السلبية، بل إن هذا الصحابي قد فات غيره من الصحابة في تحقيق كمال هذه الصفة الحميدة، وهو ما لم يطقه غيره، وقد تفاوت الصحابة والمسلمون في الإيمان، ورب رجل فاق غيره في صفة، وفاقه غيره في صفات أخرى ، ولا يعنى ذلك أن من فاق في صفة فهي معدومة في غيره .
-
وأما الكلام عن إسناده فهو محفوظ من الوجهين :
رواه الزهري بالعنعنة ، ثم رواه بلفظ السماع :" حدثني أنس"، ورواه أيضا بواسطة:" حدثني من لا أتهم "، فحدث بجميع الطرق التي وصله الحديث بها ، ومن اتهم الزهري بالتدليس فإنما أخذا من هذا الحديث فهو اتهام خطا وكبير لإمام كبير يدور عامة حديث النبي عليه السلام بالمدينة عليه .
وكل الرواة الذين رووه عن الزهري من الثقات، وسأفصل القول في ذلك .
وللحديث متابعات أخرى :
-
وللحديث شواهد أخرى :
الحديث الثاني: حديث عبد الله بن عمرو نفسُه :
. قال أحمد (2/222): حدثنا قتيبة ثنا رشدين بن سعد عن يحيى بن الحجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال :" أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة، فدخل سعد بن أبي وقاص "، رشدين ضعيف وقد توبع كما مضى ، وله شواهد أخرى:
الحديث الثالث: حديث عبد الله بن عمر : رواه عنه سالم وأيوب :
أ. رواية سالم عنه وسمى الصحابي سعدا :
. قال البيهقي في الشعب (9/9) بعد أن ذكر حديث الزهري: وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا حاجب بن أحمد نا عبد الرحيم بن منيب نا معاذ يعني ابن خالد أنا صالح عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة "، فجاءه سعد بن مالك، فدخل منه، فذكر الحديث، فقال عبد الله بن عمرو: ما أنا بالذي أنتهي حتى أبات هذا الرجل فأنظر عمله فذكر الحديث في دخوله عليه، فقال: فناولني عباءة فاضطجعت عليها قريبا منه، وجعلت أرمقه يعني ليله كل ما تعار سبح وكبر وهلل وحمد الله حتى إذا كان في وجه السحر قام فتوضأ، فدخل المسجد فصلى ثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من المفصل ليس من طواله، ولا من قصاره يدعو في كل ركعتين بعد التشهد ثلاث دعوات، يقول: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اكفنا ما أهمنا من أمر آخرتنا ودنيانا، اللهم إنا نسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله حتى إذا فرغ. فذكر الحديث في استقلاله عمله وعوده إليه ثلاثا إلى أن قال: فقال: آخذ مضجعي وليس في قلبي على أحد ".
وهذا سند لا بأس به لكن في الاعتبار، فهو معلول بعلتين: صالح المري وعمرو بن دينار، ولحديثهما متابعات وشواهد كما مر وسيأتي، والبقية ثقات :
فأبو طاهر الفقيه محمَّد بن محمَّد بن محمش ثقة متفق عليه، وحاجب بن أحمد هو الطوسي ثقة وثقه ابن منده والخليلي وابن طاهر، وعبد الرحيم بن منيب الأبيوردي الأسعردي أبو عبد الرحمن المروزي أكثر عنه حاجب الطوسي وروى عنه ابن أبي حاتم وقال: كَانَ صدوقًا، وكذلك يحتج به البيهقي كثيرا ويصحح له ابن عساكر في معجمه .
ومعاذ بن خالد هو المروزي وثقه ابن حبان، وقال الذهبي في الكاشف: ثقة، وأما الذي قال عنه الذهبي:" له مناكير، وقد احتمل "، فهو العسقلاني لا المروزي هذا، فاختلط ذلك على ابن حجر، ونقل الكلام في المروزي، وهو سبق قلم لأنه قال في التقريب:"صدوق.
