تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 37

الموضوع: التربية الجنسية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي التربية الجنسية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ما يزال موضوع التربية الجنسية في الإسلام - على الرغم مماكتبه عنه بعض الباحثين المعاصرين - لم ينل حظه المطلوب من العناية والدراسة بالشكل الذي يجليه على أساس من التأصيل ...
    ما هو تعريف التربية الجنسية ؟ وهل عرفت العربية كلمة "جنس" بمعناها المستعمل اليوم وهل ألف علماء المسلمين مؤلفات مستقلة في الموضوع ؟وما هو المصطلح لذي وضعوه - قديما -مقابل مصطلح التربية الجنسية اليوم ؟ وما موقفهم من هذه التربية ؟ إلى أسئلة أخرى ترد على المتأمل في هذا الموضوع
    آمل أن نجد عند الإخوان ما ينفع ويبصر في هذا الشأن / والله من وراء القصد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    عقد الدكتور موريس بوكاي في كتابه الشهير"القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم "مبحثا تحت عنوان :القرآن والتربية الجنسية ،أكد فيه أنه منذ أربعة عشر قرنا نزل في القرآن حشد من التفاصيل عن الحياة العملية وفيما يختص بالسلوك الذي يجب أن يتبعه الناس في عديد من ظروف حياتهم ولم يستبعد القرآن الحياة الجنسية .
    وفي إطار تقديم أمثلة على ذلك يقول :"تشير عبارات قرآنية إلى سلوك الرجال في علاقتهم الأثيرة مع نسائهم في ظروف متنوعة" فيذكر من ذلك السلوك اللازم في مدة الحيض كما تشير الى ذلكالآيتان 222و223 من سورة البقرة:{ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فاتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم فاتو حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المومنين}
    ويعلق على ذلك قائلا : " لبداية هذه العبارة معنى واضح تماما فتحريم إقامة علاقات جنسية مع [الزوج] الحائض أمر قاطع أما الجزء الثاني فيشير الى الحرث الذي يسبق عند الباذر وضع البذور التي ستنبت زرعا جديدا إذن العبارة تؤكد بشكل غيرمباشر".."" على أهمية أن يكون واضحا لدى الإنسان أن الهدف النهائي للعلاقة الجنسية هو الإنجاب ..."
    إنها فعلا صورة من صور التربية الجنسية التي يطفح بها ديننا الحنيف والتي نجد لها جوانب شتى في الكتاب والسنة ...

  3. #3

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    برأي الشخصي أن مسألة الجنس في الإسلام ليست ذات موضوع مهم !
    ليس لشيء وإنما لكون المسلمين في السابق يدرسون أبناءهم و لابد جميع علوم الشريعة سواء من بنين أو بنات وعلوم الشريعة توضح هذا الموضوع بجلاء وسلاسة وبعد عن الإثارة وتوضح الأمور النفسية والفسيولوجية وغيرها.
    ولم يحدث الاشكال إلا ببعدنا عن شرعنا , واحتجنا لملأ هذا الفراغ بشيء سمعناه من غيرنا
    ولما درسه ودرًَََََسه من تلقاه على أنه الإثارة والأمور المخلة وألقاه بصيغة المرغب فيه حدثت ردة الفعل من كثير من الفضلاء.
    وإلا ففي كتب الفقه مثلاً من التصريح لا التلميح الشيء الذي يغني ويكفي ولكنه يتميز بالبعد عن الإثارة أو أي معنى يتبادر للذهن عند طرق مثل هذه المواضيع .
    والله يحفظكم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    اتفق مع الأخ الكريم في أن بعدنا عن ديننا من أسباب جهل الناشئة بالتناول الشرعي الشامل للحياة الجنسية للإنسان المسلم ، لكني لا أشاطره الرأي في أن موضوع الجنس غير مهم في الإسلام وأن الاهتمام به اليوم إنما هو وليد التقليد... مع أن الغرائز أو الدوافع كما يسميها البعض الآخر ترجع كلها الى أمرين اثنين هما :
    1- المحافظة على الذات،و يتحقق ذلك بواسطة غريزة الملكية التي توفر الطعام الذي هو أساس البقاء الشخصي وكل ما يحمي الإنسان {وإنه لحب الخير لشديد} ، {جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده}
    2- المحافظة على امتداد النسل ويتحقق بواسطة الغريزة الجنسية التي تنبعث بدورها من حفظ الذات ، فعمر الإنسان قصير وحياته منتهية وعزاؤه أنه يحيا في نسله {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين }
    وقد جمع القرآن الكريم بين هذين الدافعين - في إطار السمو بالغرائز الإنسانية - في نسق واحد فقال سبحانه على سبيل الإجمال :{المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا } وقال على سبيل التفصيل:{ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ...}
    واتجه القرآن بالدافع الجنسي الى طريقه المشروع الذي هو الزواج القائم على المودة والرحمة {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } محذرا في الوقت ذاته من الاستسلام لطغيان هذين الدافعين { ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون }، {إنما أموالكم أولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم }
    أما عناية المسلمين بالتربية الجنسية في التعليم فلا نعدم له ما يشهد له منذ صدر الإسلام إلى اليوم كقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : علموا فتياتكم القرآن ومن القرآن سورة النور ولا يخفى ما في التنصيص على تعلم سورة النور لما تعالجه مما يتعلق بالتربية الجنسية
    للحديث بقية

  5. #5

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    شكرا لك يا أخي على جمال تناولك .
    والذي أقصده أنه غير مهم بالنسبة للمسلمين هو : إفراد مصطلح التربية الجنسية أو العناية بها بأسلوب مخصوص أو طرق مخصوصة .
    فقد كانت مفردات هذه التربية (الجنسية) جميعها تأتي في خضم الدراسة الشرعية الشاملة وبأسلوب تدريس العلم الشرعي _ ويدخل فيه علوم اللغة والأدب_ فيحصل عند المتلقي من شفاء الصدر ووضوح المعلومة مالا يحتاج معه إلى البحث عن مصادر أخرى.
    والله يحفظكم.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    أشكرك أخي الكريم بدوري على أدبك الذي ينم عن شخصيتك التي أشعر بقربها مني كثيرا والأرواح جنود مجندة ما تعارف منه ائتلف وما تناكر منها اختلف، وما قلته فيما يتعلق بتناول هذا الموضوع في الثقافة الإسلامية بشكل غير مباشر صحيح
    وغير خاف أن القرآن والسنة لم يتناولا هذا الموضوع بأسمائه المعروفة في اللغة وإنما تناولاه بالكنايات اللطيفة والكلمات العفيفة بشكل يعلمنا النزاهة في التعبير عن هذا الموضوع عند ضرورة الكلام فيه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    جمع الأمة على عقيدة واحدة ومنهج تشريعي واحد.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    بارك الله فيك أخي الفاضل {أبو إبراهيم } وجازاك خيرا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    27

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    أعود إلى هذا الموضوع من جديد لأجيب على تلكم التساؤلات التي وضعتها منذ البداية وكنت أتمنى أن يشاركني إخواني في إعدادها...خصوصا وأن الأمر يتعلق بالتعاريف وبوضع الأعلام على الطريق حتى لا يظل السائر فيه
    وبعد فأقول متوكلا على الله مستعينا به :
    تطلق التربية الجنسية - في العصر الحاضر - فيراد بها كل التدابير التربوية التي من شأنها أن تؤدي إلى سلامة الحياة الجنسية عند الفرد ، وإلى تهيئه لمواجهة مشكلات الحياة المتمركزة حول الدافع الجنسي ، ثم تظهر بعد ذلك بشكل ما في خبرة كل إنسان عادي
    وعلى هذا فهي لون من ألوان التربية ، وهو ذلك اللون المنصب أساسا على ما يتعلق بالجانب الجنسي من حياة الإنسان أو بتعبير آخر هو : { جنس + تربية }
    لكن ما هو الجنس ؟ وما هي التربية ؟ وما صلتهما بالإسلام ؟
    أولا : الجنس:
    يقول الباحث المغربي المعروف عبد الكريم الخطيبي :"إن الحديث عن الجنس في الإسلام هو مباشرة ، وضع ترجمة من لغة إلى أخرى ، ومن حضارة إلى أخرى "وهذا صحيح إلى حد ما ، لكنه لا يمنع من وجود معنى " الجنس" في اللغة العربية ، وفي الوقت ذاته وجود ما يبرر استعمال الكلمة للتعبير عن حقائق موجودة وأصيلة في الإسلام ،وقد يكون " الجنس" بمثابة كأس صنعت في الغرب لشرب الراح واستعملت في الشرق لشرب الماء القراح
    يتبع

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    ما مفهوم الجنس في اللغة العربية؟ وهل الإنسان جنس أم نوع؟
    لم ترد كلمة "جنس" في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية ، حتى قيل إن الأصمعي كان يرد قول العامة : هذا مجانس لهذا ويقول : ليس بعربي صحيح ويقول هو كلام المولدين ، لكن ابن فارس يرد ذلك قائلا : إن هذا غلط على الأصمعي لأنه الذي وضع كتاب الأجناس وهو أول من جاء بهذا اللقب في اللغة .
    وأنا وجدت مالكا يستعمل هذه الكلمة في الموطا كما في قول الخليل الآتي
    وكيفما كان الحال فإن الذي يستفاد من المعاجم العربية في مجملها هو أن الجنس أعم من النوع فهو الأصل الذي تنشأ عنه عدة أنواع
    قال الخليل : كل ضرب جنس وهو من الناس والطير والأشياء والجمع أجناس ، ويجمع كذلك على جنوس
    قال الأنصاري يصف النخل:
    تخيرتها صالحات الجنو* * * س لا أستميل و لا أستقبل
    وعلى هذا فالإنسان جنس والإبل جنس ومن ثم يكون الذكر والأنثى نوعان وهو ما سياتي الحديث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    الحمد لله وحده
    اخوتي الكرام، حياكم الله وشكر لكم
    ينبغي التنبه الى قضية مهمة يغفل عنها كثير من الاخوان عند طرحهم لهذا الكلام وتناولهم لمسألة "التربية الجنسية" هذه على الأوساط الفكرية والدعوية. فالذي يقع اليوم هو ضغط من جهات سوداء مغرضة، لها في بلادنا أذنابها وأصابعها التي تعبث في الظلام، تريد أن يطبع المجتمع المسلم بالطابع الغربي الكافر بشتى السبل والطرق. فان انفتحت اليوم ثغرة صغيرة أمامهم، فلعلها غدا أن تصبح حفرة كبيرة، ولعلها أن تصير فيما بعد فجوة يمرون منها بسلاحهم وعتادهم ولا ننتبه نحن الا وقد غزوا حياة شبابنا وفكرهم ببضاعتهم النجسة، ولا حول ولا قوة الا بالله!
    فأنا أسأل، متى كان الصحابة والسلف من بعدهم وأئمة المسلمين يُنَظرون ويصنفون فيما يسميه المتأخرون اليوم بالتربية الجنسية أو الجنس في الاسلام أو ما الى ذلك؟؟ متى رأيتم اماما من أئمة المسلمين يفرغ وقته وجهده وطاقته ويضع مصنفا في كيفية تربية الأطفال جنسيا وتعليمهم الجنس؟؟ سبحان الله العظيم! هل يحتاج الانسان الى أن يعلمه أبواه كيف يأكل وكيف يشرب؟؟ هذه مسألة فطرية وغريزية محضة، بمجرد أن ينغلق الباب على الرجل وامرأته، فانها تخرج بتلقائية، ولا يكدرها كدر ولا يعكرها عكر الا ان كان في قلب أحدهما او كلاهما مرض أو في جسده ما يحتاج الى علاج! فان كان المرض من جهة عضوية فالأطباء والطبيبات يملأون العيادات والمستشفيات! وان كان من جهة الحالة النفسية أو ما الى ذلك، فلو أصلح الرجل وامرأته ما بينهما وبين ربهما لأنزل الله السكينة عليهما ولأذهب عنهما الشيطان، ولزال كل سوء وكدرة بينهما! اما أن يقال أن الشاب والفتاة يحتاجان الى تعليم الجنس أو الى أن يخصص لهما منذ الطفولة درس مستقل يتعلمان فيه الحياة الجنسية وما الى ذلك، فهذه يا اخوان هي دعوة أعداء الله الكفار، الذين لا علم لهم بوحي ولا دين ولا خلق ولا فضيلة! لما وجدوا في بلادهم الفتيات يحبلن في سن العاشرة والثانية عشر، وهن تلميذات في المدارس لا يتصور لهن لذلك، ووقع من جرائه العنت الشديد عليهن وعلى آبائهن، دعت الحاجة عندهم الى تعليم الشباب والفتيات ما أسموه "بالجنس الآمن" أو safe sex وهو كيفية الوقاية من الحمل واستمعال الواقيات والمانعات وما الى ذلك!! ولما كانت نظريات فرويد النفسية تقوم كلها على أن الانسان لا يدفعه في نفسه دافع الى أي عمل يعمله أو ارادة يريدها الا أن يكون ذلك هو الشهوة والغريزة الجنسية الدفينة المكبوتة، كان تنظيرهم لذلك الأمر مبنيا على مكر الشيطان بهم في تلك الجهة، وكان كلامهم فيها من سوء الى ما هو أسوأ ومن فحش الى ما هو أفحش!
    ولما جاءونا في جمعيات "حقوق الانسان" يقولون أن من حق الطفل والفتاة أن تعلموهما حقوقهما الجنسية، وكانت دعواهم شديدة البطلان، وعلموا أنها مرفوضة مردودة عندنا لا محالة، قالوا فلندعوهم اذا ليعلموا الشباب والفتيات "الثقافة الجنسية" حتى لا يقعوا في المعاناة من "الكبت" ومن الأمراض النفسية التي تؤدي الى فساد صحتهم النفسية والجسدية! فلعل هذه أن تكون خطوة تتبعها من بعدها خطوات!! كانوا من قبل يستنكرون أن تخرج المرأة من بيتها وتكشف وجهها واليوم يحرمون الختان بالقانون، ويمنعونها من لبس الحجاب بالقانون! فان هي الا خطوات يؤدي بعضها الى بعض!
    متى كان الناس في بلاد المسلمين يحتاجون الى أن تخرج عليهم امرأة فاجرة في برنامج يذاع ويبث على الملأ تتكلم فيه في "المشكلات الجنسية" وفي العلاقة الخاصة بين الرجل وامرأته؟؟ ومتى كان الناس في بلاد المسلمين يجتاجون الى أن توضع لهم المناهج التربوية التي تعلم الصغار الجنس في ضوء تعاليم الاسلام وما الى ذلك؟؟ انما هي خطوات تتبع خطوات، ولا حول ولا قوة الا بالله.
    لماذا نخافهم ونهابهم ونتأثر بدعواهم الى حد أن يتفرغ بعض فضلائنا للتصنيف في هذه المسألة ويكتب فيها كتبا يخلط فيها النقل من القرءان والسنة على النقل من أطبائهم وفلاسفتهم، وهو يحسب أنه يحسن العمل بذلك اذ يثبت أن الاسلام لا يخلو من تعليم الناس ما ينفعهم في هذا الباب؟؟ من الذي يزعم أن الاسلام يخلو من ضبط واصلاح لهذا الباب الحيوي في حياة الخلق؟ بل انه مبثوث في الكتاب والسنة لا يزال الناس يتعلمونه ويعلمونه أولادهم كل شيء في محله ومن مظنته، ولا يحتاجون الى جمعه في مصنفات مخصوصة تحت أمثال هذا العنوان المستفز "الجنس في الاسلام" أو "التربية الجنسية في الاسلام"! فما محله في باب الطهارة يأتي في باب الطهارة، وما محله في باب الحيض يأتي في باب الحيض، والذي مكانه هو باب النكاح يجدونه في باب النكاح، والذي لا مكان له الا كتب الطب فيدرسه أهل الطب، وهكذا.. أما تعليم الناس كيف يمارسون الجنس أو كيف يربى الصغار "تربية جنسية" صحيحة... فمن سلفكم في صوغ هذا المطلب على هذا النحو؟؟
    الله المستعان.
    ان الكفار لما غرقوا في الممارسات الجنسية الشاذة والمرضية، وفسدت فطرهم أشد الفساد، أصبحوا يرون أن الأمور الفطرية الغريزية تحتاج الى تعليم! وما هذا بدأب العقلاء فكيف بالمسلمين؟
    ما حاجة طفل صغير لأن يقال له هكذا يعمل الجهاز التناسلي وهكذا يكون الجماع وما الى ذلك من أمور ومعارف فطرية يكتسبها المرء بتلقائية، ولا يعمل بها ولا يمارسها حتى يمن الله عليه ببلوغ الباءة والنكاح؟؟ ما حاجة المسلمين لأن تشحن عقولهم وأفكارهم وتصوراتهم بتلك الأمور منذ الصغر وهم لن يكن لهم منها حظ قبل أن يتمكنوا من النكاح الشرعي الصحيح؟؟ وهل من السلف من كان يعلم أولاده الصغار شيئا من هذه الأمور أو يشغله بها؟؟ أبدا! أما الكفار فلما أصبح الجنس والشهوة دينهم وديدنهم والطفل والفتاة يحاصران به في كل مكان حتى انهم ليتنفسونه في الهواء من حولهم، أصبحوا يجدون الحاجة لأن يعلموا أولادهم شيئا في هذا الأمر عساهم ألا يقعوا في مرض جنسي أو في حمل بالسفاح أو ما الى ذلك!!
    ويحضرني الآن كلاما قرأته في مدونة كتبها بعض الباحثين الأمريكان، يذكرون فيها فيما ذكروا قصة امرأة جلست مع ابنتها جسلة تعلمها بعض الأمور المتعلقة بالجنس، وكان ذلك والفتاة عمرها ست عشرة سنة، فقالت لها الفتاة "ليتك علمتيني هذا الكلام قبل سنتين من الآن!!" ثم تحكي تلك الفتاة بعدما كبرت وأنجبت ابنة لها أنها لما جلست نفس تلك الجلسة مع ابنتها وهي في عمر الرابعة عشر، قالت لها: "ليتك علمتيني هذا الكلام قبل أربع سنوات من الآن!!" فأي كلام هو هذا الذي تعلمه لها والذي ندمت اذ لم تعلمه الأم لها؟ انه تعلم كيف تمارس الجنس بحرية مع الشباب دون خوف من المشكلات الصحية والنفسية وما الى ذلك! محور الأزمة عندهم والمشكلة هو كيف ننجو بالزنى والفعل الخسيس، هذه هي وباختصار!! فلماذا نتأثر بمحاولاتهم السفيهة العمياء لعلاج مشكلة ليست عندنا أصلا؟؟
    ومن الذي يطالبنا بالدفاع عن عناية ديننا بهذا الأمر الفطري الغريزي، وكيف ننساق نحن الى ذلك الفخ بهذه السهولة؟؟
    سبحان الله العظيم.
    أسأل الله العصمة والصيانة للمسلمين،
    والله الموفق المستعان.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    ~ المــرِّيـْـخ ~
    المشاركات
    1,261

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    اللهم لكَ الحمد . .

    ماتوا اللي يستحون الله يرحمهم ويلحقنا بهم ويختم لنا بالخاتمة الحسنة .
    يا ربِّ : إنَّ لكلِّ جُرْحٍ ساحلاً ..
    وأنا جراحاتي بغير سواحِلِ !..
    كُل المَنافي لا تبدد وحشتي ..
    ما دامَ منفايَ الكبيرُ.. بداخلي !

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    هل نتكلم بالعلم أم بالرجم بالغيب ؟
    إن القرآن تحدث كثيرا عن هذا الأمر- سميه ما شئت - حتى قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن بنات المسلمين : علموهن القرآن ومن القرآن سورة النور... ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم :"مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهن لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع " ألم يقل:" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء "
    وماذا عن هذا الموقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زوجه وأبوها كما رواه الشيخان :"عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت امرأة رفاعة القرظي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالسة وعنده أبو بكر فقالت : يا رسول الله إني كنت تحت رفاعى فطلقني فبث طلاقي فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وإنه والله ما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهدبة وأخذت هدبة من جلبابها ، فسمع خالد بن سعيد قولها وهو بالباب لم يؤذن له ، قالت : فقال خالد : يا أبا بكر ألا تنهى هذه عما تجهر به عند رسول الله ؟ فلا والله ما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسام على التبسم ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ لا حتى يذوق عسيلتك ، و تذوقي عسيلته " والأمثلة كثيرة جدا وستاتي في محلها من هذا البحث إن شاء الله
    ألم يقل سلمان الفارسي:" لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة "
    هكذا ولا عجب بعد ذلك أن يرفع الفقهاء شعار :"لا حياء في الدين " لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
    هل يمنع الحياء من تعلم أحكام الدين ؟
    إن أبناءنا وبناتنا لابد أن يعرفوا العبادات وشرائط صحتها من الطهارات وذلك يستدعي أمورا يطول شرحها هنا وستاتي بحول الله فيما بعد المهم أنه لا حياء في تعلم أحكام الدين و ما يضطر المتعلم إلى معرفته من الفروج وما تفرزه من بول أو مذي أو مني أو حيض الخ... وإدخال هذا في منافاة الحياء أقل ما يقال عنه إنه حياء زائف و لا أريد أن أقول جهل فاضح ...وإن من الواجب أن تعرف الأنثى ما يتعلق بالحيض والحمل والنفاس وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية الشي الذي لم يمنع الحياء منه نساء الأنصار كما هو معلوم بل إن الرجل لايستحيي أن يسأل أمه إن كانت فقيهة ولم يكن العلم بذلك إلا عندها فقد أتى أبو موسى الأشعري عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : لقد شق علي اختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أمر إني لأعظم أن أستقبلك به فقالت : ما هو ، ما كنت سائلا عنه أمك فسلني { وهي أم المومنين رضي الله عنها }فقال : الرجل يصيب أهله ثم يكسل و لا ينزل فقالت إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل فقال أبو موسى الأشعري : لا أسأل عن هذا أحدا بعدك أبدا .
    وسأقف فيما سيأتي عن جهود علماء المسلمين عبر العصور في الاهتمام بهذا الأمر وما خلفوا فيه من تراث علمي حري بالعناية والتعريف به
    يتبع

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    يا أخي الحبيب، سامحك الله وأصلح حالنا وحالك
    لا تتهم من يخالفك بالجهل وأنت لا تفهم قصده من كلامه! هل أنكرنا أنه قد سأل الصحابة عن تلك الأمور؟؟ هل أنكرنا أن لله أحكاما في أدق دقائقها؟؟ وهل نحن نتهم من يريد تعلم هذا الأمر ويسأل عنه بقلة الحياء؟؟ لم تفهم اذا شيئا مما كتبت في ردي الآنف!
    أنا أقول أن هذه المسائل مبثوثة في الكتاب والسنة كمسائل فقهية كل منها يتعلمه المسلم في محله وفي مظنته! فما كان منها من المعلوم من الدين بالاضطرار - كفقه الغسل والطهارة مثلا - وجب عليه تعلمه منذ الصغر، أما ما كان متعلقا بآداب النكاح وأحكام غرفة النوم، فلماذا يتعلمه صبي صغير لم يبلغ الحلم ولا الباءة ونحن نعلم أنه لا يزال بينه وبين الحاجة الى هذا العلم سنوات الله يعلم عددها؟؟ لو أنه سأل عن شيء لم يجز الكذب عليه أو تعميته عنه، وانما ينبغي أن يكون المجيب مراعيا لحاله، وينبغي عليه النظر في باعث هذا السؤال عنده، هل هو الفضول المحض - وكثيرا ما يكون هكذا - أم أنه من وحي رفقة فاسدة تبث اليه كلاما فاسدا مفسدا في هذا الباب؟؟ فان كان هذا هو ما يحمله على السؤال فليس العلاج كما يقول الراكبون في ركاب الغرب أن نقدم نحن له تفاصيل ذلك الأمر بصورة علمية وفي اطار شرعي بدلا من أن يحصل عليه من "مكان آخر"!! وانما العلاج أن نقطع السبيل ما استطعنا بينه وبين رفاق السوء والمفسدين، وتلك المصادر الأخرى التي يعرض بها هؤلاء، وأن نشغله بما يفيده ونمتص تلك الطاقة عنده فيما هو نافع! فهل هذا فهم يحتاج الى مصنفات فيما أسميتموه بالتربية الجنسية حتى يتحلى به المسلم في التعامل مع أبنائه؟؟
    أما ما تفضلت أنت بسوقه من أدلة على أن الصحابيات لم يكن يخجلن من السؤال عن تلك المسائل ومن كون عمر يأمر بتعليم الفتيات سورة النور، فهذا ليس ما أعترض عليه! فما الذي في سورة النور يا أخي الحبيب؟ هل فيها شيء مما يصطلح القوم عليه في أي سياق فكري كان بقولهم "الثقافة الجنسية"؟؟ الذي فيها ويلزم الفتيات تعلمه منذ الصغر هو آيات الحجاب وحفظ الفروج، لأن الفتاة قد تبلغ من سن العاشرة أو دونها فينبغي ألا تبلغ الا وقد علمت أن هذا في حقها من فرائض الدين كما هي الصلاة!
    ولو كنت تزعم أن قصد عمر أن يتفرغ المسلمون لتأليف مناهج فيما اصطلح عليه بعض الفضلاء بالتربية الجنسية في الاسلام، على غرار ما وضعه الكفار السفهاء من مؤلفات متخصصة في ذلك الأمر - واعذرني اذ صرحت بأنهم قد قلدوهم في ذلك مع حسن ظني بهم وبنيتهم - يجمعون لها تلك المسائل من كتب الفقه والتفاسير ثم يقولون علموا هذا لصغاركم منذ الطفولة فهذا هو الأمر المحدث الذي لن ترى لك سلفا فيه من المتقدمين مهما بحثت!
    فهل كانت الأمة كلها مفرطة في هذا الشق التربوي حتى جاء اخواننا المتأخرون هؤلاء - هداهم الله وأصلحهم - وزعموا أنه لن تصلح تربية المسلم والمسلمة الا بأن يتعلما "الجنس" منذ الصغر؟؟
    ثم تعال لأسألك ماذا تقصد بقولك "الجنس" بالضبط؟؟
    ان كنت تقصد هذه الأحوال التي ضربت عليها المثال فهذه أحكام نكاح وطهارة ونحوها، وتعلمها ومعرفة حكم الله فيها واجب على من تعرض لها، ويكون ذلك من مظانها وفي محلها كما ذكرت لك! أما ما يستهدفه الحالمون بالتغريب فهو تعليم "الجنس" نفسه، وتربية الشاب والفتاة على ألا يكون عندهما حياء من الأمر وعلى أن يستكشفا تلك الأمور بلا خجل ولا خوف..
    وتأمل فيما سقته لي أنت، كيف خجل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه من سؤال أم المؤمنين رضي الله عنها أشد الخجل، مع أن المقام مقام علم وتعلم لا ينبغي الخجل فيه.. وكان من الممكن أن ينطلق اليها يسألها دون أن يفرغ وسعه في تلمس ذلك العلم في تلك المسألة عند أقرانه من رجال الصحابة رضي الله عنهم جميعا! ولكن لولا أنه لم يجد الى ذلك سبيلا الا سؤال أم المؤمنين ما سألها! فأي درس تستفيده من هذا الحال الرباني الطاهر يا أخانا الكريم؟
    وتأمل كيف استنكر خالد على المرأة ما صرحت به أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسؤالها كان يمكن أن تعرضه بقولها مثلا: "لا أريد الحياة معه، وأريد الرجوع الى زوجي الأول فماذا أصنع؟" دون أن تصف تلك الصورة التي وصفتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فسؤالها لم يكن في ذات الفعل نفسه، ولم يكن يلزم له ذلك الكلام منها!
    أين هذا كله من دعواكم تعليم "الثقافة الجنسية" ونحوها للشباب والفتيات؟؟؟
    أي شيء هذا الذي تريدون لهم تعلمه وما كان المسلمون الذين يفقهون دينهم في نظركم يعتنون بتعليمه في وقته وفي محله لأولادهم، وبأي مسوغ تصنفون له كتبا - بغير سلف لكم في هذا - تحت ما أسميتموه - ويالقبح الاصطلاح! - بالتربية الجنسية؟؟؟
    تقول هداك الله: "إن أبناءنا وبناتنا لابد أن يعرفوا العبادات وشرائط صحتها من الطهارات وذلك يستدعي أمورا يطول شرحها هنا وستاتي بحول الله فيما بعد "
    وأقول وهل أنكرنا أن أبناءنا وبناتنا لابد أن يتعلموا شرائط صحة العبادات؟؟ فأي أمور تلك التي يستدعيها ذلك ويطول شرحها عندك وستأتي هنا فيما بعد؟؟ هل ستشرح لنا فقه الطهارة؟؟ سبحان الله!
    تقول: "وإن من الواجب أن تعرف الأنثى ما يتعلق بالحيض والحمل والنفاس وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية الشي الذي لم يمنع الحياء منه نساء الأنصار كما هو معلوم"
    ونقول نعم هذا صحيح! يجب أن تتعلم تلك الأمور جميعا، ولكن كيف يا ترى؟ في المدرسة في الفصل وسط زميلاتها؟؟ يجمع لها تلك الأمور جميعا في منهج الثقافة الجنسية وتتعلمه في الفصل هكذا على الملأ؟؟ نعلمها فقه النكاح وأحوال الرجل وامرأته في غرفة نومهما وهي بعد في المرحلة الابتدائية؟؟ أم أنها تعلمها أمها - وليت الأمهات يتعلمن دينهن حتى يكن أهلا لتعليمه لفتياتهن بلا حرج - أو تحضر دروس الفقه في المساجد، فتتعلم تلك المسائل كل مسألة في حينها وفي بابها من أبواب الفقه الذي يلزم الفتاة الصغيرة أن تتعلمه؟؟
    وفي زماننا هذا الذي أصبحت الشهوات تحاصر فيه الشباب والفتيات من كل ناحية، ما هو مقتضى الحكمة وقد صار الأمر لا يحتمل أن نلهب خيالهم وخيالهن بما لا يطيقون الصبر عليه؟؟ أن نعلمها ونعلمه تصور أمور لا طريق لهما الى بلوغه - مع شدة الاشتهاء - الا بعد سنوات من ذلك التعليم؟؟ أم أن نضع كل شيء في وقته وفي محله من تعلم فقه الدين؟ سبحان الله ماذا يريد لنا دعاة الثقافة الجنسية والتربية الجنسية وأمثال تلك المصطلحات الواسعة التي تبدأ من حيث يتكلم اخواننا وتمتد وصولا الى ما الله به عليم؟؟؟
    خطوة خطوة يقال لكم لا خجل ولا حياء في الدين، فبدلا من أن تسألوا عن الشيء عند الحاجة اليه وتطلبوا تعلمه اذ ذاك، نأتيكم به في فصول، ثم نزيدكم منه تفصيلا في دقائق علاقة الرجل بالمرأة، فهذه أمور تحتاجون اليها في حياتكم يوما ما ولا شك.. ثم اذا بنا نقلدهم حذو القذة بالقذة ولا حول ولا قوة الا بالله!
    فأرجوك يا أيها الأخ الكريم - وأنا أحسن الظن بنواياك - أن تراجع ما أنت بصدد كتابته في ضوء هذا الذي بينته لك قبل أن تكون من حيث لا تدري جسرا يعبر عليه أعداء دينك، ولا حول ولا قوة الا بالله.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    يا أخي الحبيب، سامحك الله وأصلح حالنا وحالك
    صدق القائل
    وكم من عائب قولا وآفته من الفهم السقيم!
    لا تتهم من يخالفك بالجهل وأنت لا تفهم قصده من كلامه!

    هل أنكرنا أنه قد سأل الصحابة عن تلك الأمور؟؟ هل أنكرنا أن لله أحكاما في أدق دقائقها؟؟ وهل نحن نتهم من يريد تعلم هذا الأمر ويسأل عنه بقلة الحياء؟؟ لم تفهم اذا شيئا مما كتبت في ردي الآنف!

    أنا أقول أن هذه المسائل مبثوثة في الكتاب والسنة كمسائل فقهية كل منها يتعلمه المسلم في محله وفي مظنته! فما كان منها مما يجب تعلمه وجوبا عينيا - كفقه الغسل والطهارة مثلا - وجب عليه تعلمه منذ الصغر، اذ أن مجرد دخوله في سن التكليف يوجبه عليه، أما ما كان متعلقا بآداب النكاح وأحكام غرفة النوم، فلماذا يتعلمه صبي صغير لم يبلغ الحلم ولا الباءة ونحن نعلم أنه لا يزال بينه وبين الحاجة الى هذا العلم سنوات الله يعلم عددها؟؟ فلو أنه سأل عن شيء لم يجز الكذب عليه أو تعميته عنه، وانما ينبغي أن يكون المجيب مراعيا لحاله، وينبغي عليه النظر في باعث هذا السؤال عنده، هل هو الفضول المحض - وكثيرا ما يكون هكذا - أم أنه من وحي رفقة فاسدة تبث اليه كلاما فاسدا مفسدا في هذا الباب؟؟ فان كان هذا الأخير هو ما يحمله على السؤال فليس العلاج كما يقول الراكبون في ركاب الغرب أن نقدم نحن له تفاصيل ذلك الأمر بصورة علمية وفي اطار شرعي بدلا من أن يحصل عليه من "مكان آخر"!! وانما العلاج أن نقطع السبيل ما استطعنا بينه ورفاق السوء والمفسدين، وأن نمنعه من تلك الأمور التي تثير هذه الرغبة عنده وتلك المصادر الأخرى التي يعرض بها هؤلاء، ويضعون رقاب المسلمين تحت رحمتها يرهنون عملهم برد الفعل تجاهها! وأن نشغله بما يفيده ونمتص تلك الطاقة عنده فيما هو نافع! فهل هذا فهم يحتاج الى بسطه مصنفات فيما أسميتموه "بالتربية الجنسية" حتى يتحلى به المسلم في التعامل مع أبنائه؟؟ وهل كان السلف مفتقدين لتلك النظرة الشرعية الصحيحة التي يوضع بها كل جزء من أجزاء ذلك الأمر في محله الصحيح، حتى لزمنا نحن الآن أن نضع مصنفات متخصصة فيما أسميتموه بالتربية الجنسية؟؟؟
    أما ما تفضلت بسوقه من أدلة على أن الصحابيات لم يكن يخجلن من السؤال عن تلك المسائل ومن كون عمر يأمر بتعليم الفتيات سورة النور، فهذا ليس ما أعترض عليه، بل هذه مصادرة على محل النزاع أصلا! فما الذي في سورة النور يا أخي الحبيب؟ هل فيها شيء مما يصطلح القوم عليه في أي سياق فكري كان بقولهم "الثقافة الجنسية"؟؟ الذي فيها ويلزم الفتيات تعلمه منذ الصغر هو آيات الحجاب وحفظ الفروج، لأن الفتاة قد تبلغ وتنبت في سن العاشرة أو دونها فينبغي ألا تبلغ الا وقد علمت أن هذا في حقها من فرائض الدين كما هو شأن الصلاة!
    ولو كنت تزعم أن قصد عمر هو أن يتفرغ المسلمون لتأليف مناهج فيما اصطلح عليه بعض الفضلاء بالتربية الجنسية في الاسلام، على غرار ما وضعه الكفار السفهاء من مؤلفات متخصصة في ذلك الأمر - واعذرني اذ صرحت بأنهم قد قلدوهم في ذلك مع حسن ظني بهم وبنيتهم - يجمعون لها تلك المسائل جمعا من كتب الفقه والتفاسير ثم يقولون علموا هذا لصغاركم منذ الطفولة فهذا هو الأمر المحدث الذي لن ترى لك سلفا فيه من المتقدمين مهما بحثت!
    فهل كانت الأمة كلها مفرطة في هذا الشق التربوي حتى جاء اخواننا المتأخرون هؤلاء - هداهم الله وأصلحهم - وزعموا أنه لن تصلح تربية المسلم والمسلمة الا بأن يتعلما "الجنس" منذ الصغر؟؟

    ثم تعال لأسألك ماذا تقصد بقولك "الجنس" بالضبط؟؟
    ان كنت تقصد هذه الأحوال التي ضربت عليها المثال فهذه أحكام نكاح وطهارة ونحوها، وتعلمها ومعرفة حكم الله فيها واجب على كل من تعرض لتلك الأحوال، ويكون ذلك من مظانها وفي محلها كما ذكرت لك! أما ما يستهدفه الحالمون بالتغريب فهو تعليم "الجنس" نفسه، وتربية الشاب والفتاة على ألا يكون عندهما حياء من الأمر ومن مطلق الكلام فيه، وعلى أن يستكشفا تلك الأمور بلا خجل ولا خوف، بدعوى أنهم متعرضون لها لا محالة حيثما ذهبوا!!
    وتأمل فيما سقته لي أنت، كيف خجل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه من سؤال أم المؤمنين رضي الله عنها أشد الخجل، مع أن المقام مقام علم وتعلم لا ينبغي الخجل فيه.. كان من الممكن أن ينطلق اليها يسألها دون أن يفرغ وسعه في تلمس ذلك العلم في تلك المسألة عند أقرانه من الصحابة رضي الله عنهم جميعا! ولكن لولا أنه لم يجد الى ذلك سبيلا الا سؤال أم المؤمنين ما سألها! فأي درس تستفيده من هذا الحال الرباني الطاهر يا أخانا الكريم؟ أن نجمع للناس المصنفات والكتب في "الثقافة الجنسية" ونضعها لهم يتدارسونها في المدارس وهم بعد أطفال صغار؟؟
    وتأمل كيف استنكر خالد على المرأة ما وصفته أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسؤالها كان يمكن أن تعرضه بقولها مثلا: "لا أريد الحياة معه، وأريد الرجوع الى زوجي الأول فماذا أصنع؟" دون أن تصف تلك الصورة التي وصفتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فسؤالها لم يكن في ذات الفعل نفسه، ولم يكن يلزم له ذلك الكلام منها! فان قلت فان كان هذا منكرا فلم لم ينكر الرسول عليها؟ قلت لك لأنه يظل في النهاية مقم استعلام وسؤال، والحرج مرفوع فيه أصلا، وليس قصدي أنها قالت قولا قبيحا، وانما أردت أن ألفت انتباهك الى رد فعل الصحابي الذي يدل على أن كلامها هذا في نظره كان خارجا على أصل الحياء الذي كان مبثوثا فيهم آنذاك!
    فأين هذا كله من دعواكم تعليم "الثقافة الجنسية" أو - وحتى لا أنسب لك ما لم تقل به بعد - "التربية الجنسية" ونحوها للشباب والفتيات منذ الصغر؟؟؟
    أي شيء هذا الذي تريدون لهم تعلمه وما كان المسلمون الذين يفقهون دينهم في نظركم في القرون الماضية يعتنون بتعليمه في وقته وفي محله لأولادهم، وبأي مسوغ تصنفون له كتبا - بغير سلف لكم في هذا - تحت ما أسميتموه - ويالقبح الاصطلاح! - بالتربية الجنسية؟؟؟
    تقول هداك الله: "إن أبناءنا وبناتنا لابد أن يعرفوا العبادات وشرائط صحتها من الطهارات وذلك يستدعي أمورا يطول شرحها هنا وستاتي بحول الله فيما بعد "
    وأقول وهل أنكرنا أن أبناءنا وبناتنا لابد أن يتعلموا شرائط صحة العبادات؟؟ فأي أمور تلك التي يستدعيها ذلك ويطول شرحها عندك وستأتي هنا فيما بعد؟؟ هل ستشرح لنا فقه الطهارة مثلا؟؟ سبحان الله!
    تقول: "وإن من الواجب أن تعرف الأنثى ما يتعلق بالحيض والحمل والنفاس وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية الشي الذي لم يمنع الحياء منه نساء الأنصار كما هو معلوم"
    ونقول نعم هذا صحيح! يجب أن تتعلم تلك الأمور جميعا، ولكن كيف يا ترى وأين؟ في المدرسة في الفصل وسط زميلاتها في كتاب التربية الجنسية؟؟ يجمع لها تلك الأمور جميعا في منهج مخصوص وتتعلمه في الفصل هكذا على الملأ؟؟ أم ترانا نعلمها فقه النكاح وأحكام وآداب الجماع وهي بعد في المرحلة الابتدائية؟؟
    أم أنها تعلمها أمها - وليت الأمهات يتعلمن دينهن حتى يكن أهلا لتعليمه لفتياتهن بلا حرج - أو تحضر دروس الفقه في المساجد، فتتعلم تلك المسائل كل مسألة في حينها وفي بابها من أبواب الفقه الذي يلزم الفتاة الصغيرة أن تتعلمه؟؟
    وفي زماننا هذا الذي أصبحت الشهوات تحاصر فيه الشباب والفتيات من كل اتجاه، ما هو مقتضى الحكمة وقد صار الأمر لا يحتمل أن نلهب خيالهم وخيالهن بما لا يطيقون الصبر عليه ولا يجدون له بعد سبيلا؟؟ أن نعلمها ونعلمه تصور أمور لا طريق لهما الى بلوغه - مع شدة الاشتهاء - الا بعد سنوات من ذلك التعليم؟؟ أم أن نضع كل شيء في وقته وفي محله من تعلم فقه الدين نفسه؟ سبحان الله ماذا يريد لنا دعاة الثقافة الجنسية والتربية الجنسية وأمثال تلك المصطلحات الواسعة القبيحة التي تبدأ من حيث يتكلم اخواننا وتمتد وصولا الى ما الله به عليم؟؟؟
    خطوة خطوة يقال لكم لا خجل ولا حياء في الدين، فبدلا من أن تسألوا عن الشيء عند الحاجة اليه وتطلبوا تعلمه اذ ذاك، نأتيكم به في الفصول، ثم نزيدكم منه تفصيلا في دقائق علاقة الرجل بالمرأة، فهذه أمور تحتاجون اليها في حياتكم يوما ما ولا شك.. ثم اذا بنا نقلدهم حذو القذة بالقذة ولا حول ولا قوة الا بالله!
    فأرجوك يا أيها الأخ الكريم - وأنا أحسن الظن بنواياك - أن تراجع ما أنت بصدد كتابته في ضوء هذا الذي بينته لك قبل أن تكون من حيث لا تدري جسرا يعبر عليه أعداء دينك، ولا حول ولا قوة الا بالله.

    (ملحوظة: هذا التعقيب هو تعديل للتعقيب السابق، تأخرت في كتابته الى ما بعد الفترة المسموح بها في التعديل.. فأرجو اهمال التعقيب السابق وقراءة هذا في مكانه.. بارك الله فيكم)
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أستأنف أحاديثي عن التربية الجنسية في الإسلام وأبدأ بتصحيح عبارتي السابقة : "ومن ثم يكون الذكر والأنثى نوعان / والصواب نوعين وأرجو أن يقوم الإخوة المشرفون مشكورين بتصحيحها في مكانها الأول إن أمكن ، وأثني بالاعتذار للأخ الكريم أبي الفداء عما اعتبر نفسه مقصودا به في حين كان ردي موجها أساسا إلى من اعتبرالحديث في هذا الأمر قلة حياء أما فيما عدا ذلك فيبدو من كلام الأخ الأخير أن الخلاف بيننا شكلي بحيث لا يمكن بحال تجريد التربية الإسلامية في شمولها من الاهتمام بالجانب الجنسي في حياة الإنسان من المهد إلى اللحد
    ثم أقول بعد ذلك متوكلا على الله : وهذا ما يميل إليه بعض العلماء كالشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله الذي يقول "إن الجنس هو ما يمكن أن ينشأ منه أفراد متساوون فأنا أقول : إنسان = جنس ، لأنه ينشأ منه نوعان وهما : ذكر وأنثى و لا اختلاف في تكوينهما الحقيقي " في حين هناك من قال إن الإنسان "نوع"
    قال الفيومي في المصباح المنير :"الجنس : الضرب من كل شيء والجمع أجناس وهو أعم من النوع فالحيوان جنس والإنسان نوع "
    وهذا ما يدل عليه الجنس عند المناطقة إذ الجنس عندهم هو ما يدل على كثيرين مختلفين في الواقع ، والجنس عندهم : قريب أو بعيد أو وسط ، والأول - و هو الذي يعنينا هنا -هو ما لا جنس تحته بل تحته الأنواع كالحيوان فإنه لا جنس تحته و إنما تحته الأنواع كالإنسان والفرس ونحوهما ...
    واستعمل علم الأحياء "الجنس" على أنه " أحد شطري الأعضاء المتعضية مميزا بالذكورة أو الأنوثة فذكر نوع من الأنواع وبخاصة النوع البشري جنس يناظره جنس الإناث ، وهو ما أقره المجمع اللغة العربية بالقاهرة - انظر المادة في المعجم الوسيط
    ويبدو من خلال ما تقدم أن القول الأول أكثر انسجاما مع ما اتفق عليه الجميع من أن الجنس أعم من النوع ...
    يتبع

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    أما "الجنس " في اللغات اللاتينية فجاء من الكلمة sexiis وهي مشتقة من فعل لا تيني معناه {يبتر } أو {يقطع} والرومان هم أول من ابتدع هذه الكلمة ، ويذكر صلاح حافظ أن أول ذكر لهذه اللفظة في التاريخ كله جاء على لسان "شيشرون" في مقالة عن فن الخطابة حين قال :إن الإنسان يسمى ذكرا أو أنثى على أساس "جنسه"
    وتعني اليوم كلمة{ sex في الأنجليزية } و {sexe في الفرنسية }ما بين الذكر والأنثى من تمايز من حيث التناسل ، وذلك بحسب إفراز الخلايا المنوية للذكر والبييضة للأنثى ، وبهذا المعنى انتقلت كلمة "جنس" إلى اللغة العربية فأصبحت تعني ذلكم التمايزبين الذكر والأنثى والذي يرتبط أساسا بالتناسل الجنسي
    هكذا نجد أن هناك ما يبرر وضع كلمة "جنس" في مقابل كلمة "sex " من حيث الوضع اللغوي ، أما من حيث ما تحمله من دلالة فيعبر عنه مثل قول الله عز وجل :{ يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } وقوله سبحانه :{ يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء }
    والغرض من التزويج - كما قال الفارسي - التوالد والتناسل

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    ثانيا : التربية
    على قدر ما تصطبغ كلمة "جنس" بصبغة الترجمة كما تقدم بقدر ما تبدو كلمة "تربية" أكثر التصاقا بالعربية وبلإسلام إلى درجة الالتحام
    إن كلمة تربية في اللغة العربية ترجع إلى أصول ثلاثة :
    1- النمو والزيادة من ربا يربو أي نما وزاد
    2-النشأة والترعرع من ربي يربى أي نشأ وترعرع
    3-الإصلاح والرعاية من رب يرب أي أصلحه ورعاه
    وهي معان تلتقي مجتمعة في التربية
    ودون التوغل في التفاصيل المتعلقة بهذه المعاني كما وردت في المعاجم اللغوية تكفي الإشارة هنا إلى أن كلمة "الرب" في حق الله تعالى تحمل أكثر من دلالة الشيء الذي جعل كثيرا من العلماء والمفسرين يقولون إن كلمة"الرب" ذات علاقة متينة بالتربية فالله تعالى هو المربي الحق العالم بشؤون الخلق و ما يصلحهم ويهديهم إلى النهج القويم ...
    يتبع

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: التربية الجنسية

    الأخ المعيار ماض في سرد ما عنده على أي حال ولا يعنيه من يريد مناقشته في طرحه هذا وفيما يدعو اليه!
    انا لله وانا اليه راجعون!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •