المال أيضاً له حرمة شاء ربي سبحانه وتعالى أن يجعل الناس متفاوتين
هذا غني، وهذا فقير.. وهذا قوي، وهذا ضعيف..
وهذا الغني مبتلى بسعة الرزق.. وهذا الفقير مبتلى بضيق الرزق.
{وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ(35)}الأنبياء.
فالله الذي رفع الناس بعضهم فوق بعض درجات لحكمة بالغة.
والله جل جلاله حكيم لا تدعى لنفسك الحكمة وتنفي الحكمة عن الحكيم الذي وهبك الحكمة.
فأنت حين تعطي ابن من أبنائك تعطيه لحكمة وحين تمنع العطاء عن ابنك الآخر تمنع عنه العطاء لحكمة.
فلو سألناك لما أعطيت ابنك هذا ولما منعت هذا؟
أنا أكافئ هذا.. وأنا أعاقب هذا
تزعم لنفسك الحكمة في عطاءك وتدعي لنفسك الحكمة في منعك
وتنفي الحكمة عن من وهبك الحكمة في عطاءه وفي منعه
{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً(269)}البقرة.
فمن رحمة الله أن المال ماله.
قال جل جلاله:{وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ(33)}النور.
قال جل جلاله:{وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِين َ فِيهِ(7)}الحديد.
قال جل جلاله:{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ(180)}آل عمران.
ومع ذلك نسب هذا المال إلينا تفضلاً وتكرماً منه جل وعلا من ناحية وابتلاء لنا واختبارا لنا من ناحية أخرى.
فقال جل جلاله:{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ(15)}التغابن.
لا تعارض بين آيات القرآن.
فالمال ماله لكنه نسبه إلينا تشريفاً وتفضلاً وتكريماً من ناحية ابتلاءاً واختباراً من ناحية أخرى.
:{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ(15)}التغابن.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ(9)}المنافقون.
فالمال ماله وحين وهبه إلى الخلق للابتلاء والاختبار فأنت مبتلى
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:[يقول ابن آدم مال مال وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت] وفي لفظ [فأبقيت]
وفي رواية ابي كبشة الأنماري في مسند أحمد وسنن الترمذي بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال:[ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر وأحدثكم حديثاً فاحفظوه إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلماً فهو يتق فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حق فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان أي من أعمال البر والخير والطاعات قال: فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله لا يتق فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حق فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو خبيث النية يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان أي من أعمال اللهو والفسق والمجون والمعاصي قال فهو بنيته فوزرهما سواء].
بعد هذا أقول من حق المسلم أو حتى غير المسلم أن يأمن على ماله في مجتمعه الذي يعيش فيه.
من حق المسلم أن يأمن على ماله ومن حق النصراني الذي يعيش بيننا أن يأمن على ماله ليس من حق أي احد أن يعتدي على مال أي أحد بسرقة أو ببلطجة أو بغصب أو أخذ بالقتل والإكراه أو بأخذ بالفدية المحرمة التي انتشرت الآن بصورة مؤلمة.
نسمع في الأيام القليلة الماضية عن سطوا عن بنك هنا وعن سرقة شركة أوراق مالية هناك.
وعن خطف أطفال بل وكبار من اجل فدية هنالك.
والله لو اتقينا ربنا ما احتجنا إلى رجل شرطة واحد.
والله لو راقبنا الملك الذي لا يغفل ولا ينام ما احتجنا إلى جندي واحد في طريق من الطرقات.
ثم أنا ناديت مراراً أن تمد جسور الثقة من جديد إلى لشرطة لتنزل الشرطة إلى الشوارع والطرقات لحماية الشعب ولحماية ممتلكاته العامة والخاصة ولمعاملة الشعب بكل إجلال وتقدير واحترام.
في الوقت الذي أطالب فيه شبابنا وشعبنا أن يمدوا جسور الثقة من جديد لأفراد الشرطة ليعود الأمن من جديد.
فلا يمكن على الإطلاق أن تعبد الله بلا أمن أو أن ينتعش الاقتصاد بلا أمن أو أن يجني كل واحد منا ما يريده من ثمار الخير والبركة بلا امن.
فنعمة الأمن نعمة من أجلّّّ النعم وهي نعمة نحن جميعاً سنسأل عنها.
الشرطة أولا والحكومة والمجلس العسكري وشبابنا وكل فرد في مكانه.
يجب أن نكون على بصيرة بأن بلدنا لا يراد لها أن تشعر بالأمن والقرار والاستقرار لأنهم لا يريدون لمصر أن تقف على قدميها لأن مصر هي القلب الحقيقي النابض بالحياة الذي لو طعن هذا القلب وقتل لترهل البدن الإسلامي والعربي الضخم كله.
مصر هي رأس القاطرة وهم يريدون أن يفصلوا الرأس عن القاطرة كلها لتظل القاطرة واقفة في مكانها لا تتحرك.
فلا يمكن أن تتحرك القاطرة الإسلامية والعربية بلا رأس والرأس بلا نزاع
هل عرفتم السر في حجم الحرب الشرسة التي تعلن الآن على مصر.
مصر هي البوابة الحقيقية للعالم العربي والإسلامي كله
إما أن تصدر الخير وإما أن تصدر الشر
اسأل الله أن يجعلها دائماً أبداً باب خير لا باب شر.
فيجب علينا أيها الأفاضل أن نتكاتف جميعاً وأخاطب شبابنا في كل محافظة وفي كل مدينة وفي كل مركز وفي كل قرية أن يشكلوا لجان شعبية من شبابنا الطاهر الأبي القوي الفذي العبقري لتكون هذه اللجان رادعا لأولئك البلطجية والخونة الذين يريدون أن يصيبوا أهلنا وشعبنا بالهلع والفزع.
لو علم كل مفسد انه في مكانه الذي هو فيه لو علم أن هنالك من شبابنا وآباءنا وأولادنا من شكلوا لجان شعبية للحفاظ على آباءهم وأمهاتهم ونسائهم وبناتهم وأطفالهم وأولادهم وأموالهم وممتلكاتهم ومكتسباتهم
والله الذي لا اله غيره لن يفكر سفيه من هؤلاء ولا خائن من هؤلاء الخونة أن يتطاول لا بسرقة مال ولا باغتصاب سيدة ولا لخطف طفل أو رجل.
لابد أن نكون رجال على مستوى الموقف وعلى مستوى الأمانة وعلى مستوى المسئولية وأن نكون حريصين على أمن هذا البلد واستقراره.
فمن حق المسلم وغير المسلم أن يأمن على نفسه وأن يأمن على ماله في مجتمعه الذي يعيش فيه وإلا لصار المجتمع فوضى وتحول المجتمع إلى فوضى تلك الفوضى التي يسمونها بالفوضى الخلاقة التي صدرتها أمريكا لمصر ولغيرها وتريد أن تحيا مصر في هذه الفوضى الهدامة إلى الأبد.
فلابد أن نكون على وعي وأن نكون على بصيرة.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ(29)}النساء.
انظروا إلى أحكام الملك {لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ(29)}.
ثم أنا أخاطب كل سيدة في بيتها دخل عليها زوجها بهذا المال الحرام أن تتبرأ منه وأن تتبرأ من ماله وأن تقف لله وقفة وأن تصرخ في وجه زوجها هي وأولادها حرام عليك رد هذا المال لأصحابه وإلا فلست منا ولسنا منك. والله لو فعلت سيدة واحدة من المسلمات هذا الموقف ووقفت هذا الموقف وشهدت هذه الشهادة والله ما رأينا هذا الانفلات المروع الذي أسميه بالانفلات الأخلاقي لأن الانفلات الأخلاقي من وجهة نظري أخطر بكثير من كل صور الانفلات الأمني فلو انضبطت أخلاقنا ما رأيت صورة واحدة من صور الانفلات الأمني في أي جانب من الجوانب أو شارع من الشوارع أو ميدان واحد من الميادين.
يا رجل ألم تعتبر؟ يا رجل ألم تتعظ بأولئك الذين جمعوا المليارات وهم الآن يقبعون وراء القضبان في السجون؟
ألم تتعظ يا صاحب العقل يا من تخطط الآن لأخذ المال الحرام ألم تعتبر؟
أنت لست من السعداء لا في الدنيا ولا في الآخرة.
أين أنت ممن جمع عشرات المليارات؟
ألم تعتبر يا رجل؟ الم تتعظ يا صاحب العقل إن كنت تحمل في رأسك عقلاً
ما قيمة المال إن جمعته من الحرام وأدخلت على أولادك الحرام؟
ستعذب به في الدنيا قبل الآخرة.
والله لا ينفع الحرام أصحابه أبداً ولو طالت السنون.
وهاأنتم قد رأيتم بأعينكم.
كنا نؤصل هذا فكان الناس يستغربون بل وربما يستنكرون ما هذا الذي يؤصله أهل العلم؟
رأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا أن الملك جل جلاله يمهل لكنه لا يهمل
وقد ذكرت أن خالد المبرمك بعد سنوات طويلة في الحكم والسدة والملك والجاه والسلطان زال حكمه وسجن مع ولده في سجن واحد فبكي ولده وقال يا ابتي من الملك والجاه والسلطان إلى السجن والقيد في زنزانة واحدة فبكى والده وقال يا بني إنها دعوة مظلوم سرت إلى الله بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله.
[إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته]
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ(102)}هود.
أخاطبك يا من تأكل المال الحرام.
أود لكل قلب أن لو سمعني أولئك الذين نهبوا البنك في التجمع أو نهبوا البنك بالأمس في شارع جامعة الدول العربية أو سرقوا عربة نقل الأموال أو..أو إلخ.
أود لكل من كل قلبي أن لو سمعني هؤلاء وعادوا بأنفسهم ليردوا هذا المال الحرام.
فوالله الذي لا إله غيره لن ينفعهم هذا المال الحرام أبداً لا في الدنيا ولا في الآخرة.
اسمع للحبيب رسول الله كما في الحديث الصحيح الذي رواه أبو نعيم في الحلية وغيره:[أن روح القدس نفث في روعي أن نفس لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته]
إن أردت المال فعليك بطاعة الكبير المتعال.
إن أردت الدنيا فعليك بطاعة الله وإن أردت الآخرة فعليك بطاعة الله يقول صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث أنس:[ من كانت الآخرة همه] اللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك
[من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه]
واحد ما عشرة مليار بس فقير
لأن ما فيش غنى في القلب ما فيش رضا
[من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة]
[من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له]
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ(3)}الطلاق.,
لا أريد أن أطيل على حضراتكم أكثر من ذلك
[إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم] اتعرض لها بعد جلسة الاستراحة
أسأل الله عز وجل أن يحفظ علي وعليكم دمائنا وأموالنا وأعراضنا إنه ولي ذلك والقادر عليه
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
يتبع إن شاء الله