إذا فسبب ضعف هذا الحديث هو: صالح المري، وهو ممن يعتبر به، لأنه ليس بمتهم ولا متروك اتفاقا، فقد قال عنه الترمذي: وسألت محمدا عن صالح المري ، فقال : هو ضعيف الحديث ذاهب الحديث، ثم قال أبو عيسى : صالح المري رجل صالح ثقة تفرد بأحاديث عن الثقات ، يخاف عليه الغلط "،
وكذلك الأمر في عمرو بن دينار فإنه ليس بذلك الثقة المعروف ، بل هو مولى آل الزبير، قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي والسعدي: ضعيف، وقال الترمذي:"ليس بالقوي"، وأما ابن عدي فنقل الأقوال وسكت عنه، وهو في درجة من يُعتبر به لأنه لم يتهمه أحد :
ولأن الالباني قد حسن ما رواه الترمذي 3428 عن أزهر بن سنان: حدثنا محمد بن واسع حدثني أخي سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من دخل السوق، ثم قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وقد رواه عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله هذا الحديث نحوه "، قال الترمذي:" وعمرو بن دينار هذا هو شيخ بصري، وقد تكلم فيه بعض أصحاب الحديث ".
فالألباني حسن له هذا الحديث وحديثه الآخر عن سالم عن أبيه :" من رأى صاحب بلاء، فقال ...".
وقد توبع عمرو فبقيت العلة واحدة وهي تفرد صالح المري وهو ضعيف لكن ممن يعتبر به كما نقلنا عن الترمذي، إلا أن هذه المتابعة مختصرة من هذا الحديث الطويل :
. قال ابن عدي في ترجمة صالح: حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا داود بن منصور حدثنا صالح المري حدثنا عمرو مولى آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة فإذا سعد "، وقد توبع صالح المري أيضا كما في :
ب . رواية أيوب عنه :
خرجها ..........
ربما سأرفعه لطوله في مكان مستقل جديد بإذن الله تعالى
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
هذا الحديث معلول كما أشار الدارقطني في العلل رحمه الله وكما قال غيره من الحفاظ، وعلته عدم سماع الزهري هذا الحديث من أنس ولفظه التحديث وهم فيها إما معمر رحمه الله وإما عبد الرزاق،فعبد الرزاق خالف بن المبارك في إثباتها عن معمر وإما كان معمر يضطرب فيه فتارة يرويه بالتحديث وتارة بالعنعنه ويكون موافق الجماعة ويكون الزهري دلسه عن أنس وصرح بذلك في رواية عقيل وشعيب وإسحاق بن راشد والصدفي بلفظ حدثني من لا أتهم والله أعلم.
-
الأخ أبو سالم : هل أنت الملقب بالحفيشي الذي كنت تكتب معنا سابقا في مجلس الحديث ومتخصص في العلل
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الشافعي
الأخ أبو سالم : هل أنت الملقب بالحفيشي الذي كنت تكتب معنا سابقا في مجلس الحديث ومتخصص في العلل
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله خاتم النبيين والمرسلين أما بعد؛ فحياك الله الكريم أخي الفاضل الباحث الداعية خالد الشافعي وأهلا وسهلا بك ونعم أخي الفاضل أنا هو الحفيشي غفر الله لنا وتقبلنا في الصالحين ونسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعفو عنا، فلقد طال الوقت ولكنها ظروف شديدة أخي العزيز ونسأل الله السلامة وأن يتوفانا على طاعته آمين
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سالم الحفيشي
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله خاتم النبيين والمرسلين أما بعد؛ فحياك الله الكريم أخي الفاضل الباحث الداعية خالد الشافعي وأهلا وسهلا بك ونعم أخي الفاضل أنا هو الحفيشي غفر الله لنا وتقبلنا في الصالحين ونسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعفو عنا، فلقد طال الوقت ولكنها ظروف شديدة أخي العزيز ونسأل الله السلامة وأن يتوفانا على طاعته آمين
يا هلا مرحبا بك، وبالأخ الفاضل خالد الشافعي.
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
يا هلا مرحبا بك، وبالأخ الفاضل خالد الشافعي
بارك الله تعالى فيكم وسدد الله تعالى خطانا جميعا للحق ونسأل الله عز وجل أن يحشرنا إخوانا على سرر متقابلين مع النبي الأمين في عليين آمين
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سالم الحفيشي
بارك الله تعالى فيكم وسدد الله تعالى خطانا جميعا للحق ونسأل الله عز وجل أن يحشرنا إخوانا على سرر متقابلين مع النبي الأمين في عليين آمين
آمين، وإياكم.
-
هل عندك واتس أب يا أبا سالم الحفيشي ؟ .
-
-
الكلام على حديث عبد الله بن عمرو : ( هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ )
السؤال:
أود رجاء أن أسألكم عن السند الكامل للحديث التالي ومدى صحته ونصه الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مع جماعة من الصحابة رضي الله عنهم بالمسجد وقال : ( سيدخل الآن رجل من أهل الجنة ) ، ودخل صحابي ، وتكرر ذلك ثانية ثم تكرر للمرة الثالثة. ، فأراد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن يعرف ما الذي يتميز به هذا الرجل ولهذا فقد طلب منه أن يقيم معه في منزله 3 أيام ، وأوجد لذلك عذرا). وسمح له الرجل بأن يقيم معه. ولاحظ عبد الله بأن الرجل لم يفعل شيئا غير اعتيادي ، فهو لم يصم طوال الوقت وكان ينام جزءا من الليل ويصلى في الجزء الآخر وهكذا. ، ولهذا فقد أخبره عبد الله بعد مرور 3 أيام بالسبب الحقيقي لطلبه بأن يقيم معه وسأله عن السبب وراء كونه من أهل الجنة. فلم يذكر الرجل رضي الله عنه شيئا ، لكن بعد وهلة قال : إني كل ليلة قبل خلودي للنوم أعفو عمن ظلمني ، وأتخلص من أية ضغينة أحملها في قلبي تجاه أي أحد". .
تم النشر بتاريخ: 2010-05-19
قال الإمام أحمد رحمه الله في مسنده (12720) :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ : إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ . قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا . فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ، قَالَ : فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ : مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ؛ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ .
وهكذا رواه عبد الرزاق في "المصنف" (20559) وابن المبارك في "الزهد" (694) والنسائي في "الكبرى" (10699) وعبد بن حميد في "مسنده" (1157) والضياء في "المختارة" (2619) والبيهقي في "الشعب" (6605) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (754) والسمعاني في "أدب الإملاء" (ص 122) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/122) كلهم من طريق معمر عن الزهري عن أنس به .
وقد اختلف العلماء في هذا الحديث :
فقال الهيثمي في "المجمع" (8/79) : " رجال أحمد رجال الصحيح " .
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3 / 348) :
" رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم " .
وقال البوصيري في "اتحاف الخيرة المهرة" (6 / 25) :
"هذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم" .
وصححه الألباني ـ أولاـ في "الضعيفة" (1/25) .
وأعله غير واحد :
فقال الدارقطني في "العلل" (12/204) :
" هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أنس .
رواه شعيب بن أبي حمزة ، وعُقيل ، عن الزهري ، قال: حدثني من لا أتهم ، عن أنس ، وهو الصواب " انتهى .
وقال حمزة الكناني الحافظ :
" لم يسمعه الزهريُّ من أنس ، رواه عن رجل عن أنس . كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد عن الزهريِّ ، وهو الصواب " .
"تحفة الأشراف" (1/394) .
وقال البيهقي :
" هكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني أنس ، ورواه ابن المبارك عن معمر فقال عن الزهري عن أنس ، ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال : حدثني من لا أتهم عن أنس بن مالك .
وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري في الإسناد ، غير أنه قال في متنه : فطلع سعد بن أبي وقاص لم يقل رجل من الأنصار " انتهى مختصرا .
"شعب الإيمان" (5 / 264-265)
وكذا أعله الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (1 / 394).
وقد اضطرب فيه عبد الرزاق ، فكان تارة يقول عن معمر عن الزهري أخبرني أنس ، وتارة يقول عن معمر عن الزهري عن أنس ، وهي رواية ابن المبارك وغيره عن معمر ، وهو الصحيح .
ومعمر بن راشد – وإن كان من أوثق الناس في الزهري - إلا أنه كان يحدث أحيانا فيخطئ.
قال أبو حاتم : ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط وهو صالح الحديث .
وقال الذهبي : له أوهام معروفة .
وقال أحمد : كان يحدثهم بخطأ بالبصرة .
وقال يعقوب بن شيبة : سماع أهل البصرة من معمر حين قدم عليهم فيه اضطراب ، لأن كتبه لم تكن معه .
وقال ابن رجب :
حديثه بالبصرة فيه اضطراب كثير ، وحديثه باليمن جيد .
وقال ابن حجر : ثقة ثبت فاضل ، إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا ، وكذا فيما حدث به بالبصرة .
"التهذيب" (10/245) – "الجرح والتعديل" (8/256) – "ميزان الاعتدال" (4 / 154)
"شرح علل الترمذي" (ص 237) – "تقريب التهذيب" (ص 961) .
وقد خالفه الجماعة : عقيل بن خالد وشعيب بن أبي حمزة وإسحاق بن راشد فرووه كلهم عن الزهري عن رجل عن أنس ، مما يدل على أن الزهري لم يسمعه من أنس ، وأن بينهما رجلا مجهولا .
فالحديث معلول بجهالة الواسطة بين الزهري وأنس رضي الله عنه .
وإلى القول بإعلال الحديث عاد الشيخ الألباني رحمه الله ، بعد ما كان يصححه أولا .
قال رحمه الله ـ تعليقا على تصحيح الحافظ المنذري لإسناده :
" هو كما قال ، لولا أنه منقطع بين الزهري وأنس ، بينهما رجل لم يسم ، كما قال الحافظ حمزة الكناني ... ثم الناجي ، وقال [ أي : الناجي ] : وهذه العلة لم يتنبه لها المؤلف [يعني : الحافظ المنذري] .." . ثم قال الشيخ الألباني رحمه الله ، بعد ما نقل إسناده عن عبد الرزاق :
" وهذا إسناد ظاهره الصحة ، وعليه جرى المؤلف والعراقي في "تخريج الإحياء" (3/187) ، وجرينا على ذلك برهة من الزمن حتى تبينت العلة ؛ فقال البيهقي عقبه (5/265) : "ورواه ابن المبارك عن معمر، فقال : عن معمر، عن الزهري، عن أنس . ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ، قال : حدثني من لا أتهم عن أنس ... ، وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري" . وانظر: أعلام النبلاء(1/109) ، ولذلك قال الحافظ عقبه في "النكت الظراف على الأطراف": فقد ظهر أنه معلول" . انتهى .
"ضعيف الترغيب" (2/247) هامش (1) .
وللحديث شاهد رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6607) من طريق معاذ بن خالد أنا صالح عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة ... الحديث بنحوه .
وهذا إسناد ضعيف جدا :
معاذ بن خالد قال الذهبي : له مناكير ، وقد احتمل .
"ميزان الاعتدال" (4 / 132)
وصالح هو ابن بشير بن وادع المعروف بالمري متروك ، قال ابن معين وابن المديني وصالح بن محمد : ليس بشيء . وقال عمرو بن علي : ضعيف الحديث يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات . وقال الجوزجاني : كان قاصا واهي الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال ابن عدي : عامة أحاديثه منكرات تنكرها الأئمة عليه .
"تهذيب التهذيب" (16 / 4) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله عن هذا الشاهد :
"فيه صالح المري ، وهو ضعيف ، وهو مخالف للحديث قبله من وجوه ، كما هو ظاهر"اهـ "ضعيف الترغيب" (2/247) هـ(2) .
والخلاصة :
أن هذا الحديث مختلف في تصحيحه بين أهل العلم ، فمن أهل العلم من يصححه ، ومنهم من يعله ، وقد رجح غير واحد من نقاد الحديث ، وعلماء العلل ضعف الحديث وانقطاعه ، ولعل القول بتضعيف الحديث أقرب وأولى بالصواب .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
https://islamqa.info/ar/147249