تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خيراً

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    44

    Lightbulb حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خيراً

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كتب "عبد الرحمن العميسان" يقول :

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, وبعدُ:
    فلقد كنت في درس من دروس شيخنا عبد المحسن العباد البدر-حفظه الله- وذلك قبل سنتين أو ثلاث تقريباً في شرحه لجامع الترمذي.
    فسُئِل الشيخ سؤالاً –كما يقال يطرحُ نفسه- عن حديثٍ مشهورٍ بين الخاصة والعامة, ويستدلُ به بعض أهل الأهواء على مقصدٍ غير صحيحٍ ألا وهو (((جواز الكذب في مصلحة الدعوة!))) وعلى إثرها قاعدتهم الهزيلة (((الغاية تبرر الوسيلة!))) والحزبيون أكثر من يرددها! ولقد سمعت شريطاً لأحدهم وهو يُقَعِّد لهذا المسلك الخطير, على حديثٍ لا يصح, وللأسف!.
    ومن المعلوم أن علم الحديث في وادٍ وهم في وادٍ آخر وفاقد الشيء لا يعطيه!
    وهذا الحديث هو:
    من حديث عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عن مَعْمَرٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: (كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ, قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ, فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ, فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى, فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا, فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنهما- فَقَالَ: إِنِّي لاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ قَالَ نَعَمْ.
    قَالَ أَنَسٌ: فكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ, فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا, غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ.
    قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا. فَلَمَّا مَضَتْ الثلاث لَيَالٍي, وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ, قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! إِنِّي لَمْ يَكـُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلا هَجْرةٌ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَاتٍ:
    ((يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)) فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلاثَ مِرَات, فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ؟ فَأَقْتَدِيَ بِهِ, فَلَمْ أَرَكَ عملتَ كبيرَ عَمَلٍ, فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ قَالَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ, غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا, وَلا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ.
    فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ).
    هل تعلمون ما هو جوابُ شيخنا لما قُرأ عليه؟ بادر الشيخ بالاستنكار للحديث, وكأنه لأول مرة يسمعه, وقال كيف أن صحابي يفعل مثل هذا؟! قال الشيخ لا أظن مثل هذا يصح عنه.
    فقلت لشيخنا: قد صحح الشيخ الألباني-رحمه الله- هذا الحديث, فأتيت به في اليوم التالي, فقُرء على شيخنا ولازلتُ أرى الاستنكار على وجهه!-حفظه الله- فبحثتُ أخرى عن الحديث فوجدتُ أن الشيخَ الألباني-رحمه الله- قد تراجع عن تصحيحه إلى تضعيفه! وبيًّن ذلك في ضعيف الترغيب والترهيب قائلاً:
    " أخرجه عبد الرزاق في المصنف, ومن طريقه جماعة منهم أحمد: قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك. وهذا إسناد ظاهر الصحة, وعليه جرى المؤلف والعراقي وجرينا على ذلك برهة من الزمن, حتى تبينت العلة, فقال البيهقي في الشعب عقبه: ورواه ابن المبارك عن معمر, فقال: عن معمر عن الزهري عن أنس. ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري, قال: حدثني من لا أتهم عن أنس.., وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري
    ولذلك قال الحافظ عقبه في النكت الظراف على الأطراف: فقد ظهر أنه معلول". [ضعيف الترغيب والترهيب (2/245-247)].
    فلما أخبرت شيخنا بهذا التراجع فرح بذلك واستبشر, وقال: هذا الذي ينبغي أن يكون, والصحابة أرفع من ذلك.
    قلت: وهناك نكارة في متنه وهي ما يلي:
