بسم الله الرحمن الرحيم
إن العلماء حين ينطقون بالحكمة، ويلوكونها بألسنتهم، ويصوغونها بأيديهم، وتنطلق من بحر علومهم وفهومهم في سماء العلم والمعرفة، وترى يا أُخي وتشاهد آثار كلماتهم النيرة وقوة تأثيرها وحسنها وبلاغتها وفصاحتها، يجد القارئ الصغير أمثالي قلة باعه في العلم وضعف أسلوبه الكتابي وانحسار تفكيره وكثرة خطأه وقصور تصوره .
وإن أحسن هذا الكُتيتيب المسكين الكلام وصاغه وظن أنه بلغ ما لم يبلغه الفقيه المُتقِن، والبليغ المُفْهِم، والمحدث الحافظ، والنحوي المُفصح، والأديب الأخّاذ في أسلوبه، فقلما يُحسن المغزى والمراد، ويستقصي الموضوع، ويلملم متفرقه، ويشفي الغليل في بحثه و.. .
ووالله ثم والله لولا الفسحة التي أباح الله لنا أن نكتب من خلالها وعظيم الغفران، وسعة الفضل والعطاء من ربنا الكريم المتعال الذي يمحو التقصير الحاصل في كل ميدان عمل ومداد قلم، لَمَا كَتبنا أي حرف على ورق، وعدنا إلى أنفسنا نزكيها من هذا القصور الجاثم وهذا الفهم القاصر، وأجد أن هناك فسحة أخرى ومتنفس للكتابة وهو أنه لمّا أُمرنا ببذل الجهد والتبليغ في أي ناد حللنا وأي مكان اجتمعنا ، بدأنا نتقحم الكتابة إذ هي السلاح في مثل هذه التجمعات، وتزببنا ولم نتحصرم بعد.
ودوافع الكتابة كثيرة ولكني أتلمس ما أن عسى أن يكون شفيعا في دخول هذا الميدان - الذي لطالما تلهف إليه قلب القارئ الكريم محاولا أن يجد ما ينير بصيرته ويرتقي بثقافته ولكنه تفاجأ بظهور كاتب يملك قلم كليل البيان، قليل البضاعة والزاد - أنه لا رقي في سلم المجد وخصوصا مجد الكتابة إلا بالخطأ في التعليم والتدريب؛ ولذا ومن هذا المنطلق أرجو التنبيه والإشادة عند كل خطأ حصل مني لكي نرتقي.
...