تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أول درس جلست فيه بين يديه ... لحظات لا تنسى للشيخ محمد حسان مع الإمام ابن باز

  1. #1

    افتراضي أول درس جلست فيه بين يديه ... لحظات لا تنسى للشيخ محمد حسان مع الإمام ابن باز

    إتماماً للمقال السابق
    وكان كله من كلام الشيخ، جمعته من ثلاثة برامج بثت على قناة المجد
    وعلى الأسلوب نفسه هذا المقال
    أول درس جلست فيه بين يديه ... لحظات لا تنسى للشيخ محمد حسان مع الإمام ابن باز
    قال الشيخ محمد حسان:
    سافرت من مدينة السويس إلى الرياض –ولا أخفي، بل أود أن يعلم إخواننا هذا- سافرت وأنا متصور أني ابن القيم؛ لكثرة الحضور في السويس، الآلاف كانت تحضر خطبة الجمعة، فتصورت حينها أني أصبحت شيخاً، وسافرت إلى هنالك بهذه الروح، وهذا مرض خطير جداً.
    وأذكر أول درس جلست فيه بين يدي الشيخ ابن باز وتحت قدميه:
    فبعدما صليت الفجر إماماً بالمسلمين في جامع الراجحي في منطقة الربوة بمدينة الرياض، وإذ بأحد الإخوة الأفاضل يقول: (هيا بنا نحضر درس الشيخ في مسجده)، ومسجد الشيخ قريب من منطقة الربوة.
    ذهبت مع هذا الأخ الكريم لأحضر أول درس علمي للشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله رحمة واسعة- بعد صلاة الفجر، وكان الشيخ في هذا الوقت يشرح ثلاثة كتب في ثلاث ساعات متتالية، جلست بين يديه وأنا انظر إلى وجهه.
    احتجت أن اذهب لأجدد وضوئي أربع مرات لاستيقظ وانتبه وأفيق، والشيخ جالس على كرسيه لم يتحرك، ولم يفارق مجلسه مرة واحدة، ولم يغفل، ولم يغفو، يسمع الطالب يقرأ فيصحح له اللغة والنطق، ويشرح ويبين، ويعلق ويؤصل ويفصل، ويعقب وينصح ويتابع، حتى كدت أن أذهل!.
    وتنفض هذه الحلقة التي كان يشرح فيها الروض لتنعقد حلقة أخرى يلتف فيها الطلاب حول الشيخ ليؤصل ويفصل في شرحه على الطحاوية، ثم بعد ذلك تنفض الحلقة الثانية لتنعقد حلقة ثالثة وكان يشرح في النونية، كل هذه الحلقات العلمية الثلاث المتتالية في وقت متواصل في مجلس واحد لا يشعر الشيخ بالملل.
    وخرجت من أول درس وأنا أبكي، والذي لا إله غيره عاهدت الله عز وجل ألا أتكلم بعد هذا اليوم كلمة في دين الله إلا بعد أن أتعلم.
    وأشهد الله أني اتصلت بإخواننا في مدينة السويس العامرة وفي مصر الذين كانوا يسجلون لي الأشرطة قبل أن أسافر وقلت لهم: أوقفوا طباعة الأشرطة، فقالوا: (لماذا؟)، فقلت لهم: والله العظيم اكتشفت اليوم أني من أجهل خلق الله، ولا ينبغي لأحد أن يتكلم إلا بعد أن يتعلم، يا أيها الناس من أراد أن يعرف قدر نفسه فليأتي يجلس تحت أرجل هذا الرجل، فليأتي فليحضر مجلس هذا العالم الرباني.
    وشتان شتان بين أن تجلس بين يدي عالم متحقق بالعلم الشرعي، وبين طالب علم عادي، أو بين يدي شيخ لم يفتح الله عليه بمفاتيح العلم والفضل، تشعر حينئذ بالضألة، شعرت بالضألة وأني من أجهل الخلق، وما هذه الجرأة التي كنت متلبساً.
    وتوقفت وقفة طويلة مع نفسي، وبدأت بداية أتصور أنها هي البداية، فعكفت على الطلب، وجلست بين يدي الشيخ، ثم جلست بين يدي الشيخ ابن جبرين، وأنهيت الطحاوية من جديد على يديه مع أني كنت شرحتها ولكن شتان شتان بين الثرى من الثريا، وبين نور الوهى من نور الضحى.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    268

    افتراضي رد: أول درس جلست فيه بين يديه ... لحظات لا تنسى للشيخ محمد حسان مع الإمام ابن باز

    شكر الله لك , لكن للشيخ أيضا كلام في أول لقائه بالامام على قناة المجد ..وهوهذا :

    (..(الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله رحمة واسعة - ليس عالماً فحسب، ولكنه رجل رباني، ورجل مربي، وجدت فيه فعلاً كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسند الإمام أحمد: (خِيَارُ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ)، ووالله رأيت هذا في وجه الشيخ، ووالله ما ذكرت الشيخ إلا ورَقَّ قلبي، ووالله ما تربيت وما عرفت الأدب إلا على يديه.
    وأذكر أول مرة رأيت فيها الشيخ واكتحلت فيها عيناي بوجهه:
    حيث كانت أمنية من أماني حياتي أن أرى هذا العالم الفذ، وقد طلبت ذلك من شيخنا الشيخ صفوت نور الدين -رحمه الله رحمة واسعة-، وكان الشيخ ابن باز يحب الشيخ صفوت حباً جمَّاً ويقدره ويقدمه، فكانت أول مرة ألقى فيها الشيخ ابن باز على يد الشيخ صفوت.
    وذلك حينما دخل عليَّ غرفتي في فندق دار الزواوي بمكة وكنت حاجاً هذا العام من مدينة السويس، فقال لي: (هيا استيقظ سوف نتناول الغداء عند الشيخ ابن باز) جلست وقلت له متعجبا: (اليوم يا شيخ)؟ فقال: (نعم، اليوم). فقمت مسرعاً وأنا في غاية من الفرح والسرور.
    وانطلقنا ودخلنا بيت الشيخ، وكان المجلس مليئاً مزدحماً ولمَّا يحضر الشيخ بعد، ورحب الأفاضل من الإخوة القائمين على شأن المجلس بالشيخ صفوت وأجلسوه في الكرسي المجاور لكرسي الشيخ ابن باز، وأنا أقول للشيخ: (أسألك بالله لا تترك يدي). فأمسك بيدي وأجلسني بجواره، وانتظرنا الشيخ ابن باز.
    وأخذت أرسم للشيخ صوراً في ذهني، فأنا لا أعرفه، وما كنت رأيته قبل ذلك حتى في صورة عبر الصحف أو المجلات، فكنت منتظراً من يكون الشيخ ابن باز؟ هذا العملاق! هذا الكُنَيْف الذي مليء علماً! وأودعه الله كل هذا العلم! هذا الذي نقرأ له ونسمع عنه.
    ولمَّا حضر الشيخ ومعه بعض الإخوة من طلبة العلم عن يمينه وعن شماله ومن خلفه، وإذ بالناس يقفون لاستقبال الشيخ، وإذ بالشيخ صفوت يقف ويقول لي: (ها هو الشيخ قد وصل). وأنا أبحث وأنظر وأقول له: (أين الشيخ، أين الشيخ) فأشار لي على رجل والله لن أنسى ولن أنسى هذا المشهد ما حييت، لا زلت أذكر تماماً الثوب الذي كان يرتديه والهيئة التي كان عليها، كان يلبس ثوباً سودانياً أصفر اللون ذا أكمام واسعة، لا يزيد ثمنه على خمسة عشر ريالاً، وكان قصيراً جداً يظهر نصف ساقه النحيف الذي يميل لونه إلى السمرة، وكان يلبس الغترة على رأسه بدون قلنسوة (طاقية)، ولم يكن يلبس حتى البشت الذي نلبسه نحن، فرأيت رجلاً في غاية التواضع في هيئته ومشيته، وفي غاية الانكسار للعزيز الغفار سبحانه وتعالى.
    ثم قال لي الشيخ صفوت: (هذا هو الشيخ ابن باز)، والله لم أتمالك نفسي فجلست أبكي متعجباً وأنا انظر إليه، فقلت للشيخ صفوت: (هل تأذن لي أن أعلق، والله ظننت هذا الرجل من المساكين الذين دخلوا يسألون الشيخ ابن باز الصدقة والعطاء)، فبكى الشيخ صفوت لهذا التعليق، وقام للشيخ ابن باز وقبل رأسه، وأقبلت عليه فقبلت رأسه ويده وأنا أبكي حتى سالت دموعي على يده، ثم قال الشيخ صفوت للشيخ ابن باز: (ادعوا لابننا محمد) فدعا الشيخ لي بالتوفيق في الدعوة، ثم نصحني -وأنا أعجب لذلك من تلك اللحظة- فقال لي: (ارفق بالناس) وكررها ثلاثاً، ثم جلسنا معه على الطعام، وبكل إصرار جلست في مواجهته وما دخل الطعام جوفي، بل ظللت انظر إلى الشيخ وأبكي، حتى بكى الشيخ صفوت لبكائي وهو يقول: (كُلْ يا بني)، فأقول: (أنا آكل وأشرب دعني أنظر إلى وجه هذا الحبر هذا العالم).

    انتهى كلام الشيخ محمد حسان...ولكن للأسف نقل هذا في احدى المنتديات الصوفية , على أساس الاستهزاءو التنكيل ب(الوهابية ) وكيف أنهم ينكرون على (الصوفية ) غلوهم في أشياخهم بينما محمد حسان عنده مظهر من مظاهر الجذب والفناء في حضرة الشيخ !!

    وأن هذه الحالة لم تكن تعتري الصحابة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم؟
    ولم تكن تعتري تلاميذ أئمة السلف بين يديهم كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد؟! فالله المستعان .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: أول درس جلست فيه بين يديه ... لحظات لا تنسى للشيخ محمد حسان مع الإمام ابن باز

    بارك الله فيكما وجزاكما خيرًا.
    لا يظهر لي تعارض بين المشاركتين فالأولى يذكر فيها الشيخ محمد حسان أول مرة حضر فيها درسًا للشيخ ابن باز . والثانية أول مرة يرى الشيخ وكان في بيت الشيخ رحمه الله، فلا تعارض فيما أرى.
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •