صادق الفجر ين في جواب البحرين:في علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما تاليف العلامة السيد نعمان خير الدين العلوي الالوسي مدرس المدرسة المرجانية ببغداد المتوفى سنة 1317 هجرية ولد عام 1252 وهو من بني موسى الكاظم رضي الله عنه ارخ ولادته الشاعر العراقي عبد الحميد الاطرقجي بابيات منها بيت التاريخ:
له ثبت الحق الصريح من العلي ____وتاريخه حق لنعمان ثابت
ثم نشاء بتربية والده وقراء عليه وعلى غيره من مشايخ بغداد حتى تخرج به وتادب بادبه وبرع في العلوم وصار المشار اليه والمعول في الفتوى عليه فوعظ ودرس والف ونفع الطلاب وخدم العلم وجمع من نفائس الكتب مكتبة اوقفعا في مدرسة المرجانية وكان رحمه الله تعالى سلفي العقيدة واسع الاطلاع مشاركا في العلوم العقلية والنقلية منور الفكر ذا تحصيل رصين وقلب منور جيد النظم بديع التحرير يوقد ذكائه وفطنة كريما حليما صادق اللهجة حمولا - في اللهجة البغدادية صاحب نخوة يقال ابن حمولة -ودودا وقورا متواضعا برا شهما له عدة مصنفات منها هذا الكتاب ومنها الجواب الفسيح في رده على النصارى وجلاء العينين وغالية المواعظ وسلس الغانيات والحباء في الايصاء واكمل حاشية القطر لوالده وقد طبعت الا هذا الكتاب وتصانيف اخر وتوفي رحمه الله سنة 1317 رحمه الله والمسلمين ) منقول من مخطوطة له لم تطبع بعد .
اقول والكتاب لا يزال مخطوطاً وتوجد منه نسخه في مكتبه الأوقاف العامة ببغداد برقم 70509 في اكثر من 71 من القطع الكبير اول المخطوط :( الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ةنبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فقد سال سائل بقوله ما قول علماء بغداد وفقهم الله تعالى لارشاد العباد فيما رواه الحافظ الترمذي الامام في سننه من قوله عبيه الصلاة والسلام داعيا لمعاوية بن ابي سفيان اللهم اجعله هاديا مهديا وذكره ايضا العلامة ابن حجر المكي في كتابه تطهير الجنان وغيره من ذوي التاليف المرضية فهل هذا الحديث صحيح ام ضعيف او موضوع مردود وهل صح في مناقب معاوية شئ من الاحاديث النبوية او ما ورد من مناقبه حسن او غريب او ضعيف وهل حديث لا اشبع الله بطنه وكذا صاحب سري معاوية وامثاله او موضوعة وهل يعذر فيما فعله في عذراء قتل حجر بن عدي واصحابه كما عذر في حرب صفين بانه اجتهد واخطاء فله اجر واحد كما لسائر المجتهدين وهل الحق زيادا بنسبه مع علمه بانه ليس ابن ابيه وهل علم بحديث عمار وان قاتله في النار ..............)والسؤال طويل والجواب عنه اطول بكثير ولكنه رحمه فصل القول وازاح الشبهة ووضح الغامض باسلوب العالم النحرير والاديب البصيرمع ما تضمنه المخطوط من فوائد جمة في الشعر والادب والسيرة والتراجم والتاريخ والدفاع عن عرض امهات المؤمنين رضي الله عنهن والثناء على خير الخلق بعد رسوله اصحابه الكرام واعطاء اهل بيت رسول الله حقهم من المدح والثناء والوصية بهم دون غلو او مغالاة وهو منهج اهل السنة والجماعة عكس مذهب اهل الرفض والشناعة والقدح في خيار الخلق في الامة بعد رسوله ثم ذكر في اخر الكتاب الجليل والسفر الكبير ما نصه وهو خلاصة الموضوع ولب المقصود (يقول العبد الفقير الى الله سبحانه محرر الجواب الجامع لفرائد هذا الكتاب قد نجز على وجه الاختصار تحبيره وكمل مع تشتت الفكر وضعف القوى وتحريره اذ هذه المطالب يحتاج بسطها الى اسفار ولاينقضى الجدال بها حتى ينقي الليل والنهار على ان العلماء جزاهم الله خير الجزاء قد نمقوا فيها كتبا كثيرة ودفاتر وفيرة صغيرة وكبيرة ولاينبغي الان لاصحاب هذا الزمان الا ما عليه الجمهور ولاينبش من المسلمين من سترته القبور ولقد احسن القائل :
لعمرك ان في ذنبي لشغلا ------ لنفسي عن ذنوب بني امية
الى ربي حسابهم تناهى --------اليه ذلك لا اليّه
وليس بضائ ما قد اتوه ------اذا ما الله يغفر ما لدية
وعلى الورع ذي الدين الرصين ان يعرف لاهل بيت النبوة رضي الله عنهم اجمعين حقوقهم الشرعية وينزلهم في منزلته المرعية ويواليهم في ظاهره وباطنه ويعد ذلك من شعبة من شعب ايمانه ويعلم ان الاصحاب اليذين جاء الثناءعليهم في الكتاب شيدوا الدين وبذلوا نفوسهم واموالهم في نصرة سيد المرسلين فرضي الله عنهم ورضوا عنه كما ورد به الفرقان المبين وكاني بحاسد خبيث القلب وجاعل الحسنة مكان الذنب او اخفاء الحسنات مكان السيئات وتعظيم صغير السيئات يفوق نحوي سهام الاعتراض ويقرض اوراقي بين الجهلة بحديد لسان كالمقراض بل يرمني كما رمى عبد الرزاق والنسائي والحاكم ويعد ذلك نصيحة في الدين واخذا بصنع الغافلين ولم يعلم انه فقير مخطئ اثم فيزين له شيطان عمله ويمنيه ولم يدر الجهول انه والعياذ بالله تعالى في لظى يرميه بهذا التمويه واني لولا لزوم رد الجواب وعدم كتمان الصواب لما اجريت اوهم القلم في هذا الميدان ولضربت عنه صفحا الى اخر الزمان فنسئله سبحانه ان يصلح حالنا ويبلغنا امالنا ويعفو عنا وعن المسلمين ويميتنا على السنة واليقين انه ارحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وكان الفراغ من تحرير هذا الكتاب سن 1331 سنة احدى وثلاثين وثلثمائة والف هجرية ) انتهى علما ان الاستاذ اياد القيسي رعاه الله اعده ضمن مجموع نعمان الالوسي والذي سيطبع عما قريب بحول الله وقوته .