بحث في تفسير قوله تعالى:{ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ..}
ليلى باقيس
29: متى كان صرف القبلة إلى الكعبة.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يونس بن بكيرٍ، وحدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قالا جميعًا: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، قال: أخبرني سعيد بن جبيرٍ أو عكرمة، شكّ محمّدٌ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «لمّا صرفت القبلة عن الشّام إلى الكعبة، وصرفت في رجبٍ على رأس سبعة عشر شهرًا من مقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة، أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رفاعة بن قيسٍ، وقردم بن عمرٍو، وكعب بن الأشرف، ونافع بن أبي نافعٍ هكذا قال ابن حميدٍ، وقال أبو كريبٍ، ورافع بن أبي رافعٍ، والحجّاج بن عمرٍو حليف كعب بن الأشرف، والرّبيع بن الرّبيع بن أبي الحقيق، وكنانة بن الرّبيع بن أبي الحقيق، فقالوا: يا محمّد ما ولاّك عن قبلتك الّتي كنت عليها وأنت تزعم أنّك على ملّة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك الّتي كنت عليها نتّبعك ونصدّقك وإنّما يريدون فتنته عن دينه. فأنزل اللّه فيهم:{سيقول السّفهاء من النّاس ما ولاّهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}إلى قوله:{إلاّ لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه}».). [جامع البيان: 2/ 617-625]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (- حدّثني عمران بن موسى، قال: حدّثنا عبد الوارث، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: «صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نحو بيت المقدس بعد أن قدم المدينة ستّة عشر شهرًا، ثمّ وجّه نحو الكعبة قبل بدرٍ، بشهرين».). [جامع البيان: 2/ 617-625]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف كم صلى إلى بيت المقدس، ففي البخاري: ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، وروي عن أنس بن مالك: تسعة أو عشرة أشهر، وروي عن غيره: ثلاثة عشر شهرا، وحكى مكي عن إبراهيم بن إسحاق أنه قال: أول أمر الصلاة أنها فرضت بمكة ركعتين في أول النهار وركعتين في آخره، ثم كان الإسراء ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الآخر، قبل الهجرة بسنة، ففرضت الخمس، وأمّ فيها جبريل عليه السلام، وكانت أول صلاة الظهر، وتوجه بالنبي صلى الله عليهما وسلم إلى بيت المقدس، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في ربيع الأول، وتمادى إلى بيت المقدس إلى رجب من سنة اثنتين، وقيل إلى جمادى، وقيل إلى نصف شعبان»). [المحرر الوجيز: 1/ 365-366]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: «صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفاعة بن قيس وقردم بن عمرو وكعب بن الأشرف ونافع بن نافع والحجاج بن عمرو حليف كعب بن الأشرف والربيع بن أبي الحقيق وكنانة بن أبي الحقيق فقالوا له: يا محمد ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك وإنما يريدون فتنته عن دينه، فأنزل الله: {سيقول السفهاء من الناس} إلى قوله: {إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} أي ابتلاء واختبارا {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} أي ثبت الله {وما كان الله ليضيع إيمانكم} يقول: صلاتكم بالقبلة الأولى وتصديقكم نبيكم وإتباعكم إياه إلى القبلة الآخرة أي ليعطينكم أجرهما جميعا {إن الله بالناس لرؤوف رحيم} إلى قوله: {فلا تكونن من الممترين}».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري قال: «صرفت القبلة نحو المسجد الحرام في رجب على ستة عشر شهرا من مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء وهو يصلي نحو بيت المقدس فأنزل الله حين وجهه إلى البيت الحرام {سيقول السفهاء من الناس} وما بعدها من الآيات فأنشأت اليهود تقول: قد اشتاق الرجل إل بلده وبيت أبيه وما لهم حتى تركوا قبلتهم يصلون مرة وجها ومرة وجها آخر وقال رجال من الصحابة: فكيف بمن مات وهو يصلي قبل بيت المقدس وفرح المشركون وقالوا: إن محمد قد التبس عليه أمره ويوشك أن يكون على دينكم فأنزل الله في ذلك هؤلاء الآيات».
وأخرج مالك وأبو داود في ناسخه، وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن سعيد بن المسيب: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بعد أن قدم المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ثم تحولت القبلة إلى الكعبة قبل بدر بشهرين».
وأخرج ابن عدي والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن المسيب قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما قدم المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ثم حول بعد ذلك قبل المسجد الحرام قبل بدر بشهرين».
وأخرج أبو داود في ناسخه عن سعيد بن عبد العزيز: «أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس من شهر ربيع الأول إلى جمادى الآخرة».).[الدر المنثور: 2/ 5-17]
30: سبب التحوّل للكعبة
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ): (باب قوله تعالى: {سيقول السّفهاء من النّاس ما ولّاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}
4486 - حدّثنا أبو نعيمٍ، سمع زهيرًا، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي اللّه عنه: «أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى، أو صلّاها، صلاة العصر وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد باللّه، لقد صلّيت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الّذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالٌ قتلوا، لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}» ). [صحيح البخاري: 6/ 21]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، قال البراء: «صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرًا، وكان يشتهي أن يصرف إلى الكعبة. قال: فبينا نحن نصلّي ذات يومٍ، فمرّ بنا مارٌّ، فقال: ألا هل علمتم أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد صرف إلى الكعبة؟ قال: وقد صلّينا ركعتين إلى ها هنا، وصلّينا ركعتين إلى ها هنا قال أبو كريبٍ: فقيل له: فيه أبو إسحاق؟ فسكت».). [جامع البيان: 2/ 617-625]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا النّفيليّ، قال: حدّثنا زهيرٌ، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار، وأنّه صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى صلاة العصر، ومعه قومٌ فخرج رجلٌ ممّن صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم ركوعٌ، فقال: أشهد لقد صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة. فداروا كما هم قبل البيت، وكان يعجبه أن يحوّل قبل البيت. وكان اليهود قد أعجبهم هذا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك».). [جامع البيان: 2/ 617-625]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (- حدّثنا أبو زرعة، ثنا الحسن بن عطيّة، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ، قال: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد صلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يحبّ أن يوجّه نحو الكعبة، فأنزل اللّه تعالى:{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام} قال: فوجّه نحو الكعبة، وقال السّفهاء من النّاس- وهم اليهود- ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها؟ فأنزل اللّه:{قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}».
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا هاجر إلى المدينة أمره اللّه أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود فاستقبلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بضعة عشر شهرًا، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحبّ قبلة إبراهيم، فكان يدعو اللّه وينظر إلى السّماء، فأنزل اللّه:{ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}فأنزل اللّه عزّ وجلّ فولّوا وجوهكم شطره يعني نحوه فارتاب من ذلك اليهود وقالوا:{قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}»..). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 247-248]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت س) - البراء بن عازب رضي الله عنهما: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال: أخواله - من الأنصار، وأنّه صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلّاها صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن صلّى معه، فمرّ على أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة، فداروا - كما هم قبل البيت - وكانت اليهود قد أعجبهم ; إذ كان يصلّي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت، أنكروا ذلك».
قال: وفي رواية: «أنه مات على القبلة - قبل أن تحوّل - رجالٌ وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم؟ فأنزل الله عز وجل: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}[البقرة: 143]».
وفي أخرى: «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يوجّه إلى الكعبة، فأنزل اللّه عز وجل {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء} فتوجّه نحو الكعبة، فقال السّفهاء - وهم اليهود -: {ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم} [البقرة: 142]» هذه رواية البخاري ومسلم.
وأخرجه الترمذي قال: «لمّا قدم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدينة، صلّى نحو بيت المقدس ستّة - أو سبعة - عشر شهراً، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يوجّه إلى الكعبة، فأنزل الله تبارك وتعالى: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام} فوجّه نحو الكعبة، وكان يحبّ ذلك، فصلّى رجلٌ معه العصر، قال: ثم مرّ على قومٍ من الأنصار وهم ركوعٌ في صلاة العصر نحو بيت المقدس. فقال: هو يشهد أنّه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قد وجّه إلى الكعبة، فانحرفوا وهم ركوعٌ».). [جامع الأصول: 2/ 10-12]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال البخاريّ: حدّثنا أبو نعيم، سمع زهيراً، عن أبي إسحاق، عن البراء -رضي اللّه عنه-: «أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلاها، صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ. فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد باللّه لقد صليت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالًا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}», انفرد به البخاريّ من هذا الوجه. ورواه مسلمٌ من وجهٍ آخر.
وقال محمّد بن إسحاق: حدّثني إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي نحو بيت المقدس، ويكثر النّظر إلى السّماء ينتظر أمر اللّه, فأنزل اللّه:{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}فقال رجالٌ من المسلمين: وددنا لو علمنا علم من مات منّا قبل أن نصرف إلى القبلة، وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس؟ فأنزل اللّه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}وقال السّفهاء من النّاس -وهم أهل الكتاب-: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل اللّه:{سيقول السّفهاء من النّاس}إلى آخر الآية».
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا الحسن بن عطيّة، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:«كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد صلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان يحبّ أن يوجّه نحو الكعبة, فأنزل اللّه: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}»، قال: «فوجّه نحو الكعبة. وقال السّفهاء من النّاس -وهم اليهود-: {ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}، فأنزل اللّه: {قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}».
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لمّا هاجر إلى المدينة، أمره اللّه أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بضعة عشر شهرًا، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحب قبلة إبراهيم، فكان يدعو اللّه وينظر إلى السّماء، فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{فولّوا وجوهكم شطره}أي: نحوه. فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل اللّه:{قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}».وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ:«أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لمّا هاجر إلى المدينة، أمره اللّه أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بضعة عشر شهرًا، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحب قبلة إبراهيم، فكان يدعو اللّه وينظر إلى السّماء»، فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{فولّوا وجوهكم شطره}أي: نحوه. فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل اللّه:{قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}».). [تفسير ابن كثير: 1/ 452-454]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وكان يكثر الدعاء والابتهال أن يوجّه إلى الكعبة، التي هي قبلة إبراهيم، عليه السّلام، فأجيب إلى ذلك، وأمر بالتوجّه إلى البيت العتيق، فخطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم النّاس، وأعلمهم بذلك.). [تفسير ابن كثير: 1/ 452-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه والترمذي والنسائي، وابن جرير، وابن حبان والبيهقي في "سننه" عن البراء بن عازب: «أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أخواله من الأنصار وأنه صلى إلى بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت وأن أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت ثم أنكروا ذلك وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجالا وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم}».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والدارقطني والبيهقي عن البراء قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يجب أن يصلي نحو الكعبة فكان يرفع رأسه إلى السماء فأنزل الله {قد نرى تقلب وجهك} الآية، فوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله: {قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
بقالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي عن ابن عباس قال: «أول ما نسخ في القرآن القبلة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم وكان يدعو الله وينظر إلى السماء فأنزل الله:{قد نرى تقلب وجهك}إلى قوله:{فولوا وجوهكم شطره}يعني نحوه فارتاب من ذلك اليهود وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله:{قل لله المشرق والمغرب}وقال:{أينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة الآية 115]».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه عن أبي العالية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نظر نحو بيت المقدس فقال لجبريل: «وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها» فقال له جبريل: إنما أنا عبد مثلك ولا أملك لك شيئا إلا ما أمرت فادع ربك وسله فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل فأنزل الله: {قد نرى تقلب وجهك في السماء}[البقرة الآية 144] يقول: إنك تديم النظر إلى السماء للذي سألت {فول وجهك شطر المسجد الحرام} يقول فحول وجهك في الصلاة نحو المسجد الحرام {وحيث ما كنتم} يعني من الأرض {فولوا وجوهكم} في الصلاة {شطره} نحو الكعبة».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري قال: «صرفت القبلة نحو المسجد الحرام في رجب على ستة عشر شهرا من مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء وهو يصلي نحو بيت المقدس فأنزل الله حين وجهه إلى البيت الحرام {سيقول السفهاء من الناس} وما بعدها من الآيات فأنشأت اليهود تقول: قد اشتاق الرجل إل بلده وبيت أبيه وما لهم حتى تركوا قبلتهم يصلون مرة وجها ومرة وجها آخر وقال رجال من الصحابة: فكيف بمن مات وهو يصلي قبل بيت المقدس وفرح المشركون وقالوا: إن محمد قد التبس عليه أمره ويوشك أن يكون على دينكم فأنزل الله في ذلك هؤلاء الآيات».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
31: الصلاة التي تحوّل فيها النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه شطر المسجد الحرام.
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت مالكا يحدث: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم أمر بالتحويل إلى الكعبة، فتحول إلى الكعبة في صلاة الصبح؛ فذهب ذاهبٌ إلى قباء، فوجدهم في صلاة الصبح، فقال لهم: إن النبي عليه السلام قد أنزل عليه القرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستداروا وهم في الصلاة طائعا لله وإتباعا لأمره، قال: ونزل القرآن:{سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب}»). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 138-139]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ): (باب قوله تعالى: {سيقول السّفهاء من النّاس ما ولّاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}
4486 - حدّثنا أبو نعيمٍ، سمع زهيرًا، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي اللّه عنه: «أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى، أو صلّاها، صلاة العصر وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد باللّه، لقد صلّيت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الّذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالٌ قتلوا، لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}» ).[صحيح البخاري: 6/ 21]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ( قوله: «أو صلاها» شكّ من الرّاوي، قوله: «صلاة العصر» بالنّصب بدل من الضّمير المنصوب الّذي في صلاها، قوله: «رجل» قيل هو عباد بن نهيك الخطمي الأنصاريّ قاله أبو عمر في كتاب الاستيعاب وقال ابن بشكوال: هو عباد بن بشر الأشهلي.) . [عمدة القاري: 18/ 94-95]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيّ ُ (ت: 923هـ) : («وأنه صلىأوصلاها صلاة العصر» بالشك من الراوي ونصب صلاة بدلًا من الضمير المنصوب في صلاها .).[إرشاد الساري: 7/ 15]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا النّفيليّ، قال: حدّثنا زهيرٌ، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار، وأنّه صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى صلاة العصر، ومعه قومٌ فخرج رجلٌ ممّن صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم ركوعٌ، فقال: أشهد لقد صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة. فداروا كما هم قبل البيت، وكان يعجبه أن يحوّل قبل البيت. وكان اليهود قد أعجبهم هذا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك».). [جامع البيان: 2/ 617-625]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعدٍ الكاتب، قال: حدّثنا أنس بن مالكٍ، قال: «صرف نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نحو بيت المقدس تسعة أشهرٍ أو عشرة أشهرٍ، فبينما هو قائمٌ يصلّي الظّهر بالمدينة، وقد صلّى ركعتين نحو بيت المقدس، انصرف بوجهه إلى الكعبة، فقال السّفهاء:{ما ولاّهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}».). [جامع البيان: 2/ 617-625]
وقال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت س) - البراء بن عازب رضي الله عنهما: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال: أخواله - من الأنصار، وأنّه صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلّاها صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن صلّى معه، فمرّ على أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة، فداروا - كما هم قبل البيت - وكانت اليهود قد أعجبهم ; إذ كان يصلّي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت، أنكروا ذلك».
قال: وفي رواية: «أنه مات على القبلة - قبل أن تحوّل - رجالٌ وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم؟ فأنزل الله عز وجل:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}[البقرة: 143]».
وفي أخرى: «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يوجّه إلى الكعبة، فأنزل اللّه عز وجل{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء}فتوجّه نحو الكعبة، فقال السّفهاء - وهم اليهود -:{ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم}[البقرة: 142]» هذه رواية البخاري ومسلم.
وأخرجه الترمذي قال: «لمّا قدم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدينة، صلّى نحو بيت المقدس ستّة - أو سبعة - عشر شهراً، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يوجّه إلى الكعبة، فأنزل الله تبارك وتعالى:{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}فوجّه نحو الكعبة، وكان يحبّ ذلك، فصلّى رجلٌ معه العصر، قال: ثم مرّ على قومٍ من الأنصار وهم ركوعٌ في صلاة العصر نحو بيت المقدس. فقال: هو يشهد أنّه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قد وجّه إلى الكعبة، فانحرفوا وهم ركوعٌ».
وأخرجه النسائي قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فصلى نحو بيت المقدس ستّة عشر شهراً، ثمّ إنّه وجّه إلى الكعبة، فمرّ رجلٌ قد كان صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم على قومٍ من الأنصار، فقال: أشهد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجّه إلى الكعبة، فانحرفوا إلى الكعبة».
شرح الغريب:
(قبل البيت) أي: حذاءه، وجهته التي تقابله.
(شطر الشيء) جهته ونحوه). [جامع الأصول: 2/ 10-12]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال البخاريّ: حدّثنا أبو نعيم، سمع زهيراً، عن أبي إسحاق، عن البراء -رضي اللّه عنه-: «أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلاها، صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ. فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد باللّه لقد صليت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالًا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}», انفرد به البخاريّ من هذا الوجه. ورواه مسلمٌ من وجهٍ آخر.). [تفسير ابن كثير: 1/ 452-454]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( وكان أوّل صلاةٍ صلاها إليها صلاة العصر، كما تقدّم في الصّحيحين من رواية البراء. ووقع عند النّسائيّ من رواية أبي سعيد بن المعلى: أنّها الظّهر. ). [تفسير ابن كثير: 1/ 452-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه والترمذي والنسائي، وابن جرير، وابن حبان والبيهقي في "سننه" عن البراء بن عازب: «أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أخواله من الأنصار وأنه صلى إلى بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت وأن أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت ثم أنكروا ذلك وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجالا وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله:{وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم}».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن جرير عن أنس قال: «صلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس تسعة أشهر أو عشرة أشهر فبينما هو قائم يصلي الظهر بالمدينة وقد صلى ركعتين نحو بيت المقدس انصرف بوجهه إلى الكعبة فقال السفهاء:{ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عثمان بن عبد الرحمن قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلي انتظر أمر الله في القبلة وكان يفعل أشياء لم يؤمر بها ولم ينه عنها من فعل أهل الكتاب فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر في مسجده قد صلى ركعتين إذ نزل عليه جبريل فأشار له أن صل إلى البيت وصلى جبريل إلى البيت وأنزل الله {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} و{وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون} قال: فقال المنافقون: حن محمد إلى أرضه وقومه، وقال المشركون: أراد محمد أن يجعلنا له قبلة ويجعلنا له وسيلة وعرف أن ديننا أهدى من دينه، وقال اليهود للمؤمنين: ما صرفكم إلى مكة وترككم به القبلة قبلة موسى ويعقوب والأنبياء والله إن أنتم إلا تفتنون، وقال المؤمنون: لقد ذهب منا قوم ماتوا ما ندري أكنا نحن وهم على قبلة أو لا قال: فأنزل الله عز وجل في ذلك {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} إلى قوله{إن الله بالناس لرؤوف رحيم}».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن محمد بن عبد الله بن جحش قال: «صليت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرفت القبلة إلى البيت ونحن في صلاة الظهر فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا فاستدرنا معه».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
32: استجابة المؤمنين لأمر الله تعالى بالتحول للكعبة.
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت مالكا يحدث: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم أمر بالتحويل إلى الكعبة، فتحول إلى الكعبة في صلاة الصبح؛ فذهب ذاهبٌ إلى قباء، فوجدهم في صلاة الصبح، فقال لهم: إن النبي عليه السلام قد أنزل عليه القرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستداروا وهم في الصلاة طائعا لله وإتباعا لأمره، قال: ونزل القرآن:{سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب}»). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 138-139]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ): (باب قوله تعالى: {سيقول السّفهاء من النّاس ما ولّاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}
4486 - حدّثنا أبو نعيمٍ، سمع زهيرًا، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي اللّه عنه: «أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى، أو صلّاها، صلاة العصر وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد باللّه، لقد صلّيت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الّذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالٌ قتلوا، لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}» ). [صحيح البخاري: 6/ 21]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ( قوله: «رجل» قيل هو عباد بن نهيك الخطمي الأنصاريّ قاله أبو عمر في كتاب الاستيعاب وقال ابن بشكوال: هو عباد بن بشر الأشهلي .) . [عمدة القاري: 18/ 94-95]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيّ ُ (ت: 923هـ) : (وصلى معه عليه الصلاة والسلام قوم لم أعرف أسماءهم فخرج رجل هو عباد بن بشر أو عباد بن نهيك ممن كان صلى معه عليه الصلاة والسلام فمرّ على أهل المسجد من بني حارثة والمسجد بالمدينة أو مسجد قباء وهم راكعون».).[إرشاد الساري: 7/ 15]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (- أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا إسحاق، عن زكريّا، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ، قال: «قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة فصلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر شهرًا، ثمّ إنّه وجّه إلى الكعبة، فمرّ رجلٌ قد كان صلّى مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على قومٍ من الأنصار فقال: أشهد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد وجّه إلى الكعبة فانحرفوا إلى الكعبة».). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 16]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا النّفيليّ، قال: حدّثنا زهيرٌ، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار، وأنّه صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى صلاة العصر، ومعه قومٌ فخرج رجلٌ ممّن صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم ركوعٌ، فقال: أشهد لقد صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة. فداروا كما هم قبل البيت، وكان يعجبه أن يحوّل قبل البيت. وكان اليهود قد أعجبهم هذا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك».). [جامع البيان: 2/ 617-625]
بقال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت س) - البراء بن عازب رضي الله عنهما: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال: أخواله - من الأنصار، وأنّه صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلّاها صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن صلّى معه، فمرّ على أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة، فداروا - كما هم قبل البيت - وكانت اليهود قد أعجبهم ; إذ كان يصلّي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت، أنكروا ذلك».
قال: وفي رواية: «أنه مات على القبلة - قبل أن تحوّل - رجالٌ وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم؟ فأنزل الله عز وجل:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}[البقرة: 143]».
وفي أخرى: «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يوجّه إلى الكعبة، فأنزل اللّه عز وجل{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء}فتوجّه نحو الكعبة، فقال السّفهاء - وهم اليهود -:{ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم}[البقرة: 142]» هذه رواية البخاري ومسلم.
وأخرجه الترمذي قال: «لمّا قدم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدينة، صلّى نحو بيت المقدس ستّة - أو سبعة - عشر شهراً، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يوجّه إلى الكعبة، فأنزل الله تبارك وتعالى:{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}فوجّه نحو الكعبة، وكان يحبّ ذلك، فصلّى رجلٌ معه العصر، قال: ثم مرّ على قومٍ من الأنصار وهم ركوعٌ في صلاة العصر نحو بيت المقدس. فقال: هو يشهد أنّه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قد وجّه إلى الكعبة، فانحرفوا وهم ركوعٌ».
وأخرجه النسائي قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فصلى نحو بيت المقدس ستّة عشر شهراً، ثمّ إنّه وجّه إلى الكعبة، فمرّ رجلٌ قد كان صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم على قومٍ من الأنصار، فقال: أشهد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجّه إلى الكعبة، فانحرفوا إلى الكعبة».
شرح الغريب:
(قبل البيت) أي: حذاءه، وجهته التي تقابله.
(شطر الشيء) جهته ونحوه). [جامع الأصول: 2/ 10-12]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال البخاريّ: حدّثنا أبو نعيم، سمع زهيراً، عن أبي إسحاق، عن البراء -رضي اللّه عنه-: «أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلاها، صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ. فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد باللّه لقد صليت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالًا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}», انفرد به البخاريّ من هذا الوجه. ورواه مسلمٌ من وجهٍ آخر.). [تفسير ابن كثير: 1/ 452-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه والترمذي والنسائي، وابن جرير، وابن حبان والبيهقي في "سننه" عن البراء بن عازب: «أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أخواله من الأنصار وأنه صلى إلى بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت وأن أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت ثم أنكروا ذلك وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجالا وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله:{وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم}».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه وأبو يعلى والبيهقي في "سننه" عن أنس: «أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس فلما نزلت هذه الآية{فول وجهك شطر المسجد الحرام}مر رجل من بني سلمة فناداهم وهم ركوع في صلاة الفجر نحو بيت المقدس ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة مرتين فمالوا كما هم ركوع إلى الكعبة».
وأخرج مالك، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه والنسائي عن الن عمر قال: «بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة القرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوهم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة» .). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة عن عمارة بن أوس الأنصاري قال: «صلينا إحدى صلاتي العشي فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة فنادى أن الصلاة قد وجبت نحو الكعبة فحول أو انحرف أمامنا نحو الكعبة والنساء والصبيان».
وأخرج ابن أبي شيبة والبزار عن أنس بن مالك قال: «جاءنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن القبلة قد حولت إلى بيت الله الحرام وقد صلى الإمام ركعتين فاستداروا فصلوا الركعتين الباقيتين نحو الكعبة».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
يتبع