المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حسن الشمري
أخي الكريم لقد مر السياب بأكثر من مرحلة فكرية وكل ما تنقله من إلحاد من شعر تلك المرحلة ، أتمنى أن تطلع على آخر كتبه كنت شيوعيا وعلى قصيدة من آخر قصائدة قالها في مرض الموت
سفر أيوب
لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبدّ الألم،
لك الحمد، إن الرزايا عطاء
وان المصيبات بعض الكرم.
ألم تُعطني أنت هذا الظلام
وأعطيتني أنت هذا السّحر؟
فهل تشكر الأرض قطر المطر
وتغضب إن لم يجدها الغمام؟
شهور طوال وهذي الجراح
تمزّق جنبي مثل المدى
ولا يهدأ الداء عند الصباح
ولا يمسح اللّيل أو جاعه بالردى.
ولكنّ أيّوب إن صاح صاح:
«لك الحمد، ان الرزايا ندى،
وإنّ الجراح هدايا الحبيب
أضمّ إلى الصّدر باقتها،
هداياك في خافقي لا تغيب،
هداياك مقبولة. هاتها!»
أشد جراحي وأهتف
بالعائدين:
«ألا فانظروا واحسدوني،
فهذى هدايا حبيبي
وإن مسّت النار حرّ الجبين
توهّمتُها قُبلة منك مجبولة من لهيب.
جميل هو السّهدُ أرعى سماك
بعينيّ حتى تغيب النجوم
ويلمس شبّاك داري سناك.
جميل هو الليل: أصداء بوم
وأبواق سيارة من بعيد
وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد
أساطير آبائها للوليد.
وغابات ليل السُّهاد، الغيوم
تحجّبُ وجه السماء
وتجلوه تحت القمر.
وإن صاح أيوب كان النداء:
«لك الحمد يا رامياً بالقدر
ويا كاتباً، بعد ذاك، الشّفاء!»
فهل يمكن أن يقول هذه الأبيات ملحد ؟؟
أنتظر إفادة مشايخنا الكرام
محبك أبو حسن الشمري
الأستاذ الشيخ (أبو حسن الشمري)
سعدت بهذه المداخلة وهذا الحضور المبارك
شكرا شكرا شكرا كقلبك وخلقك وأدبك!
أخي الحبيب:
من البديهي أنه لا يجوز لأحد أن يحول بين العبد وبين التوبة
ومن البديهي أن الله عز وجل لا يعجزه شيء فرحمته واسعة
ومن البديهي أن الأديب تدينه تركته من فكر وقول ، لذا ليست القضية الأولى هل تاب ؟هل يترحم عليه؟ فهذا بينه وبين ربه .
والسياب رجل بث في حروفه الضلالات والوثنيات والأساطير وهي حقائق
ولا أريد أن أتعلق بأهداب قصة يلفها الغموض !!
فمن اضطراب التفكير والبعد عن الموضوعية أن أصف شعره بالنقاء والتجديد و أن أنصبه رمزا ومنارة للشباب وأوهمهم أن قنن الإبداع حرام على أقلامهم إذ لم يسرحوا أنظارهم في ضلالاته ووثنياته!!
وآثار الحداثة السرطاني ليست في العقيدة فحسب بل في الخطاب الثقافي كذلك وقد بينها الناقد الكبير / وليد قصاب في كتابه الجليل : (الحداثة العربية الشعرية) كالضعف الفني والغموض (فالنص ليس له معنى محدد ولو كان نصا من الوحيين) ، والاستهانة بهيبة الشعر وفتح الباب للدخلاء فكل من رص حروفا وكلمات أصبح شاعرا كبيرا والاستهانة باللغة العربية والتشجيع على اللحن الفاحش ونشر العامية...
فانظر أليس من الخديعة والظلم أن أطلب من الشباب أن يقرؤوا لهؤلاء ؟!
وعذرا على الإطالة أيها الحبيب الموفق!