ومما يعين على ذلك البعد عما يكون به التشويش والإشغال بأن يبتعد عن الضوضاء وعن المتحدثين وعن الدارسين بصوت مرتفع وما أشبه ذلك
ع- المثابرة على الأعمال الصالحة والحرص عليها.
فقه: صلاة مدافع الأخبثين صحيحة عند جمهور أهل العلم يحملون ذلك على نفي كمال الصلاة لا على نفي صحتها ولكن مع هذا يكره له أن يصلي وهو يدافع الأخبثين لأن ذلك يشغله عن الخشوع في الصلاة اللهم إلا إذا كانت المدافعة شديدة فإن القول بأن صلاته لا تصح قول وجيه جداً لأنه لا يتمكن في هذه الحال من استحضار ما يقول وما يفعل ولأن ذلك قد يسبب عليه ضرراً بدنياً وقد نهي عن إلحاق الضرر بالبدن وأما كونه يخشى من فوات صلاة الجماعة فإنه لا حرج عليه لو فاتته صلاة الجماعة في هذه الحال فإذا ذهب وقضى حاجته وتوضأ فإنه لو فاتته الجماعة لا إثم عليه ولا حرج
وإن العلماء رحمهم الله قسموا الحركات في الصلاة إلى خمسة أقسام قسم واجب وقسم مستحب وقسم مباح وقسم مكروه وقسم محرم أما القسم الواجب
1-فهو كل حركة تتوقف عليها صحة الصلاة ومثالها إذا كان الإنسان متجها إلى غير القبلة فجاءه إنسان ثقة وقال له إن القبلة عن يمينك أو عن يسارك فحينئذ يجب عليه أن ينحرف ليتجه إلى القبلة اتجاها صحيحا
2- أما الحركة المستحبة فهي التي يتوقف عليها كمال الصلاة ومن ذلك إذا وجدت فرجة في الصف الذي أمامك بعد أن كبرت للصلاة فلا حرج عليك أن تتقدم أليها بل إن ذلك مستحب لأن فيه تكميلا للصلاة ومن ذلك ما وقع لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم حين بات عنده عبد الله ابن عباس ذات ليلة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقام ابن عباس رضي الله عنه ليصلي معه فوقف عن يساره فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأس ابن عباس فأداره إلى يمينه
عن ابن عباس ؛ أنه بات عند خالته ميمونة . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل . فتوضأ من شن معلق وضوءا خفيفا ( قال وصف وضوءه وجعل يخففه ويقلله ) قال ابن عباس : فقمت فصنعت مثل ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم . ثم جئت فقمت عن يساره . فأخلفني فجعلني عن يمينه . فصلى . ثم اضطجع فنام حتى نفخ . ثم أتاه بلال فآذنه بالصلاة . فخرج فصلى الصبح ولم يتوضأ . قال سفيان : وهذا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة . لأنه بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه . الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 763
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فهذه الحركة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما حركة مطلوبة مأمور بها لأنها من مكملات الصلاة
3- وأما الحركة المباحة فهي الحركة اليسيرة إذا كانت لحاجة ومن ذلك إذا استأذن عليك أحد وكان الباب قريبا منك ولا يتوقف على فتحه شيء يخل بالصلاة فإنه لا حرج عليك أن تفتح الباب وأنت تصلي لأن النبي صلى الله عليه وسلم فتح الباب لعائشة رضي الله عنها ولأنه صلي ذات ليلة وعائشة معترضة بين يديه فكان صلى الله عليه وسلم إذا قام تمد عائشة رجليها فإذا أراد أن يسجد غمزها فكفت رجليها فسجد فصلوات الله وسلامه عليه
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا معترضة بينه وبين القبلة ، فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فقبضتها الراوي: عائشة المحدث: النووي - المصدر: المجموع - الصفحة أو الرقم: 2/31
خلاصة حكم المحدث: رواه البخاري ومسلم وفي رواية : (فإذا أراد أن يوتر مسني برجله) بإسناد صحيح
4- وأما الحركة المكروهة فهي الحركة اليسيرة إذا لم يكن إذا لم يكن لها حاجة ومن ذلك ما يفعله بعض الناس وهو يصلي يفرقع أصابعه أي يغمزها حتي يكون لها صوت فإن هذا مكروه في الصلاة
5- وأما الحركة المحرمة فهي الحركة الكثيرة إذا توالت أي صار بعضها يلي بعضها لغير ضرورة فإنها حركة مبطلة للصلاة لأنها تنافي الصلاة فاتقوا الله أيها المسلمون واخشعوا بقلوبكم وجوارحكم لله رب العالمين لأنكم بين يدي الله كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الإنسان إذا قام يصلي فإن الله تعالى قابل وجهه وهو فوق عرشه
أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد ، وهو يصلي بين يدي الناس ، فحتها ، ثم قال حين انصرف : إن أحدكم إذا كان في الصلاة ، فإن الله قبل وجهه ، فلا يتنخمن أحد قبل وجهه في الصلاة . الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 753
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ولذلك نهي المصلي أن يبصق أمام وجهه وهو يصلي نهي تحريم فلا يحل لأحد أن يبصق تلقاء وجهه وهو يصلي لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن ذلك ولأن في هذا سوء أدب مع الله عز وجل ولكن إذا دعت الحاجة إلى ذلك فأبصق عن يسارك إن لم تكن في المسجد فإن كنت في المسجد أو كان على يسارك أحد يصلي معك ولو في بيتك فإنه من الممكن أن تبصق في منديل والمناديل ولله الحمد كثيرة أو في ثوبك
ولا يجب على المرأة أن تستر وجهها في الصلاة إلا أن يراها رجل غير زوج ولا محرم فيجب عليها ستره حين إذن من أجل أن لا ينظر إليها لا من أجل الصلاة.
والسلام عليكم ورحمة الله