1- "أخطاء اللغة العربية المعاصرة" للدكتورأحمد مختار عمر
في المعجم الوسيط: اخْتُصّ فلان بالشيء: انفرد. فيكون الاختصاص نسبة إلى مصدر هذا الفعل، وهو الاختصاص، والمختص اسم الفاعل منه. وفيه كذلك: تخصص في علم كذا: قصر عليه بحثه وجهده، فيكون المتخصص اسم الفاعل منه.
وقد حاول بعضهم "د. فوزي الشايب- مجلة مجمع اللغة العربية الأردني العدد 36 تصحيح كل من أَخِصَّائِيٍّ وإِخْصَائِيٍّ بضروب من التأويل والتخريج ذكرتني بعبارة أبي العلاء المعري ردًّا على أبي سعيد السيرافي الذي حاول تخريج بيت فيه إقواء فقال له أبو العلاء: قلت أنا: هذا الوجه الذي قاله أبو سعيد شر من إقواء عشر مرات في القصيدة الواحدة.
أما كلمة أَخصّائِيّ فقد خرجها على أنها نسبة إلى جمع كلمة "خَصِيص التي لم ترد في المعاجم، وإنما وردت في كتابات المتأخرين" وهذا تخريج بعيد فضلا عن مخالفته للنهج العربي الفصيح.
وأما كلمة إِخْصائيٍّ فقد خرجها على أنها نسبة إلى الْإِخْصَاء، مصدر الفعل أَخْصَى من قولهم: أخصى الرجل: تَعَلَّم علمًا واحدًا. ونسي الباحث أن كلام القدماء أقرب إلى الذم منه إلى المدح؛ فقد أطلق القدماء على من لا يعلم إلا علمًا واحدًا خَصِيّ العلماء؛ لأن هذا عجز منه؛ فالإخصاء ذم لا مدح، والْإِخْصَائِيّ يستعمل في مقام التحقير لا التبجيل. ولو صح أن الفعل أخصى هو الأصل فلماذا لم نستعمل اسم الفاعل منه مباشرة، فنطلق على المختص بعلم معين المخصي؟ "وانظر: "قل ولا تقل" لمصطفى جواد ص84".
2- "معجم الصواب اللغوي" للدكتور أحمد مختار عمر
155 - إِخْصَائيّ
الجذر: خ ص ص
مثال: إِخْصائيّ الجراحة
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورود الكلمة في مأثور اللغة.
الصواب والرتبة: -اخْتصاصي الجراحة [فصيحة]-مختص الجراحة [فصيحة]-إِخْصائي الجراحة [مقبولة]
التعليق: يمكن تخريج الكلمة المرفوضة على أنها نسبة إلى «إخصاء» مصدر الفعل «أخصى» من قولهم: أخصى الرجل: تعلم علمًا واحدًا. ويعكر على هذا التخريج أن الإخصاء عند القدماء ذم لا مدح، وهو يستعمل في مقام التحقير لا التبجيل. ولا يزيل الحرج عن مستعمل الكلمة إجازة مجمع اللغة المصري لها (وانظر: أخصّائي).
3- من "تقويم اللّسانين" للعلاّمة تقيّ الدين الهلالي بقلم الأستاذ العاصمي
103- يقال: طبيب إخْصائي وأَطِبّاء إخْصائيون، ولا يقال: طبيب أَخِصّائيّ، ولا أطبّاء أَخِصّائيون؛ فالإخْصائي منسوب إلى الإخصاء، ذكر الفيروزابادي في (القاموس) أنهم قالوا: (أخصى فلانٌ: إذا تعلم علماً واحداً)، فظن واضع الاصطلاح أن (الإخصاء) هو للمدح والتنبيه والتنويه، [أي لأنه دال على التخصص والتبحر في ذلك العلم]، فنسب إليه على صورة (إخْصائي)، وهذا النسب مخالف للذوق واللغة؛ وذلك أن (الإخْصائي) على وزن الإعدامي، إنما هو منسوب إلى الإخصاء، على وزن (الإعدام)؛ والإخصاء مشتق من (الخصِيّ) أي المَخصيّ؛ قال جار الله الزمخشري في (ربيع الأبرار) وهو كتاب مشهور: (إن من لا يعلم إلا فناً واحداً من العلم ينبغي أن يسمى "خصيّ العلماء")؛ والسبب في ذلك أن الوقوف على علم واحد عند القدماء كان عجزاً وعيباً. [و]من لفظ (الخصي) المذكور أخذوا الفعل (أخصى يُخصي)، والمصدر (الإخصاء)؛ فمعنى (أخصى فلان) هو: (صار خَصِيًّا في العلم)، مثل أثرى أي صار ثريا، وأفصح بمعنى اصبح فصيحاً.
قال مؤلف (القاموس): (وأخصى: تعلم علماً واحداً)؛ وفي قوله إشارة إلى أنه لم يتقن العلم الواحد، ولو كان فيه دلالة على الإتقان لقال: (تعلم علماً واحداً وأتقنه وبرع فيه ومهر فيه وتبحر فيه) وما إلى ذلك؛ فالإخصاء أقرب إلى الذم من المديح [في الأصل التصريح] به.
ثم إن قباحة اللفظ تدل على قبح معناه؛ وقد أحسَّ بذلك من اختاره لتأدية معنى (سبيسيا ليسْت) الفرنسية، فاجتنب اسم فاعله القبيح، وهو المُخصي على وزن المُثري، وأخذ مصدره (الإخصاء)، ونسب إليه؛ ليغطي على عواره ويستر من شَينه، مع أن العرب تقدم اسم الفاعل والصفة المشبهة على غيرهما في مثل هذا المعنى؛ لذلك قالت: (الرازق والمفسِد والمستقصي)، ولم تقل: (الرزْقي والإفسادي والاستقصائي)؛ وقالت: الشريف، ولم تقل: الشرفي، لتأدية معناه.
فأنت ترى أن الإخصائي اسم قبيح في المعنى وغلط في الوضع). انتهى.
ثم كَتب المؤلف في الهامش ما لفظه:
(من أدلتنا على صحة "المتخصص" قولُ القفطي في ترجمة ابن عبد الأعلى المنجم المصري: (وعلي هذا من المتخصصين بعلم النجوم، وله مع هذا أدب وشعر).