    الأولى: أن هذا الذي الصق بهذا الصحابي هو كذبٌ محض لا تورية فيه؛ وهو إخبار بشيءٍ على خلاف الحقيقة!, وحاشا أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقعوا في مثل هذا, أو أقل من ذلك.
    فالغاية لا تبرر الوسيلة عندهم, ومن المعلوم عند أهل العلم أن " الوسائل لها أحكام المقاصد"
    [القواعد السعدية (ص39) القاعدة الثانية].
    فما بني على حرام فهو حرام وما من جسد نبت من سحت فالنار أولى به. وكلام العلماء في هذه القاعدة معروف فليرجع له.
    ولذا فقد استنكر هذه القصة العلامة محمد تقي الدين الهلالي-رحمه الله- قائلاً: " ولكن عندنا هنا إشكالاً في ادعاء عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنه خاصم أباه فغضب عليه, واتخذ ذلك وسيلة إلى أن يكون ضيفاً عند الأنصاري ليراقب عمله بالليل من صلاة, وقراءة قرآن ودعاء, فهل كان جائزاً أن يتذرع المرء بالكذب البحت,ليتوصل إلى خير, وهو ما يسمونه في لغة أهل هذا الزمان المأخوذة من اللغات الأجنبية!: (الغاية تسوغ الواسطة!), والذي نفهمه من أدلة الكتاب والسنة أن الكذب في مثل هذا لا يجوز, فهي هفوة ارتكبها هذا الصحابي الناشئ,حرصاً منه على الخير..." [تقويم اللسانين, للعلامة محمد تقي الدين الهلالي (ص83)].
    ولو قيل إن هذا قياس على قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يصلح الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها, و والكذب في الحرب, والكذب ليصلح بين الناس).
    فإن هذا ليس مما يجوز القياس عليه, وهو قياسٌ مع الفارق, لأن في ذلك نص يمنع القياس وهو استثناؤه -صلى الله عليه وسلم- بعد عموم تحريم الكذب, ومثل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسله-(كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى, قالوا: من أبى يا رسول الله؟! قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى), فلا يستثنى من بعد استثناءٍ شيئاً.
    وأيضاً فإن جمهور العلماء على أن المقصود بالكذب في الحديث هو التعريض كما فعل إبراهيم -عليه السلام- وعدهن ثلاث كذبات وهي من باب التورية واستعمال المعاريض, وكما فعل يوسف -عليه السلام-.
    وقد نصَّ على ذلك العلماء منهم النووي وابن حجر وابن بطال وابن رجب وغيرهم.
    الثانية: قوله (فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ).
    وهذا مستبعدٌ عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين عدلهم الله تعالى من فوق سبع سماوات, أنهم لا يطيقون ذلك!.
    قال تعالى عنهم:
    ﴿لِلْفُقَرَا ِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (الحشر:8).
    وهذه في حق المهاجرين, وفي حق الأنصار قال الله تعالى:﴿وَالَّذِي نَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الحشر:9).
    قال الحسن البصري-رحمه الله-: "﴿وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً﴾ يعني: الحسد".
    [تفسير القرآن العظيم, لابن كثير (8/69)].
    ولا شك أن المهاجرين أفضل من الأنصار كما قرره علماء السنة؛ لجمعهم بين النصرة والهجرة, فلهم زيادة فضل.
    قال ابن جرير الطبري-رحمه الله- وذكر بإسناده إلى ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " وسلامٌ على عباده الذين اصطفى" أي: أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- اصطفاهم الله لنبيه".
    جامع البيان (20/2), وانظر: لوامع الأنوار, للسفاريني (2/384).
    قال العلامة ابن كثير في وصفهم -رضي الله عنهم-: " فالصحابة -رضي الله عنهم- خلصت نياتهم وحسنت أعمالهم فكل من نظر إليهم أعجبوه في سمتهم وهديهم وقال مالك -رحمه الله-: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة -رضي الله عنهم- الذين فتحوا الشام يقولون: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا. وصدقوا في ذلك فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, وقد نوه الله تبارك وتعالى بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة...إلى أن قال: ﴿فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ﴾ قال: فكذلك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آزروه وأيدوه ونصروه فهم معه كالشطء مع الزرع".
    تفسير القرآن العظيم (4/173-174).
    اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن توفقنا لكل خير وأن تجنبنا كل شر, كما نسأله تعالى أن يرضى عن الصحابة الكرام وأن يحشرنا في زمرتهم مع سيد المرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.


