جاء في علل الإمام أحمد :
سُئِلَ عَنْ حَدِيثٍ رَاوَهُ يُوسُفُ الْقَطَّانُ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلا كَانَ يَتَعَشَّقُ امْرَأَةً فَذَهَبَ لِيُوَاقِعَهَا فَصَارَ مَعَهُ مِثْلُ الْهُدْبَةِ، فَنَزَلَتْ {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} "
فَقَالَ: مَا أُرَى هَذَا إِلا كَذَّابٌ أَوْ كَذِبٌ، وَأَنْكَرَهُ جِدًّا.
==========
ما وجه تكذيب الإمام له؟
هل هنالك راوٍ يروي عن كذابين فيحتمل أن يكون أخذ هذا عنهم؟
بنفس طريقة إعلال حديث مسلم في خلق الله السماوات والأرض في سبعة أيام؟
مع العلم أن الحديث له طرق أخرى منها مثلاً ما ورد عند الطبري في تفسيره وكذلك عبد الرزاق في مسنده:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ذَكَرَ امْرَأَةً وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ النَّبِيِّ فَاسْتَأْذَنَهُ لِحَاجَةٍ، فَذَهَبَ فِي طَلَبِهَا فَلَمْ يَجِدْهَا، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُبَشِّرَ النَّبِيَّ بِالْمَطَرِ، فَوَجَدَ الْمَرْأَةَ جَالِسَةً عَلَى غَدِيرٍ، فَدَفَعَ صَدْرَهَا، وَجَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا فَصَارَ ذَكَرُهُ مِثْلَ الْهُدْبَةِ، فَقَامَ نَادَمًا حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ فَأَخْبَرَهُ بِمَا صَنَعَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : " اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ وَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ "، ثُمَّ تَلا عَلَيْهِ:{ وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ}
ولعل هذا علته محمد بن مسلم.
وعند البيهقي : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَانِئٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الحديث...
وقال العراقي في تخريج الإحياء : إسناده جيد
وجدير بالذكر أن الحديث المخرج في الصحيحين أنكره أيضاً البرديجي وأبو حاتم الرازي.
ونص الحديث برواية البخاري عن أنس بن مالك:
كُنْتُ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي أصَبْتُ حَدًّا فأقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: ولَمْ يَسْأَلْهُ عنْه، قَالَ: وحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلَاةَ، قَامَ إلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي أصَبْتُ حَدًّا، فأقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ، قَالَ: أليسَ قدْ صَلَّيْتَ معنَا قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فإنَّ اللَّهَ قدْ غَفَرَ لكَ ذَنْبَكَ، أوْ قَالَ: حَدَّكَ.