ترعرع في ظل اسرته يحفظ القران على شيوخ النجع وكان اية فالحفظ والفهم
الحلقة الثانية:
هجرته من وطنة إلي ارض الكنانة مصر
بعد احتلال إيطاليا لليبيا أيقن الشيخ بأنه لا مستقبل في هذا البلد تحت السيطرة الإيطالية فقرر الهجرة إلى مصر ، يقول الشيخ عن تلك الرحلة: (( فقصدنا الحدود الشرقية ووصلنا مرسى مطروح سنة 1924 ولم يبق معنا من المال إلا جنيه واحد فقط ولم يكن ذلك كافيا للاستمرار في رحلتنا وكانت مدينة الحمام مقصدنا التى لا تبعد كثيرا عن مدينة الإسكندرية ومن مفارقات الدهر أننا طلبنا من سائق سيارة مصرى أن يوصلنا إلى ما نريد رفض ذلك وطلب منا جنيها وستين قرشا علما بأننا أخبرناه أنه لم يبق معنا إلا جنيه واحد ... وحينها تقدم إلينا سائق أجرة آخر وعندما عرف أنني قاصد المعهد الأزهرى في الإسكندرية قال : إذا كنت طالبا أزهريا سأنقلكم إلى أينما تريدون بدون مقابل ولله في خلقه شؤون" فوصلت الإسكندرية ومكثت مع ابن عم لى يدعى محمود محمد إبراهيم شهرين كاملين وكان رجلا عطوفا حنونا على فالتحقت بالمدرسة في الإسكندرية بمنطقة القبارى سنة 1925 وقابلت شيخين أولهما صاحب المدرسة الشيخ عيد جمعة والأخ الشيخ/ محمد عمر وقابلوني مقابلة حسنة كضيف وليس كطالب وقد أوصى صاحب المدرسة عيد جمعة الشيخ : محمد عمر بتحفيظى القرآن الكريم والاعتناء بى ،وبالفعل سهر على تحفيظى الكتاب فختمته ولله الحمد في سنة واحدة وكان عمرى واحدا وعشرين سنة ومن كرمهم انهم خيرونى بين ثلاثة أماكن للإقامة من بينها بيت الشيخ عيد جمعة أو مكان مبارك تحت نفقته أو خلوة الجامع وهى التى اخترتها لأنها تقام فيها صلاة الجماعة . تقدمت إلى المعهد الأزهري بالإسكندرية وطلب منى مديره أن احضر رسالة من القنصلية الإيطالية لكي يتسنى لي اللحوق بالمعهد فأخبرته بأنني هارب من جحيم إيطاليا بليبيا وأنا لا أعتبر ايطاليا تمثلني وبهذه الحجة رفضوني ولم أقبل في المعهد الديني لعدم اعترافي لا بالسيادة ولا بالسلطة الإيطالية وكنت عندها أكملت حفظ القرآن الكريم وبدأت اقرأه وأحفظه للطلبة بالمدرسة التي عينت نائبا لمديرها في غيابه سنة1926 فعدت الكرة على المعهد الأزهري فرع الإسكندرية سنة 1927وكان عمري 23 سنة ويقبل الطلاب الذين هم دون 16 سنة ويكون سليم البدن وهذه المواصفات بالطبع لا توجد في ...ولكن هذه المرة قبلوني لوساطة نقيب المحامين الشرعيين في الإسكندرية محمد عبدالنبى الجازوى وقد امضوا جميعا لكفالتي وأعطوني الورقة لآخذها إلى المعهد ، وقد تكفل بنفقتي رجل صعيدي يدعى سلام حسين زهرة وقد أخذ على عاتقه نفقتي وقال لى (( حتى إذا بعت جبتي هذه التي على ظهري لأصرف عليك )) .