    ( الموضوع منقول بنصه و لفظه )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    بارك الله فيك...
    ######
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    بسم الله الرحمن الرحيم


    وبه تعالى نستعين


    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد..

    لتعلم أخي الكريم أن هذا الحديث قد وقع الخلل فيه من جهتين:
    جهة السند: حيث عُلَّ بالإرسال. وأنه منقطع بين الزهري وأنس رضي الله عنه.
    جهة المتن: حيث اضطرب فيه عدد من الرواة وخلطوا فيه مع حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، فتداخلا عند بعض الرواة مما أدى إلى وقوع الاختلاف الذي تجده في بعض طرق الحديثين.

    أما حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب فهو الذي يروي فيه دخول سعد بن أبي وقاص عليهم وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة، وهي قصة أخرى مستقلة لا دخل لها بحديث قصة عبد الله بن عمرو بن العاص.

    وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فهو الذي يروي فيه قصته مع الرجل الذي بات عنده ثلاثة أيام.

    وعليه أخي الكريم، سأقوم مستعينا بالله تعالى بتبيين الصحيح والصواب من الطرق والروايات قدر الوسع والطاقة، ومن الله التوفيق والإعانة، فأقول وبالله التوفيق:

    لتعلم أخي الفاضل أن من أعل الحديث ليس لأن متنه منكر إطلاقا، بل يعلم الله تعالى لا يوجد نكارة واضحة بينة في متنه ترده، فلا نكارة مشينة في المتن، فإنه لا عصمة إلا لرسل الله وأنبيائه، وأنفس الناس تهفوا وتلين وإن كان الشخص من الصحابة. ويعلم الله تعالى قد روى هذا الحديث بهذا المتن أساطين الحديث وجباله الشامخة ولم يعترضوا عليه بكلمة واحدة تفيد نكارته. فتأمل

    إنما بيان العلة فيه هي في مسألة: هل رواه الزهري عن أنس مباشرة أم هو مرسل بينهما واسطة؟! هذا كل ما في الأمر، وستجد خيرا كثيرا إن شاء الله تعالى فيما يلي.


    أولا: سأذكر حديث: حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما:

    وهذا الحديث يروى عنه من طرق كلها ضعيفة، فتنبه. وقد رواه كلٌ من:
    (1) أبو يعلى في (المعجم رقم 12) قال:
    (حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الله بن قيس الخزاز بصري، قال: ثنا أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة" فليس منا أحد إلا يتمنى أن يكون من أهل بيته فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع).

    (2) ومن طريق أبي يعلى رواه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 20/325) قال:
    (أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو طاهر محمد بن الحسين وأبو الحسن علي بن الحسن؛ قالوا: أنا أبو الحسين بن أبي نصر أنا أبو بكر الميانجي، أنا أبو يعلى، ثنا أبو موسى محمد بن المثنى، ثنا عبد الله بن قيس الرقاشي الحزاز بصري، ثنا أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر قال:... الخ).

    (3) ابن حبان في (صحيحه رقم 6991) قال:
    (أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الله بن عيسى الرقاشي، حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة" قال: وليس منا أحد إلا وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته، فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع.

    (4) العقيلي في (الضعفاء ترجمة 863) قال:
    (حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن قيس الرقاشي الخراز، قال: حدثنا أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة" قال: فليس منا رجل إلا هو يتمنى أن يكون من أهل بيته، فإذا سعد بن أبى وقاص قد طلع.
    عبد الله بن قيس الرقاشي، عن أيوب، حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به.
    ليس بمحفوظ من حديث أيوب إلا عن هذا الشيخ.

    (5) البزار في (المسند رقم 5836) قال:
    (حدثنا محمد بن المثنى، نا عبد الله بن قيس الرقاشي، نا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل عليكم... الخ.
    وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أيوب إلا عبد الله بن قيس، ولم يسمعه إلا من أبي موسى عنه).
    قلت: قال الهيثمي: (رواه البزار وفيه عبد الله بن قيس الرقاشي، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، قلت: لا أدري أي حديث عنى؛ هذا أو غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح).

    (6) ابن عدي في (الكامل 4/63) قال:
    (حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا داود بن منصور، ثنا صالح المري، ثنا عمرو مولى آل الزبير، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة" فإذا سعد.
    قال ابن عدي: ولصالح غير ما ذكرت، وهو رجل قاص حسن الصوت من أهل البصرة، وعامة أحاديثه التي ذكرت والتي لم أذكر منكرات، ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتي من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي مع هذا لا يتعمد الكذب بل يغلط بيِّنا).

    (7) ورواه من طريق ابن عدي أيضا ابن عساكر في (تاريخ دمشق 20/325) قال:
    (أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو طاهر محمد بن الحسين وأبو الحسن علي بن الحسن بن إسماعيل بن مسعدة؛ قالوا: أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أخي، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا داود بن منصور، ثنا صالح المزني، ثنا عمرو مولى آل الزبير، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال:... الخ).

    قلت: ومن أسباب حصول الاضطراب في كون الرجل في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص هو سعد بن أبي وقاص، ورود الحديث من رواية عبد الله نفسه كما عند الإمام أحمد في (المسند رقم 7069) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 20/325) قال:
    (حدثنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا رشدين، عن الحجاج بن شداد، عن أبي صالح الغفاري، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة" فدخل سعد بن أبي وقاص.


    ثانيا: سأذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:

    أولا: من روى الحديث عن الزهري بالعنعنة الغير مفيدة السماع من أنس بن مالك رضي الله عنه، فأقول رواه كلٌ من:
    (1) عبد الله بن المبارك في (الزهد رقم 694) وفي (المسند رقم 1) قال:
    (أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه إذ قال: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" قال: فاطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من ماء وضوئه معلق نعليه بيده الشمال، فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص...الخ).

    (2) ومن طريق ابن المبارك؛ رواه الحكيم الترمذي بسنده في (النوادر رقم 818) قال:
    (حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه...الخ).

    قلت: ويشهد لصحة متن الحديث وأنه لا اضطراب فيه وانه من قصة عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنه ليس المراد بالرجل سعد بن أبي وقاص؛ شاهد آخر فيه زيادة توضيح وبيان، يرويه الحكيم الترمذي في (النوادر رقم 819) قال:
    (حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا بشر بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد، قال: بلغنا أن رجلا صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما انصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا رجل من أهل الجنة" فقال عبد الله بن عمرو: فأتيته فقلت: يا عماه الضيافة. قال: نعم. فإذا له خيمة ونخل وشاة، فلما أمسى خرج من خيمته، فاحتلب العنز، واجتنى لي رطبة، ثم وضعه فأكلت معه، فأتِ نائما وبت قائما وأصبح مفطرا وأصبحت صائما، ففعل ذلك ثلاث ليال، فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيك: إنك من أهل الجنة، فأخبرني ما عملك؟ قال: فأتِ الذي أخبرك حتى يخبرك بعملي. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ائتيه فمره يخبرك" فقلت: إن رسول الله يأمرك أن تخبرني.
    قال: أما الآن فنعم، لو كانت الدنيا لي فأخذت مني لم أحزن عليها، ولو أعطيتها لم أفرح بها وأبيت، وأبيت وليس في قلبي غل على أحد. قال عبد الله: لكني والله أقوم الليل وأصوم النهار، ولو وهبت لي شاة لفرحت بها، ولو ذهبت لحزنت عليها، والله لقد فضلك الله علينا فضلا بينا.

    (3) ومن طريق ابن المبارك أيضا رواه النسائي في (السنن رقم 10633) قال:
    (أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك...الخ).

    (4) ومن طريق النسائي عن ابن المبارك رواه أيضا ابن السني في (عمل اليوم والليلة رقم 756) قال:
    (أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سويد بن نصر، ثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك... الخ).

    (5) ومن طريق ابن السني أيضا أخرجه السمعاني في (أدب الإملاء الاستملاء 1/122) قال:
    (أخبرنا أبو سعد أحمد بن أبي الفضل السليماني قرأت عليه بالأجفر، أنا أحمد بن أبي الربيع الأستراباذي، أنا علي بن عمر الهمذاني، أنا أبو بكر بن إسحاق السني، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا سويد بن نصر، أنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:... الخ).

    (6) ورواه البزار من طريق عبد الرزاق في (المسند رقم 6308) قال:
    (حدثنا زهير بن محمد، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن أنس... الخ).

    (7) ورواه ابن عبد البر من طريق عبد الرزاق في (التمهيد 6/121) قال:
    (حدثني عبد الرحمن بن مروان، قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن عمرو البغدادي بمصر، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن عفير الأنصاري، قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات الأصبهاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس قال:... الخ).

    ثانيا: من روى الحديث عن الزهري مصرحا بالسماع من أنس بن مالك رضي الله عنه، فأقول:
    (1) رواه عبد الرزاق في (المصنف رقم 20559) قال:
    (أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك... الخ).

    (2) ومن طريق عبد الرزاق رواه الإمام أحمد في (المسند رقم 12720) قال:
    (حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك... الخ).

    (3) ومن طريق الإمام أحمد عن عبد الرزاق رواه الضياء في (المختارة رقم 2619) قال:
    (أخبرنا أبو الطاهر المبارك بن أبي المعالي ابن المعطوش بقراءتي عليه بالجانب الغربي من بغداد قلت له: أخبركم هبة الله بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به، أبنا الحسن بن علي، أبنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله، ثنا أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك... الخ).

    (4) ومن طريق عبد الرزاق أيضا رواه عبد بن حميد في (المسند رقم 1157) قال:
    (أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، أن أنس بن مالك أخبره... الخ).

    (5) ومن طريق عبد الرزاق أيضا رواه البغوي في (شرح السنة رقم 3535) والبيهقي في (الشعب رقم 6181) قالا:
    ([البغوي] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي. [البيهقي] أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك... الخ).

    (6) ومن طريق عبد الرزاق أيضا رواه الأصبهاني في (الترغيب والترهيب رقم 1135) قال:
    (أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن الحسين بن الحسن، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عبد الرزاق.
    قال أبو عبد الله: أخبرنا خيثمة وأحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن محمد بن الأزهر، قالوا: أنبأ إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر.
    قال أبو عبد الله بن المبارك: عن معم ربن راشد، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك... الخ).

    (7) ومن طريق عبد الله بن المبارك رواه الأصبهاني في (الترغيب والترهيب رقم 2274) قال:
    (أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا نعيم، ثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر بن راشد، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك... الخ).

    ثالثا: من روى الحديث عن الزهري بواسطة إلى أنس رضي الله عنه:
    وهذه الرواية لم تروى إلا من طريق واحد قد أتى موافقا للمتن الصحيح غير المضطرب والموافق لطريق عبد الرزاق وابن المبارك؛ وهو طريق شعيب بن أبي حمزة؛ أخرجه:
    البيهقي في (الشعب رقم 6182) قال:
    (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ببخارى، أخبرنا علي؛ يعني ابن محمد بن عيسى، حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري، قال: حدثني من لا أتهم، عن أنس بن مالك أنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكر الحديث بنحوه غير أنه قال: فإذا توضأ أسبغ الوضوء وأتم الصلاة ثم أصبح مفطرا.
    قال عبد الله بن عمرو: فرمقته ثلاثة أيام وثلاث ليال لا يزيد على ذلك غير أنه لا أسمعه يقول إلا خيرا... وذكر الحديث ثم قال في آخره: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي سوءا لأحد من المسلمين، ولا أقوله، ولا أحسده خيرا أعطاه الله إياه، قال: فقلت: هؤلاء اللاتي بلغن بك، وهي التي لا أطيق).

    قلت: أما رواية عقيل بن خالد عن الزهري في الإسناد السابق؛ فإنها مضطربة جدا ومختلف فيها؛ حيث قال في متنه: فطلع سعد بن أبي وقاص لم يقل رجل من الأنصار.
    وهذه الطريق رواها ابن وهب، عن حيوة عنه، وهي مخالفة للثابت من طرقه. سواء ما قيل أنها مرسلة أو متصلة.
    قال ابن عساكر في (تاريخ دمشق 20/326):
    (أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا حرملة بن يحيى التجيبي، ثنا ابن وهب، أخبرني حيوة، أخبرني عقيل، عن ابن شهاب، حدثني من لا أتهم، عن أنس قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" فأطلع سعد بن أبي وقاص، حتى إذا كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع سعد بن أبي وقاص على مرتبته الأولى، حتى إذا كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع سعد بن أبي وقاص على مرتبته، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثار عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني عارضت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت. قال أنس: فزعم عبد الله بن عمرو أنه بات معه ليلة حتى كان مع الفجر، فلم يقم من تلك الليلة شيئا غير أنه كان إذا انقلب على فراشه ذكر الله وكبره حتى يقوم مع الفجر، فإذا صلى المكتوبة أسبغ الوضوء وأتمه، ثم يصبح مفطرا، قال عبد الله بن عمرو: فرمقته ثلاث ليال وأيامهن لا يزيد على ذلك غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الليالي الثلاث وكدت أحتقر عمله فقلت: إنه لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك فيك ثلاث مرات في ثلاث مجالس: "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة" فأطلعت أولئك المرات الثلاث، فأردت أن آوي إليك حتى أنظر ما عملك فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال: ما هو إلا الذي قد رأيت. قال: فلما رأيت ذلك انصرفت عنه، فدعاني حين وليت فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي سوءا لأحد من المسلمين ولا أقوله، قال: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا أطيق.

    على أنه قد اختلف أيضا عن عقيل بن خالد في سند هذا الحديث مع بقاء غلط النسبة لسعد، فقد رواه عنه ابن لهيعة أنه سمع ابن شهاب يخبر عن أنس بن مالك...، كما عند البزار في (المسند رقم 6307).

    فلذلك قال ابن أبي حاتم في (العلل رقم 2611):
    (سألت أبي عن حديث رواه الزهري، عن يزيد بن وديعة بن خذام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأنصار أعفة صبر".
    وعن حديث رواه الزهري، عمن لا يتهم، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة" فطلع سعد.
    وعن حديث رواه الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: ذكر عبد الله بن شريح الحضرمي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ذاك رجل لا يتوسد القرآن".
    فقال أبي: قد تفرد الزهري برواية هذا الحديث وأحاديث معه).
    قلت: وفي إشارة ابن أبي حاتم لوالده على هذه الطريق إفادة أنها معلة لم تثبت عنده. فتأمل

    وهناك رواية شاذة مختلفة مضطربة متخبطة أخرى رواها البيهقي في (الشعب رقم 6183) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 20/326) قال:
    (أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدثننا عبد الرحيم بن منيب، حدثنا معاذ؛ يعني ابن خالد، أخبرنا صالح، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة" فجاءه سعد بن مالك فدخل منه...، فذكر الحديث.
    قال: فقال عبد الله بن عمر: وما أنا بالذي أنتهي حتى أبايت هذا الرجل فأنظر عمله...، فذكر الحديث في دخوله عليه.
    قال: فناولني عباءة، فاضطجعت عليها قريبا منه، وجعلت أرمقه بعيني ليله كلما تعار سبح وكبر وهلل وحمد الله، حتى إذا كان في وجه السحر قام فتوضأ، ثم دخل المسجد فصلى اثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من المفصل ليس من طواله، ولا من قصاره، يدعو في كل ركعتين بعد التشهد ثلاث دعوات يقول: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اكفنا ما أهمنا من أمر آخرتنا ودنيانا، اللهم إنا نسألك من الخير كله، وأعوذ بك من الشر كله، حتى إذا فرغ...، فذكر الحديث في استقلاله عمله وعوده إليه ثلاثا إلى أن قال:
    فقال: آخذ مضجعي وليس في قلبي غمر على أحد).
    قلت: وهذه رواية سندها ضعيف، ومتنها غاية التداخل والاضطراب. فسقطت هذه الرواية.

    أقوال العلماء الذين أعلوه بالإرسال:
    · قال الحافظ حمزة الكناني: (هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أنس: رواه عن رجل عن أنس، ورواه غير واحد عن الزهري، كذلك رواه عنه عقيل وإسحاق بن يزيد، وهو الصواب).
    قلت: يشير إلى أنه معلول. قال ابن حجر بعد نقله كلامه: (وقد ظهر أنه معلول).
    · وقال البيهقي ملمحاً: (هكذا قال عبد الرزاق: عن معمر عن الزهري، قال: أخبرني أنس. ورواه ابن المبارك عن معمر فقال: عن الزهري عن أنس. ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كما.
    · وقال ابن كثير بعد ذكره رواية أحمد والنسائي: (لكن رواه عقيل وغيره عن الزهري عن رجل عن أنس فالله أعلم).
    قلت: هكذا توقف رحمه الله.
    · وقال البوصيري بعد أن روى طريق عبد بن حميد: (وهذا إسناد صحيح مرسل).
    · قال الشيخ المحدث أبو أسامة سليم الهلالي:
    (صحح شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في (الضعيفة 1/26) هذا الحديث على شرط الشيخين تبعا للمنذري في (الترغيب والترهيب 4/13)، لكنه تراجع عنه رحمه الله؛ كما سمعته منه.
    ثم رأيته صرح بذلك في (ضعيف الترغيب والترهيب رقم 1728)؛ فقال معقبا على قول المنذري في (الترغيب والترهيب): رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم؛ قلت:
    هو كما قال؛ لولا أنه منقطع بين الزهري وأنس، بينهما رجل لم يسم؛ كما قال الحافظ حمزة الكناني على ما ذكره الحافظ المزي في (تحفة الأشراف 1/395)، ثم الناجي؛ وقال: وهذه العلة لم يتنبه لها المؤلف. ثم أفاد أن النسائي أن النسائي إنما رواه في (اليوم والليلة) لا في (السنن) على العادة المتكررة في الكتاب، فتنبه. أهـ
    قلت _ الهلالي _: وهذا إسناد ظاهره الصحة، وعليه جرى المؤلف والعراقي في (تخريج الإحياء 3/187)، وجرينا على ذلك برهة من الزمن، حتى تبينت العلة).

    هذا آخر ما أراد الله بحسب جهدي جمعة وتوضيحه حول هذا الحديث مما لن تجده في غيره بإذن الله، فلله الحمد من قبل ومن بعد.

    وخلاصة الحديث: أنه صحيح مرسل، ضعيف متصل، على أن الطريق المرفوعة في النفس منها شيء، وإن كان الثابت عندي في رأيي الشخصي بعد تتبع طرقه ورواياته أنه متصلٌ أصلا من رواية الزهري عن أنس بن مالك، وأن من جعل بينهما واسطة قد وهم، كيف وقد اتى لفظ التصريح بالسماع بينهما. والله أعلم
    وعلى كل الأحوال؛ الحديث مما تفرد به الزهري، وله شواهد تعضده مر بك بعضها.

    وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    845

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    الشيخ السكران : جزاك الله خيرا على هذا التخريج الطيب النافع ، وارجو أن تسمح لي بهذه الإضافة :
    يضاف إلى من روى الحديث عن الزهري بواسطة إلى أنس رضي الله عنه:
    ما أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق ( باب ماء في ذم الحسد والتعوذ منه ) :
    حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، عن الهقل بن زياد، عن الصدفي يعني معاوية بن يحيى، حدثني الزهري، حدثني من لا أتهم، عن أنس، مثل حديث معمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. يطلع عليكم رجل » فذكره بنحوه .
    والصدفي أبو روح الدمشقي ، ضعيف ، كما في التقريب ص (538) .
    ويبقى متن الحديث ، ونكارته من جهة وقوع الكذب الصريح من الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ .
    واجعَل لوجهكَ مُقلَتَينِ كِلاَهُما مِن خَشيةِ الرَّحمنِ بَاكِيَتَانِ
    لَو شَاءَ رَبُّكَ كُنتَ أيضاً مِثلَهُم فَالقَلبُ بَينَ أصابِعِ الرَّحمَنِ


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    44

    Exclamation رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضيدان عبدالرحمن السعيد مشاهدة المشاركة
    ويبقى متن الحديث ، ونكارته من جهة وقوع الكذب الصريح من الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ .
    أحسنتَ، فإنه من الجائز وقوع الكذب بمعنى الإخبار عن الشيء بما يخالف الواقع بطريق الخطأ، فهذا مما يقع من الصحابي و غيره من العلماء.

    لكن أن يقع الكذب و يستقر في نفس و كيان الصحابي بمعناه الشرعي المذموم، فهذا لا أرى أن أحدًا يوافق عليه!

    كيف نتفهم وقوع الكذب من الصحابي - أيّ صحابي - ثم نقبل منه الشرع المنقول ؟

    ربما تقول : في الشرع المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم يعصم اللهُ الصحابيَّ، و هذا كما قال ابن حزم عليه رحمة الله تعالى بالنسبة لرواة الخبر جميعًا.

    لكن أليست هذه الواقعة هي من شرع الله تعالى متعبدون نحن بها؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    845

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأعرابي مشاهدة المشاركة
    أحسنتَ، فإنه من الجائز وقوع الكذب بمعنى الإخبار عن الشيء بما يخالف الواقع بطريق الخطأ، فهذا مما يقع من الصحابي و غيره من العلماء.

    لكن أن يقع الكذب و يستقر في نفس و كيان الصحابي بمعناه الشرعي المذموم، فهذا لا أرى أن أحدًا يوافق عليه!

    كيف نتفهم وقوع الكذب من الصحابي - أيّ صحابي - ثم نقبل منه الشرع المنقول ؟

    ربما تقول : في الشرع المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم يعصم اللهُ الصحابيَّ، و هذا كما قال ابن حزم عليه رحمة الله تعالى بالنسبة لرواة الخبر جميعًا.

    لكن أليست هذه الواقعة هي من شرع الله تعالى متعبدون نحن بها؟
    نعم ، كلام صحيح بارك الله فيك .
    واجعَل لوجهكَ مُقلَتَينِ كِلاَهُما مِن خَشيةِ الرَّحمنِ بَاكِيَتَانِ
    لَو شَاءَ رَبُّكَ كُنتَ أيضاً مِثلَهُم فَالقَلبُ بَينَ أصابِعِ الرَّحمَنِ


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    ما أظنه هو الأشبه بالصواب _ على أني لم أجده عند غيره رحمه الله _ ما رواه الحكيم الترمذي في (النوادر رقم 819 النسخة المسندة المحققة) قال:
    (حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا بشر بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد، قال: بلغنا أن رجلا صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما انصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا رجل من أهل الجنة" فقال عبد الله بن عمرو: فأتيته فقلت: يا عماه الضيافة. قال: نعم. فإذا له خيمة ونخل وشاة، فلما أمسى خرج من خيمته، فاحتلب العنز، واجتنى لي رطبة، ثم وضعه فأكلت معه، فأتِ نائما وبت قائما وأصبح مفطرا وأصبحت صائما، ففعل ذلك ثلاث ليال، فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيك: إنك من أهل الجنة، فأخبرني ما عملك؟ قال: فأتِ الذي أخبرك حتى يخبرك بعملي. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ائتيه فمره يخبرك" فقلت: إن رسول الله يأمرك أن تخبرني.
    قال: أما الآن فنعم، لو كانت الدنيا لي فأخذت مني لم أحزن عليها، ولو أعطيتها لم أفرح بها وأبيت، وأبيت وليس في قلبي غل على أحد. قال عبد الله: لكني والله أقوم الليل وأصوم النهار، ولو وهبت لي شاة لفرحت بها، ولو ذهبت لحزنت عليها، والله لقد فضلك الله علينا فضلا بينا).


    أما باقي الرويات والطرق ففيها من الإضطراب متنا وسندا ما الله به عليم.
    لكن المجزوم به قطعا أن للقصة أصل، لكن ما هو على الصواب؟ الله أعلم.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    44

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    أحسن الله إليك

    لو سلمت هذه الرواية لكان فيها الفصل.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    يرفع للفائدة
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  10. #10
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    علام استقر الرأي بارك الله فيكم؟
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  11. #11

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    سؤال: ما الكذب الذي جزمتم أنه مخالف للواقع في هذه الرواية؟

  12. #12
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالوليد السلفي مشاهدة المشاركة
    سؤال: ما الكذب الذي جزمتم أنه مخالف للواقع في هذه الرواية؟
    أن عمر بن العاص قال ( لاحيت أبي ) ثم أقر في الأخير أنه لم يكن بينه وبين أبيه شيئا ، فيستدل به البعض على جواز الكذب كوسيلة من أجل التوصل للمطلوب (الغاية) فنصل في النهاية إلى أن الغاية تبرر الوسيلة

    ولكن قد يرد على ذلك بأنه نوع تورية مثلا ؟
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    أرجو من الأحبة قراءة مشاركاتي أعلاه بدقة وتمعن.. ففيها الإجابة بإذن الله على سؤلكم.. وكلامي فيها دقيق واضحٌ محدد لا يستدعي إعادته أخرى.
    هذا بالنسبة لي.. أما عن غيري فهو كفيلٌ بنفسه.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  14. #14

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد مشاهدة المشاركة
    أن عمر بن العاص قال ( لاحيت أبي ) ثم أقر في الأخير أنه لم يكن بينه وبين أبيه شيئا ، فيستدل به البعض على جواز الكذب كوسيلة من أجل التوصل للمطلوب (الغاية) فنصل في النهاية إلى أن الغاية تبرر الوسيلة

    ولكن قد يرد على ذلك بأنه نوع تورية مثلا ؟

    بارك الله فيكي,
    لم يخف علي هذا ولكن قلت لعله خفي علي من الأمر,
    ووجه سؤالي, هو استنكار جزم الأخوة بأنه كذب, والعبارة تحتمل الكثير من التعاريض,
    فهو رضي الله عنه:
    1- لم يذكر متى كان بينه وبين أبيه ما كان, ومثل هذا يُعرّض به.
    2- لم يذكر متى أقسم قسمه.
    فقد تكون الواقعة كالآتي:
    1-رجل خاصم أباه في يوم من الأيام وأقسم بهجره, ثم من بعد حين رأى ما كان, فعرّض بهذا الأمر وكأنه من يومه حتى يصل لمراده, هل هذا كذب؟
    2- رجل خاصم أباه ولم يقسم بهجره يوماً ما, ثم لما رأى ما كان, أحب أن يعرض بهذا فأقسم من ساعته أن لا يدخل على أبيه ثلاثاً -وليس لها متعلق بالخصام الذي ربما حدث من عشرين عاماً- ثم قال للرجل خاصمت أبي وأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً, لوصوله لمبتغاه, هل هذا كذب مجزوم به أم من التعاريض؟
    أنا لا أقول أن هذا ما حدث, ولا أتكلم في صحة الحديث, ولكن القدح في متن الرواية لهذا الأمر وهو محتمل لكثير من الأوجه قد لا يستقيم, والله أعلم.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    ووجه سؤالي, هو استنكار جزم الأخوة بأنه كذب
    أرجو أن لا تعمم خطابك أخي الفاضل.. فهذا الذي حداني لأن أكتب تعليقي الأخير عندما لمست هذا منك غفر الله لك.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  16. #16

    افتراضي رد: حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    أرجو أن لا تعمم خطابك أخي الفاضل.. فهذا الذي حداني لأن أكتب تعليقي الأخير عندما لمست هذا منك غفر الله لك.

    بارك الله فيكم أخي الحبيب,
    والله ما قصدتك بمشاركتي, وقد قرأت مشاركتكم الأولى وجهدكم في التخريج.
    وكلامي قد يُفهم منه العموم, ولكن مقصدي مخصوص بمن صرح منهم بذلك.
    وجزاك الله خيراً.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •