قال ــ حفظه الله ــ "" هذا وقد اشتهر في تحديد الالتفات مذهبان :
مذهب الجمهور ، ومذهب السكاكى .
أما الجمهور فيقولون في تحديده : إنه التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة بعد التعبير عنه بطريق آخر منها ، والطرق الثلاثة هي : التكلم والخطاب والغيبة .
وواضح من قولهم : بعد التعبير عنه بطريق آخر منها ، أنه لا يكون في أول الكلام سواء وافق مقتضي الظاهر أو خالفه ، فقول القائل ، وهو يعنى نفسه : ويحك ما فعلت وما صنعت ليس التفاتا عند الجمهور ، وإن كان مقتضي الظاهر أن يقول ويحى ما فعلت وما صنعت ومثل هذا كثير فى الشعر وخاصة في مطالع القصائد ، وهذا يعد التفاتا عند السكاكى ، لأنه يعنى به أن يعبر بطريق من هذه الطرق عما عبر عنه بغيره ، أو كان مقتضى الظاهر أن يعبر عنه بغيره ، وهذا القسم الأخير هو ما خالف فيه الجمهور ويشمل ما ذكرناه من قول القائل : ويحك ما فعلت لأنه عبر عن المتكلم بطريق المخاطب وكان مقتضي الظاهر أن يعبر عنه بطريق التكلم ، ولهذا قالوا إن كل التفات عند السكاكى التفات عند الجمهور من غير عكس ، وهذا واضح إن شاء الله "" . (( خصائص التراكيب الطبعة السابعة : ص : 286 ـــ 287 ))
أليس الصواب أن تعكس العبارة التي تحتها خط فيقال "" إن كل التفات عند الجمهور التفات عند السكاكى من غير عكس ""