الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه . أمابعد : فإن النصيحة مقتضى الإسلام وثمرة الدين ، وإن من النصيحة بيان الخلل وكشف الزلل ، لكل من كان للحق محبا ، لأن العقيدة وديعة رسولنا (عليه الصلاة والسلام ) عندنا ، وأمانة الله في ذمتنا .
وإن بين يديك – أخي الكريم - أقوالا وجدناها في كتبهم مسطورة ، وعلى ألسنتهم مشهورة ، وإننا على يقين تام أنك حين تقرؤها ، ستجدها معارضة لما عندك - وفقك الله – من صحيح الإعتقاد وسلامة التوحيد ، وهي للطريقة البرهانية الدسوقية ، أثبتناها من مراجعها ونقلناها من مصادرها ليرجع إليها من أراد الحق وسلك السبيل ، فنقول : -

* أولا : من الذي كتب بالقلم على اللوح المحفوظ ؟ !

يجيبك صاحب الفطرة السليمة أن الله أمر القلم فكتب ، كما في " البخاري " ، ولكن لشيخ البرهانية الدسوقي رأي آخر إذ يقول في ديوانه " ابتسام المدامع " – ص296 :



وإن طباق العرش تحت قوائمي ** ورجلي على الكرسي ثمة ترفع

وأ جري على اللوح المقادير ما ** أشا وبالقلم الأعلى فكفي بارع



ثانيا:محو الزلات والخطايا لمن ؟!
يقول الدسوقي :
قوائم العرش يدي عندها وصلت ** قرأت في اللوح اسمي رمز سرياني
محوت زلة مريدي من جوانبه ** وفي قبة المجد عزرائيل وافاني

ثالثا :من الذي نجَى الأنبياء من أقوامهم ؟

يقول الدسوقي : أنا كنت مع نوح بما شهد الورى ** بحارا وطوفانا على كف قدرتي
أنا كنت مع إدريس لمَا أتى العلى ** وأسكن في الفردوس أنعم بقعة
أنا كنت ملقى والخليل بناره ** ومابرَد النيران إلا بدعوتي
أنا كنت مع يعقوب في عشو عينه ** وما برأت عيناه إلا بتفلتي
" ديوان ابتسام المدامع - ص : 277 – 278 "
إلى أن يقول –عامله الله بعدله - :
أنا الواحد الفرد الكبير بذاته ** أنا الواصف الموصوف شيخ الطريقة
أنا القطب شيخ الوقت في كل حالة ** أنا العبد إبراهيم شيخ الطريقة

رابعا : من الذي لايخفى عليه شيء ، ولو كانت نملة سوداء على صخرة صمَاء في ليلة ظلماء ؟!

يقول الدسوقي : وأعلم ماقد كان في زمن مضى ** وحالا وأدري ما أفاد مضارع
ولو خطرت في أسود الليل نملة ** على صخرة صمَاء إني أطالع
" ابتسام المدامع – ص 295 "
ويقول تلميذه محمد عبده البرهاني : " وهكذا فإنَ الكمَل من البشر من رسول ونبي وصحابي وولي يعلمون الغيب الذي لايطلع عليه الملائكة ، ولاغيرهم " انظر كتابه " تبرئة الذمة – ص 281 "
نقول : والله ما قدروا الله حق قدره ، وتعالى الله أن يماثله بشر .

خامسا :من خير الناس بعد رسول الله –عليه الصلاة والسلام - ؟

يقول الدسوقي – غارقا في الغلو - : لو بعث بعد النبي حقا نبي ** كنت من بعد نبيي مرسلا
" ابتسام المدامع – ص 294 "

سادسا :هل هناك معبود سوى الله ؟

يقول محمد عثمان عبده البرهاني متحدثا عن النبي – عليه الصلاة والسلام – " فسميَته محمد وأحمدا ومحمودا ، وجعلته عابدا ومعبودا ""تبرئة الذمة –ص40"

وبعد أخانا الحبيب ... لو قال يهودي : أنا أطالع اللوح المحفوظ ، لقلنا : ليس فوق الكفر ذنب ، ولو قال قسيس من النصارى : أنا أمحو زلة أتباعي من اللوح المحفوظ ، لقلنا : الشيء من معدنه لايستغرب ، ولو قال مجوسي : أنا وضعت قدمي على الكرسي ، وأمسكت بالعرش ، لقلنا : من عبد النار فهو أحق بالوقوع فيها .. ولكن أن يصدر هذا الكلام ممن يدَعي الاسلام فهو الخطب المدلهم والشرر المستطير ، الذي ليس له نظير ، فالله المستعان .
وقد يقول قائل بقي في قلبه شيء من خداع القوم : هذه كتب مفتراة وأقوال مدعاة ، لايقول الشيخ ذلك ولا تلميذه كذلك ، قلنا : هل طالعت صحيفتهم ( رايات العز ) – العدد الثاني – ذوالحجة 1422 ؟ ففيها تبشير بديوانهم " ابتسام المدامع " وتلميع لكتابهم " تبرئة الذمة " في طبعته الجديدة ، والاعتراف سيِد الأدلة والأقوال ، والإقرار حاكم على الأعمال والأفعال .

أخي – بارك الله فيك - إن يكن هذا هو الدين ، فحقَ لها أن تضيع فلسطين ، وحقَ للأمريكان تدمير بلاد الأفغان .. ولكن بحمد الله أن دين الإسلام ضد هذا كله وحرب عليه وعداوة معه ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .
وقد يقول آخر : كيف راج هذا عليهم ؟ نقول : إن الشيطان يقدم بضاعته في ثوب برَاق ، وشعار رقراق ، وصوت دفَاق ، ينخدع به من لم يعبر ببصيرة العلم إلى سوح السنة ورحاب القرآن وهدي الصحابة ، فلا يغرنَك شجى أصواتهم فإنها تخفي عوراتهم ، ولا مدائحهم فإن تحتها قبائحهم ، وزن منهجك بالعلم النبوي لابالعواطف فإن كثيرا منها عواصف ، سدَد الله الجميع للحق ، ووفقنا لهداية الخلق ، وصلى الله على نبينا أفضل من وطئ الثرى ، وعلى آله وصحبه أسود الشرى ، والسلام .







·