وفاة العلامة الفقيه المفتي
الشيخ إبراهيم عطا الفيومي – رحمه الله -
في صبيحة يوم الخميس 16 من صفر 1432 هـ الموافق 20 من يناير 2011م .
بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره نحتسب عند الله تعالى سماحة الوالد الكريم فضيلة العلامة الفقيه المفتي المربي الشيخ إبراهيم عطا الفيومي - طيّب الله ثراه - الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ، كان - رحمه الله – آية في حفظ كتاب الله لا يكاد يخرم منه حرفــًا واحدًا ، كثير القراءة له في آناء الليل وأطراف النهار ، حسن الاستدلال بآيات الكتاب العزيز ، رائع الاستنباط لمعانيه ، أعجوبة في الفقه ومسائله ، وبخاصة علم المواريث ، خطيبـــًا مفوهًا يستميل قلوب الناس وعقولهم بقوة حجته ، ورجاحة أدلته ، وعذوبة أسلوبه ، كما كان رحمه الله يتمتع بالسجايا الكريمة ، فكان بارًا بأهله و صولا لرحمه ، حانيًا على أقاربه يتعاهدهم بنفسه وماله .
وخبر وفاته يستدل به – إن شاء الله – على حسن خاتمته : فقد استيقظ - رحمه الله – قبل الفجر بوقت طويل على عادته ، ثم صلّى ما شاء الله له أن يصلي من الليل ، وبعد ذلك أخذ يقرأ ورده من كتاب الله تعالى ثم أخذ يجهز لخطبة الجمعة ، وكان موضوعها ( التوبة والاستغفار )، فلما أذن المؤذن لصلاة الفجر سارع بالذهاب إلى المسجد القريب من منزله ؛ ليؤم المصلين هناك على عادته - بطلب منهم – وفي الركعة الثانية قرأ الفاتحة ، وبدأ يقرأ في سورة إذا بأمارات الموت تداهمه ، فاهتز جسده فخشي عليه من وراءه السقوط فاحتضنه بعضهم ، وبعد الصلاة أوصلوه إلى منزله فأخذ يوصي أولاده ببعض الوصايا الطيبة ، ثم استأثرت به رحمة الله ، وبعد الغسل طلب بعض أهله أن يروه فكشفوا عن وجهه فإذا هو كالبــــدر المنــــير ضياء وإشراقا .
ترك من الكتب المؤلفة كتابًا واحدًا هو : المرجع الأمين للخطباء والواعظين من ذخائر الهدي النبوي الشريف ، في جزأين وكان بصدد إخراج الجزء الثالث منه ، وخلف علمًا نشره بين الناس لا يجزيه عنه إلا الله تعالى .
وقد خلف من الأولاد ثلاثة بنين وبنتين نحسبهم - ولا نزكيهم على الله - من الصالحين.
فاللهم اغفر له وارحمه ، وأدخله الجنة ، وأجره من النار ، واجمعنا وإياه بنبيك صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى ، وارزقنا وإياه لذة النظر إلى وجهك الكريم . آمين .