تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: شيءٌ مِنَ الفوائد اللغوية الطريفة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    11

    افتراضي شيءٌ مِنَ الفوائد اللغوية الطريفة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه بعض الفوائد اللغوية التي لا تخلوا من طرافة، وقعتُ عليها أثناء تصفحي لبعض كتب أهل العلم، فخطر في البال نقلها إليكنَّ، علِّي أنتفعِ بدعواتكنَّ، وقراءتكنَّ لها، حفظكنَّ الله ورعاكنَّ، وأعلى في جنة المأوى مقامكنَّ..

    وإليكنَّ إياها:

    الفائدةُ الأولى:

    حُكِيَ عن الفرَّاء النحوي؛ أنه قال: «مَنْ برَعَ فِي علمٍ واحدٍ؛ سَهُلَ عليهِ كلُّ علمٍ». فقال له محمدُ بنُ الحَسَنِ القاضي – وكان حاضراً في مجلسهِ ذلك، وكانَ ابنَ خالةِ الفرَّاءِ –: فأنتَ قد برعتَ في علمكَ، فخذ مسألةً أسألكَ عنها من غير علمكَ؛ ما تقولُ فيمنَ سها في صلاتهِ، ثمَّ سجدَ لسهوهِ فسَهَا في سجوده أيضاً ؟

    قال الفرَّاءُ: لا شيءَ عليه.
    قال: وكيفَ؟

    قال: لأنَّ التصغيرَ لا يُصَغَّرُ؛ فكذلكَ السهوُ في سجودِ السهوِ لا يُسْجَدُ لهُ؛ لأنه بمنزلة التصغيرِ؛ فالسجود للسهوِ هو جبرٌ للصلاةِ، والجبرُ لا يُجْبَرُ، كما أنَّ التصغيرَ لا يُصَغَّرُ.

    فقال القاضي: ما حَسِبْتُ أنَّ النساء يلدنَ مثلكَ.

    الفائدة الثانية:

    رُويَ أنَّ أبا يوسفَ دخلَ على الرشيد، والكسائيُّ يداعبهُ ويمازحه؛ فقال أبو يوسف للرشيد: هذا الكوفي – يعني الكسائي – قد استفرغكَ وغلبَ عليكَ.

    فقال الرشيد: يا أبا يوسف! إنه ليأتيني بأشياء يشتمل عليها قلبي.

    فأقبلَ الكسائيُّ على أبي يوسف، فقال: يا أبا يوسف! هل لكَ في مسألةٍ؟

    فقال: نحوٌ أم فقهٌ؟

    فقال: بل فقهٌ.

    فضحك الرشيد حتى فَحَصَ برجلهِ، ثم قال: تُلْقِي على أبي يوسفَ فقهاً؟

    قال: نعم. ثم قال: يا أبا يوسف! ما تقولُ في رجلٍ قال لامرأته: أنتِ طالقٌ أَنْ دخلتِ الدَّارَ، وفَتَحَ أنْ؟

    قال: إذا دخلتْ طلقَت.

    قال: أخطأتَ يا أبا يوسف.

    فضحكَ الرشيدُ، ثم قال: كيف الصواب؟

    قال: إذا قال: «أَنْ»؛ فقد وجبَ الفعلُ ووقعَ الطلاقُ، وإن قال: «إِنْ»؛ فلم يجبْ ولم يقع الطلاق.

    قال الراوي: فكانَ أبو يوسفَ بعدها لا يدعُ أن يأتِيَ الكسائي.

    وقال بعض أهل العلم موضحاً: (السِّرُّ في هذا أنَّ «إنْ» بالكسرةِ شرطيةٌ؛ فيصير الطلاقُ معلَّقاً، وبالفتح مصدريةٌ؛ فيصير دخولها علةً لوقوعِ الطلاق).

    تنبيه: علَّقَ محقق الكتابِ على هذه القصةِ بقوله: (والصوابُ في المسألةِ التفريقُ بين العارفِ بالعربيةِ والجاهل بها؛ فيقعُ إن قال: «أَنْ» بخلاف قوله: «إِنْ»، وإن كان جاهلاً لم يقع شيءٌ، أفاده الأسنوي).

    الفائدة الثالثةُ:

    (وهي مِنْ أعجَبِ الفوائدِ إليَّ!)

    سُئِلَ أبو العباسِ ابنُ البنَّاءِ: لِمَ لَمْ تعمَل (إنَّ) في (هَذَانِ) مِنْ قولهِ تعالى: (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) الآية؟

    فقال في الجواب: لـمَّا لَـمْ يُؤَثِّر القولُ في المَقولِ؛ لَـمْ يؤثِّرِ العَامِلُ فِي المعمولِ!

    فقال له السائل: يا سيدي! وما وجه الارتباط بينَ عمل (إِنْ) وقولِ الكفَّارِ في النبيين؟
    فقال له: يا هذا! إنما جئتُكَ بنُوَّارةٍ يَحْسُنُ رونقها، فأنتَ تريدُ أن تحكَّها بين يديكَ، ثمَّ تطلبُ منها ذلك الرونق !

    وبارك الله فيكنَّ
    أختكن/ بارقة الأمل

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    في ديار الإسلام
    المشاركات
    424

    افتراضي رد: شيءٌ مِنَ الفوائد اللغوية الطريفة

    أضحك الله سنك

    بارك الله فيك أختي الفاضلة بارقة الأمل

    نريد المزيد
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
    [رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ]

  3. #3

    افتراضي رد: شيءٌ مِنَ الفوائد اللغوية الطريفة

    جميلة هذه الفوائد.

    جملك الله في الدارين، ونفع بك.

    اللهم اغفر لأبي عبد الرحمن (محمد خالد) المعروف ب (الوراق) وأسكنه فردوسك الأعلى من غير حساب ولا سابقة عذاب.
    واصلح ذريتي ووفقهم لكل خير.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    تلمسان
    المشاركات
    29

    افتراضي رد: شيءٌ مِنَ الفوائد اللغوية الطريفة

    و يمكن أن أضيف إلى درر أخيتي: بارقة الأمل، جزاها ربي أعظم الجزاء و أوفره، هذه الفائدة، وهي
    الفائدة الرابعة:
    كتبَ الرشيدُ ليلةً إلى القاضى أبى يوسفَ يسألُه عن قولِ القائلِ:

    فإنْ ترفقِي يا هندُ فالرفقُ أيمنُ *** وإنْ تخرقِى يا هندُ فالخرقُ أشأمُ
    فأنتِ طلاقٌ والطلاقُ عزيمـة*** ثلاث، ومـن يخرق أعق وأظلم

    فقال: ماذا يلزمُه إذا رفعَ الثلاثَ وإذا نصبَها ؟
    قال أبو يوسفُ، فقلتُ: هذه مسألةٌ نحويةٌ فقهيةٌ، ولا آمنُ الخطأَ إن قلتُ فيها برأيىِ، فأتيتُ الكسائي وهو في فراشِه، فسألتُه.
    فقال: إن رفعَ ثلاثاً طُلقتْ واحدةٌ، لأنه قال (أنت طلاقٌ) ثم أخبرَ أن الطلاقَ التامَ ثلاثٌ، وإن نصبَها طُلقتْ ثلاثاً، لأن معناهُ أنت طالقٌ ثلاثاً، وما بينهما جملةٌ معترضةٌ.
    فكتبتَ بذلكَ إلى الرشيدِ، فأرسلَ إليَ بجوائزَ، فوجهتُ بها إلى الكسائي، انتهى ملخصا.
    وأقولُ- يعني ابن هشامٍ-: إن الصوابَ أن كلاً من الرفعِ والنصبِ محتملٌ لوقوعِ الثلاثِ ولوقوعِ الواحدةِ، أما الرفعُ فلأن "أل " في الطلاقِ إما لمجازِ الجنسِ كما تقولُ (زيدٌ الرجلُ) أي: هو الرجلُ المعتدُ به، وإما للعهدِ الذكرى مثلُها في (فعصى فرعونُ الرسولَ) أي وهذا الطلاقُ المذكورُ عزيمةٌ ثلاثٌ، ولا تكونُ للجنسِ الحقيقي، لئلا يلزمَ الإخبار عن العامِ بالخاصِ كما يقالُ (الحيوانُ إنسانٌ) وذلك باطلٌ، إذ ليس كلُّ حيوانٍ إنساناً، ولا كلٌّ طلاقٍ عزيمةً ولا ثلاثاً، فعلى العهديةِ يقعُ الثلاثُ، وعلى الجنسيةِ يقعُ واحدةً كما قالَ الكسائي، وأما النصبُ فلأنه محتملٌ لأنْ يكونَ على المفعولِ المطلقِ، وحينئذٍ يقتضى وقوعُ الطلاقِ الثلاثِ، إذ المعنى فأنتِ طالقٌ ثلاثاً، ثم اعترضَ بينهما بقوله: والطلاقُ عزيمةٌ، ولأن يكونُ حالاً من الضميرِ المستترِفي عزيمةٍ، وحينئذٍ لا يلزمُ وقوعَ الثلاثِ، لأن المعنى: والطلاقُ عزيمةٌ إذا كان ثلاثاً، فإنما يقعُ ما نواه، هذا ما يقتضيه معنى هذا اللفظِ مع قطعِ النظرِ عن شئٍ آخرٍ، وأما الذى أرادهُ هذا الشاعرُ المعينُ فهو الثلاثُ لقوله بعد:

    فَبِينِي بها إن كنتِ غيرَ رفيقةٍ * وما لامرئٍ بعدَ الثلاثِ مقدمُ
    اللهم إني أسألك العزيمة على الرشد

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: شيءٌ مِنَ الفوائد اللغوية الطريفة

    ما شاء الله!
    بارك الله فيكِ أختنا بارقة الأمل
    وبارك في الأخوات الفاضلات وشكر لهن إضافاتهن الرائعة

    رُوي عن الكسائي أنه قال: اجتمعت أنا وأبو يوسف القاضي عند هارون الرشيد، فجعل أبو يوسف يذم النحو ويقول:
    وما النحو؟
    فقلت - وأردت أن أعلمه فضل النحو -:
    ما تقول في رجل قال لرجل: أنا قاتل غلامِك؟ وقال له آخر: أنا قاتل غلامَك، أيهما كنت تأخذ به؟
    قال: آخذهما جميعا.
    فقال له هارون:
    أخطأت، وكان له علم بالعربية، فاستحيا وقال:
    كيف ذلك؟
    قال:
    الذي يؤخذ بقتل الغلام هو الذي قال: أنا قاتل غلامِك بالإضافة، لأنه فعل ماض، وأما الذي قال: أنا قاتل غلامَك بالنصب فلا يؤخذ، لأنه مستقبل لم يكن بعد، كما قال الله عز وجل: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله). فلولا التنوين مستقبل ما جاز فيه غداً، فكان أبو يوسف بعد ذلك يمدح العربية والنحو.
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي رد: شيءٌ مِنَ الفوائد اللغوية الطريفة

    بارك الله فيكم جميعا .. كل قصة أجمل من الأخرى ..
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    644

    افتراضي رد: شيءٌ مِنَ الفوائد اللغوية الطريفة

    بارك الله في الجميع وأسعدكن..ما أدري لماذا أصبحت لا أحب أقرأ النحو واللغويات لأني صُدمت بأستاذ لهاتين المادتين كرهنا فيهما بأسلوبه وقسوته..عموماً أحاول إني أقرأ وخاصة في مجلسكن المبارك..فقد أمتعتنني بهذه الطرائف..
    ربنا لاتجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا

  8. #8
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: شيءٌ مِنَ الفوائد اللغوية الطريفة

    موضوع رائع

    ولا أستحي أن أقول لم أفهم هذه (ابتسامة)
    الفائدة الثالثةُ:

    (وهي مِنْ أعجَبِ الفوائدِ إليَّ!)

    سُئِلَ أبو العباسِ ابنُ البنَّاءِ: لِمَ لَمْ تعمَل (إنَّ) في (هَذَانِ) مِنْ قولهِ تعالى: (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) الآية؟

    فقال في الجواب: لـمَّا لَـمْ يُؤَثِّر القولُ في المَقولِ؛ لَـمْ يؤثِّرِ العَامِلُ فِي المعمولِ!

    فقال له السائل: يا سيدي! وما وجه الارتباط بينَ عمل (إِنْ) وقولِ الكفَّارِ في النبيين؟
    فقال له: يا هذا! إنما جئتُكَ بنُوَّارةٍ يَحْسُنُ رونقها، فأنتَ تريدُ أن تحكَّها بين يديكَ، ثمَّ تطلبُ منها ذلك الرونق !
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة عاشور مشاهدة المشاركة

    رُوي عن الكسائي أنه قال: اجتمعت أنا وأبو يوسف القاضي عند هارون الرشيد، فجعل أبو يوسف يذم النحو ويقول:
    وما النحو؟
    فقلت - وأردت أن أعلمه فضل النحو -:
    ما تقول في رجل قال لرجل: أنا قاتل غلامِك؟ وقال له آخر: أنا قاتل غلامَك، أيهما كنت تأخذ به؟
    قال: آخذهما جميعا.
    فقال له هارون:
    أخطأت، وكان له علم بالعربية، فاستحيا وقال:
    كيف ذلك؟
    قال:
    الذي يؤخذ بقتل الغلام هو الذي قال: أنا قاتل غلامِك بالإضافة، لأنه فعل ماض، وأما الذي قال: أنا قاتل غلامَك بالنصب فلا يؤخذ، لأنه مستقبل لم يكن بعد، كما قال الله عز وجل: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله). فلولا التنوين مستقبل ما جاز فيه غداً، فكان أبو يوسف بعد ذلك يمدح العربية والنحو.

    بارك الله فيكم جميعا أخواتي،، ما أجمل الفوائد اللغوية،،
    كيف حالك مشرفتنا مروة عاشور؟ افتقدت حضورك الجميل
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    نفع الله بكن أخواتي الغاليات ، فكم يفتقدكن مجلس طالبات العلم .
    أسأل الله لكن التيسير .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2016
    المشاركات
    3

    افتراضي

    أسأل الله لكن التيسير .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •